دين (معتقد)

من أجل استخدامات أخرى، انظر دين (توضيح).

الدين (بالإنجليزية: Religion) هو نظام اجتماعي-ثقافي من السلوكيات والممارسات المعينة، والأخلاق، والنظرات العالمية، والنصوص، والأماكن المقدسة، أو النبوات، أو المنظمات، التي تربط الإنسانية بالعناصر الخارقة للطبيعة، أو المتعالية، أو الروحانية. ومع ذلك، لا يوجد إجماع علمي حول التعريف الدقيق للدين.

الدين مجموعة من المعتقدات والرموز والممارسات (كالشعائر مثلا) التى تنهض على فكرة المقدس، والتى توحد بين المؤمنين بهذه المعتقدات فى مجتمع دينى اجتماعى. و"المقدس" تقابل "العلمانى أو الدنيوى"، لأن الأولى نتضمن مشاعر الخشية والرهبة. ويعرف علماء الاجتماع الدين بالإشارة الى المقدس وليس على أساس الإيمان بإله أو آلهة، لأن ذلك يجعل المقارنة ممكنة من الناحية الاجتماعية. فهناك بعض المذاهب من العقيدة البوذية مثلا لا تتضمن الإيمان بإله. كذلك يوضع الدين فى مقابلة مع السحر، لأن الثانى ينظر إليه باعتباره ممارسة فردية وغائية (تستهدف تحقيق أغراض معينة).

قد تحتوي الأديان المختلفة على عناصر مختلفة تتراوح بين الأشياء الإلـٰهية، المقدسة، الإيمان، كائن خارق للطبيعة أو كائنات خارقة للطبيعة أو «نوع من الحداثة والتعالي الذي سيوفر قواعد والقوة لبقية الحياة». قد تشمل الممارسات الدينية الطقوس والخطب والاحتفال أو التبجيل والتضحيات والمهرجانات والأعياد والمبادرات والخدمات الجنائزية والخدمات الزوجية والخدمات التأملية والصلاة والموسيقى والفن والرقص والخدمة العامة أو جوانب أخرى من حضارة الإنسان. وللأديان تاريخ مقدس وروايات، يمكن حفظها في الكتب المقدسة والرموز والأماكن المقدسة، التي تهدف في الغالب إلى إعطاء معنى للحياة. وقد تحتوي الأديان على قصص رمزية، يقال في بعض الأحيان من قبل المتابعين أنها حقيقية، والتي لها غرض جانبي يتمثل في شرح أصل الحياة والكون وأشياء أخرى. تقليديًا، يعتبر الإيمان، بالإضافة إلى العقل، مصدرًا للمعتقدات الدينية.

هناك ما يقدر بنحو 10000 ديانة في جميع أنحاء العالم، ولكن حوالي 84% من سكان العالم ينتمون إلى واحدة من أكبر خمس مجموعات دينية، وهي المسيحية، الإسلام، الهندوسية، البوذية وأخيرا أشكال الدين الشعبي. تشمل الديموغرافيا غير المنتمية دينيا أولئك الذين لا يتعارضون مع أي دين معين، والملحدون، واللاأدريون. في حين أن غير المنتمين دينيا قد نما عددهم على الصعيد العالمي.

وتشمل دراسة الدين مجموعة واسعة من التخصصات الأكاديمية، بما في ذلك اللاهوت والدين المقارن والدراسات العلمية الاجتماعية. تقدم نظريات الدين تفسيرات مختلفة لأصول الدين وأعماله، بما في ذلك الأسس الوجودية للكائن والمعتقد الديني.

وقد كان للدين وما يزال أثر كبير في حياة الأمم والشعوب. فقد كان للإسلام واليهودية وبدرجة أكبر المسيحية، الأثر الكبير في تكوين الثقافة الغربية، كما أدت هذه الأديان الثلاثة، وخاصة الإسلام دورًا أساسيًا في نمو ثقافات الشرق الأوسط. بينما نجد أن ثقافة آسيا أسهمت في تشكيلها البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية.

الأصل الاصطلاحي

الدين لغةً المُلك والحُكم والتدبير، من دانَهُ دينا أي مَلَكَهُ وحكمه وساسه ودبَّره، وقهره، وحاسبه، وجازاه وكافأه. من ذلك: ﴿مالك يوم الدين﴾ الفاتحة: 4. أي يوم الحسَاب والجزاء. وفي الحديث: (الكيِّس من دان نفسه) أي حكمها وضبطها. ودان له أي أطاعه وخضع له، فالدين هنا هو الخضوع والطاعة. ودان بالشيء أي اتخذه دينًا ومذهبًا، فالدين هنا هو المذهب والعقيدة.

الدِين أو الدِيانة من دان خضع وذل ودان بكذا فهي ديانة وهو دين، وتديّن به فهو متديّن، إذا أطلق يراد به: ما يتديّن به البشر، ويدين به من اعتقاد وسلوك؛ بمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لما يعتنقه من فكر ومبادئ. أما الدين من الناحية اللغوية في اللغة العربية: فهي العادة والشأن. والتدين: الخضوع والاستعباد، ينبني على الدين المكافأة والجزاء، أي يجازى الإنسان بفعله وبحسب ما عمل عن طريق الحساب. ومنه صفة الديّان التي يطلقها الناس على خالقهم؛ وجمع كلمة دين: أديان. فيقال: دانَ بديانة وتدين بها، فهو متديّن، والتديّن: إذا وكل الإنسان أموره إلى دينه.

الدين يتمثل بالطاعة والانقياد، فرجال الدين: هم المطيعون المنقادون، كما يُحمّل الدين الإنسان ما يكره، ومن هذا الباب تأتي كلمة الدَين (القرض): إِما بالأخذ أو العطاء ما كان له أجل، كما أجله الجزاء والحساب والعبادة والطاعة والمواظبة والقهر والغلبة والاستعلاء والسلطان والملك والحكم والتسيير والتدبير والتوحيد، وجميع ما يتعبد به للإله، من مذاهب وورع وإجبار، فالإله هو الديّان: أي القهار، والقاضي، والحاكم، والسائس، والحاسب، والمجازي الذي لا يضيع عملاً، بل يجزِي بالخيرِ والشرِ. ففي الديانة: عزة ومذلة، وطاعة وعصيان، وعادة في الخير أو الشر، والابتلاء.

أما إذا قرأنا الكلمة بفتح الدال وسكون الياء، أصبح الأمر متعلقا بأمانة في رقبة: في الدين مبلغ من المال مقترض لأجل سد الحاجة. فصاحب الدين يطالب بمستحقاته من المستدان الذي عليه أن يسدد. كذلك الأمر بيننا وبين الله، فالله له دَين في رقابنا مقابل خلقه إيانا ورزقه ونعمه وحمايته لنا وفضله علينا. وهذا الدين يجب أن نسدده طوعا أو كرها وذلك بالخضوع لجبار السماوات والأرض. وهناك عدد من النظريات بشأن أصل الدين. حيث يقول جريج إبستين، أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة هارفارد: «في الأساس كل الديانات الكبرى في العالم تأسست على مبدأ أن هناك قوة سماوية مع ذات مستوى من العدالة في عالم خارق ولا يمكن أن يأتي من الطبيعة.» ووفقا لعلماء الأنثروبولوجيا جون موناغان وبيتر جست، العديد من الأديان العالمية الكبرى قد بدأت تظهر عليها حركات تنشيطية من نوع ما، كما أن الرؤية الكاريزمية للأنبياء قامت بحرق آمال الناس الذين يسعون للحصول على إجابات أكثر شمولًا لمشاكلهم التي كانوا يشعرون بتوفيرها عبر المعتقدات اليومية. الكاريزمية الفردية تم دمجها في أوقات وأماكن عديدة من العالم. يبدو أن مفتاح النجاح يتحقق على المدى البعيد، كما أن العديد من الحركات تأتي وتذهب مع تأثير محدود على المدى البعيد، لأنه ليس لديها إلا القليل مقارنة مع الأنبياء الذين ظهروا بانتظام وبشكل غريب، وقد تم تطوير العلاقة مع المزيد من جهود مجموعة من مسانديهم القادرين على إضفاء الطابع التأسيسي على الحركة.

تعريف الدين

تعريف عام

تم تعريف الدين بعدة طرق. معظم التفسيرات تحاول تحقيق التوازن بين الدقة القصوى والالتباسات العامة. وقد حاولت بعض المصادر أن تستخدم تعاريف رسمية أو عقائدية في حين يؤكد آخرون على العوامل التجريبية والعاطفية والبديهية والأخلاقية والمعنوية. معظم التعاريف، مع ذلك، تتضمن الآتي:

التعاريف السابقة (مع ذلك) تتطلب أن نحدد المفاهيم الأخرى مثل «مقدس». وغالبا ما يعرف شيء «المقدس» على أنه شيء متعلق بطريقة أو بأخرى بالله والدين وأسراره وما يثير سلوكا معقدا للتقديس والانجذاب والإعجاب وغالبا الرهبة. لتفادي تعميم التعريف، كلمة «دين» هي كلمة مشمولة في تعريف «مقدس» - تعريفات أخرى لما هو مقدس تفضل تقديمه على أنه «مظهر من مظاهر القوة الغامضة والإعجاب الملهم والاهتمام الكامل».

ومن أشهر تعريفات الدين ما قاله الفيلسوف كانْتْ في كتابه الدين في حدود العقل ¸الدين هو الشعور بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلهية·.

بشكل عام، يجب لتعريفات الدين أن تكون شاملة بحيث تشمل جميع الممارسات أو الفلسفات التي تعتبر حاليا أديانا. على سبيل المثال، التعريفات التي تتضمن كشرط الاعتقاد في الله أو إلهة أو إله ليكون مسؤولا عن خلق الكون وصنعه، تستبعد تلقائيا الأديان غير التوحيدية مثل البوذية. وعلاوة على ذلك، هو تعريف واسع للغاية يتضمن أي تصور للعالم والممارسات البشرية فيما يتعلق بذلك وتشمل تخصصات مثل علم الكونيات، وحتى علم البيئة في واقع الأمر، التعاريف الواسعة لمفهوم العالم وأصل الكون كانت مستخدمة من قبل أنصار نظرية الخلق إلى القول بأن التطور كنظرية حول النظرة العالمية هو دين.

تعريف أكاديمي أو علمي

علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا ينظرون إلى الدين على أنه مجموعة من الأفكار المجردة، والقيم أو التجارب القادمة من رحم الثقافة. على سبيل المثال، وبطبيعة المبدأ، جوهر الدين لا يشير إلى الاعتقاد في «الله» أو متعال مطلق: جوهره يعرف بأنه «بنية أو ثقافة مباشرة و/ أو بنية لغوية للحياة بشكل كامل، والاعتقاد بأنه، مثل لغة، يسمح بوصف الواقع، وصياغة واختبار المعتقدات والمشاعر والأحاسيس الحميمة». وبموجب هذا التعريف، الدين هو رؤية لا غنى عنها في العالم تحكم الأفكار الشخصية والأعمال.

الاعتقاد الديني

المعتقد الديني يرتبط عادة بالطبيعة، الوجود، وعبادة إله أو آلهة وإشراك الإلهية في الكون والحياة البشرية. بالتناوب، قد يتعلق أيضا بالقيم والممارسات التي تنتقل من قبل الزعيم الروحي. وفي بعض الديانات، كما في الديانات الإبراهيمية، يقال أن معظم المعتقدات الأساسية كشفت من خلال اله.

المعتقدات الدينية في المسيحية

تربط الديانات المختلفة درجات متفاوتة من الأهمية للاعتقاد. تضع المسيحية تركيزا على المعتقد أكثر من الأديان الأخرى. وضعت الكنيسة وعلى امتداد تاريخها العقائد التي تحدد الاعتقاد الصحيح للمسيحيين. كتب لوقا تيموثي جونسون ان «معظم الأديان تركيز على (الممارسة الصحيحة) أكثر من التركيز على العقيدة (العقيدة الصحيحة). خلقت كل من اليهودية والإسلام أنظمة قوانين دقيقة لتوجيه السلوك، وسمحوا بشكل مدهش بحرية التعبير والإدانة والفكرية وكلاهما كان قادرا على التعايش جنبا إلى جنب مع تصريحات قليلة نسبيا عن المعتقدات. تركز البوذية والهندوسية على الممارسات وطقوس التحول بدلا من التركيز على توحيد المعتقد، وتعبر الديانات القبلية عن وجهة نظرهم للواقع من خلال مجموعة متنوعة من الخرافات، وليس 'قاعدة ايمان' لأعضائها.» تركز المسيحية بالمقابل تركيزا شديدا على المعتقد. بعض الطوائف المسيحية ليس لديها مذاهب، وخصوصا تلك التي تشكلت منذ الإصلاح، وبعض الطوائف المسيحية مثل شهود يهوه ترفض أسس العقيدة بشكل صريح.

مميزات الدين

يمكن إجمال مميزات الأديان كافة بعدة نقاط:

  • الإيمان بوجود إله أو كائنات فوق-طبيعية. معظم الأديان تعتقد بوجود خالق واحد أو عدة خالقين للكون والعالم، قادرين على التحكم بهما وبالبشر وكافة الكائنات الأخرى.
  • التمييز بين عالم الأرواح وعالم المادة.
  • وجود طقوس عبادية يقصد بها تبجيل المقدس من ذات إلهية وغيرها من الأشياء التي تتصف بالقدسية.
  • قانون أخلاقي أو شريعة تشمل الأخلاق والأحكام التي يجب اتباعها من قبل الناس ويعتقد المؤمنون عادة أنها آتية من الإله.
  • الصلاة وهي الشكل الأساسي للاتصال بالله أو الآلهة وإظهار التبجيل والخضوع والعرفان.
  • رؤية كونية تشرح كيفية خلق العالم وتركيب السماوات والأرض. بعض الأديان تحتوي على آلية الثواب والعقاب، أي كيف ينظم الإله شؤون العالم.
  • شريعة أو مباديء شرعية لتنظيم حياة المؤمن وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا الدين.

وينبغي التمييز بين مفهوم الدين ومفهوم التدين، فالدين يطلق عادة ويراد به مجموع التعاليم المقدسة الصادرة عن مصدر إلهي أو مصدر بشري ذي مكانة دينية عالية تخول له البث في أمور الدين والاجتهاد فيه، في حين أن التدين يحيل في الغالب على الممارسة الفردية أو الاجتماعية لتلك التعاليم الدينية. ومن المؤكد أن هناك فرقاً بالضرورة بين ما يقوله الدين وما يمارسه الناس في حياتهم باسم الدين.

أسس الأديان

لكل دين أسس وثوابت (وهي ما تسمى بالعقيدة) توجد في كل دين وهي عشرة أشياء: اسم الديانة، مؤسس، كتاب، تقويم، لغة، نوع معبد، طقوس، مكان مقدس، وقت ظهور يبدء منه التقويم.[بحاجة لمصدر]

  • أولاً المؤسس: والمؤسس هو الشخصية التي أسست العقيدة وثوابتها ونظمهتا وأول من بشرت بها وهي التي أنشئتها أو أوحي إليها بالكتاب المقدس لكل عقيدة.
  • ثانياً اسم الديانة: يطلق اسم الديانة حسب اسمها المعتقد وله معنى، أو تطلق حسب اسم منشأها، أو حسب المكان الذي خرجت منه.
  • ثالثاً الكتاب المقدس: لكل عقيدة كتاب مقدس أو عدة كتب هو الكتاب الذي أنشأه المؤسس الأول أو من اتبعوه من عظام أهل الديانة ويضم الكتاب المقدس كل ما تتعلق به الديانة من أركان، فروض، عقيدة، سلوكيات وأخلاقيات، تشريعات، اجتماعيات، تقويم، أعياد، عبادات، معاملات، ويظهر ذلك الكتاب أو الكتب إما باعترافها بتأليفه كال (البوذية، الكنفشيوسية، الطاوية، الجينية)أو القول بأنه موحى أو منزل من عند إله أو عدة آلهة مثل (اليهودية، المسيحية، الإسلام، الهندوسية، السيخية، البهائية)
  • تقويم : لكل دين تقويمه الخاص الذي يتحكم في كل مواعيده مثل (الأعياد الصيام ومواعيد الحج) ويبدأ التقويم غالباً من وقت إنشاء الدين (هجري للمسلمين، تقويم البديع للبهائيين، ميلادي للمسيحيين، عبراني لليهود)
  • لغة: أنزل بها كتابها، أو اللغة التي تتم بها الشعائر.

تاريخ الدين

وفقــًا للتصور الإسلامي، فإن بداية الدين ترتبط ببداية الحياة البشرية، فمنذ أن خلـــق الله آدم، بــَّين له الـــطريق إلى معرفته، وجعل من ذريته رسلاً وأنبـياء يدعون الناس إلى الهدى بعد الضلال، وإلى الرشــد بعد الغـي، فـــقد قــال تعالى: ﴿وإنْ من أمة إلا خلا فيها نذير﴾ فاطر: 24. ولكن دارسي الديانات من علماء الإنسان والاجتماع حاولوا تلمُّس بداية الدين عن غير هذا الطريق، كما حاولوا معرفة الدوافع وراء ظاهرة التدين. وفي هذه المجالات تعددت آراؤهم وتباينت. فذهب بعضهم إلى أن الدين بدأ منذ عام 60,000 ق.م، بينما ذهب بعض مؤرخي الأديان إلى أن الدين بدأ مع بداية حياة الإنسان على الأرض منذ نحو مليوني سنة مضت.

وظهرت الأديــان الرئيسية في العالم في الفترة ما بين 600 ق.م. و611م تقريبا.

الحركات الدينية

في القرنين التاسع عشر والعشرون، كانت ممارسات الدين المقارن قد أدت إلى تقسيم المعتقد الديني فلسفيا إلى فئات تعرف باسم «ديانات العالم». ومع ذلك، هناك جدال في بعض الأبحاث العلمية الحديثة بأن كل الاديان ليس بالضرورة ان تكون مستقلة عن بعضها البعض من خلال فلسفات خاصة لكل دين، أو ممارسة ترجع إلى فلسفة معينة، وليس ثقافياً أو سياسياً أيضاً، ولكن قد تكون دعوة إلى ممارسة دينية معينة. والحالة الراهنة لهذه الدراسات حول طبيعة التدين توحي أنه من الأفضل أن يشار إلى الأديان والتدين كظاهرة ثابتة إلى حد كبير وينبغي تمييزها عن المعايير الثقافية. ان قائمة الحركات الدينية الموجودة هنا هي محاولة لتلخيص أهم التأثيرات الإقليمية والفلسفية على المجتمعات المحلية، ولكنها لا تعتبر بأي حال وصفا لكل طائفة دينية، كما أنها لا تفسر أهم عناصر التدين الفردي.

إن أكبر أربع مجموعات دينية من حيث عدد السكان تتراوح ما بين 5 إلى 7 مليارات نسمة، هي المسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية (الأرقام الواردة عن البوذية والهندوسية تعتمد على التوفيق بين الأديان).

أكبر اربع مجموعات دينية أتباع % من سكان العالم المقال
سكان العالم 6.96 مليار الأرقام المأخوذة من مقالات فردية
المسيحية 2.1 مليار – 2.2 مليار 33% – 34% المسيحية حسب الدولة
الإسلام 1.5مليار – 1.6 مليار 22% – 23% الإسلام حسب الدولة
البوذية 500مليون – 1.9مليار 7% – 29% البوذية حسب الدولة (بالإنجليزية)
الهندوسية 1.0مليار – 1.1 مليار 15.2% – 16.2% هندوسية حسب البلد
المجموع 5.1مليار – 6.8 مليار 77% – 99%

تُقسم الأديان عادةً إلى قسمين: سماوية ووثنية. وكان أول الأديان السماوية الرئيسية ظهوراً اليهودية وتلتها المسيحية ثم الإسلام. أما الأديان الوثنية فأشهرها الهندوسية والزرادشتية والبوذية والكونفوشية والطاوية والشنتو.

الديانات السماوية أو (الديانات الإبراهيمية وهي التي تنحدر من إبراهيم وهي: (الإسلام واليهودية والمسيحية)

  • الإسلام يشير إلى الدين الذي اتى به النبي محمد وظهر في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية.
    • كان سكان الجزيرة قبل الإسلام يعبدون الأصنام، ويتخذونها وسائط تقربهم إلى الله زلفى، فجاء الإسلام بالدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك. وقد نزل الوحي على محمد وهو يتعبد في غار حراء بالقرب من مكة، فأوحِي إليه أن ينذر قومه والناس جميعًا. وبدأ دعوته في مكة ولكن قبيلة قريش التي كانت تسيطر على مكة ناصبته العداء. وتعرَّض هو وأصحابه للأذى فاضطرت طائفة منهم إلى الهجرة إلى الحبشة. وحينما اشتد الأذى بالمسلمين أذن الله لهم بالهجرة إلى المدينة، بعد أن دخل بعض أهلها في الإسلام، وأخيرًا لحق بهم الرسول. وفي المدينة، بدأ المسلمون نشر الإسلام، ووقعت عدة معارك بينهم وبين المشركين. وأخيرًا فُتحت مكة، ودخل الناس في الإسلام أفواجًا. وبعد وفاة الرسول عام 11هـ، 632م، بُويع أبوبكر خليفة للمسلمين، فحارب القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي، كما أرسل أبوبكر الجيوش لنشر الإسلام والدعوة إلى الله خارج الجزيرة العربية. واتبع الخلفاء الذين جاءوا من بعد أبي بكر هذه السياسة نفسها. وخلال 100 عام تقريبًا من وفاة الرسول، انتشر الإسلام في الشرق الأوسط كله وعبر شمالي إفريقيا إلى أسبانيا. وفي عام 114هـ ،732م خاض المسلمون والمسيحيين معركة بلاط الشهداء بالقرب من تور بفرنسا، حيث توقف المد الإسلامي، وظلت أوروبا مسيحية. حمل الدعاة المسلمون الإسلام إلى الهند وكل أنحاء آسيا. ومنذ القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث عشر الميلادي، انتشر الإسلام في غربي إفريقيا.
    • اليوم يُعدُّ الإسلام الدين الرئيسي لكل أقطار شمالي إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، وكذلك الدين الرسمي لبنغلادش وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وأفغانستان. وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. يؤمن المسلمون أن الإسلام آخر الرسالات السماوية هو ناسخ لما قبله من الديانات؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمدًا رسول من عند الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين (الجن والإنس). ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله، وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن أو لم يُذكر، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس، كالزبور والتوراة والإنجيل.
    • إن أشهر المذاهب الفقهية في الدين الإسلامي هي المذاهب الأربعة المعروفة وهي بحسب الترتيب التاريخي: المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي ، وتُسمى هذه المذاهب بمذاهب أهل السنة، بالإضافة لمذاهب الشيعة كالمذهب الجعفري والمذهب الإسماعيلي والمذهب الزيدي، وكذلك المذهب الأباضي.
  • اليهودية هي الديانة الإبراهيمية الأقدم، والتي نشأت في شعب إسرائيل ويهودا القديمة. وتستند اليهودية في المقام الأول على التوراة، وهي النص الذي يعتقد بعض اليهود انه وصل إلى شعب إسرائيل عن طريق النبي موسى عام 1400 قبل الميلاد. بالإضافة إلى بقية الكتب العبرية مثل التلمود والنصوص المركزية لليهودية. وانتشر الشعب اليهودي حول العالم بعد تدمير الهيكل في القدس عام 70 للميلاد. يوجد اليوم حوالي 13 مليون يهودي، 40% منهم يعيشون في إسرائيل و40% في الولايات المتحدة.
    • يعتقد اليهود أنهم يرتبطون بإبراهيــم عليــه السلام وابنه يعقوب (إسرائيل)، وأبنائه الاثني عشر (الأسباط) وفي فترة لاحقة، أقام العديد من الإسرائيليين في مصر، وأصبحوا في النهاية عبيدًا، ثم حررهم موسى عليه السلام من العبودية، وأخرجهم من مصر إلى فلسطين حيث تلقى التوراة ليتبعها بنو إسرائيل. وقد قهر الآشوريون والبابليون والرومان بني إسرائيل. وبمضي الزمن، أقام بنو إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط والأقطار الأوروبية في شكل أقليات، وتعرضوا للاضطهاد في عديد من الأماكن. وفي القرنين الأخيرين، سعت أوروبا إلى إبعاد اليهود عنها وطردهم منها. وظهرت حركات مــعادية لهم، من بينها الحركة النازية. وتواطأت تلك الحركات مع الحركة الصهيونية رافعة شعارًا مزعومًا، يقضي بضرورة عودة اليهود إلى فلسطين. ووفقًا لمؤامرات استعمارية، احتل اليهود فلسطين، وشردوا أهلها، وتكون مايعرف بدولة إسرائيل متحدية كل القوانين والنظم الدولية. وخلال القرن التاسع عشر، انقسم اليهود إلى جماعات رئيسية ثلاث:الأرثوذكس الذين يحافظون على التعاليم اليهودية بطريقة تقليدية، ويمثلون يهود أوروبا الشرقية، والمحافظون والإصلاحيون، وهؤلاء طوروا بعض الممارسات والشعــائر الدينية، ويمثلهم يهود أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.
  • المسيحية تقوم المسيحية على حياة وتعاليم يسوع كما وردت في العهد الجديد. والإيمان المسيحي هو الإيمان بيسوع الذي هو في العقيدة المسيحية متمم النبؤات المنتظر، وابن الله المتجسد. ويؤمن المسيحيين بأن الله هو إله واحد في ثالوث. وتستند المسيحية إلى الكتاب المقدس والذي ينقسم إلى قسمين متمايزين هما العهد القديم والعهد الجديد. عانت المسيحية في البدايات من اضطهاد الإمبراطورية الرومانية لكنها ومنذ القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية أثرت عميق التأثير فيها؛ خلال فترة الاستعمار تم نشر المسيحية في جميع أنحاء العالم. المسيحية تعتبر أكبر دين معتنق في البشرية، ويبلغ عدد أتباعها 2.3 مليار أي حوالي ثلث البشر، ويشكلون الأغلبية السكانية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا وجنوب أفريقيا وشرقها بالإضافة إلى وسطها. وتركت الثقافة المسيحية تأثيرًا كبيرًا في الحضارة الحديثة وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.
    • يعتقد معظم المسيحيين أن الله أرسل يسوع منقذًا للعالم، وأن البشرية يمكن أن تنال الخلاص من خلال الاعتقاد بالمسيح، بينما يؤكد القرآن الكريم أن عيسى دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ووفقـًا لتقاليد المسيحية فإنه بعد صلب يسوع نشر بعض أتباعه ـ ومن أهمهم القديس بولس ـ تعاليمه. وقد استمرت المسيحيةفي الانتشار بعد وفاة بولس عام 67م، رغم اضطهاد الرومان لأتباعها. وفي أوائل القرن الرابع الميلادي، اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية. وبنهاية القرن نفسه، أصبحت المسيحية تمارَس في كل أنحاء الإمبراطورية. وخلال القرون الوسطى، نصَّر المسيحيون كثيرًا من القبائل البربرية الأوروبية، الأمر الذي أدى إلى سيطرة الكنيسة على حياة أوروبا لعدة قرون. ثم ظهرت بوادر شقاق بين المسيحيون في أوروبا الغربية وبين مسيحيو شرقي أوروبا وغربي آسيا. وحدث انشقاق رسمي أخيرًا في القرن الحادي عشر الميلادي. وأصبحت كنائس اليونان وروسيا وبعض الأجزاء في أوروبا الشرقية وغربي آسيا تُعرف بالكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بينما أصبحت الكنيسة في أوروبا الغربية تعرف بالكنسية الرومانية الكاثوليكية. وفي القرن السادس عشر الميلادي، قسَّمت الحركة المعروفة بحركة الإصلاح الديني المسيحية إلى أقسام: فبقي معظم الأوروبيين منتمين إلى كنيسة الرومان الكاثوليك، بينما كوَّن مسيحيو شمالي أوروبا البروتستانت كنائس جديدة، وتضم أكبرها: المعمدانيين والاستقلاليين والأسقفيين واللوثريين والمنهجيين (الميثوديست) والمشيخيين. ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي، نصَّرت البعثات المسيحية أعدادًا كبيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا. كما نشطت إرساليات البروتستانت في القرن السابع عشر الميلادي، ونصَّرت أعدادًا كبيرة في الشرق الأقصى وإفريقيا وأمريكا الشمالية.
    • التقسيمات الرئيسية للمسيحية هي:
  • مجموعات إقليمية إبراهيمية، بما في ذلك الطائفة السامرية (في إسرائيل والضفة الغربيةوالحركة الراستافارية (في جامايكا) والدروز (في سوريا ولبنان).

الديانات الهندية وقد تم تأسيسها في شبه القارة الهندية. وتمارس طقوس ومفاهيم معينة تشمل الدارمية، كارما، التناسخ، الترانيم، يانتراس، ودارسانا وغيرها من الطقوس الدينية.

  • الهندوسية وهي تصف فلسفات مماثلة كالشيفية. وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم الهنود، وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر. وهي ديانة تضم القيم الروحية والخلقية إلى جانب المبادئ القانونية والتنظيمية. بدأت الهندوسية في القرن السادس عشر ق.م؛ نتيجة لالتقاء ثقــافة الآريين الذين احتلوا الهند آنذاك، وثقافة السكان المحليين. وكتاب الهندوسية المقدس الفيدا الذي ألف خلال فترة امتدت إلى ألف عام بدأت عام 1000ق.م، وعُرفت بعصر الفيدا الذي تميز بعبادة آلهة طبيعية متعددة، وانتهى بتبنِّي معتقد التناسخ والكرْما. وفي نحو القرن السادس قبل الميلاد، انقسمت الهندوسية إلى مدارس فكرية عديدة، أصبحت اثنتان منها، وهما البوذية واليانية ديانتين مستقلتين، بينما أصبحت المدارس الأخــرى طوائف ترتبط كل واحــدة منها بمرشد أو غورو. وتلتقي جميعها حول مبادئ الهندوسية.
  • الجاينية وهي أحد الديانات الدارمية ذات الطابع الفلسفي نشأت في الهند القديمة تبعا لتعاليم ماهافيرا في القرن السادس قبل الميلاد. أتباع هذه الديانة حاليا يشكلون أقلية في الهند إضافة لتجمعات مهاجرة متزايدة في الولايات المتحدة.
  • البوذية (نسبة إلى غاوتاما بودا) هي ديانة غير ألوهية وهي من الديانات الرئيسية في العالم. نشـــأت البوذية في شمال الهــند أواخر القرن السادس قبل الميلاد من تعاليم ســـدهارتاجوتاما الذي عُرف فــيــما بعـد ببـوذا المتـنـوِّر. وكان بوذا في الأساس متمردًا على بعض تعاليم الهندوسية؛ إذ عارض هو وأتباعه تعدد الآلهة عند الهندوس ونظام الطبقات الهندوسي. وقد علم بوذا أن الناس ينبغي أن يسعوا للخلاص من الآلام، وتخليص أنفسهم من كل الرغبات الدنيوية والمتع المادية لكي ينالوا النيرفانا (السعادة القصوى). وتدريجياً انتشرت في أنحاء أسيا، التيبت ثم سريلانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا، واليابان. دخلت البوذية الصين، وانتشرت في معظم آسيا متحدية الديانتين الــكونفوشــية والطاوية، ثم عبــرت إلى كوريا واليابان. وأصبحت الديانة الوطنية في اليابان لمئات السنين. وتتمحور العقيدة البوذية حول ثلاثة أمور (الجواهر الثلاث): أولها، الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية، ثانياً: الإيمان بـ «دارما»، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة، ثالثاً: المجتمع البوذي. وتعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، «الرجل المتيقّظ». انقسمت البوذية في تاريخها المبكر إلى قسمين: ترافادا وهي الأقوى في بورما وكمبوديا ولاوس وسريلانكا وتايلاند، وماهيانا، ويعيش معظم أتباعها في اليابان وكوريا ومنغوليا ونيبال والتيبت وفيتنام، وأجزاء مختلفة في الهند والاتحاد السوفيـيـتي (سابقـًا).
  • فاجرايانا هي إحدى مذاهب البوذية، كما تعرف باسم المانترا السرية. تم تصنيف فترة فاجرايانا البوذية على أنها الفترة الخامسة أو النهائية في فترات البوذية الهندية.
  • السيخية ديانة بدأت في شمال الهند في القرن السادس عشر بالدعوة لاتباع تعليمات غورو ناناك وخلفائه التسعة من الغورو البشر. لقب غورو يعني بالهندية «المعلم». كلمة «سيخية» تأتي من كلمة «سيخ» وهي بدورها تأتي من الجذر السنسكريتي التي تعني «التلميذ» وسبب أنتشارها في العالم هو اعتماد الإنجليز عليهم في بعض الحروب وهجرات السيخ خارج بلادهم.

الأديان الأيرانية وهي الأديان القديمة التي سبقت جذور إيران الكبرى. وفي الوقت الحاضر لاتمارس هذه الأديان إلا من خلال الأقليات.

الدين الشعبي هو مصطلح فضفاض ويطبق بشكل مبهم في تنظيم الممارسات المحلية. يطلق عليه أيضا الوثنية، الشامانية، روحانية، عبادة الأسلاف.

الديانة التقليدية الأفريقية وتشمل أي نوع من أنواع الدين الذي يمارس في أفريقيا قبل وصول الإسلام والمسيحية، مثل دين اليوروبا ودين سان. وهناك أصناف كثيرة من الأديان التي وضعها الأفارقة في الأمريكتين المستمدة من المعتقدات الأفريقية، بما في ذلك السانتيريا، امباندا، فودو، وغيرها.

الديانات الشعبية للأمريكتين تشمل دين ازتيك، ودين الإنكا، والمايا والمعتقدات الكاثوليكية الحديثة مثل عذراء غوادالوبي. ويمارس هذا الدين الأمريكيين الأصليين في جميع أنحاء القارة الأمريكية الشمالية.

ثقافة السكان الأصليين للأستراليا وتحتوي على أساطير وممارسات مقدسة تأخذ سمات الدين الشعبي.

الدين الشعبي الصيني، والذي يمارسه الشعب الصيني في مختلف أنحاء العالم، وهو ممارسة اجتماعية في المقام الأول بما في ذلك عناصر شعبية من الكونفوشية والطاوية، مع بعض بقايا ماهايانا البوذية. معظم الصينيون يمارسون الحركات الدينية الجديدة التي تشمل طائفة فالون غونغ وكوان يو.

  • الكونفوشية هي ديانة صينية تقوم على تعاليم الفيلسوف كونفوشيوس، الذي توفي عام 479ق.م. وليس لهذه الديانة نظم ولا رجال دين، ولا تدعو إلى الإيمان بإله ولا حياة آخرة، ولكــنها تؤكد على الأخلاق كاحترام الآباء والأسلاف، وعلى الأفكار كاحترام سلطة الحكومة وضرورة قيام الحكم على أسس أخلاقية عالية. وقد كانت الــبوذية والطاوية والكونفوشية الديانات الوطنية للصين، ولكن، كان للكونفوشية الأثر الأعظم على المجتمع الصيني؛ إذ كانـت الديانة الرئيــسـية في الــدولة من عام 100 ق.م إلى عام 1900م. وقد استحسن حكام الصين تأكيد الكونفوشية على احترام السلطات وإخلاصها للمصالح العامة. وكُتب الكونفوشية المقدسة تُسمى النماذج الخمسة والأسفار الأربعة، واتُخذت أساس النظام التعليمي عند الصينيين لعدة قرون. والمتقدمون لوظائف الدولة يخضعون لامتحان مبني على هذه الكتب. وخلال القرن الحادي عشر الميلادي، تطورت الكونفوشية إلى نظرية فلسفية عُرفت بالكونفوشية الحديثة. وكان لها أثر على القيم الأخلاقية والفلسفية عند اليابانيين في الفترة من القرن السابع عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر الميلادي. وحينما استولى الشيوعيون على الحكم في الصين عام 1949م، حاربوا الكونفوشية والأديان الأخرى، فهاجر معظم أتباع الديانة إلى تايوان. وحينما خففت الحكومة الشيوعية من سياستها تجاه الكونفوشية عام 1970م، انتعشت الديانة مرة أخرى.
  • الطاوية الديانة الوطنية الأخرى للصين، وتعود بذورها إلى تاريخ الصين المبكر، ولكنها لم تبدأ في التطور كديانة منظمة حتى القرن الثاني قبل الميلاد. وتنادي الطاوية بأن يسعى الإنسان لتحقيق هدفين: السعادة والخلود. وللديانة ممارسات وطقوس من صلوات وسحر وممارسة حبس الأنفاس والتأمل وتلاوة نصوص مقدسة. كما يؤمن الطاويون بالتنجيم والعرافة والشعوذة والاتصال بالأرواح. ويعبد الطاويون آلهة أكثر مما يعبد أتباع أي ديانة أخرى. وقد استفادت الطاوية من البوذية في تصور الآلهة والمعابد والطقوس. وفي القرن الحادي عشر الميلادي انقسمت الطاوية إلى عدة فرق، انسحب بعضها من الحياة اليومية، وانعزل للتأمل والدراسة في الأديرة، وارتبط بعضها بالمعابد التي يقوم عليها قساوسة يتوارثون مناصبهم، واكتسبوا شهرتهم كسحرة ماهرين يخبرون عن المستقبل، ويحمون الناس من الأمراض والمصائب على حدِّ زعمهم.

الدين الكوري التقليدي وهو خليط من البوذية ماهايانا التوفيقية والشامانية الكورية. على خلاف الشنتو اليابانية، ولكن المسيحية الكورية أثرت أيضا تأثيرا بالغاً في المجتمع والسياسة خصوصاً في كوريا الجنوبية.

الدين الياباني التقليدي وهو خليط من البوذية ماهايانا والممارسات الأصلية القديمة وفقاً لشنتو في القرن التاسع عشر. الشعب الياباني يحتفظ بأسماء واشكال معنية لكل من البوذية والشنتو خلال الاحتفالات الاجتماعية.

  • الشنتو. ديانة اليابان الوطنية التي تطورت من معتقدات شعبية محلية. ويعبد أتباع هذه الديانة الأرواح والشياطين التي تحل ـ كما يعتقدون ـ في الحيوانات والجبال والشجر وغيرها من عناصر الطبيعة. وفي القرنين السادس والسابع الميلاديين، تأثرت الشنتو بالبوذية والكونفوشية في معتقداتها وطقوسها. ورغم أن البوذيين والشنتو يستخدمون المعابد نفسها، إلا أن الشنتو لم تستطع أن تطور لها معتقدات عن الخلاص أو الحياة الآخرة كالبوذية. وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، دعمت الحكومة اليابانية ما يعرف بالشنتو الوطنية التي تؤكد الجانب الوطني في الشعائر الدينية والأصل الإلهي للإمبراطور، ولكنها اضطرت إلى إلغائها بعد الحرب العالمية الثانية.

مجموعة متنوعة من الحركات الدينية الجديدة لا تزال تمارس اليوم في العديد من البلدان الأخرى إلى جانب اليابان والولايات المتحدة، بما في ذلك:

  • شينشوك يو وهي الفئة العامة لمجموعة واسعة من الحركات الدينية التي تأسست في اليابان منذ القرن التاسع عشر. أكبر الحركات الدينية التي تركزت في اليابان تشمل سوكا غاكاي، وديانة تينريكيو.
  • تساو دي وهو دين توحيدي، أنشئ في فيتنام عام 1926.
  • التوحيد الشمولي وهو دين يتميز بدعم «البحث الحر والمسؤول عن الحقيقة.»
  • السيانتولوجيا وهذا الدين يبين ان البشر هم كائنات خالدة نسوا طبيعتهم الحقيقية. والوسيلة لإعادة التأهيل الروحي هي نوع من الاستشارة ومراجعة الحسابات، والتي تهدف إلى وعي الممارسين من خلال التجارب المؤلمة أو الأحداث المؤلمة في ماضيهم من أجل تحرير أنفسهم من آثارها والحد منها.
  • ايكنكار وهو دين لغرض صنع إله من خلال الواقع اليومي في الحياة.

أنواع الدين

يصنف بعض العلماء الأديان إلى:

  1. الأديان العالمية التي حققت قبول في جميع أنحاء العالم وذات تزايد كبير من المعتنقين الجدد لهذه الاديان.
  2. الديانات العرقية التي يتم تحديدها ضمن مجموعة عرقية معينة ولا يوجد إقبال على اعتناقها.

وآخرون رفضوا هذا التمييز، باعتبار أن جميع الممارسات الدينية أياً كانت فهي تعود لأصولها الفلسفية والعرقية لأنها أتت من ثقافة معينة.

أشكال فكرية مرتبطة

الدين والخرافة

الخرافة هي التفكير غير العلمي وغير السببي المنفذ على شيء معين، وعليه قد يضم أو يرتبط الدين ببعض الخرافات أو التفكير السحري، وحيث أن الدين بالأساس نظام معقد عن المفاهيم العامة كالأخلاق والتاريخ والمجتمع. فإن الفصل بين الدين والخرافة هو أمر شخصي ومن الصعب الحكم عليه، فغالبا ما يجد المتدينون بدين ما الأشخاص المتدينيين بديانة أخرى أنهم يؤمنون بالخرافات. أيضا ينظر بعض الملحدين واللاأدريين والمشككين للعقائد الدينية بانها خرافات. وبشكل عام توصف الممارسات الدينية بالخرافة عندما تضم اعتقاداً في: الأحداث فوق الطبيعية (كالمعجزاتالحياة ما بعد الموت، التدخلات الالهية، السحر، تناسخ الأرواح والتنبؤات.

الأساطير

كلمة أسطورة لها عدة معاني، وبخصوص الدين فانها قد تشير إلى:

  1. قصة تقليدية لأحداث تاريخية، والتي تكشف نظرة البشر وتفسير هذه الممارسات الدينية والمعتقدات، أو (ظاهرة طبيعية).
  2. إن وجود شخص أو شيء معين يعتبر وجود وهمي أو انه يحتاج إلى التحقق منه.
  3. كناية عن الإمكانية الروحية الكامنة لدى الإنسان.

تصنف عادةً الأديان القديمة مثل تلك التي في اليونان، وروما، والدول الإسكندنافية تحت عنوان الأساطير. وكذلك أديان شعوب ما قبل الثورة الصناعية أو ماقبل التطور العالمي وتسمى أيضا «الأساطير» في الأنثروبولوجيا الدينية. ويمكن استخدام مصطلح «أسطورة» للتعبير بشكل سيء عن الدين سواءً من قبل المتدينين أو الغير متدينين. مثلاً، عند تعريف دين شخص ما أو عن ما يؤمن به على أنه أسطورة وخرافة من خلال قصة أو شرح معين، من هنا يتضح تأثير المعنى السيء لكلمة أسطورة ضد الاديان.

الدين والفلسفة

يجتمع الدين والفلسفة في مناطق عديدة، بالأخص في دراسة ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) وعلم الكون (الكوزمولوجيا) حيث يقدم كل دين إجابته المميزة للأسئلة الميتافيزيقة والكونية عن طبيعة الوجود والكون والإنسانية والمقدسات.

الدين والعلم

تجمع المعرفة الدينية من النصوص المقدسة، والقادة الروحيين والكشوفات الذاتية. وغالبا ما ينظر المتدينون إلى هذه المعرفة باعتبارها غير محدودة أو مناسبة للإجابة عن أي سؤال، إلا أن آخرين قد ينظرون إليها بأنها مكملة للمعرفة العلمية المعتمدة على الملاحظة الطبيعية. يعتمد المنهج العلمى على اختبار افتراضات لتطوير نظريات عن طريق التجريب وبالتالي فإن الاجابات التي يجاب عنها باستخدام المنهج العلمى هي إجابات عن الكون الفيزيائي عن طريق تنظيم الأدلة الملاحظة ماديا. كل النظريات العلمية عرضة للتعديل إذا تم إيجاد أدلة أخرى لا يستطيع النموذج الحالي تغطيته، على النحو الآخر لا يتم التشكيك في المعرفة الدينية من قبل المتدينيين بها من حيث أنها لا تحاول الإجابة عن ظواهر مادية.

الدين والقانون

هناك العديد من القوانين والتشريعات المرتبطة بالدين، بمعنى أن القانون يعتمد على الدين أو أن القانون يستخدم المورد الديني كمستند وكحل فاصل. وقد قال الباحث (وينفرد سوليفان) أن الحرية الدينية تعتبر مستحيلة. ويرى آخرون أن المبدأ القانوني الغربي للفصل بين الكنيسة والدولة يميل لإنشاء دين مدني وأكثر شمولية.

الدين والعنف

قام تشارلز سلسنغت بتعريف عبارة "الدين والعنف" على أنها عبارة "متنافرة"، مؤكدا انه "يعتقد أن يكون الدين ضد العنف وضد القوة من أجل السلام، وهو يقر مع ذلك أن "التاريخ والكتب المقدسة لديانات العالم تحكي قصص العنف والحرب وكأنها (يعني الكتب) تتحدث عن السلام والمحبة".

هيكتور أفالوس ضد ذلك، ويقول، «لأنه في الأديان السماوية يطلبون الاله لصالح أنفسهم، ضد الجماعات الأخرى، وهذا الشعور الروحاني يؤدي إلى العنف لأن هذا الصراع يدعو إلى الترافع والتعالي، استنادا إلى استغاثة مازالت غير محققه من الإله، ويكون الفصل فيها بشكل موضوعي».

النقاد الدينيون مثل، كريستوفر هيتشنز وريتشارد دوكينز ذهبوا إلى أبعد من ذلك ويقولون ان الاديان لها ضرر هائل على المجتمع من خلال استخدام العنف لتعزيز وتحقيق أهدافهم، حسب الطرق التي يتم استغلالها من قبل قادتهم.

ريجينا شوارتز تجادل بأن جميع الأديان السماوية هي بطبيعتها عنيفة بسبب التفرد الذي يشجع العنف ضد أولئك الذين يعتبرون غرباء على الدين.

لورنس شسلر يؤكد على ماقالته شوارتز، ويقول «ليس حجة أن الديانات الإبراهيمية لها إرث وتاريخ حافل بالعنف فحسب، بل ان هذا التاريخ في الواقع هو إبادة جماعية».

بايرون بلاند يؤكد أن واحدا من أبرز أسباب «صعود العلمانية في الفكر الغربي» كان رد فعل ضد العنف الديني في القرنين السادس عشر والسابع عشر. انه يؤكد ان «العلمانية كانت وسيلة للعيش مع الاختلافات الدينية التي أنتجت الكثير من الرعب. وانه في إطار العلمانية والكيانات السياسية كان لديها مبرر لاتخاذ قرارات مستقلة عند الحاجة لفرض قرارات معينة استناداً إلى العقيدة الدينية. وفي الواقع، فإنها قد تتعارض مع بعض المعتقدات بقوة. وبالتالي، يكون أحد الأهداف الهامة للعلمانية في هذه الحالة هو الحد من العنف». ومع ذلك، فإن المؤمنين بذلك قد استخدموا حجج مماثلة عند الرد على الملحدين في هذه المناقشات، مشيراً إلى السجن والقتل الجماعي على نطاق واسع من الأفراد في إطار الدول الملحده في القرن العشرين. واضاف:-

«ومن يستطيع أن ينكر ستالين ناهيك عن بول بوت ومجموعة من الآخرين، كل الفظائع التي ارتكبت باسم ايديولوجية الشيوعية الملحدة هل كانت الحاداً صريحاً؟ من يستطيع أن ينكر أو يجادل في أن ما قاموا به من أعمال دموية من خلال زعمهم أنهم يؤسسون مدينة فاضلة خالية من الدين؟ لقد تم ذلك القتل الجماعي مقترناً مع الإلحاد باعتباره جزءا أساسيا من إلهامهم الأيديولوجي، ولم يحدث ذلك القتل الجماعي من قبل الجماعات التي تدعي وبكل بساطة انهم ملحدين.

"دينيش دسوزا"»

قضايا في الدين

التعاون بين الأديان

لقد اكد العديد من ممارسي الاديان معا على ضرورة الحوار بين الأديان والتعاون بينها. وقد كان اسم الحوار الديني الأول (برلمان أديان العالم) في المعرض الكولمبي العالمي (شيكاغو) 1893، ولا تزال اثار ذلك الحوار قائمة حتى الآن سواءً في التأكيد على «القيم الكونية» أوالاعتراف بتنوع الممارسات الدينية بين الثقافات المختلفة. وقد برز في القرن العشرون الدور المثمر لذلك، لا سيما في استخدام الحوار بين الأديان كوسيلة لحل صراع الحضارات والصراعات العرقية والسياسية، أو حتى الدينية (كالمصالحة المسيحية اليهودية)، وهو ما يمثل اليوم العكس تماماً في مواقف العديد من الطوائف المسيحية تجاه اليهود.

ان مبادرات الحوار بين الأديان بالإضافة إلى المبادرة الأخيرة «كلمة سواء» في عام 2007، والذي ركز الحوار فيها على تقديم قائد مسلم وآخر مسيحي، و«الأرض المشتركة» وهي مبادرة بين الإسلام والبوذية، برعاية الأمم المتحدة «أسبوع الوئام بين الأديان العالمية».

العلمانية والإلحاد

مصطلح «الملحد» ويعني (الاعتقاد في عدم وجود إله) وأيضاً «اللاأدري» وهو (الشك في وجود الآلهة) أي أن القيمة الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة ولا يمكن لأحد تحديدها وقضية وجود الله أو الذات الإلهية بالنسبة لهم موضوع غامض ولا يمكن تحديده في الحياة الطبيعية للإنسان. ويعتبرون على عكس المؤمنين بالاله، خصوصاً (الإسلام والمسيحية واليهودية). وهناك بعض الأديان (بما في ذلك البوذية والطاوية)، التي يصنف بعض أتباعها كملحدين، أو من اللاأدرية، أو اللاتوحيدية. والعكس الصحيح لـ «دينية» هو كلمة «الإلحادية». «اللادينية» توضح عدم وجود أي دين ؛ و«الضد دينية» يصف المعارضة النشطة تجاه كل الأديان بشكل عام ويحث على النفور منها. ان النقاد الدينيون يعتبرون أن الاديان قد عفى عليها الزمن وانها ضارة للفرد، وتعتبر (مثل غسيل للدماغ الأطفال، الختان الخ)، وتعتبر ضارة للمجتمع (مثل الحروب المقدسة، والإرهاب الخ)، وان الديانة تعوق تقدم العلم، وتشجع الأعمال المنافيه للآداب (مثل التضحية بالدم «التضحية البشرية»، والتمييز ضد مثليو الجنس وضد النساء). ومن الانتقادات الرئيسية للعديد من الأديان هي أنها تتطلب الاعتقاد بمعتقدات غير عقلانية، (غير علمي أو غير معقول)، لأن المعتقدات الدينية والتقاليد ليست قائمة على أسس علمية أو عقلانية. وقد أصبح الدين مسألة شخصية في الثقافة الغربية، وقد اوضحت نقاشات المجتمع تركيز جديد على المعنى السياسي والعلمي، وبشكل متزايد (غالباً في المسيحية)، وينظر إلى الدين بانه لا يعتبر ان له صلة بتلبية احتياجات العالم الأوروبي. وعلى الجانب السياسي، قام لودفيغ فيورباخ بإعادة صياغة المعتقدات المسيحية على ضوء النزعة الإنسانية، مما مهد الطريق أمام كارل ماركس لوصف الدين بوصفه المشهور إن الدين هو «أفيون الشعوب». وفي الوقت نفسه على مستوى الأوساط العلمية قام توماس هكسلي في عام 1869 بصياغة مصطلح «الملحد»، وقد تبنى هذا المصطلح العديد من الشخصيات، مثل روبرت انغرسول، وقد تم قبوله وتبنيه حتى في بعض الأديان الأخرى. وقد كتب الفيلسوف البريطاني برتراند رسل مقالاً بعنوان (لماذا لست مسيحيا؟) وهو مقال نشر في الاندبندنت عام 1927، وقد تمت مناقشة هذا المقال لاحقاُ من قبل العديد من الكتاب.

بعض النقاد في العصر الحديث، مثل برايان كابلان الذي يقول ان عقد الدين يفتقر إلى المرافق العامة في المجتمع البشري، بل ان الدين يتعلق بما هو غير عقلاني. وقد تحدثت الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي ضد الدول الإسلامية، وقالت انها غير ديمقراطية كما أنها تمارس «الأعمال القمعية»، وبررت أسباب كل ذلك باسم الإسلام.

انظر أيضًا