شعر حديث
الشعر الحديث أشكال جديدة في الشعر العالمی بعد الثورة الصناعية أو الشعر المعاصر له بنية متميزة عن الاشعار القدیمة.
الشعر العربی الحدیث هو الشعر العربي الذي كتب في العصر الحديث. وصفة (العصر الحديث) يُقصد به الإطار الزمني الذي تتميز فيه معالم الحياة عن الأزمنة السابقة. هو إذا آخرً حلقة في السلسلةٍ الزمنية التالية المتعلقة بالشعر (العصر الحديث - عصر النهضة - عصر الانحطاط - العصر العباسي - العصر الأموي - صدر الإسلام - العصر الجاهلي).
جميع قصائد الشعر والدواوين التي وضعت في العصر الحديث هي شعر حديث بدءأ من أول قصيدة كُتِبَت إبان الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في الفترة ما بين 1798 – 1801 بأحد أقلام الرواد الأوائل - أي رواد النهضة وانتهاءً بآخر قصيدة كتبها شاعر في الوقت الحالي.
بدأت مع النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بشائر نهضة فنية في الشعر العربي الحديث، وبدأت أول أمرها خافتة ضئيلة، ثم أخذ عودها يقوى ويشتد حتى اكتملت خلال القرن العشرين متبلورة في اتجاهات شعرية حددت مذاهب الشعر العربي الحديث، ورصدت اتجاهاته. وكان لما أطلق عليه النقاد مدارس الشعر أثر كبير في بلورة تلك الاتجاهات التي أسهمت في بعث الشعر العربي من وهدته كما عملت على رفده بدماء جديدة، مستفيدة من التراث العالمي آخذةً ما يوافق القيم والتقاليد. وتعد مدرسة الإحياء والديوان وأبولو والمهجر والرابطة القلمية والعصبة الأندلسية وجماعة مجلة الشعر أشهر هذه المدارس، إذ إنها قدمت الجانب النظري وأتبعته بالجانب العملي التطبيقي؛ فكان نقادها يُنَظِّرُون وشعراؤها يكتبون محتذين تلك الرؤى النقدية. وسنورد هنا كلمة موجزة عن كل مدرسة من هذه المدارس.
تاريخ الشعر العربي الحديث
ظل شكل القصيدة قبل عصر النهضة في الأدب الحديث ـ وهي فترة النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ـ يجري على نمطه الذي كان سائدًا خلال العصر العثماني. فظل، بالرغم من تفاهة أفكاره وابتذال معانيه وأساليبه المثقلة بالصّنعة والبديع، محافظًا على شكل القصيدة التقليدية سواء في بحورها الخليلية أو قافيتها الموحدة أو بيتها المكون من صدر وعجز.
ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، بدأ الشعر العربي الحديث يغيِّر نمطه وكانت أهم تجديداته متصلة بالموضوعات وإن ظل شكل القصيدة يتبع القالب التقليدي ولا يخرج عنه. وأصبح من أهم الأغراض الشعرية شعر الحماسة والكفاح ضد الاستعمار، والغناء للوطن، والدعوة للإصلاح الاجتماعي، والثورة ضد الفقر والجهل والمرض، والدعوة للحاق بركب الأمم.
ومع النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي أخذت النهضة الفنية في الشعر العربي الحديث تتبلور في اتجاهات فنية محددة بلغت ذروتها خلال القرن العشرين. وعلى يد روّاد هذه الاتجاهات، بدأ التجديد في القصيدة الحديثة يتجاوز المعاني والصور والأفكار إلى تجارب فنية تتصل بالشكل، فبدأت محاولات الشعر الحر والشعر المرسل الذي لا يتقيد فيه الشاعر بالوزن وقد لا يتقيد بالقافية أيضًا.
ومن أهم هذه الاتجاهات والمدارس: مدرسة الإحياء، وجماعة الديوان، وجماعة أبولو ومدرسة المهجر.
وعندما تصل مسيرة الشعر الحديث إلى الأربعينيات من هذا القرن يتحول نمط القصيدة العمودية أو ما يسمَّى بالقصيدة التقليدية إلى نمط جديد هو الذي عُرف بالشعر الحُر. وقد تعددت أشكاله بين الشعر المنثور والشعر المطلق وقصيدة النثر.
مدارس الشعر العربي الحديث
- مدرسة الإحياء: يمثِّل هذه المدرسة من جيل الرواد محمود سامي البارودي محمود البارودي الذي حجر الأساس لهذه المدرسة عندما رأى ضرورة تجديد الحركة الشعريّة، ثم أحمد شوقي الذي ساعده في بعث روح جديدة في الشّعر، وضخّ الدماء فيه، والمحافظة عليه إلى الآن، ومن عاصره أو تلاه مثل: حافظ إبراهيم وأحمد محرم وعزيز أباظة ومحمود غنيم وعلي الجندي وغيرهم.
- جماعة الديوان: مؤسسها محمود عباس العقّاد، الذي ثار على مدرسة الإحياء بسبب عدم تبسيطها الشّعرَ حسب رأيه، ورأى العقّاد أنّ الشّعر يجب أن ينعكس على جوانب الحياة الحسيّة، وأن يكون ناتجاً عن المُعطيات الحسيّة وليس على حواسّ الإنسان.
- مدرسة أبولو: أسسها أحمد زكي أبو شادي عام 1932م في مصر، وتتميّز هذه المدرسة بالرومانسيّة الشّعرية، أمّا شعرها فيتميّز بكثرة التشاؤم.
- مدرسة الشّعر الحر: يُسمّى أيضاً بشعر التّفعيلة، وهذه المدرسة من أهمّ المدارس الشّعريّة الحديثة؛ لأنّ الشّعر الحرّ انتشر واشتُهِر كثيراً في العالم العربيّ، وقد لاقت هذه المدرسة الكثير من الانتقادات الأدبيّة؛ نظراً لأنّ الشّعر الحرّ تخلّى عن مفهوم الوزن الذي يُميِّز الشّعر وينظمه، وقد اعتبره البعض خسارةً كبيرةً للشّعر العربيّ، بينما لاقت استحسان الفئة التي تريد التّغيير وتطمح إليه، وتريد أن يغطّي الشّعر مجالاتٍ أكبر وأكثر، ويتحقّق هذا عندما يتخلّى الشّعر عن الوزن والقافية، فهذا يعطي الشاعر حرّيّةً أكبر في اختيار الألفاظ، والمفردات، والمعاني في القصيدة؛ ليغطّي جوانب أكثر عن موضوع قصيدته.
خصائص الشعر العربي الحديث
- استخدام اللُّغة العربيّة الفُصحى البسيطة ذات المعاني الواضحة، والتي يَسهُل على الغالبيّة العُظمى فهمُها، مع إدخال بعض الكلمات الصَّعبة ضِمن مُفردات القصيدة.
- التَّنويع في استخدام الأساليب البلاغيّة في القصيدة الواحدة؛ لكنَّها في ذات الوقت تُوظَّف لخدمة النَّص الشِّعريّ، مع مراعاة اختيار الأساليب البسيطة المفهومة.
- اختفاء شِعر الفخر بالذَّات والعشيرة الذي تميّز به الشَّاعر القديم.
- زيادة الخيال، والتّصوُّرات، والأساليب.
- كثرة استخدام الأسلوب السَّاخر في طرح الفِكرة.
- عدم الالتزام بالقافية، والخروج عن الشَّكل المُعتاد عليه في بناء القصيدة.
- اللُّجوء إلى الرَّمز في صياغة القصيدة، والتأمُّلات في الحياة، والكون، وخلق الإنسان، والغاية من وجوده.
- ظهور اتّجاهاتٍ جديدةٍ في القصيدة العربيّة، مثل: الاتّجاه السِّياسيّ، والقوميّ، والاتجاه الإنسانيّ، والإسلاميّ، والوطنيّ، والاجتماعيّ، واختفاء اتّجاهاتٍ أخرى، ومنها: المديح، والهِجاء، والفخر بالذَّات والعشيرة.
- الإكثار من استخدام القِصص الأسطوريّة والخرافيّة التي رُويت عبر التَّاريخ من سالف الأزمان.
- ظهور العديد من المدارس الأدبيّة والشِّعريّة التي تميّزت كلّ واحدةٍ منها بخصائص مختلفةٍ عن الأخرى، وأصبح لكلٍّ منها شعراؤها، ومُؤيِّدوها، ومناصروها، مثل شعراء: مدرسة الدِّيوان، وجماعة أبوللو، والمهجر، وغيرهم.
- الوحدة المتماسِكة للقصيدة؛ أي صياغة القصيدة صياغةَ وحدةٍ عضويّةٍ واحدةٍ متسلسلةٍ؛ بحيث لو أُسقِط بيتٌ واحدٌ منها لاختلّ المعنى كلّه، كما لا يمكن تقديم بيتٍ أو تأخير آخر.
- ظهور الحسّ والشّعور الوطنيّ، والانتماء والولاء للوطن والأمّة.
- التّأثير الكبير على الثّورات الشعبيّة العربيّة، وأكبر مثالٍ على ذلك هو الدّور الذي لعبه الشّعر الحديث في ثورة مصر عام 1919م.
- وحدة موضوع القصيدة.
أهم الشعراء
نزار قباني - وأدونيس ( سوريا ) - و( محمود درويش- وعزالدين المناصرة - وسميح القاسم ( فلسطين )- بدر شاكر السياب- عبد الوهاب البياتي -سعدي يوسف - لميعة عباس عمارة - نازك الملائكة( العراق )- خليل حاوي—محمد علي شمس الدين - شوقي بزيع - جوزف حرب (لبنان )- صلاح عبد الصبور- عبد المعطي حجازي - أمل دنقل- محمد عفيفي مطر ( مصر )- محمد الفيتوري ( السودان )- عبد العزيز المقالح ( اليمن )- محمد بنيس ( المغرب )- وغيرهم.
-كتاب قصيدة النثر: جبرا إبراهيم جبرا - توفيق صايغ- محمد الماغوط- أنسي الحاج- شوقي أبي شقرا= فلسطين -سوريا - لبنان .