شعيرة
الشعيرة (بالإنجليزية: Ritual) هي مجموعة من الأفعال لها دلالة رمزية وتؤدى على فترات زمنية محددة أو في مناسبات خاصة. وفي الغالب، الشعائر ترمز إلى دلالات دينية.
المنظور المسرحي
الشعيرة عموماً نمط متكرر - فى الغالب - من السلوك يتم أداؤه فى مواقيت مناسبة وقد يتضمن استخدام رموز. ويعتبر الدين واحداً من الميادين الاجتماعية الرنيسية التى يتم فيها ممارسة الشعانر، وإن كان نطاق الشعائر قد يمتد الى جوانب علمانية ودنيوية فى الحياة اليومية أيضا وعلى سبيل المثال فإن المنظور المسرحى فى علم الاجتماع عند إرفنج جوفمان يرجع بصورة مكثقة إلى "شعائر التفاعل" وهى الأنماط السلوكية اليومية ذات الطابع الشعائرى التى يتعاون بواسطتها الأفراد فى التعرف على الحقيقة المشتركة مع حفاظ كل منهم على إحساس الآخر بذاتيته (انظر كتابه: شعائر التفاعل؟ مقالات فى سلوكيات التعامل المباشر، الصادر عام 1967.
الاتجاه الدوركايمي
يميز الاتجاه الدوركايمى (كما يتضح فى كتاب: الصور الأولية للحياة الدينية، الصادر عام 1912تمييزاً قوياً بين المقدس والعلمانى (أو الدنيوى)، ويبين بوضوح أن الشعائر تنتمى إلى المجال الأول (أى المقدس). إذ يرى أصحاب الاتجاه الدوركايمى أن المشعائر تحقق المتضامن الاجتماعى اللازم لحفظ تماسك الممجتمع. وقد صهر دوركايم الشعائر فى البناء الاجتماعى حيث أكد أنه خلال ممارسة الشعائر يعبر الناس لأنفسهم (بشكل صحيح) عن أنماط العلاقات فى المجتمع. وفى رأى دوركايم أن العنصر المهم فى الشعيرة هو الفعل، حيث أن الفعل يقود الى تشكل المعتقدات وليس العكس. وهكذا بضفى دوركايم على الشعيرة دورا معرفيا (إبستمولوجيا) أساسيا، بتاكيده على أن اللبنات الضرورية لبناء الفكر يتم تناقلها خلال الانفعال المشترك بالشعنرة. ويعد العمل الذى قدمه كريستل لين بعنوان: شعاتر الحكام : الشعائر فى مجتمع صناعى، الصادر عام 1981 يعد مثالاً معاصراً رائعا للتفسير الدوركايمى للشعائر الاشتراكية فى الاتحاد السوفيتى السابق.
الاتجاه الماركسي
لاتجاه الماركسى يرى أن الشعائر تنقل الوعى الزائف فقط. فهى تضلل المشاركين لأنها لا تصور أنماط العلاقات الاجتماعية فى المجتمع تصويرا صحيحا. (انظر على سبيل المثال، مارك بلوش: من المباركة (منح البركة) إلى العنف، الصادر عام 1986).
التصنيف الانثروبولوجي
قدم الأنثروبولوجى البلجيكى (الفرنسى) أرنولد فان جنب إطارا لتصنيف البناء العام للشعاتر (فى كتابه المعنون: شعائر الانتقال، الصادر عام 1909).فقدكتب فانجنب قائلا إن الأمر لا يقتصر على أن يولد الفرد فى المجتمع، وإنما يجب ان يولد ميلادا جديدا من خلال شعائر الانتقال لكى يصبح فردا اجتماعيا ويقبل فى المجتمع. وقد حدد فان جنب ثلاث مراحل فى شحانر الانتقال التى يتم من خلالها تحول الهوية الاجتماعية للشخص: الأولى هى عزل أو انفصال الفرد من مكانته القديمة، ثم مرحلة تعلقه على عتبة الشعور، حيش يكون الفرد فى حالة وسطية أو انتقالية انفصل فيها عن المكانة القديمة ولكنه لم يندمج بعد فى المكانة الجديدة، وأخيرا مرحلة إعادة الاندماج، وهى التى يكون فيها الانتقال من مكانة إلى أخرى قد اكتمل رمزيا.
أوجه النقد
من أوجه النقد الشائعة للتفسيرات المسوسيولوجية للشعائر هو أن أحد المحللين قد فرضوا المعانى الخاصة بهم على الأحداث. ويرى لويس (فى كتابه: يوم أحمر ساطع، الصادر عام 1980) أن لبحث عن معنى فى الشعائر أمر قد يفوق الاهتمام بما يشعر به الناس تجاه الشعائر، وهو الجانب الوجدانى. وهكذا فإن الشعائر تصبح مثل لغز الكلمات المتقاطعة التى يقوم علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع بحلها أو فك رموزها. ويرى لويس أنه يجب أن يتم فهم الرموز فى ضوء المعانى الخاصة بالمشاركين قيها اضافة الى المعانى التى يراها المحللون.