علم الظواهر (فلسفة)
لمعانٍ أخرى، طالع علم الظواهر (توضيح).
الظاهراتية أو الفينومينولوجيا هي مدرسة فلسفة تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر كنقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية) ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. غير أنها لا تدعي التوصل لحقيقة مطلقة مجردة سواء في الميتافيزيقا أو في العلم بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العالم. يمكن أن نرصد بداياتها مع هيغل كما يعتبر مؤسس هذه المدرسة إدموند هوسرل، تلاه في التأثير عليها عدد من الفلاسفة مثل : هايدغر وسارتر وموريس ميرلو بونتي وريكور. وتقوم هذه المدرسة الفلسفية على العلاقة الديالكتية بين الفكرة والواقع. والظاهراتية مدرسة فلسفية اجتماعية ترجع أصولها إلى القرن التاسع عشر، ظهرت كرد فعل على المدرسة الوضعية. والمفكرون الظاهراتيون ينتقدون الوضعية لأنها تسلم بوجود حقائق موضوعية مستقلة عن الوعي الفردي. وملخص أفكار هذه المدرسة هي أنها تهتم بالوعي الإنساني باعتباره الطريق الموصل إلى فهم الحقائق الاجتماعية، وخاصة بالطريقة التي التي يفكر بها الإنسان في الخبرة التي يعيشها، أي كيف يشعر الإنسان بوعيه.
اختلاف مفهوم الظاهراتية عند الفلاسفة
- عند الألماني لمبرت للدلالة على نظريّة الظواهر الأساسية للمعرفة التجريبيّة
- عند كانط للدلالة على مثل هذا المعنى ولكن في حد أضيق
- عند هيجل للدلالة على المراحل التي يمرّ بها الإنسان حتى يصل إلى الشعور بالروح
- عند هاملتون للدلالة على فرع من علم الفكر وهو الذي يلاحظ مختلف الظواهر الفكريّة ويعممها.
يقول هوسرل أن عملية إدراك الماهيات هي جوهر الفينومينولوجيا
شعار الفينومينولوجيا الهوسرلية هو الاتجاه إلى الأشياء ذاتها من خلال الوعي البشري الخالص. وبما ان هدف الفينومينولوجيا هو الوصول إلى الماهيات، فقد انتهج هوسرل الايبوخية, أي التوقف عن الحكم ووضع العالم المكاني الزماني بين أقواس. وعدم اعتماد الاعتقاد الطبيعي لهذا العالم. والتوقف عن اتخاذ اي موقف إثبات أو نفي إزاء وجود الموضوعات.
انظر أيضاً
الظاهريات
كان J.H.Lambert هو أول من استعمل هذا اللفظ Phänomenologie وذلك في سنة ١٧٦٤، وتلاه أمانويل كنت ثم هيجل في عنوان كتابه الرئيسي Phän. des Geistes (سنة ١٨٠٧).
لكنه صار يطلق في بداية القرن العشرين على مذهب في الفلسفة أسسه هيسرل Husserl (١٨٥٩ -١٩٣٨) وكان من أنصاره ماكس شيلر في المانيا، وجان بول سارتر في فرنسا، وتأثر به مارتن هيدجر والوجودية بعامة.
والفكرة العامة التي يقوم عليها مذهب الظاهريات هي: «الرجوعإلى الأشياء نفسها» zude Schreibst ، اي الرجوع إلى الوقائع المحضة دون التأثربالأحكام السابقة المتعلقةبها.
وعلى هذا الأساس يعارض مذهب الظاهريات المذهب التجريبي، خصوصاً ذلك القاثم على النزعة النفسانية، بحجة أن هذا المذهب التجريبي يخضع الوقائع إلى مقولات فقيرة وغير ملائمة.
كما يعارض المذهب العقلي ذا النزعة الرياضية لأنه يجرد عالم الحياة ويضعه في صيغ شكلية جافة.
ويعارض المذاهب المثالية لأغها لا تستند إلى رؤية للواقع.
ويعارض القطعية ذات الصبغة الأفلاطونية لأنها تجعل
من المعافي حقائق خارجة عما هو عيني.
ولكن مذهب الظاهريات كان منهجاً أكثر منه مذهباً. وهذاالمنهجيقومعلى«رؤية الماهية، لاهع08ع8ع8٧فيا لشعور. في سبيل ذلك يستقري كل المعاني التي ترتبط بمفهوم ما، بتغاء ان يستخلص منها هذه الماهية التي يسعى إلى رؤيتها.
وقد استهدف هذا المذهب تحقيق الأغراض التالية:
١ )استعادة الفلسفة بوصفها علما دقيقاً Strenge Wissenschaft وذلك بالتقرير الدقيق لصادراتها المنطقية النقدية، ابتغاء انقاذ الفلسفة من الأزمة التي أوقعتها فيها النزعة الانسانية الاوربية.
٢ )والمنهج الواجب اتباعه يشتمل على خطوتين معياريتين، إحداهما سلبية، والأخرى ايجاية. وتقوم الأولى في التخلص من الأحكام السابقة Voraussetzungslosigkeit، وذلك باستبعاد كل الأمور المفسدة لصفاء الرؤية: بين قطعية، وتراكيب فوقانية، ومفاسد لغوية، وفروض وأساكيم، وعادات علمية او عملية- من شأنها أن تفسد المعطيات الواقعية.- وتقوم الخطوة الانية في الالتجاء إلى العيان المباشر بوصفه الوسيلة الوحيدة القادرةعلى إدراك الواقع في كل صفائه المحض. وعن هذا الطريق يستطيع الباحث الظاهريافي أن يواجه المعطيات وأن يتأمله بتمييز ووضوح ونزاهة ومتابعته بمرونة، وتحديد معالمه ومفاصله وأحواله.
٣)القصدية Intentionalität : والثعور يقوم في القصدية، اعفي في التبادل ما بين الذات والموضوع. فالشعور وعيذاقي، لكنه يحيل دائا إلى مضمون واقعي موضوعي.
ظن
.وهذا يتم التوفيق بين المحايثة النفسانية والعلو المنطقي ٤)الوضع بين أقواس أو تعليق الحكم 6ع00ع : وينطوي المنهج الظاهرياقي على تعليق الحكم بالنسبة الى وجود العالم أو الأشياء، وهوتعليق لا يتناول فقط الوقائع الفزيائية أو النفسية، بل وأيضاً المقولات، والمعاني، والماهيات والقيم والموضوعات الفردية، إلخ.
٥)ويتهي المنهج الظاهرياقي إلى غاية ميتافيزيقية هي المثالية المتعالية. لكنهذه المثالية المتعالية تتميز بالموضوعية الدقيقة تجاه المعطيات، وينبغي عليها رد هذه المعطيات إلى النشاط البنائي للشعور.
راجع المزيد في مادة: هسرل.
الموسوعة
الفِنُومِنُولوجْيَا فلسفة طورها الفيلسوف الألماني إدموند هوسيرل في أوائل القرن العشرين، أراد هوسيرل معرفة كيف يعمل الوعي كي يفهم التجربة الإنسانية. ويشير الوعي إلى قدرة الذهن على إدراك التصرفات والمحسوسات والعواطف. وقد اعتقد هوسيرل أن كل شيء نعرفه عن الواقع مستمد من وعينا.
وتتكون التجربة عند علماء الفنومنولوجيا. من جزءين، ويتكون الجزء الأول من مقومات الوعي (أي التي يعيها المرء). وتسمى مقومات الوعي التي تشمل المقومات المادية والأفكار والرغباتالظواهر، بينما يتكون الجزء الثاني من أنشطة الوعي. ويعتقد علماء الفنومنولوجيا أن كل أنشطة الوعي متصلة بمقومات الوعي، لذلك لابد من اعتبارها أيضًا ظواهر. وتسمى هذه العلاقة عقد النية.
تبدأ الطريقة الفنُومنُولوجْيَة من منطلق نظرية تقول: إن الناس عادة يطرحون افتراضات محددة عن تجاربهم. إنهم يتأملون الأشياء التي تعلَّموها، ويتذكرون تجارب الماضي. ومثل هذه الافتراضات المسبقة تَحُدُّ من تجربتهم للظواهر.
ويدرك علماء الفنومنولوجيا استحالة استئصال هذه الافتراضات المسبقة من الذهن كلية، وبدلاً من ذلك يحاولون أن يوسعوا من تجربتهم للظواهر بالتعامل مع الافتراضات المسبقة بشكل نقدي. ومن ضمن الوسائل النقدية تنوعات التخيل، حيث ينوع الفيلسوف الافتراضات المسبقة، متخيلا كيف يكون إدراك التجربة تحت الظروف المختلفة. وتعتبر ظواهر التجربة التي تبقى ثابتة رغم الاختلافات جوهر هذه الظواهر.
تبع الكثيرون هوسيرل، ومنهم عالم النفس الفرنسي موريس ميرلوبونتي والفيلسوف الألماني مارتين هايدجر. وجادل كلاهما بأن الفنومنولوجيا يجب ألا تقتصر على تحليل الوعي، وبدلاً من ذلك استخدما الطريقة الفنومنولوجية لتحليل التجربة الإنسانية بشكل عام. وقد طبقت الطريقة أيضاً بنجاح في مجالات متعددة مثل علم الإنسان، والطب النفسي القانوني، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.