ثورة
الثورة (بالإنجليزية: Revolution) مصطلح يستخدم في سياقات ومعان عديدة، إذ قد يكون إشارة إلى تغيرات جذرية وأساسية في حقل من حقول العلم والمعرفة، كالقول بالثورة الصناعية، أو الاقتصادية أو الثقافية. أو قد يكون إشارة إلى تحولات رئيسية في البنى الاجتماعية والسياسية. وغالبًا ما يشير مفهوم الثورة إلى تغيرات تحدث عن طريق العنف والانقلاب في شكل حكومة بلد ما.
الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب. وصف الفيلسوف الإغريقي أرسطو شكلين من الثورات في سياقات سياسية:
- التغيير الكامل من دستور لآخر
- التعديل على دستور موجود
والثورة تدرس على أنها ظاهرة اجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة ما هدفها التغيير (لا تشترط سرعة التغيير) وفقا لأيدولوجية هذه الفئة أو الجماعة، ولا ترتبط بشرعية قانونية، كما تعبر عن انتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة الثوار.
الثورة أحداث نادرة الوقوع نسبياً - ولكنها هامة من الناحية التاريخية، يتم خلالها قلب النظام السياسى والاجتماعى كلية، وذلك باستخدام وسائل عنيفة عادةً، ثم يتم إعادة بنائه على أسس جديدة بقيادة جديدة. وقد أصبحت كلمة ثورة تطبق بشكل فضفاض على كل تغير اجتماعى بعيد المدى، كما هو الحال فى: الثورة الصناعية، وثورة الكومبيوتر، وثورة الموضة وغيرها. ولكننا نؤكد أن معناها الأساسى مايزال سياسي الطابع.
وتعتبر الثورة الأمريكية عام 1776 والثورة الفرنسية عام 1789 هما النموذجان السائدان لكل الثورات الحديثة جميعا. فكلاهما كانت له أجندة سياسية واضحة. وكلاهما انتهى بتحول كامل فى علاقات القوة أو السلطة. وقد كان للثورة الروسية عام 1917 والثورة الصينية عام 1948 فى هذا القرن نتائج مشابهة بعيدة الأثر. ولم تكن كل الثورات فى التاريخ الحديث ذات توجه نحو الاشتراكية أو المساواة أو حتى داعية إلى التحديث. فكثير منها كان ذا توجه مناوئ للديمقراطية أو يمينى. دليل ذلك الحركات المتطرفة التى اجتاحت الشرق الأوسط، وبصفة خاصة مع الإطاحة الثورية بشاه إيران فى عام 1979. وقد شهدت التسعينيات ثورات رجعية (قى الاتجاه المعاكس للاشتراكية) فى العديد من الدول الشيوعية السابقة.
التعريف التقليدي للثورة
التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا.
التعريف المعاصر للثورة
في معجم اللغة العربية المعاصرة الثورة في معناها السياسي هي: «اندفاع عنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييرا أساسيا».
كما عرف القاموس السياسي الثورة على أنها «عمل من أعمال العنف يتخذ صورة نضال مسلح يقوم به جانب من الشعب في وجه حكومتهم خروجا على قوانينها مما يعرقل ممارستها لسيادتها... وإذا امتد هذا النزاع المسلح واتسع مداه حتى أصبحت قوات الطرفين متكافئة نوعا ما تحولت الثورة إلى ما يعرف بالحرب الأهلية».
والتعريف أو الفهم المعاصر والأكثر حداثةً للثورة هو التغيير الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية في النظام السابق لتحقيق طموحات التغيير لنظام سياسي نزيه وعادل ويوفر الحقوق الكاملة والحرية والنهضة للمجتمع. والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم. وقد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989، أو عسكرية وهي التي تسمى انقلابا مثل الانقلابات التي سادت أمريكا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات الستينات من القرن العشرين، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962).
أما الانقلاب العسكري فهو قيام أحد العسكريين بالوثوب للسلطة من خلال قلب نظام الحكم، بغية الاستئثار بالسلطة والحصول على مكاسب شخصية من كرسي الحكم.
كما قد تعني الثورة في معنى آخر التطور البليغ أو كما هو متعارف عليه في مجال التكنولوجيا والعلوم التطبيقية حيث يستخدم مصطلح (ثورة) في الإشارة إلى ثورة المعلومات والتكنولوجيا.
الثورة والتمرد
من الصعب أن نقيم تمييزاً واضحاً بين الثورة السياسية والتمرد، على الرغم من أن البعض يرى أن لفظ ثورة يجب قصر استخدامه على الحالات التى تحاول فيها الصفوة الحاكمة الجديدة أن تجرى تغيرات جذرية فى البناء الاجتماعى لمجتمع ما بعد الثورة، بينما يتعين قصر مصطلح تمرد على الاضطرابات السياسية المحدودة التى تقوم على إحلال جماعة حاكمة محل أخرى. وعلى هذا الأساس، فإن حالات التمرد يمكن أن تتحول تدريجيا إلى ثورات، تبعاً لحكمنا على مدى التغيرات الاجتماعية التى تعقب الاستيلاء على السلطة، وكثافتها.
الثورة في التاريخ السياسي
الثورة ظاهرة مهمة جدآ في التاريخ السياسي. الثورة هي حركة سياسية في البلد حيث يحاول الشعب إخراج السلطة الحاكمة. تستخدم هذه المجموعات الثورية العنف في محاولة إسقاط حكوماتها. يؤسس الشعب حكومة جديدة في البلد بعد إسقاط الحكومة السابقة. ويسمى هذا التغيير في نظام الحكومة (أو في القادة الحاكمة) ”الثورة“ لأنه يصبح إلى السلطة الحاكمة الجديدة.
في الثورات أحيانا، يتعرض الجيش ضد السلطة الحاكمة، وبعد ذلك يأسس حكومة استبدادية عسكرية في البلد. وفي الحقيقة تبدأ كثير من الثورات بتحرك الشعب ولكن تنتهي في دكتاتوريات عسكرية. انتهت معظم الثورات في أمريكا اللاتينية بحكومات عسكرية مثلا. نرى في التاريخ أن الثورة حادث سياسي خطير. معظم الثورات في التاريخ السياسي عنيفة. وكثير من الثورات أصبحت حروب ثورية ومات فيها كثير من الأبرياء. والثورة هي مجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع.
أنواع الثورة
ثمة العديد من الأنواع المختلفة للثورات في العلوم الاجتماعية والأدب. وتتخذ التغيرات السياسية التي تنتج عن قيام الثورات أشكالاً واتجاهات مختلفة؛ فالثورات الفرنسية والروسية والصينية قد أحدثت تغيرات جذرية على صعيد البنية الاجتماعية. فالثورة الفرنسية عام 1789م، على سبيل المثال، قد أنهت حكم الملك لويس السادس عشر وحولت الحكم إلى نظام جمهوري، ورفعت شعارات الحرية والإخاء والمساواة، كما استندت إلى دستور ينص على حقوق الأفراد وواجباتهم، وأعلنت قيام دولة المؤسسات ممثلة في الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، مؤكدة على حق الأفراد في التنظيم وحريتهم في الاعتقاد. وكذلك الثورة الروسية في عام 1917م التي لم تكتف بعزل القيصر، بل عملت على إحداث تغييرات اجتماعية أساسية، كإلغاء نظام الملكية الفردية. وبشكل قريب من نموذج الثورة الروسية، قامت الثورة الشيوعية الصينية عام 1949م بانتزاع الأراضي من الإقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين، وحققت مجانية التعليم والعلاج.
في حين اتخذت الثورة الأمريكية (1775- 1783م) طابع حركة التحرير الوطني إذ اكتفت بالمطالبة والنضال في سبيل الاستقلال من الحكم البريطاني دون إحداث تغييرات رئيسية في البنية الاجتماعية.
وتتفاوت الفترة الزمنية التي يتمكن فيها الثوار من السيطرة على الحكم من ثورة لأخرى. فقد حارب الشيوعيون الصينيون لمدة 22 عامًا قبل أن يتمكنوا من هزيمة حكومة الصين الوطنية عام 1949م. وقد استخدموا في سبيل إنجاح تلك الثورة تكتيكات واستراتيجيات عديدة. واعتمدوا على قوة التنظيم وشن حرب عصابات في عديد من مناطق الصين.
وفي الجزائر قادت الثورة الجزائرية نضالاً مسلحًا ضد الاستعمار الفرنسي استمر سبع سنوات قدم فيه الجزائريون أكثر من مليون شهيد.
ويمكن أن نشير إلى دور العديد من الحركات السياسية في أمريكا اللاتينية نموذجاً آخر من نماذج الثورات التي تمكنت من تغيير بعض الحكام المستبدين، دون أن يصاحب ذلك إحداث تغييرات أساسية في أنظمة الحكومة أو في البنية الاجتماعية للدولة. ويطلق علماء السياسة على هذا النوع من الثورات ثورات ضد السلطة، لكونها ذات هدف محدود هو الإطاحة بالحكومة القائمة. وفي عديد من الحالات تم انتقال هذه الثورات إلى مراحل أعلى، فتحولت إلى ثورات سياسية أو اجتماعية. انظر: الانقلاب؛ المجلس السياسي.
وعلى صعيد الثورات العلمية، فإنها لا تؤدي إلى تغيرات سياسية مباشرة، ولكنها تحقق بشكل تراكمي انتقال المجتمع من حالة إلى أخرى. فقد غيرت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر الميلاديين الطبيعة الأساسية للمجتمع الأوروبي من الحياة الريفية إلى الحياة المدنية. كما أدى اختراع الهاتف والتطورات الأخرى في مجال التقنية والاتصالات في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلاديين إلى إحداث ثورات في مجال الصناعة والحياة اليومية للمجتمعات.
كما أن كثيرًا من الثورات، وبخاصة في دول العالم الثالث، كانت موجهة مباشرة إلى الاستعمار وكانت تهدف إلى تحقيق السيادة والاستقلال، ويطلق على هذا النوع من الثورات "الثورات الوطنية".
فرَّق ألكسيس دو توكفيل بين:
- الثورة السياسية، الثورات المفاجئة والعنيفة التي لا تسعى فقط إلى إقامة نظام سياسي جديد بل إلى تغيير مجتمع بأكمله؛
- وتحولات بطيئة لكنها شاملة للمجتمع والتي تستغرق عدة أجيال لإحداثها (مثل التغيرات في الدين).
واحد من عدة نماذج ماركسية مختلفة يقسم الثورات إلى:
- ما قبل الرأسمالية
- البرجوازية المبكرة
- البرجوازية
- البرجوازية الديمقراطية
- البروليتاريا المبكرة
- الاشتراكية
يفرّق عالم الثورات المعاصر، تشارلز تيلي، بين:
- الانقلاب (الاستيلاء على السلطة)
- الحرب الأهلية
- التمرد
«الثورة العظيمة» (وهي الثورة التي تغير الهياكل الاقتصادية والاجتماعية وكذلك المؤسسات السياسية مثل: الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الإيرانية).
يحدّد مارك كاتز ستة أشكال للثورة:
- ثورة ريفية
- ثورة حضرية
- الانقلاب، مثل مصر عام 1952
- ثورة إلى الأمام، مثل القفزة العظيمة للأمام عام 1958
- ثورة خارجية، مثل غزوة الحلفاء لإيطاليا عام 1944 وألمانيا عام 1945
- ثورة بالتناضح، مثل الأسلمة التدريجية لعدة دول
لا تعدّ هذه التصنيفات مترابطة بشكل أساسي؛ إذ بدأت الثورة الروسية عام 1927 بالثورة الحضرية لإسقاط القيصر ثم أتت الثورة الريفية تلتها الثورة البلشفية في نوفمبر. صنَّف كاتز الثورات على النحو الآتي:
- مركزية؛ الدول، عادةً القوة العالمية التي تلعب دورًا أساسيًا في الموجة الثورية؛ على سبيل المثال الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية وإيران منذ عام 1979
- الثورات الطموحة التي أعقبت الثورة المركزية
- الثورات التابعة أو العمياء
- الثورات المتنافسة، مثل يوغسلافيا الشيوعية والصين بعد عام 1969
أما من ناحية أخرى، يصنّف كاتز الثورات إما ضد (الملكية والديكتاتورية ومعاداة الشيوعية ومعاداة الديمقراطية) أو مع (الفاشية والشيوعية والقويمة وإلخ). في الحالات الأخيرة، غالبًا ما تكون الفترة الانتقالية ضرورية لاتخاذ قرار بشأن الاتجاه المقرر.
من بين أنواع الثورة الأخرى، التي أنشئت من أجل أنماط مختلفة، الثورات الاجتماعية؛ وثورة البروليتاريا أو الثورة الاشتراكية (المستوحاة من أفكار الماركسية التي تهدف إلى استبدال الرأسمالية بالشيوعية)؛ والثورات الفاشلة أو التي تؤدي إلى الفشل (الثورات التي تفشل في تأمين السلطة بعد الانتصارات المؤقتة أو التعبئة على نطاق واسع)؛ أو الثورات العنيفة ضد الثورات السلمية.
استُخدم مصطلح الثورة أيضًا للدلالة على التغيرات الكبيرة خارج المجال السياسي. ومن المسلم به عادة أن مثل هذه الثورات تُعتبر تحولات جذرية في المجتمع والثقافة والفلسفة والتكنولوجيا أكثر منها في الأنظمة السياسية؛ وغالبًا ما تُعرف بالثورات الاجتماعية. يمكن أن يكون بعضها عالميًا، بينما يقتصر بعضها الآخر على بلدان معينة. واحدة من الأمثلة الكلاسيكية على استخدام كلمة الثورة في هذا السياق هي الثورة الصناعية أو الثورة العلمية أو الثورة التجارية. من الملاحظ أن مثل هذه الثورات تناسب أيضًا مع تعريف «الثورة البطيئة» الذي وضعه توكفيل. مثال مشابه أيضًا هو الثورة الرقمية.
أسباب الثورة
تحدث أغلب الثورات من جراء استياء عام بين الشعب بسبب تراكم مشاكل خطيرة. فالفقر والظلم والقسوة والفساد ووجود حكام غير مؤهلين كلها عوامل تؤدي إلى الثورة. ولكن، في أغلب الحالات، لاتكون المشاكل الاجتماعية وحدها سببًا كافيًا لإحداث ثورة. فالمشاكل الاجتماعية تدفع المرء إلى اليأس أكثر مما تجعله يعمل للحصول على حياة أفضل. والثورة بحاجة إلى قادة أقوياء يستغلون الأوضاع المتردية ويعملون على توحيد الجماهير خلف برنامج يمنيهم بتحسين الأوضاع. وتحدث الثورة عندما يفقد الحكام الثقة في أنفسهم، ويبدأون بالإذعان إلى مطالب غرمائهم. فالتنازلات التي يبديها الحكام وتحسن الأحوال الاجتماعية تؤدي إلى ثورة الآمال الطموحة خاصة بعد أن يلتمس الشعب أملاً في تحقيق حياة أفضل. وعندما لا ترضي التغيرات تطلعات الجماهير وآمالها، تفقد هذه الجماهير الثقة في حكامها وتلتف حول القادة الثوار.
فقد بدأت الثورة الفرنسية (1789م) والثورة الروسية عندما وافق الحكام على مطالب الشعب بتكوين مجالس نيابية. واشتعلت الثورة المجرية (1956م) عندما أطلقت الحكومة سراح بعض مناوئيها الأقوياء.
لا تؤدي الثورة بالضرورة إلى تحسين في الأحوال كافة. فبعض الثوار يعمل من أجل إحداث تغيير كبير في بلد ما للوصول إلى سدة الحكم. كما أن بعض الحكام المحافظين يتخذ الألقاب الثورية لاقناع الشعب بأنه يؤيد التغييرات الاقتصادية والاجتماعية.
نظريات الثورة
لعل أكثر النظريات الخاصة بالثورة تأثيراً فى علم الاجتماع هى المادية التاريخية عند كارل ماركس وفريدريك إنجلز. وإن كان يجب أن ندرك أن الماركسية أصحبت تضم العديد من النظريات (غير المنسجمة على الإطلاق) الخاصة بالثورة، بما فيها على سبيل المثال نظربة دكتاتورية البروليتاريا التى طورها لينين، وثورة الفلاحين التى نجدها فى الماوية. وتعد كثير من الدراسات السوسيولوجية التى أعقبت ذلك عن التغير الثورى نقدا واضحا لوجهة النظر الماركسية فى التاريخ بصفة عامة، وفى الثورات بصفة خاصة.
وطبيعى أن تأتى معظم دراسات الثورات والتمردات تاريخية بالضرورة، وأن تركز على الأسباب والعمليات. أما النظريات التى تركز على الخلل فى التوازن الاجتماعى، والمبالغة فى التوقعات، والحرمان النسبى فجاءت مقنعة، ولكنها لم تثبت كفاءتها التفسيرية و التنبؤية. وفى أحد الأعمال الحديثة صاغت ثيدا سكوكبول نظرية عن الثورة تؤكد على عجز المؤسسات عن مواجهة الأزمات العادية والتوافق معها، انظر (كتابها: الدول والثورات الاجتماعية، الصادر عام 1979)،كما قدم تشارلز ولويس تيلى نموذجاً تاريخياً تظهر فيه حالات التمرد انتهازاً للفرصة فى ظروف تغير توازن القوى والموارد (فى كتابهما: القرن المتمرد من 1830 حتى 1930، الصادر عام 1975).
أما نظرية سكوكبول فهى التى استأثرت بالقدر الأكبر من الجدل والنقاش. فهى تطرح تحليلا بنائيا و اسع النطاق تقيم فيه تمييزا حادا بين الثورات السياسية (تغير القيادة) و الثورات الاجتماعية (التى تصيب المجتمع كله بالتحول). وخلال رفضها للمحاولات التى تأخذ بالعامل الواحد فى تفسير الثورات الاجتماعية (على سبيل المثال زيادة التطلعات، أو الصراع الطبقى)، نجدها تطرح نموذجاً معقدا ومرنا يركز على الفروق بين الدول، وعلى دور العوامل الخارجية كالتنافس الاقتصادى الدولى، وتوافر قنوات التظلم أو المشكوى أمام الطبقات الاجتماعية المختلفة (وقد استمر تركيزها على تعقد التغير الاجتماعى الثورى فى أعمالها التالية بما فيها مؤلفاتها المنفردة و المشتركة عن: المرؤية والممنهج فى علم الاجتماع التاريخى، الصادر عام 1984)، و "استعادة الدولة مرة أخرى"، الصادر فى عام 1985).
والتغير الثورى فى أى مجتمع لا يكتمل أبداً. كما أن نتائجه تأتى شديدة الاختلاف من مجتمع إلى آخر. فهناك عناصر من النظام القديم تظل باقية، كما حدث فى فرنسا بعد عام 1789، وفى روسيا بعد عام 1917، والتى ترفع الشعارات المثالية التى أدت إلى قيام الثورة.
أهم الثورات عبر التاريخ
- الثورة الإنجليزية عام1689 م عرفت بالثورة المجيدة.
- الثورة الأمريكية عام 1775م.
- الثورة الفرنسية عام 1789 استمرت 10 سنوات وانتهت عام 1799 م.
- الثورة المهدية بالسودان 1881-1889م.
- الثورة العربية الكبرى عام 1916م.
- الثورة البلشفية (ثورة أكتوبر) في روسيا عام 1917م.
- ثورة 1919 في مصر.
- ثورة العشرين في العراق 1920م.
- الثورة السورية الكبرى من 1925 حتى 1927م.
- الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939م.
- الثورة الكوبية 1959م.
- ثورة التحرير الجزائرية عام 1954 حتى 1962م.
- الثورة الإيرانية عام 1979م.
- الحرب الأهلية الجزائرية أو العشرية السوداء في الجزائر 1992-2002
- الثورة التونسية عام 2011 م.
- ثورة 25 يناير في مصر عام 2011م.
- ثورة 17 فبراير(الحرب الأهلية الليبية) في ليبيا عام 2011 م.
- الحرب الأهلية السورية 2011 م ضد نظام الحكم.
- ثورة ديسمبر السودانية 2018 -2019.
- تظاهرات تشرين العراقية 2019 - 2020