أدرنة

أَدْرِنَة (بالتركية: Edirne) مدينة تركية قديمة في إقليم تراقيا، وتقع في أقصى الركن الشمالي الغربي من الجزء الأوروبي للجمهورية التركية، حيث تلتقي أنهار مارتيسا، أَرْدَا، وتنكا، قرب الحدود البلغارية واليونانية، حيث تبعد عن حدود اليونان 7 كم، وبلغاريا 20 كم، كما يمر بها نهر ماريتزا، وكان اسمها قبل حكم العثمانيين أدريانوپل.

كانت أدرنة في الماضي مركزًا تجاريًا كبيرًا. ولا تزال حتى اليوم مدينة تجارية مهمة للفاكهة والنبيذ التركي. أسس الإمبراطور الرومانى هادريان المدينة في القرن الثاني الميلادي على أنقاض مدينة زرادشتية قديمة، وسماها هادريانوبولس، نسبة لاسمه، ولكن بعد ذلك سقط الرومان وأصبحت مدينة يونانية وبعد ذلك سيطر عليها العثمانيون في سنة 1362 م وصارت عاصمتهم من 1365 م إلى 1453 م. والآن هي عاصمة المحافظة التي تسمى أيضا بنفس الاسم.

يُقدّر عدد سكانها - حسب إحصائية 2012 - بحوالي 148 ألف نسمة. ومن أشهر مبانيها المسجد الذي بناه السلطان سليم الثاني في 1575م، ويُعد ذلك المسجد تُحفة من تصميم المهندس المعماري التركي الكبير سنان آغا، ومناراته هي أعلى المنارات في تركيا ويبلغ ارتفاع كلٍّ منها 70.1 مترا، كما يوجد فيها قنصليات بلغاريا، وألمانيا، واليونان، ورومانيا وسلوفاكيا وكذلك تقع فيها جامعة تركيا، وهي أقليمية وهناك جاليات يهودية.

وقعت معارك عديدة مهمة قرب أدرنة، حيث شهدت أدرنة والمناطق المجاورة لها ما لا يقل عن 16 معركة حاسمة عبر العصور من أبرزها معركتان هائلتان أولهما بين ليسيستوس وكونستنتان إمبراطور الرومان فهزم الأول شر هزيمة سنة 373 م أما المعركة الثانية فكانت سنة 387 م حيث هُزمت القوات الرومانية بقيادة الإمبراطور فالان على يد القوط الغربيين ولقي الإمبراطور حتفه، مما أدى إلى فتح بلاد الإغريق للأجانب غير اليونانيين.

ثم استولى العثمانيون بقيادة السلطان مراد الأول على المدينة بانتصاره على اليونان سنة 1363م وأسماها «إديرنا» (بالتركية: Edirne)‏. وأصبحت العاصمة الأوروبية للدولة العثمانية، حتى فتح الأتراك القسطنطينية (إسطنبول) في عام 857هـ، 1453م.

استولت عليها القوات الروسية من الأتــراك بـين عامي 1245 و1296هـ، 1829م إلى 1878 م، وعقدا بينهما شروطاً للصلح قضت بتنازل الدولة العثمانية لروسيا عن مصب نهر الدانوب وباعترافها باستقلال اليونان وتناوب على حكمها عدة دول من ضمنها روسيا مرتين في القرن التاسع عشر ، ثم احتل البلغاريون المدينة خلال حرب البلقان الأولى في 1912 م.

تعرضت المدينة إلى الدمار في عام 1905 من جراء الحريق، وفي عام 1905 كان فيها حوالي 80,000 نسمة، منهم 30,000 من المسلمين ( الأتراك وبعض الألبان والغجر والشركس) ؛ 22,000 الإغريق ؛ 10,000 البلغار ؛ 4,000 الأرمن ؛ 12,000 اليهود ؛ و 2,000 من العرقيات الدينية الأخرى.

الكنائس

تحتوي المدينة على 11 كنيسة منها اثنتين بلغارتين و 9 يونانية.

الاقتصاد

يعتمد اقتصاد أدرنة بشكل كبير على الزراعة، ويمارس 73٪ من السكان العمل في أعمال الصيد والزراعة، وهناك الكثير من المنتجات التي تزرع في المناطق المنخفضة وذات الإنتاجية الزراعية المتوسطة، وقد وضعت لزراعة المحاصيل الحقلية الكثير من الاستثمارات. وتنتشر زراعة الذرة وبنجر السكر وعباد الشمس والبطيخ والطماطم والباذنجان والعنب. وقد تقدمت الزراعة في المنطقة على مدى العقد الماضي.

كما تتمتع المنطقة بمقومات سياحية وذلك لوجود العديد من الأماكن السياحية التاريخية والطبيعية مما جعل السياحة تصبح أحد المكونات الرئيسية للنمو الاقتصادي للمدينة في السنوات الأخيرة.

المدن المتوأمة