تشارلز داروين

تشارلز روبرت داروين (بالإنجليزية: Charles Robert Darwin) (1809 - 1882م) باحث عالِم تاريخ طَبيعي وجيولوجي بريطاني ولد في إنجلترا في 12 فبراير 1809 في شروزبري لعائلة إنجليزية عَلمية وتوفيَ في 19 أبريل 1882. والدهُ هوَ الدكتور روبرت وارنج داروين، وكان جَدُه "إراسموس داروين" عالماً ومؤلفاً بدوره. اقترن اسم داروين كمؤسس لنظرية التَطور أو النشوء والارتقاء وبها اكتسب شهرته. وهي تَنص على أنَ كل الكائنات الحَية على مر الزَمان من نباتات وحيوانات تَنحَدِر من أسلاف مُشتركة، وقد تطورت تدريجيًا من أصول مشتركة خلال الملايين من السنين التي مرت عليها. وقام باقتراح نَظرية تَتَضَمن أن هذه الأنماط المتفرعةَ من عَملية التَطور ناتِجةَ لعَملية وَصفها بالأصطَفاء (الانتخاب) الطَبيعِي، وكَذلك الصراع من أجل البقاء لهُ نفس تأثير الاختيار الصناعي المُساهم في التكاثر الانتقائي للكائنات الحية.

ومن خلال ملاحظاته للأحياء قام داروين بدراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات وطوّر نظريته الشهيرة في الانتخاب الطبيعي عام 1838 م. ومع إدراكه لردّة الفعل التي يمكن أن تحدثها هذه النظرية، لم يُصرّح داروين بنظريته في البداية إلا لأصدقائه المقربين في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته. وفي عام 1858 م بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد رسل ووليس، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه.

يعد داروين من أشهر علماء علم الأحياء. ألَّف عدة كتب فيما يخص هذا الميدان لكن نظريته الشهيرة واجهت انتقاد كبير وخصوصاً من طرف رجال الدين في جميع أنحاء العالم، داروين نفسه ظل حائراً في ما عُرف بما سماه الحلقة المفقودة، التي تتوسط الانتقال من طبيعة القردة للإنسان الحديث. في عام 1859 م، جمع داروين بعض ما اعتبره أدلة لتأييد نظريته عن التطور وقام بنشر النظرية في كتاب (أصل الأنواع) متغلباً على الرفض الذي تلقاه مسبقاً من المجتمع العلمي على نظرية تحول المخلوقات.

أحدثت نظريات داروين صدمات عظيمة لكل الذين كانوا يعيشون في عصره، إذ كان الناس، ومازالوا، يؤمنون بأن الله قد خلق كل نوع من الكائنات الحية بطريقة مستقلة عن غيرها. وكتابه أثار بعض ردود الفعل لما اشتمل عليه من آراء تشكك في العقائد السماوية. ومن جانب آخر فقد أحدثت هذه النظرية حركة في علم الأحياء ودراسته.

في 1870 م تقبل المجتمع العلمي والمجتمع عامة نظرية التطور كحقيقة.مع ذلك كان الكثير يفضلون التفسيرات الأخرى، واستمر ذلك حتى نشوء التوليفة التطويرية الحديثة، (1930 م - 1950 م) حيث أصبح هناك إجماع واسع على أن الاستمرار الطبيعي كان المحرك الأساسي للتطور. وبصياغة أخرى فإن اكتشاف داروين العلمي هو نظرية موحدة لكل علوم الأحياء وموضحة للتنوع فيها.

قاده اهتمامه المبكر بالطبيعة إلى إهمال تعليمه الطبي في جامعة أدنبرة؛ فبدلاً من دراسة الطب قام بالمساعدة بالدراسات التي تجريها جامعة كامبريدج بالتحقيق عن اللافقاريات البحرية. وهذا عزز حبه للعلوم الطبيعية وجعلته رحلته على "سفينة بيجل التابعة للملكية البريطانية" ذات الـخمس سنوات عالما جيولوجيا بارزا حيث دعمت ملاحظاته ونظرياته أفكار العالم تشارليز ليل وكذلك نشره لمذكرات رحلته جعل منه كاتباً مشهوراً. كان مأخوذاً بالتوزيع الجغرافي للحياة البرية والأحافير التي جمعها أثناء رحلته. وفي عام 1838 م، بدأ داروين بتحقيقات دقيقة رسخت نظريته في الانتقاء الطبيعي.}} في نهاية الكَتاب لخص إلى أن:

«هُناك عَظمة في هذه النظرة للحَياة ، بقواها المُتعددة ، حيث تم استنشاقها في الأصل ألى أشكال قَليلة أو شكل واحد ؛ وأنه ، في حين أن هذا الكَوكب قد استمر في الدَوران وفقًا لقانون الجاذبية الثابت ، من البداية البَسيطة جدًا ، فإن الأشكال اللانهائية الأكثر جمالًا والأكثر روعة كانت ، ولا تزال ، تتطور.»

الردود على النشر

أثار الكتاب اهتمامًا عالميًا، وأحدث جدلاً أقل مما حظي به الكتاب الشهير "بقايا التاريخ الطبيعي للخلق". وعلى الرغم من بقاء داروين بعيدًا عن المناظرات العامة إلا أنه كان يقوم بالتدقيق في ردود الأفعال العلمية على نظريته مثل المقالات، وما تنشره الصحف من اعتراضات، والرسوم الساخرة "الكاريكاتورية"، والرد عليها بالاتفاق مع زملاء له حول العالم. حيث أن داروين قال : "سيتم إلقاء الضوء على أصل الإنسان"، ولكنه ادعى أن أول مراجعة هي التي أدت إلى نشر المعتقد أن "أصل الإنسان قرد" بناءً على بقايا الآثار. ومن بين أوائل الردود الإيجابية كانت مشاركات هكسلي التي هاجم فيها ريتشار أوين "رئيس المؤسسة العلمية"، حيث كان يحاول الإطاحة به. وفي شهر نيسان، هاجم أوين أصدقاء داروين ورفض أفكارهم رفضاً تامًا مما أثار غضبه. ومن ثم بدأ أوين وغيره بالتشجيع لأفكار هادفة عن التطور الخارق للطبيعة. أما بالنسبة للكنيسة الإنجليزية فكانت استجاباتها متباينة، بينما تجاهل هذه الأفكار كل من سيدجويك وهينسلو "أستاذي داروين القديمين في كامبريدج"، ولكن فسر رجال الدين الليبراليين الانتقاء الطبيعي على أنه أداة الخالق في التصميم، في حين رآها رجل الدين مثل تشارلز كينسلي على أنها مثل "مفهوم الألوهية النبيل فقط". وفي عام 1860 م، كان لنشر مقالات وتعليقات لعلماء الدين الإنجيليين السبعة الليبراليين سبباً في تحويل انتباه رجال الدين عن داروين، وعن أفكاره وزيادة النقد أيضًا، وقد هوجمت أفكاره من قبل سلطة الكنيسة على أنها بدعة. وفي ذلك قال بادين بوويل إن المعجزات تكسر قوانين الإله، فيكون الإيمان بها ألحاداً، وأشاد بدارون قائلاً : "إن حجم براعة السيد داروين يظهر لنا في مبدأ القوى الكبرى للطبيعة في التطور الذاتي". وناقش آسا جراي النظرية الغائية مع داروين، الذي استورد ووزع كتيب جراي عن التطور إلهي، "الانتقاء الطبيعي لا يتنافى مع اللاهوت الطبيعي". }} تجاربه المرتبطة بالتطور وتحقيقاته أثمرت عن كتب "النباتات الحشرات-الحمية"، "تأثير التخصيب الذاتي واللاذاتي في مملكة الخضار" -وهي الأشكال المختلفة لزهور النبتة نفسها ضمن نفس الفصيلة و"قوة الحركة في النباتات". في كتابه الأخير عاد داروين لـ "تكون قالب الخضار عبر أفعال الديدان".[١]

الوفاة والجنازة

في عام 1882 م تم تشخيصه بما يعرف بـ " الذبحة الصدرية " والتي أدت إلى تجلط الأوعية القلبية ومرض في القلب. وعند الوفاة شخصه الطبيب بـ " ذبحة صدرية مفاجئة وفشل قلبي " تم التكهن بأن داروين ربما يكون قد عانى من مرض شاغاس المزمن. تستند هذه التكهنات إلى إدخال في إحدى المجلات كتبه داروين ، واصفًا أنه تعرض للعض من قبل "حشرة التقبيل" في مندوزا ، الأرجنتين ، في عام 1835 ؛ واستنادًا إلى مجموعة من الأعراض السريرية التي أظهرها ، بما في ذلك أمراض القلب وهي السمة المميزة لمرض شاغاس المزمن. من المحتمل أن يكون نبش جثة داروين ضروريًا لتحديد حالة العدوى بشكل نهائي عن طريق الكشف عن الحمض النووي للطفيلي المصاب ، تريبانوسوما كروزية ، الذي يسبب مرض شاغاس.

توفي دارون في 17 من أبريل عام 1882 م في منزله وقد كانت أخر كلماته لأسرته مخبراً إيما " أنا لست خائفاً من الموت - متذكراً كم كنتِ زوجة جيدة لي - أخبري كل أولادي أن يتذكروا كم كانوا جيدين معي " وبينما كانت ترتاح أخبر هرنيتا وفرنسيس مكرراً " من الجيد حين يكون المرء مريضاً أن تتم رعياته من قِبلك "[٢] كان من المتوقع أن يدفن في مقبرة كنيسة سانت ماري في دون، ولكن بطلب من زملائه بعد الدعاوي الجماهيرية والبرلمانية، نظم وليام سبوتسوود (رئيس الجمعية الملكية) لداروين أن يدفن في مقبرة وستمنستر بجانب جون هرشل وإسحاق نيوتن.

الأطفال

كان لدى داروين 10 أطفال توفي اثنان منهم في طفولتهم، أحدهما آني توفيت بعمر العاشرة والتي كان لوفاتها أثر مدمر على والديها. كان تشارلز والداً مخلصاً ومتيقظاً بشكل غير اعتيادي لأطفاله وكان كلما مرض أحد أطفاله يخشى عليهم من الأمراض الوراثية الناجمة عن زواج الأقارب وذلك لقرابته بـزوجته وابنة عمه " ايما ويدجود ". وقد اختبر هذا الموضوع في كتاباته مقارناً بالمزايا من التزاوج بين العديد من الكائنات الحية. ورغم مخاوفه فلقد كان لأولاده ولأحفاده مجالات عمل متميزة. ومن أبنائه الذين ظلوا على قيد الحياة، جورج وفرانسيس وهوراس والذين انخرطوا في المجتمع الملكي، وقد تبوءوا مكانة مرموقة محترمة بصفتهم فلكياً، وعالماً نباتياً، ومهندساً مدنياً على الترتيب. أما ابنه ليونارد فقد مضى في مسيرته ليصبح مجنداً عسكرياً ورجل سياسة واقتصاد ومختصاً في مجال تحسين النسل كما عرف بكونه معلماً لعالم الإحصاء والأحياء التطوري رونالد فيشر.

أبناؤه وبناته

  • وليام اراسموس داروين. وُلد في 27 كانون الأول عام 1839 - وتوفي في 8 أيلول عام 1914.
  • آن إليزابيث داروين. وُلدت في 2 آذار عام 1841 - وتوفت 23 نيسان عام 1851.
  • ماري إليانور وُلدت 23 أيلول عام 1842 - وتوفت 16 تشرين الأول عام 1842.
  • هنريتا إيما داروين. وُلدت 25 أيلول عام 1843 - وتوفت 17 كانون الأول عام 1927.
  • جورج هوارد داروين. وُلد 9 تموز عام 1845 - وتوفي 7 كانون الأول عام 1912.
  • إليزابيث داروين. وُلدت 8 تموز عام 1847 - وتوفت 8 حزيران عام 1926.
  • فرانسيس داروين. وُلد 16 آب عام 1848 - وتوفي 19 أيلول عام 1925.
  • ليونارد داروين. وُلد 15 كانون الثاني عام 1850 - وتوفي 26 آذار عام 1943.
  • هوراس داروين. وُلد 13 أيار عام 1851 - وتوفي 29 أيلول عام 1928.
  • تشارلز داروين. وُلد 6 كانون الأول عام 1856 - وتوفي 28 حزيران 1858.

نظريات داروين

أجرى داروين دراسات على العينات التي أحضرها من رحلته البحرية على ظهر السفينة ¸بيجل·. وقد زعم بعد ذلك بأن الأنواع الحديثة من الحيوان والنَّبات قد تطورت ونشأت من أنواع قليلة سابقة. وسجل ما ظنَّه أدلة علمية في مذكرات قدمها لأول مرة لاجتماع علمي عقد في عام 1858م وكان عنوان البحث نظريات عن التطور.

وحسب ما رأى داروين، فإنه في معظم الحالات لا يوجد عضوان من أعضاء الأنواع متشابهين تمامًا، إذ لكل كائن عضوي تكوين مستقل في السمات، ومعظم هذه السمات والمميزات موروثة. وأشار داروين إلى أن المزارعين الذين يعملون في البساتين قد أنتجوا بجهودهم المشتركة أنواعًا خاصة من النباتات والحيوانات عن طريق الانتخاب والتوليد المهجن لكائنات عضوية لها سمات ومميزات خاصة يريدها الناس. وكان داروين يرى بأن عملية مماثلة من الانتخاب قد حدثت بشكل مستمر في الطبيعة. وأطلق داروين على هذه العملية الانتخاب الطبيعي أوبقاء الأصلح.

أوضح داروين أن الكائنات الحية تنتج أجيالاً أخرى كثيرة مشتركة ليحل بعضها محل بعض، وأن الأرض لا تستطيع أن تتحمل أعباء حياة كل هذه الكائنات، ولذلك فإن عليها أن تتنافس في الحصول على الضروريات مثل الطعام والمقر. وبالإضافة إلى ذلك فإن حياتها تتعرض دائمًا لتهديد حيوانات أخرى تعيش على افتراسها أو طقس غير مؤات أو أي ظروف بيئية أخرى.

وذكر داروين بأن بعض أفراد الأنواع لها سمات تساعدها في صراعها من أجل البقاء. وهناك أنواع أخرى لا تتمتع بمثل هذه المميزات ولذلك فإن احتمال استمرارها في الحياة يصبح أقل من الأولى. وفي المتوسط فإن الكائنات التي لها مميزات مؤاتية تعيش لفترة أطول، كما أنها تلد أجيالاً أكثر من الأخرى، إضافة إلى أنها تورّث أجيالها القادمة هذه المميزات المؤاتية. وتموت في آخر الأمر الكائنات ذات السمات غير المؤاتية. وفي أماكن أخرى مختلفة، وفي عصور متغايرة، فإن بعض هذه الكائنات الحية قد تجد ما يعينها على استمرار حياتها، وبعضها يفنى ويزول. وبمثل هذه الكيفية فإن أنواعًا مختلفة من الكائنات تظهر وتصبح بالتدريج أنواعًا منفصلة عن غيرها.

ألف داروين عدة كتب كانت تزيد من حدّة مناقشة نظرياته عن التطور. ومن بين هذه الكتب أصل الإنسان والانتخاب فيما يتعلق بالجنس (1871م)؛ تعبير عن الانفعالات عند الرجل والحيوان (1872م).

وفي أوروبا أثارت آراء داروين عن التطور اختلافات حادة بين دارسي علم الحياة ورجال الدين النصارى وغيرهم. ولذلك فإنهم انتقدوا بغضب شديد آراءه عن التطور. ولكن بعض رجال العلوم من البريطانيين مثل توماس هنري هكسلي، وألفرد رسل والاس أيدوا أعمال داروين، كما أن بعض الجماعات الأخرى قبلت في النهاية نظرياته.

أمدَّت هذه النظريات والآراء بعض الباحثين في علم الحياة بتصورات مختلفة عن أصول الكائنات الحية والعلاقات بين أنواع الحياة المختلفة.

أوجدت نظرية داروين حول التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي دراسات في علم الأحياء، وخاصة في علم الإحاثة (أي الأحافير)، وعلم التشريح المقارن. وخلال النصف الأول من القرن العشرين الميلادي استخدمت الاكتشافات الجينية وعلم الأحياء المتطوّر براهين لنظريات التطور التي كانت تعتبر الانتخاب الطبيعي شيئًا غير مهم. ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945م، أصبحت نظريات داروين مرة أخرى ذات نفوذ في البيولوجيا، (علم الأحياء التطوري) الذي كثيرًا ما يسمى بالداروينية الحديثة. وقد قدَّمت الداروينية الحديثة توضيحًا للأصل الجيني للاختلافات داخل الأنواع المستقلة، وللطريقة التي تشكلت بها الأنواع. ومنذ بداية الستينيات في القرن العشرين استخدمت الاكتشافات في علم الأحياء الجزيئي، وعلم الإحاثة (الأحافير) لتأييد النظريات المضادة لنظرية داروين عن التطور. هناك عدد من البيولوجيين (علماء الأحياء) الذين يرفضون المبدأ الأساسي للنظرية الداروينية الجديدة في بعض أنحاء الغرب. وما زالت نظريات داروين الحديثة حتى الآن أساسًا لأكثر الدراسات البيولوجية (الأحيائية) المعاصرة في الغرب رغم ما تجده من معارضة في كثير من بلاد العالم.

كان لنظرية داروين أثر قوي في الأفكار الدينية، فقد كانت مخالفة لكافة الأديان السماوية، وقد عارض كثير من رجال الأديان تلك الآراء الخاصة بالتطور لأنها تتعارض مع المعتقدات الدينية. وينادي النصارى مثلاً بأن نظرية التطور لا تتفق مع قصة الكتاب المقدس عن خلق الحياة. ويذكر داروين بأن البشر يشبهون الحيوانات في أشياء كثيرة. ولا شك أن النظر إلى الإنسان بوصفه كان قردًا أمر بالغ الخطورة في الجوانب الاجتماعية والأخلاقية.

بعض الكتاب استغلوا تلك النَّظرية لدعم آرائهم الخاصة حول المجتمع. فقد قارن الألماني كارل ماركس الكفاح من أجل البقاء بين الكائنات العضوية مع الكفاح من أجل السيطرة السياسية بين الطبقات الاجتماعية. واعتمد كُتّاب وباحثون آخرون على فكرة الانتخاب الطبيعي لكي يبرروا مفهوم تطور العنصر الإنساني الراقي للجنس البشري. واستخدم بعض الدارسين الذين عرفوا باسم الداروينيين الاجتماعيين أفكارداروين لتأييد الفكرة التي تقول بأن على الناس في أي مجتمع، وعلى الجماعات أن تتنافس على البقاء حيثما كانت.

كان لداروين دور كبير في بعث حركة التفكير العلمي في أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي بسبب نظريته هذه، ولقيت آراؤه رواجًا كبيرًا بين بعض الباحثين الغربيين وغير الغربيين، إلا أن نظرياته وأفكاره هذه لقيت معارضة شديدة في الفكر الإسلامي حيث قام بتفنيدها علماء كبار وأساتذة متخصصون.

رؤى وأفكار

الرؤى الدينية

طالع أيضاً: آراء تشارلز داروين الدينية

إرث عائلة داروين ينحدر من طائفة المعتزلة التوحيدية، بينما كان والده وجده من المفكرين التحرريين، وقد عُمِّد وتلقى تعليمه في كنيسة إنجلترا. عندما ذهب للدراسة في جامعة كامبردج ليصبح رجل دين أنجليكي لم يكن مشككاً في الحقيقة الحَرفية للإنجيل.[٣] وقد درس علم اللاهوت الطبيعي على غرار العالمين جون هيرشيل ووليام بيلي، وهو علم يبحث تفاسير الإنجيل عبر القوانين الطبيعية بدلاً من الخوارق. ويرى في تكيف الأنواع دليلاً على التصميم.[٤] على متن سفينة البيغل، كان تدينه تقليدياً وكان يعتبر الإنجيلَ سُلطةً نافذةً في الفضائل. وقد عكف على البحث عن "مراكز الخلق" لتفسير التوزيع،[٥] كما ربط بين حشرة ليثِ عِفِرِّين وُجِدت بقرب حيوانات الكنغر بـ "فترات خليقة" واضحة المعالم.[٦] عند عودته كان ناقداً للإنجيل كتاريخ، ومتسائلاً لمَ لمْ تكن كل الأديان صالحةً سواءً بسواء.[٧] في السنوات القليلة اللاحقة، بينما كان ممعناً النظر في علم الجيولوجيا وتحول الأنواع بشكل مكثف، أسدى كثيراً من الاهتمام للدين وخاض نقاشاً عن ذلك بإفصاحٍ مع إيما، التي كانت - هي الأخرى - تحمل معتقدات نابعة من دراسة مكثفة وتساؤلات. ثيوديسيا بيلي وتوماس مالثوس بَررت الشرور كاعتبار المجاعة - على سبيل المثال - ناتجةً عن قوانين خالقٍ خَيِّرٍ وتنطوي على أثرٍ طيبٍ بالكُلية. بالنسبة لداروين، قدم الانتقاء الطبيعي جودة التكيف وأزاح الحاجة للتصميم. ولم يستطع أن يرى عمل الإله كلي القدرة في كل ذلك الألم والمعاناة كفعل حشرة الزنبور النمسي حين تشل حركة اليرقات لتوفر غذاءً حياً لبيوضها.[٨] ظلت رؤيته للأنظمة الحيوية أنها متكيفة تامة. وفي كتابه أصل الأنواع تجلتْ رؤاهُ اللاهوتية، فعلى الرغم من تصوره للدين كإستراتيجية بقاء قَبَلية، إلا أن داروين كان متردداً للتخلي عن فكرةِ أن الرب هو واهبُ القوانين المطلق. وقد كانت مشكلة الشر تزعجه على نحوٍ متزايد. لعب داروين وصديقه المقرب جون إنز، الكاهن في كنيسة داون، دوراً مؤثراً في مجتمع الكنيسة، لكن بحلول عام 1849م علق داروين على ذهاب أفراد أسرته إلى الكنيسة أيام الأحد بقوله" إنه من العبث الشك في قدرة الإنسان على الجمع بين الإيمان بالله ونظرية التطور في نفس الوقت". على الرغم من تحفظه عندما يتعلق الأمر بنشر آرائه الدينية، كتب داروين في عام 1879م، " لم أنكر أبداً فكرة وجود إله لهذا الكون، لكن اعتقد بأن مصطلح "اللاديني" كفيل بوصف ما أعتقد حالياً".[٩][١٠] في عام 1915م، نُشر في كتاب (حكاية السيدة مع الأمل) بأن داروين عاد للمسيحية في أيام مرضه، والذي أكده أبناؤه وكذّبه المؤرخون.

المجتمع البشري

تعكس آراء داروين حول القضايا الاجتماعية والسياسية وقته ومكانته الاجتماعية. نشأ في عائلة من الإصلاحيين اليمنيين الذين دعموا ، مثل عمه يوشيا ويدجوود ، الإصلاح الانتخابي وتحرير العبيد. كان داروين يعارض العبودية بشدة ، بينما لا يرى أي مشكلة في ظروف عمل عمال المصانع الإنجليز أو الخدم. عززت دروس التحنيط التي قدمها في عام 1826 من العبد المحرّر جون إدمونستون ، والذي كان يتذكره منذ فترة طويلة بأنه "رجل لطيف للغاية وذكي" ، إيمانه بأن السود يتشاركون في نفس المشاعر ، ويمكن أن يكونوا أذكياء مثل الأشخاص من الأعراق الأخرى. اتخذ نفس الموقف تجاه السكان الأصليين الذين التقى بهم في رحلة بيجل. لم تكن هذه المواقف غريبة في بريطانيا في عشرينيات القرن التاسع عشر ، بقدر ما صدمت الأمريكيين الزائرين. بدأ المجتمع البريطاني في تصور الاختلافات العرقية بشكل أكثر وضوحًا في منتصف القرن ، لكن داروين ظل بقوة ضد العبودية ، وضد "تصنيف ما يسمى بأجناس الإنسان كأنواع متميزة" ، وضد سوء معاملة السكان الأصليين.[VI] تَفاعُل داروين مع شعب الياغان خلال الرحلة الثانية على سفينة البيجل كان له تأثير عميق على نظرته إلى الشعوب الأصلية. عند وصوله إلى تييرا ديل فويغو ، قدم وصفًا ملونًا لـ "متوحشي الفوجيون". تغير هذا الرأي عندما تعرف على شعب الياغان بمزيد من التفصيل. استنتج داروين من خلال دراسة شعب الياغان أن عددًا من المشاعر الأساسية للمجموعات البشرية المختلفة كانت متماثلة وأن القدرات العقلية كانت تقريبًا مماثلة للأوروبيين. بينما كان داروين مهتمًا بثقافة شعب الياغان، فقد فشل في تقدير معرفته البيئية العميقة وعلم الكونيات المفصل حتى خمسينيات القرن التاسع عشر عندما قام بفحص قاموس شعب الياغان بتفاصيل 32000 كلمة. لقد رأى أن الاستعمار الأوروبي سيؤدي غالبًا إلى انقراض الحضارات الأصلية ، و "حاول دمج الاستعمار في تاريخ تطوري للحضارة مشابه للتاريخ الطبيعي".

أعتقدَ دارون أن تفوق الرجال على النساء كان نتيجة الانتقاء الجنسي ، وهو رأي عارضته أنطوانيت براون بلاكويل في كتابها (الجنسين عبر الطبيعة) عام 1875.

عارض داروين نظرية قريبه فرانس جالتون، والتي نشرها عام 1805م بأن التحليل الإحصائي للوراثة أظهر بأن السلوكيات الأخلاقية والعقلية ومبادئ التناسل لدى الكائنات الحية ممكن توارثها. وقد ذكر داروين في كتابه (السلالة البشرية) بأن مساعدة المغلوبين على أمرهم للتكاثر يمكن له أن يقلل من فوائد الانتقاء الطبيعي. ولكن حذر في الوقت ذاته بعدم منع هذه المساعدة التي ستؤدي إلي خسارة غريزة العطف " الجانب الأسمى للطبيعة البشرية" مع التشديد على الاهتمام بالتعليم لأهميته. وقد أكد جالتون بأن نشر البحث المذكور سوف يشجع على التزاوج من نفس القبيلة التي يتمتع أفرادها "بموهبة فطرية". توقع داروين بعض المشاكل التطبيقية بقوله" هو أمر حتمي، على الرغم من ذلك أعلن تحفظي بخصوص الطريقة المثالية لتطوير الجنس البشري". وشدد على نشر الوعي بين الناس بأهمية الوراثة وترك القرار لهم. أطلق فرانس جالتون على هذا المجال من الدراسة "تحسين النسل" في عام 1883. بعد وفاة داروين ، تم الاستشهاد بنظرياته لتعزيز سياسات تحسين النسل. [V]

الحركات الاجتماعية التطورية

طالع أيضاً: داروينية،تحسين النسل، وداروينية اجتماعية

أدت شهرة وشعبية داروين إلى ارتباط اسمه بالأفكار والحركات التي ليست لها علاقة وثيقة بكتاباته، وأحيانا ناقضت آرائه بشكل مباشر. كان توماس مالثوس قد جادل قائلاً بأن الرب جعل النمو السكاني يتجاوز الموارد لحث البشر على العمل المثمر وتنظيم النسل. وكانت تستخدم هذه النظرية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي لتبرير الإصلاحات الاقتصادية وسياسات عدم التدخل. نظرية التطور أصبحت تُرى بعد ذلك على أن لها تأثير على المجتمع. كتاب هيربرت سبينسر الإحصائيات الاجتماعية القائمة على حرية الإنسان والحريات الفردية على النظرية التطورية للامارك.

وبعد فترة وجيزة من نشر "أصل الانواع" في 1859 م، سخر النقاد من وصفه الصراع للبقاء كتبرير مالثوسي للصناعة الرأسمالية الإنجليزية في ذلك الوقت. مصطلح "الداروينية" استخدم للأراء التطورية للآخرى ومن ضمنهم مبدأ سبينسر "البقاء للأصلح" كتطور للفكر الحر ، وعنصرية ارنست هكل وآرائه عن تطور الإنسان. استخدم الكًتاب فكرة الانتقاء الطبيعي كحجة للأيديولوجيات المختلفة، والتي كانت غالبا متناقضة، مثل سياسة عدم التدخل " كلب يأكل كلب" الرأسمالية، العنصرية، الاستعمارية والامبريالية، ومع ذلك تضمنت وجهة نظر داروين الكلية للطبيعة "اعتماد وجود أحدهما على الآخر"، وبالتالي يشدد دعاة السلام والاشتراكيين والإصلاحيين الاجتماعيين التحرريين والفوضويين مثل بيتر كروبوتكين على قيمة التعاون على النضال ضمن الأنواع. بينما أصر داروين على أن سياسة المجتمع لا يجب أن تتبع مفاهيم الصراع والانتقاء الطبيعي.

بعد الثمانينات من القرن التاسع عشر تطورت حركة تحسين النسل بناء على أفكار التوارث البيولوجي، وكتبرير علمي لأفكارهم نسبت بعضها للمفاهيم الداروينية. في بريطانيا، كان الغالبية يتشاركون آراء داروين الحذرة بشأن التحسين الاختياري ويسعون لتشجيع تلك الصفات الجيدة في تحسين النسل الإيجابي. خلال الكسوف الدارويني " قدمت الوراثة المندلية أسس علمية لتحسين النسل، وكان علم تحسين النسل السلبي لإزالة "المشوه" ذو شعبية في أمريكا وكندا وأستراليا، ووضعت مؤسسات تحسين النسل في الولايات المتحدة قوانين " التعقيم الإجباري" ، وتبعتها عدة بلدان أخرى، وفي وقت لاحق أصبح لمجال تحسين النسل سمعة بفضل النازية. وقد استخدم مصطلح "الداروينية الاجتماعية" بشكل نادر منذ 1890 م ،ثم أصبح مصطلحاً ذا شعبية في الأربعينات 1940 م. وعندما استخدمه ريتشارد هوفستاتر للهجوم على " سياسة عدم التدخل" لمن هم من أمثال وليام غراهام سمنر والذين عارضوا الإصلاح والاشتراكية. ومنذ ذلك الحين تم استخدامه كمصطلح للإساءة لكل من يعارض ما يُعتقد بأنه عاقبة أخلاقية للتطور.

الأعمال

طالع أيضاً: قائمة مؤلفات تشارلز داروين

كان داروين كاتباً غزير الإنتاج، حتى بدون نشر أعماله حول التطور سوف يظل داروين صاحب سمعة جيدة بوصفه كاتب (رحلة السفينة بيجل)، وبوصفه الجيولوجي الذي قام بالنشر بشكل واسع عن أمريكا الجنوبية والذي قام بحل لغز تشكل الجزر المرجانية، وبوصفه أيضاً عالم الأحياء الذي نشر العمل المكتمل بخصوص البرنقيل (وهو نوع من أنواع المحار). بينما يهيمن كتاب "حول أصل الأنواع" على تصورات عمله لـ(نسب الإنسان) و(التعبير عن المشاعر في الإنسان والحيوان) كان لهما تأثير واضح وقوي، وكتبه عن النباتات والمشتمل على (قوة الحركة في النباتات) وهي دراسات مبتكرة ذات أهمية كبرى، كما كان أيضا عمله النهائي في (تكوين العفن النباتي من خلال عمل الديدان).

الإرث

طالع أيضاً: قائمة الأصنوفات التي وصفها تشارلز داروين

بحلول وقت وفاته ، أقنع داروين وزملاؤه معظم العلماء أنَّ التطور كنسب واحد مع وجود بعض الطفرات والتعديلات كان صحيحًا، وكان يُعتبر عالِمًا كبيرًا أحدث ثورة في الأفكار. تم تكريم داروين في حزيران من عام 1909 من قبل أكثر من 400 مسؤول وعالم من جميع أنحاء العالم التقوا في كامبريدج للاحتفال بالذكرى المئوية له والذكرى السنوية الخمسين لكتاب أصل الأنواع على الرغم من أنَّ القليلين في ذلك الوقت وافقوا على رأيه بأن (الانتقاء الطبيعي كان الوسيلة الرئيسية لحدوث الطفرات ولكنه ليس الوسيلة الوحيدة). اقترح العلماء في بداية القرن العشرين - وهي فترة أُطلق عليها (مرحلة كسوف الداروينية) - آليات تطورية بديلة ومختلفة ولكن ثبُت أنه من المستحيل تبنيها أو الدفاع عنها. دمج رونالد فيشر (وهو عالم إحصاء إنجليزي) أخيرًا علم الوراثة المندلية مع الانتقاء الطبيعي في الفترة ما بين عامي 1918 وكتابه الذي صدر عام 1930 بعنوان النظرية الوراثية للانتقاء الطبيعي. أعطى النظرية قاعدة رياضية وحقق إجماعًا علميًا واسعًا على أن الانتقاء الطبيعي هو الآلية الأساسية للتطور، وبالتالي وضع الأساس لعلم الوراثة السكانية والاصطناع التطوري الحديث بمساعدة كل من جون هولدين وسيول رايت اللذان حددا الإطار المرجعي للنقاشات العلمية الحديثة وتنقيح النظرية.

إحياء الذكرى

خلال فترة حياة داروين كثير من المعالم الجغرافية سميت باسمه. مساحة من الماء المجاورة لقناة بيجل سميت باسم دارويـن من قبل ريبورت فيتزوري بعد حراك داروين المشهور، جنباً إلى جنب مع اثنين أو ثلاثة من الرجال الذين أُنقذوا من انقطاع السبيل بهم قريباً من الشاطئ عندما أحدث الجليد المنهار موجة هائلة والتي قامت بجرف قواربهم. وجبل داروين القريب في جبال الأنديز سمي في مناسبة الاحتفال بمولد داروين الخامس والعشرون. وعندما كانت سفينة بيجل تمسح أستراليا في عام 1839 م أبصر صديق داروين جون لورت ستوكس ميناء طبيعي والذي قام قبطان السفينة ويكهام بتسميته بمنياء داروين. المستوطنة المجاورة سميت بداروين في عام 1911 م والتي أصبحت عاصمة الإقليم الشمالي في أستراليا.

حدد ستيفن هيرد (عالم احياء) 389 نوعًا من الكائنات التي تم تسميتها على اسم داروين ، وهناك ما لا يقل عن 9 أجناس، في أحد الأمثلة: مجموعة من طيور تانيجر المرتبطة بالتسميات الداروينية اكتشفت في جزيرة غالاباغوس والتي أصبحت تعرف بـ (طيور داروين) في عام 1947 م، عززت كثير من الأساطير غير الدقيقة حول اهتمام الناس بعمله. استمر الاحتفاء بعمل داروين من قبل عدد هائل من المنشورات والمناسبات.

احتفل المجتمع العلمي اللندني بإنجازات داروين عبر وسام داروين-ولاس منذ 1908 م. يوم داروين أصبح احتفالاً سنوياً، وفي عام 2009 نُظِمت فعاليات عالمية في الذكرى المئوية الثانية لمولد داروين والذكرى المائة وخمسون لنشر كتابه أصل الأنواع. تم الاحتفال بداروين في المملكة المتحدة وطبع بورتريه لصورته السلبية في عملة £10 جنب إلى جنب مع الطائر الطنان وسفينة بيجل، والتي صدرت من بنك إنجلترا. وكذلك يمكن مشاهدة تمثال جالس من الحجم الحقيقي لداروين في القاعة الرئيسية لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن. وقد سميت كلية الدراسات العليا في جامعة كامبريدج بكلية داروين بعد حياة تشارلز داروين.

مواضيع متعلقة

عبد الرحمن بدوي

عالمحيوانانجليزي، اشتهرخصوصاً بمذهب التطور. ولد في Shrewsbury (انجلترا) في ١٢ فبراير سنة١٨٠٩، وتوفي في Down في ١٩ أبريل سنة ١٨٨٢ .

بدأ دراسة الطب في جامعة ادنبره (سكتلندا) لمدة عامين (١٨٢٥ -١٨٢٧)، ثم انصرف عنه الى الدراسات اللاهوتية في كلية لمسيح في كمبردج، ولكنه لم يتمها.بيدأنه ظل يواصل دراسة العلوم الطبيعية (الحيوان والنبات) والجيولوجيا. ومن سنة ١٨٣١ إلى ١٨٣٦ قام برحلة على السفينة Beagle ساحل فيها شواطىء أميركا الجنوبية وأبحر في المحيط الهندي. وكتب عن هذه الرحلة يوميات بعنوان: «يوميات ابحاث في التاريخ الطبيعي والجيولوجيا للبلاد التي زرناها على متن السفينة بيجل» Journal researches into the Natural History 200 Geology of 0٤ .H.M.S countries visited during the voyage 0٤ ه11 1839 ,Beagle, London وبعد عودته من هذه الرحلة أقام في كمبردج ولندن حى سنة١٨٤٢، حيث اعتزل في قرية Down ، ومنها واصل أبحاثه في الحيوان حتى وفاته، وفيها كتب مؤلفاته الشهورةوهي:

,means of natural selection Origin of species 0٧ ه11 01 (1 1859 ,London «أصل الأنواععن طريق الانتخاب الطبيعي»

-animals and 014115 under d mestica 2) The variation 0٤ 1868 5 . Londonا٧0 2 .110 «تغير الحيوان والنبات نحت تأثير الاستئناس » في مجلدين.

3) The Descent of Man andselection inrelation of sex.2

.!187 00ل100 .5ا٧0 «سلالة الانسان والانتخاب فيما يتعلق بالجماع».

4) The expression 0٤٤٥ 11: 11015 100 ت Man and animals, 101001, 1872.

«التعبير عن الانفعالات في الانسان والحيوان،.

وكتب ترجمة ذاتية نشرها هي ورسائله ابنهفرانسس بعنوان:

Life and LettersofCharlesDarwinincludinganautobiog-raphical chapter.ols.London, 1887

الان حذف من الترجمة الذاتية بعض فصول، فجاء ابن اخيه82٣10.فنشرفيسنة١٩٥٨ النص الكامل لهذه الترجمة الذاتية التي كتبها دارون عن حياته، وذلك بعنوان:

11• Auto biography 0٤Charles Darwin

:كما طبعت الرسائل من جديد في نثرة منفصلة هكذا

Life 21لم Letters 0٤ Charles Darwin. 2 vols, New York, 1959

مذهبه

اعتمددارونعلىماكتبهل اماركا2٣^1فيكتابه«فلسفة الحيوان» Philosophie zoologi٩ue (سنة ١٨٠٩) الذي بين فيه تأثير الظروف المحيطة - وما ينجم عنها من آثار - في احداث نحرا فات عن الطريق ال معتاد للطبيعة. كما اعتمدعلى تشارلز ليل Lyell . في كتابه «مبادىء الجيولوجيا» (لندن سنة ١٨٣٠-سنة ١٨٣٣ ) الذي اثبت فيه فساد نظرية كوفييه Cuvier في الكوارث الطبيعية، نقول «اعتمد دارون على كليهما فراح يقوم بالتجارب

٤٧٣

داررن

العديدة ويسجل المشاهدات الدقيقة عنأحوال الحيوان والنبات في مختلف المناطق التي زارها مما أدى به الى الأخذ بفكرة التحول-وهي فكرة قديمة لها ارهاصات عند اليونان - التحول البطيء في نواع الحيوان والنبات. ولاحظ، من ناحية أخرى، ما توصل اليه القائمون باستئناس الحيوان من ايجاد انواع مهذبة من الحيوانات البريةا لأصل.فرأىدارون أن الطبيعة ي مجموعهاتقوم، عنطريق الانتخاب الطبيعي، بما يقوم به من يربون الحيوان، وذلك على مدى الأحقاب المتطاولة من الزمان.

ثم طبق دارون ما ذهب اليه مالثسةااا43 من أن وسائل البقاء تتناقص كلما تزايد الحيوان، فقال دارون ان ألحيوان يتنازع البقاء بعضه بعضاً ، فيحدث عنذلك انتخاب طبيعي تكون الغلبة فيه للحيوان المزود بغرائز واعضاء تجعله أقدر على البقاء , وفي الاحوالالقصوىتنشأانواعجديدة عندهاوسائلتجعلهاأقدرعلى التكيف. وهنا استعاردارون تعبيراً استعمله هربرت اسبنسر في سنة ١٨٥٢ وهو: «بقاءالأقدرعلى التكيف» survival of the fittiesx فجعله الشطرالمكمل لنظريته في «تنازع البقاء وبقاء الأقدر على التكيف» , وهكذا أقام دارون تصوره للتطورعلى اساسين : امكان تغير الأنواع عن طريق الاستئناس أو عن طريق العوامل الطبيعية ، ثم تنازع البقاء وبقاء الأقدر على التكيف.

ومن هذا العرض يتبين ان دارون لم يكن هومبتكر نظرية التطورالمشهورة، إنما هوتلقاها من لامارك من الناحية البيولوجية، ومن هربرت اسبنسرمن ناحية تحديد قانون التطور. وحتى ا«كلمة التطور^)الا)٧عذغسهالميكنهواًولمناستغدمها للبرص هذ ا المذهب، بل سبقه اليها هربرت اسبنسر في سنة ١٨٥٤ ، (في كتابه Gensesisofscience، ثمفيسنة١٨٥٧ في Progress: its and causes 1٩٧) لكن فضل دارون هو في جمع هذه الأفكار المختلفة في نظرية موحدة، سندها خصوصاً بمشاهدات على الطبيعة أثناء رحلته على السفينة بيجل ( ١٨٣١-١٨٣٦) . إذ لاحظ الروابط الجيولوجية بين الحيوانات الحالية والحيوانات البائدة في أميركا الجنوبية، كما لاحظ خصائص توزيع الأحياء في المناطق لمختلفةمنها. فانتهى به ا لتفكيوالى اثبات علاقات نسب بين الانواع الحيوانية بعضها بعضاً، وانها لم توجد كل نوع منها مفرداً قاثما برأسه،.بلكما انحدر بعضها من بعض تحت تأثير عوامل البيئة المحيطة، فإنهاتنحدر بعضها من بعض عن طريق التطور أو التحول. وهذا ما عرضه تفصيلاً في كتابه «أصل الأنواع».

ثم جاء في كتابه « سلالة ا لانسان» فتعمق في النظرية نفسها، واستخرج نتائجها فيما يتعلق بالحياة الجنسية وا لأخلاقية والدينية . فقال ان ملكات الانسان العقلية وغرائزه وتصوراته الأخلاقية

والدينية هي نتاج تغيرات بيولوجية مفيدة، انتقلت ورسخت في النوع الانسافي بواسطة الوراثة. وهذه الآراء تلقفتها العامة وبعض العلماء مثل ارنست هيكل Haeckel (راجع هذا الاسم)، وصاغوها في عبارة مثيرة هي ان «الانسان ينحدر من القرده (أو بعبارة مبتذلة: الانسان أصله قرد) وهي عبارة لم يتفوه بها ولم يكتبها دارون في أي كتاب من كتبه. وهذه العبارة أثارت ثائرة صامويل ولبرفورس Samuel Wilberforce أسقف اكسفورد، وآدم سدجوك Adam Sedgwick وهوعالم جيولوجي وغيرهما، لأسباب متفاوتة (راجع مواد: برجسون، لالاند، هيكل، لويد مورجن، أدوارلوروا، هربرت اسبنسر الخ). وترجع حملة رجال الدين وأصحاب النزعة الروحية (برجسون وتليار مثلا) إلى ما قرره دارون من ان الروح والملكات العقلية العليا ما هي إلا أدوات بيولوجية للبقاء، وأن النظم الدينية والأخلاقية، هي بدورها وسائل بيولوجية للمحافظة على البقاء في تنازع الوجود والحياة وقيمتها هي في منفعتها لهذا الغرض، وليس ها حقيقة في ذاتها.

وهذه النزعة «العلمية» في تفسير الظواهر العقلية تتجلى ايضاً فيكتابه: «التعبيرعن الانفعالات في الانسانوالحيوان, اذ بعرض فيه علم نفس قائما على أسس فسيولوجية خالصة .

وقد أجاب دارون على من تهموه بالالحاد وانكار الدين بما بلي: «في تذبذباتي الكبرى، لم أصل ابداً لى الالحاد بالمعنى الصحيح لهذا اللفظ، أي أنكار وجود الله . لكنفي اعتقد على وجه ا لعموم ( وكلما ا متد بي ا لعمر) ا ن ا لوصف ا لأدق لحالتي ا لعقلية هو: اللاأدرية agnosticism («مراسلاته» ، ترجمة فرنسية،ج ١ص ٣٥٤ ،با ري سسنة١٨٨٨).

ويقول ايضاً في كتاه : «سلالة الانسان» (ترجمة فرنسية، ص٥ ٦٤، باريس): «لا اجهل انكثيرينسينعتون النتائج لتي وصلنا اليها في هذا الكتاب بأنها منافية للدين. لكنعلىمن يدعون هذه الدعوى أن يبرهنواعلى ان هناك الحاداً أكبر في القول بأن ا لانسان، بوصفه نوعأ مستقلاً ، ينحدر من نوعأدن وفق لفوانين التحولات في الانتخاب الطبيعي-منه في القول بأن الانسان الفرد يتكون ويولد بقوانين التناسل العادية» .

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة مولد تلقائيا3
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Darwin, Emma 1882
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة dar57
  4. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة syd5-7
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة k356
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Crows
  7. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة biorelig
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة miles
  9. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Belief
  10. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Fordyce