وضعية

الفلسفة الوضعية (بالإنجليزية: Positivism) هي إحدى فلسفات العلوم التي تستند إلى رأي يقول أنه في مجال العلوم الاجتماعية، كما في العلوم الطبيعية، فإن المعرفة الحقيقية هي المعرفة والبيانات المستمدة من التجربة الحسية، والمعالجات المنطقية والرياضية لمثل هذه البيانات والتي تعتمد على الظواهر الطبيعية الحسية وخصائصها والعلاقات بينهم والتي يمكن التحقق منها من خلال الأبحاث والأدلة التجريبية. كما تعد قسما من أقسام «نظرية المعرفة» (إبستيمولوجيا). وهي نشأت كنقيض لعلوم اللاهوت والميتافيزيقيا الذين يعتمدان المعرفة الاعتقادية غير المبرهنة.

المؤسس الممعترف به للمذهب الوضعي أو الفلسفة الوضعية هو الفيلسوف والعالم الاجتماعي الفرنسي الشهير أوغست كونت (عاش من 1798 حتى 1857) والذي وضع هذا المصطلح في القرن التاسع عشر. ويقترن اسم كونت أيضاً باختراعه مصطلح سوسيولوجيا وإطلاقه على العلم الذى أسسه لدراسة المجتمع. وهو يعتقد بأن العالم سيصل الی مرحلة من الفكر والثقافة التي سوف تنفي كل القضايا الدينية والفلسفية وسوف تبقى القضايا العلمية التي أثبتت بالحس والخبرة الحسية أو بالقطعية والوضعية (positive). وفي ذلك العصر سوف يمح الدين من ساحة المجتمعات البشرية.

تهتم هذه المدرسة بإجراء الأبحاث الكمية، وتعتمد عادة في دراساتها للظواهر الاجتماعية على تصميم استبيانات بحثية بهدف إجراء البحث على عينة كبيرة من الناس واستخراج النتائج بصورة سريعة يمكن تعميمها على قطاعات أوسع من المجتمع. لاحقاً تعرضت هذه المدرسة الكلاسيكية لنقد كبير أدى إلى ظهور مدارس اجتماعية أخرى، مثل فلسفة ما بعد الوضعية، والفلسفة التأويلية، والظاهراتية، والحركة النقدية.

تاريخ الفسلفة الوضعية

رؤية الأسلاف

تُمثل الوضعية جانبًا من خلاف قديم أكثر عمومية بين الفلسفة والشعر، وخاصة ما وضعه أفلاطون، والذي أُعيد صياغته في ما بعد في صورة خلاف بين العلوم والإنسانيات. يقدم أفلاطون نقدًا مفصلًا للشعر من وجهة نظر الفلسفة، في محاوراته: فايدروس 245 أ، والمأدبة 209 أ، والجمهورية 398 أ، والقوانين 817 ب-د، وأيون. روّج فيلهلم دلتاي (1833 - 1911) للتمييز بين مجال الإنسانيات ومجال العلوم الطبيعية.

صرح جيامباتيستا فيكو في عام 1725، بعبارات مختلفة، بفكرة أن القوانين في الفيزياء قد لا تتسم بالطلاقة ولكنها نسبية، وإذا كان الأمر كذلك، فربما يصدق هذا بشكل أكبر على العلوم الاجتماعية. شدد فيكو، على عكس الحركة الوضعية، على تفوق علوم العقل البشري (أي الإنسانيات بتعبير آخر)، استنادًا إلى أن العلوم الطبيعية لا تخبرنا بشيء عن الجوانب الباطنية للأشياء.

الوضعيون

تشدد الوضعية على أن كل المعرفة الأصلية تسمح بعملية التحقق، وتشدد كل المعرفة الأصلية على أن المعرفة العلمية هي المعرفة الصحيحة الوحيدة. اعتقد مفكرون من أمثال هنري دو سان سيمون (1760 - 1825)، وبيير سيمون لابلاس (1749 - 1827)، وأوغست كومت (1798 - 1857)، أنه ينبغي على المنهج العلمي، أي الاعتماد المتبادل بين النظرية والملاحظة، أن يحل محل الميتافيزيقا في تاريخ الفكر. أعاد إميل دوركايم (1858 - 1917) صياغة الوضعية السوسيولوجية باعتبارها الأساس للبحث الاجتماعي.

على النقيض من ذلك، رفض فيلهلم دلتاي (1833 - 1911) بشدة الافتراض القائل إن التفسيرات المستمدة من العلم هي التفسيرات الوحيدة الصحيحة، فكرر الحجة التي كانت موجودة بالفعل لدى فيكو، والتي تقول إن التفسيرات العلمية لا تصل إلى الطبيعة الباطنية للظاهرة، والمعرفة الإنسانية هي التي تعطينا النظرة الثاقبة إلى الأفكار والمشاعر والرغبات. كان دلتاي متأثرًا في أحد الجوانب بالنزعة التاريخية لدى ليوبولد فون رانكه (1795 - 1886).

وضعية كونت

وصف أوغست كومت (1798 - 1857) الرؤية الإبستمولوجية للوضعية لأول مرة في دروس في الفلسفة الوضعية، وهي سلسلة من النصوص التي نُشرت بين عامي 1830 و1842. تلا تلك النصوص عمل آخر في عام 1844 بعنوان رؤية عامة للوضعية (نُشر باللغة الفرنسية في عام 1848 والإنجليزية في عام 1865). تناولت الأجزاء الثلاثة الأولى من الدروس بشكل أساسي العلوم الفيزيائية الموجودة بالفعل (الرياضيات، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، وعلم الأحياء)، بينما شدد الجزآن الأخيران على الصعود الحتمي للعلوم الاجتماعية. يمكن النظر إلى كونت بوصفه أول فيلسوف للعلم بالمعنى الحديث للمصطلح، وذلك بالنظر إلى الاعتماد المتبادل بين النظرية والملاحظة في العلم، وتصنيف العلوم بتلك الطريقة. كان من الضروري بالنسبة له أن تصل العلوم الفيزيائية أولًا قبل أن تتمكن البشرية من توجيه جهودها بشكل كافٍ نحول ملكة علوم المجتمع الإنساني ذاته الأكثر تعقيدًا وتحديًا. لذلك، انطلقت رؤيته للوضعية لتحديد الأهداف التجريبية للمنهج السوسيولوجي.

مناهضة الوضعية

في مطلع القرن العشرين، رفضت الموجة الأولى من علماء الاجتماع الألمانيين المذهب الوضعي، بمن فيهم ماكس فيبر وجورج سيميل، وبالتالي تأسس التقليد المناهض للوضعية في علم الاجتماع. في ما بعد، ربط المناهضون للوضعية وأصحاب النظرية النقدية الوضعيةَ مع النزعة العلموية؛ أي العلم باعتباره أيديولوجيا. نأى فيرنر هايزنبرج بنفسه عن المذهب الوضعي في وقت لاحق من حياته المهنية (1969)، وهو فيزيائي نظري ألماني حائز على جائزة نوبل لعمله الرائد في ميكانيكا الكم.

الوضعية المنطقية وما بعد الوضعية

في أوائل القرن العشرين الميلادي سمی فريق من الفلاسفة الألمانية والإنجليزية حلقتهم التي كانت تعقد في فيينا بـ «الوضعية المنطقية». والتي تطورت لتصبح واحدة من المدارس المهيمنة على الفلسفة الأنجلو أميريكية والتقليد التحليلي، وهي منحدرة من الأطروحة الأساسية لكومت لكنها حركة مستقلة.

أصحاب حلقة فينا (و قد يطلق عليها اسم مدرسة فينا الوضعية) كانوا يعتقدون بأن قضايا كل العلوم البشرية غير المنطق لا بد أن تؤيَّد بالحس والتجربة. ولكن القضايا المنطقية ـ التي تحدد طريقة تفكير البشر وتعصمه عن الخطأ في الفكر ـ هي القضايا والأصول العلمية الوحيدة التي لا يجب أن تثب بالحس والخبرة لانها تعلمنا طريقة التفكير الصحيح. رفض الوضعيون المنطقيون (أو الوضعيون الجدد) التفكير الميتافيزيقي، وحاولوا رد العبارات والقضايا إلى المنطق البحت. .

دامت نجمة الوضعية المنطقية في العقود الأولى من القرن العشرين مضيئة ومتلألئة في سماء فلسفة العلم إلا أنها أفلت بعد ظهور الجيل التالي من الفلاسفة، وجاءت الانتقادات القوية لهذا المدخل من جانب فلاسفة مثل كارل بوبر، وويلارد فان أورمان كواين، وتوماس كون، مؤثرة للغاية وأدت إلى تطوير اتجاه ما بعد الوضعية

الوضعية في مجالات أخرى

اتسمت الوضعية في العلوم الاجتماعية عادة بالمقاربات الكمية، واقتراح قوانين شبه مطلقة. كانت الحركة الوضعية في مجال علم النفس مؤثرة على تطور المذهب الإجرائي. صاغ كتاب فلسفة العلم سنة 1927، وعلى وجه خاص منطق الفيزياء الحديثة، مصطلح التعريف الإجرائي، الذي استمر في الهيمنة على المنهج السيكولوجي للقرن بأكمله.

يميل الباحثون التطبيقيون في مجال الاقتصاد إلى محاكاة الافتراضات المنهجية للوضعية الكلاسيكية، ولكن بطريقة واقعية فقط: لا يشغل الأغلبية من علماء الاقتصاد أنفسهم بقضايا الإبستمولوجيا. رفض المفكر الاقتصادي فريدريك هايك (انظر «القانون، والتشريع، والحرية»)، الوضعية في العلوم الاجتماعية، لأنها محدودة بشكل ميؤوس منه بالمقارنة مع المعرفة المتطورة والمتفرعة.

الوضعية في سوسيولوجيا القرن العشرين

انتهى تأييد المداخل الوضعية المتطرفة منذ وقت طويل في العلوم الاجتماعية المعاصرة. يعترف ممارسو الوضعية اليوم بمزيد من التفصيل بتحيز المُلاحِظ والقيود البنائية. يتجنب الوضعيون المحدثون المسائل الميتافيزيقية بشكل عام لصالح المناقشات المنهجية المتعلقة بالوضوح وقابلية التكرار والموثوقية والصلاحية. تتساوى تلك الوضعية عمومًا مع «البحث الكمي»، وبالتالي لا تحمل التزامات نظرية أو ميتافيزيقية صريحة. يُنسب إضفاء الصفة المؤسسية على هذا النوع من السوسيولوجيا في الغالب إلى بول لازارسفيلد، الذي كان رائدًا في الدراسات المسحية واسعة النطاق، وطور أساليب إحصائية لتحليلها. تُفسح هذه المقاربة المجال لما أسماه روبرت ميرتون (نظرية المدى المتوسط): أي تعميم عبارات مجردة من فروض منفصلة وقياسات تجريبية، بدلًا من البدء بفكرة مجردة عن الكُل الاجتماعي.

الوضعية في سوسيولوجيا القرن الحادي والعشرين

ظهرت حركات جديدة أخرى مثل الواقعية النقدية للتوفيق بين الأهداف الشاملة للعلوم الاجتماعية وانتقادات ما بعد الحداثة. يوجد الآن ما لا يقل عن اثنتي عشرة إبستمولوجيا مختلفة يُشار إليها باعتبارها وضعية.

الوضعية السوسيولوجية

الوضعية هى - أولاً وقبل كل شيء - فلسفة للعلم. وبهذا المعنى فهي تتربع داخل التراث العلمي للمذهب الإمبيريقي. حيث يتم رفض التصورات الميتافيزيقية لصالح التأكيد على المعرفة "الوضعية" القائمة على التجربة والملاحظة المنظمة. فالطرق المنهجية للعلم يمكن أن تزودنا بمعرفة القوانين الخاصة بتزامن وجود الظواهر وتتابعها، ولكنها لا يمكن أن تنفذ إلى "الجواهر" الداخلية أو "طبائع" الأشياء. وبتطبيق المنهج الوضعي في دراسة الواقع الاجتماعى الإنساني، نستخلص أن هناك قانوناً يشتمل على حالات أو مراحل ثلاث يجب أن يمر بها أى فرع من فروع المعرفة: أولها هى المرحلة الثيولوجية (اللاهوتية)، ثم المرحلة الميتافيزيقية، ثم أخيرًا المرحلة الوضعية (أو العلمية). وحيث أن طبيعة المجتمع تنبع من الأشكال الفكرية التى تغلب عليه، فإن هذا يكشف لأوجست كونت عن قانون لتطور المجتمع الإنساني ذاته. فحالة الفوضى والثورة التى مرت بها فرنسا مؤخراً آنذاك، قد نتجت عن فوضى فكرية. فالجدال الذى لا يمكن حسمه حول مسائل ميتافيزيقية مثل الحق الإلهى والسيادة الشعبية وغيرها، يجب أن يفسح الطريق الأن لتأسيس علم وضعي للمجتمع. فهذه المعرفة الموثقة ستمثل الأساس للإجماع أو الوفاق المجتمعي، وبمكنها أن تزيل أسباب الفوضى، تماماً بنفس الطريقة التى تستخدم بها المعرفة العلمية الطبيعية فى ترويض الطبيعة.

وقد لاقت أفكار كونت فى مؤلفه السابق إعجاباً كبيراً من جون ستيوارت ميل وآخرين، وتحولت الوضعية فى الجزء الأخير من القرن التاسع عشر إلى حركة تحظى بشعبية واسعة. ولكن وجهة نظر كونت تغيرت فى أواخر حياته تحت تأثير كلوتيلد دى فو De Vaux. فقد أصبح برى أن العلم وحده لا يملك القوة الرابطة الكفيلة بتحقيق الانسجام والتماسك الاجتماعي كما سبق أن اقترح قبلاً. وبالتالي رأى أن المفكر يجب أن يصبح خادماً للروح، ودعا كونت إلى دين جديد للإنسانية.

و على أية حال فإن تأثير كونت الأعم والمستمر فى العلوم الاجتماعية مازال يستمد كلية تقريياً من كتاباته المبكرة. فالمذهب الوضعي اليوم يمثل تشيعاً لوجهة نظر إمبيريقية للعلوم الطبيعية، كما تمثل الوضعية المدخل العلمي لدراسة الحياة الاجتماعية طبقاً للنموذج الإمبيريقي. وفي حالة العلوم الاجتماعية، يفهم هذا فى أكثر الأحوال على أنه نمذجة لمناهج العلوم الاجتماعية على غرار العلوم الطبيعية، ومحاولة أكتشاف قوانين علمية اجتماعية تناظر ما يتم اكتشافه من قوانين وقواعد فى العلوم الطبيعية، وتعبير عن الإصرار على الفصل الكامل بين الحقائق العلمية من ناحية والقيم من ناحية أخرى. والرابطة الوثيقة بين المعرفة الإمبيريقية المستمدة من هذه الطرق المنهجية، وبين المسائل والقضايا الخاصة، بالأبعاد السياسية والسياسة الصناعية، تتفق كل الاتفاق مع فكرة الهندسة الاجتماعية عند كونت.

انتقادات الوضعية

تتركز أوجه النقد الموجه للمذهب الوضعي بصفة عامة على عدم ملاءمة مناهج العلوم الطبيعية للاستخدام فى العلوم الإنسانية أو الاجتماعية. فالوعي، والمعايير الثقافية، والمعاني الرمزية، والغرضية فى ممارسة السلوك الإنساني، وغيرها تعد - بطريقة مختلفة - خصائص أو سمات إنسانية لصيقة بالبشر، الأمر الذى يخلق حتماً هوة منهجية بين العلوم الطبيعية ودراسة الحياة الاجتماعية للإنسان، وعلى أية حال، فإنه إنطلاقاً من أعمال توماس كون وبول فيرآبند وغيرهما، أصبح من الشائع نقد أو رفض الاتجاه الإمبيريقى فى العلوم الطبيعية. وحيث أن المقترح الوضعي للتوحيد بين علم الطبيعة وعلم المجتمع أصبح مشكوكاً فيه فى إطار الاتجاه الإمبيريقي، فإن مثل هذه المسائل يجب إثارتها من جديد، على أساس وجهة نظر بديلة فى العلم الطبيعى.

ويستخدم مفهوم "وضعية" (أو بالأحرى مفهوم الوضعية المنطقية) للإشارة إلى النزعة العلمية والإمبيريقية الراديكالية (المتطرفة) التى طرحتها جماعة فينا فى العقود الأولى من القرن العشرين، وذلك عن طريق فلسفة العلوم الاجتماعية التى طورها منظرون من أمثال إيرنست ناجيل (فى كتابه بنية العلم، الصادر عام 1911) وكارل هيمبل (قى كتابه فلسفة العلوم الطبيعية، الصادر عام 1966)، وكما جسدتها تطبيقياً أعمال بول لازارسفيلد. ومن حجج الدفاع القوية عن الوضعية والتى تصدت تحديداً لأوجه النقد السوسيولوجى - الواهي - ذلك الدفاع المتضمن فيما كتبه برسي كوهين تحت عنوان: هل مات المذهب الوضعي؟ المنشور فى مجلة علم الاجتماع، (لعام 1980).

وفي مقال إبداعى تحت عنوان: "سبعة أنماط من الغموض"؟ (المنشور فى كتاب: النظرية والمجتمع، عام 1997) يحدثنا مؤلفه أندرو أبوت أنه سيقدم تحليلاً وضعياً لظاهرة ينظر إليها عادة باعتبارها تمنع إمكانية النظرة الوضعية: وهى المعانى المتعددة والتى تبدو غير متكافئة وغير قابلة للقياس بنفس الموحدات، والمنسوبة إلى الأحداث الإنسانية (يعنى: الغموض). وينطلق أندرو أبوت من مقدمة خلافية مبيناً أن هناك مشكلتان أساسيتان تتعلقان بالنقد الفلسفي الموجه للمذهب الوضعي: ومؤدى الأولى أنه على الرغم من أن علم الاجتماع الوضعي بدا مستحيلاً أو غير ممكن أساساً، إلا أن الغالبية العظمى من الجهود (والتمويل) التى بذلت فى ميدان العلم الاجتماعي قد تبنت بالفعل هذا التوجه الوضعي. وحسب وجهة نظر أبوت فإنه يكون من الغباء أن نتجاهل هذه الجهود البحثية، فقد كان لها مردودها الفكري والسياسي. وفحوى المشكلة، الثانية أن الادعاءات ضد الاتجاه الوضعي غالباً ما تخفي رغبة - غير مقصودة - للتفكير على نحو صوري فى العالم الاجتماعي. فهي تؤكد أن العالم مبني على شبكات من المعاني الغامضة، ثم تدافع عن تعقد التحليلات والتفسيرات، وبعدها تفترض ببساطة أن المناقشة الصورية لهذا التعقيد أمر مستحيل. ويرى أبوت أن هذا غير حقيقي، وقد حاول أن يوضح كيف أن التحليل الصوري للبحث الوضعي الحقيقي يثبت أنه مصدر لمعلومات عن هذه المعاني المتعددة لم يستغل بعد، وأن ما يسمى بالاتجاه الوضعي معقد ولكنه "حقل معرفي دقيق".

اقرأ أيضاً