محمد رفعت عبد الصبور

الشيخ محمد رفعت عبد الصبور (1351 هـ1428 هـ == 1932م2007م) من قراء القرآن الكريم بمصر ولد عام 1351 هـ = 1932م بقرية صنيم التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا من صعيد مصر فهو سمي الشيخ محمد رفعت (1299 هـ - 1369 هـ == 1882م- 1950م يتفقا في استعمال الله لهما في خدمة القرآن الكريم وقد كان الشيخ يحب أن يقدم نفسه بخادم القرآن واتفقا في الأداء الصوتيي القديم أو إن شئت قل الأصيل في القرآن الكريم وتشابها بل تطابقا في صفات خُلُقِية فضلا عن مطابقة الاسم فرحمة الله عليهم أجمعين.

لم يكن الاتفاق في التسمية بين الشيخين مجرد صدفة بل قدرا وتوفيقا حيث كان أباء تلك الفترة يسمون أبناءهم بأسماء مركبة لزعماء مقاومين أو شعراء مشهورين واختار الشيخ عبد الصبور وهو من حملة القرآن الكريم وخدمه أيضا أن يسمي ولده على اسم نجم ناشئ في سماء القرآن الكريم في القاهرة وهو الشيخ محمد محمود رفعت والذي ذاع صيته باسم محمد رفعت، وعمل على أن ينشأ ابنه الوحيد وسط أربعة بنات اسما على مسمى، فلم يشفع له عند أبيه أنه الوحيد، بل حملت وحدته أباه على زيادة حرص بطريقة غير معهودة ليكون ابنه من خدم القرآن الكريم، فمما كان يرويه عن طريقة تربية أبيه له وأخذه على قوة التثبت يقول: كنت أتلو الجزء من القرءان على أبي غيبا فلا أخطأ فيه خطأً واحدا فإذا انتهيت منه يقول لي يجب عليك أن تكثر من التلاوة حتي يثبت عندك القرءان أكثر، وربما جمع مع التأنيب الضرب!!

حفظ الشيخ محمد رفعت عبد الصبور القرآن على يد أبيه الشيخ عبد الصبور أحمد, ثم رحل لتلقي التجويد والقراءات على يد شيخ قراء عصره في صعيد مصر الشيخ محرم الفقاعي, فأجازه الشيخ في روايتي نافع: قالون وورش, كما تفقه على مذهب الإمام مالك,

كانت مرحلة طلبه العلم انموذجا للصبر والجلد فالمسافة بين قريته وقرية شيخه سبعة كيلومترات يقطعها مشيا ذهابا وإيابا يوميا في حر الصيف وبرد الشتاء وربما كان أغلبها حافيا, روي هذا عن نفسه تحدثاً بنعمة الله عليهُ، وحكى عن مسلكه فقال: كنت أحرم نفسي لأدخر قروشا من مصروفي أشتري بها اتحافا هدية لشيخي حباً وكرامةً كلما دخلت عليه.

أُجيز الشيخ محمد رفعت عبد الصبور وهو في الثامنة عشر من عمره فاتصل سنده بالرسول صلى الله عليه وسلم عن أمين الوحي عن رب العزة فنال من ذلك عزة وعفاف أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته, فكان متحفظا جدًا في مأكله مع تبسط متناهي بشكل ملحوظ؛ يعرف ذلك من صوته المتفرس.

بعد نيل الإجازة أخذ الشيخ في إحياء حفلات القرآن الكريم فاشتهر بصعيد مصر, وقرأ مع أعلام القراء في مصر منهم الشيخ محمد صديق المنشاوي وولي الله والده الشيخ صديق وكان يحب أن يلقبه بهذا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ الطبلاوي وكان صديقا حميما للشيخ علي عبد الجواد من خيرة قراء الصعيد والشيخ الطهنشاوي, وكان مجلاً لكبيرهم ومحبا لإخوانه القراء يدني الصغير منهم ويقربه؛ فدان له بالفضل أجيال من أعلام القراءة.

زهد الشيخ محمد رفعت عبد الصبور في التكسب بالقراءة على طريقة التجار بكتاب الله تعالى، فأخذ الأجرة عليه دون شرط عليها على رغم أنه مالكي وعند المالكية: لا يجوز أخذ الأجرة على ما لا يقبل النيابة من المطلوب شرعا كالصلاة والصيام، ولكن يجوز أخذ الأجرة على ما يقبل النيابة، ومنه تعليم القرآن وقراءته، ومذهب الشافعية يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن وتعليمه أيضا حتى لو كانت القراءة عند القبر أو بعيدة عنه, مع الدعاء بوصول الثواب إلى الميت.

سمعه فضيلة الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر فأعجب بحسن أدائه وشبهه اسما وأداء مع الشيخ محمد رفعت وعرض عليه مساعدته في دخول الإذاعة واعتماده ضمن قراءها وذلك مطلع عقد السبعينات من القرن العشرين فلم يوافق حتى يعرض الأمر على والده الشيخ عبد الصبور أحمد الذي اعترض بسبب عدم رضاه عن الإقامة في القاهرة وهو ولده الوحيد, فنزل على رغبة والده دون نقاش؛ وذلك من فرط بره تعالى.

حرص الشيخ على تعليم أولاده حتى البنات منهم مخالفا بذلك تقاليد أهل بلده فكانت ابنته الكبرى أول بنتا تستكمل تعليمها في قريته فتتابع الناس على ذلك وتشجع آباء لتعليم أولادهم بعدما عزموا على إخراجهم من الدراسة.

كان الشيخ يحب أن يجبر الكسر في شراءه فيزيد البائع تسامحا ويقول: هذه صدقة سر لأنها مخفية، ويتسامح فيما يريد أن يبيع، مما يحار فيه أهله مع شدة الحاجة! فالله نسأل أن يجعله من الذين دعى لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى" رواه البخاري في صحيحه وهو مع هذا ممن "... يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ... " إلى أن مات

من كراماته أنه أخبر في حال صحته بوقت وفاته غير واحد فلما دخل في الخامسة والسبعين من عمره قال مات أبي في هذا السن ولا أحسبني إلا مثله، وقبل أسبوع من وفاته حدث فقال: لن أكمل أسبوعا وسأموت، ويوم الوفاة صلى الفجر وحدَّث بأنه ميت من يومه. فذهب إلى المسجد قبل أذان الظهر بساعة ونصف تقريبا فتنفل وشعر بدنو أجله فعاد لمنزله ففاضت روحه قبل أذان ظهر يوم الأربعاء 17 محرم سنة 1428 هـ = 7 فبراير سنة 2007م ورؤيت له منامات صالحة ف وسائر المسلمين وأهل القرآن الكريم.

اشتهر الشيخ محمد رفعت عبد الصبور بصوته الحزين المؤثر والذي كانت تعتريه بحة شبهها الداعية الدكتور محمد الصغير بالصهيل. والشيخ محمد رفعت عبد الصبور له بعض التسجيلات التي تبرز قيمة تلك المدرسة القديمة من القراء رحمهم الله تعالى. أداء الشيخ تفهم منه ما في صحيح البخاري بسنده عن قتادة قال سألت أنسا عن قراءة النبى صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد مدا, وقول شعبة: حدثنا أبو جمرة قال قلت لابن عباس إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبك. فكانت قراءته تطبيقا لتلك السُّنَّةِ ومعبرة عنها. وهذا روابط تسجلات للشيخ

http://www.4shared.com/network/search.jsp?sortType=1&sortOrder=1&sortmode=1&searchName=%D8%B1%D9%81%D8%B9%D8%AA+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1&searchmode=2&searchName=%D8%B1%D9%81%D8%B9%D8%AA+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1&searchDescription=&searchExtention=&sizeCriteria=atleast&sizevalue=10&start=0

ملاحظة

للشيخ رحمة الله عليه تسجيلات تحتاج إلى تنقية لقدم هذه التسجيلات يسمح للمتطوع لصيانتها تحميل بعضها من الموقع السابق مع المحافظة على اسمها بطوله شكر الله لكل من ساهم في خدمة كتابه بقدر وسعه وفي تخصصه.