هندوسية

(بالتحويل من الهندوسية)

الهندوسيّة أو الهندوكية (بالإنجليزية: Hinduism) وتُسَمَّى أيضاً البراهمية، هي ديانة دارمية قومية غير تبشيرية، وهي إحدى الديانات القديمة في العالم، وثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية والإسلام، مع أكثر من 1.2-1.35 مليار مُتبع، أو 15-16٪ من سكان العالم، والمعروفين باسم الهندوس أو البراهمة. وهي الديانة الأكبر في الهند، حيث يمثل الهندوس نحو 83% من سكان الهند، وللهندوسية أثر في كل مظاهر الحياة الهندية. ويُطلق الهنود على ديانتهم اسم سانتاندرا؛ أي الديانة القديمة أو الأزلية. كما أنها الديانة السائدة في نيبال وموريشيوس وفي بالي بإندونيسيا، وتوجد أعداد كبيرة من المجتمعات الهندوسية في بلدان أخرى، وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، وهي لا تنتسب إلى مؤسس محدد شخصياً وإنما تشكلت عبر امتداد كثير من القرون، أحد أصولها المباشرة هي ديانة فيدا التاريخية منذ هند العصور الحديدية، ولذلك فكثيراً ما يطلق عليها أقدم ديانة حية في العالم وتضم الديانة الهندوسية القيم الروحية والخُلقية إلى جانب المبادئ القانونية التشريعية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقة إله ولكل عمل أو ظاهرة إله وأبرز الألهة التي يعبدونها موجودين في الثالوث الهندوسي الذي يضم براهما وفيشنو وشيفا. وأحد التصنفيات المنهجية للنصوص الهندوسية هي النصوص الشروتية (الإلهام)، والنصوص السيريتية (المحفوظ). وتناقش هذه النصوص اللاهوت، الفلسفة، الأساطير، وطقوس وبناء المعابد. وأحد النصوص العظمى الفيدا، الأبانيشاد، البوراناس، رامايانا، البهاغافاد غيتا، والآجاما.

من الملامح المميزة للديانة الهندوسية (تاركين جانباً ما تتسم به من تعقيد هائل) وجود نظام الطوائف وسيادة نظرة معينة للحياة يطلق عليها مصطلح "سمسرة" Samsara. فالهندوس يفكرون فى حياتهم الحاضرة على أنها مجرد حلقة فى تتابع حياتي، يتشكل فى صور عديدة، ليست كلها بشرية، ولا تعاش كلها على هذه الأرض. ويرتبط هذا بمفهوم الكارما Karma، والذى يرتبط بسببية أخلاقية تقرر أن ما يوجد عليه الشخص الآن هو نتيجة لجماع سلوكه فى الماضى، خاصة قى علاقته بالدارما Dharma (أو القانون المقدس). وأخيراً هناك المفهوم المرتبط بهذه المفهومات وهو فكرة الموكشا Moksha، ويعنى التحرر من روابط الوجود الحالي، الذى يتحقق من خلال تجاوز الأفيديا Avidya (الجهل) والمايا Maya (الضلال).

وتتجلى الطبيعة المتنوعة للهندوسية فى الكتابات الهندوسية التي تضم مجموعة الفيدا Veda (وهى نصوص غنية بالمعرفة كتبت منذ ألفي عام قبل ميلاد الممسيح) وهى خليط من ابتهالات لآلهة مختلفين، ونصوص فلسفية، ونصوص نثرية تتعامل مع الشعائر، ونصوص السميري Smiri الهائلة التنوع التى تضم الملاحم الهندوسية العظيمة، وأدلة توجيه السلوك، وكتب القانون، بجانب الأساطير و الحكايات الشعبية. وليس من المستغرب أن نجد أن هناك اثنتا عشرة مدرسة من المدارس الهندوسية التى توصف بأنها مدارس أرثوذكسية (سليمة عقائدياً)، بما فى ذلك المدرسة التى تعرف باسم الثنائية السنخية Sankhya (التى لا تسمى إلهاً معيناً) والمدرسة التى تسمى مدرسة السنكارا غير الثنانية (التى تجسد اعتقاداً بالله مشروطا بحدود معينة)، والنزعة التوحيدية للرامانوجا Ramanuja (والتي لا تفترض أى اعتقاد بالله). وتوجد فرق دينية عديدة، مثل حركة الجينز Jains وحركة الباكتى Bakti، والتى تتتمى كل منها لأسباب مختلفة إلى طوائف مختلفة.

أصل مصطلح الهندوسية

كلمة «هنْدُو» (بكسر الهاء) هي كلمة فارسية الأصل، ما كانت هذه الكلمة الديانة الهندوسية بل استعملها الفرس للإشارة إلى القوم الذين يسكنون ما وراء نهر السند في الجزء الشمالي الغربي من شبه القارة الهندية، وأول ذِكْرٍ لها كان في الريجفدا.

والهندوسية (بالهندية: فرناشرمَ) تعني النظام الاجتماعي (فَرْنَ) الرباعي والروحي (آشْرَمَ)الرباعي، وباللغة السنسكريتية (دَيْوَناغَرِي:हिंदू धर्म) تعني لغة الملائكة، وهي اللغة التي دونت بها الفيدا، وشروحها (بورانات)التي تحمل كل منها اسم الحكيم، وعددها 18، بالإضافة إلى مهابهارت ويعني تاريخ الهند الكبرى ورامايانا، ويعادلان الإلياذة عند الإغريق. سلّم المولى براهما الفيدا إلى ولده نارد موني الذي سلمها إلى مريده فياس دف الذي دونها منذ 5000 بعد أن كانت مشافهة وهو كبير مراجع الفيدا وبعد أن صنفها إلى أربعة أوكلها إلى مريديه الذين عملوا على نشرها في الأرض.

التعريفات

يتسم التراث الدينى للهندوسية بالتنوع الشديد: فليس هناك معلم واحد أو عقيدة واحدة، وبينما يرى بعض المعلقين أن التراث الهندوسي يظهر فى ديانات عديدة، يتساءل عدد غير قليل من الباحثين عما إذا كان المفهوم الغربى للدين ينطبق أصلاً فى هذا السياق.

الهندوسية ليس لها نظام موحد يمثل العقيدة ولكن الهندوسية مصطلح مظلة تضم بأسفلها تعدد الظواهر الدينية الناشئة من العقيدة الفيدية. معظم الطقوس الهندوسية تبجل مجموعة من النصوص الدينية تسمى الفيدا.

وللهندوسية مشكلةٌ في تعريفها، إذ لها أكثر من مؤسس فليس الطريق طريقًا واحدًا للخلاص بل تتعدد أهدافها تبعا للاجزاء المختلفة في النص التي كُتبت على مر العصور.

نقلا بالنص عن المحكمة العليا بالهند «الديانة الهندوسية لا تتبع نبيا بعينه، لا تعبد إله واحد، لا تؤمن بمفهوم فلسفي واحد، لا تتبع نمطاً موحداً للشعائر الدينية، في الواقع لا تمثّل المظاهر المتعارف عليها للأديان، إنما هي أسلوب حياة» يقول أيضا نائب رئيس الهند سارفيبالي راداكريشنان «أن الهندوسية لا يمكن تعريفها، يمكن فقط اختبارها» وهذا يجعل تعريفَ الهندوسية بأنها ديانة صعبًا على المعايير الغربية.

التاريخ

طالع أيضاً: تاريخ الهندوسية

أوّل دليل على وجود دين في الهند كان في فترة ما قبل التاريخ إلى أواخر العصر الحجري الحديث (5500–2600 ق.م). أما معتقدات وشعائر الفترة الكلاسيكية المبكرة فتسمى الديانة الفيدية التاريخية، هذه الديانة يظهر فيها تأثر ها بالديانة الهندوأوروبية البدائية، وأقدم فيدا هي الريجفدا ويرجع تاريخها من 1700- 1100 ق. م، وهي مركز الفيدات لآلهة مثل إندرا، فارونا، آجني، وفي طقوس السومية. وطقوس تضحيات النار ياينا تغنّى بترانيم فيدية لكن بدون معبد أو تماثيل.

ثم في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد تكوّنت الأوبانيشادية الأولى،قالب:صفحات مرجع. والأوبانيشاد هي الأساس النظري للهندوسية الكلاسيكية وتسمى فيدانتا (وهي ختام الفيدا)، وقد هاجمت الأوبانيشاد التكثيف المتزايد للطقوس، ثم وُلِّفَت هذه التضاربات الواحدية (نسبة للمذهب الواحدي monistic) في إطار إيماني في المخطوطة الهندوسية المقدسة بهاغافاد غيتا. والملاحم السنسكريتية العُظمى رامايانا ومهابهاراتا جُمِعَتْ على فترات طويلة أثناء أواخر قرون ما قبل الميلاد وبداية القرون الميلادية، وهي تحوي قصصاً عن حكام وحروب الهند القديمة، وتخللها أطروحات دينية وفلسفية. وكتاب برواناس المتأخر يحوي حكايات عن الديفا والديفيز وتفاعلها مع الإنسان وحروبه ضد الراكشاسا.

والتمدّن المتزايد في الهند في القرنين 7 و 8 ق.م أدّى إلى زيادة حركات زُهدية أو ما يعرف بالشارمانا، والتي تحدّت منهجية الطقوس. وكان ماهافيرا (حوالي 549 - 477 ق.م)، مؤيد الجاينية وبوذا (حوالي 563- 483م) مؤسس البوذية من أبرز أيقونات تلك الحركة.

وأُطلق المصطلح في البداية على تلك المفاهيم الدينية للهندوس وعُرفت تلك المفاهيم بالتالي بالهندوسية - ديانة الهندوس. والهندوسي هو من يؤمن بالفلسفات الواردة في أسفار الـ "فيدا"، وتقول فلسفة الفيدا بالوحدة البائنة أي أن الله وسائر الأحياء من نوع واحد (برهمن) لكنهم آحاد (آتماز). يتجلّى الله في ثلاثة وجوه: برهمن اللاشخصي وبرماتما (الذات العليا) وبهجفان (الغني) بينما سائر الأحياء شقوقه، وتقول الفيدا بأنّ لله ثلاثة قدرات: الباطنية (الروحية) والخارجية (المادية) والبينية (الأحياء), ومعنى ذلك أنّ الوجود مؤلف من الله المقتدر وقدراته، بالنسبة للهندوس هو عملية البحث عن الذات الروحية وتبينها عن المادة، ولا تنادي الهندوسية بالبحث عن الخلاص أو إنقاذ الروح، فالروح سليمة وليست بحاجة لخلاص أو إنقاذ، فكل ما يحتاجه الإنسان هو فهم اختلاف الجسم المادي وذاته الروحية.

الـفيدانتا (واختصارها الفيدا) هي موجز الاوبانيشدات. كلمة فيدا تعني العلم وكلمة انتا تعني حد العلم، وتنص الفيدانتا انّ عملية البحث عن الذات (الوصول إلى الآلهة) يمكن أنْ تكون بطرق عديدة، سبل تحقيق الذات هي اليوجا أو اليوغا وهي عدة أشكال تقصد التحكم بالعقل والحواس قبل العثور على الذات العليا (برماتما) داخل القلب، وترسم اليوجا ثلاثة دروب: كرم يوجا وغيان يوجا وبهكتي يوجا

فأما كرم يوجا: فهي درب العمل الصالح المتمثل بالطقوس الدينية المشتملة على تقديم القرابين إلى الملائكة ابتغاء دخول جنانهم، وأما غيان يوجا: فهي درب العلم التخميني ابتغاء التوحد بالآلهة، وأما غيان يوجا: فهي درب التتيم بحب الآلهة.

أطلق «سمارت» على فترة ما بين 1000 ق.م و 100 م بالفترة (ما قبل الكلاسيكية) وتعتبر الفترة التكوينية للأبيشاند (الفيدات)، البراهيمية، الجاينية والبوذية. تتبعها الفترة (الكلاسيكية) من 100 م إلى 1000 م ويصاحبها ازدهار الهندوسية والبوذية في الهند

أمّا عن «مويسيه» فأطلق على الفترة ما بين 800 ق.م إلى 200 ق.م بالفترة (الكلاسيكية) ويراها كفترة إعادة تقييم للعادات والمعتقدات. فالبراهميين وشعائرهم لم يعد عليها نفس الإقبال كالفترة الفيدية ويقول أيضا ان بعض مفاهيم الديانة الهندوسية مثل الكارما، التناسخ والاستنارة الشخصية والتي لم يكن متعارف عليها في الفترة الفيدية تطورت في الفترة الكلاسيكية.

حركات الإصلاح الهندوسية

ظهرت عدة حركات إصلاحية خلال القرن التاسع عشر الميلادي نتيجة لاتصال الهند بالمسلمين أولاً ثم بعد ذلك بالغرب بدءًا بالقرن الخامس عشر الميلادي، ومن أهمها حركة رام موهان روي (1772- 1833م). ورام هذا وُلد في أسرة براهمية، ودرس القرآن والبوذية والعهد الجديد، وكره عبادة التماثيل وممارسة السوتية (إحراق الأرملة الهندوسية نفسها في محرقة زوجها علامة على إخلاصها له) حينما رأى أرملة أخيه تُحرق حية على محرقة زوجها. وقاتل من أجل إلغاء: الشرك وعبادة التماثيل ونظام الطبقات وزواج الأطفال وذبح الحيوان والسوتية.

وفي عام 1828م، أسَّس جمعية الإله براهمو ساماج من أجل إصلاح الديانة الهندوسية. وقد حاربت الجمعية التماثيل والصور والأصنام، وركزت على الصلوات والترانيم التي تؤكد وحدانية الإله. واستوحت الجمعية بعض أشكال العبادة من النصرانية.

وكان لجمعية رام موهان روي أثر كبير في إجازة القوانين الخاصة بالسوتية، وعدم شرعية الطبقات، وزواج الأرملة الهندوسية، وزواج الأطفال، وحق الملكية للنساء والمنبوذين، وذلك في الفترة ما بين 1829 - 1950م.

وفي عام 1875م، أسَّس دايناندا (1824 - 1883م) جمعية آريا ساماج، ذلك أنه حينما كان غلامًا رأى الفئران في إحدى الليالي، تتسلل إلى معبد شيفا وتأكل الطعام المقدَّم إليه، فبدأ يشك في مقدرة الإله. وتكونت عنده كراهية لعبادة الأوثان. وكون بعد دراسته للفيدا وتوسيع معارفه الدينية ومداركه الفلسفية جمعية آريا، وادعى أن الفيدا أزلية وأنها وحي من الإله.كما قبل معتقد الكَرْما والميلاد، ولكنه عارض عبادة التماثيل والشرك وذبح الحيوان والطبقية القائمة على الميلاد، والمنبوذين، شد الرحال للمزارات وشعيرة الحمّام. كما أدان زواج الأطفال وعزل النساء، وعارض زواج الأرامل. ويؤدي أتباع الجمعية عباداتهم يوم الأحد، ويقدمون القرابين للنار ويعلِّمون الفيدا. وليس لهم كهنة. وكل عضو منهم مطالب بالالتزام بالتقشف والولاء للإله.

وقد تطورت الهندوسية المعاصرة من عدة نواح؛ فللجمعية الآن حركة عالمية تُسمَّى هاري كريشنا، أو الحركة العالمية لضمير كريشنا، تقودها جماعات منتشرة في معظم أقطار العالم وخاصة في أمريكا وأوروبا. ولها أنصار عديدون في تلك الأقطار، كما أن هناك حركات عديدة مماثلة تركز على ضرورة الاهتمام بالعبادة من خلال بهاكتي (التفاني).

التصنيف

اختلفت عقائد الهندوس خلال آلاف السنين، وظهر العديد من الفرق والطوائف، وطورت كل واحدة منها فلسفتها وشكل العبادة الخاصة بها. والهندوسية كما نعرفها اليوم تُقَسَّم إلى عدة تيارات.، منها المذاهب الهندوسية الفلسفية الستة الرئيسية، وهي: 1- النيايا، وتتعلق بالمنطق ونظرية المعرفة. 2- الفايشاشيكا، وتهتم بدراسة طبيعة العالم. 3- الصمخيا، وتَستكشف نشأة الكون وتطوره. 4-اليوجا، مجموعة تمارين بدنية وعقلية، تهدف إلى تخليص الجسد حتى تستطيع الروح الاتحاد مع براهمان. 5- الميمامسا 6-الفيدتنا. وكلاهما (أي 5، 6) يشرحان الفيدا. ومن بين الفلسفات الست التاريخية لم يبق منها إلا مدرستين وهما: فيدانتا واليوجا.

والتقسيمات الهندوسية اليوم هي: الشيفية، الفايشناتية، الإسماريتية، الشيكية.

  • الهندوسية الشعبية، التي أخذت من التقاليد المحلية ومعتقدات الآلهة المحليين، وترجع إلى فترة ما قبل التاريخ أو على الأقل سابقة لكتب الفيدا المكتوبة
  • الشروتية
  • اليوجا
  • البهاكتي

تقبل الهندوسية أيضًا العديد من الكائنات الإلهية، حيث يعتبر العديد من الهندوس الآلهة هي جوانب أو مظاهر لحقيقة مطلقة أو مطلقة غير شخصية أو إله، بينما يؤكد بعض الهندوس أن إلهًا معينًا يمثل الإله الأعلى وأن الآلهة المختلفة هي مظاهر أقل لهذا الإله الأعلى.  تشمل الخصائص البارزة الأخرى الإيمان بوجود آتمان (الذات)، وتناسخ الذات، والكارما، بالإضافة إلى الإيمان بالدارما (الواجبات والحقوق والقوانين والسلوك والفضائل وطريقة العيش الصحيحة)، على الرغم من أن يوجد اختلاف، مع عدم اتباع البعض لهذه المعتقدات.

يصنف ماكدانيال (2007) الهندوسية إلى ستة أنواع رئيسية والعديد من الأنواع الثانوية، من أجل فهم التعبير عن المشاعر بين الهندوس. الأنواع الرئيسية، وفقًا لماكدانيال، هي الهندوسية الشعبية، استنادًا إلى التقاليد المحلية وعبادات الآلهة المحلية وهي أقدم نظام غير متعلم؛ الهندوسية الفيدية المستندة إلى أقدم طبقات الفيدا التي يمكن إرجاعها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد؛ الهندوسية الفيدانتية المبنية على فلسفة الأوبنشاد، بما في ذلك أدفايتا فيدانتا، التي تؤكد على المعرفة والحكمة؛ الهندوسية اليوغية، تتبع نص اليوغا سوترا باتانجالي التأكيد على الوعي الاستبطاني؛ الهندوسية الدارمية أو "الأخلاق اليومية"، والتي يقول ماكدانيال إنها تم تصويرها في بعض الكتب على أنها "الشكل الوحيد للدين الهندوسي الذي يؤمن بالكارما والأبقار والطائفة"؛ والبهاكتي أو الهندوسية التعبدية، حيث يتم دمج المشاعر الشديدة بشكل متقن في السعي وراء الروحانيات.

يميز مايكلز بين ثلاث ديانات هندوسية وأربعة أشكال من التدين الهندوسي. الديانات الهندوسية الثلاث هي "الهندوسية البرهمانية السنسكريتية"، و"الديانات الشعبية والديانات القبلية"، و"الديانات المؤسسة". الأشكال الأربعة للتدين الهندوسي هي "كارما مارجا" الكلاسيكية، جنانا مارجا،  بهاكتي مارجا،  و"البطولة"، المتجذرة في التقاليد العسكرية . تشمل هذه التقاليد العسكرية الراماية (عبادة بطل الأدب الملحمي، راما، معتقدين أنه تجسيد لفيشنو)  وأجزاء من الهندوسية السياسية ."البطولة" تسمى أيضًا فيريا مارجا. وفقًا لمايكلز، ينتمي واحد من كل تسعة هندوس بالولادة إلى أحد أو كليهما من الهندوسية البرهمانية السنسكريتية وتصنيف الديانات الشعبية، سواء أكان ممارسًا أم لا. يصنف معظم الهندوس على أنهم ينتمون باختيارهم إلى إحدى "الديانات المؤسسة" مثل الفيشنافية والشيفية التي تركز على الموكشا وغالبًا ما تقلل من التركيز على السلطة الكهنوتية للبراهمي ولكنها تتضمن قواعد طقوس الهندوسية البرهمانية السنسكريتية.  وهو يُدرج من بين "الأديان المؤسسة" البوذية ، والجاينية ، والسيخية التي أصبحت الآن ديانات متميزة،بالإضافة إلى العديد من " معتقدات المعلم " والحركات الدينية الجديدة مثل مهاريشي ماهيش يوغي و إسكون.

يذكر إندن أن محاولة تصنيف الهندوسية عن طريق التصنيف بدأت في العصر الإمبراطوري، عندما سعى المبشرون التبشيريون والمسؤولون الاستعماريون إلى فهم الهندوسية وتصويرها من خلال اهتماماتهم. تم تفسير الهندوسية على أنها لا تنبثق من سبب روحي بل من الخيال والخيال الإبداعي، وليست مفاهيمية ولكنها رمزية، وليست أخلاقية ولكنها عاطفية، وليست عقلانية أو روحية ولكن من التصوف المعرفي. يقول إندن إن هذه الصورة النمطية اتبعت وتناسبت مع الضرورات الإمبراطورية للعصر، مما يوفر المبرر الأخلاقي للمشروع الاستعماري. من الروحانية القبالية إلى البوذية، تم تصنيف كل شيء كجزء من الهندوسية. حددت التقارير المبكرة التقليد والمقدمات العلمية لتصنيف الهندوسية، بالإضافة إلى الافتراضات الرئيسية والافتراضات الخاطئة التي كانت في أساس علم الهند. الهندوسية، وفقًا لإيندن، لم تكن كما صورها المتدينون الإمبراطوريون، كما أنه ليس من المناسب مساواة الهندوسية بأنها مجرد وحدة الوجود الأحادية والمثالية الفلسفية لأدفايتا فيدانتا.

آراء هندوسية

ساناتانا دارما

بالنسبة لأتباعها، تعتبر الهندوسية طريقة حياة تقليدية. يشير العديد من الممارسين إلى الشكل "الأرثوذكسي" للهندوسية باسم ساناتانا دارما، أو "القانون الأبدي" أو "الطريق الأبدي". يعتبر الهندوس أن عمر الهندوسية هو آلاف السنين. التسلسل الزمني البوراني ، الجدول الزمني للأحداث في التاريخ الهندي القديم كما رواه ماهابهاراتا ، ورامايانا ، وبوراناس ، يتصور أن التسلسل الزمني للأحداث المتعلقة بالهندوسية يبدأ قبل 3000 قبل الميلاد. الكلمة السنسكريتية دارما لها معنى أوسع بكثير من الدينوليس ما يعادلها. جميع جوانب الحياة الهندوسية، أي اكتساب الثروة (آرثا)، وتحقيق الرغبات (كاما)، وتحقيق التحرر (موكشا)، هي جزء من دارما، التي تلخص "طريقة العيش الصحيحة" والمبادئ المتناغمة الأبدية في تحقيقها.

وفقًا لمحرري الموسوعة البريطانية، أشارت سانتانا دارما تاريخيًا إلى الواجبات "الأبدية" المقررة دينيًا في الهندوسية، وهي واجبات مثل الصدق، والامتناع عن إيذاء الكائنات الحية (أهيمسا)، والنقاء، وحسن النية، والرحمة، والصبر، والتسامح، واحترام الذات. والجود والكرم والزهد. تُطبق هذه الواجبات بغض النظر عن الطبقة أو الطائفة الهندوسية، وتتناقض مع سفادارما، "واجب الفرد"، وفقًا لطبقة الفرد أو طائفته (فارنا) والمرحلة في الحياة (بوروارثا). في السنوات الأخيرة، تم استخدام هذا المصطلح من قبل القادة الهندوس والإصلاحيين والقوميين للإشارة إلى الهندوسية. أصبحت ساناتانا دارما مرادفًا للحقيقة "الأبدية" وتعاليم الهندوسية، التي تتجاوز التاريخ وهي "لا تتغير وغير قابلة للتجزئة وغير طائفية في النهاية".

وفقًا لعلماء آخرين مثل كيم نوت وبريان هاتشر، تشير ساناتانا دارما إلى "مجموعة الحقائق الأبدية والخالدة" وهذه هي الطريقة التي ينظر بها الهندوس إلى أصول دينهم. ويُنظر إليها على أنها تلك الحقائق والتقاليد الأبدية ذات الأصول التي تتجاوز التاريخ البشري، وهي حقائق تم الكشف عنها إلهيًا ( شروتي ) في الفيدا - أقدم الكتب المقدسة في العالم.  بالنسبة للعديد من الهندوس، فإن المصطلح الغربي "الدين" إلى الحد الذي يعني فيه "عقيدة ومؤسسة يمكن إرجاعها إلى مؤسس واحد" غير مناسب لتقاليدهم، كما يقول هاتشر. الهندوسية بالنسبة لهم هي تقليد يمكن إرجاعه على الأقل إلى العصر الفيدي القديم.

فيديكا دارما

أشار البعض إلى الهندوسية باسم فيديكا دارما.  كلمة "فيديكا" في اللغة السنسكريتية تعني "مشتقة من الفيدا أو متوافقة معها" أو "متعلقة بالفيدا". استخدم العلماء التقليديون مصطلحات فيديكا وأفيديكا، أولئك الذين يقبلون الفيدا كمصدر للمعرفة الموثوقة وأولئك الذين لا يقبلونها، للتمييز بين المدارس الهندية المختلفة عن اليانية والبوذية وشارفاكا. وفقًا لكلاوس كلوسترماير، فإن مصطلح فايديكا دارما هو أول تسمية ذاتية للهندوسية. وفقًا لأرفيند شارما، تشير الأدلة التاريخية إلى أن "الهندوس كانوا يشيرون إلى دينهم بمصطلح فايديكا دارما".

مهما كانت الحالة، ترى العديد من المصادر الدينية الهندوسية أن الأشخاص أو المجموعات التي يعتبرونها غير فيدية (والتي ترفض الفيدية فارناراما - عقيدة "الطبقة ومرحلة الحياة") هم زنادقة. على سبيل المثال، يعتبر بهاجافاتا بورانا، وهو مصدر هندوسي بوراني مؤثر للغاية، أن البوذيين والجاينيين وكذلك بعض مجموعات الشيفية مثل باسوباتاس و كابالينس هم باشنداس (زنادقة).

مصطلح فيديكا دارما يعني قواعد الممارسة "المستندة إلى الفيدا"، ولكن من غير الواضح ما الذي تعنيه عبارة "المستندة إلى الفيدا" حقًا، كما يقول يوليوس ليبنر.  يقول ليبنر إن "فيديكا دارما" أو "طريقة الحياة الفيدية" لا تعني أن "الهندوسية دينية بالضرورة" أو أن الهندوس لديهم "معنى تقليدي أو مؤسسي" مقبول عالميًا لهذا المصطلح.  بالنسبة للكثيرين، فهو مصطلح ثقافي. العديد من الهندوس ليس لديهم نسخة من الفيدا ولم يسبق لهم أن رأوا أو قرأوا شخصيًا أجزاء من الفيدا، مثل المسيحي، قد تكون مرتبطة بالكتاب المقدس أو قد تكون المسلمين مرتبطة بالقرآن. ومع ذلك، يقول ليبنر: "هذا لا يعني أن توجه حياتهم [الهندوس] بالكامل لا يمكن إرجاعه إلى الفيدا أو أنه لا يشتق منه بطريقة ما".

على الرغم من أن العديد من الهندوس المتدينين يعترفون ضمنيًا بسلطة الفيدا، إلا أن هذا الاعتراف غالبًا "ليس أكثر من إعلان بأن شخصًا ما يعتبر نفسه هندوسيًا" و"معظم الهنود اليوم يتحدثون عن هذا الأمر". الفيدا وليس لديهم أي اعتبار لمحتويات النص."  يتحدى بعض الهندوس سلطة الفيدا، وبالتالي يعترفون ضمنيًا بأهميتها بالنسبة لتاريخ الهندوسية، كما يقول ليبنر.

الحداثة الهندوسية

ابتداءً من القرن التاسع عشر، أعاد الحداثيون الهنود التأكيد على الهندوسية باعتبارها أحد الأصول الرئيسية للحضارة الهندية، وفي الوقت نفسه "طهروا" الهندوسية من عناصرها التانترا ورفعوا العناصر الفيدية. تم عكس الصور النمطية الغربية، مع التركيز على الجوانب العالمية، وإدخال الأساليب الحديثة للمشاكل الاجتماعية.  وقد حظي هذا النهج بقبول كبير، ليس فقط في الهند، ولكن أيضًا في الغرب.  الممثلون الرئيسيون لـ "الحداثة الهندوسية"  هم رام موهان روي، وسوامي فيفيكاناندا، وسارفيبالي راداكريشنان، والمهاتما غاندي.

رجا رامموهان روي معروف بأنه أبو النهضة الهندوسية.  وكان له تأثير كبير على سوامي فيفيكاناندا، الذي، بحسب فلود، كان "شخصية ذات أهمية كبيرة في تطوير الفهم الذاتي الهندوسي الحديث وفي صياغة رؤية الغرب للهندوسية".  من الأمور المركزية في فلسفته فكرة أن الإله موجود في جميع الكائنات، وأن جميع البشر يمكنهم تحقيق الاتحاد مع هذا "الألوهية الفطرية"، وأن هذا الإلهي باعتباره جوهر الآخرين سيزيد من الحب والتواصل الاجتماعي. انسجام.  وفقًا لفيفيكاناندا، هناك وحدة أساسية للهندوسية، والتي تكمن وراء تنوع أشكالها المتعددة. وفقًا لـ فلود، فإن رؤية فيفيكاناندا للهندوسية "هي رؤية مقبولة بشكل عام من قبل معظم الهندوس من الطبقة المتوسطة الناطقة باللغة الإنجليزية اليوم".  سعى سارفيبالي راداكريشنان إلى التوفيق بين العقلانية الغربية والهندوسية، "وتقديم الهندوسية على أنها تجربة دينية عقلانية وإنسانية في الأساس".

تتمتع هذه "الهندوسية العالمية"  بجاذبية عالمية، تتجاوز الحدود الوطنية  ووفقًا لفلود، "أصبحت ديانة عالمية إلى جانب المسيحية والإسلام والبوذية"،  لكل من مجتمعات الشتات الهندوسية والغربيين. الذين ينجذبون إلى الثقافات والأديان غير الغربية.  ويؤكد على القيم الروحية العالمية مثل العدالة الاجتماعية والسلام و"التحول الروحي للإنسانية". وقد تطورت جزئيًا بسبب "إعادة التثقيف"،  حيث تم تصدير عناصر الثقافة الهندوسية إلى الغرب، واكتسبت شعبية هناك، ونتيجة لذلك اكتسبت أيضًا شعبية أكبر في الهند. جلبت عولمة الثقافة الهندوسية "إلى الغرب التعاليم التي أصبحت قوة ثقافية مهمة في المجتمعات الغربية، والتي أصبحت بدورها قوة ثقافية مهمة في الهند، موطنها الأصلي".

تعريفات قانونية

تعريف الهندوسية في القانون الهندي هو: "قبول الفيدا بإجلال؛ والاعتراف بحقيقة أن وسائل أو طرق موكشا متنوعة ؛ وإدراك حقيقة أن عدد الآلهة التي يجب عبادتها كبير".

وجهات نظر علمية

تمت صياغة مصطلح الهندوسية في الإثنوغرافيا الغربية في القرن الثامن عشر،  ويشير إلى الاندماج  أو التوليف  من الثقافات والتقاليد الهندية المختلفة،  ذات جذور متنوعة  وليس لها مؤسس. ظهر هذا التركيب الهندوسي بعد الفترة الفيدية، بين ج.  500  -200  قبل الميلاد وج.  300 م، في فترة العمران الثان يوالفترة الكلاسيكية المبكرة للهندوسية، عندما تم تأليف الملاحم والبورانا الأولى. وازدهرت في فترة العصور الوسطى، مع تراجع البوذية في الهند. إن تسامح الهندوسية مع الاختلافات في المعتقدات ونطاقها الواسع من التقاليد يجعل من الصعب تعريفها كدين وفقًا للمفاهيم الغربية التقليدية.

يقترح بعض الأكاديميين أنه يمكن النظر إلى الهندوسية كفئة ذات "حواف غامضة" وليس ككيان جامد ومحدد جيدًا. تعتبر بعض أشكال التعبير الديني مركزية بالنسبة للهندوسية والبعض الآخر، رغم أنها ليست مركزية، إلا أنها لا تزال ضمن هذه الفئة. بناءً على هذه الفكرة، طورت غابرييلا إيشينغر فيرو-لوزي "منهج نظرية النموذج الأولي" لتعريف الهندوسية.

الكارما والتناسخ ووحدة الوجود

تظهر معتقداتهم في «الكارما»، وتناسخ الأرواح، والانطلاق، ووحدة الوجود:

الكارما

قانون الجزاء، أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة، إما في الحياة الحاضرة، أو في الحياة القادمة، وجزاء حياةٍ يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء، كما أنها دار الجزاء والثواب.

تناسخ الأرواح

إذا مات الإنسان يفنى منه الجسد، وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.

3- الانطلاق: صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة.

- من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه، بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما.

وحدة الوجود

التجريد الفلسفي وصل بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات، كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة، وتصير النفس هي عين القوة الخالقة.

أ - الروح كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة .

ب - العلاقة بين الإنسان والآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة.

ت - هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.

ه- أفكار ومعتقدات أخرى:

- الأجساد تحرق بعد الموت لأن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إلى أعلى، وبشكل عمودي، لتصل إلى الملكوت الأعلى في أقرب زمن، كما أن الاحتراق هو تخليص للروح من غلاف الجسم تخليصاً تاماً .

- عندما تتخلص الروح وتصعد يكون أمامها ثلاثة عوالم:

1- إما العالم الأعلى: عالم الملائكة.

2- وإما عالم الناس: مقر الآدميين بالحلول.

3- وإما عالم جهنم: وهذا لمرتكبي الخطايا والذنوب.

- ليس هناك جهنم واحدة، بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة بهم.

- البعث في العالم الآخر إنما هو للأرواح لا للأجساد.

- المرأة التي يموت عنها زوجها لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم، ولذلك قد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه، وقد حرم القانون هذا الإجراء في الهند الحديثة.

تناسخ الأرواح

طالع أيضاً: تناسخ

يعتقد الهندوس أن النفس لا تفنى بفناء البدن بل تنتقل إلى أبدان أخرى مما يُعد ميلادًا لها. وذلك أن كل عمل له تأثير في الكيفية التي تُولد بها النفس في التجسد الذي يلي. وتنتقل النفس في دورة من الميلاد وعودة الميلاد تسمى سَمْسَرا. وفي النهاية، يمكن أن تنال النفس مستوى من الوجود يسمى موكشا (الانعتاق)، حين تتحد النفس أو تقرب من الاتحاد مع الروح العُليا براهمان. ووفقًا لقدرات الشخص وميوله الطبيعية، تختلف الطرق التي يتبعها لتحقيق هذا الهدف.

فهناك طريق المعرفة جنانا، الذي يتضمن دراسة عميقة للفيدا والأبانيشاد تحت إرشاد معلم خبير، إذ إنهم يعتقدون أن فهم الكتب المقدسة الهندوسية، يحرر الشخص، كما يزعمون، من الارتباط بالعالم المادي ويمكن النفس من الاقتراب من الروح العليا براهمان.

وهناك طريق اليوجا، أو النظام الذي يستلزم دراسة الفلسفة والتأمل وإجراء تمارين بدنية لتحقيق السيطرة على الجسم. ولابد أيضًا من مساعدة مرشد. وتربط اليوجا بين القوة الروحية للعقل والقوى المادية للجسم، لتحقيق الصحة وحياة طويلة وسلام داخلي. وتحرر اليوجا النفس من دورات الحياة المتعاقبة.

وهناك طريق الكَرْما الذي يتضمن قيام الشخص بتجرد بواجباته الدينية والاجتماعية كما يحددها نظام الطبقات والتقسيم الاجتماعي ودرجات الحياة وتقاليد الأسرة. وتتضمن الكرما كل الأنشطة البدنية ونتائج أعمال الشخص. وإذا توقع الشخص من عمله أهدافًا خاصة فلن يحدث تقدم للروح. ويعتقد الهندوس أن الأنشطة غير الأنانية هي الطريق الصحيح لاستخدام المواهب الإنسانية. وكل الأعمال التي تعمل لكونها واجبًا تفيد الفرد والمجتمع، وتقود النفس إلى الإله الهندوسي براهمان.

التفاني والامتناع عن إيذاء الكائن الحي. طريق التفاني هو أسهل طريق لدى كثير من الهندوس للوصول إلى الروح العليا براهما. ويركز سالكه على اختيار إله معين يقوم بعبادته وترديد اسمه وعمل الخير لأجله سعيًا إلى الفناء فيه.

تبلغ أجناس الحياة ثمانية ملايين و400 ألف تتناسخ فيها النفوس، تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة.وهي ديانة تحرم أكل اللحوم.

الكتب المقدسة عند الهندوس

للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم، غريبة اللغة، تكون جميعها عقائدهم، ومن أهمها الفيدا، البوراناس، الرامايانا، المهابهاراتا، بجافاد جيتا. وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها، وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة عندهم، وأهمها:

الفيدا

«الفيدا» (veda): وهي كلمة سنسكريتية، معناها الحكمة والمعرفة، وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي، وفيه أدعية تنتهي بالشك والارتياب، كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود، وهي تتألف من أربعة كتب. 1- ريج ـ فيدا، ومعناها الفيدا النارية وهي مجموعة من الأناشيد الدينية الهندوسية التي يتضرع بها الهندوس أمام آلهتهم. 2-ساما فيدا، وتعني الفيدا الشمسية، وتحتوي على مزامير دينية ومجموعة من العبادات والواجبات الدينية. 3-ياجورا ـ فيدا، وتعني الفيدا الهوائية، وهي مجموعة من التراتيل التي يُنشدها الكهنة عند إحراق جثث الموتى. 4- أثارفا ـ فيدا، وهي أناشيد تُتلى عند الزواج وتشمل بركات وتعويذات ورقى سحرية. ويحتوي كل كتاب منها على أربعة أجزاء: 1- السامهيتا، ويشتمل على أدعية وتراتيل. 2-البراهمانا، ويعالج مسائل العقائد والشعائر. 3- الأرانيكا، ويشتمل على فلسفة الفناء عند القديسين والرهبان. 4- الأبانيشاد، وهي أعمال فلسفية كتبت في صورة حوار.

البورانا

مأثورات شعبية هندوسية تشتمل على حكايات وخوارق وأساطير عن آلهة الهندوس وأبطالهم. كما تحكي معتقدات الهندوس عن بداية العالم، وكيفية نهاياته المؤقتة وتجدد ميلاده.

الرامايانا والمَهابْهاراتا

ملحمتان هنديتان تشبهان الإلياذة والأوديسة عند اليونان، تحكي أولاهما قصة الأمير راما ومحاولاته إنقاذ زوجته، التي خطفها ملك الجن رافانا، والأخرى - مها بهارتا - تحكي قصة صراع بين فرعين من الأسرة المالكة حول مقتل زوجة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب. ومؤلفها «وياس» ابن العارف «بوسرا» الذي وضعها سنة 950 ق.م،

بجافاد جيتا

عمل فلسفي يناقش فيه الإله كريشنا والمحارب أرجونا معنى الوجود وطبيعته.

دارما شسترا

كتب في قوانين الهندوس وعاداتهم. وأهمها تلك التي كتبها مانو وياجنافالكيا وباراشارا ونارادا.

الأفكار الفلسفية

تقرر الفدانتا والباجافاد جيتا أن الروح قوة مقدسة في كل مخلوق، وتستمر في البقاء بعد فناء الجسد حيث تحل في جسد آخر. وتمر كل روح نتيجة لعملها بعدة تجارب قبل أن تنال الحرية (موكشا). وقد ذهب الفيلسوف شانكرا إلى أن الروح وبراهمان متطابقان، بينما يذهب رامانوجا إلى أن الروح لا تمتزج مع براهما عندما تتحرر من الجسد. وقرر مادهافا أن الروح وبراهمان منفصلان تمامًا. ويذهب فلاسفة الهند إلى أن هناك ثلاث صفات تجعل الروح مرتبطة بالعالم المادي: 1-باركريتي؛ أي أن المادة ضرورية لكل الكائنات، 2- قوناس؛ أي أن الصفات تنبني في ذاتية كل مخلوق. 3-مايا؛ التي تجعل من هذا العالم الفاني وهمًا وخداعًا، ومن ثم فإن الروح واقعة في شراك دورات الحياة المتعاقبة.  

المعتقدات الهندوسية

طالع أيضاً: اعتقاد

نستطيع فهم الهندوسية من خلال كتبها، ونظرتها إلى الإله، ومعتقداتها، وطبقاتها، إلى جانب بعض القضايا الفكرية والعقائدية الأخرى .

نظرة الهندوسية إلى الآلهة

- التوحيد : لا يوجد توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، وعندها يخاطبونه برب الأرباب، أو إله الآلهة .

- التعدد: اتخذ الهندوس من قوى الطبيعة كالمطر والشمس والعواصف والرعد والنار والماء آلهة، فهم يعتبرون أن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد. وهي آلهة كثيرة يتقربون إليها بالعبادة والقرابين.

- التثليث: في القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه : 1- براهما : من حيث هو موجود . 2- فشنو : من حيث هو حافظ . 3- سيفا : من حيث هو مهلك . فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها .

- تعد البقرة حيوانا مقدسا في الهندوسية وتقدس بعض الجماعات أنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الثدييات كالقردة، ولكن تتمي البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة، ولها تماثيل في مختلف المعابد والمنازل والميادين، ولها حق الانتقال إلى أي مكان، ولا يجوز للهندوسي أن يمسها بأذى أو بذبحها، وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية.

- - يعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد تحل في الإنسان فيسمي افاتار ككرشنا على سبيل المثال.

مفهوم الإله

تتنوع مفاهيم الهندوسية عن الله من التوحيد إلى تعددية الإله، إلى وحدة الموجود، إلى وحدة الوجود، إلى الواحدية، إلى الإلحاد إلى مفاهيم أخرى. ومفهوم الرب معقد ويتوقف على الفرد والمعتقد والفلسفة التي يتبعها. ومفهوم الرب عند الهندوسية أحياناً يطلق عليه الهينوثية (وتعني الإخلاص لإله واحد مع قبول الآلهة الأخرى) لكن أي مفهوم من هذا يعتبر شديد التعميم. ولم يكن للريجفدا وهي الدعامة الأساسية للفلسفة الهندوسية وأقدم مخطوطاتها أي نظرة معينة لله أو خلق الكون، ولكنها بالأحرى تترك الفرد يبحث عن ويكتشف إجاباته الخاصة عن ماهية الحياة، وترنيمة ناساديا سوكتا (وتسمى ترنيمة الخلق) من الريجفدا تقول:

من يعرف حقيقةً؟

من هنا يستطيع إدعاء المعرفة؟

كيف بدأ الكون؟ كيف خُلِق؟

لقد جاءت الآلهة بعد ذلك مع خلق الكون.

من إذن يعرف من أين نشأ كل ذلك؟

ويؤمن معظم الهندوسيين أن الروح خالدة وهي النفس الحقيقية لكل شخص وتسمى آتمان. وفي للاهوت الأحادية ووحدة الوجود الهندوسي (كمدرسة أفايتا فيدانتا), أنّ الآتمان لا تنفصل عن البراهمان- الروح الأسمى-، فَسُمِّيَتْ هذه المدارس بـاللاثنائية. وهدف الحياة في مدرسة الأفايتا أن يدرك الشخص أنّ روحه مطابقةٌ للبراهمانِ الروحِ الأسمىِ.

وتقول الأوبانيشاد أن من يدركْ أنّ روحه (آتمان) مطابقة للبراهمان يَصِلْ إلى الموكشا (الحرية أو التحرر).

ومدارس الفيدانتا والنيايا تقرر أنّ الكارما نفسها تثبت وجود الله. واستدلّت النيايا منطقياً على أنّ الكون مخلوق ولابد له من خالق، ذلك بأنّها مدرسة المنطق.

والمدارس الثنوية (انظر دافايتا وبهاكتي) تفهم البراهمان على أنه كينونة أسمى تملك شخصية وبالتالي هم يعبدونه باعتباره براهما، فيشنو، شيفا، وشاكتي، وذلك مُتَوَقِّفٌ على نوع الطائفة التي ينتمي إليه الفرد. الآتمان تعتمد على الإله، والموكشا على الحب للإله وعلى نِعَمِ الإله . وإذا رُئِيَ الإلهُ كينونةً أسمىً متجسدًا في صورة شخص (أكثر من كونه مبدأ لا متناهي) سُمِّيَ حينها بـإيشفارا (الرب)، و ''بهاجافان'' (السعيد)، و ''باراميشوارا'' (الرب الأعلى). على أية حال فإن ترجمات وتأويلات الإيشفارا تتنوع من عدم الإيمان به من قبل مدرسة الميماسا، إلى التعريف بأن الإيشفارا والبراهمان كيان واحد كما في مدرسة الإيدفايتا. أما في معظم التقاليد الفيشناوية فيعتبر فيشنو، لكنه في النصوص الفيشناوية هو كريشنا، وأحياناً يشار إليه بأنه سافيام باهجافام. على أية حال فإنه في الشاكتية يعتبر ديفي أو آدي باراشاكتي الروح الأسمى، أما في الشيفية فيعتبر شيفا الكينونة الأسمى.

وتعدد الديفا يشير إلى صور التجسد الأرضي (الأفاتار) للبراهمان. ويقرر الفيلسوف وليم جونز في نقاشه عن التريمورتي أن الهندوسي يعبد الكينونة الأسمى في صورة ثلاث أقانيم: براهما، فيشنو، وشيفا. والفكرة الأصلية للديانة الهندوسية أن التحولات تتمثل في الأفاتار

في البهاغافاد غيتا فإن الإله هو المستودع الوحيد للجونا كما في المثال التالي:

(يديه وقدميه في كل مكان، ينظر في كل إتجاه، عينيه وأذنه ووجهه يشيرون لكل الإتجاهات، وكل العوالم الثلاثة محاطة بهم.)

أما المعتقدات الإلحادية فتسود مدارس هندوسية مثل سامكيا، ميماسا.

سامكيابرافاشانا سوترا أو سامكيا تقول بأن وجود الله أو إيشفارا لا يمكن إثباته ولذا لا يمكن الاعتراف بوجوده، وتقول بأن إلهاً واحداً غير متغير لا يمكن أن يكون المصدر لعالم دائم التغير، وتقول أن الله كان افتراضية ميتافيزيقية ضرورية تطلبتها الظروف، أنصار مدرسة الميمامسا والتي تأسست على تقويم السلوك والطقوس تقول أنّ الدلائل المشيرة لوجود الله ليست كافية، وأنه لا ضرورة من فرضية وجود صانع للكون، تماماً مثلما ليس ضرورياً إثبات مؤلف للفيدا أو إله ليعطي الشرعية للطقوس. والميمامسا تعتبر أنّ الإله المذكور في الفيدا ليس له وجود وذلك بعيداً عن المانترا أو التعبد الذي يذكر اسم الإله، وفي هذا الشأن فإن قوة المانترا (التعبد) هو ما يُرى على أنه قوة الآلهة.

براهما

عدّ فلاسفتهم الآلهة المختلفة أشكالاً للإله الذي أطلقوا عليه براهما. وزعموا أن براهما في كل مكان، وأنه لاشكل له ولا ماهية ولاجنس، وهو فوق تصور الناس. ومن ثم اتخذت التماثيل لتعبر عنه ولتصور أوجهًا مختلفة له. ومن أهم مظاهر براهما: براهما خالق العالم، وفشنو الحافظ، وفيشنو المدمر والمنشئ. وهذه الآلهة الثلاثة يمثلها تمثال واحد يسمى تريمورتي. وهناك آلهة أخرى مهمة في زعم الهندوسية الحديثة مثل جانيتا الذي له رأس فيل، وهو مُزيل العقبات، وهانومان إله الإخلاص والقوة، وكارتيكيا أو سوبرامايا الذي يُعبد في جنوبي الهند. وكل هذه الآلهة مظاهر لبراهما. ويعتقد الهندوس أن فيشنو نزل إلى الأرض في تسع تجسُّدات وينتظرون حدوث التجسُّد العاشر. ومن أشهر هذه التجسدات تجسده فيراما بطل القصة الملحمية رامايانا، وفي كريشنا الإله الفيلسوف وصاحب العمل الفلسفي بجافاد جيتا.

ديفا وأفاتار

طالع أيضاً: ديفا وأفاتار

كارما وسامسارا

الكارما لغةً معناها العمل أو الفعل، ويمكن وصفها بأنها القانون الأخلاقي للسبب والمسبب، ووفقاً للأوبانيشاد الفرد تُسَمّى جيفا- آتما، ة يطلق (سانسكارا) (انفعالات) من الأفعال سواء كانت أفعال مادية أو عقلية،

هدف الحياة الإنسانية

اليوجا

طالع أيضاً: يوجا

على أية طريقة يعرف بها الهندوس الهدف من الحياة إلى أن هناك طريق عدة (يوجات) قام بتعليمها الحكماء كي يصل الفرد إلى هذه الغاية. ومن ضمن المخطوطات المكرسة لليوجا مخطوطة البهاغافاد غيتا، يوجا سوترا، هاثا يوجا، براديبيكا، وبالطبع المرجع الأساسي التاريخي الفلسفي الأوبانيشاد.

ومن الطرق التي يتبعها الفرد ليصل للهدف الروحي للحياة (موكشا، سامادهي، أو نيرفانا) هي:

العبادات

طالع أيضاً: بوجا ومورتيللهندوس عبادات يومية يؤدونها لإله الأسرة في معبد المنزل. ويحتفلون بأعياد سنوية تخصَّص لآلهة مختلفة، ويشدون الرحال لمزارات بعيدة كُرست لفشنو وشيفا والإلهة شاكتي. ويمكن تقسيم الهندوس إلى ثلاث جماعات: من يعبدون شيفا، ومن يعبدون فشنا في تجسداته المختلفة، وأولئك الذين يعبدون شاكتي. وللهندوسية عدة فرق أو جماعات لكل منها شكل عبادة خاص. وهناك فرق تقدس معلمًا روحيًا (غورو) بالدرجة نفسها التي تقدس بها إلهًا. ولعبادتهم طرق مختلفة تتمثل في تقديم الماء إلى الشمس عند طلوعها والجلوس القرفصاء أمام صنم في معبد، وترديد اسم الإله، والطواف حول مزار إله في اتجاه عقارب الساعة، وغناء تراتيل في المعبد. وأكثر أشكال العبادة شيوعًا يُسمَّى بوجا حيث يقدم الناس الكُرْكُم الأحمر أو الأصفر والأرز ودهن الصندل والزهور والفاكهة والبخور للأصنام في المنزل أو المعبد. وتُقدَّم البوجا إلى آلهة الأسرة كل صباح بعد الحمّام. ويسترجع ما يقدم إلى الإله من طعام أو فاكهة مرة أخرى بعد مباركتها. وهذا يسمىبراساد.

طقوس الهندوسية

للهندوس طقوس وشعائر عديدة تمتد مع حياة الإنسان منذ أن يكون حَمْلاً حتى موته. فهناك ثلاثة طقوس تقدم أثناء فترة الحَمْل وستة طقوس بعد الميلاد. والطقس العاشر يُسمَّى أوبانيانا، ويكون حينما يقلد أحد أطفال الطبقات الثلاث العليا بالحبل المقدس رمزًا لبداية تعليمه الرسمي. وهناك طقسان يتبعان ذلك. والطقس الثالث عشر الزواج، وأهم شعائره الخطوات السبع التي يقوم بها الزوجان أمام النار المقدسة ـ عند الهندوس ـ عند الزواج. والطقس الرابع عشر رب المنزل، والخامس عشر التجول، والسادس عشر إحراق جثة الميت.  

المزارات الحج

طالع أيضاً: حج هندوسي

للهندوس مزارات عديدة، في كل أنحاء الهند مكرَّسة لفشنو وشيفا أو الإلهة الأم. ومن أهم هذه المزارات فاراناسي على نهر الجانج. يحج الهندوس أربع مرات كل 12 سنة إلي نهر الجانج المقدس. ويتنقلون بين أربعة مواقع. ولمرة واحدة كل 12 سنة يحدث كومبه ميلا عظيم في مدينة الله آباد ويحضره 25 مليون هندوسي.

ديموغرافيا

لا غرابة في تمركز أكبر نسبة من الهندوس في شبه القارة الهندية حيث نشأت الهندوسية، ولا غرابة بوجود أتباع للهندوسية في المناطق المجاورة للهند كنيبال وجزيرة بالي في اندونيسيا، ولكن توجد الهندوسية في أماكن بعيدة جغرافياً عن الهند، وربما يعزى السبب لهجرة الهنود لهذه الدول. نجد الهندوسية في جنوب أفريقيا (1.2 مليون)، المملكة المتّحدة (1.2 مليون)، كندا (0.7 مليون)، هولندا (0.4 مليون)، سورينام (أمريكا اللاتينية 0.2 مليون)، جمهورية جويانا (أمريكا اللاتينية (0.4 مليون)، الولايات المتحدة (1,478,670)Hinduism in the United States

واستُحدثت طبقة خامسة سببت الإزعاج للحكومة الهندية وقامت الحكومة الهندية رسمياً بإلغاء هذه الطبقة في عام 1950. ونذكر هذه الطبقات الأربع ابتداءً من الأعلى ونزولاً إلى أوطاها حسب التقسيم الطبقي الهندوسي. الطبقة البيضاء، أو طبقة «البراهمنة» والتي ينتمي إليها رجال الدين العلماء، طبقة «الكاشترييا»، أو ما يعرف بالطبقة الحمراء وتشمل الأمراء الفرسان، الطبقة الصفراء «الفيشيا» وتشمل المزارعين والتجار، طبقة «الشودرا»، أو الطبقة السوداء وتشمل أهل الحرف اليدوية والصناعة. أمّا بالنسبة للطبقة الخامسة (باريان)، أو ما يعرف بطبقة الأنجاس فتشمل أهل الحرف المتدنّية وتتكون هذه الحرف من حفّاري القبور وعمال نظافة دورات المياه وخلافه من أعمال النظافة

الهندوسية في الحياة اليومية

طبقات المجتمع

هناك نظام قديم في الهند يُسمَّى فارنا وبناءً عليه يُقسم المجتمع إلى: 1- الطبقة البيضاء وهي طبقة البرهميين وهم القساوسة والعلماء. 2- الطبقة الحمراء الكاشتري وهم الحكام والإداريون والجنود، 3- الطبقة الصفراء الفيزية وهم الفلاحون والمزارعون والتجار. 4- وأضيفت طبقة رابعة فيما بعد وهي الطبقة السوداء وتشمل السودرا، وهم العمال المهرة كالخزافين والنساجين وصانعي السلال والخدم. وأصبحت تلك الطبقات أكثر وضوحًا بظهور مجتمع أكثر تعقيدًا. كما ظهرت طبقة خامسة أدنى من السودريين، وهم يقومون بالخدمات الحقيرة، ويعاملهم البراهميون بقسوة ويتجنبون حتى لمسهم. ويُعرف هؤلاء بالمنبوذين. ورغم إلغاء هذه الطبقة قانونًا عام 1950م وإطلاق اسم أطفال الله عليهم، فإنهم يحبذون تسمية أنفسهم بالمنبوذين.

آداب الطعام في الهندوسية

للهندوس طقوس خاصة بالطعام؛ فهم يهتمون بطهارته ويشترطون أن يكون معدّ الطعام طاهرًا وملابسه نظيفة، ويستخدم يده اليمنى في إعداد الطعام وأكله. كما يشترطون أن يُقدّم كل نوع من الطعام في طبق خاص. ويعدون الطعام الذي يمسه أحد أفراد الطبقات الدنيا نجسًا. ويعدون اللحم والبيض والسمك والمشروبات الكحولية كلها نجسة. وهناك آداب أخرى غير ذلك.

أهيمسا، النباتية، وعادات غذائية أخرى

طالع أيضاً: أهيمسا

يؤيد الهندوسي ممارسة الأهيمسا (عدم العنف)، واحترام كل أشكال الحياة لأنه يعتقد أن الله يتغلغل في كل المخلوقات متضمنة النباتات والحيوانات. فإذا أراد الهندوسي تطبيق هذه القيمة الأخلاقية العالية فعليه أن يمتنع عن التسبب في أي أذى مادي أو عقلي أو عاطفي أو أخلاقي لأي كائن حي. ويعتقد الهندوس أن الكائنات لها روح كما للإنسان، ومن ثم قدَّس الهندوس البقر والقردة وغيرها من الحيوانات. وتتميز البقرة بنوع خاص من التقديس. ودرجات الحياة عند الهندوسي المتفاني أربع، تشارك النساء في الثانية والثالثة منها. وكل درجة منها تقود إلى الأخرى. وهذه الدرجات هي: 1- درجة التلميذ 2- رب المنزل 3- الاعتزال 4- نُكران الذات. وهذه الأخيرة اختيارية ويصل إليها الرجال وحدهم، وبعض النساء الآن يسعين إلى الوصول إليها أيضًا.

ويسعى الهندوس عمومًا إلى تحقيق أهداف أربعة تكون نظام القيم عند كل فرد منهم، وهذه الأهداف هي:

1- الواجبات الدينية والاجتماعية، وهي أكثرها أهمية وحاكمة على الأهداف الثلاثة الأخرى. 2- كسب العيش بوسائل شريفة. 3- الاعتدال في التمتع بطيبات الحياة. 4-الموكشا، أي التوجه الروحي إلى الإله وتحقيق الخلاص من سلسلة التوالد.

ولقد ظهرت كلمة أهيمسا لأول مرة في الأوبانيشاد ملحمة مهابهاراتا، والأهيمسا هي أول الياماسات الخمسة (عهود ظبط النفس) في أحكام يوجا باتاناجالي، وهي أول مبدأ لكل عضو في الفارنا (برهمن، كشاتريا، فيشيا، شودرا) في قانون مانو (مانّو سمرتي) (كتاب 10، حكمة 63، أهيمسا، ساتيا، أستيا، شوكام، إندريانيجراها، وهي تقريباً شبيهة بالمبادئ الأساسية للجاينية.

ووفقاً للأهيمسا أنّ الكثير من الهندوس نباتيون احترامًا للأشكال الأعلى للحياة، ويقدر عدد النباتيون المعتمدون على منتجات الألبان في الهند (بما فيهم معتنقوا الديانات الأخرى) بحوالي 20% إلى 42%.

وتتنوع العادات الغذائية وفقاً للتجمع أو المنطقة، بعض الطوائف لديها عدد نبانيين أقل وسَكَنة السَّواحِلِ يعتمدون على الأسماك، والبعض يتجنب

اعتناق الهندوسية

طالع أيضاً: تحول ديني

الهندوسية وعلم الاجتماع

يأخذ اهتمام علم الاجتماع بالهندوسية صورء دراسات لنظام الطوائف، كصورة متطرفة من التدرج الطبقي القائم على التوريث، وتقديم بعض التأملات حول آثار المعتقدات الهندوسية على تطور الرأسمالية الرشيدة على الطراز الغربى. ولقد كان لماكس فيبر فضل الريادة فى الموضوع الأخير من خلال مجموعة مقالاته حول الأخلاق الاقتصادية للديانات العالمية، الذي وضعه خلال الفترة من عام 1916 حتى 1919. وقد ترجم الجزء الذى يتصل منها بالهند ونشر فى كتاب بعنوان: ديانة الهند، عام 1958، والتى ذهبت إلى أن الهندوسية قد عوقت بشكل حاسم هذا الشكل من التطور الاقتصادى.

ولقد استمر الجدل حول تأويل ماكس فيبر حتى الآن (انظر على سبيل المثال كتاب مادان بعنوان: المجتمع الهندي فى كتابات علماء الاجتماع الغربيين، الي صدر عام 1979). ومن الدراسات الكلاسيكية فى موضوع الطوائف (الطبقات المغلقة) دراسة لويس ديمون بعنوان: التدرج الطبقى الإنساني، الصادرة عام 1970. وبالرغم من أن هذه الدراسة تقدم الرأى المثير للجدل القائل بأن نظام الطوائف الهندي لا يمكن تحليله فى ضوء المفهومات التى تتطبق على صور التدرج الأخرى، إلا أنه ادعاء تقلل من أهميته البحوث الأنثروبولوجية والتاريخية التى توضح أن عمليات مشابهة الحراك الاجتماعى على نحو ما توجد فى أماكن أخرى (المكانة التى يتم الحصول عليها بالقوة والناتجة عن عدم التطابق فى المكانة الناتج عن التغيرات فى توزيع القوة) توجد أيضاً فى نظام الطوائف الهندي التقليدي.

وتتفق البحوث حول التدرج والدين فى الجدل الدائر حول ما إذا كان ادعاء ماكس فيبر عن وجود صورة من القدرية تنتج عن الإيمان بمذهب الكارما التعويضي، يعد عاملاً مهماً فى تحقيق الاستقرار فى نظام الطوائف على الرغم مما به من مظاهر صارخة لعدم المساواة فى الظروف والتصلب الاجتماعي. ولقد تابع دافيد لوكوود هذه القضية فى مقاله بعنوان: القدرية : نظرية دوركايم الخفية عن النظام، والمنشورة فى الكتاب الذى أشرف على تحريره كل من أتتونى جيدنز وجافين ماكنزى بعنوان: الطبقة وتقسيم العمل، ونشر عام 1983.

انظر أيضًا

الهندوسية

ديانات ونظم مشابهة