إفقاد المهارة

إفقاد المهارة (De - Skilling) يلخص هذا المصطلح الأفكار الأساسية التى طرحها هارى بريفرمان فى دراسته المعنونة "العمل ورأس المال الاحتكارى: تدهور العمل فى القرن العشرين" الصادر عام ١٩٧٤. وتذهب القضية الرئيسية عند بريفرمان إلى أن الأشكال الرأسمالية للإنتاج قد عملت على خفض تكلفة العمل عن طريق تجزيئ عملية العمل المعقدة وثفتيتها إلى عمليات أصغر وأبسط وأقل مهارة. وقد أدت عملية التجزيئ المستمرة هذه إلى أن يحل محل العامل الحرفى الماهر، العامل غير الماهر الذى لا يحتاج إلا لل قليل من التدريب، بحيث أن وظائف القطاع الثانوى لسوق العمل قد حلت محل وظائف القطاع الرئيسى. وقد ترتب على ذلك هبوط و انخفاض مستويات الأجور وظروف العمالة إلى المستويات الأدنى المماثلة لظروف القطاع الثانوى. وانتشرت البطالة وظاهرة عدم استقرار العمل، وأصبح العاملون غير المهرة يشعرون بالاغتراب عن الأعمال التى يمارسونها.

وقد استقطبت قضية إفقاد المهارة قدرا كبيرا من اهتمام العلماء الاجتماعيين الأكاديميين، وبصفة خاصة فى بريطانيا، وكانت بمثابة الإطار الملائم لإجراء دراسات حالة لعمليات تتظيم العمل و التغيرات التى تحدث داخل مكان العمل، وخاصة داخل قطاع التصنيع الآخذ فى التراجع (وللوقوف على الصورة العامة للموضوع، انظر: تومسون، طبيعة العمل: مقدمة إلى الحوارات عن عملية العمل، الصادر عام ١٩٨٣). أما الدراسات التى اعتمدت على الإحصائيات الممثلة لقوة العمل فنجد أنها لا تؤيد التتائج الأساسية التى انتهى إليها بريفرمان بشأن الاتجاه الذى يتخذه التغير فى البناء المهنى والنتائج المترتبة على عملية الانتقال من التصنيع إلى صناعات قطاع الخدمات. فقد أوضحت تلك الدراسات أنه على حين أخذت بعض المهن الماهرة فى الاختفاء، فإننا نلاحظ أن هناك بعض المهن التى تحرص على الارتقاء بمهاراتها وتطويرها، كما نلاحظ ظهور مهن جديدة آخذة فى التوسع السريع كتلك المهن المرتبطة بالكومبيوتر، وتصميم البرامج، وتحليل النظم.

انظر أيضاً