حركات دينية جديدة

(بالتحويل من الديانات الجديدة)

الحركات الدينية الجديدة (بالإنجليزية: New Religious Movement) هو مصطلح يشير إلى الجماعات والفرق الدينية التي ظهرت في العصر الحديث وغالبا ما تشغل الحركات الدينية الجديدة مكانة هامشية في الثقافات الدينية السائدة في المجتمعات عموما، ويمكن أن تكون الحركات الدينية الجديدة إما جزء من أصل ديني مسبق كالفرق والطوائف المكونة حديثا لديانة معينة وهذه الحركات التي تلعب دور في إعادة تفسير النصوص، أو حركات مستقلة وهي التي تصرح بكونها دين جديد وتكون لها كتب مستقلة، غالبا ما ظهرت تلك التيارات بسبب عوامل العولمة والعلمنة والحداثة.

كثير من علماء علم اجتماع الدين يفضلون الإشارة إلى تلك المعتقدات الجديدة بـ«الحركات الدينية الجديدة» أكثر من كلمة «طائفة» ويواصل العلماء البحث في تحديد التعريفات المماثلة لتلك الجماعات، ويقدر عدد أتباع تلك الحركات بعشرات الآلاف من المعتنقين في جميع أنحاء العالم وقد يصل عددهم أحيانا إلى بضعة ملايين حيث يكون معظم المعتنقين في الغالب من آسيا وأفريقيا.

مفهوم الديانات الجديدة

يشير هذا المفهوم إلى ظاهرتين دينيتين مختلفتين. الأولى، هى وجود حركات دينية جديدة للسكان المحليين والشعوب القبلية فى العالم الثالث النابعة من التفاعل بين الديانات المحلية والمسيحية، وبدرجة أقل كنتائج للتفاعل مع الهندوسية والبوذية. وقد أطلق على هذه الحركات أسماء عدة: حركات إنقاذ دينى، الحركات الأهلية (لحماية الثقافة المحلية)، وحركات إحيائية. وينظر الأنثروبولوجيون إلى هذه الحركات باعتبارها استجابات أو محاولات للتوافق من قبل شعوب تكاد تكون عاجزة عن مواجهة عمليات الاقتلاع الاجتماعى التى يتعرضون لها بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة للاستعمار. و الغالب أن تستعير تلك الحركات الدينية اللاهوت الأصولى للمسيحية فى عصورها الأولى من أجل التعبير عن الاحتجاج الرمزى العميق.

ثانيا: هناك حركات دينية جديدة فى المجتمعات الصناعية المتقدمة فى الغرب، التى عادة ما تقترن بحركات الشباب والثقافة المضادة. وتكون هذه الحركات ذات نزعة توفيقية فى الغالب، تستعير عناصر من نقاليد دينية وفلسفية متعددة ومختلفة. ويدعى علماء الاجتماع أن مثل هذه الحركات تشبع حاجات سيكولوجية و اجتماعية عند الشباب الباحثين عن معنى للحياة يمكنهم أن يجدوه فى التراث الدينى الرسمى. ومن أمثلة هذه الحركات مذهب الضوء الإلهى، وهارى كريشنا، وكنيسة المتوحيد، وحركة الطب العلمى.

ويزخر المتراث النشور بالعديد من التنميطات للظاهرة الثانية. فعلى سبيل المثال، طور روى ويليس فى مؤلفه: الأشكال الأولية للحياة الدينية الجديدة، (الصادر عام 1984)، تفرقة ثلاثية ميز فيها بين أنماط رافضة للعالم، وأخرى مؤكدة، وثالثة مسايرة للعالم. ويمثل أول هذه الأنماط محاولة الهروب من الطابع اللاشخصى، والمادى، والبيروقراطى والنزعة الفردية للحياة الحديثة. ويشار فى هذا الصدد إلى الجمعية الدولية للوعى بكريشنا، وأبناء الله، وكنيسة التوحيد (المتأملون) كأمثلة على هذا النمط. وبالمقارنة، فإن حركات مثل حركة الطب العلمى، والتأمل المتسامى، وحركة سوكا جاكيا اليابانية تدعى أنها تمنح ممارسيها قدراً أكبر من النجاح فى مضمار التقدم المادى الفردى، والصحة النفسية، والقبول الاجتماعى. ولذلك فإنها حركات مؤكدة متقبلة لهذا العالم ومافيه. ونجد أخيراً أن ديانات التجديد ذات التوجه المساير للعالم تكون ضعيفة الدلالة سواء بالنسبة للسلوك الفردى أو بالنسبة لرفض العالم الدنيوى الأوسع، ذلك أن هدفها الرئيسى يتمثل فى استثارة الخبرات الفردية والروحية. وتحرص حركات مثل حركة الإحياء الكاريزمية الجديدة، ومذهب العنصرة (المسيحى/ اليهودى) (فى المسيحية الأحد السابع بعد عيد الفصح (ذكرى نزول الروح القدس على الحواريين) وفى اليهودية اليوم الخمسين بعد عيد الفصح اليهودى) الجديد على أن توجه رعاياها إلى أن يعيشوا هذه الحياة (أياً كانت الكيفية التى نحياها بها) وذلك بطريقة دينية متحمسة.

ومع ذلك فإن تنميط ويليس لا يعد سوى تتميط واحد فقط من بين العديد من التنميطات الممكنة للحركات الدينية الجديدة. ويمكن التعسف على بعض الأفكار التصنيفيسة البديلة والأدبيات العديدة المتعلقة بهذا الموضوع عموما من مطالعة المقال التوثيقى المطول لتوماس روبنس المعنون: الطوائف ومغيرو الديانة والكاريزما، المنشور بمجلة علم الاجتماع المعاصر (عام 1988)

تقسيم الحركات الدينية الجديدة

بالإضافة لكون الحركات الدينية الجديدة مختلفة من ناحية المضمون، فهي مختلفة من ناحية الشكل أيضا (مع العلم بوجود تناقضات من ناحية الشكل في بعض الأحيان)، فقد تكون بعض تلك الحركات ذات الطابع المذهبي التابع لدين مثل شهود يهوه أو المورمونية أو الراستافارية تابعين للمسيحية أو حركة هاري كريشنا تابعة للهندوسية أو القاديانية الأحمدية تابعة للإسلام، وكذلك بعض الحركات تأتي في صورة دين جديد مكمل لسلسلة أديان مثل البهائية تأتي في صورة مكمل للبابية وكذلك البابية تأتي مكمل للإسلام (كما تعتبر أحياناً فرقة من الشيعة الشيخية الإثنا عشرية.)، وكذلك ديانية مثل السيخية (وهي ديانة قديمة نسبياً نشأت في القرن الـ15 ولا تشكل نوع من الديانات الوارد ذكرها) تعدّ مكملة للديانات الدارمية، أو ديانة مثل الرائيلية التي تؤمن بكل ما هو قديم ومسبق من ديانات حى ظهورها، وبعض الديانات تأتي في صورة المتأثر بالطابع الديني السائد في المنطقة الجغرافية كالكاو دائية، والبعض ذات الطابع الفلسفي أو الفكري كالثيليما أو الجيدية، والبعض ذات التوجه الالحادي كالعلمولوجيا، وذات الطابع العولمي كحركة إيكنكار وحركة التوحيدية العالمية وكذلك البهائية أيضا، والبعض ذات الطابع الشاذ فكريا كالشيطانية أو الديسكوردية.

ويندرج أيضا تحت مسمى الحركات الدينية الجديدة بعض الجماعات المتلفة أو المنحرفة عن الأصل الديني مثل حركة أمة الإسلام أو حركة يهود مسيانيون.

تاريخ

ينظر العلماء عادة إلى أن فترة منتصف القرن التاسع عشر هي بداية الحركات الدينية الجديدة، في خلال تلك الفترات أصبحت الروحانية الباطنية شعبية في أوروبا وأمريكا الشمالية. فقد ظهرت حركة كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة التي أسسها جوزيف سميث عام 1830، وهي تعد من أنجح الحركات الدينية الجديدة الموجودة حاليا؛ في اليابان كانت بداية ظهور ديانة تنريكيوية عام 1838؛ وفي الشرق الأوسط وإيران تحديدا ظهرت البهائية على يد حسين علي نوري عام 1844 والتي تعدّ حركة مكملة للبابية التي أسسها علي محمد رضا الشيرازي؛ وفي 1891 ظهرت كنيسة الوحدة وقد كانت بداية فلسفة الفكر الجديد في الولايات المتحدة.

في عام 1893 كان أول جلسات البرلمان العالمي للأديان والتي عقدت في شيكاغو حيث شملت معظم أديان العالم في تلك الجلسة.

في القرن العشرين والواحد والعشرين ظهر عدة حركات مثل إيكنكار وكذلك حركة هاري كريشنا وغيرها من الحركات الدينية.

انظر أيضاً