بطالة
البطالة (بالإنجليزية: Unemployment) هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية. طبقاً لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ولكن دون جدوى. من خلال هذا التعريف يتضح أن مصطلح البطالة لا يشمل أولئك الأشخاص الذين لايبحثون عن عمل بسبب تقدّم السن أو التقاعد أو بسبب إصابتهم بمرض عقلي أو جسماني أو بسبب إعاقة، كما لا يشمل الأشخاص الذين ينتظمون بالمدارس أو يقومون بالواجبات المنزلية. ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم أعتبارهم عاطلين عن العمل. فمثل هؤلاء الأشخاص يُصَنّفون بشكلٍ عام على أنهم خارج القوى العاملة. ويسمى من يعاني منها عاطلا في المشرق وبطّالا في المغرب.
وتعرف البطالة أيضاً بأنها التوقف الإجباري لجزء من القوة العاملة برغم قدرة ورغبة هذه القوة العاملة في العمل والإنتاج.
ماذا نعني بالقوة العاملة؟
القوة العاملة عبارة عن جميع السكان القادرين والراغبين في العمل (بدون احتساب الأطفال دون الخامسة عشر، الطلاب، كبار السن، العاجزين، وربات البيوت).
وقد تنطوي البطالة على مشاكل كبيرة لكل من الفرد والمجتمع. فبالنسبة للفرد، تمثل البطالة دخلاً مفقودًا، ويمكن أن تؤدي البطالة في فترة ما إلى فقدان احترام الذات. أما بالنسبة للمجتمع، فإن البطالة يُمْكن أن تؤدي إلى الانخفاض في الإنتاج العام، وفي بعض الحالات تؤدي إلى الإجرام أو أي سلوك ضار بالمجتمع.
أسباب البطالة:
- قلة الوظائف
- انتشار الحروب
- كثرة العمالة الوافدة
- كثرة الشباب الراغبين في العمل
البطالة هي عدم قدرة الشخص على أن يبيع قوة عمله فى سوق العمل رغم رغبته فى ذلك. ونلاحظ فى الواقع أنه من الصعب التعرف على البطالة وقياسها، وذلك لأن رغبة الشخص فى العمل تتأثر - جزئياً - بمدى الطلب على خدمات هذا الشخص وطبيعة هذا الطلب. ولهذا نجد أن التعريفات الرسمية التى تفرضها مكاتب التشغيل الحكومية تتأثر - من ناحية - بالنظريات السياسية حول أسباب عدم رغبة الشخص أو عدم قدرته على العمل. كما تتأثر - من ناحية أخرى - بالقواعد التى تسمح بتسجيل الشخص باعتباره عاطلا ومؤهلا للحصول على مساعدات المبطالة التى تقدمها نظم الرفاهية.
وقد اعتبر رايت ميلز أن البطالة هى التى تقدم لنا تصويراً حياً للتمييز بين المتاعب الخاصة والقضايا العامة، وهى القضية التى اعتبرها جوهرية فى دراسة علم الاجتماع. وقد أوضحت بحوث البطالة مراراً وتكراراً أنه من النادر أن نستطيع تفسيرها بأنها مجرد مشكلة خاصة أو فردية ترجع إلى نقص فى الدوافع أو قصور فى الاستعدادات. بل الأحرى أنها قضية عامة ترجع المسئولية عنها إلى إخفاق عمليات السوق. ويميز علماء الاقتصاد بين عدة أسباب للبطالة، أهم سبيين منها هما: التدهور البنائى للصناعة فى إقليم معين أو فى بلد معين، ثم التغيرات والذبذبات الدورية فى النشاط الاقتصادى داته. والبطالة عامل رئيسى من عوامل خلق الفقر، خاصة حين يمر المتعطل عن العمل بنوبات من التعطل الكامل أو التعطل الجزئى، أى يجمع بين خبرات انخفاض الأجر، و عدم ملاءمة العمل، ودرجة عالية من عدم استقرار العمل. كما أن على المتعطل أن يتحمل وصمة العجز عن الامتثال لأخلاقيات العمل السائدة فى المجتمعات الغربية، رغم حرصه القوى على العثور على عمل.
وهناك تراث هائل فى علم الاجتماع عن عملية التعطل، وعن آثارها الاجتماعية و الفردية. والبداية المناسبة للاطلاع على هذا التراث هى مؤلف مارى ياهودا: "العمل والبطالة"، الصادر عام 1982.
معدل البطالة
- طالع أيضاً: معدل بطالة
هو نسبة عدد الأفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلية وهو معدل يصعب حسابه بدقة. وتختلف نسبة العاطلين حسب الوسط (حضري أو قروي) وحسب الجنس والسن ونوع التعليم والمستوى الدراسي. ويمكن حسابها كما يلي:
معدل البطالة = (عدد العاطلين مقسوما بعدد القوة العاملة) مضروباً بمائة.
معدل مشاركة القوة العاملة = (قوة العمالة مقسوما على النسبة الفاعلة) مضروباً بمائة.
أنواع البطالة
هناك عدة أنواع للبطالة نذكر منها:
- البطالة الدورية (البنيوية) والناتجة عن دورية النظام الرأس مالي المنتقلة دوما بين الانتعاش والتوسع الاقتصادي وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.
- البطالة المرتبطة بهيكلة الاقتصاد وهي ناتجة عن تغير في هيكل الطلب على المنتجات أو التقدم التكنولوجي، أو انتقال الصناعات إلى بلدان أخرى بحثاً عن شروط استغلال أفضل ومن أجل ربح أعلى.
- البطالة المقنعة، وهي تتمثل بحالة من يؤدي عملاً ثانوياً لا يوفر لهُ كفايتهُ من سبل العيش، أو إن بضعة أفراد يعملون سوية في عمل يمكن أن يؤديه فرد واحد أو اثنان.
- البطالة الاحتكاكية: وهي عبارة عن التوقف المؤقت عن العمل وذلك بسبب الانتقال من وظيفة لأخرى أو التوقف المؤقت للبحث عن وظيفة أخرى أو في سبيل الدراسة وهكذا.
- البطالة السلوكية: وهي البطالة الناجمة عن إحجام ورفض القوة العاملة عن المشاركة في العملية الإنتاجية والانخراط في وظائف معينة بسبب النظرة الاجتماعية لهذه الوظائف.
- البطالة المستوردة: وهي البطالة التي تواجه جزء من القوة العاملة المحلية في قطاع معين بسبب انفراد أو إحلال العمالة غير المحلية في هذا القطاع. وقد يواجه الاقتصاد هذا النوع من البطالة في حال انخفاض الطلب على سلعة معينة مقابل ارتفاع الطلب على سلعة مستوردة.
البطالة العادية
تحدث البطالة العادية عندما لا تعمل أسواق العمل بكفاءة، حتى وإن توافرت الوظائف بقدر كبير. مثل هذه البطالة تشمل العمال الذين تركوا وظائفهم أو الذين فُصِلُوا ولم يحصلوا على وظائف جديدة. كما تشمل أشخاصاً آخرين مثل صغار السن والنساء اللاتي كنّ يعملن في منازلهن ولم تكن لهن وظائف ولكن بدأن البحث عنها الآن. وتسمَّى هذه البطالة البطالة قصيرة الأمد.
البطالة الموسمية
نوع آخر من البطالة العادية يحدث في الصناعات التي يتم فيها خفض عدد عمالها خلال فصول مُعَيَّنة كل عام، مثل الصناعات الغذائية والبناء وصناعة السفن. ومثال ذلك كندا التي تتميّز بفصل شتاء طويل وبارد، لذلك تكون البطالة الموسمية فيها أكبر منها في البلدان الأكثر دفئاً.
البطالة الهيكلية
تحدث عندما تكون مهارات الأشخاص الذين يبحثون عن عمل لا تتناسب مع الوظائف المتوافرة. ومثال ذلك أن يبحث عمال البناء عن عمل في وقت يعاني فيه سوق العمل من نقص في السكرتيرات أو في مبرمجي الحاسوب. كما تشمل البطالة الهيكلية أناساً يعيشون في مناطق تقلُّ فيها الوظائف بينما تتوافر الوظائف في مناطق أخرى. كما تشمل البطالة الهيكلية البطالة التقنية التي تنتج عن تطوير منتجات أو آلات أو وسائل إنتاج جديدة. مثل هذا التطوّر يحتاج إلى مهارات جديدة من العمال. وقد لايقل في هذه الحالة عدد فرص العمل المتاحة، لكن عدد الوظائف في مهن معينة ربما ينمو بسرعة أقل منه في غيرها، وربما يضمحلّ.
بطالة نقصان الطلب
وهي تنجم عن انخفاضٍ عام في الطلب على العمال. ويحدث هذا عندما يصبح الإنفاق الكلي للمجتمع قليلاً جدًّا. فعندما لا تروج السلع، يلجأ كثير من المصانع إلى خفض إنتاجها وعدد العاملين بها. وبديلاً عن هذا، فإنه يُمْكن للصناعات الاحتفاظ بنفس المستوى من الإنتاج والتشغيل ولكن مع تخفيضِ كلٍّ من الأسعار والأجور.
وبطالةُ نقصان الطلب تُسَمَّى أيضاً البطالة الدورية، حيث تحدث في فترات ينخفض فيها النشاط الاقتصادي، ولكنها يُمْكن أيضاً أن تحدث في فتراتٍ ازدياد الرواج التجاري إذا كانت أعداد العمال تزيد بمعدل أكبر من ازدياد أعداد الوظائف المتاحة.
في فترة ثلاثينيات القرن العشرين، وخلال الركود الاقتصادي الذي عُرِفَ باسم الكساد العظيم، زادت البطالة بسرعة في بلدان كثيرة. ففي كندا وألمانيا والمملكة المتحدة، مثلاً، تراوح عدد الأشخاص العاطلين بين 13% و 20% من القوى العاملة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتمكن 25% من الأشخاص الراغبين في العمل من الحصول عليه في نفس هذه الفترة. وبقي معدل البطالة الأمريكي يزيد على 14% حتى عام 1940م. وبعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية عام 1941 م، وصرفت حكومتها مبالغ طائلة بسبب الأعمال الحربية، انخفض معدل البطالة حتى وصل إلى 1,2% عام 1944م.
أسباب البطالة
الانفجار السكاني
يمثل الحجم والتركيب النوعي والعمري للسكان المصدر الطبيعي لقوة العمل في ظل الظروف الاقتصاديه والثقافيه التي يعيشها المجتمع. فلا شك ان النمو العددي لحجم السكان يعكس أثره علي حجم الداخلين الجدد لسوق العمل سنويا ويتمثل الانفجار السكاني في زيادة عدد الافراد القادرين علي العمل بصوره سريعه جدا في مقابل ثبات عدد الوظائف تقريبا أو ازديادها بصوره بطيئة جدا
النمو البطئ للنشاط الاقتصادي
فمع الزيادة الكبيره في اعداد الافراد القادرين علي العمل والراغبين فيه والباحثين عنه ينمو النشاط الاقتصادي ببطء مما ادي الي قلة فرص العمل المتاحه التي تتناسب مع الزيادة في القوي العامله
الخلل القائم بين سياسات التعليم واحتياجات التنمية وسوق العمل
من بين الاسباب التي تؤدي الي بطالة المتعلمين عامة الخلل القائم الآن بين سياسة التعليم وسوق العمل ولا يرجع ذلك الي عدم التطابق بين هيكل التعليم وهيكل الاقتصاد فحسب وانما يرجع أيضا الي الاختلاف في سرعة نمو القطاعين بمعني ان ينتج التعليم خريجين أكثر من قدرة الاقتصاد علي استغلالهم برغم حاجة المجتمع اليهم
التزام الدولة بتعيين الخريجين
فمن المعروف ان الدولة تتبني سياسة الخريجين من الجامعات والمعاهد العليا إلا انه نظرا للتوسع الهائل في التعليم بمراحله المختلفه وارتفاع معدلات النموالسكاني والاقبال الشديد علي التعليم تزايدت مخرجاته بصوره متصاعده وأدي التزام الدولة بتعيين المخرجات الي اكتظاظ اجهزة الدولة بعمالة زائدة لا تضيف انتاجا بل اسهمت بما تحصل عليه من اجور في زيادة معدلات التضخم وانخفاض انتاجية العمل واصبحت سياسة التعيين الفوري للخريجين تمثل عبئا اقتصاديا واجتماعيا ومن ثم كان علي خريجي الجامعات وغيرهم من مراحل التعليم الأخري الانتظار سنوات حتي يتم خلق فرص عمل لهم
الاتجاهات والقيم السائده
تمثل اتجاهات الافراد في قطاعات كبيره من المجتمع نحو العمل بالحكومة عاملا مهما في ازدياد مشكلة البطالة حيث يترسخ في الذهن أن الدخول في الوظيفة العامه بالحكومة لا يحددها فقط مستوي الأجور بدليل ارتفاع اجور القطاعات الخاصة عن الوظائف الحكوميه بل أيضا المركز الاجتماعي والسلطة وضمان الوظيفة مدي الحياة مما يدفع البعض الي رفض وظائف القطاع الخاص املا في الحصول علي وظيفه في القطاع العام الحكومي مما ينتج عنه في النهاية ارتفاع معدلات البطالة.
أنماط البطالة
تتفق معظم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تناولت ظاهرة البطالة، أن أنماط البطالة وأشكالها ليست ثابتة أو نهائية، وإنما هي متغيرة ومتجددة باستمرار.
1. النمط الأول: تقسيم البطالة حسب نمط التشغيل، إلى ثلاثة أنماط هي:
أ. البطالة السافرة Open unemployment ويُقصد بـ«البطالة السافرة»، حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة، أي وجود عدد من الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه عند مستوى الأجر السائد دون جدوى، ولهذا فهم في حالة تعطل كامل لا يمارسون أي عمل لفترة قد تطول أو تقصر حسب ظروف الاقتصاد القومي، مثل بطالة الخريجين.
ب. البطالة الجزئية أو نقص التشغيل Underemployment وتعني الحالة التي يمارس فيها الشخص عملاً، ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد أو المرغوب. ومن ثم فهي تتضمن في معناها الواسع وجود جماعة من الناس يعملون لساعات عمل أو أيام أقل مما هو مرغوب، ويعملون من خلال عقود تختلف عمّا هو مرغوب، ويعملون في أماكن غير مناسبة للتشغيل، كما يكون إنتاجهم، عادة، أقل من الأعمال الأخرى.
ج. البطالة المقنعة أو المستترة Disguised unemployment وهي تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال على نحو يفوق الحاجة الفعلية للعمل، ومن ثم يكون إنتاجهم أو كسبهم أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم على نحو متدنٍ. وهذه البطالة تُعد أخبث الأنواع خاصة في الدول النامية، لأنها الوجه الآخر لتدني الإنتاج في العمل المبذول.
2. النمط الثاني: تقسيم البطالة حسب طبيعة النشاط الاقتصادي السائد إلى ثلاثة أنماط، هي:
أ. البطالة الاحتكاكية (الفنية) Frictional Unemployment وهي الحالة التي تحدث عندما يتعطل بعض الأشخاص، مع ما قد يكون من طلب على العمال لم يتم إشباعه بعد؛ لأن هؤلاء العمال المتعطلين غير مؤهلين لسد حاجة هذا الطلب. وينشأ –عادة- هذا النوع من البطالة بسبب إحلال الآلات محل العمال في بعض الصناعات، أو لصعوبة تدريبهم على الأعمال التي لم يسبق لهم التدريب عليها، والتي يتزايد الطلب عليها في سوق العمل.
ب. البطالة الدورية Cyclical Unemployment وهي التي تنشأ نتيجة للدورات التجارية المعروفة جيداً في النشاط الاقتصادي المتكامل؛ فعندما يحدث انخفاض عابر في الطلب على البضائع، يُرغم أصحاب المصانع على تخفيض عدد العمال أو تخفيض ساعات عملهم.
ج. البطالة الهيكلية (البنائية) Structural Unemployment ويُقصد بها ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانباً من قوة العمل، بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي، وتؤدي إلى وجود حالة من عدم التوافق بين فرص التوظف المتاحة ومؤهلات وخبرات العمال المتعطلين الراغبين في العمل والباحثين عنه. وتحدث البطالة الهيكلية بسبب تغير في هيكل الطلب على السلع والمنتجات، أو إلى تغير في الفن التقني المستخدم، أو إلى تغيرات في سوق العمل نفسه.
3. النمط الثالث: تقسيم البطالة حسب طبيعتها الخاصة إلى:
أ. البطالة الموسمية Seasonal Unemployment وهي البطالة التي تحدث أساساً في القطاع الزراعي بسبب موسمية الإنتاج الزراعي. فقد أصبحت الزراعة مهنة لبعض الوقت، خاصة وأن صغر حجم الحيازة الزراعية بفعل تفتت الحيازة أدى إلى الحد من العمالة الزراعية. وقد تحدث في بعض الصناعات في الريف بسبب التغيرات الموسمية في النشاط الاقتصادي نتيجة للظروف أو للتغيرات، التي تطرأ على أنماط الاستهلاك.
ب. البطالة الاختيارية Voluntary Unemployment وهي الحالة التي يتعطل فيها الفرد بمحض إرادته واختياره، حينما يقدم استقالته عن العمل، إما لعزوفه عنه أو تفضيله لوقت الفراغ، وإما لأنه يبحث عن عمل أفضل يوفر له أجراً أعلى، وظروف عمل أحسن، أو للانسحاب من سوق العمل بإرادته، كجماعات التكفير والهجرة التي ترفض العمل في الحكومة.
د. البطالة الإجبارية أو القسرية Involuntary Unemployment ويُقصد بها الحالة التي يتعطل فيها العامل بشكل قسري، أي من غير إرادته أو اختياره، وتحدث من طريق تسريح العمال بشكل قصري مع أن العامل راغب في العمل (مثل ظاهرة المعاش المبكر الإجباري) وقادر عليه وقابل لمستوى الأجر السائد. وقد تحدث البطالة الإجبارية عندما لا يجد الداخلون الجدد لسوق العمل فرصاً للتوظف، على الرغم من بحثهم الجدي عنه، وقدرتهم عليه، وقبولهم لمستوى الأجر السائد. وهذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح في مراحل الكساد الدوري في الدول الصناعية، أو في حالة خصخصة الشركات والمنشآت العامة في الاقتصاد القومي.
إن عرض أشكال البطالة ليس هدفاً نهائياً أو غاية في حد ذاته، بل تتوقف جدواه على ما يقدمه من وصف موضوعي واقعي لأشكال البطالة القائمة حتى يسهم ذلك في تشخيص دقيق لها، ومن ثم تحليل أعمق وأشمل لكل عناصرها وأبعادها، الأمر الذي يساعد في وضع تصور علمي لمواجهة الآثار المترتبة عليها والتخفيف من حدتها.
التشغيل الكامل
في عام 1941م، دعا برنامج في المملكة المتحدة عُرف باسم خطة بيفردج إلى سياسة التشغيل الكامل، وتعني أن تكون الوظائف متاحة لكل من يرغب في العمل. وبموجب هذه السياسة، عندما تفشل الأعمال التجارية والصناعية في توفير وظائف كافية، فإن الحكومة يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد الوظائف. وقد تبنت كثيرٌ من الدول الصناعية مثل هذه السياسة، لكنها وجدت سنداً ضعيفاً في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في الأقطار الأخرى التي تُفضِّل حكوماتها اقتصادات السوق الحر.
والواقع أن سياسات التشغيل الكامل تهدف إلى خفض معدلات البطالة إلى 3 أو 4% ، وبذلك تنحصر البطالة في شكلها الهيكلي أو قصير الأمد. ويجادل بعض الاقتصاديين في أنه من المحتم أن تكون معدلات البطالة أعلى من ذلك من أجل كبح التضخم أو ارتفاع الأسعار.
نماذج التأمين ضد البطالة
التأمين ضد البطالة وسيلة لدعم دخل العاطلين الذين يبحثون عن عمل. وفيه نجد العمال العاطلين يحصلون على مبالغ نقدية أسبوعية لفترة محددة في العادة. ومع ذلك، فإن لدى معظم الدول الصناعية مشروعات تأمين ضد البطالة.
بدأ أول مشروع للتأمين في مدينة بازل (بال) السويسرية عام 1789م. وفيما بعد، فإن عدداً من نقابات العمال في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تَبنَّت خططاً اختيارية للتأمين ضد البطالة. وقد ساعدت مثل هذه الخطط الأشخاص القادرين على العمل بالأجر ولكنهم، في أوقات معينة، قد لايجدون عملاً دون أن يكون ذلك نتيجة تقصير منهم.
وفي عام 1911م، أنشأت المملكة المتحدة أول نظام تأمين إجباري ضد البطالة. وبعد الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918م)، بدأ هذا النظام في المملكة المتحدة يدفع مختلف أنواع الإعانات للعمال العاطلين. وقد أطلق عليها عامة الإنجليز صدقة قليلة على سبيل السخرية. وهناك نحو 40دولة معظمها في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا لديها نماذج مشابهة.
إحصاءات البطالة
يختلف الاقتصاديون حول معنى معدل البطالة، أو الإحصاء الذي يوضّح نسبة الأشخاص العاطلين. فالبعض يرى أن المعدّل يُضخم المشكلة لأنه يشمل بعض الأشخاص الذين يريدون فقط عملاً غير متفرغ، كما يشمل أشخاصًا لايحاولون الحصول على وظيفة بشكل جاد. بينما يجادل البعض الآخر في أن المعدل يُقلِّل من حجم المشكلة لأنه لا يضع في الاعتبار العمال الذين أصابهم الإحباط، فلم يعودوا يبحثون عن عمل، أو العمال الذين قبلوا وظائف تقل عن مستوى مهاراتهم.
ويشير الاقتصاديون إلى أن الدول تستخدم طرقاً مختلفة لإحصاء العاطلين عن العمل. وإن إحصاءً أو رقماً واحداً لأي دولة لايكشف مقدار اختلاف البطالة بين المجموعات المختلفة من الناس. وعلى سبيل المثال، فإن معدل البطالة يميل إلى الارتفاع بين صغار السن أكثر منه بين الكبار. كذلك يواجه العمال غير المهرة بطالة أكثر من العمال المهرة ومن العاملين ذوي الياقات البيضاء (الموظفين). ويعاني البعض من البطالة بسبب العرق أو الدين أو اللغة أو الأصل القومي أو لأسباب أخرى.
البطالة على مستوى العالم
الإحصاءات العالمية للتشغيل والبطالة تُنْشَرُ بانتظام من قِبَل مكتب العمل الدولي التابع لمنظمة العمل الدولية (الجهاز التنفيذي الدائم للمنظمة). وتعمل بعض الدول على بقاء معدلات البطالة منخفضة. وقد وُجد أنه كان لدى السويد، مثلاً، نسبة بطالة تقل عن 2% في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، في حين كانت النسبة في اليابان عن تلك الفترة أقل من 3%. والواقع أن النقص في الأيدي العاملة في اليابان وفي سنغافورة التي تقل فيها نسبة البطالة عن 5% ، ساعد هذه الأقطار على الحدِّ من البطالة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تسبب الكساد الاقتصادي في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين في ارتفاع حاد في معدل البطالة وصل إلى 10,8% ، وهو أعلى معدل من نوعه منذ عام 1941م، وظل معدل البطالة في الولايات المتحدة نحو 5% في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.
والأقطار التي لديها معدلات بطالة تراوحت بين 5% و10% في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين تشمل كلاًّ من: أستراليا وكندا والفلبين وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة. أما ماليزيا، فلديها معدل بطالة 8%، لكنها تتمتع بقدر كبير من الرخاء .
ومن الدول التي كانت لديها معدلات بطالة أعلى من 10% في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، الهند وأيرلندا. وقد كان في أيرلندا معدل بطالة يزيد على 17%. ولهذا، قررت أعداد كبيرة من الناس أن تترك البلد وتبحث عن العمل في مكان آخر.
وفي أواخر الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، كان معدل البطالة في 24 دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في غربي أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة المحيط الهادئ حوالي 7%. وهذا هو نفس المستوى الذي عرفته هذه البلدان في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.
البطالة في مصر
بلغت نسبة البطالة في مصر في عام 2006 حسب إحصائات وكالة المخابرات المركزية %10.30 ونتجت عن البطالة الكثير من الكوارث الغبية في المجتمعات الذكية مثل زيادة نسب الجرائم. وزيادة الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية وإقبال عدد الشباب المصري على الانتحار للشعور باليأس بسبب البطالة، وعدم قدرتهم على إعالة أسرهم
وفي عام 2006 أعلن المركز المصري للحد من البطالة والدفاع عن حقوق الإنسان، عن تأسيس أول رابطة «للعاطلين» في مصر، في محاولة لتغيير حياتهم من خلال توفير فرص العمل لهم
ارتفعت نسبة البطالة في عصرنا الحاضر ارتفاع كبير.. فعدم توفر وظائف شاغرة أدى إلى انحراف الشباب عن الطريق الصحيح وذلك لوجود وقت فراغ كبير فالشباب يضيعه في غير فائدة وذلك لعدم توفر وظيفة له.
يتخرج الشاب من الكلية أو الجامعة ويبقى سنوات عديدة ينتظر الوظيفة وهذا مما يؤدي إلى ارتفاع البطالة.
البطالة في المغرب
- طالع أيضاً: البطالة في المغرب
تعتبر البطالة من أهم المشاكل التي يواجهها المغرب حيث تعرف ارتفاعا مستمراً، فقد بلغت في 2020 أكثر من 10.5 بالمئة من إجمالي القوى العاملة أي ما يقارب 1.292 مليون مغربي. نسبة البطالة في المغرب أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، بـ 17.8 بالمئة، فكل 6 عاطلين عن العمل من بين عشرة، لم يسبق لهم أن حصلوا على فرصة عمل، ويصل معدل البطالة لدى الشباب إلى 26.8 بالمئة، يرتقب أن يرتفع ذلك العدد إلى مستويات قياسية بسبب جائحة كورونا
البطالة المخفية
البطالة المخفية هي حالة لا يتم فيها حساب الأشخاص العاطلين عن العمل في إحصاءات البطالة الرسمية. ومن بين العمال المحتملين الذين يقعون في هذه الفئة، الأفراد الذين تخلوا عن البحث عن عمل، والذين تقاعدوا مبكرا وأولئك الذين لديهم وظائف موسمية أو بدوام جزئي. إن عدم إدراج البطالة المخفية في أرقام البطالة الإجمالية يجعل معدل البطالة أقل مما هو عليه فعلاً .
أو هي البطالة التي لا تحصى أو تشير إلى مجموعة الأشخاص الغير عاملين الذين لا يتم حسابهم في إحصاءات البطالة الرسمية لأسباب متنوعة. فقد لا تكون أرقام البطالة التي يصدرها مكتب إحصاءات العمل كل شهر دقيقًا كما يعتقد البعض. هذا لأنه بالإضافة إلى عدم احتساب أي شخص يقل عمره عن 16 عامًا، أو المتقاعدين، أو السجناء، أو الأزواج الذين يبقون في المنزل، فإن الأشخاص الذين يتخلون عن وظيفة يبحثون عن وظيفة يتم استبعادهم من إحصاءات البطالة أيضًا.
من تشملهم البطالة المخفية
البطالة المخفية تشمل الأشخاص المؤهلين أكثر من اللازم للوظائف المتاحة حاليًا وليسوا على استعداد للعمل بأجور منخفضة. أو أن قطاعاً معيناً قد يكون قليل التوظيف مما يجعل هذا الشخص يعمل في وظيفة خارج تخصصه . وهناك آخرون ممن يأخذون استراحة طويلة من العمل. ويحتاج الشخص إلى أن يكون باحثاً عن وظيفة في الأسابيع الأربعة الماضية ليُعتبر من العاطلين عن العمل حسب إحصاءات البطالة.
وهناك مجموعة أخرى لا تعتبر عاطلة عن العمل هي «العاملون بدوام جزئي». وهم الأشخاص الذين يعملون لأقل من 35 ساعة في الأسبوع لأسباب اقتصادية، ولكنهم يريدون العمل بدوام كامل.
على الرغم من أن أنواع العاملين المذكورة أعلاه لا يدخلون في حسابات معدلات البطالة الشهرية، إلا أن دوائر الإحصاءات العمالية والتوظيفية تقدم ما تسميه جدول «الإجراءات البديلة لاستغلال اليد العاملة» الذي يصاحب الأرقام الرسمية. هذه الطريقة لتتبع معدلات البطالة تستخدم أيضا من قبل كندا والمكسيك وأستراليا واليابان وجميع دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية.