المسيحيون العرب مصطلح يطلق على المسيحيين الذين ينتمون إلى الهوية العربية عن طريق النسب العربي أو تحدثهم اللغة العربية أو إتخاذ البلاد العربية وطنا للاستقرار الدائم. ويبلغ نسبتهم حوالي 10% من مجمل سكان الوطن العربي أي حوالي 20 مليون نسمة.
بحسب التاريخ أغلب العرب في الجزيرة العربية كانوا وثنيين قبل المسيحية، لكن بعد مجيء المسيح تحول كثير منهم إلى الديانة المسيحية لا سيما الساكنين في الجزيرة والشام والجدير بالذكر أن أول مملكة اعتنقت الديانة المسيحية هي مملكة الرها في منطقة سورية بعد اعتناق ملوكها الأباجرة العرب تلك الديانة، وكذلك العرب الأنباط والعرب الطائيون اعتنقوا المسيحية وبنوا عددا من الكنائس لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم، وكذلك مملكتي الغساسنةوالمناذرة اللتين كانتا تتخذان من المسيحية ديانة رسمية لهما، وعثر على كنائس نسطورية في حفريات الحيرة وكنيسة في جزيرة عكاز واثنتين في جزيرة فيلكا الكويتية وجزيرة صير بني ياس الإماراتية، وفي منطقة الجبيل السعودية، وكنائس غسان كانت على مذهب الأرثوذكسية الشرقية جنوب سوريا وعثر على عدد منها في سوريا والأردن. أما الكنائس في العالم العربي فكثيرة أبرزها كنيسة القيامة في القدس.
المسيحيين العرب يشكلون قوة فعالة في المنطقة، فهم ويهيمنون على لبنان ويشغلون مناصب كبرى في السلطة الفلسطينية، ويشكلون نسبة كبيرة من الأثرياء في مصر.[٨]
يبلغ عدد المسيحيون العرب والناطقون بالعربية ما بين ال22 إلى ال33 مليون نسمة، ويعيش حوالي 15 إلى 20 مليون نسمة[١٤][١٥]
في منطقة الشرق الأوسط. أكبر عدد للمسيحيين العرب موجود في مصر وأكبرهم كنسبة لعدد السكان موجودة في لبنان (وهو البلد الذي تعتبر فيه نسبة المسيحيين الأعلى في كامل الشرق الأوسط ,ولهم تأثير كبير على الحياة السياسيّة والاقتصاديّة. كما وتتمد كنائسهم من أقصى الشمال اللبناني إلى أقصى جنوبه) كما يتواجد عدد أكبر في سوريا وكذلك يتواجد في فلسطينوالأردنوإسرائيل مسيحيون عرب، بالإضافة إلى بعض المسيحيين في العراق.
كما تضم بعض البلدان المجاورة مثل تركياوإيران تجمعات صغيرة من المسيحيين وفي تركيا يعيش 10,000 مسيحي عربي خصوصا في هتاي، كما يوجد أكثر من مليوني مسيحي في جنوب السودان، لكن لا يحسب هؤلاء ضمن سكان الشرق الأوسط.
مصر
تجمع معظم الإحصاءات على أن نسبة المسيحيين بمصر تتجاوز نسبة الـ 10% من إجمالى عدد سكان مصر، أى حوالى 8 مليون نسمة على أقصى تقدير وبذلك مصر تجوي اكبر تجمع مسيحي في العالم العربي. في حين أنه حسب إحصاء ذاتي اعلن عنه البابا شنودة الثالث طبقا لسجلات الافتقادات الكنسيه يقدر عدد المسيحيين بأكثر من 12.7 مليون داخل مصر؛ هذا بالإضافة الي 2 مليون خارج مصر ويتركز معظمهم في الولايات المتحدة فيقدر تعدادهم 900 الف نسمة بكل الولايات هذا بجانب كندا واستراليا وسويسراوبريطانياوفرنساوالمانياوالنمساونيوزيلانداوإيطالياواليونان. فضلا عن اقباط النوبه والسودان وليبيا واثيوبيا.
بينما تذهب الإحصائيات المحايدة إلى أن عدد المسيحيين أقل من ذلك بكثير. فبحسب تقدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) فإن نسبة المسيحيين لا تزيد عن 9% من تعداد سكان مصر.
يعاني المسيحيون في مصر من التمييز [١٦] في عدة مجالات مثل بقضية بناء الكنائس في مصر؛ أو وجود نسبة قليلة جدًا في المسيحيين يشغلون مناصب هامة، كضباط في الجيش؛ وومن العلاقة المتوترة والاقتتالات طائفية مع المسلمين،[١٧] ومع ذلك فقد برز عدد من الاقباط غي المجالات الاقتصادية والثقافية؛ فهناك تقارير تقول ان الاقباط يسيطرون على 40% من الاقتصاد المصري،[١٨].
ومع ان غالبية الاقباط يتحدثون اللغة العربية الا انهم يعرفون انفسهم جزء من القومية والشعب القبطي.
هنالك 810,000 مسيحي عربي غير قبطي يعيشون في مصر وهم اساسا ابناء المهاجرون من الشام وينتمي غلبيتهم الى الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية الشرقية وقد لعبوا دور طليعي في تحديث المجتمع وعصرنته والانفتاح على الغرب الأوروبي وإنشاء دور الصحف وتحديث الطباعة والنشر وكذلك العمل في المهن الحرة والمصارف وكانوا جزء من الطبقة الثرية والمتعلمة.[١٩]
لبنان
حوالي 40% من السكان البالغين 22 سنة في لبنان[٢٠] ينتمون إلى الديانة المسيحية، وهو البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرف دستوري. ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها،[٢١] كما أن اللبنانيين منتشرون حول العالم كمهاجرين ومغتربين أو منحدرين من أصول لبنانية. ويبلغ عدد سكان لبنان بحسب تقدير الأمم المتحدة لعام 2008 حوالي 4,099,000 نسمة.[٢٢] ويُقدر عدد اللبنانيين المغتربين والمتحدرين من أصل لبناني في العالم بحوالي 8,624,000 نسمة، وفقا لإحصائية من سنة 2001،[٢٣] ينتمي أكثرهم إلى الديانة المسيحية، وذلك لأن الهجرة اللبنانية أول ما بدأت من متصرفية جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية.[٢٤]
شكل المسيحيون قبل الحرب الأهلية اللبنانية نسبة 65% من السكان وبسبب الهجرة والتهجير وصلت نسبة المسيحيون في لبنان الى 40 % وهي اعلى نسبة للمسيحيون في دول الوطن العربي.
ساهم المسيحيون في لبنان خلال القرنين التاسع عشر والعشرين في حركة النهضة العربية، فلعبوا دوراً هاماً في النهضة الثقافية والسياسية العربية كفتح المدارس، إحياء اللغة العربية، إصدار الصحف، تأسيس الجمعيات، والأهم المساهمة في تأسيس الجمعيات السياسية العربية مع المسلمين والمطالبة باللامركزية وبجعل اللغة العربية رسمية في إدارة الدولة والمحاكم وغيرها.[٢٥]
يشكلون 10% من مجموع السكان حسب التقديرات الأميركية[٢٦] في حين تقول المصادر الرسمية ان نسبة المسيحيون في سوريا هي 8% [٢٧]. تختلف الكثافة المسيحيّة حسب المناطق السوريّة فبينما تصل إلى 20% في منطقة الجزيرة الفراتية و 10% في حلب والمنطقة الساحليّة 15%، تنخفض إلى 5% في كل من دمشق ومنطقة سهل الغاب [بحاجة لمصدر].
ينتمي المسيحيون في سوريا إلى جميع الطوائف المسيحية، وأكثرهم من الطائفة الأرثوذكسية، ويقيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس في دمشق، ويتحدث غالبيتهم العربية كلغة أم وتستخدمها العديد من الكنائس كلغة طقسية إضافة لللارامية السورية القديمة (السريانية).
أما بالنسبة للأرمن السوريون فهم يستخدمون اللغة الأرمنية كلغة طقسية كما لا زال معظم الأرمن يتحدثون الأرمنية كلغة أم.
و بالنسبة للسريان فما زالت أعداد منهم تتحدث اللغة السريانية الآرامية في بعض بلدات جبال القلمونومنطقة الجزيرة السورية. في حين أن اللغة السريانية لا زالت مستخدمة كلغة طقسية لدى كافة الكنائس السريانية في سوريا والعالم.
ونظراً لكون النظام السياسي (رسمياً) هو نظام علماني فقد منح الدستور والقانون السوري للمسيحيين كامل حقوقهم منذ استقلال سورية، وقد كان منهم رئيس مجلس النواب فارس الخوري ووزراء وعدد من رؤساء أركان الجيش وفي مختلف المسؤوليات السياسية والإدارية، ولكن هجرتهم إلى خارج سورية ازدادت في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين بشكل خاص بحثاً عن أوضاع أفضل في أوروبا وأمريكا، فضلاً عن تخوفهم من صعود التيار الإسلامي الأصولي.[٢٥]
والمسيحيون في سوريا كالمسلمين موزعين على مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، كما لهم كل الحرية في بناء الكنائس والمعابد واستقلالية في إدارتها، ويقضي قانون الأحوال الشخصية في سوريا موافقة الكنيسة على الزواج والطلاق وما عدا ذلك تتعامل المسيحيات في القانون كالمسلمات.
بلغت الهجرة من سوريا أوجها عام 1980 وما بعد واستطاع قسم من الراغبين أن يهاجر عن طريق أقرباء لهم أو مقيمين في بلدان الهجرة، كندا، أمريكا، السويد، وبسبب نسبة المتعلون العالية لدى المسيحيون في سوريا وكون ومن بينهم من يشغل مسؤوليات إدارية عالية، وعدد من الكفاءات العلمية، مثل أطباء مهندسون ومحامون وبسبب قلة الفرص فقد هاجر عدد كبير منهم. وفاقمتها الأحداث التي اندلعت بين السلطة في سورياوالأخوان المسلمين منذ عام 1980 وبعدها، ثم تعاظمت الهجرة حتى بدت واضحة تماما بعد أن انحسرت نسبة المسيحيين لدرجة ملحوظة. ففي عام 1980 كانت نسبتهم في سوريا حوالي 9%، انخفضت خلال ربع قرن إلى 10%، ولم تكن النسبة هي التي انخفضت فقط بل العدد نفسه، إذ كان عدد المسيحيين في تلك الفترة 2.5 مليون، بينما الآن لا يصل هذا العدد إلى 2 مليون.
المسيحية هي ثاني ديانة في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام و هي ديانة معترف بها حسب الدستور العراقي حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. يتوزع أبنائها على عدة طوائف و يتحدث غالبيتهم اللغة العربية كلغة أم في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة و اللغة الأرمنية.
كانت نسبة المسيحيين في العراق حسب إحصاء عام 1947م, 3.1% أي حوالي 149 ألف نسمة من أصل الأربعة ملايين و نصف سكان العراق الإجمالي [٢٨]. وقد قدر عددهم في الثمانينيات بين المليون و المليونا نسمة من مجموع سكان العراق. انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات و ما أعقب حرب الخليج الثانية من أوضاع اقتصادية و سياسية متردية. كما أن هذه الهجرة تسارعت وتيرتها بعد احتلال العراق عام 2003 و أعمال العنف الطائفي التي عصفت بالعراق و أدت إلى تهجير عدد كبير من مسيحيي العاصمة بغداد و خصوصاً ضاحية الدورة إضافة إلى مسيحيي المدن الأخرى إلى خارج العراق أو إلى منطقة إقليم كردستان العراق الآمنة نسبياً.
يتواجد المسيحيون في العراق في كافة المحافظات تقريباً لكن وجودهم يتركز في العاصمة بغداد حيث يتواجد أكبر تجمع سكاني لهم و في منطقة سهل نينوى قرب الموصل شمال العراق. في حين أنهم يتواجدون في دهوك و أربيل و الموصل و البصرة و العمارة و الحلة و بعقوبة و الحبانية و كركوك و غيرها حيث تتواجد كنائس لهم فيها.
يعتبر المجتمع المسيحي في إسرائيل مجتمع حضري، إذ يعيش 98% من المسيحيون العرب في مجمعات حضرية. وينتمي غالبية المواطنين المسيحين إلى الطبقة الوسطى والطبقة الغنية أو الطبقة العليا،[٣٥] كما أنّ أكثر العائلات ثراء بين المواطنين العرب في إسرائيل، مثل عائلة طنوسوعائلة خياط، عائلات مسيحية.
الفلسطينيون المسيحيون يشكلون نحو 30% من مجمل تعداد الفلسطينيين حول العالم [بحاجة لمصدر], إلا أنهم يشكلون ما بين 2.1% - 3.4% فقط من تعداد سكان الأراضي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوقطاع غزة، وذلك لأن معظم مسيحيي فلسطين قد تم تهجيرهم قسرياً وطردهم من بيوتهم ووطنهم من قبل القوات الاسرائيلية عالم 1948، بالإضافة إلى هجرة البعض بعد ذلك بسبب الاحتلال الاسلاائيلي وجدار الفصل وأيضا لأسباب اقتصادية.
معظم مسيحيو الأراضي الفلسطينية متواجدون في الضفة الغربية حيث يصل عددهم إلى أكثر 51000 ألفا منهم 10 آلاف في القدس[٤١], في حين أن عددهم في قطاع غزة هو في حدود 5000 مسيحي فقط [٤١].
من الناحية العرقية فإن المسيحيين الفلسطينيين بشكل عام ينحدرون في الأصل من خليط من العرب المسيحيين الذين سبقوا الإسلام (الغساسنة) والأراميين والكنعانيين والسريانوالأرمنوالبيزنطيين.
لعب المسيحيون دور في الحركات والاحزاب الوطنية، وبرز منهم عدد كبير من المثقفين وبرزوا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالمسيحيين فهم لديهم 64 مدرسة، جامعتان ومعهدان، اضافة الى كونهم يديرون ثلث الخدمات الطبية في الضفة الغربية.[٤٢] ويتعبر عدد منهم جزء من النخبة السياسية والثقافية والاقتصادية.
يقدر عدد الفلسطينيون المسيحيين العرب الذين بعيشون في الشتات الفلسطيني 400،000.
إن المسيحيين في الأردن أثقل وزنا من الناحية الاقتصادية والسياسية مقارنة بحجمهم السكاني، وهم يديرون العديد من المدارس والمستشفيات. كما أنهم أكثر تأثرا بالغرب ، ولديهم نسبة متعلمين اعلى من النسبة السكانية، وينتمي غالبيهم الى الطبقة الوسطى والعليا وبذلك فهم يعتبرون من الاقليات الناجحة.[٤٣]
شمال افريقيا والخليج العربي
يتواجد أيضا في بعض دول الخليج العربي مثل الكويتوالبحرين أقليات مسيحية من السكان المحليين كما يتواجد في العالم العربي عموماً ودول الخليج العربية خاصةً جاليات مسيحية كبيرة وفدت للعمل، وكذلك الأمر في دول المغرب العربي في شمال أفريقيا، حيث تتواجد تجمعات صغيرة من المسيحيين غالبيتهم أجانب أوروبيين، ومع ذلك يتواجد أيضا بعض المسيحيين المحليين من الذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية.[٤٤]