أبو بكر الأصم
أبو بكر الأصم | |
---|---|
صورة معبرة عن الموضوع أبو بكر الأصم المعتزلة | |
اللقب | شيخ المعتزلة |
الميلاد | ؟؟ |
الوفاة | 201 هـ\816 م |
العصر | القرن الثاني للهجرة |
المنطقة | البصرة |
المذهب | المعتزلة |
الاهتمامات الرئيسية | الإعتزال - علم الكلام – التفسير |
تأثر بـ | واصل بن عطاء، و عمرو بن عبيد |
تأثر به | بشر بن المعتمر، و أبو علي الجبائي، و أبو القاسم الكعبي، و الإسكافي , محمد بن بحر الأصفهاني، و القاضي عبد الجبار |
تعديل طالع توثيق القالب |
هو عبد الرحمن بن كيسان الأصمّ المعتزلي، ولد في البصرة و توفي فيها سنة 201 هـ\816 م، عده القاضي عبد الجبار من الطبقة السادسة من الإعتزال، و التي وُضع على رأسها أبا الهذيل العلاف. كان جليل المقدار، يكاتبه السلطان، و كان يصلي خلفه في مسجده في البصرة ثمانون شيخاً من علماءها، و هو أحد من له الرياسة في حياته.
تفسيره
وصفه القاضي عبد الجبار بأنه تفسير عجيب حسن، و ذكر أن أبا علي الجبائي المعتزلي ( ت 303 هـ ) لا يذكر أحداً في تفسيره إلا الأصم.
النقل عن التابعين
ينقل الأصم في تفسيره عن جملة من مفسري الصحابة و التابعين، فينقل عن ابن عباس فيوافقه في مواضع و يخالفه في مواضع أخرى، كما نقل عن الحسن البصري و وافقه في تفسير آيات عديدة و لكن هذه الموافقة لم تمنعه من مخالفته أحياناً، كما نقل عن جملة آخرين من التابعين ممن وافقهم في تفسيرهم، و هم: الشَعبي، و عكرمة، و قتادة، و الزهري، و ابن اسحاق، و الأوزاعي، و السُّدي، و الربيع بن أنس .. و في بعض الأحيان كان الأصم يجهّل المروي عنه، فقيقول مثلاً: روينا عن بعض اليهود.
الإعتماد على المغازي و السير
يظهر أن الأصم كان يستعين بسيرة رسول الله و مغازيه، فنراه في تفسيره للآية 172 من سورة آل عمران يورد ما حدث مع رسول الله في معركة أحد و ما بعدها و رغبة المسلمين في ( المُثلة ) انتقاماً لما فعل المشركون في حمزة عم الرسول، و كيف أن رسول الله نهاهم عن ذلك، و طلب من الزبير أن يبعد صفية أخت حمزة عن رؤية أخيها بعد التمثيل به لئلا تجزعمن قِتلة أخيها، فردت صفية بأنه بلغها ما فعلوا و أن ذلك يسير في طاعة الله تعالى. و بعد ذلك يعود الأصمّ و يروي قصة المرأة التي قتل زوجها و أبوها و أخوها و ابنها في أحد، و لما رأت النبي و هو حي قالت: إن كل مصيبة بعدك هدر (هينة ).
أسباب النزول
كما كان الأصم يستعين بأحداث من السيرة في بيان أسباب النزول، فمثلاً عند تفسيره للآية 245 من سورة البقرة (( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً .. )) يذكر قصة أبو الدحداح حينما تبرع بحديقته.
المنهج الجدلي
و لأن الأصم متكلم قبل أن يكون مفسر يظهر البعد الجدلي و الكلامي جلياً في تفسيره، فهو يكثر من التقسيم المنطقي و الإستدلالت الجدلية و إقامة الحجج العقلية المحكمة .. فمثلاً عند تبيينه لكلمة ( مشرك ) في قوله تعالى: (( و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن .. )) ( الآية 221 من سورة البقرة ) يقول: (( كل من جحد رسالته ( أي رسالة النبي ) فهو مشرك؛ من حيث أن تلك المعجزات التي ظهرت على يده كانت خارجة عن قدرة البشر، و كانوا منكرين صدورها عن الله تعالى، بل كانوا يضيفونها الى الجن و الشياطين، لأنهم كانوا يقولون فيها: إنها سحر و حصلت من الجن و الشياطين، فالقوم قد أثبتوا شريكاً لله سبحانه و تعالى في خلق هذه الأشياء الخارجة عن قدرة البشر، فوجب القطع بكونهم مشركين؛ لأنه لا معنى للإله إلا من كان قادرأ على خلق مثل هذه الأشياء )).
تفسير القرآن بالقرآن
و لم يكتف الأصم في تفسيره بما سبق، بل يستعين أحياناً بآيات قرآنية لتفسير آية معينة، و هو ما يعرف بتفسير القرآن بالقرآن، و من ذلك مثلاً: في تفسيره للآية 13 من سورة التوبة (( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم .. )) يستعين الأصم في تفسيرها بالآية 216 من سورة البقرة، فيقول: (( دلت هذه الآية على أنهم كرهوا هذا القتال لقوله تعالى: (( كتب عليكم القتال و هو كره لكم )).
الإهتمام باللغة
أولى المعتزلة اللغة إهتماماً كبيراً، فنجد أن القاضي عبد الجبار في شرح الاصول الخمسة يعتبر أن المفسر لا يكون عالماً بتوحيد الله و عدله و ما يجب له من الصفات و ما يصح و ما يستحيل و غيرها من القضايا إلا إذا كان عالماً بأحوال اللغة و النحو و أصول الفقه .. و من هنا نلاحظ الإهتمام بالشؤون اللغوية عند الأصم، و الجبائي، و الكعبي، و الأصفهاني، و الرماني ، و غيرهم من مفسري المعتزلة.
فنجد الأصم مثلاً يعلق على قوله تعالى: (( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة ))، و يقول: بأن ما في قوله: (( مثلاً ما )) هي ما زائدة كقوله: (( فبما رحمة من الله لنت لهم )). و في قوله تعالى: (( و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) رأى الأصم أن الضمير في (( و إنها )) عائد الى محذوف و هو الإجابة للنبي. و الأمر نفسه يورده الأصم في قوله تعالى: (( فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء )) فيرى أن الضمير المستتر في (( جعلا )) يرجع الى النفس و زوجها من ولد آدم لا إلى آدم و حواء، و هو يوافق في ذلك قول الحسن البصري و قتادة.
أثر تفسير الأصم
يذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي بأن أبا علي الجبائي المعتزلي ( ت 303 هـ ) لا يذكر أحداً في تفسيره إلا الأصم، و هذا يدل على مكانة الأصمّ عند الجبائي، و قد وافق الجبائي الأصم في تفسيره لعدة آيات، و لو أنه يخالفه أحياناً في تفسيره لآيات أخرى .. و يظهر أن أكثر مفسري المعتزلة قد تأثروا بالأصم و تفسيره و وافقوه في أكثره: كالبلخي، و الأصفهاني، و القاضي عبد الجبار .. غير أن الأصفهاني قد خالف الأصم أحياناً، و كذلك القاضي الذي يضعف أحياناً إستدلال الأصم، و الملفت أن الرازي كان يوافق الأصم و يرفض نقض القاضي عليه .. و يشار إلى أن الزمخشري – الذي نقل عن الأصم أيضاً – وافقه في مسائل و خالفه في أخرى، مثل قوله بأن قراءة الفاتحة في الصلاة غير واجبة في كل ركعة.
و قد أخذ عن الأصم التفسير من غير المعتزلة المحدث الشهير ابن عُلية ( ت 193 هـ )، كما و يذكر فؤاد سزكين في كتابه تاريخ التراث العربي أن الثعلبي ( ت 427 هـ ) قد أخذ عن تفسير الأصمّ في الكشف ( الكشف و البيان عن تفسير القرآن )، و عنه نقل عادل نويهض في معجم المفسرين، و لكن الدكتور خضر نبها تتبع كلام سزكين و وجد أنه التبس عليه النقل ما بين أبو العباس الأصم ( محدث ت 277 هـ ) و أبي بكر الأصم، فالأول ورد كثيراً في تفسير الثعلبي و أما أبي بكر فلم يرد إلا مرتين. و كما سبق ذكره أخذ عن الأصم المفسر الكبير فخر الدين الرازي، الذي كان يورد أحياناً بعد اسم الأصم ( رحمه الله )، و قد خالفه في عدة مواضع.
و نقل عن الأصم من مفسري الشيعة: الطوسي ( ت 460 هـ ) و الطبرسي ( ت 548 هـ ).
فقهه
يذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان بأن للأصم مجموعة مقالات في الأصول. و أما المسائل الفقهية و الكلامية، فمنها:
بعض المسائل الفقهية البارزة
- يشير الأصم في تفسيره إلى أن قراءة الفاتحة غير واجبة في كل ركعة، و يتوافق في ذلك مع ابن عُلية، و يخالف الإمام الشافعي الذي رأى أن الفاتحة واجبة في كل ركعة، و قد بين الرازي في تفسيره أن المذاهب في هذه المسألة ستة، و الملفت للنظر أن الزمخشري يرد على الأصم في ذلك و يخالفه.
- يستنتج الأصم من قوله تعالى: (( و أنزلنا من السماء ماء طهوراً )) بأن الوضوء جائز بجميع المائعات، موافقاً في ذلك قول الأوزاعي.
بعض المسائل الكلامية البارزة
- يذكر الأصم عدة روايات عن رسول الله في تفضيل أبو بكر، و ينكر تأويل بعض الآيات في سورة الإنسان بأنه نزلت في حق الإمام علي، و يرى الرازي في تفسيره أن أكابر المعتزلة وافقوا الأصم في قوله هذا في تفاسيرهم، كالجبائي، و الكعبي، و الأصفهاني.
- يرى الأصم في تفسيره لقوله تعالى: (( و هو الذي مد الأرض )) أن المد هو البسط الى ما لا يدرك منتهاه؛ أي أنه يرى أن الأرض مسطحه، و قد خالفه أبو القاسم الكعبي في ذلك، و رأى في الآية دليلاً صريحاً على كروية الارض.
- نُقل عن الأصم قوله: ( إن الناس لو أنصف بعضهم بعضاً و زال التظالم و ما يوجب إقامة الحد، لاستغنى الناس عن إمام )، و هو في ذلك يتوافق مع آراء أفلاطون في المدينة الفاضلة.
- يرى الأصم أن الملائكة أفضل من البشر، و استدل على ذلك بقوله تعالى: (( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )).
موقفه من علي
ذكر أحمد بن يحيى بن المرتضى الأصم في طبقات المعتزلة ( المنية و الأمل في شرح الملل و النحل ) فقال: (( كان أفصح الناس و أفقههم و أورعهم، خلا أنه كان يخطىء علياً عليه السلام في كثير من أفعاله، و يصوب معاوية في بعض أفعاله )) .. و يبرر القاضي هذا الموقف من الأصمّ بحق الإمام علي بأن بعض أصحاب الأصم اعتذر عنه بأنه بُلي بمناظرة هشام بن الحكم. و هشامٌ هذا من متكلمي الشيعة الإمامية، و من أصحاب الإمام الصادق.
و من المفيد القول: إن الأصم قد وافق جمهور الخوارج في أن الدية واجبة على القاتل، و هذه الموافقة من قبل الأصم للخوارج – المعادين لعلي - يرى فيها البعض إشارة هامة تؤكد المنقول عن الأصم، و هو مخالفته و كرهه علياً، و لكن بعض الدارسين لا يرى ذلك و يقولون بأن الطوسي و الطبرسي في تفسيريهما أشارا إلى مسألة تفردا بها في الإماء و هي مروية عن الإمام علي، و لكنهما قالا: بأن الأصمّ وافقهما في المسألة .. و بالتالي يظهر أن الأصمّ كان يأخذ ما يوافق قناعاته بعيداً عن أي موقف مذهبي أو عقائدي، فمثلاً نجده يوافق ابن عباس في مسائل و يخالفه في أخرى، و أمره كذلك مع الحسن البصري.
من مؤلفاته
عد له الذهبي بعضاً من مؤلفاته - عدا التفسير- و هي: كتاب خلق القرآن، و كتاب الحجة والرسل، و كتاب الحركات، واكتاب لرد على الملحدة، و كتاب الرد على المجوس، و كتاب الأسماء الحسنى، و كتاب افتراق الأمة.
انظر أيضاً
وصلات خارجية
المصادر
- طبقات المعتزلة، القاضي عبد الجبار المعتزلي
- المنية و الأمل في شرح الملل و النحل ( طبقات المعتزلة )، ابن المرتضى
- مقدمة تفسير أبو بكر الأصم، جمع و تحقيق د. خضر نبها
- مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي
- سير أعلام النبلاء، الذهبي
كتب أخرى يمكن الرجوع إليها
- مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي
- التبيان في تفسير القرآن، الطوسي
مشاريع شقيقة | يوجد في ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: أبو بكر الأصم |
|