الجزائر
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | نظام الحكم |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الحكومة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الحكم المحلي |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | القضاء |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | القوات المسلحة |
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | السكان |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | أنماط المعيشة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الملابس |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الطعام والشراب |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الترويح |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الدين والتعليم |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الفنون |
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | السطح والمناخ |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الساحل |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | التل |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الهضاب العليا |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | المرتفعات الأطلسية |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الصحراء |
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | الاقتصاد |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | قطاع الخدمات |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | قطاع التعدين |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | قطاع الصناعة والإنشاءات |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | قطاع الزراعة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | التجارة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | النقل والاتصالات |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | نبذة تاريخية |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | أسئلة |
<tbody></tbody>
<img style="width:350px" src="../img/08_012325_01.jpg" align="top"> |
الجزائر العاصمة وكبرى مدن الجزائر، وعادة ما يطلق عليها الجزائر البيضاء نظرًا لأن عددًا كبيرًا من مبانيها قد طلي باللون الأبيض. وبالجزائر ميناء ممتاز يطل على البحر المتوسط. يقطن معظم الجزائريين المدن الواقعة على امتداد مناطق ساحل البحر المتوسط. |
الجزائر دولة عربية، تشكل ـ بفضل موقعها ـ حلقة وصل مهمة بين العالم العربي وبقية الدول الإفريقية وأوروبا، في منطقة من أغنى مناطق الحضارة. فسواحلها المطلة على البحر المتوسط، تربطها بعلاقات وثيقة مع أوروبا، التي لاتبعد عنها سوى 700كم، وهي قلب المغرب العربي، والجناح الغربي للعالم العربي، كما أنّها منطقة اتصال طبيعي بين أوروبا وإفريقيا.
وهي ثانية كبرى دول إفريقيا من حيث المساحة بعد السودان، تتبع مناطقها الشمالية إقليم البحر المتوسط مناخاً ونباتًا، ويتركز فيها ثلثا سكان البلاد، وأغلب الأنشطة الاقتصادية والبشرية، كما توجد بها مدينة الجزائر، عاصمة الدولة وإحدى أهم عواصم البحر المتوسط وإفريقيا. وفي جنوبها توجد الصحراء التي تغطي ثلاثة أرباع مساحة البلاد، حيث توجد أغنى الموارد والثروات الطبيعية، كالنفط والغاز.
سكان الجزائر مزيج من العرب والبربر، وحَّدهم الدين الإسلامي، وجمعتهم اللغة العربية، والعادات والتقاليد، فانصهروا في مجتمع متماسك ومنسجم. خضعت الجزائر للاحتلال الفرنسي طوال 130 سنة، وانتزعت استقلالها عام 1962م بعد كفاح مرير، وتضحيات جسام استشهد فيها مليون ونصف المليون شهيد.
نظام الحكم
نظام الحكم في الجزائر جمهوري، وقد عُدل الدستور الجزائري في استفتاء شعبي، عام 1989م، حيث ألغى نظام الحزب الواحد، وسمح بحرية تشكيل الأحزاب والجمعيات السياسية كما نص الدستور على حرية الصحافة والرأي.
الحكومة. يكلف رئيس الدولة رئيس الحكومة بتشكيل حكومة وطنية، ويوافق على تشكيل وزرائها، كما يرأس أعمال مجلس الوزراء، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحكومة مسؤولة أمام البرلمان، الذي ينتخبه الشعب، وتبلغ مدة الرئاسة في الجزائر خمس سنوات قابلة للتجديد.
الحكم المحلي. تقسم الجزائر إلى 48 ولاية على رأس كل ولاية مجلس منتخب، وحاكم، يسمى الوالي، كما توجد بالجزائر 1541 بلدية، بها مجلس منتخب، ويرأسها شيخ البلدية.
القضاء. المجلس الأعلى للقضاء هو أعلى هيئة قضائية في البلاد. ويقوم المجلس بمراجعة القضايا التي ترده من محاكم الولايات الثماني والأربعين. وتستمع محاكم الولايات إلى قضايا الاستئناف التي ترد إليها من المحاكم الصغرى المعروفة باسم المحاكم العدلية.
القوات المسلحة. تضم القوات المسلحة الجزائرية بأفرعها الثلاثة؛ البرية والجوية والبحرية 123,700 ألف رجل، معظمهم من الجنود الذين يؤدون الخدمة الوطنية، وهي خدمة إلزامية على كل الجزائريين البالغين سن 19سنة، مدتها سنة ونصف، ويساهم الجيش الوطني الشعبي ـ إلى جانب مهمة الدفاع عن الوطن ـ في العديد من المشاريع التنموية ذات الأهمية الوطنية.
السكان
<tbody></tbody>
الإحصاء السكاني لعام 1987م | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
<tbody></tbody>
|
أنماط المعيشة. تتنوع أنماط الحياة في الجزائر بصورة ملحوظة، حيث تختلف في الريف عنها في المدن.
الحياة في الريف. استفادت الأرياف الجزائرية من مجهود التنمية الوطنية؛ فبني عديد من القرى الريفية ومشاريع البنية الأساسية، كالطرق والكهرباء ومياه الشرب، وبدأ سكان الريف يتطورون بخطى سريعة، نحو المباني العصرية، المبنية بالإسمنت والآجر (الطوب) على طابق أو طابقين، حسب الطرز المعمارية الحديثة التي أصبحت النموذج السائد في الأرياف في السنوات الأخيرة، وتلاشت المباني التقليدية التي كانت تبنى من الحجارة والطين والخشب. وتمتاز الحياة في الريف بالترابط العائلي ومظاهر الجود والكرم.
الحياة في المدن. تمتاز المدن الجزائرية بظاهرة الثنائية الحضرية المتمثلة في تداخل وتجاور الأحياء القديمة التي ترجع إلى الفترة الإسلامية، بشوارعها الضيقة المتعرجة، وأسواقها، ومساجدها مع الأحياء الحديثة، ذات الطابع الأوروبي، بمبانيها الشاهقة، وشوارعها الواسعة، وساحاتها العديدة. يعمل معظم سكان المدن في الخدمات والصناعة والتجارة.
وقد تعرضت المدن الجزائرية بعد الاستقلال لهجرة واسعة من سكان الريف وتضخم حجمها، وأصبحت عاجزة عن استيعاب هذه الزيادة السكانية المفرطة، فظهرت الأحياء العشوائية في ضواحي المدن.
<tbody></tbody><img style="width:208px" src="../img/08_012325_07.jpg" align="top"> |
جزائريون من سكان المدن في تيمون بالمناطق الصحراوية من البلاد، يرتدون ثيابًا تقليدية. تضم المجموعة التي على يمين الصورة طلاب المدارس. |
الملابس. يرتدي الجـزائريون في المدن الملابس العصرية، كما يرتدي بعضهم الأزياء التقليدية التي تشكل النمط السائد في الأرياف، وأهم الملابس التقليدية للرجال البرنوس والقشابية، المصنوعان من الصوف والوبر. أما النساء، فيرتدين الحايك أو الملاية، وهو حجاب من القطن الأبيض، أو الأسود يغطي كل أجزاء الجسم والوجه.
الطعام والشراب.
الأكلة الشعبية المفضلة لدى الجزائريين هي الكُسكُسي، وهي الطبق الوطني الأول دون منازع، وهو يتكون من السميد ويقدم مصحوباً باللحم والخضراوات والمرق الأحمر، وهناك أيضًا العديد من الأكلات التقليدية، إلا أن الطابع السائد هو طابع المطبخ الفرنسي، وبخاصة في المدن.
<tbody></tbody>
<img align="top" style="width:210px" src="../img/08_012325_08.jpg"> |
السوق الأسبوعي في إحدى المدن الصغيرة في الجزائر. |
<img align="top" style="width:210px" src="../img/08_012325_06.jpg"> |
أحد المساجد في الأبيار بالجزائر. |
الترويح. معظم الجزائريين من هواة الرياضة، وبخاصة كرة القدم؛ حيث تزدحم الملاعب بجمهور المتفرجين يوم الجمعة، العطلة الأسبوعية الرسمية في البلاد. كما تشهد قاعات السينما والمسرح إقبالاً كبيراً من الشباب. ويحتفل الجزائريون كل سنة بأيامهم الوطنية وخاصة يوم الثورة في أول نوفمبر، ويوم الاستقلال في الخامس من يوليو، وكذا الأعياد الدينية الإسلامية.
الدين والتعليم. ينص الدستور الجزائري على أن دين الدولة هو الإسلام، وتبلغ نسبة المسلمين في الجزائر 99,9%. تخصص الدولة أكثر من ثلث ميزانيتها للتربية والتعليم. ويبلغ عدد المسجلين في مراحل التعليم المختلفة ستة ملايين ونصف المليون عام 1992م، يشكلون قرابة ثلث سكان الجزائر. ويقضي القانون الجزائري بإلزامية التعليم لكل الأطفال بين سن السادسة والسابعة عشرة، كما توجد بالجزائر 50 جامعة ومعهدًا للتعليم العالي. ورغم كل هذه المجهودات ما يزال نحو ربع السكان يعانون من الأمية.
الفنون. تحتل الفنون مكانة متميزة بين اهتمامات الجزائريين، ومعظم الأعمال الفنية تبرز مقومات الحضارة العربية الإسلامية. فالعمارة الدينية كالمساجد والزوايا، مازالت شواهد حية قائمة على التراث الإسلامي الخالد في هذه الديار، كما تشتهر الجزائر بالفنون التقليدية، كصناعة الأواني الفخارية والمجوهرات والزرابي (السجاد)، والتحف النحاسية، والزجاج، وهذه الفنون التقليدية تستعيد أمجاد الحضارة العربية في رموزها وأشكالها وتقسيماتها الفنية وكذلك الحضارة الأمازيغية. وفي الموسيقى يزخر التراث الفني الجزائري بأنماط فنية عديدة بالإضافة إلى الموسيقى الأندلسية، والموسيقى الشعبية إلى جانب الموسيقى الحديثة.
تصدر في الجزائر سنويًا مئات المؤلفات في الأدب والفن، باللغتين العربية والفرنسية. وللعديد من الكتاب الجزائريين شهرة عالمية واسعة، فقد ترجمت أعمالهم إلى العديد من اللغات.
السطح والمناخ
<tbody></tbody><img src="../img/08_012325_05.jpg" style="border:1px solid gray;" align="top"> |
<img border="0" src="../theme4/fvico.gif"> خريطة الجزائر |
تتوزع مظاهر السطح في الجزائر، على خمسة أقاليم طبيعية متميزة، هي من الشمال إلى الجنوب: الساحل، والتل، والهضاب العليا، والمرتفعات الأطلسية، والصحراء.
الساحل. هو شريط ضيق يمتد بمحاذاة البحر، يبلغ طوله 1,200 كم، من مرسى بن مهيدي غربًا، إلى القالة شرقا، وبعرض لايتجاوز 50 كم، مساحته 40,000كم² (1,7% من جملة مساحة الجزائر)، ويقيم فيه 40% من السكان.
تتكون أراضي هذا الإقليم من سلسلة من الصخور العالية والشواطئ الرملية، تتخللها بعض الخلجان، تقوم بها مدن الموانئ كوهران وبجاية وسكيكدة وعنابة، وبه جيوب سهلية صغيرة عند مصبات الأنهار. ومناخ هذا الإقليم معتدل، يتميز باعتدال شتائه وصيفه الحار الجاف، وبغزارة أمطاره، التي تتراوح بين 800 و1,000 ملم.
التل. يتكون إقليم التل من سلسلة من السهول الساحلية المنخفضة كسهول وهران والمتيجة وعنابة، المشهورة بإنتاج الغلال والخضراوات والفواكه، والسهول الداخلية المرتفعة، كسهل تلمسان وسيدي بلعباس والسرسو وقسنطينة، وهي متخصصة في إنتاج الحبوب والكروم.
وتنحصر هذه السهول بين المرتفعات الجبلية، التي تمتد من جبال تلمسان عند الحدود المغربية، حتى جبال سوق أهراس، عند الحدود التونسية، أعلى قممها قمة لا لا خديجة في جبال الجرجرة (2,328م). وإقليم التل أقل مطراً من إقليم الساحل، إذ يتراوح معدل سقوط الأمطار ما بين 500 و700 ملم في السنة، وهو أكثر اتساعًا في مداه الحراري، وله السمات العامة لمناخ البحر المتوسط.
<tbody></tbody>
<img align="top" style="width:209px" src="../img/08_012325_10.jpg"> |
مناطق النجود والمرتفعات تمتد عبر المنطقة الشمالية من الجزائر. تعتبر الأعشاب والشجيرات التي تنمو في الإقليم غذاء لقطعان الماشية والدواب. يقوم الراعي في الصورة أعلاه برعي قطيع من الماشية بالقرب من تيارت. |
<img align="top" style="width:209px" src="../img/08_012325_11.jpg"> |
أشجار النخيل كما في الصورة أعلاه، تنمو في الواحات التي ترويها ينابيع جوفية . |
الهضاب العليا.ينحصر هذا الإقليم بين سلسلتين جبليتين متوازيتين هما أطلس التل شمالاً، والأطلس الصحراوي جنوبًا. يتراوح ارتفاع أراضيه بين 800 و1,000م تتخللها منخفضات تغمرها المياه المالحة تسمى السبخات، أو الشطوط. ومناخ هذا الإقليم قاري وأمطاره قليلة إذ يتراوح معدل سقوط الأمطار بين 400 و 500 ملم، تسمح بزراعة الحبوب التي تشكل الإنتاج الرئيسي لهذا الإقليم، منذ أقدم العصور.
المرتفعات الأطلسية. يشكل هذا الإقليم الحد الطبيعي بين شمالي الجزائر وجنوبها، ويتكون من سلسلة من المرتفعات تمتد بطول 700كم، تشكل حاجزاً طبيعياً في وجه الصحراء، تتخللها ممرات ودروب طبيعية تمر منها أهم طرق المواصلات بين الصحراء والشمال. ويمثل جبل الأوراس أعلى ارتفاع في الإقليم عند قمة الشلية حيث يبلغ نحو 2,329 م.
وعلى الرغم من بُعد هذا الإقليم عن البحر حوالي 300كم، فإن تنظيم سطح الجزائر من الشمال إلى الجنوب، على شكل مدرجات ـ تزداد ارتفاعًا كلما توغلنا نحو الداخل ـ يسمح بامتداد رطوبة البحر إلى هذا الإقليم؛ حيث تكسو الغابات سفوحه الشمالية، ويصل معدل سقوط الأمطار عليه بين 250 و400ملم سنويًا. أما سفوحه الجنوبية فقاحلة جرداء. ومن عجائب الطبيعة في هذا الإقليم أن تتعايش غابات الأرز والفلين، مع واحات النخيل، على بعد لا يزيد على 30كم.
الصحراء الكبرى. تشكل أكبر جزء من الأراضي الجزائرية، وتتنوع بها المظاهر الطبيعية؛ ففي شمالها الشرقي منطقة منخفضة (شط ملغيغ 31م تحت سطح البحر) تتجمع فيها أهم الواحات، ثم منطقة الكثبان الرملية في العرق الشرقي الكبير، والعرق الغربي، ويتراوح ارتفاع هذه الكثبان بين 200 و500م. ثم منطقة الهضاب في تادميت، وأخيراً منطقة جبلية في الجنوب الشرقي، في التاسيلي والأحجار بها جبال شاهقة، أعلى قممها تاهيت 2,918م. وهذه المنطقة احتضنت واحدة من أهم الحضارات القديمة في العالم. مناخها قاري قليل الأمطار، شديد الحرارة.
الاقتصاد
<tbody></tbody><img style="width:211px" src="../img/08_012325_12.jpg" align="top"> |
مصنع معالجة الغاز في أرزو، أعلاه، يحيل الغاز الطبيعي إلى سائل حتى يمكن تصديره إلى ما وراء البحار. يعتبر الغاز الطبيعي أحد صادرات الجزائر الأساسية. |
بالجزائر قاعدة اقتصادية متطورة، تعتمد بالدرجة الأولى على استغلال الموارد الطبيعية التي تزخر بها البلاد. وفي مقدمتها النفط والغاز الطبيعي. وتسيطر الدولة على قطاعات مهمة من الصناعة الوطنية، وبخاصة المحروقات والصناعات الحديدية والميكانيكية، والنسيج، ومواد البناء، في حين يشارك القطاع الخاص بنصيب كبير في قطاع الصناعات التحويلية، وبخاصة الصناعات الغذائية والملابس والأحذية.
قطاع الخدمات. يغطي 34% من الناتج الوطني الإجمالي، ويشتغل به 35% من جملة العاملين الجزائريين، يُوزَّعون على عدة قطاعات أهمها: الإدارة والتعليم والصحة، والتأمينات والمصارف، والمؤسسات الحكومية، والخدمات الشخصية.
قطاع التعدين. يزخر باطن الأرض الجزائرية بثروات معدنية مهمة ومتنوعة أهمها: الغاز الطبيعي والنفط، والحديد والرصاص، والزنك والنحاس والزئبق. ويسهم هذا القطاع بـ 22,9% من الناتج الوطني الإجمالي، ويشتغل به 1% من إجمالي العاملين.
قطاع الصناعة والإنشاءات. ويؤدي هذا القطاع دوراً ريادياً في هيكل الاقتصاد الجزائري، فهو يسهم بـ 20% من قيمة الناتج الوطني الإجمالي. وتتركز أهم المناطق الصناعيه في منطقة الساحل والتل بالقرب من الموانئ، في عنابة وسكيكدة والجزائر وأرزو ووهران وقسنطينة، وأهم هذه الصناعات: الإسمنت ومواد البناء والحديد والصلب (الفولاذ) ومشتقات النفط، والغاز المميع، والصناعات الإلكترونية، والكهربائية والنسيج.
<tbody></tbody><img style="width:211px" src="../img/08_012325_09.jpg" align="top"> |
واحة القليعة الجميلة في الجهة الغربية من صحراء الجزائر. |
قطاع الزراعة. رغم الجهود العديدة التي بذلتها الدولة للنهوض بالزراعة الجزائرية فإن الإنتاج الزراعي لايلبي الحاجات المتزايدة للسكان، مما أدى إلى قيام الدولة باستيراد المواد الغذائية بشكل كبير. ويشتغل في هذا القطاع 15,9% من العاملين، إلا أنه يسهم بـ 9,5% فقط من قيمة الناتج الوطني الإجمالي، ويسيطر القطاع الزراعي الخاص على ثلثي الأراضي المستغلة في الزراعة عن طريق المزارع الصغيرة التي لايزيد متوسط مساحتها على عشرة هكتارات.
وأهم المنتجات الزراعية الجزائرية الحبوب والتمور، والزيتون والبطاطس، ومنتجات الألبان والموالح.
التجارة. يشكل الغاز الطبيعي والنفط ومشتقاته 95,7% من قيمة صادرات الجزائر للخارج، وهي بذلك دولة نفطية وعضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك). وتتم المبادلات التجارية الجزائرية أساسًا مع الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ثم الولايات المتحدة الأمريكية. وإلى جانب المحروقات تصدر الجزائر الحديد والزئبق والفوسفات والتمور، وأما معظم وارداتها فتتمثل في المواد الغذائية ومواد التجهيز.
النقل والاتصالات. تزيد أطوال الطرق البرية في الجزائر على 102,424كم، المعبد منها نحو 70,670كم، ونحو 4,772كم من خطوط السكك الحديدية، تربط بين الشمال والصحراء، والشرق والغرب. كما توجد بها سبعة مطارات دولية، أهمها مطارهواري بومدين في الجزائر العاصمة، ومطار محمد بوضياف بقسنطينة، ومطار السانية بوهران، ومطار الملاحة بعنابة، إلى جانب 21 مطارًا داخلياً.
كما توجد بالجزائر قناة تلفزة وطنية، تابعة للدولة وإذاعة ناطقة بالعربية وأخرى بالفرنسية، وثالثة بالأمازيغية، إلى جانب عدد من المحطات المحلية، وتصدر بالجزائر عدة صُحف منها المستقل ومنها التابع للدولة.
نبذه تاريخية
يرجع تاريخ الجزائر، إلى عصور ما قبل التاريخ، ويعود تاريخ أول إنسان قطن الجزائر، إلى 1500 سنة قبل الميلاد في عصر الباليوليتيك، بل دلت بعض الآثار على أن الجزائر كانت آهلة بالسكان قبل 500,000 عام. حمل سكان الجزائر القدماء اسم البربر ـ واشتهرت حضارتهم، باسم الحضارة الليبية الأمازيغية، عرفوا الكتابة والرسم، ومارسوا الزراعة، وتربية الماشية، وكانت لهم نظم متطورة، في التنظيم الاجتماعي والقضاء والفن.
عرفت الجزائر شكل الدولة لأول مرة، في عهد المملكة النوميدية، (203 ق.م)، وكانت دولة قوية تقع في شمالي إفريقيا، ولها علاقات اقتصادية وسياسية مهمة مع قرطاجة وروما، عرفت ذروة ازدهارها في حكم ماسينيسا، وكانت حدودها تتقارب إلى حد كبير مع حدود الجزائر الحالية. عاشت الجزائر نهضة اقتصادية كبيرة في الزراعة والتجارة. وكانت الممول الأساسي لروما بالحبوب. حرّك هذا الرخاء أطماع الرومان بعد سقوط قرطاجة، فقاموا باحتلالها، بعد قرن كامل من المواجهة والكفاح، وظل الاحتلال الروماني للجزائر خمسة قرون تقريباً، سقطت بعدها في يد الوندال في القرن الخامس الميلادي، حيث عرفت حقبة مظلمة في تاريخها، إلى أن جاءتها طلائع الفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الميلادي لتعيش عصرها الذهبي، وتشارك في إرساء دعائم الدولة الإسلامية، وفي نشر الدعوة، وإثراء الثقافة والفكر الإسلامي بعلمائها، وفقهائها، ومفكريها. ثم تتابعت عليها الممالك والدويلات، إلى أن دخلت في حماية الأتراك العثمانيين في القرن السادس عشر الميلادي، لتصبح أول قوة بحرية في البحر المتوسط، تتحكم في الملاحة والمبادلات التجارية، فازدهر اقتصادها، وتطور عمران مدنها، وازدهرت فيها الثقافة والعلوم.
وفي هذه الفترة، أخذت الجزائر شكلها الحدودي الحالي، في إطار حدود سياسية واضحة، إلى أن جاء الاحتلال الفرنسي عام 1830م لتبدأ الجزائر سلسلة متواصلة من الثورات والانتفاضات الشعبية، لمواجهة الغزو الفرنسي الذي استغرق قرناً كاملاً من الزمان، لكي تبسط فرنسا نفوذها كاملاً على البلاد. وذلك بسبب المقاومة العنيفة التي قابلتها فرنسا بأعمال وحشية كالقتل الجماعي، وحرق المزارع والممتلكات، وهدم المدن والقرى، فاندلعت الثورة في كل مناطق البلاد، كان أهمها، كفاح الأمير عبدالقادر الجزائري الذي وحَّدَ المقاومة الجزائرية، وأعاد تنظيم الدولة الجزائرية، لمواجهة الاحتلال ثم ثورة الزعاطشة، وأولاد سيدي الشيخ، والمقراني، والحداد، وبوعهامة، وظهرت بطولة الشعب الجزائري في هذه الثورات التي تجاوز عددها 150 ثورة، رغم الأساليب الوحشية التي تعرض لها، حيث حُرم من حقه في التعبير والتعليم، وتعرض للاستغلال والابتزاز، فتحولت المقاومة الجزائرية إلى المقاومة السياسية، دون أن يلقى ذلك صدى لدى فرنسا، التي اعتبرت الجزائر جزءًا لايتجزأ منها.
وقد شارك المجندون الجزائريون في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين، لأن القانون الفرنسي أجبرهم على ذلك. وطالبوا بعد الانتصار بحقهم في الحرية بمظاهرات سلمية، نظمت في كثير من المدن والقرى يوم الثامن من مايو 1945م، واجهتها القوات الفرنسية بقمع وحشي، أسفر عن سقوط 45 ألف شهيد. وحُلّت الأحزاب واعتقل زعماؤها، وثبت للشعب الجزائري أن الأسلوب الوحيد لاستعادة حريته يكمن في المقاومة المسلحة. فبدأ الاستعداد للثورة المسلحة التي اندلعت ليلة أول نوفمبر 1954م، تحت قيادة جبهة التحرير الوطني، واستجاب الشعب الجزائري لنداء الثورة والتحم مع الثوار. وتصاعدت المقاومة وحققت انتصارات عسكرية وسياسية مهمة، رغم القمع الفرنسي وسياسة الأرض المحروقة، واستشهد ما يزيد على مليون ونصف المليون شهيد. وكلل الكفاح بالاستقلال في الخامس من يوليو 1962م.
قامت الدولة الوطنية بعد الاستقلال تحت رئاسة أحمد بن بيلا، وركزت جهودها على تنظيم شؤون البلاد، والنهوض بالاقتصاد الذي خربه المستعمرون قبل مغادرة الجزائر. وفي 19 يونيو 1965م أطاح العقيد هواري بومدين بالرئيس بن بيلا، وبدأ في تطبيق برنامج طموح للتنمية الصناعية والاجتماعية، تميز بالتركيز على التصنيع، واستثمار الموارد المعدنية كالنفط والغاز. فأنشئت قاعدة صناعية ضخمة وفّرت العمل لملايين الجزائريين، ووضعت البلاد على عتبة التطور والتنمية.
بعد وفاة بومدين عام 1978م انتخب الشاذلي بن جديد رئيسًا للبلاد، فاتبع سياسة اقتصادية مغايرة، ركز فيها على تطوير الزراعة والخدمات، وتحسين الاستهلاك، وأعيد انتخابه عام 1984م ثم عام 1988م.
وفي عام 1989م أجري استفتاء شعبي، لتعديل الدستور الجزائري، حيث تغير التوجه الاشتراكي الذي كان يغلب على الدستور السابق، وسمح بحرية تشكيل الأحزاب، وحرية الصحافة والرأي، وبحق الملكية الخاصة. وفي يونيو 1991م أجريت الانتخابات التعددية لأول مرة في تاريخ الجزائر لتعيين أعضاء المجالس البلدية، ومجالس الولايات، وقد فاز بالأغلبية حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم أجريت الانتخابات التشريعية في ديسمبر 1991م فاز فيها ثلاثة أحزاب، في مقدمتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم جبهة التحرير الوطني، وجبهة القوى الاشتراكية. وفي يناير 1992م استقال الرئيس بن جديد من رئاسة الدولة، فاستدعي محمد بوضياف أحد قادة ثورة التحرير وتشكل المجلس الأعلى للدولة بقيادته، ثم حلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتوقف المسار الانتخابي. وفي يونيو 1992م اغتيل محمد بوضياف، وعُين مكانه علي كافي، على رأس المجلس الأعلى للدولة. وفي 1994م، عين الأمين زروال مكانه. وفي عام 1996م، أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الأمين زروال. وفي العام نفسه، 1996م، وافق الشعب الجزائري على تعديل دستوري نصّ على حظر الأحزاب السياسية التي تتخذ من الدين أو اللغة أو الجنس أو المنطقة أساسًا لها. وفي عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية لاختيار أعضاء مجلس الشعب الوطني. وفي أبريل 1998م تم انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة رئيسًا للبلاد خلفًا للأمين زروال. وفي يونيو 1999م، أعلن الجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ وقف العمليات العسكرية ضد الحكومة.
والجزائر دولة رائدة بين الدول النامية أدت دورًا مهمًا في تدعيم ومساندة الشعوب المكافحة ضد الاستعمار، وفي مقدمتها فلسطين، وكل حركات التحرير الإفريقية، والأسيوية؛ كما أدت دورًا أساسيًا في كفاح العالم الثالث من أجل إرساء دعائم نظام اقتصادي عادل عن طريق كل المحافل الدولية، وبخاصة دول عدم الانحياز والأمم المتحدة.
أسئلة
- بماذا امتازت الفترة الإسلامية في تاريخ الجزائر؟
- ما مظاهر الفنون والصناعات التقليدية في الجزائر؟
- كيف انتزع الشعب الجزائري استقلاله من فرنسا؟
- لماذا تغير نمط الحياة في الريف الجزائري؟
- أين يقيم أغلب سكان الجزائر؟ ولماذا؟
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | جغرافية العاصمة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الجزائر الكبرى |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | التجمع الحضري للعاصمة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | النطاق الإقليمي للجزائر العاصمة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | السكان |
<img src="../theme4/nodeop.gif" align="baseline"> | العمران الحديث |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | مشروع الحامة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | مترو العاصمة |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | المراكز الثقافية |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | الاقتصاد |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | نبذة تاريخية |
<img src="../theme4/nodelf.gif" align="baseline"> | أسئلة |
<tbody></tbody>
<img style="width:300px" src="../img/08_012330_01.jpg" align="top"> |
الجزائر العاصمة تقع على حافة السفوح الشمالية الشرقية لجبل بوزريعة المطل على البحر المتوسط. وتشمل الامتدادات العمرانية المتكاملة. وتظهر الصورة جانبًا من العاصمة. |
العاصمة السياسية والاقتصادية للجمهورية الجزائرية، وإحدى أهم الحواضر في إفريقيا والعالم العربي. بلغ عدد سكانها 2,168,000 نسمة (المنطقة الحضرية 3,702,000 نسمة) عام 1995م، وتمتد على مساحة 67,640 هكتارًا.
جغرافية العاصمة
تقع مدينة الجزائر على خط عرض 6 َ4 ، 36° شمالاً، وخط طول 3 َ5,3 ° إلى الشرق من خط جرينيتش، وتتميز بموقعها البري والبحري الممتاز؛ فهي تقع على حافة السفوح الشمالية الشرقية لجبل بوزريعة، المطل على البحر المتوسط، والذي يحميها من الرياح الشمالية، والشمالية الغربية. يمتد خليجها من رأس الرّيس حميدو، إلى رأس تمنفوست، في شكل قوس طوله 31كم. كما تنتهي إليها أهم الطرق البرية والحديدية في البلاد.
ويُطلق على الجزائر العاصمة، حسب اختلاف النطاقات الحضرية، عدة مصطلحات هي:
الجزائر الكبرى. وتضم الكتلة العمرانية التابعة إداريًا لولاية العاصمة، باستثناء بلديات باب الزوار وبرج الكيفان والدار البيضاء وبئر خادم وبني مسوس.
التجمع الحضري للعاصمة. ويضم الامتدادات العمرانية المتكاملة والمتلاحمة، من حيث البناء، رغم انتهاء بعض أجزائها إلى ولايات بومرداس وتيبازة والبليدة، ويبلغ عدد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة.
النطاق الإقليمي للجزائر العاصمة. ويشمل كل الامتدادات العمرانية، الممتدة شرقًا إلى ولاية بو مرداس، وجنوبًا إلى ولاية البليدة، وغربًا إلى ولاية تيبازة، وهي تمثل نطاق الضواحي الحضرية للعاصمة، ويبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة.
وتمثل العاصمة الجزائرية، بحكم موقعها البحري، كل مميزات مناخ البحر المتوسط، حيث يمتاز مناخها بالاعتدال، فهو أقرب إلى الدفء منه إلى البرودة شتاءً، حيث لا تنخفض درجة الحرارة إلى مادون الصفر إلا نادرا (متوسط حرارة يناير 15°م). أما فصل الصيف، فتغلب عليه الحرارة التي يمكن تحملها بارتياح، نظرا للرطوبة الجوية المنخفضة وهبوب نسيم البحر الذي يلطف الطقس (متوسط حرارة أغسطس 24°م).
وتهب الرياح شتاءً من الشمال والغرب، والشمال الغربي، وهي تحمل الأمطار الغزيرة، حيث يتساقط على العاصمة 718 ملم في السنة، يسقط معظمها في الشتاء والخريف، ويزيد عدد الأيام الممطرة عن 100 يوم في السنة، وفي الصيف تهب الرياح من الشرق والجنوب، وهي رياح جافة، فترتفع درجة الحرارة.
السكان. معظم سكان مدينة الجزائر مسلمون. تبلورت شخصيتهم من خلال تراث الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على المدينة، والتي تدعَّمت وتعمَّقت بأصالة الدين الإسلامي والثقافة العربية. بقيت العاصمة الجزائرية محتفظة بالمسحة التاريخية لمظهرها الحضري القديم في منطقة القصبة التي تضم أهم المواقع، والعمائر التاريخية، والمتاحف الزاخرة بالكنوز الثمينة، والقصور الأثرية والمناطق السياحية والأسواق الشعبية العامرة.
وتبلغ مساحة حي القصبة العتيق ـ النواة التاريخية للعاصمة ـ 36 هكتارًا، وهو يمثل أحد عطاءات التاريخ والحاضر والمستقبل، رغم تعرض الكثير من معالمه للهدم والتخريب إبان فترة الاحتلال الفرنسي للمدينة.
وقد سُجلت القصبة من طرف منظمة اليونسكو في دورتها السابعة عشرة بسانتافي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1993م، لكونها تراثًا إنسانيًا يهم العالم، وجزءًا من شواهد التاريخ الحي للبشرية.
ويضم حي القصبة العديد من العمائرالتاريخية المهمة، منها مسجد الجامع الكبير الذي يمثل إحدى روائع العمارة الإسلامية، ونموذجًا مشرفًا للحضارة الإسلامية. بناه يوسف بن تاشفين عام 1097م ومازال يحمل مشعل العلم ورسالة الثقافة والدين حتى اليوم.
ويوجد بالعاصمة أيضًا الجامع الجديد الذي بُني عام 1660م، ومسجد كتشاوة الذي بني عام 1794م، وهما يعبّران عن آيات فنية ومعمارية رائعة.
أما القسم الحديث من العاصمة، فتلتقي فيه مختلف ألوان العمارة الحديثة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي في تناسق بديع بعماراته الشاهقة التي تتخللها الشوارع الواسعة والحدائق الغناء التي صممها المهندس العالمي أوسكار نيمار، والتي تتكامل مع العمران الحديث للعاصمة بعد الاستقلال.
تمتاز العاصمة الجزائرية، من بين عواصم البحر الأبيض المتوسط بلون مبانيها وتشكيلاتها المعمارية التي يغلب عليها اللون الأبيض، ولذلك تُسمى باسم الجزائر البيضاء أو البهجة؛ لأنها تبدو للناظر وكأنها شلالات من المنازل البيضاء المتدفقة من علٍ، إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقد أولت الدولة الجزائرية اهتمامًا خاصًا بالعاصمة باعتبارها واجهة البلاد، ورصدت لها إمكانات ضخمة حتى ترقى إلى المستوى الذي يتفق مع ثقلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومكانتها الدولية.
العمران الحديث
أنجز بعض أهم المشاريع العمرانية التي تهدف إلى تطوير ورفع المستوى الحضاري للعاصمة وتوفير سبل الحياة العصرية لسكانها وزوارها، وبعضها مازال قيد الإنجاز. نذكر رياض الفتح؛ وهو مُجمع ثقافي تجاري، بُنِي على أحدث الطرز العالمية فزُود بكل التجهيزات والكماليات التي تضمن الأمن والراحة والتقنية العصرية. يضم هذا المجمع عددًا من المنشآت الثقافية والفنية الراقية، كمقام الشهيد ـ وهو تحفة معمارية فريدة ـ ومتحف الجهاد ومتحف الجيش الوطني وأروقة للصناعات التقليدية والحرف، ودورًا للسينما والمسرح، والقاعات التجارية المتخصصة وساحات اللعب والترويح.
مشروع الحامة. من أهم وأضخم مشاريع تخطيط العاصمة، فهو ينافس من حيث ضخامته وتفصيلاته، أهم الإنجازات المعمارية في كبريات العواصم العالمية. ويُخطط لهذا المشروع الذي تم إنجاز نصفه تقريبًا، أن يشكل عند الانتهاء من تنفيذه مركز الأعمال الجديد للعاصمة الجزائرية. يضم فنادق من الطراز العالمي، ومكتبة وطنية تتسع لـ 4,000 قارئ وعشرة ملايين كتاب، وقصرًا للمؤتمرات بـ 5,000 مقعد، ومركزًا تجاريًا عصريًا على أحدث النظم والمقاييس العالمية، ومقر البرلمان، وعددا من الأبراج المخصصة للسكن والأعمال الحرة.
مترو العاصمة. يمتد مترو العاصمة على طول 12,5كم ويضم 16 محطة، وينطلق من وادي قريش إلى باش جرح مرورًا بوسط العاصمة، ومقرر إنجازه كليًا عام 2000م.
وتعاني العاصمة الجزائرية ـ بفعل مركزها الوطني ـ من عدة مشكلات تتصدرها مشكلة الإسكان؛ حيث تقدر الفجوة الإسكانية فيها بنحو 38 ألف وحدة، إذ يعيش نحو 10,663 عائلة في مساكن عشوائية. ويبلغ متوسط إشغال المسكن سبعة أفراد. كما تعاني العاصمة من مشكلة الازدحام والاختناق في المرور والنقل. وقد بُذلت في السنوات العشر الأخيرة جهودٌ جبارة للتخفيف من حدة هذه المشكلة، حيث تم إنشاء 124كم من الطرق السريعة التي أصبحت توفر ـ إلى جانب 215كم من الطرق الوطنية الجيدة ـ سهولة كبيرة للمرور.
المراكز الثقافية. تضم العاصمة الجزائرية مؤسسات تعليمية وثقافية ذات سمعة عالمية كجامعة الجزائر، إحدى أقدم جامعات إفريقيا والعالم العربي فقد تأسست عام 1859م، وجامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، ومعاهد عليا متخصصة عديدة. كما توجد فيها العديد من المتاحف من أهمها المتحف الوطني للفنون الجميلة بالحامة، ومتحف باردو للتراث الإسلامي، ومتحف ما قبل التاريخ، ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية ومتحف الطفولة. كما توجد بها الدار الوطنية للمحفوظات (الأرشيف)، والعديد من دور الثقافة والمسارح والسينما والمراكز الثقافية الأجنبية.
كما تضم الجزائر العاصمة أضخم وأهم النوادي الرياضية في إفريقيا، وهو نادي مجويلية (محمد بوضياف)، الذي يشتمل على العديد من الملاعب والقاعات المغلقة والمسابح، فضلا عن فندق ومعهد عالٍ للطب الرياضي.
الاقتصاد
تحتكر العاصمة الجزائرية الدور الرئيسي في النشاط الاقتصادي للبلاد؛ حيث تشرف على معظم القطاعات الحيوية، وذلك بفضل مينائها الذي يغطي 4% من حركة النشاط البحري الاقتصادي في الجزائر. كما تتركز فيها مراكز اتخاذ القرار التي تهيمن على سير الاقتصاد الوطني، كالوزارات ومقر الحكومة، والمراكز الرئيسية للشركات والمصارف وبيوت الخبرة.
ويتركز بالعاصمة العديد من الصناعات وخصوصًا في منطقة رويبة رغاية، على مساحة 800 هكتار، وبها 30 وحدة صناعية كبرى، أهمها مصانع الحافلات والشاحنات والمركبات الصناعية والصناعات الكيميائية والإسمنت والصناعات الغذائية وصناعة الملابس والأحذية. وهذه الصناعات تستوعب ما يزيد على50 ألف عامل.
وتشكل السياحة رافدًا مهمًا لاقتصاديات المدينة؛ حيث تمتد على طول شواطئها العديد من المنتجعات السياحية ذات السمعة العالمية، كنادي الصنوبر وزرالده وسيدي فرج.
نبذة تاريخية
تُعدّ الجزائر العاصمة من أعرق المدن في العالم العربي والبحرالأبيض المتوسط، وتمتد جذورها ضاربة في أعماق التاريخ. وحتى ندرك بعض جوانب عظمة هذه المدينة العريقة؛ نعود إلى بدايات قيام هذه الحاضرة الزاهرة. فقد أوحى اسم هذه المدينة أفكارًا وأراء كثيرة ومتناقضة، حيث يرى بعض المؤرخين، أن رحلة مدينة الجزائر مع التاريخ تبدأ في العصور القديمة، حيث كانت تقوم مقام العاصمة الحالية، مدينة تسمى أرغل؛ أي المكان المستور العميق. وصلها الفينيقيون عام 880 ق.م حيث رسوا هناك وسكنوا المنطقة وأقاموا مستعمرة تجارية أطلقوا عليها اسم أسكوريم.
وتختلف الأراء في تفسير هذا الاسم، فمنهم من يرى أن معناها الجزائر، أي جمع جزيرة، ومنهم من يرى، أن الاسم يتكون من كلمتين معناهما جزيرة الأشواك، بينما يذهب بعضهم الآخر إلى أنها تعني رقم 20 معتمدين في ذلك على الأسطورة القائلة، بأن هرقل بن جوبتر، مرّ مع رفاقه العشرين، وكانوا تجارًا، فأغراهم موقع المدينة فقرروا الاستقرار بها وعمروها وسموها إيسكوسيم أي مدينة العشرين.
ولقد هيأت الأقدار والظروف الطبيعية والتاريخية شأنًا عظيما لهذه المدينة التي سميت بعد ذلك بجزائر بني مزغنة، نسبة إلى بني مزغنة، وهي قبيلة من صنباجة البربرية (صنهاجة) حيث يذكرها الرحالة والجغرافيون العرب بهذا الاسم. وهذه القبيلة حلت بهذه المنطقة عام 950م، بقيادة بولوغين بن زيري، الذي كان أبوه يحكم بإمرة الخليفة الفاطمي المنصور. فقد أُعجب هذا القائد بموقع المدينة فأعاد بناءها، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تسمى الجزائر. توالى عليها الموحِّدون والمرابطون في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم الحفصيون وملوك تلمسان، إلى أن جاء الأتراك العثمانيون عام 1514م، لتبدأ المدينة عهدًا جديدًا سرعان ما تحولت الجزائر فيه إلى قاعدة بحرية للجهاد الإسلامي في البحر المتوسط، وتعزز مركزها الدولي، بعد أن أصبحت مركز القوة البحرية الأولى فيه، كما اتسع نطاقها الإقليمي، فأصبحت عاصمة الدولة الجزائرية بحدودها السياسية القائمة اليوم فتزايد عدد سكانها، ونشطت حركة العمران فيها.
احتلها الفرنسيون عام 1830م، وعرفت الجزائر العاصمة منذ ذلك التاريخ ضروبًا من المقاومة الشعبية، وعاشت معارك عنيفة ضارية، وازدادت بطولات سكان المدينة بعد اندلاع ثورة عام 1954م التي شهدت ضروبًا من الفداء والاستبسال والتضحيات الجسام، إلى أن استقلت البلاد عام 1962م.
والمتتبع لتاريخ مدينة الجزائر، يغمره إحساس بإيجابية هذه المدينة التي تزخر بنشاط حضاري وسياسي فعَّال، وبحركة عمرانية واقتصادية متواصلة، وبعطاء علمي مبدع أنجب العديد من العظماء والعلماء في السياسة والعلوم والفنون، الذين أسهموا بفعالية في تراث الإنسانية.
أسئلة
- لماذا سميت العاصمة الجزائرية بالجزائر البيضاء ؟
- ما أصل تسمية مدينة الجزائر؟
- ما أبرز مشاكل العاصمة الجزائرية ؟
- ما أهمية حي القصبة في العاصمة الجزائرية ؟
- تكلم عن أهم المشاريع التي تهدف إلى تطوير العاصمة الجزائرية؟
- اذكر أهم المراكز الثقافية في العاصمة الجزائرية؟