حادثة السقيفة
حادثة السقيفة أو حادثة سقيفة بني ساعدة اسم أطلق على ما حدث في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة محمد بن عبد الله نبي الإسلام، حيث اجتمع فيها عدد من الصحابة من المهاجرين والأنصار ودارت بينهم مفاوضات انتهت في النهاية باختيار أبو بكر كأول خليفة للمسلمين. تعددت الروايات حول ما حدث تحديداً في هذى الحادثة، واختلفت الرؤى على صحة الاختيار أو الشورى في المفاوضات. وتعد حادثة السقيفة أهم جذور الخلاف السني الشيعي ونقطة خلاف دينية وتأريخية.
سقيفة بني ساعدة
- طالع أيضاً: سقيفة وسقيفة بني ساعدة
تقع هذه السقيفة في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي بين مساكن قبيلة بني ساعدة الخزرجية، وكانت السقيفة داخل مزرعة تتخللها بيوت متفرقة حيث تسكن قبيلة بني ساعدة داخل البساتين المتجاورة، وقد كانت سقيفة بني ساعدة كبيرة بحيث اجتمع فيها عدد كبير من الأنصار، وأمامها رحبة واسعة تتسع لهذا العدد إن ضاقت عنهم السقيفة نفسها، وكان بقربها بئر لبني ساعدة.
وتحولت هذه السقيفة فيما بعد إلى مبنى، تغيرت أشكاله عبر العصور، وهو الآن حديقة تطل مباشرة على السور الغربي للمسجد النبوي.
الحادثة تاريخيًا
بعد وفاة نبي الإسلام محمد اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة للخلافة. حين سمع عمر بن الخطاب بهذا الأمر، أخبر أبو بكر وأسرعا إلى السقيفة، وأكدا أحقية المهاجرين في الخلافة كما يعتقدا. دار جدال بين أبو بكر وعمر من جهة والأنصار من جهة أخرى؛ فاقترح الأنصار أن يكون من المهاجرين أمير ومن الأنصار أمير، رفض عمر بن الخطاب هذا ورشح أبو بكر للخلافة. وانتهى الأمر في النهاية باختيار أبو بكر خليفة للمسلمين وفقاً لترشيح عمر بن الخطاب. بويع أبو بكر يومها بيعة خاصة، وفي اليوم التالي بويع بيعة عامة [١][٢]. تختلف روايات السنة والشيعة في بعض التفاصيل حيث تقول المصادر السنية أن جميع الصحابة بلا استثناء بايعوا أبو بكر عن رضا لعلمهم بمكانته عند الرسول محمد. كذلك يروى أن علي بن أبي طالب كان مقتنعاً بأحقيته في الخلافة، وأنه كان يعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، إلا أنه حين علم بمبايعة المسلمين لأبو بكر رضي بالأمر وسلم؛ بل أنه أكد أحقية المهاجرين في الخلافة وقال حين سمع بترشيح الأنصار للخلافة: «لو كانت الإمامة منهم لما كانت الوصية فيهم» يقصد وصية محمد في الأنصار قبل وفاته. كذلك بعض الصحابة ممن لم يتقبلوا الأمر أول مرة رضوا فيما بعد به وبايعوا أبو بكر في البيعة العامة مثل الزبير بن العوام وسعد بن عبادة. بينما تقول الروايات الشيعية أن علي بن أبي طالب بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبو بكر، ويستشهدون بروايات من كتب السنة أنفسهم تؤكد هذا [١]. كذلك يعتقدون أن البيعة لم تكن بالإجماع حيث قاطع عامة بني هاشم وعلي وعدد من الصحابه السقيفة: منهم الزبير بن العوام، سعد بن عبادة الأنصاري زعيم الخزرج، خالد بن سعيد بن العاص الأموي، طلحة بن عبيد الله، المقداد بن الأسود، سلمان الفارسي، أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، البراء بن عازب، أُبَي بن كعب، عتبة بن أبي لهب، أبو سفيان بن حرب [٣]. ويفسر الشيعة صمت علي على اغتصاب الخلافة التزامه التقية وفقاً لوصية محمد في الليلة التي كانت فيها وفاته. أي بمعنى إن لم يكن غالبية الصحابة معه وكان قليل الأنصار فليسلم للأمر وذلك درئا واجتنابا للفتنة أن تقع بين المسلمين على كرسي الخلافة خاصة وهم في أمس الحاجة للوحدة في زمن حروب الردة وتكالب الأعداء. فلا يهدم الإسلام من الداخل بحرب بين الصحابة على كرسي الخلافة، ولا يهدم الإسلام من الخارج من المرتدين والمنافقين الذين هجموا على الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤى حول الحادثة
بعد وفاة الرسول محمد سنة 632 م في المدينة كانت هناك فترة من الغموض والتساؤل حول كيفية اختيار خليفة للرسول يقود المجتمع الإسلامي حديث النشوء. حدث الكثير من المناقشات حول تحديد الطريقة الواجب اتباعها في اختيار الحاكم حيث لم يكن هنالك حسب اعتقاد البعض أي وثيقة أو دستور لتحديد نظام الحكم وإنما بعض القواعد العامة فقط حول علاقة الحاكم بالمحكوم. بينما يعتقد البعض الآخر أنه كانت هناك نصوص واضحة حول ما اعتبروه أحقية علي بن أبي طالب بخلافة الرسول محمد.
يرى معظم علماء الدين المسلمين أن حادثة سقيفة بني ساعدة تشير إلى أن من حق المسلمين تحديد ما يصلح لهم في كل عصر ضمن إطار القواعد الرئيسة للإسلام. توزعت الآراء حول اختيار الحاكم في سقيفة بني ساعدة إلى ثلاتة تيارات رئيسية: رأي يرى بقاء الحكم في قريش مستنادا إلى أبو بكر الذي قال "إن العرب لن تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قـريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا" وكان هذا مخالفا لرأي أهل المدينة الذين استقبلوا الدعوة الإسلامية واتخذ فيها المسلمون من مكة ملاذاً ونقطة انطلاق وكان هناك رأي ثالث بأن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير آخر ودار النقاش تكون في سقيفة بني ساعدة. وقع الاختيار في النهاية على أبي بكر ليتولى الخلافة - على أساس أن الرسول محمد اختاره لإمامة جموع المسلمين حين أقعده المرض - ولم يكن في الأمر انفراداً في اتخاذ القرار وبينما اعتبرت العملية التي تمت تحت تلك السقيفة في نظر السنة أكثر ديمقراطية في ذلك الوقت من العديد من أنظمة الحكم الوراثية التي كانت ولا تزال لحد هذا اليوم موجودة في بعض مناطق العالم بشكل قليل [٤] اعتبر الشيعة غياب ركن هام في المجتمع الإسلامي وهو الهاشميين ينقص من اكتمالها حيث غاب عنها علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وباقي أبناء عبد المطلب وتقول مصادرهم أن بعض الصحابة اعترضوا على نتائجها أمثال أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وأسامة بن زيد وغيرهم.[٥].
من جهة أخرى يعتقد الشيعة أن بعض الحوادث التاريخية مثل غدير خم وحادثة الكساء وائتمان الرسول لعلي على شؤون المدينة أثناء غزوة تبوك وبعض النصوص في القرآن والحديث النبوي مثل حديث السفينة وحديث الثقلين وحديث يوم الدار وحديث المنزلة فيها إشارة واضحة إلى حق علي بن أبي طالب بخلافة الرسول على الرغم من مبايعة علي لأبو بكر ليكون الخليفة رغبة منه في تفادي حدوث صدع في صفوف المسلمين بينما يذهب البعض الآخر إلى التشكيك أصلا في مبايعة علي لأبى بكر استنادا إلى بعض الروايات التي رواها ابن كثير وابن الأثير والطبري عن امتناع علي بن أبي طالب وبعض من الصحابة في دار فاطمة الزهراء عن البيعة لأبي بكر [٦][٧][٨].
مصادر ومراجع
- ^ أ ب أبو بكر الصديق لأحمد صبحي منصور خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صالح؛ الاسم "أهل القرآن" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. - ^ جريمة تاريخية - أخبار الحوادث
- ^ شبكة رافد - مسائل خلافية
- ^ أمر سقيفة بني ساعدة
- ^ البداية النهاية لابن كثير في أحداث خلافة أبو بكر
- ^ تاريخ الأمم والملوك للطبري
- ^ البداية والنهاية لابن كثير باب خلافة أبو بكر
- ^ الكامل لابن الأثير أحداث سنة 11 هج