القرن 20

القرن العشرون هو الفترة الزمنية الممتدة من اليوم الأول لعام 1901 إلى اليوم الأخير من عام 2000 حسب التقويم الميلادي.

قالب:صندوق قرن

عقد 1890 1891 1892 1893 1894 1895 1896 1897 1898 1899 1900
عقد 1900 1901 1902 1903 1904 1905 1906 1907 1908 1909 1910
عقد 1910 1911 1912 1913 1914 1915 1916 1917 1918 1919 1920
عقد 1920 1921 1922 1923 1924 1925 1926 1927 1928 1929 1930
عقد 1930 1931 1932 1933 1934 1935 1936 1937 1938 1939 1940
عقد 1940 1941 1942 1943 1944 1945 1946 1947 1948 1949 1950
عقد 1950 1951 1952 1953 1954 1955 1956 1957 1958 1959 1960
عقد 1960 1961 1962 1963 1964 1965 1966 1967 1968 1969 1970
عقد 1970 1971 1972 1973 1974 1975 1976 1977 1978 1979 1980
عقد 1980 1981 1982 1983 1984 1985 1986 1987 1988 1989 1990
عقد 1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000
عقد 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010

يعتبر القرن 20 فترة زمنية حافلة بالأحداث التاريخية إلى جانب التطور الكبير في وسائل الاتصال والنقل. ويمكن القول أن القرن 20 هو عصر التكنولوجيا بامتياز. من أبرز وقائع القرن العشرين، وأعمقها تأثيرا وامتدادا الحرب العالمية الأولى التي غيّرت أجزاء كبيرة من أوروبا والشرق الأوسط بطرق لها تبعات باقية إلى اليوم واستبدلت الإمبراطوريات الروسية والألمانية والنمساوية المجرية والعثمانية بدول جديدة قائمة على القوميات. فرضت القوى الأربع المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا شروطها في سلسلة من المعاهدات ساهمت في صعود الحزب النازي  ونشوب الحرب العالمية الثانية التي ترتب عليها تبدلات عميقة في العلاقات الدولية، منها بروز الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي كقوتين كبيرتين حلتا محل الإمبراطوريتين الاستعماريتين البريطانية والفرنسية. وظهور حركات الاستقلال عن الاستعمار في القارات كافة. ونشوء منظمة الأمم المتحدة.ثم اندلاع الحرب الباردة بين القطبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وفي نهاية القرن سقط الاتحاد السوفيتي ليبدأ عصر القطب الاوحد، حيث تطورت التكنلوجية بشكل مخيف ونظام الاتصالات والفضائيات واكتشافات علمية حديثة سواء كان ذلك في مجال الطب والفيزياء والكيمياء.

1901-1950

أوضاع العالم في تلك الفترة

شهد النصف الأول من القرن العشرين نوعين من الصراعات العالمية - في الفترة الممتدة من ١٩١٤ إلى ١٩١٨ وكذلك في الفترة من ١٩٣٩ إلى ١٩٤٥ - وقد ضم هذان النوعان من الصراعات أطراف كثيرة دعت إلى تسميتهما بالحربين العالميتين الأولى والثانية، بالرغم من تسمية الحرب العالمية الأولى بالحرب الكبرى. فقد اشتركت معظم الدول الأوروبية ودول كثيرة حول العالم في كلتا الحربين. في هاتين الحربين، تمت هزيمة قوات الحلفاء بقيادة ألمانيا، لينتهي بذلك عهد من الازدهار والنجاح العسكري على مدار أكثر من . ٢٠ عام في أوروبا على يد تلك القوات التي تجمعت حول بروسيا. وضمت قائمة الدول المنتصرة في الحربين العالميتين الأولى والثانية فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. ظهرت آثار كلا الحربين معا في أوروبا على الأقل؛ حيث خلفت الحرب العالمية الأولى مشكلات سياسية وإقليمية أدت فيما بعد إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.

لقد اعتمدت الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية بدرجة غير مسبوقة على التطور والتقدم اللذين حدثا في مجالي العلوم والتكنولوجيا، حيث استخدمت الدبابات لأول مرة عسكريا بالإضافة إلى استخدام الطائرات أو المقاتلات الحربية والعربات المدرعة والموجات اللاسلكية والغازات السامة في الحرب العالمية الأولى. كما شهدت الحرب العالمية الثانية استعمال الرادار والصواريخ والمحركات النفاثة والأسلحة النووية وأجهزة فك الشفرات.

في الوقت ذاته، أدت هاتان الحربان إلى تحفيز التقدم العلمي والتكنولوجي. فعلى سبيل المثال، تم تشجيع إنتاج المضاد الحيوي المعروف باسم البنسلين في أثناء اندلاع الحرب بعد مرور عقد من الزمان على اكتشافه لسد احتياجات الجنود منه. كذلك، فقد أدى اختراع الرادار إلى التعرف على بعض المعلومات التكنولوجية وبعض الملاحظات التي قادت فيما بعد إلى الارتقاء بعلم الفلك الإشعاعي. كذلك، فقد دعت الحاجة إلى تصنيع القنبلة الذرية إلى تأسيس أول المعامل الكبرى المحلية وتوظيف آلاف من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية وأدت ضرورة فك الشفرات الخاصة بالعدو إلى تصنيع أول نوع من أجهزة الكمبيوتر الكبيرة ولكنها كانت بدائية في أول الأمر.

لقد تورطت الكثير من الدول الأوربية في العديد من المناورات والصراعات العسكرية. فقد شنت بريطانيا الحرب المعروفة باسم حرب البور في جنوب أفريقيا حتى عام ١٩٠٢، وأحكمت العديد من القوى الأوربية الأخرى قبضتها على المستعمرات في أفريقيا. كذلك، فقد تنازعت روسيا مع اليابان (١٩٠٢-١٩٠٤)، كما كانت بريطانيا تعاني من قلاقل في أيرلندا، واندلعت الحرب الأهلية في أسبانيا في ثلاثينيات القرن العشرين. تخللت أنواع أخرى من الصراعات بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. فقد أدى الإسراف المالي وبعض صور المضاربات المالية إلى انهيار أسواق البورصة في عام ١٩٢٧، لتبدأ بذلك أزمة اقتصادية كبرى لم تنته إلا باندلاع الحرب العالمية الثانية.

استطاعت الحكومات المستبدة الإمساك بزمام الحكم في العديد من البلدان. وبحلول فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، تحالف كل من الديكتاتور الألماني أدولف هتلر والديكتاتور الإيطالي بنيتو موسوليني لقيادة بلادهما إلى الدخول في الحرب العالمية الثانية في جبهة واحدة معا. كذلك، فقد كان هناك ديكتاتور آخر في النمسا قبل اكتساح القوات الألمانية لها في الحرب. كما وقعت روسيا - التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي - تحت سيطرة الحكم الديكتاتوري على يد جوزيف ستالين الذي أضاف إلى قائمة الأشخاص المفضلين لديه عالم الجينات تريوفيم ليسينكو، الذي تلاءمت أفكاره عن التطور مع أهداف ستالين السياسية. بينما انطفأ بريق العلوم التقليدية في تلك الفترة.

فنون وافكار

بدأ القرن العشرين في أوروبا في أوج ازدهار مبدأ الحقائق المؤكدة في نهايات القرن التاسع عشر، فضلاً عن سيادة الرخاء والتوسعات الاستعمارية. ولكن، سرعان ما تحطم كل ذلك عندما اندلعت كارثة الحرب العالمية الأولى. ففي الفترة ما بين انتهاء مأساة الحرب العالمية الأولى وبين بداية الكساد الاقتصادي العالمي، تحولت الحياة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى حياة مليئة بالشكوك والمخاوف؛ حيث ظهر ذلك من خلال إيقاع الحياة وانتشار موسيقى الجاز في فترة العشرينيات من القرن العشرين.

لقد كان نتاج العقول المبدعة هائلاً في مجالات مختلفة مثل الموسيقى والأدب والفنون والأفكار والنظريات العلمية والفلسفية. وجاء هذا الإبداع بأشكال جديدة وأساليب تجريبية حديثة، والتي عكست الكثير منها حالة الشك التي اتسم بها هذا القرن. ففي مجال الرسم، ظلت فرنسا رائدة لهذا المجال حيث استطاع الفنانون المبدعون فيها تطوير الحركة التقليدية الانطباعية أمثال موريس أوتريلو وهنري ماتيس وكميل بيسارو وكلود مونيه وغيرهم.

في روسيا، كان الفنانون - أمثال مارك شاجال وواسلي كاندينسكي - يعبرون عن مواقف أشد حدة وتطرفاً بصدد المشاكل التي أحاطت بهم وفي أسبانيا، كان الوضع مماثلاً؛ حيث طهر بعض الفنانين - أمثال سلفادور دالي وبابلو بيكاسو - الذين عبروا عن الوضع ذاته؛ فصورت مختلف أعمالهم الفنية مظاهر الرعب والفزع من الحرب الأهلية الأسبانية. ظهر فيما بعد الفنان الأمريكي جاكسون بولوك. وعرفت ألمانيا مجموعة من الفنانين أنصار الحركة التعبيرية والذين مثلهم الفنان أرنست كيرخنر. وفي الدول التي سادها الحكم الاستبدادي الديكتاتوري، مثل ألمانيا والاتحاد السوفيتي آنذاك، كان الفن يخدم الأهداف الأيديولوجية والسياسية.

شهدت الموسيقى في ذلك الوقت امتدادا لرومانسية القرن التاسع عشر، والتي امتزجت غالبا بالموروث الشعبي والفلكلور الخاص بكل دولة. ففي بريطانيا، كان هناك رالف فون وليمز ووليم والتون وفريدريك ديليوس وجوستاف هولست وأدورد ألجار. وفي فرنسا، كان هناك الفنانان موريس رافيل وكلود دوبوسي، بينما في روسيا، كان هناك الفنان سيرجي رخمانينوف، وفي ألمانيا كان هناك الفنان ريتشارد شتراوس، وفي إيطاليا كان هناك الفنان جيياكومو بوتشيني. من ناحية أخرى، قام بعض الملحنين بتغيير أساليبهم تماما عن الأساليب المتبعة في الماضي؛ ومن أمثال هؤلاء الملحنين إيجور سترافينسكي وسيرجي بريكوفيف في روسيا، وأرنولد شونبرج وألبن بيرج في ألمانيا.

كانت الولايات المتحدة في ذلك الوقت تحاول أن تجول لنفسها أسلوبها الموسيقي المميز من خلال سكوت جوبلن وإيرفينج بورلين، ثم فيما بعد من خلال جورج جيرشوين وجيروم كيرن، اللذين لم يكتبا فقط أغاني شعبية بل قاما بتأليف وتلحين موسيقى للمسرح. ولكن كانت هناك قوة صاعدة في مجال الموسيقى في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أماكن أخرى، ألا وهي موسيقى الجاز، والتي انبثقت من الموسيقى الأفريقية والتحول السريع من الأشكال المبكرة لتلك الموسيقى إلى التطور الذي شهدته الموسيقي بشكل عام في الثلاثينيات من القرن العشرين. وقد اهتم الكثير من الموسيقيين بموسيقى الجاز؛ فدأبوا على تطويرها بجدية جدير بالذكر أن جميع أنواع الموسيقي تم تطويرها بواسطة النمو الكبير لصناعة المسجلات الصوتية آنذاك.

استمر الروائيون في اكتشاف أنواع جديدة لتأريخ أوقاتهم المتغيرة. من بين هؤلاء الروائيون سكوت فيتسجيرالد وسنكلير لويس وأرنست همنجواي وجون شتانبيك وجيرترود شتاين من الولايات المتحدة، سومرست موم وأدورد مورجان فورستر وفيرجينيا وولف وجراهام جرين وإيفلين وو ودايفيد هربرت لورنس وجون جولزوورذي من إنجلترا، ومارسيل بروست وجان كوكتو من فرنسا، ومكسيم جوركي من روسيا وتوماس مان وفرانز كافكا من ألمانيا وجيمس جويس من أيرلندا.

كذلك، كان هناك عدد كبير من الشعراء أمثال روبرت فروست وعزرا باوند من الولايات المتحدة الأمريكية، وتي. إس. إيليوت وويستان أودن وولفرد أووين ووولتر ديلامار من إنجلترا، ورينر ماريا ريلكه من ألمانيا، ووليم بتلر ييتس من أيرلندا.

استطاع رواد المسرح للمرة الأولى في ذلك الوقت الاستمتاع بمشاهدة مسرحية Peter Pan لمؤلفها جيمس باري ومسرحية The Playboy of the Western World للمؤلف جون ميلنتون سنج ومسرحية Death of a Salesman للمؤلف آرثر ميلر، ومسرحية Long Day’s Journey into Night للمؤلف يوجين أونيل ومسرحية Pygamlion للمؤلف برنارد شو ومسرحية Private Lives للمؤلف نوييل كاوارد ومسرحية Antigone للمؤلف جان أنوي ومسرحية A Streetcar Named Desire للمؤلف تينيسي وليمز ولكن تمثلت أكثر الأساليب الثقافية تأثير في السينما، وخاصة مع مجيء الأفلام الصوتية في عام ١٩٢٧.

كانت هناك وفرة من المفكرين ذوي الأفكار الجديدة مثل العالم النفسي كارل يونج ووليم جيمس صاحب كتاب The Varieties of Religion Experience وماكس فيبر صاحب كتاب The Protestant Ethic and The Rise of Capitalism وكارل بوبر صاحب كتاب The Open Society and its Enemies وسيمون دي بوفوار صاحب كتاب The Second Sex. كما ساهم كل من أولدوس هكسلي صاحب كتاب Brave New World وجورج أورويل (١٩٨٤) في تقديم رؤية مزعجة عن المستقبل مثلما فعل الديكتاتور هتلر صاحب كتاب Mein Kampf.

إسهامات العلماء في الطاقة والجين والكون

في أثناء النصف الأول من القرن العشرين، تقدم العلم في جميع المجالات إلا أن هذ التقدم كان ملحوظا بدرجة كبيرة في ثلاثة فروع. فقد استطاعت علوم الفيزياء النووية والفيزياء الكمية أن تكشف عن ذلك العالم الصغير جدا المكون من ذرة أو أقل منها. كذلك، فقد تم التعرف على موضع الأرض في الكون بين المجرات الأخرى التي لا حصر لعددها والتي تملأ الفضاء كله. وبين هذه النقاط الغامضة، اقتربنا أكثر من حل لغز الوراثة عن طريق كشف النقاب عن التركيبات والمواد الكيمياية التي تتحكم في عملية الوراثة.

ربما يكون العالم ألبرت آينشتاين هو الأكثر شهرة في ذلك الوقت؛ حيث تضمنت اكتشافاته الكبرى النظرية النسبية العامة والنظرية النسبية الخاصة. ولكنه اعتمد على إسهامات العلماء الآخرين نظراً لانتشار العباقرة في كل مكان آنذاك، واحتاج إلى علماء اخرين لمساعدته لتأكيد تنبؤاته ونظرياته.

بحلول منتصف القرن العشرين، تم اكتشاف أول انشطار نووي وتم بناء أول مفاعل ذري، كما تم التنبؤ بالمادة المضادة واكتشافها. وتم الكشف عن مصدر طاقة الشمس وإلقاء الضوء على الموضوع المتعلق بأصل العناصر. كما تم التقاط إشارات الراديو (الموجات اللاسلكية) واكتشاف الإشعاع الكوني الساقط على الأرض من الكواكب والأجسام الأخرى وقد تم وضع نظام خاص بين النجوم المتنوعة كما استطاع العلماء استنتاج المصير النهائي للنجوم ذات الأحجام لضخمة.

كذلك، فقد تم التعرف على أن الحركة عملت على اتغيير مقاييس الطول والوقت والكتلة والجاذبية. وتم إدراك حلم علماء الكيمياء القديمة وتحويل عنصر كيميائي إلى آخر مرات عديدة. وفي الوقت ذاته، أدركنا عدم قدرتنا على القياس بدقة لكل ما يتعلق بحركة الجسيمات الدقيقة.

لقد اشتملت الاكتشافات الطبية العظمى، على اكتشاف الدور الحيوي للفيتامينات ووجود الأنسولين وفصائل الدم المختلفة والبنسلين والعلاج الكيميائي لمرض الزهري، كما تم العثور على الدليل على تأثير التكييف على السلوك الإنساني. كذلك، فقد اتضح تأثير النشاط الإشعاعي؛ حيث إنه قادر على أن يكون سببا في الشفاء وفي الهلاك أيضا.

في مجال العلوم الأرضية، تم تقديم نظريتين في ذلك الوقت وكان لا يفضل البدء بأي منهما، إلا أنه بعد ذلك تمت إعادة النظر فيهما والاستعانة بهما. تمثلت النظرية الأولى في مفهوم زحزحة القارات والنظرية التي مفادها أن تأثير قوة جذب الكواكب الأخرى على الأرض تؤدي إلى حدوث العصور الجليدية. كما مكنا النشاط الإشعاعي من معرفة التقديرات الأولية الموثوق بها عن عمر الأرض. كما وفر مقياس ريختر مقياسا لعرفة قوة الزلازل.

يتضمن كل هذ التحول المتزايد في الطريقة التي تنظم وتدعم بها النهضة العلمية. ويزيد اهتمام الحكومات في هذا الصدد وخاصة عندما تساهم المعرفة الجديدة في دعم قدرات الدفاع القومي أو النمو الاقتصادي. وتنشئ بعض البلاد معامل قومية (مثل معامل بريطانيا الخاصة بالأبحاث العلمية والصناعية) من أجل اكتشاف العديد من نقاط الاهتمام. وتمثل أضخم هذه المعامل في المشروع الضخم في مدينة مانهاتن الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية في الأربعينيات من القرن العشرين لتطوير العلوم والتكنولوجيا المتعلقة بالأسلحة النووية. لقد عمل هذا على وضع نموذج لما سيكون عليها العالم أجمع في المستقبل.

فضلاً عما ابتكره توماس أديسون عام ١٨٨٢، تم استخدام العلم في مجالي العمل والصناعة لتطوير منتجات جديدة أو العثور على حلول لمشاكل الإنتاج. وازداد نشاط الكثير من العلماء عن ذي قبل، كما ازدادت أعداد الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث التي عمل فيها كثير من العلماء وأصبحت مزودة بخدمات أفضل. كذلك، فقد أصبحت مهنة لعالم مهنة محترمة. أما الآن، فقد أصبح يتم التوصل إلى بعض الاكتشافات المهمة من قبل الأشخاص الهواة والأشخاص الذين يعملون في مجال العلم فترة مؤقتة.

تمثل تكنولوجيا امعرفة - كما كان في القرون السابقة — قوة دافعة وخاصة مع التوصل إلى الاختراعات الإليكترونية العجيبة والتي تتعقب وتجسد الإشارات الخافتة. وساهمت الغرف السحابية في الفيزياء النووية والتليسكوبات الكبيرة الجديدة في علم الفلك والميكروسكوب الإليكتروني في علم الأحياء في الكشف عن كل ما كان مجهولاً وغامض كما لوحظ زدياد سرعة إيقاع عمليات الاكتشاف.

أهم إنجازات تكنولوجيا القرن العشرين

بمجرد استهلال القرن العشرين، زادت سرعة التطور التكنولوجي — الذي كان مزدهراً بالفعل - بصورة ملحوظة، وقد ظهرت آثار هذا التطور التكنولوجي في كل منحى من مناحي المجتمعات الصناعية. ولم تظهر هذه الآثار فقط في اختراع الآلات والأجهزة الحديثة، ولكن هذه الأجهزة كانت يشترى وثستعمل بمعدلات مرتفعة في المنازل والمكاتب والمصانع والمزارع. لم يشهد تاريخ البشرية كله مثل هذه الفترة التي شهدت تطوراً تكنولوجيا هائلا.

لقد ظهرت بعض الاختراعات والاكتشافات الحديثة لأول مرة في العقود الختامية للقرن التاسع عشر، مثل اختراع السيارات والأفلام والتليفون وأشعة إكس والراديو والمواد التركيبية الصناعية والصوت المسجل وتوليد الكهرباء بشكل واسع النطاق. وخلال الخمسين سنة التي تلت عام ١٩٥٠، انتشرت كل هذه الاختراعات في جميع دول العالم تقريبا. كذلك، فقد ظهر العديد من مظاهر التكنولوجيا في هذا القرن، بما يتضمن صناعة الطائرات والطيران والصناعات الإليكترونية والتليفزيون والطاقة النووية والسفر للفضاء والطرق الهائلة التي لا حصر لها لعالجة المعلومات ونشرها، حيث يعتبر ذلك العنصر الأخير أكثر الاختراعات تأثيراً من بين كل العناصر التكنولوجية الأخرى.

كان السبب في حدوث كل هذه التطورات التكنولوجية هو اجتماع الكثير من العوامل مع بعضها البعض. فقد زادت الإنتاجية في كل الصناعات، ويرجع معظمها إلى ظهور التكنولوجيا الجديدة. نتج عن تلك التكنولوجيا الجديدة اكتشاف مصادر أخرى أسهمت بشكل أكبر في تطوير هذه الأنواع من المخترعات الجديدة إلى أشكال أكثر تطوراً وتقدما من حيث عوامل متعددة مثل رخص ثمنها وسهولة استعمالها والأمان التي توفره لمستخدمها والقدرة الأكبر على القيام بالغرض التي خصصت من أجله وتقليل التلوث والنفايات الصادرة عنها. وعلى أية حال، فقد ظهرت هذه المخترعات قبل مراعاة الاعتبارات البيئية والاجتماعية بعقود كثيرة.

بوجه عام، وفر المصنعون والمنتجون الأشياء التي كان الناس يحتاجونها، فضلاً عن قدرتهم على شرائها. وقد استجاب المستهلكون لذلك من خلال رغبتهم في شراء الأشياء التي لم يحلموا على الإطلاق بامتلاكها ذات يوم. وأدت الرغبات المتزايدة إلى تقليل أسعار هذه المنتجات وزيادة حجم الطلبات عليها بالإضافة إلى زيادة الشراء للحصول على أحدث المنتجات التكنولوجية التالية في السوق.

في الوقت نفسه، تم الاهتمام بتطوير التكنولوجيا وتدعيمها بشكل مكثف عن طريق العلم. وكان ذلك الاتجاه قد بدأ في القرن التاسع عشر، ليمثل بذلك اتجاها معاكسا للقرون السابقة. ساهم الإدراك الأفضل لما يحدث في الطبيعة - في مجالات مثل الطاقة والمادة والنظم البيولوجية - في زيادة فعالية عملية التجديد والتطوير التكنولوجي. وأصبحت هذه الاختراعات العلمية أكثر اعتمادا على الإدراك والفهم العلمي، والذي يتم التعبير عنه غالبا من خلال مادة الرياضيات بدلاً من الاعتماد على الطرق التقليدية للمحاولة والخطأ.

لكل هذه الأسباب، لا بد ألا تحتوي قائمة اكتشافات القرن العشرين على كل الاختراعات التي تم التوصل إليها؛ حيث إن هناك العديد من الاكتشافات للاختيار فيما بينها: الإشارات اللاسلكية الأولية عبر المحيط الأطلنطي (١٩٠١) والقيام بأول رحلة طيران باستخدام طائرة أثقل من الهواء (١٩٠٣) واختبار معدل الذكاء للعالم بينيه (١٩٠٥) والصمامات الاسلكية الثلاثية (١٩٠٦) وإشارات النيون (١٩١٠) والإنتاج الضخم بالجملة للسيارات على يد هنري فورد (١٩١٤) واستخدام البث الإذاعي التجاري (١٩٢٠) والأفلام الملونة (١٩٢٢) والأطعمة المجمدة السريعة (١٩٢٤) والأفلام السينمائية الناطقة (١٩٢٧) والبنسلين (١٩٢٨) وموجة الراديو مضمنة التردد (١٩٣٣) والأضواء الفلورية ومصايح بخار الصوديوم (١٩٣٥) والرادار (١٩٣٥) والبث التليفزيوني (١٩٣٦) وأقلام الحبر (١٩٣٦) والنايلون (١٩٣٧) والمحركات النفاثة (١٩٣٧) وآلات تصوير الورق (١٩٣٨) وطائرات الهليكوبتر (١٩٣٩) والمبيد الحشري (١٩٣٩) والرئات المائية (١٩٤٢) وبعض أنواع العقاقير المخدرة (١٩٤٣) وأفران المايكروويف (١٩٤٥) والقنبلة الذرية الأولى (١٩٤٥) والقبب الجيوديسية (١٩٤٨) والقهوة سريعة الذوبان (١٩٤٩). وبالرغم من ذلك، فإن كل ما سبق لا يغطي فقط سوى منتصف القرن العشرين. بحلول منتصف فترة الخمسينيات من القرن العشرين، تعرف العلماء على العديد من المسارات التكنولوجية التي تؤدي لزيد من الاختراعات والاكتشافات. تم الاعتماد على الكهرباء (التي يتم الحصول على معظمها بواسطة حرق الفحم)، كماتم استعمال المنتجات البترولية كمصادر أساسية للطاقة. كما زادت الطائرات حجما وسرعة متمثلة في المحركات النفاثة. وانتشرت السيارات في كل مكان وتم شق وحفر العديد من الطرق السريعة المخصصة لسير تلك السيارات. وأصبحت العملية الزراعية أكثر اعتمادا على الآلات وغادر الكثير من الأيدي العاملة الأرض التي كانوا يعملون فيها. وانتشرت كذلك الأجهزة المنزلية التي تقلل من الوقت والجهد المبذولين. وأصبحت التكنولوجيا الحديثة أرخص سعراً وأكثر تداولاً بين الناس، حيث تعطي مميزات وخدمات أكثر في مقابل أسعار أقل من سابقتها، ولكنها غالبا ما تفرض بعض التكاليف غير المحسوبة من قبل. وقد وجدت حكومات الدول الأمر ضروريا لفرض قواعد ولوائح أكثر تشدد من أجل حماية صحة البشر والبيئة.

تمثل العامل الأشد تأثيرا للقيام بعملية التغيير التكنولوجي في ظهور ما يعرف بتكنولوجيا المعلومات. فقد ساهمت القرون السابقة في اختراع التلغراف والتليفون، والآلات الحسابية والآلات الكاتبة، ولذلك يمكننا أن نقول إن تكنولوجيا المعلومات لم تنبثق من العدم، فقد كان هناك العديد من الأمور التي تبشر بقدومها. إلا أن اختراع الترانزستور في عام ١٩٤٧ واستخدام الخلايا الإليكترونية الأولية به والتي ظهرت بعده بحوالي عقد كامل، قد أعلن بداية التحول الجذري لكل الأشياء تقريبا التي نقوم بها.

كذلك، فقد قلت أحجام أجهزة الكمبيوتر وقلت تكلفتها عما سبق، ولكنها ازدادت من حيث إمكانياتها وسهولة استعمالها. وبحلول فترة الثمانينات من القرن العشرين، تم العثور على عدد هائل من الاستخدامات اليومية للرقائق الإليكترونية، ليس فقط من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأولى بكل ما تحتويه من برامج تخزينية، ولكن أيضا من خلال التليفونات المحمولة وكاميرات الفيديو والأقراص المدمجة وأجهزة تصوير الورق وأجهزة التشخيص الطبية وأجهزة التليفونات الداخلية في المكاتب.

كذلك، فقد توصلت تكنولوجيا المعلومات إلى ارتباط وثيق بتكنولوجيا الاتصالات التي تستعمل الأشعة تحت الحمراء المرسلة من خلال خلايا زجاجية، حيث تسمى هذه التكنولوجيا حاليا بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. جعلت هذه التكنولوجيا الجديدة عمليات تجميع المعلومات ومعالجتها وتخزينها ونقلها وعرضها في كل الصور أمرا رخيصا من حيث التكلفة، كما جعلتها غاية في السرعة لدرجة أنك تشعر أنها لحظية، كما أن هذه العمليات أصبحت من خلال هذه التكنولوجيا الحديثة أمراً سهلاً جد يتيح لأي شخص استعمالها بسهولة. وبحلول نهاية القرن العشرين، كان الاتجاه يميل إلى الاهتمام بربط الشبكات وتجميع مهام كثيرة في جهاز واحد، يحيث يمكن من خلاله الاتصال بشبكة الإنترنت لمضاعفة الاستفادة من إمكانيات الجهاز بمقدار الاف امرات.

في العقود الختامية للقرن العشرين، ظهر نوعان جديدان من التكنولوجيا ينافسان تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من حيث تأثيرهما المحتمل على الحياة الإنسانية. واعتمد علم التقنية الحيوية بشكل كامل على الفهم الجديد لعلم الوراثة ووظيفة الحامض النووي، وهناك أيضا تكنولوجيا النانو التي تعني باكتشاف ما نعرفه عن مسار الأجسام الأكبر قليلاً من حجم الذرات. ففي الوقت الذي ينبغي فيه على كل شخص أن يستفيد من استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، كان كل من علمي الوراثة وتكنولوجيا الأجسام الدقيقة يواجهان وقتا عصيبا في محاولة اكتساب قبول عند الأغلبية العظمى من شعوب العالم.

1901-1950

أوضاع العالم في تلك الفترة

عقب الاضطراب والدمار الشامل الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، عانت الدول لأوروبية من صراع آخر جديد من نوعه، ألا وهو "الحرب الباردة". فقد أدت هذه الحرب إلى تقسيم القارة الأوروبية، وكذلك الكثير من دول العالم، إلى معسكرين مسلحين يفصل بينهما الستار الحديدي وتدعمهما القوة العسكرية للقوتين العظمتين المتمثلتين آنذاك في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وقد تصاعدت حدة التوتر مع الانتشار المخيف لاثنين من أخطر الأسلحة التكنولوجية التي ظهرت نتيجة الحرب العالمية الثانية، وهما الأسلحة النووية والصواريخ القادرة على إرسال تلك الأسلحة عبر مئات بل وآلاف من الكيلومترات.

إن التهديد بالدمار المؤكد لكلا الطرفين ربما منع الجانبان المتحاربان من الصراع المباشر، إلا أن هذا الضغط نتج عنه انفجار في أماكن أخرى من العالم، مثل الحرب الكورية (١٩٥٠ - ١٩٥٣) وأزمة الصواريخ الكوبية (١٩٦٢). وقد انتهى هذا الموقف أخيراً بانهيار الاتحاد السوفيتي، غالبا بسبب وجود ضعف في الأمور الداخلية في حوالي عام ١٩٩٠.

بعد ذلك، ظهر اتجاهان رئيسيان آخران أثرا على الدول الأوروبية. كان الأول متمثلاً في ضياع الإمبراطوريات الأوروبية عبر البحار؛ حيث نالت المستعمرات الموجودة بأفريقيا وآسيا استقلالها عن كل من فرنسا وبريطانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا. كما ضاعت ممتلكات ألمانيا عبر البحار بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. هذا بالإضافة إلى انهيار الإمبراطورية الأسبانية منذ زمن بعيد.

في الوقت نفسه، بدأت الدول الأوروبية في السعي إلى تشكيل وحدة تنظيمية ظهرت قبل ذلك (ولكنها لم تدم طويلاً) كنتيجة مترتبة على الحملات العسكرية لكل من نابليون وهتلر وبدأت المؤسسات العالمية في الظهور، بدء باتحاد الجمارك للسوق المشتركة في عام ١٩٥٤ والذي ضم كلا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واتحاد بينلوكس. .

مع نهاية القرن، ظهر اتحاد أوروبي على نطاق أوسع وأكثر شمولاً، وانضم إليه خمسة عشر عضواً من الدول الأوروبية كما قام بوضع سياسية تم تنسيقها بين الدول الأعضاء لتشمل جوانب عديدة، وقد انضم إليه العديد من الدول الأخرى في وقت مبكر من القرن الحادي والعشرين. وعلى الرغم من أن الكثير من نقاط الخلاف كانت لا تزال موجودة، فقد كان من الواضح أنه من غير المحتمل أن تلجأ الدول الأوروبية إلى خيار الحرب مرة أخرى.

استطاعت ألمانيا التغلب على الفوضى العارمة التي عانت منها بعد انتهاء الحرب بفضل المساعدات الهائلة التي قدمتها لها الولايات المتحدة لتصبح ضمن القوى الاقتصادية العظمى مرة أخرى. فبعد سقوط سور برلين في عام ١٩٨٩، اتحدت ألمانيا الغربية مرة أخرى مع ألمانيا الشرقية التي كانت تقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي في السابق. وكقوى منتصرة. استغرقت كل من بريطانيا وفرنسا وقتا طويلا لتتعافى من تبعات الحرب. وبعد عقود من الحكم الفردي، عادت الديمقراطية مرة أخرى إلى أسبانيا والبرتغال واليونان، مثلما حدث بالفعل في ألمانيا وإيطاليا بعد هزيمة الفاشية.

لقد كان التعاون الدولي بالفعل قويا في المجال العلمي، حيث استمر هذا التعاون لقرون عدة. نظرا لاتساع نطاق استخدام الوسائل البحثية وارتفاع تكلفتها، قامت الدول بتجميع الموارد، ونتج عن ذلك تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية والمرصد الأوروبي الجنوبي وتجربة توراس الأوروبية المشتركة (الخاصة بالدراسات المتعلقة بالاندماج النووي) والمعمل الأوروبي للجسيمات الفيزيائية الكبير بالقرب من جنيف (مكان نشأة الإنترنت) وكثير من البرامج والمنشآت المشتركة الأخرى.

مع مرور سنوات القرن العشرين، تغيرت الكثير من الأمور. فقد شهدت أوروبا، وكذلك كثير من دول العالم، ازدهارا في مستوى المعيشة، إلى جانب مواجهة التحديات الكبرى فيما يتعلق بالصحة البيئية والانتشار الهائل للتكنولوجيا، خاصة في مجال الاتصالات والنقل، بالإضافة إلى ظهور بعض الحركات مثل الحركات النسائية والحركات التي تنادي بالحرية المطلقة. ساد الاضطراب داخل المجتمعات، حيث سعت كثير من الشعوب إلى اتباع أساليب حياتية أنماط اعتقاد بديلة. في ظل هذا المناخ، ازدهر العلم، على الرغم من خضوعه بصورة متزايدة لفحص واستجواب العامة.

فنون وأفكار

شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين حياة مليئة بالحركات الإبداعية والأفكار الجديدة. بظهور كتاب راشيل كارسن تحت عنوان Silent Spring في عام ١٩٦٣ ، والذي تذكر فيه بالتفصيل آثار استخدام المبيد الحشري المعروف باسم (DDT) على الحياة البرية، أعطى ذلك إشارة البدء لحركة الحفاظ على البيئة، والتي تعد من أكثر القوى المؤثرة في ذلك الوق.

كما تعد حركة حماية حقوق المستهلك، التي نادى بها الأمريكي رالف نادر في الهجوم الذي شنه عام ١٩٦٥ على صناعة السيارات في كتابه Unsafe at Any Speed، إحدى القوى الكبرى المؤثرة آنذاك. وقد توهجت الحركة النسائية بعد ظهور مقال The Female Eunuch (١٩٧٠) الذي كتبته الكاتبة الأسترالية جيرمين جرير.

كذلك، فقد إنبثقت غيرها من الأفكار القوية والمتباينة في الغالب من بعض الكتاب الأمريكيين أمثال جون كينيث جالبريث (من أهم أعماله The Affluent Society ) وميلتون فريدمان (من أهم أعماله Capitalism and Freedom) وجيرد دياموند (من أهم أعماله Guns, Germs and Steel) والألماني أرنست شومخر (من أهم أعماله Small Is Beautiful) والكندي مارشال ماكلوين الذي استطاع إدراك دور الإعلام من خلال عمليه The Medium is the Message وUnderstanding Media.

بالمثل، كان المجال الأدبي متنوعاووفيرا. وللمرة الثانية، كان كتاب الروايات الأمريكيين هم الرواد، من بينهم: جيروم دافيد سالينجر (من أهم أعماله Catcher In The Rye) وترومان كابوتي (من أهم أعماله In Cold Blood) وتوم وولف (من أهم أعماله The Bonfire of the Vanities) وفلاديمير نابوكوف (من أهم أعماله Lolita) وإريكا جونج (من أهم أعمالها Fear of Flying) ، ومن بريطانيا جون رونالد رويل تولكين (من أهم أعماله The Lord of the Rings) ووليم جولدينج (من أهم أعماله The Lord Of the Flies) وأنتوني بورجيس (من أهم أعماله A Clockwork Orange) وبالارد (من أهم أعماله The Empire of the Sun)، ومن روسيا بوريس باسترناك (من أهم أعماله Dr Zhivago)، وهناك بعض الأمثلة الأخرى في الأدب الفرنسي مثل: فرانسو ساجان (من هم أعماله Bonjour Tristesse) والأدب الألماني: جونتر جراس (من أهم أعماله The Tin Drum) والأدب الإيطالي: أومبيرتو إيكو (من أهم أعماله The Name of the Rose) والأدب الأسترالي: باتريك هوايت (من أهم أعماله Voss) وتوماس كينيلي (من أهم أعماله Schindler’s Ark).

أما بالنسبة لكتاب المسرح البارزين فمنهم الكاتب الأيرلندي دايلان توماس (من أهم أعماله Under Milk Wood) وبريندان ديان (من أهم أعماله The Hostage ) وصموئيل بيكيت (من أهم أعماله Waiting for Godot) ومن الكتاب الإنجليز جون أوزبورن (من أهم أعماله Look Back in Anger) وتوم ستوبارد (من أهم أعماله Rosencrantz andGuildenstem Are Dead) ومن الولايات المتحدة نيل سيمون (من أهم أعماله The Odd Couple) ومن فرنسا يوجين يونسكو (من أهم أعماله Rhinoceros).

في مجال الموسيقى، اعتمدت الموسيقى الكلاسيكية، كتلك التي تعزف بالأوبرا، في الغالب على الإنجليزي بينيامين بريتين، بينما اتجه الأمريكان جون كيج وفيليب جلاس نحو الأنماط الموسيقية الأكثر حداثة مثل التبسيطية (مدرسة في الموسيقى المعاصرة تتميز بتبسيط النغمات والتكرار الوتري واللحني المطول). وفي نهاية القرن العشرين، اتجه معظم المؤلفين الموسيقيين إلى كسب قوت حياتهم من تأليف الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام وبالنسبة للمسرح الموسيقي، اتبع كل من ستيفن سوندهايم وأندرو لويد ويبر نهج رودجرز وهامرشتاين وليرنر ولوو في الموسيقى.

أما موسيقى الجاز، فقد ظلت تضيف إلى الأساسيات التي وضعت على مدار الخمسين عاما الماضية، لتظهر في صور جديدة. فعلى سبيل المثال، ظهرت موسيقى "الروك آند رول" في خمسينيات القرن العشرين وغيرت شكل الموسيقى الشعبية تماما. كما ظهرت أنواع أخرى من الموسيقى بقوة مع زيادة الرخاء وظهور التكنولوجيا الحديثة. لقد كان فريق موسيقى البوب البريطاني المعروف باسم "البيتلز"، والذي ظهر في ستينيات القرن العشرين يمثل ظاهرة عالمية، إلا أن ذلك كان مجرد بداية لظهور الكثير من الأشكال المستحدثة الأخرى في مجال الموسيقى.

العلوم المتطورة عظيمة الشأن

تعد الفترة الأخيرة من القرن العشرين بمثابة عصر "العلوم عظيمة الشأن"، فهي عظيمة الشأن في امتدادها للكثير من المناطق الجغرافية المختلفة وكذلك في مواردها وفي مجال المعدات والاستكشافات الخاصة بها وفي عدد الباحثين وحجم الفرق البحثية وفي عدد الأسئلة المطروحة والنتائج المترتبة على الإجابات. إن الروح المحبة للاستطلاع التي ظهرت بين الفلاسفة ورجال الدين والفيزيائيين منذ ما يقرب من خمسمائة عام أصبحت الآن مشروعا عالميا يتضمن ملايين الأفراد ويلقى الدعم من جانب الحكومات ورجال الأعمال مثلما يلقاه من جانب فضول الأفراد.

إن معظم الدول التي لها صلة بتقاليد أوروبا الغربية أصبحت الآن جزء من المشروع العلمي، بما في ذلك الدول الأكثر تقدما في آسيا والأمريكتين والدول التي تطل على المحيط الهادئ، مثل اليابان وأستراليا وكندا. كما بدأت بعض الدول النامية مثل الصين والهند في أن تكون ذات تأثير على الرغم من أن وقت تأثيرها لم يحن بعد. لقد كانت الدول الأوروبية جميعها تعمل بجد، بيد أن مكان جذب الأبحاث، الذي يتسم، إذا صح القول، بالتوزيع الجغرافي لجوائز نوبل، أصبح الآن متوطداً في الولايات المتحدة الأمريكية.

على الرغم من ضخامة حجم المجال العلمي وتنوعه على مدار نصف قرن، كانت هناك بعض الأطر المتضافرة والقوية المتمثلة في الكشف عن أسرار الشفرة الوراثية، مما أدى إلى معرفة الآلية المتأصلة للوراثة البيولوجية وإمكانية تطبيق علم التقنية الحيوية، فضلاً عن ظهور أدلة أكثر على أبعاد الكون الذي يحيط بنا وتاريخه ووجود نماذج أكثر شمولاً تشرح عمل المادة في مستوياتها الأساسية، بالإضافة إلى وصف تاريخ تطور الإنسان بصورة أكثر وضوحا ووجود نظرة أكثر تعمقا فيما يتعلق بأصل الحياة وديناميكيات الكوكب الذي نعيش عليه.

من ناحية أخرى، استمر نطاق استخدام الأجهزة وتنظيم الأبحاث في التقدم بصورة هائلة في كثير من المجالات العملية. فعلى سبيل المثال، كان مشروع دراسة التكوين الوراثي البشري مشروعا عالميا بلغت تكلفته مليار دولار - على الرغم من أن معظم الأبحاث التي شاركت في هذ المشروع جاءت من الولايات المتحدة - وقد اعتمد هذا المشروع على جيل جديد من التكنولوجيا التحليلية. كما تم تطوير التليسكوبات الأكثر فعالية وتعقيدا لرصد الضوء المرئي والموجات الإشعاعية وغيرها من أشكال الطاقة الأخرى التي تأتي إلينا من الكون. وقد بلغ حجم أكبر تليسكوب فلكي تم تشغيله في عام ٢٠٠٠ ضعف حجم التليسكوب الذي تم تسجيله في عام 1950، كما أنه أكبر من أي تليسكوب آخر كان يستخدم في عام 1920 بمقدار أربع مرات. وفي عام ٢٠٠٠، تم إطلاق الكثير من الآلات في الفضاء لتدور في مدارات حول الأرض بغرض الحصول على رؤية أكثر وضوحا، وأشهر هذه الآلات المعروفة هو تليسكوب هابل الفضائي، كما تم إطلاق مراكب استكشافية مجهزة لاستكشاف المجموعة الشمسية. وقد تم تدعيم جميع هذه المشروعات بواسطة نظم كمبيوتر فعالة قادرة على تخزين المعلومات وتحليلها وعرضها.

لقد حدث التطور نفسه لتلك الآلات التي تقوم بفحص التركيب الداخلي للمادة. لكن، التكلفة الباهظة لمثل هذه المعدات أنهكت ميزانيات الدول، مما أدى إلى مشاركة المزيد والمزيد من الدول في المشروعات العلمية، هذا بجانب الرغبة في تجنب التكرار الذي ينتج عنه إهدار للمال ولا طائل من ورائه. ومثال على هذا التعاون الذي حدث في وقت مبكر، مشروع السنة الجيوفيزيائية الدولية (International Geophysical Year - IGY)، والذي استمر بالفعل حوالي ثمانية عشر شهراً في عامي ١٩٥٧ و١٩٥٨. وقد تزامن هذ المشروع (وتم تشجيعه إلى حد ما) مع الانطلاقة الأولى للأقمار الصناعية في مدار الأرض.

من المشروعات الأولى المماثلة لهذ المشروع، مشروع الشبكات الدولية لتدوين الملاحظات المتعلقة بمرات مرور كوكب الزهرة الذي تم تنظيمه في القرن الثامن عشر من قبل الأكاديميات العلمية في إنجلترا وفرنسا. أما الآن، فقد أصبحت الحكومات هي التي تتولى مثل هذ التعاون. وقد تعاونت كثير من الدول في مجال البحث العلمي للتعرف على كوكب الأرض ونظمه الكثيرة بصورة أفضل. فعلى سبيل المثال، تم القيام بجولات بحرية كبيرة بهدف دراسة العلوم البحرية والعلوم الخاصة بدراسة المحيطات وكل ما يحدث داخلها، كما تم ممارسة أول الأنشطة المهمة والمنسقة في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).

أحداث

الأدب

أدب الحداثة

تميز الأدب بانفصالٍ واعٍ للغاية عن طرق الكتابة التقليدية في كل من الشعر والخيال النثري. جرب الحداثيون الشكل والتعبير الأدبي، كما يتضح من مبدأ عزرا باوند «لجعله حديثًا». كانت هذه الحركة الأدبية مدفوعة برغبة واعية في قلب الأساليب التقليدية للتمثيل والتعبير عن الحساسيات الجديدة لعصرهم. شهدت أهوال الحرب العالمية الأولى إعادة تقييم الافتراضات السائدة بشأن المجتمع.

ملف:Joseph Conrad.PNG
جوزيف كونراد.

كان فريدريك نيتشه سلفًا رئيسيًا للحداثة، وخصوصًا من خلال فكرته بأن المحركات النفسية. أكد هنري برجسون على الفرق بين وقت الساعة العلمية وتجربة الوقت البشرية المباشرة والذاتية. كان لعمله على الوقت والوعي «تأثير كبير على الروائيين في القرن العشرين»، وخصوصًا أولئك الذين استخدموا تقنية سيل الوعي، مثل دورثي ريتشاردسون وجيمس جويس وفرجينيا وولف. ومن المهم أيضًا في فلسفة برجسون فكرة قوة الخلق، التي «تجلب التطور الخلاق لكل شيء»، ووضعت فلسفته قيمة عالية للحدس ولكن دون رفضها لأهمية العقل. توحد هؤلاء المفكرون المختلفون بفعل انعدام الثقة بالوضعانية الفيكتورية واليقين. يُمكن النظر إلى الحداثة باعتبارها حركة أدبية بصفتها أيضًا رد فعل للتصنيع والتحضر والتكنولوجيا الجديدة. من أسلاف أدب الحداثة المهمين فيودور دوستويفسكي، والأخوة كارامازوف، ووالت ويتمان، وشارل بودلير، وآرثر رامبو، وأوغست ستريندبرغ.

أدب ما قبل الحرب العالمية الأولى

ملف:H.G. Wells , c1890.jpg
هربرت جورج ويلز وهو جالس في لندن (1890)

كتب العديد من هؤلاء روايات ومسرحيات في النَّقد الاجتماعي. وفي نهاية هذه الفترة رجع جماعة من الشعراء إلى قيم العصر الرومانسي، وأخذوا يكتبون أشعارًا بأسلوب ووردزوورث.

بدأ ظهور روايات الخيال العلمي بشكل كبير. إضافة إلى ذلك فقد كتب أعمالا خيالية هجائية وسياسية. واستمر الكُتاب في مهاجمة القيم الاجتماعية في المسرحيات. يغطي مصطلح الحداثة عددًا من الحركات الفنية والأدبية ذات الصلة والمتداخلة، بما فيها التصويرية والرمزية والمستقبلية والفيكتورية والسريالية والتعبيرية والدادانية.

تعرضت الحياة العربية ككل لركود كلي تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية على دول العالم العربي، سواء كانت تلك السيطرة قوية بشكل مباشر كما في بلاد الشام والعراق ومصر، أو ضعيفة أو اسمية كما في بلاد المغرب العربي، ودول شبه الجزيرة العربية.

كان الأدب العربي خامدًا ويكاد يقتصر على تكرار ما تبقى مما سمي في تاريخ الأدب العربي بأنه: أدب عصر الانحطاط، أو أدب الدول المتعاقبة.

أدب ما بين الحربين

تغير الشعر من حيث الشكل والمضمون بين نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 واندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. ترك الدمار المخيف الذي خلفته الحرب العالمية الأولى لدى الكثير من الناس إحساسًا بأن المجتمع قد انتهى.

أدب ما بعد الحرب العالمية الثانية

ملف:GeoreOrwell.jpg
جورج أورويل، 1933.

اهتم بشكل أساسي بمصير الجنود والأسرى السابقين العائدين إلى بلادهم. جنود اضطروا للوقوف أمام أنقاض منازلهم ووطنهم وأنقاض أفكارهم وأيديولوجياتهم. كانت القصص القصيرة الأمريكية بمثابة نموذج لمؤلفي هذا العصر. كانت اللغة المستخدمة لغة بسيطة ومباشرة ومختصرة دون تقييم العالم المدمر أو التقيد بمعايير القصص القصيرة من حيث المكان وزمن السرد والشخصيات. استمر بعض الكتاب في إنتاج أعمال مهمة بعد الحرب العالمية الثانية لاستكشاف المستقبل والعوالم والمجتمعات البديلة. بدأ جورج أورويل في الكتابة بالثلاثينيات، إحدى أشهر رواياته هي 1984، صورت مجتمع المستقبل الذي يشوه الواقع ويحرم الناس من الاستمتاع بحياتهم الخاصة. في الخمسينيات من هذا القرن، أعربت مجموعة من الكتاب الشباب عن عدم رضاهم عن السياسة والثقافة والأدب.وبخصوص روايات الحرب، فقد كان هناك انفجار أدبي في أميركا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ومن أشهر أعمال تلك الفترة العارية والميت (1948) لنورمان ميلر، وكاتش 22 (1961) لجوزيف هيلر، والمجزرة الخامسة (1969) لكورت فونجت. وصورت رواية ماكبيرد التي كتبتها باربرا جارسون سخافة الحرب. كما ظهر أيضًا أدب الأنقاض، كان أهم رواد أدب الأنقاض ڤولفگانگ فايراوخ الذي دفع باتجاه الواقعية السحرية، إضافة إلى هاينريش بول، الحاصل على جائزة نوبل عام 1972

أدب ما بعد الحداثة

يستخدم مصطلح "ما بعد الحداثة" أحيانًا لمعالجة العديد من الأشياء المختلفة. أدى هذا الأدب إلى تمييز العديد من الأشخاص بين عدة أشكال لما بعد الحداثة لذلك اقترحوا وجود ثلاثة أشكال: ما بعد الحداثة كفترة تاريخية تمتد من منتصف الستينيات إلى الوقت الحاضر، ما بعد الحداثة النظرية التي تتضمن بعض النظريات التي طورها مفكرون مثل رولاند بارت وجاك دريدا وميشيل فوكو وآخرين، "ما بعد الحداثة الثقافية" التي تشمل الأفلام والأدب والفنون البصرية وأشياء أخرى لها خصائص ما بعد الحداثة. وهكذا، يعتبر أدب ما بعد الحداثة جزءًا من ثقافة ما بعد

يمكن تمييز جميع أدب ما بعد الحداثة ببعض الاقتباسات الساخرة والمزحة في كثير من الأحيان. المفارقة، جنبًا إلى جنب مع الكوميديا السوداء والمفهوم العام لمفهوم "المرح" (المرتبط بمفهوم دريدا أو الأفكار التي دافع عنها رولان بارت في كتابه متعة النص) هي أكثر جوانب ما بعد الحداثة التي يسهل التعرف عليها. بدأ استخدام هذه التقنيات في الأدب قبل ظهور ما بعد الحداثة (استخدم الحداثيون المرح والهجاء)، لكنها أصبحت سمات مركزية للعديد من أعمال ما بعد الحداثة. في واقع الأمر، يتم تصنيف العديد من الروائيين الذين يعتبرون اليوم ما بعد الحداثيين كمستخدمين للكوميديا السوداء. تناول ما بعد الحداثيين موضوعات جادة غالبًا من خلال المرح والكوميديا، والطريقة التي تعامل بها هيلر وفونيخت مع أحداث الحرب العالمية الثانية هي مثال على ذلك. وغالبًا ما تتضمن التلاعب بالألفاظ السخيفة في سياق

منذ أوائل السبعينيات تقريبًا وحتى يومنا هذا، يعد أدب ما بعد الحداثة أكثر أنواع الأدب شيوعًا. اشتهر العديد من كتاب ما بعد الحداثة بأخذهم المطاعم أو الأنفاق أو محلات السوبر ماركت كأماكن لقصصهم. كما كتبوا عن الأدوية والجراحة التجميلية والإعلانات التلفزيونية. تبدو هذه الصور أحيانًا مثل الاحتفالات. اتخذ كتاب تلك المدرسة اتجاهًا للوعي الذاتي، والسخرية، والتنازل عن موضوعاته.

العلوم

طالع أيضاً: علم كبير

تم تطوير العديد من مجالات الرياضيات الجديدة في القرن العشرين. في الجزء الأول من القرن العشرين، تم إنشاء نظرية القياس والتحليل الدالي والطوبولوجيا، وتم إجراء تطورات مهمة في مجالات مثل الجبر المجرد والاحتمال. أدى تطوير نظرية المجموعات والمنطق الرسمي إلى مبرهنات عدم الاكتمال لغودل.

في وقت لاحق من القرن العشرين، أدى تطور أجهزة الكمبيوتر إلى إنشاء نظرية حسابية. تتضمن النتائج الحسابية الأخرى المكثفة دراسة الفركتلات وإثبات مبرهنة الألوان الأربعة في عام 1976.

فيزياء

  • تم تطوير مجالات جديدة في الفيزياء، مثل النسبية الخاصة، والنسبية العامة، وميكانيكا الكم، خلال النصف الأول من القرن. في هذه العملية، أصبح التركيب الداخلي للذرات مفهوماً بوضوح، يليه اكتشاف الجسيمات الأولية.
  • لقد وُجِد أن جميع القوى المعروفة يمكن إرجاعها إلى أربعة تفاعلات أساسية فقط. اكتشف كذلك أنه يمكن دمج قوتين، الكهرومغناطيسية والتفاعل الضعيف، في التفاعل الكهروضعيف، مما يترك ثلاثة تفاعلات أساسية مختلفة فقط.
  • ظهر اكتشاف التفاعلات النووية، ولا سيما الاندماج النووي، أخيرًا عن مصدر الطاقة الشمسية.
  • تم اختراع التأريخ بالكربون المشع، وأصبح أسلوبًا قويًا لتحديد عمر الحيوانات والنباتات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وكذلك الأشياء التاريخية.

علم الفلك

  • تم تحقيق فهم أفضل لتطور الكون، وتم تحديد عمره (حوالي 13.8 مليار سنة)، وتم اقتراح نظرية الانفجار العظيم حول أصله وقبولها بشكل عام.
  • تم تحديد عمر النظام الشمسي، بما في ذلك الأرض، واتضح أنه أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا: أكثر من 4 مليارات سنة، بدلاً من العشرين مليون سنة التي اقترحها اللورد كلفن في عام 1862.
  • تمت مراقبة كواكب النظام الشمسي وأقماره عن كثب عبر العديد من المسابير الفضائية. تم اكتشاف بلوتو في عام 1930 على حافة النظام الشمسي، على الرغم من أنه في أوائل القرن الحادي والعشرين، أعيد تصنيفه على أنه كوكب قزم بدلاً من كوكب حقيقي، مما ترك ثمانية كواكب.
  • لم يتم اكتشاف أي أثر للحياة على أي من الكواكب الأخرى في النظام الشمسي (أو في أي مكان آخر في الكون)، على الرغم من أنه ظل غير محدد ما إذا كانت بعض أشكال الحياة البدائية موجودة، أو ربما كانت موجودة، في مكان ما. لوحظت الكواكب خارج المجموعة الشمسية لأول مرة.

أحياء

  • تم قبول علم الوراثة بالإجماع وتم تطويره بشكل كبير. تم تحديد بنية الحمض النووي في عام 1953 من قبل جيمس واتسون، فرانسيس كريك، وروزاليند فرانكلين وموريس ويلكينز، من خلال تطوير تقنيات تسمح بقراءة تسلسل الحمض النووي وبلغت ذروتها في بدء مشروع الجينوم البشري (لم ينته في القرن العشرين) واستنساخ أول حيوان ثديي في عام 1996.
  • تم فهم دور التكاثر الجنسي في التطور، وتم اكتشاف الاقتران البكتيري.
  • التقارب بين العلوم المختلفة لصياغة التركيب التطوري الحديث (تم إنتاجه بين عامي 1936 و1947)، مما يوفر وصفًا مقبولًا على نطاق واسع للتطور.

الطب

  • أصبحت التجارب السريرية العشوائية والمضبوطة بالغفل أداة قوية لاختبار الأدوية الجديدة.
  • خفضت المضادات الحيوية بشكل كبير معدل الوفيات من الأمراض البكتيرية وانتشارها.
  • تم تطوير لقاح لشلل الأطفال، لإنهاء وباء عالمي. كما تم تطوير لقاحات فعالة لعدد من الأمراض المعدية الخطيرة الأخرى، بما في ذلك الأنفلونزا، والدفتيريا، والسعال الديكي، والكزاز، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، وجدري الماء، والتهاب الكبد أ، والتهاب الكبد ب.
  • أدى علم الأوبئة والتطعيم إلى القضاء على فيروس الجدري في الإنسان.
  • أصبحت الأشعة السينية أداة تشخيصية قوية لمجموعة واسعة من الأمراض، من كسور العظام إلى السرطان. في الستينيات، تم اختراع التصوير المقطعي المحوسب. أدوات التشخيص الهامة الأخرى التي تم تطويرها هي التصوير فوق الصوتي والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  • أدى تطوير الفيتامينات إلى القضاء فعليًا على داء الاسقربوط وأمراض نقص الفيتامينات الأخرى في المجتمعات الصناعية.
  • تم تطوير عقاقير نفسية جديدة. وتشمل هذه مضادات الذهان لعلاج الهلوسة والأوهام، ومضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب.
  • تم إثبات دور تدخين التبغ في التسبب في الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى خلال الخمسينيات.
  • تم تطوير طرق جديدة لعلاج السرطان، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي. نتيجة لذلك، يمكن في كثير من الأحيان علاج السرطان أو وضعه في حالة مغفرة.
  • أدى تطور تصنيف الدم وبنك الدم إلى جعل نقل الدم آمنًا ومتاحًا على نطاق واسع.
  • جعل اختراع وتطوير الأدوية المثبطة للمناعة وأنواع الأنسجة من زراعة الأعضاء والأنسجة حقيقة إكلينيكية.
  • تم تطوير طرق جديدة لجراحة القلب، بما في ذلك أجهزة تنظيم ضربات القلب والقلوب الاصطناعية.
  • تبين أن الكوكايين والهيروين من المواد الخطرة التي تسبب الإدمان، وتم حظر استخدامها على نطاق واسع؛ تم اكتشاف عقاقير تغير العقل مثل LSD وMDMA وتم حظرها لاحقًا. في العديد من البلدان، تسببت الحرب على المخدرات في ارتفاع الأسعار بما يتراوح بين 10 و20 ضعفًا، مما أدى إلى تجارة المخدرات المربحة في السوق السوداء، وإلى أن أصبحت أحكام السجن 80٪ تتعلق بتعاطي المخدرات بحلول التسعينيات.
  • تم تطوير عقاقير منع الحمل، مما أدى إلى خفض معدلات النمو السكاني في البلدان الصناعية، وكذلك خفض المحرمات من ممارسة الجنس قبل الزواج في العديد من الدول الغربية.
  • ساعد تطوير الأنسولين الطبي خلال عشرينيات القرن الماضي في رفع متوسط العمر المتوقع لمرضى السكر إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه سابقًا.
  • أدت اللقاحات والنظافة والمياه النظيفة إلى تحسين الصحة وخفض معدلات الوفيات، خاصة بين الرضع والشباب.

أمراض بارزة

  • قتلت جائحة الإنفلونزا، الإنفلونزا الإسبانية، في أي مكان من 20 إلى 100 مليون شخص بين عامي 1918 و1919.
  • ظهر مرض فيروسي جديد يسمى فيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا وقتل بعد ذلك ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يؤدي فيروس نقص المناعة البشرية إلى متلازمة تسمى متلازمة نقص المناعة المكتسب أو الإيدز. ظلت علاجات فيروس نقص المناعة البشرية غير متاحة للعديد من الأشخاص المصابين بالإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية في البلدان النامية، ولم يتم اكتشاف علاج بعد.
  • بسبب زيادة فترات الحياة، زاد انتشار السرطان ومرض الزهايمر ومرض باركنسون وأمراض الشيخوخة الأخرى بشكل طفيف.
  • ساهمت أنماط الحياة المستقرة، بسبب الأجهزة والتكنولوجيا الموفرة للعمالة، إلى جانب زيادة الترفيه المنزلي والتكنولوجيا مثل التلفزيون وألعاب الفيديو والإنترنت في "وباء" السمنة، في البداية في البلدان الغنية، ولكن من خلال نهاية القرن العشرين امتدت إلى العالم النامي.

الطاقة والبيئة

الهندسة والتكنولوجيا

كانت إحدى السمات البارزة في القرن العشرين هي النمو الهائل للتكنولوجيا. أدى البحث المنظم وممارسة العلوم إلى التقدم في مجالات الاتصالات والإلكترونيات والهندسة والسفر والطب والحرب.

  • أصبحت الأجهزة المنزلية الأساسية بما في ذلك الغسالات ومجففات الملابس والأفران وآلات التمرين والثلاجات والمجمدات والمواقد الكهربائية والمكانس الكهربائية شائعة منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الخمسينيات من القرن الماضي. انتشرت أجهزة الراديو كشكل من أشكال الترفيه خلال عشرينيات القرن الماضي، والتي امتدت لتشمل التلفزيون خلال الخمسينيات.
  • تم إطلاق أول طائرة، رايت فلاير، في عام 1903. مع هندسة المحرك النفاث الأسرع في الأربعينيات، أصبح السفر الجوي الجماعي مجديًا تجاريًا.
  • جعل خط التجميع الإنتاج الضخم للسيارة قابلاً للتطبيق. بحلول نهاية القرن العشرين، كان لدى المليارات من الناس سيارات للنقل الشخصي. سمح الجمع بين السيارات والقوارب والسفر الجوي بحركة شخصية غير مسبوقة. في الدول الغربية، أصبحت حوادث السيارات أكبر سبب لوفاة الشباب. ومع ذلك، أدى توسيع الطرق السريعة المقسمة إلى خفض معدل الوفيات.
  • تم اختراع أنبوب الصمام الثلاثي.
  • أصبحت المواد الجديدة، وأبرزها الفولاذ المقاوم للصدأ، والفلكرو، والسيليكون، والتفلون، والبلاستيك مثل البوليسترين، والبولي كلوريد الفينيل، والبولي إيثيلين، والنايلون منتشرة على نطاق واسع في العديد من التطبيقات المختلفة. عادةً ما تتمتع هذه المواد بمكاسب أداء هائلة في القوة أو درجة الحرارة أو المقاومة الكيميائية أو الخواص الميكانيكية مقارنة بتلك التي كانت معروفة قبل القرن العشرين.
  • أصبح الألمنيوم معدنًا رخيص الثمن وأصبح في المرتبة الثانية بعد الحديد المستخدم.
  • تم تطوير آلاف المواد الكيميائية للمعالجة الصناعية والاستخدام المنزلي.

استكشافات الفضاء

الثورة الرقمية

بدأت ثورة تكنولوجية في أواخر القرن العشرين، أطلق عليها بشكل مختلف الثورة الرقمية، ثورة المعلومات، ثورة الإلكترونيات، وثورة الإلكترونيات الدقيقة، وثورة السيليكون وعصر السيليكون، و/أو الثورة الصناعية الثالثة.

  • اخترع جون باردين ووالتر هاوسر براتين أول ترانزستور في مختبرات بيل عام 1947. ومع ذلك، كانت ترانزستورات الوصلات المبكرة عبارة عن أجهزة ضخمة نسبيًا يصعب تصنيعها على أساس الإنتاج الضخم، مما جعلها تقتصر على عدد من التطبيقات المتخصصة.
  • تم اختراع موسفت (ترانزستور التأثير الميداني لأكسيد السيليكون)، المعروف أيضًا باسم ترانزستور MOS، بواسطة محمد محمد عطا الله وداون كانك. في نوفمبر 1959. كان أول ترانزستور مضغوط حقًا يمكن تصغيره وإنتاجه بكميات كبيرة لمجموعة واسعة من الاستخدامات. أدى التبني الواسع لـ موسفت إلى ثورة في صناعة الإلكترونيات، وأصبح اللبنة الأساسية للثورة الرقمية و"التكنولوجيا الأساسية" في أواخر القرن العشرين إلى أوائل القرن الحادي والعشرين. واصلت موسفبت لتصبح أكثر الأجهزة المصنعة على نطاق واسع في التاريخ.
  • تم اكتشاف مواد أشباه موصلات، وطُورت طرق الإنتاج والتنقية لاستخدامها في الأجهزة الإلكترونية. أصبح السيليكون أحد أنقى المواد التي تم إنتاجها على الإطلاق. أدى التبني الواسع لـ MOSFET إلى أن أصبح السيليكون مادة التصنيع المهيمنة خلال أواخر القرن العشرين إلى أوائل القرن الحادي والعشرين، وهي الفترة التي أُطلق عليها اسم عصر السيليكون، مماثلة كيف تم تعريف العصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي بالمواد المهيمنة خلال عصور الحضارة الخاصة بكل منهم.
  • أحدثت شريحة الدائرة المتكاملة MOS (شريحة دارة متكاملة من السيليكون مبنية من MOSFETs) ثورة في الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر. تم اختراع شريحة MOS في أوائل الستينيات. كانت شريحة MOS ذات بوابة السيليكون التي طورها فيدريكو فاجين في عام 1968 أساسًا لأول معالج دقيق أحادي الرقاقة، Intel 4004، في عام 1971. أدت الدوائر المتكاملة والمعالجات الدقيقة في MOS إلى ثورة الحواسيب الصغيرة، وانتشار الكمبيوتر الشخصي في الثمانينيات، ثم الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت ذات الاستخدام العام في التسعينيات.
  • أدت مستشعرات صور أشباه الموصلات ذات أكسيد المعادن (MOS)، والتي بدأت تظهر لأول مرة في أواخر الستينيات، إلى الانتقال من التصوير التناظري إلى التصوير الرقمي، ومن الكاميرات التناظرية إلى الكاميرات الرقمية، خلال الثمانينيات والتسعينيات.
  • ترميز تحويل جيب التمام المنفصل (DCT)، وهو أسلوب لضغط البيانات تم اقتراحه لأول مرة في عام 1972، مكّن النقل العملي للوسائط الرقمية في التسعينيات، بتنسيقات ضغط الصور المختلفة مثل جيه بيه إيه جي (1992)، والفيديو تنسيقات ترميز مثل أتش 264 (1988 فصاعدًا) وإم بي إي جي (1993 فصاعدًا)، معايير ترميز الصوت مثل دولبي ديجيتال (1991) وإم بي 3 (1994)، ومعايير التلفزيون الرقمي مثل فيديو حسب الطلب والتلفزيون عالي الدقة (HDTV).
  • زاد عدد وأنواع الأجهزة المنزلية بشكل كبير بسبب التقدم في التكنولوجيا ، والاعتماد الواسع على MOSFETs، وتوافر الكهرباء، والانتقال من الوسائط التناظرية إلى الرقمية، وزيادة الثروة ووقت الفراغ. أصبح فرن الميكروويف شائعًا خلال الثمانينيات وأصبح معيارًا في جميع المنازل بحلول التسعينيات. انتشر التلفزيون الكبلي والفضائي بسرعة خلال الثمانينيات والتسعينيات. بدأت أجهزة الكمبيوتر الشخصية في دخول المنزل خلال السبعينيات والثمانينيات أيضًا.
  • انتشرت ألعاب الفيديو في أواخر السبعينيات والثمانينيات ، مع العصر الذهبي لألعاب الفيديو.
  • تم تمكين عصر مشغل الموسيقى المحمول من خلال تطوير راديو الترانزستور، وأشرطة المسار 8 وأشرطة الكاسيت في الستينيات، والتي بدأت ببطء في استبدال مشغلات التسجيلات، وبلغت ذروتها في Sony Walkman في أواخر السبعينيات. تم استبدال هذه بدورها بالقرص المضغوط الرقمي (CD) خلال الثمانينيات إلى التسعينيات. أدى انتشار تنسيق ترميز الصوت إم بي 3 المستند إلى مركز مطوري موزيلا على الإنترنت خلال منتصف التسعينيات إلى أواخره إلى جعل التوزيع الرقمي للموسيقى ممكنًا.
  • تم نشر مسجلات أشرطة الفيديو (VCRs) في السبعينيات، ولكن بحلول نهاية القرن العشرين، بدأت مشغلات دي في دي في استبدالها، مما جعل تقنية في إتش إس قد عفا عليها الزمن بحلول نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
  • كان هناك نمو سريع في صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في نهاية القرن العشرين، مدفوعًا بتطور تكامل واسع النطاق (LSI) تكنولوجيا سيموس التكميلية، نظرية المعلومات، معالجة الإشارات الرقمية، والاتصالات اللاسلكية مثل الشبكات الخلوية والهواتف المحمولة.

انظر أيضًا