ألبرت أينشتاين

ألْبِرْت أينْشتاين (بالألمانية: Albert Einstein) ‏(14 مارس 187918 أبريل 1955) عالم فيزياء ألماني المولد، (حيث تخلى عن الجنسية الألمانية لاحقا) سويسري وأمريكي الجنسية، من أبوين يهوديين، وهو يشتهر بأب النسبية كونه واضع النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، ولقد حاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي، ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة (E=mc²) وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها. بدأ أينشتاين «بالنسبية الخاصة» التي خالفت نظرية نيوتن في الزمان والمكان لتحل بشكل خاص مشاكل النظرية القديمة فيما يتعلق بالأمواج الكهرومغناطيسية عامة، والضوء خاصة، وذلك ما بين (1902 - 1909) في سويسرا. أما «النسبية العامة» فقد طرحها عام 1915 حيث ناقش فيها الجاذبية، وتُمثل الوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. تعمم النسبية العامة كل من النسبية الخاصة وقانون الجذب العام لنيوتن، بتقديمها لوصف موحد للجاذبية على أنها خاصية هندسية للزمان والمكان، أو الزمكان.

عاش أينشتاين في سويسرا بين عامي (1895 - 1914)، باستثناء عام واحد في براغ، وحصل على دبلومه الأكاديمي من المدرسة التقنية الفدرالية السويسرية في زيورخ في عام 1900. حصل على الجنسية السويسرية في عام 1901، احتفظ بها لبقية حياته بعد أن أصبح بلا جنسية لأكثر من خمس سنوات.قالب:Sfnp في عام 1905، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة زيورخ. في العام نفسه، نشر أربع ورقات رائدة (سميت تلك السنة «بالسنة المعجزة») التي نقلته إلى العالم الأكاديمي في سن السادسة والعشرين. قام أينشتاين بتدريس الفيزياء النظرية في زيورخ بين عامي (1912 - 1914) قبل أن يغادر إلى برلين، حيث انتخب في أكاديمية العلوم البروسية.

في عام 1933، عندما كان أينشتاين يزور الولايات المتحدة، جاء أدولف هتلر إلى السلطة. بسبب خلفية أينشتاين اليهودية، لم يعد أينشتاين إلى ألمانيا. استقر في الولايات المتحدة وأصبح مواطناً أمريكياً في عام 1940. عشية الحرب العالمية الثانية، صادق على رسالة للرئيس فرانكلين روزفلت تنبهه إلى التطور المحتمل ل«القنابل النووية» ويوصي بأن تبدأ الولايات المتحدة في إجراء بحث مماثل. أدى هذا في نهاية المطاف إلى مشروع مانهاتن. دعم أينشتاين قوات الحلفاء، لكنه شجب بشكل عام فكرة استخدام الانشطار النووي كسلاح. ووقع على بيان راسل-أينشتاين مع الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، الذي سلط الضوء على خطر الأسلحة النووية. كان أينشتاين تابعا لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي، حتى وفاته في عام 1955.

حياته

وُلد ألبرت أينشتاين في مدينة أُولم الألمانية في 14 مارس 1879 لأبوين يهوديين وأمضى سِن يفاعته في ميونخ. كان أبوه «هيرمان أينشتاين» يعمل في بيع الرّيش المستخدم في صناعة الوسائد، وعملت أمّه «ني بولين كوخ» معه في إدارة ورشةٍ صغيرةٍ لتصنيع الأدوات الكهربائية بعد تخلّيه عن مهنة بيع الرّيش. تأخر أينشتاين الطفل في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفا كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة، وقد درس وحده الهندسة الإقليدية، وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل أينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان.قالب:Sfnp وفي الخامسة من عمره أعطاه أبوه بوصلة، وقد أدرك أينشتاين آنذاك أن ثمّة قوةً في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها.

برع أينشتاين دائماً في الرياضيات والفيزياء منذ صغره، حيث وصل إلى مستوى رياضي يفوق أقرانه بسنوات. وتعلم أينشتاين بنفسه وهو لا يزال في الثانية عشرة علمَي الجبر والهندسة الإقليدية خلال فترة صيف واحد. وقدم مبرهنته الخاصة وهو لا يزال في تلك السن على صحة مبرهنة فيثاغورس. يقول مدرس العائلة ماكس تلمود والشهير بـ تالمي أنه بعد أن أعطى أينشتاين البالغ من العمر 12 عاما كتابا مدرسيا في الهندسة؛ فإذا به يلم بما في الكتاب خلال فترة قصيرة. ليكرس أينشتاين نفسه لاحقاً للرياضيات المتقدمة. تلك العبقرية الرياضية العالية جداً التي وصل لها أينشتاين جعلت من الصعب على تالمي القدرة على تدريسه. شغف أينشتاين وهو لمـّا يزال في الثانية عشرة بالهندسة والجبر أوصلته إلى قناعة ذاتية بأنه يمكن فهم الطبيعة على أنها بناء رياضي. بدأ أينشتاين بتدريس نفسه حساب التفاضل والتكامل في الثانية عشرة من عمره، ويقول عن نفسه أنه أتقن مسائل التفاضل والتكامل في الرابعة عشرة من عمره.

في سن 13 عامًا، اطلع أينشتاين على أعمال كانط في نقده للعقل الخالص، وأصبح فيلسوفه المفضل، يقول معلمه: «في ذلك الوقت كان لا يزال طفلاً، ولم يكن عمره سوى ثلاثة عشر عامًا، لكنه كون فكرة جلية واضحة عن أعمال كانط غير المفهومة عادة للناس العاديين.» وتبنَّى اثنان من أعمام أينشتاين رعايته ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات.

بعد تكرر خسائر الورشة التي أنشأها والداه في عام 1894، انتقلت عائلته إلى مدينة بافيا في إيطاليا، واستغل أينشتاين الابن الفرصة السانحة للانسحاب من المدرسة في ميونخ التي كره فيها النظام الصارم والروح الخانقة. وأمضى بعدها أينشتاين سنةً مع والديه في مدينة ميلانو حتى تبين أن من الواجب عليه تحديد طريقه في الحياة فأنهى دراسته الثانوية في مدينة أراو السويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيورخ عام 1895،قالب:Sfnp وقد أحب أينشتاين طرق التدريس فيه، وكان كثيراً ما يقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده، أو ليعزف على كمانه، إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرَّج في عام 1900، لكن مُدرِّسيه لم يُرشِّحوه للدخول إلى الجامعة.

كان أينشتاين قد تنازل عن أوراقه الرسمية الألمانية في عام 1896، حتى لا يؤدي الخدمة العسكرية التي كان يكره أداءها بشدة، مما جعله بلا هوية إثبات شخصية أو انتماءٍ لأي بلدٍ معين،قالب:Sfnp وفي عام 1898، التقى أينشتاين «بميلفا ماريك» زميلته الصربية على مقاعد الدراسة ووقع في غرامها، وكان في فترة الدراسة يتناقش مع أصدقائه المقربين في المواضيع العلمية. وبعد تخرجه في عام 1900 عمل أينشتاين مدرّساً بديلاً، وفي العام الذي يليه حصل على حق المواطنة السويسرية، ورُزق بطفلةٍ غير شرعية من صديقته سميّاها (ليسيرل) في يناير من العام 1901.

عمله

أصبح عمل أينشتاين في مكتب التسجيل السويسري دائماً، وقام بالتحضير لرسالة الدكتوراه في نفس الفترة، وتمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في عام 1905 من جامعة زيورخ، وكان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات، وفي العام نفسه كتب أينشتاين 4 مقالاتٍ علميةٍ دون الرجوع للكثير من المراجع العلمية أو حتى التشاور مع زملائه الأكاديميين، وتعتبر هذه المقالات العلمية اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم. درس أينشتاين في الورقة الأولى مايُعرف باسم الحركة البراونية، إذ قدم العديد من التنبُّؤات حول حركة الجسيمات الموزعة بصورةٍ عشوائية في السائل. عرف أينشتاين «بأبي النسبية»، تلك النظرية التي هزت العالم من الجانب العلمي، إلا أن جائزة نوبل مُنحت له في مجال آخر (المفعول الكهرضوئي) وهو ما كان موضوع الورقة الثانية.

ومن أعظم إنجازاته اكتشافه لموجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، ولكن يستدل عليها من آثارها التي تظهر أكثر ما تظهر عندما تتحرك الأجرام الهائلة في الفضاء بقوة. ومن تكهناته إيمانه باستحالة قياس السرعة اللحظية للجسيمات متناهية الصغر والتي تهتز عشوائياً في مختلف الاتجاهات بما يعرف باسم الحركة البراونية، لكن بعد قرن من الزمان، تمكن عالم يدعى مارك رايزن من تفنيد هذه المقولة عملياً بمعمل أبحاثه بجامعة تكساس واستطاع قياس السرعة اللحظية لتلك الجسيمات، في خضم اختباراته لقانون التوزع المتساوي الذي يقرر أن طاقة حركة الجسيم تعتمد على حرارته بشكل بحت وليس على كتلته أو حجمه، وبفضل تلك الاختبارات أكد بالتجربة صحة القانون على الأجسام البراونية. خلال لقاء مع صحيفة في مدينة بيتسبرغ، بخس أينشتاين قدرة العلماء على شطر الذرة بتصويب القذائف البروتونية، واصفا إياهم كالذي يسدد بالليل نحو العصافير في بلد ليس فيه إلا قلة من العصافير. وهذا ما دحضه فيرمي ورفاقه بعد 10 سنوات حينما شطروا الذرة وصنعوا القنبلة النووية.

1905 – أوراق العام المعجزة

أوراق العام المعجزة عبارة عن أربع مقالات تتعلق بالتأثير الكهروضوئي (الذي أدى إلى ظهور نظرية الكموالحركة البراونية، والنسبية الخاصة، وE=mc² التي نشرها أينشتاين في مجلة حوليات الفيزياء العلمية عام 1905. هذه الأعمال الأربعة ساهمت بشكل كبير في تأسيس الفيزياء الحديثة وتغيير وجهات النظر حول المكان والزمان والمادة. الأوراق الأربع هي:

العنوان (الشرح) مجال التركيز استلم نشر الدلالة
"من وجهة نظر إرشادية فيما يتعلق بإنتاج وتحويل الضوء" التأثير الكهروضوئي 18 مارس 9 يونيو حل لغز التأثير من خلال اقتراح تبادل الطاقة بكميات منفصلة (كمات). كانت هذه الفكرة محورية في التطور المبكر لنظرية الكم.
"حول حركة الجسيمات الصغيرة العالقة في سائل ثابت، كما هو مطلوب في نظرية الحركة الجزيئية للحرارة" الحركة البراونية 11 مايو 18 يوليو شرح الدليل التجريبي للنظرية الذرية الداعمة لتطبيق الفيزياء الإحصائية.
"في الديناميكا الكهربائية للأجسام المتحركة" النسبية الخاصة 30 يونيو 26 سبتمبر التوفيق بين معادلات ماكسويل للكهرباء والمغناطيسية مع قوانين الميكانيكا من خلال إدخال تغييرات على الميكانيكا، ناتجة عن التحليل القائم على الدليل التجريبي على أن سرعة الضوء مستقلة عن حركة الراصد. دحض مفهوم "الأثير المضيء".
"هل القصور الذاتي للجسم يعتمد على محتواه من الطاقة؟" تكافؤ الكتلة-الطاقة 27 سبتمبر 21 نوفمبر تكافؤ المادة والطاقة، E=mc² (وضمنيًا، قدرة الجاذبية على "ثني" الضوء)، ووجود "طاقة السكون"، وأساس الطاقة النووية.

النسبية الخاصة

طالع أيضاً: النسبية الخاصة
ملف:World line.svg
تمثيل بياني للزمكان.

ورقة أينشتاين العلمية الثالثة كانت عن «نظرية النسبية الخاصة»، اقترحها ونشرها في 26 سبتمبر 1905 بعنوان «الإلكتروديناميك للأجسام المتحركة». فتناولت الورقة الزمان، والمكان، والكتلة، والطاقة، وأسهمت نظرية أينشتاين بإزالة الغموض الذي نجم عن التجربة الشهيرة التي أجراها الأمريكيان (الفيزيائي ألبرت ميكلسون والكيميائي إدوارد مورلي) أواخر القرن التاسع عشر في عام 1887، فقد أثبت أينشتاين أن موجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال، على خلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أو الماء وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية مع حركة المراقب (الملاحظ)، وتجدر الإشارة إلى أن نظرية أينشتاين تلك تناقضت بشكل كلّي مع استنتاجات «إسحاق نيوتن». جاءت تسمية النظرية بالخاصة للتفريق بينها وبين نظرية أينشتاين اللاحقة التي سُمِّيت بالنسبية العامة.

اعتبارا من اليوم، النسبية الخاصة هي النموذج الأكثر دقة للحركة بأي سرعة عندما تكون تأثيرات الجاذبية ضئيلة. ومع ذلك، لا يزال نموذج ميكانيكا نيوتن مفيدًا كقياس سرعات صغيرة بالنسبة لسرعة الضوء، نظرًا لبساطته ودقته العالية في نطاقه.

تكافؤ كتلة-طاقة

طالع أيضاً: تكافؤ كتلة-طاقة
ملف:Relativity3 Walk of Ideas Berlin.JPG
مجسم لمعادلة أينشتاين الشهيرة في برلين.

ط = ك.س² (بالإنجليزية: E=mc²) أي أن حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء يساوي طاقته. وهي أشهر المعادلات الفيزيائية في القرن العشرين، وتمثل هذه المعادلة إحدى نتائج نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين، وقد أدت تلك المعادلة فيما بعد إلى اكتشاف الطاقة النووية، واستغلت أول ما استغلت في صناعة القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما وأخرى على ناجازاكي باليابان خلال الحرب العالمية الثانية وانتهت الحرب بسببهما. فكثير من الناس كان لا يصدقون بأن لنواة العناصر طاقة كبيرة بهذا القدر.

النسبية العامة

النسبية العامة ومبدأ التكافؤ

طالع أيضاً: النسبية العامة،مبدأ التكافؤ، ومعادلات أينشتاين للمجال
ملف:Spacetime curvature.png
إنحناء الزمكان (نسيج الفضاء الكوني) تحت تأثير الكتلة طبقاً للنسبية العامة.

النسبية العامة هي نظرية جاذبية طورها أينشتاين بين عامي 1907 و1915. طبقا للنسبية العامة، فإن الاستقطاب الجذبوي الملحوظ بين كتلتين ينتج عن انبعاج نسيج الزمكان بسبب هاتين الكتلتين. تطورت النسبية العامة إلى أداة أساسية في الفيزياء الفلكية الحديثة. تُعتبر النسبية العامة هي الأساس لفهمنا الحالي للثقوب السوداء في الفضاء حيث يكون الاستقطاب الجذبوي قويا لدرجة أن الضوء نفسه لا يتمكن من الهروب منه.قالب:Sfnpقالب:Sfnp

كما قال أينشتاين لاحقا، فإن سبب تطوير النسبية العامة كان هو أن مرجعية حركة القصور الذاتي داخل النسبية الخاصة لم تكن مُرضية، في حين لا تفضل أي نظرية من البداية أي حالة حركية (حتى التي اكتسبت عجلة) ومن المفترض أن تكون أكثر إرضاء. وكنتيجة لذلك، نشر في 1907 مقالا عن التسارع تحت النسبية الخاصة. في هذا المقال المعنون «حول مبدأ النسبية والاستنتاجات المترتبة عليه»، جادل أينشتاين أن السقوط الحر هو في الواقع حركة قصور ذاتي، وأنه بالنسبة إلى الراصد الذي يسقط حرا، لا بد أن تنطبق قوانين النسبية الخاصة. يُطلق على هذا النقاش اسم مبدأ التكافؤ. في نفس المقال، توقع أينشتاين أيضا ظاهرة الإبطاء الزمني الثقالي والانزياح الأحمر الجذبوي وعدسة الجاذبية.

في 1911، نشر أينشتاين مقالا آخر تحت عنوان «حول تأثير الجاذبية على انتشار الضوء» كامتداد لمقال عام 1907، والذي قدّر فيه كمية عدسة الجاذبية وانزياح الضوء بفعل الأجسام الضخمة. بالتالي، تمكنّا من الاختبار التجريبي لتوقعات النظرية النسبية العامة لأول مرة.

الموجات الثقالية

في 1916، توقع أينشتاين وجود الموجات الثقالية وهي تموجات في انحناء الزمكان والتي تنتشر كموجات مسافرة بعيدة عن مصدرها، ناقلةً الطاقة في صورة إشعاع جذبوي. وجود الموجات الثقالية محتمل تحت النسبية العامة بسبب تناظر لورينتز والذي يشمل مبدأ السرعة المحددة لانتشار التفاعلات الفيزيائية للجاذبية داخله. في المقابل، لا يمكن أن توجد الموجات الثقالية في قانون الجذب العام لنيوتن، والذي يتوقع أن التفاعلات الفيزيائية للجاذبية نتنشر بسرعة غير محدودة.

أتى أول رصد غير مباشر للموجات الثقالية في السبعينات من خلا رصد نجمين نيوترونيين يدوران حول بعضهما. كان تفسير التآكل في فترتهما الدورانية هو أنهما كانا يشعان موجات ثقالية. تم تأكيد توقعات أينشتاين في 11 فبراير 2016، عندما قام الباحثون في مرصد ليغو بنشر أول رصد للموجات الثقالية، والتي رُصدت على كوكب الأرض في 14 سبتمبر 2015، بعد مائة عام تماما من التوقع.

قضية الثقب ونظرية إنتفورف

أثناء تطوير النسبية العامة، أصبح أينشتاين حائرا بخصوص نظرية المقياس. صاغ أينشتاين جدالا قاده إلى استنتاج أن نظرية مجال النسبية العامة مستحيلة. تخلي أينشتاين عن البحث عن معادلات متغير مشترك عامة، وبدأ البحث عن معادلات ستكون غير متغيرة تحت التحولات الخطية العامة فقط.

في يونيو 1913، كانت نظرية إنتفورف أحد نتائج هذا البحث. كما يقترح اسم النظرية، فقد كانت مخططا لنظرية، أقل أناقة وأكثر صعوبة عن النسبية العامة، مع استبدال معادلات الحركة بحالات إضافية من نظرية المقياس. بعد حوالي سنتين من العمل الشاق، أدرك أينشتاين أن قضية الثقب كانت خاطئة وتخلى عن النظرية في نوفمبر 1915.

الثقوب الدودية

في 1935، تعاون أينشتاين مع ناثان روزين لإنتاج نموذجا للثقب الدودي والذي يطلق عليه غالبا اسم جسر أينشتاين-روزن. كان دافعه هو تكوين نموذج للجزيئات الأولية ذات الشحنة كحل لمعادلات المجال الجذبوي، مع البرنامج الموجز في ورقة «هل تلعب المجالات الجذبوية دورا هاما في تكوين الجزيئات الأولية؟». أخذت هذه الحلول ولصقت مصفوفة شوارزشيلد لتكوين جسر بين الرقعتين.

إذا كانت إحدى نهايتي ثقب دودي مشحونة موجبا، فإن النهاية الأخرى ستكون سالبة الشحنة. أدت هذه الخواص إلى اعتقاد أينشتاين أنه يمكن وصف أزواج الجسيمات ومضادات الجسيمات بهذه الطريقة.

الظاهرة الكهروضوئية

طالع أيضاً: ظاهرة كهروضوئية

المفعول الكهروضوئي أو الظاهرة الكهروضوئية هي انبعاث الإلكترونات من الأجسام الصلبة والسائلة والغازية عند امتصاص الطاقة من الضوء، حيث تسمى الإلكترونات المنبعثة من هذه الظاهرة بالإلكترونات الضوئية (Photoelectrons). قام أينشتاين بشرح هذا التأثير بطريقة متكاملة مكنته من ربح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، وهي إحدى الأربع أوراق التي أصدرها عام 1905. وتمت آلية التفسير على أن تمتلك الفوتونات طاقة معينة تتناسب مع تردد الضوء. في عملية الانبعاث الضوئي، إذا امتص إلكترون في مادة ما طاقة فوتون واحد وكانت طاقته أكبر من اقتران الشغل (طاقة ربط الإلكترون) للمادة فسينبعث الإلكترون. أما إذا كانت طاقة الفوتون قليلة جداً، لن يصبح الإلكترون قادراً على التحرر من المادة. وعند زيادة شدة الضوء فإن عدد الفوتونات المنبعثة يصبح في تزايد، ويؤدي هذا إلى زيادة عدد الإلكترونات المنبعثة، ولكنه لا يؤدي إلى زيادة الطاقة الممتصة للإلكترون الواحد. ومن هذا نستنتج أن الطاقة التي يحملها الإلكترون المنبعث لا تعتمد على شدة الضوء الساقط عليه، بل تعتمد فقط على تردد (طاقة) هذا الضوء. وهذا يربط طاقة الفوتون الساقط وطاقة الإلكترون المنبعث.

تستطيع الإلكترونات امتصاص طاقة الفوتونات عند تعريضها لشعاع، ولكنها في العادة تتبع مبدأ «كل شيء أو لا شيء». كل طاقة الفوتون يتم امتصاصها واستخدامها لتحرير إلكترون واحد من الرابطة الذرية، وإلا فإن طاقة الفوتون ستنبعث مرة أخرى. فإذا تم امتصاص طاقة فوتون، جزء من الطاقة سيحرر الإلكترون من الذرة، والباقي سيعمل على زيادة الطاقة الحركية للإلكترون الحر.

الخصائص الفيزيائية للفوتون

الفوتون عديم الكتلة أثناء سكونه وعديم الشحنة الكهربائية، ولا يضمحل في الفضاء الخالي.

العلاقة بين طاقة وزخم حركة الفوتون هي "E = pc"، حيث أن "E" هي الطاقة و"p" هي مقدار متجهة زخم الحركة و"c" هي سرعة الضوء. طاقة وزخم حركة الفوتون يعتمدان فقط إما على تردده (ν) أو بشكل مساوٍ على طوله الموجي (λ):

E=ω=hν=hcλ

حيث أن "K" هو «متجه الموجة» و"ω" هو التردد الزاوي و"ħ" هو ثابت بلانك المخفض.

حياته الشخصية

طالع أيضاً: إلسا أينشتاين،ميلفا ماريك،هانز ألبرت أينشتاين، وإدوارد ألبرت أينشتاين

في عام 1906 ترقى أينشتاين في السلم الوظيفي من مرتبة فاحص فني مختبر أول إلى مرتبة فاحص فني من الدرجة الثانية، وفي عام 1908 مُنح إجازةً لإلقاء الدروس والمحاضرات من «بيرن» في سويسرا، ووُلد الطفل الثاني لأينشتاين الذي سُمِّي «إدوارد» في 28 يوليو 1910، كان الزواج قد توتر منذ عام 1912، حيث بدأ أينشتاين بالتحدث مع ابنة عمه إلسا، حيث بدأوا بالمراسلات العادية. بعد فترة وجيزة من الاستقرار في برلين، أصر بعدها أينشتاين على شروط قاسية على زوجته ميلفا إذا كانت ستبقى معه في برلين. في عام 1914 أعادت الأولاد إلى زيورخ، وبدأت مرحلة الموافقة على الطلاق بعد المعاملة القاسية من ألبرت لزوجته. وقد التزم أينشتاين بشكل قانوني بإرسال مبلغ سنوي قدره 5600 رايخ عن أقساط ربع سنوية، أي أقل بقليل من نصف راتبه. بعد خمس سنوات من فترة الانفصال المطلوبة، انفصل الزوجان رسميا وطلّق أينشتاين زوجته ميلِفا في 14 فبراير 1919، وتزوج بعدها من ابنة عمه «إلسا أينشتاين» التي تكبره بثلاث سنوات في 2 يونيو 1919.

ولا يعلم أحد حتى هذه الساعة شيئاً عن مصير طفلة أينشتاين الأولى غير الشرعية من زوجته ميلِفا إذ يعتقد البعض أنها ماتت في فترة الرضاعة، ويعتقد البعض الآخر أن والديها أعطياها لمن لا أولاد له للتبني، أمّا هانز، فقد كان مهندسا هيدروليكيا ولديه بحث عن نقل الرواسب، انتقل لولاية كاليفورنيا الأمريكية للعيش فيها ومن ثم أصبح أستاذا في الجامعة، وكانت اتصالاته مع والده محدودة جدًا.

في عام 1914 وقبيل الحرب العالمية الأولى، استقر أينشتاين في مدينة «برلين» الألمانية، ولم يكن أينشتاين من دعاة الحرب ولكنه كان ألمانيًّا من أصل يهودي، مما تسبب بشعور القوميين الألمان بالضيق تجاهه، وتأجج هذا الامتعاض لأينشتاين من قبل القوميين الألمان عندما أصبح معروفًا على المستوى العالمي بعدما خرجت مجلة «التايم» الأمريكية في 7 نوفمبر 1919 بمقالٍ يؤكد صحة نظريته المتعلقة بالجاذبية.

الأعوام اللاحقة

بوصول القائد النازي أدولف هتلر إلى السلطة في عام 1933 تزايدت الكراهية تجاه أينشتاين فاتهمه القوميون الاشتراكيون (النازيون) بتأسيس «الفيزياء اليهودية»، كما حاول بعض العلماء الألمان النيل من حقوق أينشتاين في نظرياته الأمر الذي دفعه للهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي منحته بدورها إقامة دائمةً، وانخرط في معهد الدراسات المتقدمة التابع لجامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي، ففي عام 1939 كتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لينبهه على ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة قبل الألمان وذلك قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. وفي عام 1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية.قالب:Sfnpقالب:Sfnpقالب:Sfnp

وفاته

في 17 أبريل 1955، عانى أينشتاين من نزيف داخلي ناجم عن تمدد الأوعية الدموية في الأبهر البطني، والذي سبق أن تم تعزيزه جراحيًا من قبل رودولف نيسن في عام 1948. في 18 أبريل 1955 تُوفي وحُرِقَ جثمانه في مدينة «ترينتون» في ولاية «نيو جيرسي» ونُثر رمادهُ في مكان غير معلوم، وحُفظ دماغ العالم أينشتاين في جرّة عند الطبيب الشرعي «توماس هارفي» الذي قام بتشريح جثته بعد موته. وقد أوصى أينشتاين أن تحفظ مسوداته ومراسلاته في الجامعة العبرية في القدس، وأن تنقل حقوق استخدام اسمه وصورته إلى هذه الجامعة. وكان سبب الوفاة تمدد في الشريان الأورطي.

علاقته بالدين والسياسة

علاقته بإسرائيل

بدأت أفكار أينشتاين حول الصهيونية تتضح بعد الحرب العالمية الأولى وحركة معاداة السامية التي دفعته إلى إعادة اكتشاف انتمائه إلى الشعب اليهودي والاكتتاب في الحل الصهيوني لبؤسهم. حاول أينشتاين أن يجمع بين دعمه للمثل الصهيونية الوطنية وبين النظرة العالمية التي التزم بها منذ زمن بعيد، ويأتي تدريجيا لدعم إقامة الوطن القومي في فلسطين كحل «للمشكلة اليهودية». مما دفع أينشتاين لجمع التبرعات لتأسيس صندوق يهودي وطني في فيلادلفيا، في عام 1936 وحيث قال: «ليس هناك يهودي واحد جيد لا يقف وراء أعمال البناء في فلسطين».

بعد تأسيس دولة إسرائيل عرض على أينشتاين تولي منصب رئيس الدولة في إسرائيل لكنه رفض مفضلا عدم الانخراط في السياسة، وقدم عرضا من عدة نقاط للتعايش بين العرب واليهود في فلسطين. والوثيقة التي أرسلها أينشتاين تدل أنه كان بعيدا تماما عن معرفة الأمور السياسية وتعقيداتها وبعيد عن أي معرفة بالأفكار الصهيونية التي تقوم عليها إسرائيل. عرضت الحكومة الإسرائيلية على أينشتاين منصب رئيس الدولة في العام 1952 ولكن أينشتاين رفض هذا العرض الإسرائيلي. وقد صرّح أينشتاين في خطاب يعود لعام 1938 بعنوان «واجبنا نحو الصهيونية» قائلاً: «يجب على اليهود أن يعقدوا اتفاقاً مع العرب لكي يستطيعوا العيش معاً في سلام بدلاً من تكوينهم مجتمع يهودي عنصري. إن إدراكي للطبيعة الجوهرية لليهودية يقاوم فكرة قيام دولة يهودية ذات حدود، ويرفض تماما فكرة طرد الفلسطينيين من أرضهم لإقامة أمتنا».

آراؤه السياسية

طالع أيضاً: الآراء السياسية لألبرت أينشتاين

كانت وجهة نظر أينشتاين السياسية لصالح الاشتراكية وانتقادات الرأسمالية، التي شرحها في مقالاته مثل «لماذا الاشتراكية؟». ودعم بقوة فكرة قيام حكومة عالمية ديمقراطية تتحقق من قوة الدول القومية في إطار اتحاد عالمي.قالب:Sfnp بعد ذلك أنشأ مكتب التحقيقات الفيدرالي ملفًا سريًا عن أينشتاين في عام 1932، وبحلول وقت وفاته كان ملف مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص به يبلغ 1427 صفحة.

تأثر أينشتاين بعمق من المهاتما غاندي. تبادل رسائل مكتوبة مع غاندي، ووصفه بأنه «قدوة للأجيال القادمة» في رسالة تكتب عنه.

وفي نهاية حياته اتهمته المخابرات الأمريكية بالميول للشيوعية لأنه قدم انتقادات لاذعة للنظام الرأسمالي الذي لم يكن يروق له. وفي عام 1952 كتب أينشتاين في رسالة إلى الملكة الأم البلجيكية: «لقد أصبحت نوعاً من المشاغب في وطني الجديد بسبب عدم قدرتي على الصمت والصبر على كل ما يحدث هنا.» وقال أينشتاين إنه كان متعاطفا مع واحِدِيّة الإله اللاشخصي وفقاً لفلسفة باروخ سبينوزا. لم يؤمن بإله شخصي يهتم بمصير وأعمال البشر، وهو رأي وصفه بالسذاجة. إلا أنه أوضح أنه يفضل قول «لست ملحدًا» على أن يطلق على نفسه لاأدريا، أو «غير مؤمن بعمق ديني». عندما سئل عما إذا كان يعتقد في الحياة الآخرة أجاب أينشتاين، «لا. وحياة واحدة تكفيني».

علاقته بالقنبلة الذرية

طالع أيضاً: مشروع مانهاتن

كان أغلب العلماء المعنيين بإنتاج القنبلة الذرية مهاجرين إلى الولايات المتحدة من ألمانيا؛ حيث كانوا على علم بخطر تطور العلوم النووية وأسس بناء القنبلة الذرية في ألمانيا النازية بعد تطويرهم لأساليب وطرق الاستفادة من ظاهرة الانشطار النووي. في عام 1939، فشل المجري ليو زيلارد في إقناع حكومة الولايات المتحدة بالاهتمام بأعماله؛ فلم يجد من يؤمن بفكرته غير أينشتاين الذي قام بدوره بكتابة خطاب إلى رئيس الولايات المتحدة فرانكلين ديلانو روزفلت مطالبًا الحكومة بضرورة اختراع هذا السلاح قبل النازيين. ووفقًا للفيزيائي الكمي وأول من حصل على جائزة نوبل في الكيمياء لينوس باولنغ، عبَّر أينشتاين عن أسفه وندمه على كتابة الخطاب لروزفلت، ولكنه برر موقفه فيما بعد بأنه كان يخاف من نجاح الحزب النازي في الحصول على القنبلة النووية قبلهم وما كان سيشكله هذا من خطر على أوروبا والعالم. وفي عام 1947، صرح أينشتاين لمجلة نيوزويك قائلًا: «هل كنت أعرف بأن علماء ألمانيا لن ينجحوا في صناعة القنبلة الذرية، لو كنت أعرف ذلك لما كنت وقعت الخطاب».

ويعتقد أن رسالة أينشتاين هي «الحافز الرئيسي لتبني الولايات المتحدة لإجراء تحقيقات جادة في الأسلحة النووية عشية دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية». بالإضافة إلى الرسالة، استخدم أينشتاين صلاته مع العائلة الملكية البلجيكية والملكة البلجيكية للوصول إلى مبعوث شخصي لمكتب البيت الأبيض. يقول البعض إنه نتيجة لرسالة أينشتاين واجتماعاته مع روزفلت، دخلت الولايات المتحدة السباق لتطوير القنبلة، مستندة إلى «مواردها المادية والمالية والعلمية الهائلة» لبدء مشروع مانهاتن. بالرغم من ذلك لم يشارك أينشتاين مباشرة في المشروع حيث عبر قائلًا: «لا أعتبر نفسي أب القنبلة النووية، دوري في المشروع كان غير مباشر تمامًا».

التراث الغير العلمي

أثناء السفر، كتب أينشتاين يوميًا إلى زوجته إلسا وتبنى ابنتي زوجته مارغوت وإلس. ضمنت الرسائل في الأوراق التي ورثت للجامعة العبرية في القدس. سمحت مارجوت أينشتاين بإتاحة الرسائل الشخصية للجمهور، لكنها طلبت عدم القيام بذلك إلا بعد عشرين عامًا من وفاتها (توفيت عام 1986). قالت باربرا وولف، من أرشيف ألبرت أينشتاين في الجامعة العبرية، لبي بي سي إن هناك حوالي 3500 صفحة من المراسلات الخاصة المكتوبة بين عامي 1912 و1955.

رفعت دعوى الدعاية لأينشتاين في عام 2015 في محكمة محلية فيدرالية في ولاية كاليفورنيا. على الرغم من أن المحكمة رأت في البداية أن الحق قد انتهى، استئنف هذا الحكم على الفور، وأبطل القرار بالكامل فيما بعد. حصلت تسوية المطالبات الأساسية بين الطرفين في تلك الدعوى في نهاية المطاف. الحق واجب النفاذ ، والجامعة العبرية في القدس هي الممثل الحصري لهذا الحق. قام كوربيس، الذي خلف وكالة روجر ريتشمان، بترخيص استخدام اسمه والصور المرتبطة به كوكيل للجامعة.

في الثقافة الشعبية

طالع أيضاً: ألبرت أينشتاين في الثقافة الشعبية

أصبح أينشتاين أحد أشهر المشاهير العلميين، بدءًا من تأكيد نظريته في النسبية العامة في عام 1919. على الرغم من أن عامة الناس لديهم القليل من الفهم لعمله، فقد اعترف به على نطاق واسع وتلقى الكثير من الدعاية والإعلان. في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، نشرت صحيفة نيويوركر مقالًا صغيرًا في مقالها "حديث المدينة" يقول إن أينشتاين كان معروفًا جدًا في أمريكا لدرجة أنه سيتم إيقافه في الشارع من قبل أشخاص يريدون منه شرح "تلك النظرية". لقد اكتشف أخيرًا طريقة للتعامل مع الاستفسارات المستمرة. قال للمستفسرين "عفوا، آسف! أنا دائما يخلطون بي مع البروفيسور أينشتاين".

كان أينشتاين موضوعًا أو مصدر إلهام للعديد من الروايات والأفلام والمسرحيات والأعمال الموسيقية. إنه نموذج مفضل لتصوير الأساتذة شاردي الذهن؛ نسخ وجهه المعبّر وتسريحة شعره المميزة بشكل كبير والمبالغة فيه. كتب فريدريك جولدن من مجلة تايم أن أينشتاين كان "حلم رسام كاريكاتير يتحقق".

غالبًا ما يُنسب إليه الكثير من الاقتباسات الشعبية.

الجوائز والتكريمات

طالع أيضاً: جوائز ألبرت أينشتاين

حصل أينشتاين على العديد من الجوائز والأوسمة، وفي عام 1922، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1921 "لخدماته في الفيزياء النظرية، وخاصة لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي". لم تستوف أي من الترشيحات في عام 1921 المعايير التي وضعها ألفريد نوبل، لذلك رحلت جائزة عام 1921 ومنحت لأينشتاين في عام 1922.

انظر أيضًا

أينشتاين (ألبرت)

فزيائي، لنظرياته آفاق فلسفية.

ولد في مدينة أولم Ulm، في جنوبي ألمانيا، في ١٤ مارس سنة ١٨٧٩ ، من أبوين يهوديين. وفي السنة التالية انتقلت أسرته إلى مشن، حيث أقام أبوه هرمن وعمه يعقوب مصنعاً للكهرباء والاشغال الهندسية. وتعلم ألبرت أولا في المدارس الابتدائية والثانوية في منشن، لكنه لم يكن متفوقاً في الدراسة. ودفعته أمه إلى دراسة الموسيقى فاتقن العزف على الكمانجة. وترك الدراسة الثانوية قبل الحصول على شهادة إتمام الدراسة الثانوية. ثم ارتحل أبوه إلى إيطاليا، بالقرب من ميلانو، في سنة ١٨٩٤ بسبب تعثر أحواله المالية في ألمانيا فلحق ألبرت بأسرته في إيطاليا. لكنه لم يلبث أن سافر إلى سويسرة في سنة ١٨٩٦ ، حيث التحق بكلية الهندسة الفدرالية ETH الشهيرة، فأمضى بها أربع سنوات درس فيها الفيزياء والرياضيات، وحصل على دبلوم بهذه المدرسة في ربيع سنة ١٩٠٠ وفي السنة التالية، ١٩٠١، حصل على الجنسية السويسرية. واشتغل مدرسا للرياضيات طوال شهرين٠ ثم عمل في مكتب البراءات patent السويسري في مدينة برن Bem ، عاصمة الاتحاد السويسري. وتزوج صديقته في كلية الهندسة بزيورخ

في سنة٣١٩٠٣ Mileva Marie

وفي سنة ١٩٠٥ نشر في المجلة الشهيرة: «حوليات الفيزياء» رسالة للحصول على الدكتوراه من جامعة زيورخ، وعنوانها م «تحديد جديد للأبعاد

اينشتاين، البرت

الجزيئية» . كذلك نشر في نفس المجلة وفي نفس السنة أربع مقالات أخرى، الأولى منها بعنوان "حركة الجزيئات الصغيرة المعلقة في سائل ساكن بحسب النظرية الحركية الجزيئية للتوصيل» . وفي هذه المقالة حاول أن يقدم تفسيراً نظرياً للحركة البراونية - والمقالة الثانية بعنوان «نظرية كتشافية تتعلق بانتاج وتحويل الضوء» ٠ وفيها يقول: إن الضوء يتألف من كمام quanta (وهي التي عرفت فيما بعد باسم: الفوتونات photons أو الضوئيات) ذات أمواج. وبهذين البحثين أحدث نيوتن ثورة في نظرية الضوء ، مكنت من تفسير بتعاث الكهيربات، الإلكترونات، من بعض الجوامد إذا ما سلط عليها الضوء وهو ما يعرف بالتأثير الضوئي الكهربي ’

وفي سنة ١٩٠٥ أيضاً أعلن عما سماه بنظرية النسبية المحا دة، وهي التي بها سترتبط كل شهرته. وها نحن أولاء ، نورد خلاصة لها :

حلل أينشتاين بعض الأفكار الأولية التي كان يظن. أن العلم قد فرغ من تحديد ها، وعلى رأسي ا فكرة «المعية» (: الحدوث في نفس الوقت معا" وشي الفكرة التي تقوم عليها نظرية الزمان الفيزيائي، خصوصاً عند نيوتن. وانتهى أينشتاين من هذا التحليل إلى أن المعية تختلف تبعاً لإطار الإشبارة، أي لموضع الراصدين، وأنه لا توجد معية مطلقة، كما ادعت النظرية المطلقة في الزمان . فتحديد المعية ، وتبعاً لذلك : تحديد الزمان (لأن كل قياس للزمان يقوم على أساس ملاحظة المعيات) في نقط مختلفة من المكان - هو أمر نسبي إذن، وليس واحداً بالنسبة إلى زمر مختلفة من الراصدين.

وقد سميت هذه النظرية النسبية بالمحدودة، لأنها لا تتعلق إلا بالراصدين الذين تكون حركتهم النسبية حركة مستقيمة منتظمة .

وفي سنة ١٩١٥ وسع أينشتاين هذه النظرية ، فجعلها تشمل غيرها من الحركات . وسميت هذه بالنسبية النغئمة .

والنتائج العامة التي أدت إليها نظرية النسبية المحدودة — عديدة ، وأكثرها يبدو مطبوعاً بطابع التناقض الظاهر . وأهم هذه النتائج ما يلي :

١ - الزمان نسبي ٠

٢- للكان انحام.

٣ - سرعة الضوء هي أكبر سرعة ممكنة .

٤- لا يمكن الفصل بين الزمان والمكان إطلاقاً، بل هما يكونان معاً كلاً متصلاً يسمى «متصل الزمان والمكانة . والزمان إذن بغد رابع يضاف إلى أبعاد المكان الثلاثة التي هي الطول، والعرض، والعمق .

ه - وتبعاً لذلك فإن مقاييسنا للزمان نسبية ، تتوقف على إطار الإشارة الذي يوجد به الراصد.

٦ - الزمان له أكثر من اتجاه. والأمر يتوقف على المعايير التي نضعها سابقاً لتحديد المعية والتوالي، فلا توجد معايير مطلقة ، بل كل ما هنالك هو مواضعات على معايير.

تلك هي الخلاصة . ونحيل القارى ء إلى كتابنا «الزمان الوجودي» (ص١٣١ -١٤٩، ط٢، القاهرة سنة ١٩٥٥) - ليجد تفصيلاً وافياً لهذا كله، ونقداً دقيقاً لنظرية ا لنسبية ٠

ثم أصدر بحثاً اخر، يعد بمثابة حاشية على نظرية النسبية الخاصة، وعنوانه: «هل التصور الذاتي لجسم ما يتوقف على ما يحتويه من الطاقة؟». وفيه انتهى إلى التكافؤ بين الكتلة والطاقة، وصاغ ذلك في هذه السادلة.

الطاقة - الكتلة ح مربع سرعة الضوء،

وأما من حيث سلوكه الوظيفى فإنه ترك مكتب البراءات، وعاد إلى التدريس أولا في سويسرة، ثم في الجامعة الألمانية في براج (عاصمة الجمهورية التشيكبة فيما بعد) وحصل على وظيفة أستاذ ذي كرسي. لكنه بعد فترة وجيزة، وذلك في سنة ١٩١٢ عاد إلى مدرسة الهندسة الفدرالية العليا في زيورخ.

وفي أبريل سنة ١٩١٤ انتقل مع أسرته إلى برلين، حيث حصل على وظيفة في الأكاديمية البروسية للعلوم. وفي الوقت نفسه، كان يلقي محاضرات في جامعة برلين. وواصل أبحاثه لتوسيع نظريتة النسبية، وتمخض ذلك عن دراسة بعنوان : «أسس النظرية النسبية

اينشاينعألبرت

المعممة»، وقد نشرت في مجلة «حوليات الفيزياء» في سنة ١٩١٦ وفي هذه الدراسة توصل إلى أن الجاذبية ليست قوة، كما ظن نيوتن، بل هي مجال منحن في «متصل المكان - الزمان»، ناشىء عن حضور الكتلة وقال إن هذه الفكرة يمكن إثباتها، أو تغييرها، بواسطة قياس مقدار انحراف ضوء النجم حين يسير قريباً من الشمس، علماً بأن ضوء النجم لا يرى إلا أثناء الكسوف الكلي.

واستطاع اينشتاين بالمعادلات الحديثة التي صاغها أن يفسر عدم الانتظام في أقرب نقطة من الشمس في مدار الكوكب عطارد. كذلك بينت هذه المعادلات لماذا تبعث النجوم - في مجال جاذبية قوية - ضوءاً أقرب إلى الطرف الأحمر من الشعاع الطيفي spectrum في مجال أضعف -

ولما قامت الحرب العالمية الأولى تحمس أينشتاين للدعوة إلى السلام، وفي هذه الفترة تأثر كثيراً برومان رولان، الذي التقى به في سويسرة. وإلى جانب هذه الدعوة إلى السلام، راح يدعو للصهيونية بحماسة شديدة. وبناء على طلب من زعيم الحركة الصهيونية آنذاك، حاييم وايزمن، قام بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع تبرعات لمؤسسة الاستيطان اليهودي في فلسطين Palastine Foundatoin Fund. وواصل نشاطه الصهيوني هذا بأن قام بأسفار إلى فلسطين، يشجع المستوطنين اليهود الجدد هناك. كما أنه راح يذرع العواصم الأوروبية في سبيل الدعوة للصهيونية!! وقد جمعت خطبه في الدعوة للصهيونية في كتاب بعنوان : «حول الصهيونية : خطب ورسائل» ، مترجمة إلى الإنجليزية، سنة ١٩٣١.

وفي رأيي أن الشهرة الواسعة التي حظي بها أينشتاين لا ترجع إلى قيمة أبحاثه العلمية بقدر ما ترجع -وبمقدار أكبر جداً - إلى نشاطه الصهيوني هذا . فقد جندت له وسائل الإعلام - بما يسودها من نفوذ يهودي -كل ما يمكن من أجل المبالغة في تمجيد أعماله العلمية وتقديرها فوق قيمتها الحقيقة بآلاف المرات!

ومن ثمار ذلك أيضاً منحه جائزة نوبل في الفيزياء سنة ١٩٢١ وجام في قرار الأكاديمية السويدية التي منحته الجائزة أن ذلك «من أجل قانونك الضوئي الكهربي وعملك في ميدان الفيزياء النظرية». لكن لم يرد في هذا

القرار أي ذكر لنظريته النسبية، على أنها هي - ما تفاخر به أينشتاين ومؤيدوه وطبلوا لها وزمروا! ويمكن تفسير ذلك بما تعرضت له النظرية من نقد عنيف ومحكم من جانب كبار الفيزيائيين والفلكيين والفلاسفة، على النحو الذي عرضناه في كتابنا «الزمان الوجودي» .

والحق أن نظرية الكم quantum theory قد أجهزت تماماً على معظم - إن لم يكن كل - النتانج التي كان أينشتاين قد توصل إليها في أبحاثه فقد كشفت نظرية الكم عن عامل احتمال في قياسات حركة لإلكترونات ومعنى هذ أن حركة الإلكترون الضوئي لا يمكن التنبوء بها، فإن موضعه وسرعته في أية لحظة لا يمكن قياسهما بدقة؛ ومعنى هذ أنه لا يمكن التنبوء بمستقبل أي نظام فيزيائي في المستوى تحت الذري. (راجع مزيداً من التفصيل في الفصل الأول من كتابنا: «اشبنجلر»، القاهرة سنة ١٩٤١).

وبقضل نظرية الكم هذه - التي وضع قواعدها فرنر هيزنبرج - أخذت شهرة أينشتاين العلمية في الانهيار تدريجياً ابتداء من سنة ١٩٢٥ حتى كاد يفقد مكانته العلمية كلها حوالي سنة ٠١٩٣٠ فراح يعزي نفسه بالانغماس في السياسة أكثر فأكثر؛ خصوصاً ما يتعلق بالسلام ونزع السلاح وهنا أيضاً أخفف إخفاقاً شنيعا، خصوصا بعد إخفاق عقد مؤتمر لنزع السلاح كان مقررا عقده في فبراير سنة ١٩٣٢ في جنيف. وفي سورة من الغضب صزح لأحد الصحفيين قائلاً: «إنهم (يعني رجال السياسة ورؤساء الدول) قد غشونا. لقد عبثوا بنا. إن منات الملاين من سكان أوروبا وأمريكا، وملاين من الرجال والنساء الذين سيولدون، قد خدعوا وا يزالون يخدعون، ويتجر بهم، ويغبث بحياتهم وقوتهم ورفاهيتهم»

وفي سنة ١٩٣٣ ، بعد أن تولت النازية الحكم في ألمانيا في ٣ يناير سنة ١٩٣٣ ، غادر أينشتاين ألمانيا. وبعد فترة سافر إلى الولايات المتحدة لأمريكية، وأصبح عضواً مؤسساً في مدرسة الرياضيات في المعهد الجديد الذي أنشى ء في جامعة برنستون (في نيوجرسي)، وأسماه: «معهد الدراسات المتقدمة» . وقد وصل إلى برنستون في أكتوبر سنة ١٩٣٣.

وبقي في منصبه هذا وفي الولايات المتحدة

اينشتاين، ألبرت

الأمريكية حتى توفي في ١٨ إبريل سنة١٩٥٥،

مؤلفاته

مزلفاته عبارة عن أبحاث صغيرة معظمها نشر في المجلات . وهاك بيان أهمها :

«في وجهة نظر اكتشافية تتعلق بإنتاج وتحويل ا لضوء ا، مجلة «حوليات الفيزياء» ، سنة ١٩٠٥

«في حركة الجزيتات الصغيرة المتعلقة في سائل، وفقاً لنظرية التوصيل الحركية الجزئية»، مجلة «حوليات الفيزياء»، سنة٠٥ ١٩ .

«في الأجسام المحركة بالديناميكا الكهربية»، في مجلة «حوليات الفيزياء» ، سنة ١٩٠٥،

«هل القصور الذاتي لجسم ما يتوقف على محتواه من الطاقة» - «حوليات الفيزياء"، سنة ١٩٠٥ وهي الدراسة الأولى التي عرض فيها نظرية النسبية المحدودة.

«في نظرية الحركة البراونية - في «حوليات الفيزياء» ،سنة ١٩٠٦

"في نظرية إنتاج الضوء وامتصاص الضوء»، في «حوليات الفيزياء]، سنة ١٩٠٦ .

"نظرية بلانك Planck في الإشعاع، ونظرية الحرارة الخاصة" - في «حوليات الفيزياء»، سنة ١٩٠٧.

"مخطط لنظرية النسبية المعممة ولنظرية في الجاذبية"، في «مجلة الرياضيات والفيزياء»، سنة ١٩١٣.

«أسس نظرية النسبية المعممة» - في مجلة «حوليات الفيزياء»،سنة ١٩١٤ .

«بعث الإشعاع وامتصاصه بحسب نظرية الكم» -في «أعمال الجمعية الفيزياتية الألمانية»، سنة ١٩١٦.

"الإشعاع بحسب نظرية الكم» - في «المجلة الفيزيائية» سنة ٠١٩١٧

أما في السياسة والصهيونية فله ما يلي:

«حول الصهيونية: خطب ورسائل» about Zionism, speeches and Letters، ترجمها إلى الإنجليزية Sir Leon Semir، سنة ١٩١٣،

وبالاشتراك مع فرويد «لماذا الحرب؟».

وبالاشتراك مع Leopold Infeld: «تطور الفيزياء The Eevolution of Physics، سنة ١٩٣٨.

«العالم كما أراه» ترجمة إنجليزية قام بها Alan Harris، سة ١٩٤٩.

«من السنوات الأخيرة في حياتي» Out of my Latér years، سنة ١٩٥٠.

الموسوعة

أينشتاين، ألبرت (1879-1955م). أحد أهم العلماء على مدى العصور. ذاع صيته بسبب نظريته التي تسمى النسبية، التي قدّمها أول مرة عندما كان عمره 26 عامًا.

النسبية أحدثت نظرية أينشتاين تطورًا في الفكر العلمي، إذ أتت بمفاهيم جديدة عن الزمن والفضاء والكتلة والحركة والجاذبية. وقد تناول فيها المادة والطاقة على أنهما متماثلان وليس على أنهما منفصلان تمامًا. وقاد مفهومه إلى فكرة انطلاق الطاقة من الذرة.

وهكذا كان أينشتاين واحدًا من آباء العصر النووي. وأصبحت معادلته الشهيرة: ط = ك ث² [الطاقة، ط = حاصل ضرب الكتلة (ك) × مربع سرعة الضوء، (ث)]. حجر الأساس في تطوير الطاقة النووية. وقد توصل أينشتاين إلى نظريته من خلال فكر فلسفي عميق، وتفكير رياضي معقد. انظر: النسبية.

أبحاث في الأسلحة النووية. قام أينشتاين في 2 أغسطس 1939م بكتابة خطاب إلى الرئيس فرانكلين روزفلت، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا بأنه في الإمكان صنع قنبلة نووية. وحث أينشتاين روزفلت على تقديم عون حكومي لدراسة موضوع تحرير الطاقة النووية. كما حذَّر أينشتاين الرئيس من أن الألمان النازيين قد يكونون في طريقهم بالفعل إلى إنتاج قنبلة نووية. وساعد خطابه هذا على وضع الولايات المتحدة على الطريق الطويل الصعب المُكَلِّف، الذي قاد في النهاية إلى إنتاج قنبلة نووية في عام 1945م. انظر: السلاح النووي.

سنواته الأولى . وُلد أينشتاين في 14 مارس 1879م في أُلْم في فارتمبرغ بألمانيا - ابناً لهيرمان وبولينا كُوخْ أينشتاين. وعندما بلغ أينشتاين الخامسة من عمره أراه والده بوصلة جيب. وقد تأثر الطفل بشدة بالأداء الغامض لإبرة البوصلة، التي استمرت تشير دائمًا إلى إتجاه واحد مهما كان إتجاه إدارة البوصلة، وقال بعد أن رأى ذلك إنه شعر بوجود قوة خفية خلف كل شىء.

بعد ذهابه إلى المدرسة في ميونيخ في آرو بسويسرا، درس أينشتاين الرياضيات والفيزياء في معهد زيوريخ متعدد التقنيات، وتخرّج فيه عام 1900م. عمل أينشتاين من عام 1902م إلى عام 1909م فاحصًا بمكتب الاختراعات السويسري في بيرن. وقد سمحت له وظيفته بالكثير من وقت الفراغ الذي أمضاه في الأبحاث العلمية. حصل أينشتاين على الجنسية السويسرية عام 1905م.

أبحاثه المنشورة عام 1905م. نجح أينشتاين خلال هذا الوقت في إنجاز ثلاث من أعظم إضافاته إلى المعرفة العلمية. وقد كان عام 1905م علامة بارزة في تاريخ العلوم الفيزيائية، حيث قَدَّم فيه أينشتاين ثلاثة مقالات إلى مجلة أناليه ديرفيزيك، وهي مجلة علمية دورية ألمانية، وأصبحت كل مقالة منها أساسًا لفرع جديد من فروع الفيزياء.

اقترح أينشتاين في إحدى مقالاته اعتبار الضوء تيارًا من الجسيمات الدقيقة، وتُكَوِّن هذه الفكرة جزءًا مهمًا من أجزاء نظرية الكم. انظر: ميكانيكا الكم. وفي عام 1900م، اقترح العالم الفيزيائي الألماني ماكس بلانك أن إشعاع الضوء ما هو إلا حزَم من الطاقة تُسمى الكمات. وقد طوّر أينشتاين في مقالته هذه الفكرة مؤكدًا أن الضوء يتكون من كمّات، سُميِّت فيما بعد فوتونات.

اكتشف العلماء قبل أينشتاين أن اصطدام شعاع برّاق من الضوء بسطح فلز ينتج عنه تحرير إلكترونات، قد تُكَوِّن تيارًا كهربائيًا، وأطلقوا على هذه الظاهرة التأثير الكهروضوئي. ولكن العلماء أخفقوا في تفسيرها بسبب افتراضهم أن الضوء ينتقل على هيئة موجات. وقد استطاع أينشتاين باستخدام نظريته الكميّة أن يُفسر ظاهرة التأثير الكهروضوئي، حيث بين أن اصطدام كمّات من الطاقة الضوئية بذرات فلز يجبر الذرات على تحرير الإلكترونات.

وفي مقالته الثانية، المعنونة كهروديناميكا الأجسام المتحركة، قدَّم أينشتاين النظرية الخاصة للنسبية. وبيّن في مقالته كيف تشرح هذه النظرية نسبية الزمن، وهي فكرة لم يتخيلها أحد قبل ذلك. وقد ذاع صيت أينشتاين بسبب هذه النظرية. ففي عام 1944م ساهمت نسخة مكتوبة باليد من مقالة أينشتاين المشهورة عن الكهروديناميكا في الحصول على تعهد باستثمار 6,5 مليون دولار أمريكي في سندات الحرب، في مزاد بمدينة كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد أُرسلت هذه المقالة بعد ذلك إلى مكتبة الكُونجرس في مدينة واشنطن دي سي. وفي دراسة نُشِرت في عام 1905م، بيّن أينشتاين تعادلية الكتلة والطاقة معبرًا عنها بالمعادلة الشهيرة ط = ك ث2.

تناولت الورقة الرئيسية الثالثة لسنة 1905م الحركة البراونية، وهي حركة غير منتظمة لجسيمات مجهرية معلقة في سائل أو غاز. وقد عزَّزت النظرية الذرية للمادة.

حقق أينشتاين كل هذا قبل أن يحصل على منصب أكاديمي. ولكنه أصبح في عام 1909م أستاذًا للفيزياء النظرية في جامعة زيوريخ بسويسرا، وشغل في عامي 1911 و 1912م المنصب نفسه في جامعة براغ بألمانيا الغربية، وعاد في عام 1912م إلى منصب مماثل في المعهد الاتحادي للتقنية في زيوريخ.

تم انتخاب أينشتاين عضوًا بالأكاديمية البروسية للعلوم ببرلين عام 1913م، واكتسب الجنسية الألمانية مرة أخرى عام 1914م، عندما قبل منصب الأستاذية في الفيزياء بجامعة برلين. وفي العام نفسه أصبح مديرًا لمعهد قيصر فلْهلْم للفيزياء ببرلين.

أعلن أينشتاين عام 1915م أنه طوّر نظرية عامة في النسبية مبنية على نظريته الخاصة. وحاول في نظريته العامة التعبير عن كل قوانين الفيزياء بمعادلات مُوَحدة، أي معادلات لها الشكل الرياضي نفسه بغض النظر عن نظام الإسناد المُطبقة عليه. وقد نُشرت النظرية العامة عام 1916م.

نظرية المجال الموَحد . لم تستطع نظرية أينشتاين العامة للنسبية أن تحقق رضاءه التام، لكونها لم تشتمل على الكهرومغنطيسية. فحاول ابتداءً من أواخر عشرينيات القرن العشرين ضم ظاهرتي الكهرومغنطيسية والجاذبية في نظرية واحدة تُسمى بنظرية المجال المُوَحَّد. انظر: الكهرومغنطيسية؛ الجاذبية. وقد فشل أينشتاين في التوصل إلى نظرية مجال موحد بالرغم من قضائه السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من عمره بحثًا عنها. وأشار في آخر حياته إلى أنه ربما كان من المفيد الاعتراف بأن مثل هذه النظرية لا وجود لها. فقد كان مهمومًا بأن فشله في التوصل لمثل هذه النظرية، وعدم إشارته إلى استحالة الوصول إليها، قد يدفع البعض لبذل جهد لا طائل من ورائه.

أينشتاين في الولايات المتحدة. بينما كان أينشتاين في زيارة لبريطانيا والولايات المتحدة عام 1933م، استولت الحكومة النازية في ألمانيا على ممتلكاته وجردته من مناصبه وجنسيته. وقد دُعِىَ أينشتاين قبل حدوث ذلك ليكون عضو هيئة تدريس بمعهد الدراسات المتقدّمة، الذي كان قد تم إنشاؤه حديثًا، في برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.

قَبِلَ أينشتاين هذه المنصب واستقر في برنستون، وعاش هناك حتى وفاته في 18 أبريل من عام 1955م.

حياته الشخصية . بالرغم من الحياة الهادئة التي عاشها أينشتاين، فقد حافظ على اهتمام حيوي بالشؤون الإنسانية. فكان مغرمًا بالموسيقى الكلاسيكية، ويحب العزف على الكمان، كما كان شديد التعاطف مع المضطهدين ماديًا وسياسيًا، ولكنه ساند الصهيونية فمنح رئاسة دولة إسرائيل عام 1952م، غير أنه رفض هذا المنصب، بحُجة أنه غير مناسب له. انظر: الصهيونية.

كان أينشتاين قبل نهوض النازية في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي سلبيًا تمامًا من الناحية السياسية، ولكنه أصبح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مؤيدًا بشدّة لفكرة إنشاء حكومة عالمية. فقد كان مؤمنًا بأن المحافظة على السلام بين الأمم في العصر النووي لا يمكن أن يتحقق إلا بجمع الشعوب معًا تحت مظلة قانون عالمي.

لم يكن أينشتاين مهتمًا بالشؤون المالية. فقد قدَّم له الناشرون من كل أنحاء الدنيا مبالغ طائلة مقابل كتابة سيرته الذاتية، ولكنه لم يُلْق بالاً لمثل هذه العروض. وفي النهاية كتب مذكرات عن سيرته الذاتية لأنه كما قال: "إنه لشيء طيب أن يرى أولئك الذين يجاهدون معنا، كيف يبدو كفاح الشخص وبحثه، للآخرين". وكانت هذه المذكرات هي الوثيقة الوحيدة التي كتبها أينشتاين متكلمًا فيها عن حياته الخاصة.

تزوج أينشتاين مرتين. انفصل عن زوجته الأولى، وهي فيزيائية تُدعى ميليفا ماريك، بعد وصوله إلى برلين بفترة قصيرة. ثم تزوج بعد الحرب العالمية الأولى من ابنة عمه إلزا. وكان له ولدان وبنت من زوجته الأولى وكان لزوجته الثانية ابنتان من زوجها السابق.

كان أينشتاين عميق الإيمان على الرغم من أنه لم يرتبط بدين محدد؛ فقد كان يعتقد أن العالم لم يخلق بالصدفة، فالعالم بالنسبة له كان عالمًا يسير بنظام دقيق وقانون محكم.

انظر أيضًا: النسبية.