أديغة

(بالتحويل من شراكسة)
الأديغة (من الشركس) Aдыгэ
علم الأديغة)
علم الأديغة)
علم الاتحاد الشركسي
التعداد الكلي في القفقاس 656,408 نسمة
مناطق التواجد المميزة روسيا، الأديغي
تشيركيسيا - القبرداي
كراسنودار كراي - تركيا
سوريا - مصر - الأردن
فلسطين - إسرائيل - العراق
اللغة أديغية - كباردينا بلقاريا - أبخازية
روسي - تركي
عربي
الدين إسلام سني
خارطة شمال القفقاس
خارطة شمال القفقاس
الدول 1) الداغستان
2) الشيشان
3) إنجوشتيا
4) أوستيا ألانيا
5) قبردينو - بلقاريا
6) قراتشاي - تشيركيسيا
7) أديغيا
المجموعات العرقية القريبة شعوب شمال القفقاس الأخرى
ملف:Ramonov vano ossetin northern caucasia dress 18 century.jpg
شركسي في القفقاس من القرن الثامن عشر بملابسه التقليدية بكامل سلاحه

الأديغة (بالأديغية: Aдыгэ) هم أحد الشعوب الأصلية لمنطقة شمال القفقاس، ويعتقد أن الإغريق هم أول من أطلق على جميع شعوب شمال القفقاس اسم الشركس، إذ ليس لكلمة شركس أصل في اللغة الأديغية كما أنه ليس نابعًا منهم ولا من ثقافتهم.[١][٢][٣]

أما اليوم فيشار بكلمة شركس إلى الأديغة فقط من شعوب شمال القفقاس الذين يقطنون بشكل رئيسي في ثلاث جمهوريات روسية هي (قراتشاي - تشيركيسيا - قبردينو - بلقاريا - أديغيا)، بالإضافة إلى العديد من بلدان المشرق العربي وتركيا حيث يتواجد الأديغة أيضًا في السواحل الشمالية الغربية للقوقاز على البحر الأسود والأبخاز في جمهورية أبخازيا حاليًا، والووبيخ أو (الأوبيخ) الذين استشهد أغلبهم في الحرب ضد الروس، ولم يبق منهم الآن سوى ما يقارب 100 شخص، كما أندثرت لهجتهم بسبب ما حل بهم. ينحدر الشركس من العرق الآري.

الثقافة الأديغية

الأديغة شعب مقاتل منذ القدم، وقد تضمنت أعرافهم حمل السلاح والتدرب عليه بالنسبة للشباب. وقد عرفوا عبر التاريخ بقتالهم إلى جوار جيوش عديدة منها جيوش الفرس والروم البيزنطيين والقبيلة الذهبية،[٤] كما كانوا ممثّلون بكثرة في مماليك تركيا ومصر.

يتحدث الأديغة الذين بقوا إلى الآن في القوقاز اللغة الروسية واللغة الأديغية وهي إحدى اللغات القوقازية الشمالية، وتكتب كلاهما بالأحرف السلافية.

اللغة الأديغية

طالع أيضاً: لغة أديغية

يطلق عليها في البلاد العربية اسم اللغة الشركسية، إلا أن كلمة لغة شركسية تشير إلى مجموعة أوسع من اللغات لا تقتصر على اللغة الأديغية. وتعد الأديغية واحدة من اللغات الشركسية، وتتفرع بدورها إلى لهجات يتكلمها الأديغة أو الشراكسة منها الأبزاخ[٥] والبجدوغ[٦] والقبرطاي والشابسوغ[٧] الجمكوي وغيرها.

ملاحم نارت الشركسية

طالع أيضاً: أساطير نارت الشركسية

كلمة نارت كلمة ذات جذور إيرانية يُقصد بها على الأرجح "بطل" أو "إنسان".[٨] وأساطير نارت هي عبارة عن سلسلة من القصص التي تعود أصولها إلى منطقة القفقاس الشمالي، وهي تمثل الأساطير الأساسية للمجموعات البشرية التي تسكن المنطقة؛ بعضها مجرد قصص بسيطة، لكن لبعضها الآخر قيمة أسطورية تاريخية باعتبارها إبداعًا أسطوريًا قديمًا. وينسب أول تدوين لها باللغة الروسية إلى الكاتب الشركسي نغومه شورة الذي دونها ما بين عامي 1835 و1843، ونشرت بعد وفاته عام 1861. ظهرت ترجمتها الألمانية عام 1866 والعربية نحو عام 1980.

النسخ الأكثر شهرة والتي تعرض للدراسة الجادة هي تلك التي جاءت من الفلكلور الأوسيتي والشركسي، ثم الأبخازي والأبازي. كما تظهر الملاحم النارتية في فلكلوري القرشاي ـ بلقار والشيشان والأنغوش.[٨][٩]

علم الأديغة

طالع أيضاً: علم أديغيا

اتحدت شعوب الأديغة مع الداغستان والشيشان في مواجهتهم للروس، واختاروا علمًا يرمز لهذه الوحدة التي ضمت 12 قبيلة. ترمز النجوم في العلم إلى تلك القبائل دون تمييز بينها. لون العلم أخضر وهو يرمز لأرض القفقاس الخضراء، أما الأسهم الثلاثة المنعقدة فترمز إلى الدفاع عن أرضهم وعقيدتهم.[١٠] وقد دخلت الشعوب الثلاث في حرب ضروس بقيادة الإمام شامل ضد الروس، استمرت ما يقرب من 25 عامًا.

الفولكلور الشركسي

طالع أيضاً: الرقصات الشركسية
ملف:Cherkess4.jpg
الرقص والفولكلور الشركسي مبني على الفروسية

يشتهر الشركس بالرقص الشركسي، وهو نوع من الرقص الرقيق بالنسبة للفتاة والرجولي بالنسبة للشاب، وهو رقص نبيل ومحتشم، حيث يندر أن يتلامس الراقصون بأي شكل من الأشكال أثناءه. كما أن لحفلات الرقص التي تتم غالبًا أثناء الأعراس أو المناسبات أو السهرات أعرافًا وتقاليد معروفة لا يجوز تجاوزها، ورغم ما تتعرض له من تأثيرات معاصرة، إلا أنها ما تزال تحافظ على حدود معقولة من التمييز والالتزام.[١١]

أما عن اللباس الشركسي التقليدي فقد أصبح نادرًا جدًا هذه الأيام سواء بالنسبة للنساء أو للرجال، وتحول إلى زي فلكلوري تعتمده فرق الرقص الفلكلوري الشركسي فقط، وربما يرتديه البعض في حالات خاصة أثناء الاحتفالات أو المناسبات.[١١] بالنسبة إلى ملابس النساء الشركسيات، فهي تمتاز بزخارف مميزة ذات مستوى فني رفيع، وبالنسبة للرجال فيعد الخنجر الشركسي أو القامة بنصله الحاد الذي لا يحتوي على واق لليد عند مقبضه، والذي يعرف باسم الساشقوا، رفيق الزي الشركسي الفلكلوري للرجل إضافة إلى القبعة الصوفية أو القلبق الشركسي الشهير، وهو الزي الوحيد الذي ما يزال حاضرًا ولو بندرة على رؤوس الرجال الشراكسة،[١١] إضافة إلى الساكوا المعطف السميك للوقاية من البرد.

حياة الأديغة

الأديغة شعب جبلي، لذا فقد مارسوا منذ القدم تربية المواشي واشتهروا بصناعة الجبنة الشركسية الذيذة التي تجد الرواج والإقبال الكبير في روسيا وتركيا وجميع البلدان التي هاجر إليها الشراكسة، واشتهروا بإنتاج العسل القوقازي الشهير، كما كان الصيد في الأماكن المرتفعة يمدهم بحاجاتهم من اللحوم. اعتمدد الأديغة في وجباتهم التقليدية على الخبز والأرز المطبوخ مع اللحم والتوابل والحليب والأجبان والبقول والفواكه ومن مرق اللحم الكثيف مع الطحين والحليب والجوز. ومن أشهر أكلاتهم شبس باستة والمامرس.

حافظ الأديغة على مجتمعهم ولغاتهم وتقاليدهم ضمن محافظتهم على الخابزة، أينما حلوا إلى أن تزايد انخراطهم في المجتمعات المحلية التي سكنوها بدءً من ستينيات القرن العشرين، وتراجع بشكل ملحوظ عدد الشباب المتحدثين بلغتهم الأصلية، كما أخذت العادات والتقاليد المتعلقة بكثير من نواحي الحياة في التغير والتأقلم مع ظروف حياتهم الجديدة.

وقد حافظ الشركس على مجتمعهم ولغاتهم وتقاليدهم إلى حد كبير في تركيا وسوريا والأردن وفلسطين.

تاريخ الأديغة

حروب الأديغة

استمرت حروب الأديغة ضد روسيا قرابة المئة وعشرين عامًا بصورة مستمرة ولكن لم تكن منظمة ولم تكن تحت قيادة واحدة، أثناء الحملات التوسعية التي شنتها روسيا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر لضم أراضيهم إلى روسيا القيصرية، ولم تقدم لهم أوروبا الغربية أية مساعدات، بالرغم من علمها بما يحدث.[١٢]

بعد حرب القرم انصب اهتمام روسيا على إقليم القوقاز بدءً بالشيشان وداغستان. وبعد أن قضت في عام 1859، على الإمام شامل في شرق القوقاز، نقلت تركيزها على غربه مخضعة أرض الأديغة في 21 مايو 1864، لذا يعد هذا اليوم يوم حداد عند شعوب القفقاس.[١٣] اعتبر الأديغة من الأقليات الإثنية تحت الحكم الروسي، وخضعوا لسياسة إعادة التوطين. كما عانوا من سياسة التذويب تحت الحكم الشيوعي فيما بعد.

الهجرة

أدت سيطرة روسيا على أراضي الأديغة إلى موجات من الهجرات القسرية إلى أنحاء الإمبراطورية العثمانية تحت وطأة التهديدات الروسية بالإبادة التامة أو النقل والتوطين في أماكن تحددها القوات الروسية وهي أشبه بمعسكرات الاعتقال، وتحت طائلة الخوف من الإجبار على ترك دينهم الإسلامي الحنيف بتنصيرهم ليصبحوا نصارى أرثوذكسا كالروس. يتواجد أغلب أديغة الشتات حاليا في تركيا وعددهم فيها حوالي خمسة ملايين نسمة، كما توجد مجتمعات كبيرة منهم في الأردنوعددهم حوالي 200ألف نسمة(مئتي ألف) وفيسوريا وعددهم فيها حوالي ربع مليون نسمة(250 ألف نسمة) وهناك عشرات الآلاف منهم في كل من لبنان ومصر وفلسطين وليبيا وجمهورية مقدونيا والسودان؛ وكذلك في الولايات المتحدة كهجرة ثانية. كما استقرت جماعة من الشركس في بلغاريا في أعوام 1864 و 1865، إلا أن معظمهم غادرها عندما استقلت بلغاريا عن الإمبراطورية العثمانية عام 1878، إذ يقدر عددهم فيها حاليًا بحوالي 1300 نسمة فقط.

ملف:Sultan-hasan-mosque.jpg
صورة مأخوذة من داخل قلعة محمد علي تظهر السور الذي قفز فوقه الفرسان الشركس للنجاة بحياتهم

تواجد الشراكسة في مصر قبل وصول موجة الهجرة إليها عقب عام 1864. فقد تواجد الشراكسة كسلاطين وأمراء وقادة في مصر وبلاد الشام والحجاز ضمن دولة السلطنة الشركسية التي استطاعوا تأسيسهاوالتي يسميها المؤرخون دولة المماليك البرجيةأو الشركسية والتي استمرت في الحكم من عام 1382 إلى الفتح العثماني لمصر عام 1517، بعد هزيمتهم في معركة الريدانية.وقد تواجد الشراكسة في مصر وبلاد الشام قبل ذلك كجنود وفرسان وأمراء وقادة للجيوش في صفوف قوات جيوش الدولة الأيوبية، ثم كفرسان وقادة وأمراء وسلاطين ضمن ما يسميه المؤرخين دولة المماليك البحرية أو الترك.كما استمر تواجد الشراكسة في ظل الحكم العثماني بصفة أمراء وقادة عسكريون تحت مسميات مختلفة كشيخ البلد وأمير الحج والكشاف (أي المحافظين والمتصرفين) إلى أن قضى محمد علي باشا عليهم في عام 1811 فيما يعرف بمذبحة القلعة.[١٢]

ولكنهم استمروابالظهور بعد تلك المذبحة المشؤومة كجنود وقادة وسياسيين في الدولة المصرية تحت خكم محمد علي باشا وأبناءه وأحفاده من بعده، حيث ظهر المئات من القادة العسكريين والساسة المتميزين الذين تقلدوا أعلى المناصب العسكرية والسياسية، وتقلدوا الكناصب الوزارية الكثيرة والعديد من مناصب رئاسة الوزارة المصرية ورئاسة الديوان الخديوي أو الملكي وهي أعلى المناصب السياسية.

كما يقدر تعداد الشركس في ليبيا بنحو 10,000 نسمة، يسكن معظهم في قرية الشراكسة الواقعة في مدينة مصراتة،[١٤] كما يعيش جزء منهم في مدينة بنغازي وعددهم يقرب من الـ 5,000 نسمة. وقد صرح وفد يمثل الشراكسة الليبيين حضر إلى كراسنودار للمشاركة في المؤتمر العام للجمعية الشركسية العالمية الذي انعقد في الفترة الواقعة ما بين 25 يونيو ـ 28 يونيو 1998 صرح بأن عددهم في ليبيا يبلغ حوالي 135 ألف شركسي.[١٥]

الأديغة في العصر الحاضر

حصل الشراكسة في روسيا على حكم ذاتي في ثلاثة جمهوريات هي:

  1. جمهورية أديغيا.
  2. جمهورية قبردينو - بلقاريا.
  3. جمهورية قراتشاي - تشيركيسيا.

كما أعلنت أبخازيا استقلالها بدعم من روسيا، بالرغم من عدم وجود إجماع دولي على الاعتراف بهذا الاستقلال.

تعد كل هذه الجمهوريات متطورة من الناحية السياحية والعلمية والصناعية والاقتصادية، حيث تضم صناعات نفطية والأسلحة والملابس والمعدات الزراعية والصناعات التجميعية وغيرها. وتشكل عائدات الصناعة نسبة عالية من الدخل الوطني، حيث تشكل عائدات الصناعة بنحو 65% من الدخل في جمهورية قبردينو - بلقاريا.

أهم الجامعات هي جامعة قبردينو - بلقاريا - نالتشيك الحكومية.[١٦] ونالتشيك هي عاصمة جمهورية القبردي، وهي تتشابه وباقي مدن الشركس مع مدن أوروبا الشرقية في كثير من السمات.

مناطق تواجد الأديغة خارج القفقاس

الأردن

في الأردن، استقر معظمهم في عمان منذ عام 1878 م،[١٧] وفيها بنوا أولى البيوت الطينية في المنطقة وأنشأوا الأحياء الشركسية التي لا تزال حتى الآن تعرف بأحياء المهاجرين والشابسوغ والقبرطاي، ونزلوا قرب خرائب جرش القديمة، حيث أعادوا استصلاحها وإعمارها وسكنوها بعد أن كانت خرائب مهجورة. سكن الباقون مدن أخرى مثل الزرقاء ووادي السير وناعور والرصيفة وصويلح والسخنة والأزرق الجنوبي في هجرات شركسية بأوقات مختلفة منذ عام 1878 وحتى عام 1910م. كما توجه الكثير من الشراكسة للسكنى في منطقة بيادر وادي السير ومرج الحمام وطريق السلام من ضواحي ناعور في نهاية القرن العشرين وأوائل هذا القرن.

يقدر عدد الشركس والشيشان في الأردن وحدها بما يقارب الـ 150 ألف نسمة.[١٨] أما مجموع شراكسة الشتات حول العالم فيقدرون بثلاثة ملايين نسمة،[١٩] ومن المرجح أن عددهم قد زاد بعد هذه السنوات ويقدر بخمسة ملايين نسمة.[٢٠] وللشركس في الأردن أربعة مقاعد في البرلمان حسب الانتخابات البرلمانية الأردنية الأخيرة.[٢١] وقد اتخذ منهم حكام الأردن حرسًا ملكيًا خاصًا، بلباسهم القوقازي التقليدي.

ولهم عدة مؤسسات تخصهم منها الجمعية الخيرية الشركسية في عمان ولها سبعة فروع في مدن مختلفة، ونادي الجيل الجديد والنادي الأهلي الأردني وجمعية أصدقاء شمال القفقاس. ويمثل الشراكسة المجلس العشائري الشركسي، كما يمثل الشيشان المجلس الشيشاني العشائري الخاص بهم.[٢١].

سوريا

في سوريا، استقر معظم الشراكسة في هضبة الجولان، وأنشأوا قراهم هناك وآخرون سكنوا دمشق وحلب وحمص والأرياف المحيطة بتلك المدن، كما يوجد حي في دمشق اسمه "الشركسية" وحي آخر اسمه المهاجرين. ومن القرى الشركسية في سوريا القنيطرة، وفي منطقة الجولان استقروا في بئر عجم[١٧][٢٢] وبريقة التي امتلك فيها الشركس مصنعًا للقرميد زمن الاحتلال الفرنسي لسوريا، بالإضافة إلى قرية المدارية ومجموعة من القرى المحتلة مثل المنصورة وعين زيوان والسلمنية والخشنية والجويزة والفحام والعدنانية وغيرها، وفي محافظة ريف دمشق قرية مرج السلطان في الغوطة الشرقية. وفي حلب، بنوا قرى خناصر ومنبج، أما في محافظة حمص فسكنوا قرى عديدة أهمها وأكبرها قرية عين النسر (قون تشوقه حابلة بالأديغية) وعسيلة (ينم بالأديغية) وتلعمري (دجه جه حابلة بالأديغية) وتليل (ناجة حابلة، بالأديغية نسبة لعائلة ناجا مؤسسي القرية) وأبو همامة (خوساي بالأديغية) ومريج الدر وديرفول. وفي منطقة السلمية قرى تلسنان وتلعدا وذيل العجل وجصين. كما سكنوا في محافظة اللاذقية في ما يسمى بحي الشركس في منطقة جبلة، وكذلك قرية عرب الملك في طرطوس.[٢٣]

و بالرغم من أن عددا قليلا من الشراكسة التحقوا للخدمة مع الجيش الفرنسي الذي احتل سوريا لتنفيذ الانتداب الفرنسي المفروض عليها، تحت وطأة العوز والحاجة إلا أنهم حاولوا أن يكونوا دائما مع أماني الشعب السوري في التحرر والاستقلال، وظهرت حالات كثيرة ساعد فيها منتسبوا الجيش من الشراكسة الشعب السوري والثورة السورية إما بانضمام صريح أو بطرق أخرى غير مباشرة. وعند جلاء الاحتلال الفرنسي عن البلاد سارع الشراكسة لتأييد الجمهورية السورية الوليدة برئاسة الرئيس شكري القوتلي وشكلوا واحدة من أولى وحدات الجيش السوري الوطني الجديد من عدة مئات من المتطوعين الشراكسة. وقد شارك المتطوعون والجنود الشراكسة في حرب 1948. كما قتل المئات من الشراكسة في في كل من حرب الأيام الستة وحرب 1973. ومن أهم هؤلاء الضابط جواد أنزور ألف عنه الأديب عبد السلام العجيلي قصة بعنوان (السيف والتابوت) تتحدث عن قصة مقتله بعد نجاحه مع فرقته الشركسية في استرداد موقع (تل العزيزيات) الإستراتيجي من الجيش الإسرائيلي مرتين.

ويقدر عدد الشراكسة في سوريا بحوالي ربع مليون نسمة(250ألف نسمة)، ويتكونون من مختلف القبائل الشركسية وأغلبيتهم من الأبزاخ والقبردي والشابسوغ والبزادوغ.ويحافظون بصورة جيدة على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم الشركسية.و لهم جمعية خيرية أنشأت باسم جمعية المقاصد الخيرية الشركسية عام 1948م، وتم تغيير اسمها للجمعية الخيرية الشركسية قبل بضعة سنوات فقط. ويوجد للجمعية فروع عديدة في مختلف المدن السورية.

وقد ساهم الشراكسة في بناء وتطوير الوطن السوري في مختلف النواحي السياسية والعسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية. وبرز منهم الكثير من القادة العسكريين الذين حصلو بتفانيهم على أعلى الرتب العسكرية السورية وهي رتبتي العماد وتليها رتبة اللواء ثم العميد.كما برز منهم الوزير والكثيرين من وكلاء الوزارات والمدراء العامين ونواب مجلس الشعب والمحافظين. كما برز منهم العديد من الأدباء والعلماء والصحافيين والأبطال الرياضيين والفنانيين المبدعين.

فلسطين

وفي فلسطين، استقر الشراكسة في منطقة الجليل، حيث أنشأوا قريتي الريحانية وكفر كما، ويبلغ عدد الشراكسة في القريتين حوالي خمسة آلاف نسمة فقط، ومعظمهم من قبائل الأبزاخ والشابسوغ الشركسية. وعندما سقطت فلسطين العربية بأيدي الصهيونية وقامت دولة أسرائيل عام 1948م كانت القريتين الشركسيتين ضمن المناطق التي شملها الاحتلال الإسرائيلي مما نتج عنه نزوح الكثيرين منهم إلى الأردن وسوريا وبقاء من لم يستطع النزوح منهم في قريته خاضعا كغيره من المواطنين الفلسطينيين للحكم الإسرائيلي الذي أصبح واقعا مرّا يجب عليهم التعامل معه.وقد قام مختاري القرى الشركسية في الخمسينات بالمطالبة والحصول على بعض الحقوق التي تحافظ على هويتهم الإسلامية والشركسية. ورغم محاولاتهم المتكررة بغرض إعفائهم من التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي إلا أن السلطات الإسرائيلية أصرّت على وجوب أدائهم لهذه الخدمة إسوة بالدروز وبالعرب البدو الذين يفوق تعدادهم تعداد الشراكسة باضعاف كثيرة ويشكلون نسبة لا بأس بها من قوات الجيش الإسرائيلي بمختلف صنوفه ، بينما تتضاءل نسبة المجندين الشراكسة من القريتين الشركسيتين الصغيرتين حتى تكاد أن تنعدم.

ومن الجدير بالذكر أن الشراكسة في كفركما والريحانية يحافظون على لغتهم الشركسية أفضل من غيرهم من الشراكسة في بلاد الشتات، ويدرسون اللغة الشركسية في مدارسهم وجمعياتهم ويحافظون على العادات والتقاليد الشركسية إلى حد كبير.[٢٤]

ملف:Circassians in Israel.Jpg

الأديغة والشيشان

الأديغة والشيشان شعبان مختلفان يجمعهم الدين والجغرافيا والتاريخ، فالأديغة هم من قبائل ذات أكثرية مسلمة تعيش أصلاً في منطقة شمال جبال القفقاس، ويعتقد البعض بأنهم من سلالات الحيثيين. ويجاورهم الشيشان والداغستان وشعوب أخرى في المنطقة، اعتنق معظمهم الإسلام أيضًا، ولذلك خلط الناس بينهم، وخاصةً أن لباس الرجل الشيشاني التقليدي فيه شبه كبير لما يلبسه الأديغة، كما إن فروق أصول اللغة واضحة بينهم وبين الشيشان، بالإضافة إلى الاختلاف في العادات والتقاليد والأكلات الشعبية وغيرها.

تعرض كلا الشعبين لتهجير معظمهم من ديارهم إثر خسارتهم الحرب ضد روسيا القيصرية، وحدث ذلك في الوقت واحد، وقد ساهم العثمانيون بتسكينهم في مناطق مختلفة تابعة لنفوذهم،[٢٥][٢٦][٢٧] إلا أن أعداد المهجرين الشيشان في بلاد الشام تقل بنسبة كبيرة عن المهجرين الأديغة.

طالع أيضًا

وصلات خارجية

مصادر

  1. ^ تسمية الشراكس نابعة من خارج شعوبهم - الجمعية الخيرية الشركسية
  2. ^ موقع قصة الأديغة تاريخ الولوج 16/9/2008
  3. ^ الشركس في سوريا تاريخ الولوج 16/9/2008
  4. ^ Черкесы (адыги). История - История православия адыгов
  5. ^ لهجة الأبزاخ (موقع فرنسي)
  6. ^ لهجة البجدوغ (موقع فرنسي)
  7. ^ لهجة الشابسوغ (موقع فرنسي)
  8. ^ أ ب John Colarusso. Nart Sagas from the Caucasus: Myths and Legends from the Circassians, Abazas, Abkhaz, and Ubykhs. Princeton University Press. xxiv, 552..
  9. ^ [١]
  10. ^ قصة العلم الشركسي
  11. ^ أ ب ت Circassians - Religion and Expressive Culture
  12. ^ أ ب REPUBLIC OF ADYGHEYA, HISTORY
  13. ^ يوم الحداد
  14. ^ Adyghe - ethnologue
  15. ^ القفقاس
  16. ^ جامعة قبردينو - بلقاريا - نالتشيك
  17. ^ أ ب Significant numbers of Adyghe speakers reside in Turkey, Jordan, Iraq, Syria, and Israel.
  18. ^ نيويورك تايمز
  19. ^ RUSSIAN - CIRCASSIAN WAR & GENOCIDE
  20. ^ الأمير علي بن الحسين
  21. ^ أ ب The Circassians in Jordan - A Book by Amjad Jaimoukha
  22. ^ Adyghe by country
  23. ^ Joshua Project: Adyghe of Syria
  24. ^ الجمعية الخيرية الشركسية
  25. ^ Who are the Chechens?. by Johanna Nichols, University of California, Berkeley.
  26. ^ Dunlop p.29ff. Dunlop writes (p.30): "In 1860, according to Soviet-era figures, 81,360 Chechens left for Turkey; a second emigration took place in 1865, when an additional 22,500 Chechens left. More than 100,000 Chechens were thus ethnically 'cleansed' during this process. This was perhaps a majority of their total population..."
  27. ^ Jaimoukha p.50

ca:Adigués Adyghe people]] eo:Adigeoj et:Adõgeed fi:Adygeit fr:Adyguéens he:צ'רקסים hi:चरकस लोग hu:Adigék it:Adighè kbd:Адыгэхэр ko:아디게인 ku:Adîgey lt:Adygai nl:Adygeërs os:Адыгаг адæм pl:Adygejczycy ru:Адыгейцы sh:Adidži sr:Адигејци sv:Adygéer tr:Adigeler uk:Адиги