آية الصادقين
آية الصادقين هي الآية التاسعة عشرة بعد المائة من سورة التوبة في القرآن الكريم؛ وهي التي يستدل بها الشيعة على إثبات إمامة أهل البيت . والآية هي:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ سورة التوبة: آية 119
وكما يدل نص الآية فقد طلب فيها من الناس الالتزام بمنهج جماعة أسماهم القرآن الكريم بـ "الصادقين" ؛ حيث رأى الفكر الإمامي أنهم رسول الله في الإسلام محمد (ص) وأئمة أهل البيت (ع) من خلال ما نقل في الأحاديث والروايات.
ما هو الصدق؟
الصدق - كما هو معروف - نقيض الكذب، وهو "قول الحق"، وتحري المطابقة للواقع والحقيقة قولاً أو فعلاً، والصادق هو المخبر بما يطابق اعتقاده، والصديق المبالغ في الصدق.[١]
الصدق في القرآن
قال الله تعالى في سورة الأحزاب: (ليسأل الصادقين عن صدقهم).[٢] وحول سؤال الصادقين عن صدقهم:
- قيل المراد بالصادقين: الأنبياء، و سؤالهم عن صدقهم هو سؤالهم يوم القيامة عما جاءت به أممهم وكأنه مأخوذ من قوله تعالى: «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ».[٣]
- وقيل: المراد سؤال الصادقين في توحيد الله و عدله والشرائع عن صدقهم؛ أي: عما كانوا يقولون فيه،
- وقيل: المراد سؤال الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم،
- و قيل: المراد سؤال الصادقين عما قصدوا بصدقهم أ هو وجه الله أو غيره؟.
وهي وجوه ضعفها بعض المفسرين.
وحول معنى سؤال الصادقين عن صدقهم في الآية فإنها ترشد إلى خلاف ما ذكروه، ففرق بين قولنا: "سألت الغني عن غناه، و سألت العالم عن علمه"، و بين قولنا: "سألت زيدا عن ماله أو عن علمه"، فالمتبادر من الأولين أني طالبته أن يظهر غناه و أن يظهر علمه، و من الأخيرين أني طالبته أن يخبرني هل له مال أو هل له علم؟ أو يصف لي ما له من المال أو من العلم.
وعلى هذا فمعنى سؤال الصادقين عن صدقهم: مطالبتهم أن يظهروا ما في باطنهم من الصدق في مرتبة القول و الفعل، وهو عملهم الصالح في الدنيا. فالمراد بسؤال الصادقين عن صدقهم: "توجيه التكليف على حسب الميثاق إليهم"؛ ليظهر منهم صدقهم المستبطن في نفوسهم، وهذا في الدنيا لا في الآخرة.[٤]
آية الصادقين في مصادر أهل السنة
ذكر المحدثون والمفسرون من علماء أهل السنة أحاديث دلت على أن المقصود بهم: النبي الكريم (ص) والإمام علي بن أبي طالب (ع) في تفسير هذه الآية؛ منها ما يلي:
- ذكر السيوطي: في الدر المنثور بعد ذكر الآية: «وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ﴿... اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، قال: مع علي بن أبي طالب».[٥]
- ما ذكره الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل للحاكم.[٦]
- ما نقله الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب.[٧]
- ما أورده ابن عساكر الشافعيّ في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من كتابه تاريخ دمشق.[٨]
- ما في تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي.[٩]
- ما نقله الزرندي الحنفي في كتابه نظم درر السمطين.[١١]
- ما ورد في فتح القدير للشوكاني.[١٢]
- ما ذكره ابن حجر الشافعي في كتابه الصواعق المحرقة.[١٣]
- ما نقله القندوزي الحنفي في ينابيع المودة.[١٤]
- ما ذكره الآلوسي في تفسيره روح المعاني.[١٥]
- ما أورده الحمويني في كتابه فرائد السمطين.[١٦]
بعض مداخل البحث
- آية المودة في مصادر الشيعة؛
- ما هو المراد بالصادقين؟
- كيف يستدل على إمامة أهل البيت بالآية
مواضيع ذات علاقة
مراجع
- ^ راجع: لسان العرب لابن منظور ج1، ص193.
- ^ سورة الأحزاب: 8.
- ^ سورة المائدة: 109.
- ^ راجع: الميزان في تفسير القرآن، السيد محمد حسين الطباطبائي، الجزء 16، ص: 279.
- ^ الدر المنثور، السيوطي: 4: 316، راجع ذيل الآية الكريمة.
- ^ الجزء الأول، ص: 341، من الحديث 350 إلى 357.
- ^ راجع الصفحة: 236.
- ^ راجع الجزء الثاني الصفحة: 421.
- ^ راجع الصفحة: 16.
- ^ راجع الصفحة: 198.
- ^ راجع الصفحة: 91.
- ^ راجع الجزء الثاني، الصفحة: 414.
- ^ راجع الصفحة: 90 (طبعة الميمنية بمصر).
- ^ راجع الصفحة: 136 و 140.
- ^ راجع الجزء الحادي عشر، الصفحة: 41.
- ^ راجع الجزء الأول، الصفحة: 314 حديث 250 و 370 حديث 299 و 300.
ملف:Islam Symbol.png | هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |