تطبير


ملف:Tatbeer.jpg
مجموعة من الشيعة يؤدون شعيرة التطبير في مومباي.

التطبير هو شعيرة دينية عند بعض المسلمين الشيعة ضمن الشعائر المسمية بالشعائر الحسينية التي تقام من أجل استذكار معركة كربلاء والقتلى الذين قتلوا في هذه المعركة كالإمام الحسين بن علي وأخيه العباس. ويستخدم في التطبير سيوف وقامات أو أي أدوات حادة أخرى، فيضرب المطبرون رؤوسهم بهذه الأدوات لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس، ويردد المطبرون أثناء التطبير كلمة (حيدر) والتي تشير إلى الإمام علي بن أبي طالب الذي توفي بسبب ضربة سيف وجهها إليه عبد الرحمن بن ملجم في حال صلاته. وتخرج مواكب التطبير في عاشوراء والأربعين، وأحياناً في ليلة وفاة علي بن أبي طالب، وليلة وفاة فاطمة الزهراء.

يُعرف التطبير باللهجة البحرانية المنتشرة في البحرين والقطيف باسم ”الحيدر“ إشارة لكلمة حيدر التي يرددها المطبرون، وحيدر هو أحد أسماء علي بن أبي طالب، كما يسمى التطبير باللغة الفارسية ”قمه‌زنی“. في باكستان والهند يُعرف التطبير بعدة أسماء منها ”قمه‌زنی“ و”تلوار زنی“.[١]

ومن الشعائر الحسينية الشبيهة بالتطبير هي شعيرة عزاء الزنجيل، ويكون بإدماء الظهر بسلسلة خفيفة من السكاكين، وهذه الشعيرة شعيرة مستقلة وليست من التطبير، وقد وقع الخلاف فيها كما وقع على التطبير.

آراء مراجع الشيعة

إختلف مراجع الشيعة حول التطبير، فبعضٌ منهم أيّده وقال باستحبابه أو حتى وجوبه كفائياً، وبعضهم من قال بحرمته، وهناك من توقف في الإفتاء فيه.

مؤيدون

ملف:Fatwasistani.jpg
فتوى علي السيستاني المصورة باللغة الفارسية.
ملف:Fayyaz.jpg
نص ما كتبه محمد إسحاق الفياض عن رأي أبو القاسم الخوئي في التطبير.

بسم الله الرحمن الرحيم جزء من سلسلة الشيعة
شيعة إثنا عشرية

ملف:Almahdi.png

المعصومون

الرسول الأكرم ·  فاطمة الزهراء


الأئمة الإثنا عشر
علي ·  الحسن ·  الحسين ·  السجاد ·  الباقر
الصادق ·  الكاظم ·  الرضا ·  الجواد
الهادي ·  العسكري ·  المهدي

أصول الدين

التوحيد ·  المعاد ·  العدل ·  النبوة ·  الإمامة

فروع الدين

الصلاة ·  الصوم ·  الحج ·  الزكاة
الخمس ·  الجهاد ·  الامر بالمعروف
النهي عن المنكر ·  التولي ·  التبري

مدن مقدسة

مكة المكرمة ·  المدينة المنورة ·  القدس
النجف الأشرف ·  كربلاء المقدسة
مشهد المقدسة ·  سامراء المقدسة
الكاظمية المقدسة ·  قم المقدسة

مزارات مقدسة

الروضة الشريفة ·  البقيع ·  الروضة العلوية
الروضة الحسينية ·  الحضرة الكاظمية
الروضة الرضوية ·  حضرة العسكريين
الحضرة الفاطمية بقم ·  مقام السيدة زينب
حضرة السيدة رقية ·  سرداب الغيبة

مساجد

المسجد الحرام ·  المسجد النبوي
المسجد الأقصى ·  مسجد جمكران
مسجد براثا ·  مسجد الكوفة ·  مسجد السهلة

المرجعية

قائمة المراجع ·  التقليد ·  آية الله

كتب الإثنا عشرية

القرآن الكريم ·  الصحيفة السجادية
نهج البلاغة ·  مفاتيح الجنان ·  الكافي
من لا يحضره الفقيه ·  الاستبصار

انظر أيضا

السيدة زينب ·  العباس بن علي
مسلم بن عقيل ·  معركة كربلاء ·  صحابة
أيام الشيعة الإثناعشرية ·  رؤى شيعية

عرض · نقاش · تعديل
  • أبو الحسن الأصفهاني. فقد نقل تلميذه صادق الحسيني الروحاني قوله باستحباب التطبير، وقد قال ”إن شعيرة التطبير كانت تقام في النجف الأشرف في زمن المرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني على مدى سنوات طويلة وكان عدد المشاركين في تلك السنوات يتجاوز بضعة آلاف وكان رحمه الله ممن يؤيدها علماً أن الحوزة وعموم المؤمنين كانوا منقادين له إذ كانت تكفي منه كلمة واحدة ليلتزم بها الجميع ولم يظهر منه إلا الرضا والتشجيع“.[٢]
  • صادق الحسيني الشيرازي. ظهر منه التأييد الشديد للتطبير في فتاواه وكتبه،[٣] وقال: ”التطبير شرف للمذهب وفخر“، كما هاجم المعادين للتطبير بقوله ”أعداء التطبير هم الظالمون“.[٤]
  • عبد الأعلى السبزواري. حيث وجه له سؤال باللغة الفارسية مضمونه: ”ما هو حكم اللطم وضرب السلاسل والتطبير؟“ فأجاب ”في فرض السؤال، لو كانت مطابقة مع الموازين الشرعية فهي صحيحة ومأجورون والله العالم“.[٥]
  • محمد جميل حمود العاملي. ألّف كتاباً بعنوان «رد الهجوم عن شعائر الإمام الحسين المظلوم»، ليبيّن فيه استدلالاته على استحباب التطبير، ويرد فيه على من يحرّم ذلك.
  • أبو القاسم الخوئي. حيث قال ”ما يعتبر مصداق للعزاء والندبة في إظهار المصاب فيهم لهو مندوب ومرغوب وفلا مانع عليه والله العالم“.[٧]

كما أيّد قوله عدد من مراجع الشيعة كحسين وحيد الخراساني، وجواد التبريزي[٨]، ولطف الله الصافي الكلبايكاني[٩]، ومحمد تقي بهجت[١٠]، وصادق الحسيني الشيرازي[١١]، ومحمد مفتي الشيعة[١٢]، وأبو القاسم الكوكبي[١٣]، ومحمد الشاهرودي[١٤]، ومحمد الوحيدي[١٥]، ومحمد علي الأبطحي[١٦]، ومحمد مهدي اللنكرودي[١٧]، ومهدي إخوان المرعشي[١٨]، ويحيى النوري[١٩]، وتقي الطباطبائي القمي[٢٠]، وكرامة الله ملك الحسيني[٢١]، ويوسف المدني التبريزي[٢٢]، ومحمد الكرمي الأهوازي[٢٣]، ويحيى الأنصاري الشيرازي.[٢٤]

  • محمد إسحاق الفياض: حيث أنّه كان ممن درسوا عند الخوئي فقد أيِّد فتواه في التطبير، وقال: ”التطبير عن السيّد الخوئي (قده)، جائز بعنوان الشعيرة الحسينية وفيه أجر وثواب“.[٢٥] وقد أفتى هو نفسه بجواز التطبير واستحبابه، بشرط ألا يكون فيه ضرر معتد به.[٢٦]
  • شمس الدين الواعظي. حيث وجه إليه سؤال عن التطبير، وأجاب ”التطبير عندنا جائز وتفصيل المسألة في كتابنا الشعائر الحسينية“.[٣٠]

معارضون

  • محسن الأمين العاملي. وقد ذهب غالبية مؤيدي التطبير أنه من بدأ بالتشكيك في التطبير بتأليفه «رسالة التنزيه في تنقية الشعائر الحسينية»، وقد كتب العديد من علماء الشيعة كتباً في الرد على رسالته كالعراقي عبد الحسين الحلي بكتابه «النقد النزيه لرسالة التنزيه»[٣١]. وكتاب «التطبير..حقيقة لا بدعة» للباحث ناصر المنصور[٣٢]. كما ألف مجموعة من رجال الدين كتاباً عنوانه «فتاوى علماء الدين في الشعائر الحسينية».[٣٣].
  • محمد حسين فضل الله. أبدى انتقاده الواسع للتطبير واستعداده للوقوف تجاهه: "نحن نشعر أن هذا يمثل مظهر تخلف في الوجه الشيعي الإسلامي، ونحن نشعر أن من واجبنا أن نفتي بذلك، ونحن نعرف أننا سنواجه عناصرالتخلف والعواطف الثائرة، ونحن مستعدون لمواجهتها بكل قوة وصلابة".[٣٤] ومن المعروف عن فضل الله مخالفته للشيعة في أمور كثيرة كإنكاره لحادثة كسر الضلع.
  • محمد اليعقوبي. حيث أجاب على استفتاء منشور على موقعه بما يلي: "التطبير وضرب الظهور بالآلات الحادة والمشي على الجمر ونحوها، فقد وجّهنا أتباعنا ومن يأخذ برأينا إلى تركه"[٣٦]
  • مرتضى مطهري. انتقد التطبير انتقاداً واسعاً في كتابه "الملحمة الحسينية"، حيث قال:
    «استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات...: الأولى على يد اليزيديين بفقدانه لجسده، والثانية على يد أعدائه الذين شوّهوا سمعته وأساءوا لمقامه، أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على يد أهل المنبر الحسيني، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم»

بين هؤلاء وهؤلاء

  • روح الله الموسوي الخميني. اختلف فيما ينسب إليه، فالبعض يقول بأنه أفتى بحرمة التطبير، والبعض يقول بأنه أفتى باستحبابه، والبعض يقول أنّه منعه في ظروف معيّنة فقط - كالحرب العراقية الإيرانية[٣٧] وينقل البعض أنّه عدّ التطبير أحد أسباب حفظ المذهب الشيعي في كتابه «صحيفة النور»: ”وهذه البواكي والمراثي والصيحات واللطم والمواكب هي التي حفظت نهج سيد الشهداء وقضيته ولو اقتصر الامر في رجل مقدس يجلس في غرفة منزله ويقرأ زيارة عاشوراء ويدير المسبحة لما بقي شئ كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج يجب أن تلطم عندها الصدور وكل مدرسة لايوجد فيها لاطموا صدور ولا يوجد عندها بكاؤون ولايوجد عندها ضاربون على الرأس والصدر فإنها لا تحفظ“.[٣٨]
  • علي السيستاني. لا يوجد له رأي صريح في كتبه وموقعه الرسمي، وهناك البعض ينسب له القول بالحرمة، والبعض ينسب له القوم بالحليّة. ويقول منير الخباز - وهو أحد طلّاب السيستاني - بأن السيستاني ليس مع أو ضد التطبير، ولا يتدخل فيه سلباً أو إيجاباً،[٣٩] مع العلم بأن السيستاني قال في إحدى فتاواه بالفارسية: ”فما يصدق عليه العزاء على حضرة أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" مستحب وفيه الترغيب الأكيد“.[٤٠]

مناقشة الأدلة

  • الضرر: عندما كان التطبير يكون بإسالة الدماء فقد وقع الخلاف بين المؤيدين والمعارضين، حيث يعتقد المؤيدون أن التطبير وإن كان يسبب الضرر إلا أنه ليس حراماً. لإن كلمة الفقهاء قد اتفقت - حسب اعتقادهم - على حرمة أصناف ثلاثة من الضرر فقط وهي قتل النفس، قطع أعضاء البدن، وشلّ القوى والحواسّ كقوة الإنجاب والولادة، وحاسة السمع والبصر، ولا يعد التطبير ضمن ذلك. بينما يقول المعارضون أن التطبير يعد من إيذاء النفس المحرم.
  • رواية ضرب زينب بنت علي رأسها: من الأدلة التاريخية على التطبير هو رواية يرويها الشيعة مضمونها أن زينب بنت علي عندما رأت رأس أخيها الحسين ضربت رأسها بمقدم محمل الناقة التي كانت عليها فسال الدم من رأسها. وقد روى هذه الرواية محمد باقر المجلسي في كتابه «بحار الأنوار»،[٤١] كما رواها آخرون ومنهم فخر الدين الطريحي في كتابه المعروف باسم «منتخب الطريحي»، [٤٢] و«جلاء العيون»، [٤٣] و«عوالم الإمام الحسين».[٤٤] ولذا انقسمت الآراء حول صحة هذه الرواية فمؤيدي التطبير يعدونها دليلاً شرعياً يجيز التطبير. بينما يخطئ المعارضون هذه الرواية، لأسباب:
  • أنها تناقض وصية الحسين لأخته بالتزام الصبر، حيث قال لها: ”أخية، إني أقسم عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي على وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت“. غير أن المؤيدين للتطبير يقولون بأن النهي عن الجزع في الرواية إنما هو ظرفي مؤقت لمكان قوله الحسين: ”إذا أنا هلكت“، لا أنه دائم مستمر.
  • أنها مرسلة.
  • التبرع بالدم: إبتكر المعارضون للتطبير بديلاً للتطبير وهو التبرع بالدم في يوم عاشوراء. وقد عارضها العديد من المؤيدين للتطبير ولكنهم لا يعتبرونها حراماً، لكنهم يرفضون كونها من الشعائر الحسينية. وكانت مجلة المنبر تنتقد التبرع بالدم في يوم عاشوراء انتقاداً شديداً، وقد شمل هذا النقد محمد حسين فضل الله، وعلي خامنئي.[٤٥] وقال صادق الروحاني: ”التبرع بالدم لمن يحتاج إليه من الأعمال الحسنة سيما إذا صار سببا لحياة إنسان وعدم هلاکه، ولكنه ليس من الشعائر الحسينية والإدماء الذي هو من الشعائر الحسينية هو التطبير وهذه الشائعة إنما هي للمنع عن الشعائر الحسينية“.[٤٦]
  • الحجامة: يعتقد مؤيدي التطبير أنه يكون كموضع الحجامة على الرأس. واستدلوا على أن النبي محمد قد شق رأسه، وقد وردت أكثر من خمس روايات في صحيح البخاري تؤيد ذلك. فيصح بذلك التطبير بقصد الحجامة.
  • الأنبياء السابقون: كمايُستدل على جواز التطبير، برواية تفيد أن النبي إبراهيم قد ساله دمه موافقة لدم الحسين. روى هذه الرواية محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار[٤٧]، ونص الرواية هو: ”إن إبراهيم عليه السلام مرّ في أرض كربلاء وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشُجَّ رأسه وسال دمه! فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شيء حدث مني؟ فنزل إليه جبرئيل عليه السلام وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يُقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه“.
  • تطبير جيش صعصعة بن صوحان: تروى رواية عن صعصعة بن صوحان العبدي، وهو أحد أصحاب علي بن أبي طالب (إمام الشيعة)، مضمونها أنه - صعصعة - كون جيشاً من البحرين متوجهاً لكربلاء لنصرة الحسين، وعندما وصلوا لكربلاء كانت المعركة قد انتهت، فأخرج جنود الجيش سيوفهم وأدموا رؤوسهم، ونص الرواية ”عندما عزم الإمام الحسين عليه السلام التوجه للكوفة بعدما أتته كتب أهلها يدعونه أن أقدم...، أرسل إلى شيعته في اليمن والبحرين وجبل عامل، يطلب منهم الالتحاق به في العراق، وقد تحرك جيش من البحرين بقيادة صعصعة بن صوحان العبدي متوجهاً إلى العراق ومر بالبصرة في طريقه إلى الكوفة فالتحق به جماعة كبيرة، أخبرتهم أن الإمام الحسين عليه السلام قد توجه إلى كربلاء ولما وصل الجيش البحراني البصراوي كربلاء سمع منادياً من عشيرة بني أسد ينادي قُتل الحسين وصحبه، فسألوا عن قبر الحسين عليه السلام فقيل لهم هذا، فانكبوا على تراب القبر يبكون ويضربون بأيديهم على رؤوسهم وصدورهم حزناً وحسرة على استشهاد الحسين عليه السلام ثم رفعوا سيوفهم من أغمادها وضربوا رؤوسهم بالسيوف حتى سالت دمائهم واختلطت بتراب قبر الحسين عليه السلام، وكانت هذه الحادثة بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام بتسعة أيام“.[٤٨]
  • استفتاء من المهدي: من الأدلة التي استدل بها على جواز التطبير هو ما روي عن آية الله العظمى زين العابدين النجفي حيث ينقل بعض الشيعة أنه التقى بالإمام الثاني عشر عندهم (المهدي عند الشيعة)، وسأله عن حكم التطبير فأجازه له، وقد ذكر هذه القصة حفيده في كتاب بيان الأئمة.[٤٩]

الخلاف والصراع

ملف:Tatbirduraz.jpg
إحدى السيارات المتضررة من الاشتباكات في الدراز.

تسبب الاختلاف بين مراجع الشيعة حول التطبير باشتباكات وتوترات بين المؤيدين والمعارضين للتطبير.

  • في عاشوراء سنة 1431 هـ الموافق لـ 27 ديسمبر 2009. خرج موكب تطبير في قرية الدراز[٥٠] بالبحرين، وقد تصدى بعض الرافضين للتطبير لهم، واندلعت مواجهات بينهم فأصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص إصابات متفرقة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما تضررت سيارتان بأضرار متفاوتة[٥١][٥٢].
  • في أيام شهر محرم كان الخطيب العراقي حسين الأميري يخطب في «حسينية أبو الفضل العباس» بقرية سند في البحرين. وفي يوم الثامن من محرم كانت محاضرته حول موضوع التطبير ومناقشة الأقوال فيه وكان عنوانها «تطبير السعداء على سيد الشهداء»، وفي يوم عاشوراء من تلك السنة، أي بعد يومين من إلقاء المحاضرة خرج موكب تطبير من الحسينية المذكورة، وبعد خروجه تعرض له جمع من المعارضين للتطبير، وكان المعارضين يقولون ”لبيك يا خامنئي“ إشارة للمرجع علي خامنئي الذي يمنع التطبير ويحرمه، بينما كان يرد عليهم المؤيدون ”لبيك يا حسين“.[٥٣]
  • توجه الإتهامات للحكومة الإيرانية، بأنّها تضيق الخناق على ممارسي التطبير، كما وجه إليها الإتهام بقتل المواطن حميد زين العابدين رضائي أثناء قمع موكب التطبير في مدينة خميني شهر، وهي إحدى توابع مدينة أصفهان.[٥٤]

آراء وانتقادات

  • أجرت مجلة المنبر التي كانت تصدر في الكويت عن هيئة خدام المهدي لقاءاً مع الدكتور بولس الحلو وهو لبناني ماروني المتخصصين في دراسة المجتمعات الإنسانية وتقاليدها فحينما سُئل الدكتور بولس الحلو عن التطبير الذي يمارسه الشيعة يوم العاشر مواساة لإمامهم الحسين، وما هو تقييمه له كشعيرة أجاب:
    «التطبير هو نموذج من نماذج استشعار الألم وإيذاء الجسد للوصول إلى حالة الاستذكار الكامل - كما أوضحت - والتطبير من وجهة نظري هو الشعيرة الأكثر تحريكا للمشاعر والأحاسيس»

.

كانت مدينة النبطية محاصرة بالدبابات الإسرائيلية كبقية مدن لبنان المحتلة، وكان اليهود يسيرون دوريات في جيبات عسكرية داخل المدينة وخارجها.. وفي يوم عاشوراء زادوا دورياتهم وأضافوا إلى كل سيارة جيب سيارة شاحنة جنود، لأن النبطية تحتشد في يوم عاشوراء بالوافدين من أنحاء لبنان، لمشاهدة تمثيل مصرع الإمام الحسين ومواكب التطبير، وما أن دخلت الدورية الإسرائيلية (جيب عسكري وشاحنة) إلى داخل الساحة، حتى واجهها الناس بالهتافات المعادية، وكان موكب (الضرِّيبة) في مفرق طريق شوكين، فاتجهوا نحو الدورية، وكان القارئ يقرأ لهم بمكبر الصوت، فقرأ لهم عن موقف علي الأكبر بن الإمام الحسين عليهما السلام، وردد قوله لأبيه الحسين: ما دمنا على الحق فو الله لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا!!

فزاد حماس موكب التطبير واتجهوا نحو الجنود الإسرائيليين هاتفين:

حيدر.. حيدر.. ملوحين بسيوفهم، وأكفانهم مضرجة بالدم.. فجن جنون اليهود، وحاولوا الهروب بسياراتهم فلم يستطيعوا وصدمت إحداها جداراً.. فنزلوا منها وتركوها وهربوا مشاة نحو قاعدتهم، وهم يطلقون الرصاص في الهواء كيفما كان! وتبعهم الناس بالأحجار، والضريبة بالسيوف.. ولم يقتل أحد منهم! لكن أشعل الفتيان النار في السيارات!فكانت بدية المقاومة الإسلامية في لبنان.. مقاومة حسينية مرعبة في يوم عاشوراء!!

قال محدثي: وبحث اليهود عن (حيدر) حتى عرفوا أنه اسم لعلي !! وقال: حدث في تلك المدة أن سيارة لبنانية انقلبت في الوادي في مدخل بلدة (أنصار) قرب نقطة الجيش الإسرائيلي، فنزل الجنود الإسرائيليون ورأوا السيارة مقلوبة على ظهرها، فقال أحد الجنود لركابها:أخرج من السيارة، أنت لاتموت! أنت تصيح: حيدر.. وتضرب نفسك بالسيف!!

علي الكوراني, كتاب الانتصار[٥٥]

التطبير في الشعر والأدب

كتب العديد من الشعراء قصائداً يمدحون فيها التطبير ويشجعون عليه. كما كُتبت العديد من النصوص الأدبية في التطبير. وكل يعبر عن رأيه في التطبير. من هذه النصوص ما كتبه آية الله حسن الحسيني الشيرازي:

التطبير حشود من الفدائيين يجتمعون ليلة عاشوراء هنا وهناك في مراكز مهيبة قد جلـّل جدرانها السوداء، واشتعلت في جوانبها الانوار الخافتة الحمراء، فيحلقون رؤوسهم بالمواسي، ويلبسون الأكفان البيض قطعتين: إزار ورداء ،ويشدون في اوساطهم السيوف ثم يخرجون في مواكب منظمة، تتقدمها مشاعل حمراء، وتتقدم كل موكب جوقة من أصحاب الطبول والصنوج والأبواق فيقرعون الطبول والصنوج، وينفخون في الأبواق، بقوة وعنف، ويهتفون من الصميم (.. حسين.. حيدر..) بطور حربي ،تزلزل الأرض، فتقشعر لها الجلود، وتنتصب لها كل شعرة في جلد كل من يسمعها من قريب أو بعيد. وتتجول المواكب أخريات الليل العاشر من المحرم، بين مراكزها، والعتبات أو الأماكن المقدسة، الموجودة في بلادها، حتى إذا لاح الفجر، وارتفع صوت الأذان خشعت الأصوات، فلا تسمع إلا همس المصلين. وإذا قرب طلوع الشمس تتجمع المواكب من جديد، فتصل الطبول والصنوج ،وتزعق الأبواق، ويهتفون : (.. حيدر.. حسين..) وتزلزل الأرض، وتقشعر الجلود، وتنتصب كل شعرة في جلد من يسمعها من قريب أو بعيد. وتهب المدينة عن بكرة أبيها، على الطامة الكبرى، وتزدلف الحشود على جوانب الطرق، التي تجوبها المواكب وتخرج المواكب من مراكزها - وفي كربلاء المقدسة، تخرج عادة من مبنى (المخيم) منسابة إلى الأماكن المقدسة التي تنفض فيها، ثم لا ترى إلا السيوف التي تقطر الدم، والرؤوس المخضبة، والأكفان الحمراء، والدموع التي تتحادر بلا استئذان، ولا تسمع سوى دوي الطبول والصنوج، وعربدة الأبواق، وأصوات الهاتفين : (.. حسين.. حيدر..) وعويل النساء، ونشيد الرجال، وتنقلب المدينة (كلها) ملحمة هادئة حزينة، يختلط فيها الدمع بالدم، وتتمزق القلوب أسفاً، على إنها لم تدرك الحسين فتنصره ثم تسلي نفسها بأنها إن لم تدرك شخصه لتنصره، فقد ادركت تاريخه لتنصره فيه، وتواسيه في المصاب، وتقاسمه المأساة. ثم يتفرق الناس وكل فرد بركان صغير، في صميمه النار، وفي قلبه ثورة وفي عقله عبر وعظات، لا تمسح، لو عصف بها الدهر كله، وتصببت عليها البحار

حسن الحسيني الشيرازي, كتاب الشعائر الحسينية

هذا مقطع من قصيدة للشاعر العراقي جابر الكاظمي:

قسماً بالفجر إذا أزهر... قسماً بالبدر إذا أسفر

قسماً بالآية إذ نزلــت... إنـا أعطيناك الكوثـر

من أرؤسنا دمنا يـجري... لنواصلها بدم المـنحـر

ونــداء ســـوف نردده... حـيدر حيدر حيدر حـيدر

من قصيدة (هاماتنا السماء) للشاعر العراقي سيف الذبحاوي:

هامـاتنا السماء والجرح كربلاء... تسبيحنا السيوف بالدم إذ تطـوف

من كوثر النزيف للمنحر الشريف... ركب الجراح جـاء بزينب الـدماء

دمـاؤنا تسيل نهر إلى الكفيـل... وفيه الف عين تبكي على الـحسين

مقطع من قصيدة (نطبر هامه) وهي قصيدة للشاعر البحريني محمد علي الشهابي. مختلطة بين اللهجة الفصحى واللهجة البحرانية:

هذه الأسياف مرآى كل عين... إنها بيضاء تزهو كاللـجين

وغداً تكسى بثوب الإحمرار... من دماءٍ آمنت باسم الحسين

نطبر هامه بسيف وقامه.. ننزل موكب للتطبير

مصادر

المصادر

مطبوعات


  1. ^ Fatawa of Maraje on Tatbeer, Qama Zani
  2. ^ الرد على ما ينسب إلى السيد أبوالحسن الأصفهاني
  3. ^ الحسيني الشيرازي, صادق. أجوبة المسائل الحسينية. pp. 93. 
  4. ^ التطبير - مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية
  5. ^ عبد الأعلى الموسوي السبزواري
  6. ^ فتوى السيد الروحاني بشأن التطبير
  7. ^ خوئی
  8. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الميرزا جواد التبريزي
  9. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني
  10. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الشيخ محمد تقي بهجت
  11. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد صادق الشيرازي
  12. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد محمد مفتي الشيعة
  13. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد أبو القاسم الكوكبي
  14. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد محمد الشاهرودي
  15. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد محمد الوحيدي
  16. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد محمد علي الأبطحي
  17. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد محمد مهدي اللنكرودي
  18. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد مهدي إخوان المرعشي
  19. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الشيخ يحيى النوري
  20. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد تقي القمي
  21. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد كرامة الله ملك الحسيني
  22. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - السيد يوسف المدني التبريزي
  23. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الشيخ محمد الكرمي الأهوازي
  24. ^ الرد على ما ينسب للسيد الخوئي - الشيخ يحيى الأنصاري الشيرازي
  25. ^ الرد على ما ينسب إلى السيد الخوئي (الشيخ الفياض)
  26. ^ الاستفتائات الفقهية للمرجع محمد إسحاق الفياض - الشعائر الحسينية
  27. ^ منتخب المسائل. المطبعة العلمية 1343 هـ. طهران. ص 172 {هل يجوز ضرب الرؤوس بالسيوف في يوم عاشوراء أم لا؟ جواب الشيخ الحائري قدّس سرّه: يجوز ما لم يضر بالنفس}'
  28. ^ الطباطبائي: التطبير واجب كفائي
  29. ^ الروحاني: تشنيع أعداء المذهب على المذهب الشيعي لا يکون مانعاً عن التطبير
  30. ^ شمس الدين الواعظي: التطبير عندنا جائز
  31. ^ مقدمة التحقيق - الشعائر الحسينية في الميزان الفقهي
  32. ^ الفهرس - التطبير حقيقة لا بدعة
  33. ^ الفهرس - فتاوى علماء الدين في الشعائر الحسينية
  34. ^ الشعائر الحسينية - بينات
  35. ^ لماذا التطبير. عبد العظيم المهتدي البحراني.
  36. ^ استفتاء حول التطبير
  37. ^ نقل هاشم الهاشمي عن رأي الخميني
  38. ^ صحيفة النور.ج8.ص69
  39. ^ منير الخباز: أنا لستُ مع التطبير ولا ضد التطبير، ولا أتدخل في هذا الأمر لا سلباً ولا إيجاباً
  40. ^ رأي السيستاني
  41. ^ بحار الأنوار. ج 45. ص 115
  42. ^ منتخب الطريحي. ج2. ص478.
  43. ^ جلاء العيون. السيد عبد الله شبر. ج2. ص238.
  44. ^ عوالم الإمام الحسين (عليه السلام). الشيخ عبد الله البحراني. ص373.
  45. ^ القطرة - موقع رؤى ومحاضرات الشيخ الحبيب - الإجابات - رسالة غصة وألم من البحرين بسبب موضوع التطبير
  46. ^ الروحاني: التبرع بالدم ليس من الشعائر الحسينية
  47. ^ بحار الأنوار. ج44. ص243.
  48. ^ لم تكن ردة. محب الدين الطبري الشافعي. ص272
  49. ^ بيان الأئمة عليهم السلام. ج2. ص461، ص462
  50. ^ الدراز قرية ذات غالبية شيعية
  51. ^ الوسط: إصابة عدة أشخاص باشتباكات في الدراز بسبب «التطبير»
  52. ^ الوكالة الشيعية للانباء (إباء): مناوشات بين مؤيدين ومعارضين للتطبير في الدراز
  53. ^ البحرين: قرية سند والصراعات العلنية حول التطبير..لبيك يا حسين في مواجهة: لبيك يا خامنئي!
  54. ^ بيان ياسر الحبيب حول قمع مواكب التطبير في أصفهان
  55. ^ http://tatbir.com/index1/hekayat/hekayat2.htm قصة التطبير في مدينة النبطية

arz:تطبير de:Tatbir Tatbir]] eo:Tatbir fa:قمه‌زنی fr:Tatbir pl:Tatbir ru:Татбир