راکان بن حثلین

راكان بن حثلين اسمه بالكامل:( راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين )، أحد أبرز فرسان قبيلة العجمان، حظي بشهرة تعدت الجزيرة العربية إلى دول الخليج العربي حتى الأناضول في تركيا وحدودها مع الصرب.

مولده

ولد « راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين » في العقد الثالث من القرن الثالث الهجري، وهو آل حثلين قبيلة العجمان، ويعود نسب العجمان إلى جدهم يام بن همدان ، الذي ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان، وتعتبر قبيلة العجمان من أشد قبائل العرب بأساً وأقواها في الحر مراساً، وهي من أهم القبائل في شرق المملكة وجنوبها.

موطن قبيلة العجمان

سكنت قبيلة العجمان في أول الأمر مع أصل قبيلتهم يام في الجنوب في نجران ،ثم نزحوا إلى نجد، شرق الجزيرة العربية في نهاية القرن الثاني عشر الهجري، مثلهم مثل قبائل كثيرة ترحل من مكان إلى آخر، نتيجة للظروف التي تفرضها البيئة من حولهم، لقد تربى « راكان بن حثلين » في بيت والده الشيخ فلاح بن حثلين، زعيم قبيلة العجمان، ووسط قبيلته وأهله، حيث شب وترعرع على الشهامة والرجولة والفروسية، وتدرب على جميع فنون القتال، وكان لقبيلته الباع الطويل في الحروب والمعارك، ومن فرسانها تعلم الخصال الحميدة من كرم ووفاء واخلاص وصدق وشجاعة، ونمت إلى جوار كل ذلك، الملكة الشعرية لدى « راكان » فقد نبتت معه كموهبة فطرية وتطورت بنفس قوة وازدهار الفروسية عنده، فأصبح راكان فارساً شجاعاً وشاعراً كبيراً، وظل إلى جوار أبيه، يدافع عن قبيلته وذويه، ويخرج من معركة ليدخل في أخرى، وكان رغم قوته محبوباً من الجميع، يهابه الكبير والصغير، منصفاً للمظلوم من أهله، مراعياً حقوق جيرانه وأقاربه. وكانت المواقف جزءاً مهماً من سيرته كفارس وكإنسان أيضاً، فحتى في زواجه كانت له قصة، فهوه رغم صلابة مشاعره في المعارك، كانت نفس المشاعر الشفافة في الحب، حيث امتد الحب إلى قلب الفارس « راكان بن حثلين » وتعلق فؤاده بحب بنت عامر بن جفن آل سفران، وكان مولعاً بها، وقال فيها هذه الأبيات الغزلية، يصف بها مدى عذابه وألمه في حبها، وأنه لايستطيع العيش دونها، لأنها كل شيء في حياته:

يا وّنتي ونّت خلوجٍ تسوفي على مكان صوارها تعول اعوال
لأبو دليفي فوق متنه صفوفي راعي أشقر متثيني كنه حبال
في عينه اليمنى جموعٍ وقوفي وفي عينه اليسرى ثمانين خيال
وكن القلايد في نحرها شنوقي في لابة كّنها قراطيس عمال


أمضى الشيخ راكان امير العجمان بقية حياته وسط ـهله وقبيلته، يدافع عنها ضد كل ظلم أو احتلال لم يثنه أو يلهه شيء عن الذود عن دياره وديار قبيلته حتى آخر يوم في حياته.

وفاته

فارق هذا البطل الشجاع الحياة سنة 1314 للهجرة، ولكنه فارقها بجسده فقط وبقيت ذكراه حاضرة باقية، من خلال تاريخه النضالى المشرف كبطل من أبطال المقاومة البارزين، وشعره المحفور في ذاكرة الشعر الشعبي، ويتردد على كل لسان من جيل لآخر، وقد رثى أمير العجمان الشيخ راكان بن حثلين بعد وفاته بقصائد كثيرة لكبار الشعراء. ومن أهم هذه القصائد رثاء الشيخ إبراهيم بمن محمد آل خليفه له.

المصادر

  • وهبة، صلاح، أحمد، (فرسان الصحراء) ، الطبعة الثانية ،البحار للنشر والتوزیع، لندن _ المملكة المتحدة 2004 للميلاد.

أنظر أيضاً


وصلات خارجية