علم اجتماع العائلة
علم اجتماع العائلة (بالإنجليزية: Sociology of Family) هو علم يدرس مراحل تطور ونمو الأسرة ابتداءً من الأسرة النواة والتي يتم تكوينها من الزوجين والأبناء حتي وصولها إلى الأسرة الممتدة، التي تتكون من الأبناء وأبناء الأبناء، ويقوم علم اجتماع العائلة بدراسة الظواهر التي تحدث داخل محيط الأسرة، وشكل النسيج الاجتماعي داخل الأسرة، وأيضا يقوم بدراسة العادات والتقاليد المتبعة في مراسم الزواج والطلاق فلكل مجتمع طقوس وعادات وتقاليد تخصه في مختلف الظواهر الاجتماعية، ونسبة للكم الهائل من المجتمعات في مختلف بقاع العالم، ولبعد المناطق الجغرافية، واختلاف البيئات فهذا يجعل هذه المجتمعات مختلفة في عاداتها وتقاليدها وتركيبتها الاجتماعية، ونجد أن كل مجتمع يتكون من جماعات صغيرة والجماعات الصغيرة، أتت نتاجاً للأسرة، فكان لابد من إيجاد علم يقوم بدراسة محيط الأسرة فنتج عن ذلك علم الاجتماع العائلي.
العناصر | مجالات التركيز | الأمثلة |
علم السكان | حجم الأسرة، العمر، الإثنية، التنوع، الجنس |
|
المجال | ما هي جوانب الحياة الأسرية التي تعتبرها الأسرة أو الحكومة أو المجموعة مهمة؟ |
|
التغيير والتفاعل | تفاعلات أفراد الأسرة مع بعضهم البعض ومع منظمات أخرى، تأثير التدابير السياسية |
|
الأيديولوجيا | المعتقدات العائلية والآثار النفسية. |
|
الطبقة الاجتماعية | المؤشرات الاقتصادية ورأس المال والتنقل والمهن ودخل الأسرة وأعلى مستوى تعليمي لأفراد الأسرة. |
|
الدراسة الاجتماعية للأسرة
تعد الأسرة جماعة منزلية ذات روابط حميمة، تتكون من أفراد يرتبطون ببعضهم بروابط الدم، أو الاتصال الجنسى أو الروابط القانونية. ولقد كانت الأسرة على الدوام وحدة اجتماعية فائقة المرونة ظلت باقية وقادرة على التكيف مع الأوضاع المتغيرة عبر العصور. ومع ذلك فقد ظهرت أصوات قوية على جانبى الأطلنطى (أى فى البلاد الأوروبية وفى أمريكا) تؤكد أن الأسرة فى حالة ذبول. بل ظهر بين هؤلاء من رحب بفكرة زوال الأسرة، لأنها من وجهة نظرهم مؤسسة قمعية وفاسدة. ومع هذا استمر علم الاجتماع العائلى فى البقاء، منتجا عددا ضخما من البحوث المختلفة التى غيرت من معتقداتنا عن أنساق الأسرة فى الماضى، ووسعت من مداركنا حول تنوع الحياة الأسرية، ليس فقط من دولة لأخرى، وإنما كذلك من طبقة لأخرى، وكذلك بين الجماعات الإثنية، والمناطق المختلفة.
وهناك عديد من الدراسات البينية التى تتصدى لدراسة العلاقات المتبادلة بين الحياة الأسرية والعمل، وكيف ثتأثر العلاقات الأسرية المحدودة بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى. ويعمل علم الاجتماع العائلى أيضا على إدخال منظور دورة الحياة فى اعتباره، موضحا كيف تختلف الأسر عبر مراحل تطورها المختلفة، منذ مرحلة الزواج المبكرة، وصولا إلى سن الشيخوخة.
و أخيرا فإن هناك أعدادا متزايدة من البحوث تهتم بأشكال الأسرة المختلفة، مثل الأسر ذات العائل الواحد، والأسر التى تتكون عقب اجتياز خبرات سابقة (كالطلاق أو الترمل)؛ كما أصبح علم الاجتماع العائلى بالضرورة أكثر اهتماما بأمور السياسة العملية.
ولقد شهدت السنوات الاخيرة إعادة تقويم راديكالية لحالة الأسرة المعاصرة والرغبة فى بقائها واستمرارها. وكانت إحدى صور النقد المصاحبة لهذا تلك التى تنظر إلى الأسرة على أنها المهد الذى رعى المجتمع الرأسمالى (انظر كتاب زارتسكى بعنوان: الر أسمالية، والأسرة، والحياة الشخصية، الصادر عام 1976).وذهب ثانى هذه الانتقادات إلى آن الآسرة الزواجية تقهر الفردية وتكبتها (كما ذهب إلى ذلك على سبيل المثال لينج فى كتابه عن : سياسة الأسرة، الصادر عام 1971). أما الخط الثالث للنقد فنلمسه مثلا فى أعمال الكتاب ذوى النزعة المنسوية، بدءا من أعمال كتاب مثل جيسى برنارد وأن أوكلى اللتان تركزان على طبيعة تقسيم الأدوار النوعية فى الأسرة المعاصرة والآثار المترتبة على هذا التقسيم، وصولا إلى النقد الأكثر راديكالية الذى قدمه ميشيل باريت ومارى ماكينتوش (انظر كتابهما: الأسرة المضادة للمجتمع، الصادر عام 1982) اللتان لم تنظرا فقط إلى الأسرة كمؤسسة تقهر المرأة فحسب، بل إنها مؤسسة مضادة للمجتمع.
أما الدراسات التاريخية عن الأسر فقد حاولت أن تفند كثيرا من الخرافات الشائعة حول طبيعة الحياة الأسرية فى الماضى. من هذا مثلا، أنه من الخطاً القول بأن الأسرة النووية قد ظهرت كرد فعل للتصنيع، وأنها حلت محل نظام الأسرة الممتدة السابق عليها. فقد أوضحت البحوث أن الأسرة النووية قد سبقت الشكل الأولى للرأسمالية فى معظم أنحاء أوروبا الغربية. كما أن الصورة الرومانسية عن الأسرة كوحدة مستقرة ومترابطة فى العصور الغابرة قد ثبت عدم صحتها، وأوضحت دراسات كدراسة فيليب آريس بعنوان: الطفولة عبر القرون، الصادرة عام 1962، بجلاء أن التأكيد على الدفء فى حياة الأسرة الحديثة هو تأكيد حديث نسبيا.
وبالرغم من وجود قدر من الاستمرارية فى شكل الأسرة عبر التاريخ، فإنه من الخطاً التقليل من شأن التنوع فى الحياة الأسرية. فالجماعات الإثنية والدينية لها قيم ومعتقدات مختلفة، وأن هذه الاختلافات لا تؤثر فقط فى المفاهيم المرتبطة بدور الهوية النوعية (الذكور والإناث) وتقسيم العمل داخل الأسرة وتنشئة الأطفال، ولمكنها تؤثر أيضا فى الاتجاهات نحو العمل والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.
وتظهر اختلافات مشابهة بين الآسر التى تنتمى إلى أصول طبقية متباينة، فاسر الطبقة العاملة ترتبط بأدوار زواجية متباينة (انظر: الدور الزواجى) بالرغم مما يقال الآن عن تناغم زيجات الطبقة العاملة (انظر كتاب مايكل يونج وبيتر ويلموت بعنوان : الأسرة المتناغمة، الصادر عام 1973). كذلك تختلف توجهات تربية الطفل تبعا لاختلاف الطبقة الاجتماعية، فقد أوضحت دراسات جون واليزابيث نيوسن فى انجلترا ودراسات ميلفن كون فى أمريكاأن الطبقات الوسطى تميل فى تنشئة أطفالها إلى تسأكيد الاستقلاليه، بينما تهتم الطبقة العاملة بالتأكيد على الطاعة. وعزا كون هذا الاختلاف فى التوجه إلى مهنة الأب، موضحا أن علاقات الأسرة وأدوار العمل تترابط فيما بينها.
وغالبا ما كان ينظر من الناحية النظرية إلى الأسرة والعمل على أنهما نطاقان منفصلان، مع الاتجاه إلى ربط النساء بالمنزل والرجال بالعمل. ولسوء الحظ فقد ساهم علم الاجتماع العائلى فى استمرار هذا الفصل من خلال انفصال بحوثه عن بحوث علم اجتماع العمل وعلم اجتماع المهن. وإن كان من الواضح، على أية حال، أن هذا الفصل ليس له أساس، فتزايد مشاركة المرأة المتزوجة فى نطاق العمل قد زاد من التفاعل بين الأسرة والعمل. فقد أثرت الأعمال المبكرة التى قدمها رونا وروبرت رابوبورت حول الأسر ذات السلك المهنى الثنائى على ازدياد البحوث التى تهتم باستكشاف المزايا والضغوط المصاحبة للأسر ذات الزوجين العاملين. وإن كانت ما تزال هناك كثير من التساؤات التى تحتاج إلى إجابة حول التفاعل بين الأسرة والعمل. ومن هذه الأسئلة “ على سبيل المثال - كيف تؤثر الأسر فى التحولات التى تطرأ على سوق العمل دخولا وخروجا؟ وكيف تؤثر الأحداث والسياسات المتعلقة بالعمل على حياة الأسرة؟ وكيف تتغير الترتيبات الخاصة بعمل الأسرة عبر دورة الحياة؟
وتتوازى البحوث المتعلقة بدورة حياة الأسرة فى الاهتمام المتزايد بتحليل مجرى حياة الفرد. ومن المفاهيم الرئيسية فى هذا الصدد مفهوم زمن الأسرة، الذى يولى اهتمامه لتوقيت وسياق التحولات الأسرية كالزواج والأبوة، وتصورات أعضاء الأسرة والمجتمع ككل لهذه التوقيتات. فتوقيت الأحداث المبكرة (مثل العمر عند الزواج الأول) تؤثر تأثيرا بعيد المدى على الأحداث اللاحقة (مثل الطلاق). كما أن للتحولات الأسرية نتانج اقتصادية أيضا. فقد أكدت البحوث التى أجريت فى الولايات المتحدة - على سبيل المثال - كيف تزداد احتمالات أن تواجه النساء والأطفال مخاطرة التعرض للفقر بعد الطلاق.
كذلك ارتفعت نسبة الأسر ذات العائل الواحد، ارتفاعا ملحوظا فى النصف المثانى من القرن العشرين. ويمكن للبحث الاجتماعى أن يلعب دورا هاما فى إماطة اللثام عن الطريقة التى يستطيع بها المجتمع أن يساعد الأسر ذات العائل الواحد كى تتكيف وتستمر فى الوجود “ بالمعنى العام وليس من المنواحى الممادية فحسب. فهناك كثير من الأطفال الذين يعيشون فى مرحلة ما من عمرهم فى عائلة (أسرة معيشية) ذات عائل واحد، ويكون من الأخطاء الفادحة اعتبار هذه الأسر أسرا باثولوجية أو منحرفة. كما أن الأسر التى يعاد تشكيلها (بعد طلاق أو ترمل) أصبحت هى الأخرى موضوعاللدراسة والبحث، ومع ذلك فما زالت ثمة أسئلة هامة عديدة تتصل بهذه الأسر تحتاج إلى إجابة. من هذه الأسئلة مثلا: إلى أى مدى ينهى الزواج مرة اخرى العلافه بين الطفل والجد، وكيف يؤثر ذلك على نقل مفاهيم العدالة، والميراث، وثقافة الأسرة عبر الأجيال؟
ويبدو انه لا مناص ان يكون الخط الفاصل بين البحث الاجتماعى والسياسة فى علم الاجتماع العاتلى خطا رقيقا. فثمة تراث عريض من الدراسات المتميزة حول الأسرة التى تربط الاهتمامات النظرية بالهموم الواقعية (انظر على سبيل المثال كتاب بيتر تاونسند المعنون : الحياة الأسرية لكبار السن، الذى صدر عام 1957)، أو كتاب فينش عن: الالتزامات الأسرية والتغسير الاجتماعى، الصادر عام 1989. ومما لاشك فيه أن الأسئلة التى ستواجه علماء الاجتماع العائلى فى المستقبل سوف تختلف عن ذلك، طالما أن الظروف المتغيرة تأتى بمشكلات جديدة، ومع ذلك يبقى شى واحد على درجة من الوضوح هو : إنه بصرف النظر عن التغيرات فى حجم الأسرة، أو شكلها، أو عضويتها، أو صورتها، فإن خبرة الماضى تعلمنا أن الأسرة قد خلقت لتبقى.
المنهجية
الكمية
تُعتبر الدراسة الإحصائية الوطنية للتعداد أحد أفضل المصادر المعروفة لجمع البيانات التاريخية والمعاصرة عن الأسر. يحصل التعداد الوطني في كل أسرة في الولايات المتحدة الأمريكية مرةً كل 10 سنوات، وتُجرى دراسات على مستوى أصغر خلال هذه الفترة تُدعى «إحصاء المجتمع الأمريكي». يحتفظ مكتب التعداد الأمريكي الأكبر والشركات التابعة له في الولايات بجميع هذه الدراسات. يجمع مكتب الإحصاءات البيانات حول الأسر الأمريكية للأمة والولايات والمجتمعات، وتقدم بياناته إحصاءات عن الاتجاهات السائدة في تكوين الأسرة المعيشية والعائلة، وتبين عدد الأطفال والشباب والأزواج الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية. تُنظَّم موجة الأسر هذه والترتيبات المعيشية ضمن مجموعات هي: رعاية الطفل والأطفال ودعم الطفل والعائلات والأسر المعيشية والخصوبة، الأجداد والأحفاد، الزواج والطلاق، الأزواج من نفس الجنس.
النوعية
توجد طريقة أخرى لجمع البيانات هي وصف الأعراق البشرية أو البحث القائم على المشاركة في مراقبة الأسر، ويكون عادة حجم العينة صغيرًا نسبيًا للحصول على تحليل أكثر خصوصية للهياكل الزوجية أو غيرها من الهياكل الأسرية. يُعد النهج النوعي للبحث طريقةً ممتازة للتحقيق في ديناميات المجموعات والعلاقات الأسرية، وعلى وجه التحديد، يكون البحث النوعي حول موضوع العائلات مفيدًا بشكل خاص عند النظر إلى:
- معانٍ أعمق تتعلق بالتفاعلات والعلاقات الأسرية.
- معرفة المزيد عن وجهات النظر الداخلية بشأن العمليات الترابطية وملاحظة التغيرات.
- النظر إلى الأسرة ضمن سياق أكبر.
- توفير صوت لأفراد الأسرة المهمشين (مثل حالات سوء المعاملة).
تكون البيانات النوعية في كثير من الأحيان قادرة على توفير معلومات وفيرة وذات معنى، لا سيما بالنسبة للأسر متنوعة الهيكل.
علم اجتماع العلاقة بين الأجناس
أدى بناء العرق في المجتمع الغربي وإلى حد ما على المستوى العالمي، إلى تشكل نظرة واضحة عن الألفة بين الأعراق، وعلى الرغم من أن العلاقات والزواج بين الأعراق أصبحت أكثر شعبية وحصدت قبولًا شعبيًا في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية منذ عهد الحقوق المدنية، لا يزال يُنظر إلى هذه الزيجات باعتبارها غير مقبولة بشكل كامل من قبل عدد كبير من السكان. عالجت ستيفاني كوونتز من خلال كتابها «العائلات الأمريكية» الصعوبات التي مر بها هؤلاء الأزواج خلال الفترة التي سبقت قضية لوفينغ ضد فرجينيا، عندما أُعلن أن منع الزواج بين الأعراق هو أمر غير دستوري. عملت هذه القيود على فرض قاعدة القطرة الواحدة وإعادة فرض الهوية والامتيازات. واصل اليمين المتطرف على الصعيد الدولي الترويج لأفكار النقاء العنصري من خلال العمل على مقاومة تطبيع الأزواج والأسر بين الأعراق.
الحياة الأسرية قبل الحداثة والخطاب الديني
لعبت الخطابات الدينية عبر التاريخ دورًا مهمًا في تكوين أفراد الأسرة وبناء أشكال معينة من السلوك الأسري، وكان لهذا الدور أهمية خاصة في الخطابات التي تناولت الحياة الجنسية للإناث. ومن الأمثلة على الدور الذي يؤديه الدين في هذا المجال هو «جنون الشعوذة» الذي انتشر في أوروبا خلال العصور الوسطى. يعتبر تيرنر، أن هذا كان بمثابة وسيلة لتنظيم سلوك النساء، وأن الهجوم على الساحرات هو في الأساس «انتقاد لنشاطهن الجنسي»، إذ ارتبطت النساء ارتباطًا وثيقًا بالسحر، فقد ساد الاعتقاد بأنهن معرضات لرغبات الشيطان الجنسية، وكان يُنظر إليهن على أنهن غير عقلانيات وعاطفيات ويفتقرن إلى ضبط النفس، ما جعلهن عرضةً بشكل خاص للإغراء الشيطاني.
يقول تيرنر إن المحاولات الرامية إلى تنظيم الطبيعة الجنسية للإناث من خلال الخطابات الدينية في حالة أوروبا الغربية، يجب فهمها في سياق المخاوف المتعلقة بإدارة الممتلكات الخاصة وضمان استمراريتها، وهكذا، كان يهدف الزواج بالنسبة للأرستقراطية المالكة للأرض إلى إنتاج وريث ذكر للحفاظ على ممتلكات الأسرة، وبما أن وفيات الأطفال أمر شائع، يترتب على النساء أن تحملن باستمرار أثناء زواجهن لضمان وريث ذكر حي. إضافةً لذلك، يجب أن يكون هذا الوريث شرعيًا، بغرض تجنب النزاعات على الميراث، ولا يمكن ضمان هذه الشرعية إلا من خلال زواج أرباب الأسر من العذارى وضمان عفة زوجاتهم طوال فترة الزواج. يجب أن تكون الفتيات على حد سواء، نقيات جنسيًا إذا كان ينبغي لهنَّ أن يكنَّ مؤهلات للزواج من أسر أخرى لديها ممتلكات. كانت مثل هذه الزيجات مدفوعة بالحاجة إلى إنجاب الأطفال، وتفتقر إلى أي من عناصر الإثارة الجنسية والتوافق الجنسي التي تمتلكها الزيجات المعاصرة.
انعكست هذه المصالح في أوروبا ما قبل الحداثة من خلال طبيعة الزواج، الذي كان عبارة عن عقود خاصة ومرتبة يمكن حلها بسهولة في الحالة التي يكون فيها إنتاج الأطفال أمرًا معرضًا للخطر بسبب عدم خصوبة المرأة أو عدم إخلاصها. ظهرت تعاريف أخرى للزواج بعد تدخل الكنيسة في ترتيباته، إذ أصبح الزواج مدى الحياة مطلوبًا، ولكن مع الاهتمام بتنظيم الحياة الجنسية، وخاصة الطبيعة الجنسية للمرأة.
علم اجتماع الزواج
في عام 2015، صُمم زواج نظام العقيدة في التراث اليهودي المسيحي بعد التزام آدم وحواء مدى الحياة، وهو التزام قائم بين رجل وامرأة يُنتج من خلاله الزوجان أطفالًا ويشكلان الأسرة النواة. يتنازع بعض علماء الاجتماع الآن على الدرجة التي قد يعكس بها هذا الترتيب المثالي البنية الحقيقية للأسر في المجتمع الأمريكي. افترضت عالمة الاجتماع ستيفاني كوونتز في مقالتها عام 1995 التي حملت عنوان «الأسر الأمريكية وفخ الحنين»، أن الأسرة الأمريكية تُعرف أولًا وقبل كل شيء من خلال احتياجاتها الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، اعتمدت الأسر في زمن الاستعمار على العبيد أو الخدم الذين عملوا سخرةً لدعم أنفسهم اقتصاديًا. تُجادل كوونتز بأن نموذج «ربة المنزل والمعيل» الحديث، لا يمتلك أساسًا تاريخيًا يُذكر، إذ ظهرت أسطورة العائلة السعيدة والأسرة النواة في الخمسينيات من القرن الماضي باعتبارها الهيكل العائلي الصحيح.
«تزداد الأسرة الحديثة تعقيدًا وتتغير تغيرًا عميقًا، بازدياد التقبل للتعايش من دون زواج والطلاق والأسر ذات الوالد الواحد والشراكات من نفس الجنس والعلاقات الأسرية المعقدة، حتى أن الأجداد يؤدون دورهم أيضًا».