شعر عربي

الشِّـعـْـرُ فنُّ العربية الأول، وأكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصًا في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله. وقد شاركته في الأهمية بعض الفنون الأدبية الأخرى كالخطابة. وبعد تطور الكتابة وانتشارها واتصال العرب بغيرهم، دخلت بقية الفنون الأدبية الأخرى، المتمثلة في النثر بأشكاله المختلفة لتساهم جنبا إلى جنب، مع الشعر في تكوين تراث الأدب العربي.

ويُعدُّ الشعر وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، ويلخص ذلك قولهم:الشعر ديوان العرب.

حاول النقاد العرب تقديم تصوُّر عن الشعر ومفهومه ولغته وأدائه. وقد ظهرت تلك المحاولة في تمييزه عن غيره من أجناس القول، فبرز الوزن والقافية بوصفهما مميزين أساسيين للشعر عن غيره من فنون القول، لذلك ترى أكثر تعريفاتهم أن الشعر كلام موزون مُقَفَّى. وأهم مايميّز الشعر القديم حرصه على الوزن والقافية وعلى مجيء البيت من صدر وعجز. لكن الناظر في كتبهم يلاحظ أن مفهومهم للشعر يتجاوز الوزن والقافية إلى جوانب أخرى، وذلك من خلال تعرفهم على الشعر في مقابلة الفنون الأخرى، فيصبح مثلها؛ مهمته إيجاد الأشكال الجميلة وإن اختلف عنها في الأداة.

ومن ثم ظهر الاهتمام بقضايا الشعر ولغته، فظهرت الكتب في ضبط أوزانه وقوافيه، كما ظهرت دراسات عن الأشكال البلاغية التي يعتمدها الشعراء في إبداع نصوصهم، مثل: الاستعارة والتشبيه والكناية وصنوف البديع.

وكما ظهرت كتب تقدم وصايا للشعراء تعينهم على إنتاج نصوصهم، وتُبَصِّرُهم بأدوات الشعر وطرق الإحسان فيه، ظهرت كتب أخرى في نقد الشعر وتمييز جيده من رديئه. كما اهتمت كتب أخرى بجمعه وتدوينه وتصنيفه في مجموعات حسب أغراضه وموضوعاته. وقد جعلوا الشعر حافلاً بوظيفتي الإمتاع والنفع، فهو يطرب ويشجي من جهة، ويربي ويهذب ويثبِّت القيم، ويدعو إلى الأخلاق الكريمة وينفر من أضدادها من جهة أخرى.

وتتراوح أغراض الشعر بين مديح وهجاء وفخر ورثاء وغزل ووصف واعتذار وتهنئة وتعزية، ثم أضيفت إلى ذلك موضوعات جديدة جاءت نتيجة تغير الحياة العربية مثل الزهد والمجون، بل تغيرت معالجة الموضوعات القديمة كما ظهر عند أبي نواس وغيره من شعراء العصر العباسي.

وعلى الرغم من هذا الحرص على شكل البيت الشعري، فإن تراث القصيدة العربية عرف من الأشكال ما سمي بالمسمَّطات والمخمَّسات والمربَّعات. كما عرفت الأندلس شكل الموشحة التي كانت خروجًا على نظام القصيدة في الأوزان والقوافي. انظر: الجزء الخاص بالموشحات في هذه المقالة.

وفي العصر الحديث، عرف الشعر ألوانًا جديدة من الأشكال الشعرية، منها الشعر المُطلق أو المرسل الذي يتحرر من القافية الواحدة ويحتفظ بالإيقاع دون الوزن. وكذلك الشعر الحر، وهو الشعر الذي يلتزم وحدة التفعيلة دون البحر أي وحدة الإيقاع. وسُمّي بشعر التفعيلة. وأما اللون الذي لا يلتزم بوزن أو قافية فقد عرف بالشعر المنثور. انظر: الجزء الخاص بقصيدة النثر،والشعر الحر،والشعر المرسل في هذه المقالة.

وكما اختلف الشكل حديثًا اختلف المضمون كذلك، وتحولت التجارب الشعرية الحديثة إلى الدلالات الاجتماعية والنفسية والرمزية التي تكامل فيها الشكل والمضمون معًا.

وهكذا كان للشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية والفكرية والسياسية، والشعر يتطور حسب تطور الشعوب العربية والإسلامية، وحسب علاقاتها بالشعوب الأخرى، من فرس وروم وبربر وغيرها. وبرزت في الشعر فنون جديدة متطورة، من حيث المضمون، ومن حيث الأسلوب واللغة، ومن حيث الأوزان والقوافي، وما إليها، حيث ظهر إلى جانب شعر الوصف، وشعر الأطلال، شعر الغزل العذري، والشعر السياسي، والشعر الصوفي، والشعر الاجتماعي والوطني، وشعر الموشحات، والشعر المعاصر الحديث.

تعريف الشعر العربي

والشعر العربي تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما فقد عرّف الشعر بـ (منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً)، (ابن منظور: لسان العرب)، و عرّف أيضا بـ (هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به"، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد)(الفيومي)، وقال الجرجاني (إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء).

وعرّفه الشريف الجرجاني (في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: "الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك" فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزوناً ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.)(كتاب التعريفات) فالوزن شرط لازم في جميع أنواع الشعر، القديم، وقيل في فضله (فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب، وأنه مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فرق الآداب، والذي قيد على الناس المعاني الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضي والغابر، ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد من الوالد، ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد، حتى ترى به آثار الماضيين مخلدة في الباقين، وعقول الأولين مردودة في الآخرين، وترى لكل من رام الادب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول والفعل منارا مرفوعا، وعلما منصوبا، وهاديا مرشدا، ومعلما مسددا، وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعِياً ومُحَرِّضاً، وَلاعِثاً وَمُحَضِّضاً، وَمُذَكِّراً وَمُعَرِّفاً، وَواعِظاً وَمُثَقِّفاً) دلائل الإعجاز، أما القافية فهي لازمة في معظم أنواع الشعر القديم وهي (هي الحرف الأخير من البيت، وقيل: هي الكلمة الأخيرة منه)(كتاب التعريفات)، لكن الشعر الحديث أخذ يقلص من دور القافية الخارجية، فاستعمل الشعر المرسل، أي الشعر دون تقفية خارجية، وإن كان قد سعى، في الواقع، إلى تعويضها بنوع من التقفية الداخلية، التي لايمكن الاستغناء عنها، بالنسبة لأي نوع من أنواع الشعر، وفي أي فترة من فترات الشعر العربي، جاهلي أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث.

رواية الشعر ورواته

كان العرب في الجاهلية أُمّـةً أُمِّـيَّـةً تغلب عليها المشافهة وتقل فيها الكتابة، ولهذا السبب لم يكن الشعراء الجاهليون يدونون أشعارهم، وإنما كان رواتهم، وهم عادة من ناشئة الشعراء، يتولون مهمة حفظ ذلك الشعر وإشاعته بين الناس. وهؤلاء الرواة الذين وصفناهم بأنهم من ناشئة الشعراء قد قويت قرائحهم بعد ذلك، فأصبحوا أو أصبح بعضهم من الشعراء المشاهير. فقد روت المصادر أن زهيرا ابن أبي سلمى كان راوية لأوس بن حجر، وروى عن زهير ابنه كعب والحطيئة، كما روى شعر الحطيئة هدبة بن خشرم، ثم روى جميل بن معمر شعر هدبة بن خشرم، وروى كثير عزة شِعْرَ جميل وهكذا دواليك.

وعندما جاء الإسلام شُغل العرب عن رواية الشعر فترة من الزمان، ولكنهم بعد اتساع الفتوحات الإسلامية، واستقرارهم في الأمصار عادوا إلى رواية الشعر ومُدارسته، وهنا نجد فئة من الرواة نذرت نفسها لرواية هذا الشعر وجمْعه ومحاولة تنقيته من كل ما هو زائف.

ثُمَّ نشأت طائفة أخرى من الرواة لم يكونوا ممن يحسنون نظم الشعر، فهم لا يروونه من أجل أن يتعلموا طريقته لكي يصبحوا شعراء، وإنما يروونه بقصد إذاعته بين الناس. فقد روت المصادر الأدبية أنه كان لجرير والفرزدق عدة رواة يلزمونهما ويأخذون عنهما شعرهما. ولم يكن هذا الأمر وقفًا على جرير والفرزدق فحسب بل إن غيرهما من الشعراء كان لهم رواة وتلاميذ.

وبعد ازدهار الحياة العلمية والثقافية في مدينتي البصرة والكوفة أصبحت هاتان المدينتان قبلة لطلاب المعرفة، وصارتا تتنافسان في استقطاب العلماء والأدباء والشعراء، فازدهرت فيهما رواية الشعر ودراسته بشكل لم يَسبق له نظير. وبرز في كل مدينة من هاتين المدينتين أعلام مشاهير، جمعوا أشعار الجاهليين والإسلاميين، وكانوا يحرصون على أخذ هذا الشعر من الرواة مشافهة، ولم يكونوا يعولون على الأخذ من الكتب أو الصحف، ولا يثقون بمن يعتمد على ذلك. وقد عُرف رواة البصرة بالتشدد في الرواية والتدقيق فيها، وكانت معاييرهم أكثر دقة من معايير رواة الكوفة الذين امتازوا بالتوسع في الرواية والتسامح في بعض جوانبها.

ومن أشهر رواة الشعر بالبصرة أبو عمرو بن العلاء، وكان ثقة أمينًا، وهو أحد القراء السبعة الذين أخذت عنهم تلاوة القرآن الكريم، وقد وُصف بأنه ¸أعلم الناس بالغريب، والعربية وبالقرآن، والشعر وأيام العرب وأيام الناس·

ومن أشهر رواة الكوفة حماد الراوية، وكان واسع الرواية قوي الحفظ عالمًا بأشعار العرب وأخبارها، ولكنه لم يكن ثقة، بل كان كما يقول ابن سلام الجمحي: "ينحل شعرَ الرجل غيره، وينحله غير شعره، ويزيد في الأشعار".

ومن مشاهير رواة البصرة خلف الأحمر، وكان في معرفته بالشعر وأخبار العرب لا يقل عن حماد الراوية. ومن رواة البصرة الثقات أيضًا عبدالملك بن قريب الأصمعي، وهو من أعلم الناس بأشعار الجاهلية وأخبارها، وقد اختار من أشعار العرب مجموعة شعرية عرفت بالأصمعيات. وهي مشهورة ومتداولة. وقد رويت عنه دواوين كثيرة أشهرها دواوين: امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعنترة وعلقمة. ومن رواة البصرة أيضًا أبو سعيد السكري، وله الفضل الأكبر في جمع كثير من دواوين الشعراء الجاهليين.

كما يعدُ المفضل بن محمد الضبِّي من أبرز رواة الكوفة، وكان عالمًا بأشعار الجاهلية، وأخبارها وأيامها، وأنساب العرب، وأصولها. وقد اختار مجموعة من أشعار العرب عُرفت بالمفضليات. وهي مطبوعة ومتداولة. ومن الرواة الكوفيين أيضًا أبو عمرو الشيباني، وابن الأعرابي، وابن السكّيت، وثعلب، وغيرهم. ولكل راوية من هؤلاء الرواة ترجمة في هذه الموسوعة.

مجموعات الشعر العربي

الشعر ديوان العرب. وكان اهتمامهم بالشّاعر، قديمًا، أكثر من اهتمامهم بالكاتب، لحاجتهم إلى الشاعر. وقد عبّروا عن هذا الحرص على الشعر والاهتمام بالشاعر في عنايتهم بما اصطلح على تسميته بمجموعات الشعر.

وهذه المجموعات أقرب إلى ديوان الشعر بما تحويه من أشعار لعدد من الشعراء. وترتبط نشأتها بحركة رواية الشعر في عصر التدوين، في القرن الهجري الأوّل. ثم أخذ الرواة، بعد ذلك، يتناقلون هذا التراث جيلاً بعد جيل.

ومن أشهر هؤلاء الرواة أبو عمرو بن العلاء والأصمعي والمفضّل الضبي وخلف الأحمر وحماد الراوية وأبو زيد الأنصاري وابن سلاّم الجمحي وأبو عمرو الشيباني وغيرهم.

فكرة المجموعات

تختلف هذه المجموعات تبعًا لفكرة كل مجموعة منها، فبعضها يرمي إلى إثبات عدد من القصائد المطولة المشهورة وهي المعلقات. وبعضها قد يكتفي بالأبيات الجيدة المشهورة يختارها من جملة القصيدة وهي المختارات، ومنها ماوقف عمله على الشعر الجاهلي لا يتعداه، على حين زاوج بعضها بين الجيّد من شعر الجاهلية والإسلام.

وتقدم المجموعات فائدة أكبر من فائدة الدواوين؛ لأن الأخيرة أضيق مجالاً لوقوفها عند شاعر بعينه لاتتجاوزه، في حين نجد المجموعة أوسع مجالاً لتنوع الموضوعات وتعدّد الشعراء. فهي أقدر على تصوير ذوق العصر بإعطائها خلفية أوسع عن الحياة الاجتماعية، وإن كان ذوق مصنّفها لا يغيب عنها في كل الأحوال.

أشهر المجموعات

من أشهر هذه المجموعات: المعلقات،الحوليات، المفضليات، الأصمعيات، جمهرة أشعار العرب، ديوان الهذليّين، الحماسات

أجناس الشعر

قد تسمى أنواع الشعر أيضًا. وهي تلك القوالب التي استقر الشعر منذ نشأته على طابعها، أو هي الشكل الأدبي الذي ارتضاه الشعراء للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. انقسمت هذه الأجناس أو الأنواع إلى أشكال أربعة: الشعر الغنائي، الشعر القصصي أو الملحمي، الشعر التمثيلي، الشعر التعليمي.

ألوان الشعر

عرف الشعر العربي، على مدى عصوره المختلفة، ألوانًا من الخطاب الشعري. وقد تبلورت تلك الألوان في أشكال من التعبير صنفها النقاد تارة وقفًا على موضوعها ودلالته فقالوا: شعر الصعاليك، وأخرى حسب رؤيتها السياسية فقالوا: شعر النقائض، ومرة حسب عاطفتها فسمّوها الشعر الصوفي أو المدح النبوي. وقد يختص اللون الشعري بما يخالف موروث القصيدة التقليدية، ومن هنا نجد الموشحات في الأندلس والأزجال في المشرق والمغرب، كما نجد الشعر الشعبي الذي يعد لونًا من ألوان الشعر في لغته العامية. وقد يتداخل مصطلح الألوان مع الأغراض ولكن الألوان أوسع مجالاً من الأغراض؛ إذ يضم اللون الواحد عددًا من الأغراض فنجد مثلاً في شعر الصعاليك أو الموشحات أو الشعر الشعبي وصفًا ومدحًا وغزلاً ورثاءً وهجاءً وما إلى ذلك من الأغراض.

أغراض الشعر العربي

هي تلك الموضوعات التي يتناولها الشعر الغنائي أو الوجداني كالوصف والمدح والهجاء والرثاء والفخر والحماسة والغزل والشعر السياسي والزهد والحكمة ورثاء المدن والممالك وما إليها.

وحول هذه الأغراض، تدور أشعار العرب منذ القديم، حتى أنه من اليسير أن ننسب التيارات الشعرية التي استجدّت في عصور مختلفة إلى واحد من تلك الأغراض، أو إلى أكثر من غرض، وسوف نتتبّع في إيجاز كل غرض عبر العصور المختلفة.

أنماط الشعر

عرف الشعر العربي عبر عصوره المختلفة أنماطًا من الخطاب الشعري، اختلفت في أُطرها ومحتواها. وكان الشعر العربي القديم، عقب محاولاته الأولى التي لم تصل إلينا، قد استقر في شكله الذي اصطُلح على تسميته بالشعر العمودي، أو الشعر التقليدي.

ثم يأتي بعد ذلك الشعر الحديث والشعر الحر والشعر المرسل وقصيدة النثر.

موسيقى الشعر

تعني موسيقى الشعر مراعاة التَّناسب في أبيات القصيدة بين الإيقاع والوزن، بحيث تتساوى الأبيات في عدد المتحركات والسواكن المتوالية، مساواة تحقق في القصيدة ما عرفبوحدة النغم. وهذه الموسيقى اتخذت معايير متعدّدة. منها مايتَّصل بعروض الشعر وميزانه، ومنها مايتصل بقافيته ورويّه، وهذا يحقّق إيقاع الشعر وموسيقاه.

العَرُوض

أما العروض فهو علم يعرف به صحيح أوزان الشعر وغير صحيحها. وأول من وضع هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثاني من الهجرة. ولم يتأثر الخليل فيه بأية أمة من الأمم الأخرى. وكان الشعراء قبل الخليل ينظمون الشعر دون ميزان. انظر: الخليل بن أحمد. وقد جعل الخليل الشعر في خمسة عشر بحرًا هي: الطويل، والمديد، والبسيط، والكامل، والوافر، والخفيف، والرجز، والرمل، والهزج، والمضارع، والسريع، والمنسرح، والمقتضب، والمجتث، والمتقارب. وأضاف عليها الأخفش بحرًا آخر سماه المتدارك؛ إذ استدركه على أستاذه الخليل بن أحمد. انظر: الأخفش، سعيد.

وتنحصر أوزان الشعر العربي في عشرة تفاعيل، ومنها تتركب جميع البحور الستة عشر، والتفاعيل هي: فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، فاع. لاتن، فاعلن، فاعلاتن، مستفعلن، متفاعلن، مفعولات، مستفع. لن. ورغم أن هذه التفاعيل عشرة في الحكم فإنها ثمانية في اللفظ. انظر: العروض.

القافية

جاء في لسان العرب لابن منظور أن القافية من الشعر هي التي تقفو البيت، وسُميت قافية لأنها تقفو البيت. وفي الصحاح لأن بعضها يتبع إثر بعض. قال الخليل بن أحمد: القافية هي من آخر البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن، كما في قول امرئ القيس:

كلمع اليدين في حَبِيٍّ مكـلَّل

فالقافية وفق قول الخليل هي (كَلْلَلي) لأن الياء هي آخر ساكن وأول ساكن هو اللام ثم المتحرك الذي قبله هو الكاف.

وقال تلميذه الأخفش: القافية هي آخر كلمة في البيت. إذن، في قول امرئ القيس، القافية هي مكلّل، وفق قول الأخفش.

ومن العروضيين من يقول: إن البيت كله قافية. ومنهم من يقول كذلك: إن القصيدة كُلها قافية. لكن بعض المصنفين الذين يصنفون الأشعار يقولون عن معلقة امرئ القيس مثلاً:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدَّخول فحومل

أن قافيتها لامية. والواقع أن حرف اللام فيها ليس قافية بل هو حرف الروي. وقد كانت القصيدة العربية تنسب لحرف الروي فيها.

أما القافية فهي، وفق قول الخليل بن أحمد، من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه والمتحرك الذي قبله. فتصبح أنماط القوافي خمسة هي: المتكاوس والمتراكب والمتدارك والمتواتر والمترادف.

1- المتكاوس: هو مافيه أربعة أحرف متحركة بين ساكنين مثل:

قد جَبَرَ الدينَ الإلهُ فَجَبَر

¸لاهُفَجَبَرْ· -/ ه ـ ـ ـ ـ ه

2- المتراكب: ما اجتمع فيه ثلاثة أحرف بين ساكنين، نحو قول الشاعر:

ضَنَّتْ بِشيءٍ ما كان يَرْزَؤُهَاْ

¸يَرْزَؤُهَاْ· - / ه ـ ـ ـ ه /.

3- المتدارك: ما اجتمع فيه حرفان بين ساكنين، نحو قول طرفة:

خشاش كرأس الحية المتوقّد

¸متوقْقِدي· - / ه ـ ـ ه /.

4- المتواتر: مافيه متحرك بين ساكنين، نحو قول الشاعر:

لقد زادني مسراك وجدًا على وَجْدِ

¸وَجْدِيْ· ـ ـ ه ـ ـ / ه ـ ه /.

5- المترادف: هو ما اجتمع في قافيته ساكنان نحو قوله:

ماهاج حسَّان رسوم المقام

اجتمع الألف الساكن والميم في المقام.

ويجيء في القافية ستة حروف وستحركات. فالحروف هي:الروي و الوصل و الخروج و الردف والتأسيس و الدخيل.

الروي، هو الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة وتُنسب إليه، فيُقال: قصيدة دالية وتائية ولابُد لكُل شعر من روي نحو قوله:

مابالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ

كأنّه من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرِبُ

فالباء هي الروي.

الوصل يكون بأربعة أحرف هي: الألف والواو والياء والهاء سوا كن يتبعن حرف الروي. فالألف في قوله:

وقولي إن أصبــت لقد أصـابا

فالألف وصل والباء روي.

والواو كقوله:

متى كان الخيـام بذي طلـوح

سقيت الغيث أيتها الخيامو

فالواو وصل، والميم روي

والياء كقوله:

هيهات منزلنا بنعـف سويقـة

كانت مباركة من الأيَّامِي

فالياء وصل في الأيامي، والميم روي

والهاء الساكنة، كقول ذي الرُّمة:

وقفـتُ على ربع لميّــة ناقـتي

فما زلت أبكي حوله وأخاطبه

فالهاء في أخاطبه وصل، والباء روي.

الخروج يكون بثلاثة أحرف وهي: الألف والياء والواو السواكن يتبعن هاء الوصل.

فالألف نحو قول لبيد:

في ليلة كفر النّجوم غمامها

والياء نحو قول أبي النّجم:

تجرّد المجنـون من كســائِهي

والواو نحو قول رؤبة:

وبلــدٍ عاميـــةٍ أعمــــاؤهو

ونلاحظ أن الألف والياء والواو جاءت بعد هاء الوصل في الأبيات الثلاثة.

الرَّدف ألف أو واو أو ياء سواكن قبل حرف الروي معه.

فالألف في قوله:

وبلــد يغتــال خطـــو الخـــاطي

الطاء روي، والألف ردف قبله.

والواو في قوله:

طَحَابِك قلبٌ في الحسَانِ طرُوبُ

الباء روي، والواو ردف قبله.

والياء في قوله:

قد اغتــدى للحاجـــة العســــير

فالرَّاء روي، والياء ردف قبله.

التأسيس يكون بالألف قبل حرف الرويّ بحرف كما في قول ذي الرمة:

بجمهور حُزوى فابكيا في المنازل

فالألف قبل الزاي تأسيس.

والدّخيل هو الحرف الذي بين التأسيس والرّوي، نحو قول لبيد:

بلينا وما تبـلى النجــوم الطوالـــع

وتبقى الديارُ بعدنا والمصانع

فالنون دخيل وقع بين ألف التأسيس وبين الرّوي، حرف العين.

الحركات هي: المجرى والنفاذ والحذو والرّس والإشباع والتوجيه.

وأما عيوب القافية فهي: الإ قواء والإكفاء والإيطاء والسّناد الذي على خمسة أنواع هي: سناد التأسيس وسناد الحذو وسناد التوجيه وسناد الإشباع وسناد الرّدف، ثم عيب التضمين والإجازة.

وقد رأى دارسو الشعر أن عدد القوافي ثلاثون قافيةً: منها للمتكاوس واحدة، وأربع للمتراكب، وست للمتدارك، وسبع للمتواتر، واثنتا عشرة قافية للمترادف.

الإيقاع

الإيقاع هو الوزن الطبيعي المحسوس في أثناء الرقص والموسيقى واللغة. ففي الرقص، تنبعث الأنماط والأنغام الموسيقية بحركات جَسدية فترات أقصر أو أطول، وبنبرات مُشدَّدة أ و مخفَّفة. وفي الموسيقى، فإن التعايير والأشكال المقفاة التي تنبع من ترتيب الألحان، يتم تنظيمها حسب الوقت والشدَّات. أما في اللغة، فإن القافية هي رفع الأصوات وخفضها حسب المقاطع، والألحان الصوتية، والشدَّات اللفظية والسَكَنات. وتتمثل موسيقى الشعر العربي في بحوره وقوافيه. ويُفَرَّق هنا بين أمرين أولهما الإيقاع العام: ويعني وحدة النغم التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت حين تتوالى المتحركات والسَّواكن بشكل متسق في مقطعين أو أكثر من مقاطع الكلام أو أبيات القصيدة.

هذا اللون من الإيقاع لا يخلو منه النثر ويسمَّى التصريع. أما الإيقاع في الشعر فمداره التفعيلة في البحر العربي، والمقصود من التفعيلة مقابلة الحركات والسكنات فيها بنظائرها في الكلمات في البيت دون أن نفرق بين الحرف الساكن اللين والحرف الساكن الجامد وحرف المد.

خلاصة ذلك أن حركة كل تفعيلة هي وحدة الإيقاع في البيت. أما الوزن فهو مجموع التفعيلات التي يتألَّف منها البيت الذي هو الوحدة الموسيقية للقصيدة العربية.

وفي موسيقى الشعر، على الشاعر أن يراعي المساواة بين أبيات القصيدة في الإيقاع والوزن، بحيث تتساوى الأبيات في نصيبها من عدد المتحركات والسواكن المتوالية، وهذه المساواة تحقق مانسميه:وحدة النغم.

عُني الشعر العربي منذ القدم بوحدة الإيقاع والوزن وحرص عليها حرصًا شديدًا فالتزمها في أبيات القصيدة كلها، وزاد عليها التزامه قافية واحدة وحرف روي واحدًا، بل التزم بعضهم بأكثر من حرف، كأبي العلاء المعري في لزومياته. وهذا الالتزام مقياسه براعة الشاعر لأنه يزيد من وحدات الإيقاع الصوتية.

وهذه المساواة في وحدات الإيقاع والوزن ليست تامة كل التمام، إذ لو كانت كذلك لأصبحت النغمات رتيبة يملها السمع. إذن فالوزن والإيقاع لا يتفقان كل الاتفاق في أبيات القصيدة الواحدة، فالتفعيلات المكونة للبحور الشعرية تظل واحدة في كل الأبيات ولكن الشاعر حر في نقصها أو تسكين محركها على نحو ما قرره علم العروض في الزحافات والعلل. انظر: الجزء الخاصبالعروض في هذه المقالة. وسبب آخر لعدم الاتفاق التام هو اختلاف حروف الكلمات التي تقابل حروف التفعيلات بعضها ببعض، فهي تتراوح بين حروف ساكنة وحروف مد طويلة وحروف لين. وهذا الاختلاف الصوتي ينوِّع موسيقى الشعر كما ينوِّع معاني الإيحاء الموسيقي في الوزن الواحد. فموسيقى البيت تابعة للمعنى والمعنى يتغيّر من بيت لآخر حسب الفكر والشعور والصورة المعبر عنها.

ومن أهم العوامل التي تؤدّي إلى شيء من التفرع الموسيقي داخل الوحدة الموسيقية للقصيدة العربية، الإنشاد أو الإلقاء؛ حيث يطول الصوت في بعض الكلمات ويقصر في أخرى ويرتفع تارة وينخفض أخرى. وهذا يعني أننا نقيس في العروض مقاطع الصوت مقياسًا كميِّـًا على حين هنالك مقاييس كيفية لها تأثير فاعل على عدد حروف الكلمات وموسيقاها. فالكلمات وهي مفردة ينطق بمقاطعها على السواء، ولكنها في الجمل عامة وفي الشعر خاصة تقتضي نطقًا يكسبها تنوعاً في موسيقاها حتى ولو كان ذلك في القراءة الصامتة؛ فموسيقى الشعر تظل خاصة من خصائصه همسًا أو إلقاءً. وتظل موسيقى الشعر شديدة الصلة بمعناه، فباختلاف المعنى، تتنوع موسيقى الإنشاد ويتنوع الصوت حسب موقع الكلمة، ويختلف إن كان الأمر استفهامًا أو تعجُّبًا أو إثباتًا أو نفيًا أو أمرًا أو نهيًا أو دعاءً وما إليها. فالوزن والإيقاع متحدان ولا وجود لمقطع صوتي أو تفعيلة مستقلة، بل وجودها متصل بالبيت في معناه وموقعه من الأبيات الأخرى.

حاول بعض الدارسين أن يربط بين موضوع القصيدة والبحر الذي تكتب فيه لإيجاد صلة ما، بين موقف الشاعر في التعبير عن معانيه وعواطفه وبين الإيقاع والوزن اللذين اختارهما لهذه الغاية، وهو أمر لا يثبت عند التمحيص، فالعرب قد نظموا على البحر الواحد مختلف الأغراض.

أما القافية فلها قيمة موسيقية عالية في الشعر العربي، فتكرارها يزيد في وحدة النغم وهي جزء أصيل في تكملة المعنى ولا يمكن الاستغناء عنها، وتكون نهاية طبيعية للبيت الشعري. وقد حاول بعض النقاد الربط بين حروف القوافي وموضوع الشعر، ولكن الأمر يشبه علاقة البحور بموضوعات القصائد، وما يزال للقافية سلطانها في الشعر العربي الحديث.

وقد بدأت الثورة على الوزن والقافية منذ القرن الثالث الهجري حين رأى بعض الشعراء في ذلك قيدًا، وتطلعوا إلى شيء من التجديد. ويمثل الموشح في الأندلس أقوى هذه الثّورات على نظام القصيدة في الأوزان والقوافي.

الشعر الجاهلي

طالع أيضاً: الأصمعيات والمفضليات

وكان الشعر العربي، الجاهلية، ديوان العرب، وعلمهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه. واستمر بعد تلك الحقبة فنا أدبيا بارزا إلا أنه نوفس من قبل العديد من الفنون الأخرى مثل الخطابة والرسائل وغيرها.

ما يميز الشعر العربي أنه قد التزم بالوزن والقافية، في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وإن جاءت بعض المحاولات المعاصرة خالية من الوزن والقافية، مثل قصيدة النثر(ظهر مصطلح قصيدة النثر في الأدب العربي في مجلة شعر سنة 1960 للدلالة على شكل تعبيري جديد انتهت إليه الكثير من الأشكال التجريبية التي جربها جيل النصف الأول من القرن العشرين، كالنثر الشعري والشعر المنثور والشعر الحر. ويعد في مرحلته بمثابة الثورة الأخيرة على عمود الشعر العربي في بعده الإيقاعي خاصة)

الشعر في الجاهلية كان وسيلة عربية، وكانت العرب تقيم الأفراح إن برز من أبنائها شاعر مبدع، فالشعر عند العرب قديما كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى. وكان الشعر، في صدر الإسلام، وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام ضد مشركي قريش. كما كان الشعر، في عهد بني أمية، وفي عصر العباسيين، وسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة، قصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها، في مواجهة خصومها.

على الرغم من أن معظم الشعر في تلك الحقبة لم يتم الحفاظ عليه، فإن ما تبقى يعتبر من أرقى الشعر العربي المقروء حتى الآن. بالإضافة إلى بلاغتة وقيمتة الفنية، الشعر الجاهلي يشكل مصدرا رئيسيا للغة العربية الفصحى سواء في قواعد اللغة والمفردات، وبوصفه يمثل سجلا تاريخيا موثوقا للحياة السياسية والثقافية في ذلك الوقت. امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي (520 م - 565 م) كان شاعرا عربيا جاهليا عالي الطبقة من قبيلة كندة، يُعد رأس شعراء العرب وأعظم شعراء العصر الجاهلي يُعرف في كتب التراث العربية باسم " الملك الضليل" و" ذي القروح". إحتل الشعر مكانة هامة في المجتمع الجاهلي حيث الشاعر كان يقوم بدور المؤرخ، وبدور العراف و المادح بالكلمات في مدح القبيلة ويسخر من تشويه سمعة القبائل الأخرى ويعتبر ( الهجاء ) وهو بعض أشكال الشعر الأكثر شعبية في وقت مبكر. و الشاعر يمثل هيبة القبيلة وأهميتها في شبه الجزيرة العربية، ونشأت معارك وهمية في الشعر أو الزجل التي تمثل بديلا عن الحروب الحقيقية مثل "عكاظ"، وسوق المدينة، بينما مكة سوف تستضيف مهرجان الشعر العادي حيث ستظهر عروضها الحرفية من الشعر كان الشاعر، غالبا مع تلميذ له الذي يلقى الأبيات ويطلق عليه الراوي أو القارئ. وكانت وظيفة الراوي هي حفظ القصائد عن ظهر قلب، ثم يقوم بقراءة الشعر مع تفسيرات وربما في كثير من الأحيان بالزخارف اللفظية. هذا التقليد يسمح للانتقال من هذه الأعمال الشعرية واعتمد الممارسة في وقت لاحق من قبل حفاظ القرآن لتحفيظهم القرآن. في بعض الفترات كانت هناك سلاسل متصلة من الشعراء المشهورين، كل يقوم بتدريب الراوي باعتباره شاعرا لتعزيز قدراته الشعرية، على سبيل المثال، طفيل يقوم بتدريب أوس بن حجر الذي درب زهير بن أبي سلمى، وقام زهير بتدريب ابنه كعب بن زهير،وقام كعب بتدريب الحطيئة، الحطيئة درب جميل بثينة وجميل درب كثير عزة.

بين الشعراء الأكثر شهرة في العصر الجاهلي أمثال امرؤ القيس، السموأل، النابغة الذبياني، طرفة بن العبد، زهير، وعنترة. "كان معروفا بعروة بن الورد، و" شعراء آخرين، مثل آل الشنفرى، أو الشعراء المتشردون، والكثير من أعمالهم إلى تألفت من الهجمات على قسوة الحياة القبلية والثناء حول العزلة. وكان من المفترض أن بعض هذه الهجمات على قيم العشيرة والقبيلة قصد بها السخرية، وإغاظة المستمعين، ومن ثم أخيرا إلى تأييد جمهورا بهدف إعلاء قيمهم المجتمعية وطريقة حياتهم. في حين تم تحديد هؤلاء الشعراء بشكل وثيق مع قبائلهم، والبعض الآخر، مثل الأعشى، وكان معروفا بولعه بالبحث عن عمل لكل من يحتاج الشعر.

الأفضل من هذه القصائد التي جمعت في وقت مبكر من القرن الثامن باسم المعلقات تعني "قصائد معلقة" (لأنها كانت معلقة على الكعبة) أو جدرانها و مفضليات تعني المفضل أو المختار. يهدف من المعلقات أيضا أن تكون المصدر النهائي للإنتاج في تلك الحقبة مع توافر مثالا واحدا لعمل كل واحد من ما يسمى ب "السبع المعلقات الشهيرة"، على الرغم من أن إصدارات مختلفة تختلف فيها "تلك الشهيرة" التي تم اختيارها.و المفضليات من ناحية أخرى تحوي بالأحرى مجموعة عشوائية.

هناك العديد من الخصائص التي تميز الشعر الجاهلي عن الشعر من أوقات لاحقة. واحدة من هذه الخصائص هي التي تركز على المزيد من الاهتمام في الشعر الجاهلي إلى بلاغة وصياغة الفقرة من القصيدة ككل. وأدى ذلك إلى القصائد التي تتميز بمفردات قوية وأفكارا قصيرة ولكن مع شعر مرتبط ارتباطا فضفاضا. والسمة الثانية هي المقدمة الرومانسية أو الحنين الذي يميز بدايات قصائد ما قبل الإسلام في كثير من الأحيان. في هذه المقدمات، وهي وحدة موضوعية تسمى نسيب، فإن الشاعر يتذكر حبيبته ولها هجر المنزل وأنقاضه. ويشار إلى هذا المفهوم في الشعر العربي باسم الوقفة على-الأطلال (الوقوف على الأطلال / وقوفه إلى جانب الأنقاض) لأن الشاعر غالبا ما يبدأ قصيدته بالقول انه يقف على أطلال حبيبته. بل هو نوع من الحنين إلى الماضى والحسرة على ما فات.

بعض شعراء الجاهلية الشهيرين:

التراث

طالع أيضاً: المراثي

مدارس العصر الحديث

المدرسة الاتباعية

وتعرف باسم مدرسة البعث والإحياء الكلاسيكية.

من أهم روادها: البارودي, أحمد شوقي، أحمد محرم، حافظ إبراهيم، عبد العزيز مصلوح، شفيق جبري، أحمد السقاف مع فروق فردية بين هؤلاء الشعراء تتوقف على ثقافتهم واستعدادهم ومدى حظهم من التجديد.

ملامحها

  1. تعدد المجالات (السياسي – الاجتماعي – المجال الادبي الوجداني المتعدد والفردي كالرثاء والمدح)
  2. ظهور المسرحية الشعرية على يد أحمد شوقي.
  3. لا زال القديم والتقليد يغلبان على افكارها.
  4. نسق الأفكار مرتب. وحملت كذلك سمات الإقناع الوجداني.
  5. ظهور شخصية الشعراء مع اختلاف في مدى ذلك بين شاعر وشاعر.
  6. تتميز الصور غالبا في الخيال الجزئي التفسيري الحسي.
  7. تعني في تعبيرها بالجزالة ومتانة السبك، والصحة اللغوية مع شيء من الموسيقى الظاهرة المتمثله بالمحسنات دون تكلف.
  8. عدم اكتمال الوحدة العضوية في هذه المدرسة فالبيت لايزال يمثل وحده مستقلة في القصيدة.
  9. محافظتها التامة على وحدة الوزن والقافية.

مدرسة الابتداع "الرومانسية"

وهي ثمرة اتصال العرب بالعالم الغربي، وظهرت لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية، والوجدان، والشخصية الفنية المستقله، ورفضها للنهج التقليدي السائد في مدرسة الأحياء الكلاسيكية. من روادها: خليل مطران، أبو القاسم الشابي، إيليا أبو ماضي، عمر أبو ريشة، فهد العسكر.

ملامحها

  1. الفرار من الواقع، واللجوء للطبيعة ومناجاتها والتفاعل معها واستشراف عالم مثالي.
  2. تمتاز الأفكار لدى شعراءها بالاصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني.
  3. ظهور ذاتية الشاعر.
  4. يجنحون إلى الخيال إلى حد بعيد فالشعر عندهم لغة العاطفة والوجدان والخيال المحلق وخيالهم الجزئي فيه ابداع وطرافه.
  5. تمتاز هذه المدرسة بالصور الشعرية الممتدة.
  6. التعبير يمتاز بالظلال والإيحاء ولفظه حيه نابضه فيها رقه وعذوبه، كما يبدو التساهل اللغوي عند بعض شعراءهم وبخاصة شعراء المهجر.
  7. الوحدة العضوية بارزة في القصيدة، حيث تسود وحدة المقطع لا وحدة البيت ووحدة الجو النفسي للقصيدة متناسقة مع مواقفها.
  8. لا يلتزم كثير من شعراءها بوحدة الوزن والقافية، فقد تتنوع القافية بتنوع المقاطع وقد يلتزمون بنوع التفعيلة دون الالتزام بوحدة عددها.

مدرسة الشعر الجديد (الواقعية)

[المصدر لا يؤكد ذلك]

وهي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر، وقضاياه، ونزوعاته، وطموحه، وآماله، وقد ظهرت لعوامل متعدده منها الرد على المدرسة الابتداعية " الرومانسية" الممعنه في الهروب من الواقع إلى الطبيعة وإلى عوالم مثالية.من روادها: صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمد الفيتوري، أدونيس، بدر شاكر السياب ومن منتسبي هذه المدرسة مهنا أبو غنيمة.

ملامحها

  1. الإنسان فيها جوهر التجربة، والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
  2. الجنوح إلى الأسطورة، والرمز، والتراث الشعبي، والإشارات التاريخية.
  3. تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية ".
  4. تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
  5. الوحدة العضوية مكتملة، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
  6. قد يسير على وتيرة واحدة في الوزن والقافية، أو على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة، أو قد لايسير على أي نمط محدد.
  7. ينقسم لقسمين:
    1. شعر واضح: يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من للغة التخاطب اليومي.
    2. شعر سريالي"غير واضح ": ويتميز بالغموض، والإغراق بالإبهام والرمز والأسطورة ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا المألوفه

انظر أيضًا