التعليم في السودان
التعليم في السودان إلزامي ومجاني في المراحل الإبتدائية ( من سن 6 إلى 13)حسب المعيار الدولي ويشمل جميع المراحل التعليمية للجنسين الذكور والإناث ولجميع الأعمار، بما فيهم الكبار ويغطي مساحات شاسعة من السودان وتولي الدولة والقطاع الخاص عناية به ولهذا ظل يشهد الكثير من الإصلاحات خلال العهود العديدة ووفقاً للأهداف المرجوة منه.
ووفقا لتقديرات البنك الدولي لعام 2002 م، فإن معدل معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 15 عاما فما فوق يبلغ 60 في المئة، وكانت النسبة في عام 2000م، تقدر بحوالي 58 بالمئة (69 ٪ للذكور و 46 ٪ للإناث) ، وتقدر نسبة الأمية وسط الشباب (15-24 سنة) بحوالي 23 في المئة.
تاريخ التعليم في السودان
ليس من الموضوعية القول بأن التعليم الأولى قد بدأ في السودان مع بداية دخول العرب للسودان، فقد سبق ذلك وجود عدد من الممالك القديمة المعروفة التي كانت لها نظمها التعليمية والتربوية المعينة. ودلت النقوش والحروف التي تم العثور عليها على أثار النوبة في شمال السودان بأن السودانيين عرفوا الكتابة منذ زمن بعيد (في مملكة نبتة في عام 750 قبل الميلاد و مملكة مروي في 350 ميلادية) ، وبدخول العرب و الإسلام إلى السودان إنتشرت المدارس القرآنية المعروفة محلياً بإسم الخلاوي (المفرد خلوة) والتي إنحصر دورها على تحفيظ القرآن الكريم و الحديث الشريف، إلى جانب تعليم مباديء اللغة العربية من نحو وصرف والحساب ، وذلك منذ أواسط القرن الميلادي السابع وحتى سنة 1855 م، عندما تم إفتتاح أول مدرسة نظامية في الخرطوم على النمط الغربي في العهد التركي المصري في السودان جُلب إليها علماء بارزين حينذاك أمثال رفاعة رافع الطهطاوي. وشهد التعليم في السودان تطوراً إبان فترة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، الذي قام ببناء عدد من المدارس بهدف نشر قدر من التعليم بين عامة الناس وتخريج صغار الموظفين الذين يساعدون الإدارة الإستعمارية في تأدية مهامها الإدارية من سجلات وحسابات وغيرها بدلاً من جلبهم من الخارج، من مصر أو الشام. إضافة إلى اعداد طبقة من الصناع المهرة لدعم الإقتصاد. وبمساعدة هذه الفئآت يمكن تعليم الناس أسس الإدارة الإستعمارية وفهم قوانينها ولوائحها مما يسهل عليها ضبط الأمور والسيطرة على الأوضاع. وقد غرست هذه الخطوة رغم بطء وتيرة تطورها كماً وكيفاً ، نواة الوطنية وسط الشبان في ثلاثينيات القرن الماضي ممثلة في منظمة مؤتمر الخريجين الذين طالبو بحق تقرير مصير السودان واستقلاله.
وبعد استقلال السودان في عام 1956 م، ورثت الحكومة نظاماً تعليمياً يتبع المناهج والهيكلية البريطانية وقامت بإدخال تغييرات عليه في إطار برامج "السودنة" - تحويل الإدارة والقضاء والأمن إلى السودانيين ، فأصبحت كلية غوردون التذكارية جامعة وطنية بإسم جامعة الخرطوم. وزاد الطلب على التعليم بعد الإستقلال على نحو تجاوز موارد الدولة المخصصة له. ففي عام 1956 م ، بلغت نسبة التعليم 15.5 % فقط من الموازنة العامة للدولة، ما يعادل 45 مليون ( جنيه سوداني) ، لدعم حوالي 1778 مدرسة إبتدائية (بها حوالي 20,8688 تلميذ وتلميذة) ، و 108 مدرسة متوسطة (مسجل فيها 14632 من التلاميذ والتلميذات) ، و 49 مدرسة ثانوية حكومية (عدد طلابها 5423 طالب وطالبة)، واقتصر التعليم العالي في جامعة الخرطوم، فيما تم إرسال ما يزيد عن 1000 طالب إلى الخارج للدراسة من قبل آبائهم أو أولياء أمورهم الأثرياء، أو على منحة دراسية حكومية أو برنامج للتبادل الطلابي. وبلغت نسبة محو أمية الكبار 22.9 % ، وعلى الرغم من جهود الحكومات المتعاقبة، فقد إرتفعت النسبة بحلول عام 1990 م، إلى حوالي 30 %، في وجه الزيادة المضطردة لعدد السكان ومعدلات المواليد.
التوسع الكمي في التعليم
اعتبرت الحكومة التي تولت السلطة في عام 1969 م، بقيادة جعفر نميري، إن نظام التعليم في السودان لا يلبي احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل كاف، ولذلك اقترحت إعادة تنظيمه بشكل واسع ، وتم عقد مؤتمر قومي للتعليم في عام 1969 م، وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان نظام التعليم الحكومي قد تمت إعادة تنظيمه إلى حد كبير. وأصبح السلم التعليم الجديد الذي ساهم في اعداده الدكتور محي الدين صابر وزير التربية والتعليم أنذاك ( ومدير للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) يتكون من مرحلة ابتدائية لنظام أساسي لمدة ست سنوات في المدارس الابتدائية، ومرحلة ثانوية عامة (بمثابة مدرسة إعدادية)لمناهج دراسية متوسطة لمدة ثلاث سنوات يجلس في نهايتها الطلاب لإمتحان يتوجه المؤهلون فيه إلى واحد من ثلاثة أنواع من المدارس: الثانوية العليا (الأكاديمية) لمدة ثلاث سنوات، والتي أعدت لطلاب التعليم العالي، والمدارس الفنية التجارية والصناعية لإعداد كادر فني ماهر، ومعاهد التربوية (لتدريب المعلمين للمدارس الابتدائية). ويتأهل طلاب الثانوية العليا من خلال امتحان الشهادة السودانية لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي المتمثل في الجامعات و المعاهد التقنية العليا .
بلغ عدد المدارس الثانوية العامة في ثمانينيات القرن الماضي اكثر من خمس المدارس الإبتدائية أي بمعدل 260 مدرسة ثانوية عامة مقابل 1334000 مدرسة ابتدائية ، في حين بلغ عدد المدارس الثانوية العليا 190 مدرسة فقط. وفي هذه المرحلة بالذات تضاعف عدد المدارس الخاصة بمستويات تدريس مختلفة الجودة، لا سيما في العاصمة المثلثة (الخرطوم و الخرطوم بحري و أم درمان).
وبالرغم من التركيز على التعليم التقني والمهني الذي اقترحته الحكومة عام 1980 م، وبتشجيع من مختلف الهيئات الاستشارية الدولية ، إلا أن عدد ما تم إنشاؤه من مدارس مهنية في السودان لم يتجاوز 35 مدرسة فنية ، أي أقل من خمس المدارس الثانوية العليا الأكاديمية ، في وقت بلغ فيه عدد الطلاب الذين أنخرطوا في مساق المدارس الثانوية الأكاديمية في العام الدراسي 1976 – 1977 ثمانية أضعاف عدد الذين تم تسجيلهم في المدارس الفنية، مما أحدث خللاً كبيراً في سوق عمل الأيدى المدربة الماهرة، علاوة على ذلك، كان أصحاب العمل المحتملين كثيرا ما يجدون في خريجي المدارس الفنية أيدى عاملة لم تتلق التدريب الكافي، بسبب المناهج غير ذات الصلة في بعض الأحيان، وانخفاض معنويات المعلمين، ونقص المعدات. ويعزا سبب التدني في الآداء وسط الطلاب إلى غياب الحماس وانخفاض الروح المعنوية لدى الذين يرون في هذا النوع من التعليم خياراً ثانياً لرغباتهم على أحسن الأحوال. فلا غرابة إذاً في أن يتركز النظام التعليمي السابق على التكوين (التدريس) الأكاديمي النظري، وأن تتدني مكانة العمل اليدوي وسط الطلاب، على الأقل لدى الكثيرين من أبناء الحضر. وكان من المفترض أن يشمل التعليم الفني مؤسسات تدريب يتخرج فيها العمال المهرة في مجالات كالزراعة مثلاً، لكن ما تم تخصيصه من مدارس لهذه الغاية كان في غاية الضآلة فضلاُ عن أن معظم من يتخرج في هذه المدارس من طلاب يفيد المناطق الحضرية أكثر مما يعود بفائدة على الأرياف. وبناء عليه، فإن الأمل بتطوير نظام تعليمي مجاني وشامل لم يتحقق حتى نهاية الثمانينيات، ولكن إذا تم النظر إلى مسألة تطوير النظام التعليمي كهدف لتوسيع نطاق التعليم بشكل عام فقط، فأن الجهود التي انصبت في ذلك الغرض تكون في هذه الحالة قد آتت أُكلها. فقد حدث توزيع اكثر عدالة فيما يتعلق بالمرافق المدرسية والمدرسين في المناطق الريفية و الجنوب، ونجحت حكومة نميري إبان الثمانينيات من القرن الماضي في إنشاء المزيد من المدارس على مختلف المراحل المدرسية مجهزة بطاقم التدريس الخاص بها، إضافة إلى تأسيس عدد من معاهد تدريب المعلمين وتأهيلهم، بالرغم من عجزها في توفير العدد الكافي من الموظفين المتخصصين للخدمة المدنية. وكانت العملية بطيئة بطبيعتها، وإزدادت بطأ بسبب محدودية الإعتمادات المالية المخصصة لقطاع التعليم وعدم كفاية المقابل المالي الممنوح للمعلمين الذين بإمكانهم الحصول على فرص عمل افضل حسب مهاراتهم في أماكن أخرى ، داخل السودان وخارجه.
إن عملية انتشار المدارس العليا لم تؤد إلى معالجة معظم، ما اعتبره الخبراء، مشكلة السودان في التعليم الأساسي: أي مشكلة العجز في إتاحة فرص التعليم الابتدائي لأكبر عدد ممكن من الأطفال السودانيين، فإنشاء المزيد من مدارس المرحلة الإبتدائية يعتبر في نظرهم أهم بكثير من تحقيق عدالة توزيع المدارس الثانوية على مختلف الأقاليم. والأهم من ذلك تطوير مناهج دراسية للمدارس الابتدائية مستوحاة من التجربة السودانية وآخذة في الاعتبار حقيقة أن معظم الذين أكملوا ست سنوات من التعليم سوف لن يواصلوا الدراسة إلى ما هو أبعد من ذلك. وكان التبرير المتبادر اللذهن هو أن موارد السودان محدودة، وأن الإنفاق على مرحلة ما بعد التعليم الإبتدائي قد أدى إلى الحد من الإنفاق على التعليم الابتدائي، و بالتالي ترك معظم الأطفال السودانيين بدون تعليم كافي. على أية حال تغيّر هذا الوضع في منتصف سبيعينيات القرن الماضي.
بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في السودان خلال سنوات حكم الرئيس جعفر نميري أربع جامعات وأحد عشر كلية جامعية، وثلاثة وعشرين معهدا. وكانت الجامعات كلها في منطقة العاصمة المثلثة، وبقية مؤسسات التعليم العالي كانت في الأقاليم الشمالية على خلاف الجنوب الذي كانت تشتعل فيه الحرب الأهلية. وكانت الكليات عبارة عن معاهد متخصصة تمنح شهادات ودبلومات لفترات دراسية أقصر مدة مما هو مطلوب في الجامعات. وقد تميزت مؤسسات ما بعد المرحلة الثانوية بتوفيرها للسودان عدداً مقدراً من الخريجين الحاصلين على تعليم جيد في بعض المجالات في مقابل نقص كبير في عدد الموظفين الفنيين والمتخصصين في العلوم ذات الصلة بالطابع الريفي الغالب في البلاد.
وبحلول عام 1980 م، تم افتتاح جامعات جديدة إحداها في مدينة واد مدني بالإقليم الأوسط ( ولاية الجزيرة) وأخرى في مدينة جوبا في اقليم الإستوائية بجنوب السودان، وتم في عام 1990 م، رفع مستوى بعض المعاهد والكليات، ومن بينها معهد الكليات التكنولوجية بالخرطوم (ووزعت بعض كلياته على مناطق خارج العاصمة، مثل كلية الهندسة الميكانيكية في عطبرة شمال شرقي الخرطوم ، وكلية الجزيرة للزراعة والموارد الطبيعية في أبو نعامة في الإقليم الأوسط.
وكانت جامعة الخرطوم أو كلية غوردون التذكارية سابقاً، تضم في عام 1990 م ، حوالي 12000 طالب وطالبة في فصول دراسية تتراوح مدتها بين الأربع و الست سنوات يحصل في نهايتها الطلبة الناجحون على درجات جامعية (كالبكالوريوس وغيرها، تليها جامعة القاهرة فرع الخرطوم جامعة النيلين حالياً (وتمنح درجات الليسانس للمدة ذاتها)، الأقل منها شهرة والأكبر من ناحية عدد الطلاب البالغ في الفترة ذاتها 13.000 طالب وطالبة، وربما يعزا سبب افتقارها هذه الأخيرة للهيبة وكبر الحجم من ناحية عدد الطلاب، إلى حقيقة أن معظم طلابها يعمل على إعالة نفسه ذاتياً، ويحضر الدروس في فترة ما بعد الظهيرة والليل، وإن كان قد تم في منتصف السبعينيات إدخال بعض الدروس الصباحية في الجامعة. وفي حين يدفع طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم بعض الرسوم البسيطة ويقيمون في منازلهم خارج الحرم الجامعي كانت الدراسة والإعاشة وجميع الأنشطة الأخرى مجانية في جامعة الخرطوم التي يقيم طلابها في داخليات تابعة للجامعة وتتكفل الحكومة بكافة نفقاتها. أما بالنسبة لمعهد الكليات التكنولوجية الذي كان يضم 4.000 الطلاب في عام 1990 م، ، فالدراسة فيه مجانية. ويحصل طلابه على منحة شهرية لتغطية بعض تكاليف معيشتهم. وكانت المؤسسة الأكاديمية الثالثة في منطقة العاصمة والأصغر، هي جامعة أم درمان الإسلامية المتخصصة في تدريب العلماء الدينيين وقضاة الشريعة الإسلامية المطبقة آنذاك على الأحوال الشخصية. وأما الجامعة الرابعة فكانت جامعة جوبا التي تأسست عام 1977 م، وتخرج أول فوج منها في عام 1981 م، وكان الهدف منها هو تخريج موظفين للخدمة المدنية في جنوب السودان. وقد انتقلت الجامعة من جنوب السودان إلى الخرطوم في عام 1983 م، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب.
ومما تجدر ملاحظته هو النمو الدايناميكي (القوي) والتوسع الذي شهدته جامعة أم درمان الأهلية التي تأسست في عام 1982 م، من قبل اكاديميين ومهنيين ورجال أعمال بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس مدينة أم درمان ، بهدف تلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي والتدريب الفني. وتقرر أن تكون الجامعة غير حكومية ومكتفية ذاتياً، وأن تواكب مناهجها متطلبات سوق العمل وتطوراته. وجاء الدعم المادي بشكل رئيسي من التبرعات الخاصة ،والمؤسسات الأجنبية والحكومة، التي وافقت على تخصيص قطعة أرض مساحتها 30 هكتار (120.000 متر مربع) لبناء الحرم الجامعي تقع على التخوم الغربية لمدينة أم درمان. وتدرس مناهجها باللغة الإنجليزية بالتركيز على الإدارة، و الفيزياء، والدراسات البيئية، و الرياضيات ، وعلم المكتبات، فإجتذبت أكثر من 800 1 طالب بحلول عام 1990 م.
الإصلاح التعليمي والتوسع الجامعي
أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني عن اصلاحات شاملة في مجال التعليم في السودان في سبتمبر / تشرين الأول 1990 م. وتم تخصيص 400 مليون جنيه سوداني لهذا الغرض ، ووعد ت الحكومة بمضاعفة المبلغ في حالة نجاح المرحلة الأولى لتغيير نظام التعليم الحالي الرامي إلى تلبية احتياجات السودان.
وكانت الفلسفة التعليمية الجديدة تقوم على اساس وضع إطار مرجعي لهذه الإصلاحات، يستند فيه التعليم على "ديمومة الطبيعة البشرية والقيم الدينية"، على أن يكون ذلك مشفوعاً بمنهج دراسي يشمل جميع المدارس والمعاهد والجامعات ويتكون من مساقين: مساق دراسي إلزامي وآخر اختياري. وينطبق الأول على جميع الطلبة دون استثناء وتكون فيه جميع فروع المعرفة التي ستدرس مستوحاة من القرآن الكريم وكتب الحديث المعترف بها. وأما المساق الإختياري، ففيه يسمح للطلبة انتقاء بعض التخصصات وفقا للرغيات والميول الفردية . وقد واجهت هذه الإصلاحات الواسعة معارضة من داخل المؤسسة التعليمية السودانية نفسها. وفي مطلع عام 1991 م، صدر مرسوماً رئاسياً يقضي بضرورة مضاعفة عدد الطلاب المقبولين بالجامعات وأن تصبح اللغة العربية لغة التدريس في الجامعات السودانية بدلاً عن الإنجليزية.
وروعي في النظام التعليمي الجديد "إطالة العمر الإنتاجي للمواطن " وخفض تكلفة التعليم وتحقيق طفرة في معدلات زيادة مؤسسات التعليم فيها، فتم دمج المرحلة الإبتدائية والمتوسطة (الإعدادية) في مرحلة واحدة أطلق عليها إسم مرحلة الأساس ومدتها ثمان سنوات متصلة، وبذلك تم الغاء امتحان الشهادة الإبتدائية كحل لمشكلة توقف العديد من الطلبة السودانيين في مرحلة التعليم الإبتدائي دون أن يتلقوا قدراُ كافياُ من التعليم، وأتاح هذا التدبير الفرصة أمام أعداد كبيرة منهم لمواصلة الدراسة سنتين أو أكثر.[١]
السلم التعليمي الجديد
يتكون السلم التعليمي من أربعة مستويات:
- المستوى الأول ، هو مرحلة التعليم ما قبل المدرسة ويتكون من رياض الأطفال، ومراكز الرعاية النهارية للأطفال، ويتم تسجيل الأطفال فيه ابتداء من سن الثالثة أو الرابعة وحتى سن السادسة، ومدة هذه المرحلة سنة أو سنتين ، (حسب رغبة الوالدين أو أولياء الأمور ).
- المستوى الثاني، وهو مرحلة الأساس، ويبدأ بالصف الأول في سن 6-7. وحتى الصف الثامن، ويتزايد حجم المادة التعليمية والموضوعات الاكاديمية فيها سنوياُ، ومعها يتضاعف الجهد المبذول لإستيعابها والتفاعل معها تمشياً مع النمو الذهني والجسماني للتلميذ والتلميذة، وعندما يبلغ أي منهما سن 13-14 يكون قد تهيأ للجلوس لشهادة امتحان دخول المدرسة الثانوية.
- المستوى الثالث ، مرحلة المدرسة الثانوية المتعددة التخصصات والمجالات والموحدة الشهادت ( أكاديمي، فني ، ديني) . يحتوى هذا المستوى من الدراسة على أساليب دراسية أكثر تطوراً، إضافة إلى بعض المواد الأكاديمية الرئيسية مثل علوم الكيمياء و الأحياء و الفيزياء و الجغرافيا وغيرها. وتمتد الدراسة فيه إلى ثلاث سنوات وتتراوح أعمار الطلبة ما يقرب من 14-15 الى 17-18. وإلى جانب هذه الأنواع من المدارس توجد معاهد ومدارس أخرى حكومية موازية للسلم التعليمي النظامي الرسمي مثل المعاهد الدينية والحرفية والصناعية ومراكز التدريب المهني.[١]
تعليم المرأة
كان تعليم الفتيات يتم في المدارس القرآنية المعروفة باسم الخلوة ، التي تدرس علوم الدين. ولم يكن الهدف من هذه المدارس هو إعدادهن للإلتحاق بالنظام التعليمي العلماني العام، إلا إنه بجهود جبارة ومقدرة من الشيخ بابكر البدري (رائد التعليم النسوي في السودان) قامت الحكومة بإنشاء خمس مدارس ابتدائية للبنات بحلول عام 1920 م، وكانت وتيرةالتطور فيها بطيئة بسبب العادات والتقاليد المحافظة التي كانت تسود المجتمع السوداني في ذلك الزمان والتي كانت لا تقبل استمرار البنات في التعليم بعد بلوغهن سن الرشد. واستمر الحال كما هو عليه حتى عام 1940 م ، حيث تم افتتاح أول مدرسة للبنات، هي مدرسة أم درمان الوسطى للبنات وبحلول عام 1955 م، بلغ عدد المدارس المتوسطة البنات في السودان عشر.
وفي عام 1956 م، تم افتتاح مدرسة أم درمان الثانوية للبنات التي ضمت حوالي 265 طالبة، وكانت هي المدرسة الثانوية الوحيدة للبنات التي تديرها الحكومة. وبحلول عام 1960 م، بلغ عدد المدارس الإبتدائية للبنات 245 مدرسة، في حين لم يتجاوز عدد المدارس الثانوية العامة 25 مدرسة، ومدرستين فقط للثانوية العليا ولم تكن هناك مدارس تدريب مهني للفتيات، بإستثناء كلية تدريب الممرضات التي تم تسجيل إحدى عشرة طالبة فيها فقط ، ويلاحظ أن التمريض يعتبر في نظر الكثير من السودانيين مهنة محترمة مناسبة للمرأة. وقد تحقق لتعليم الفتيات مكاسب كبيرة في إطار الإصلاحات التي شهدها قطاع التعليم في السودان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث ارتفع عدد مدارس البنات إلى 1086 ابتدائية، و286 مدرسة متوسطة و52 مدرسة مهنية للفتيات، أي ما يعادل ثلث مجموع المدارس الحكومية في السودان.
كانت كلية الأحفاد الجامعية (جامعة الأحفاد للنساء) الشعلة المضيئة في تاريخ تعليم المرأة في السودان والتي وضع لبنتها الأولى الشيخ بابكر البدري كمدرسة أولية في عام 1922 م، بأم درمان قبل أن تتطور لتصبح الآن جامعة مكتملة تتلقى فيها 1800 طالبة شتى ألوان العلوم والدراسات الأكاديمية والمهنية مثل تدريب المعلمات للتدريس في المناطق الريفية. وبفضل هذه الجهود اصبحت المرأة اليوم تحتل مركزاً متقدماً في التعليم في السودان من حيث الكم والنوع، وحققت بذلك طفرة كبيرة.
مدارس الجاليات
ساهمت مدارس البعثة التعليمية المصرية بقدر كبير في مجال التعليم العام في السودان حيث انحصر عملها في البداية على تعليم أبناء الجالية المصرية، لكنها اخذت فيما بعد باستيعاب بعض الطلبة السودانيين . ومن أكبر تلك المدارس مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بالخرطوم والكلية القبطية الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وتعاظم الدور المصري في التعليم بالسودان لتنتشر مدارسه بعدد من مدن السودان مثل مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، وإنشاء جامعة القاهرة فرع الخرطوم(جامعة النيلين حالياً).
من مدارس الجاليات بالسودان أيضاً مدارس الإرساليات المسيحية كالمدرسة الأمريكية، ومدرسة الإرسالية بالخرطوم بحرى، ومدارس كمبونى في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان و بورتسودان، ومدرسة الإتحاد بالقضارف، وامتد نشاط المدارس الإرسالية أو التبشيرية لتشمل عدد من الولايات الجنوبية بالسودان والتي كان لها الأثر الواضح في نشر التعاليم المسيحية بجنوب السودان.
وإلى جانب ذلك توجد مدارس لجاليات أجنبية أخرى يعمل معظمها في الخرطوم على مختلف المستويات ويقدم بعضها خدماته إلى كافة الطلاب بما فيهم الطلاب السودانيين، بينما يحصر البعض الآخر نشاطه التعليمي على تلاميذ وطلاب الجاليات التي ينتمي إليها ، ومن هذه المؤسسات التعليمية المدرسة الأرمنية والمدارس التركية و الكندية و الإثيوبية و البريطانية وغيرها ، وتقوم هذه المدارس بتدريس لغة بلادها الأصلية إلى جانب اللغة العربية.
التعليم الخاص
بدأ التعليم الخاص بالسودان في الخمسينات من القرن الماضى بتأسيس مدارس في المرحلتين المتوسطة و الثانوية فقط، وذلك بمبادرة من بعض المهتمين بهذا المجال، ومن بينهم الأستاذ ميسرة السراج، حيث انتشرت مدارسه بالعاصمة الخرطوم. ومن أبرز تلك المدارس مدرسة الخرطوم العالمية، إلا أنه ونظراً لإرتفاع رسوم تلك المدارس فإنها عادة ما تقتصر على أبناء الطبقات الميسورة الحال.
انتشر التعليم الخاص بالسودان بعد التدهور الكبير الذي شهده التعليم العام من جراء تزايد عدد التلاميذ والطلبة وعدم مواكبة عدد المدارس لهذه الزيادة وبالتالي تكدس الطلاب في الفصول الدراسية وعجز المدرسين من تدريس هذه الأعداد الكبيرة بكفاءة، ونشأت في الخرطوم عدة مدارس خاصة أبرزها مدارس المجلس الأفريقى للتعليم الخاص العاملة تحت اشراف منظمة الدعوة الإسلامية بالسودان.
التعليم الجامعي
كان التعليم الجامعى بالسودان يقتصر على جامعة واحدة هي جامعة الخرطوم - والتي احتلت المرتبة الرابعة أفريقيا من ناحية اكاديمية[بحاجة لمصدر]- والتي أسسها البريطانيون إبان فترة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري بإسم كلية غوردون التذكارية ، إلى جانب جامعة أخرى تابعة للبعثة التعليمية المصرية في السودان هي جامعة القاهرة فرع الخرطوم. وقد شهد التعليم الجامعى توسعة بدأت في عهدالرئيس جعفر نميرى (1969-1985م)حيث تم تأسيس جامعة جوبا بالإقليم الجنوبى، حتى وصل العدد الآن مايربو على خمسين جامعة ومعهد عال ، عام وخاص، في سائر ولايات السودان، تدرس مختلف التخصصات العلمية والأدبية والفنية وفق مناهج متطورة، وتستقبل العديد من الطلبة الأجانب لسمعتها الجيدة فيما يتعلق بالمستوى الدراسي وطاقم التدريس الذي يضم اساتذة سودانيين مشهود لهم بكفاءتهم ، وما تمنحه من شهادات اضافة إلى كل تكاليف المعيشة مقارنة ببلدان أخرى، وقد كانت جامعة الخرطوم تقارن في يوم من الأيام بجامعات الصفوة العالمية مثل جامعة كامبريدج البريطانية وقد تخرج فيها العديد من الخبراء السودانيين البارزين اقليمياُ ودولياُ.
المراجع
- Sudan country profile. Library of Congress Federal Research Division,December,2004
Library of Congress Country Studies
- وزارة التربية والتعليم العام، السودان ,http://www.moe.gov.sd/
- ابراهيم أحمد العدوي: يقظة السودان، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة (1977)
- (Anthony Sylverster: Sudan Under Nimeri, The Bodley Head,London (1977
|
|
Education in Sudan]] it:Istruzione in Sudan