يوهان جورج هامان
يوهان جورج هامان (بالألمانية: Johann Georg Hamann) (27 أغسطس 1730-21 يونيو 1788) كان فيلسوفًا ألمانيًا لوثريًا من كونيغسبرغ عُرف باسم «ساحر الشمال»، وكان أحد الشخصيات البارزة في الفلسفة ما بعد الكانتية. استخدم تلميذه يوهان جوتفريد هردر أعماله كمصدر مساند رئيسي لحركة العاصفة والاندفاع. ربطَ مؤرخ الأفكار أشعيا برلين اسم هامان بتيار التنوير المضاد. في حين وصفت الأبحاث الحديثة مثل أبحاث باحث اللاهوت أوسوولد باير بأنه «تنويريّ راديكاليّ» حيث عارض بشدة المناطقية الدوغمائية في أمور الفلسفة والإيمان. يعدّه باير مفكراً أكثر ميلاناً إلى تيار ما قبل الحداثة-ما بعد الحداثة أقل من أي يكون متبِّعاً للحركة الرومانسية كما حاول تلميذه هردر تقديمه. فيرى باير أن هامان عمِلَ على استخلاص النتائج المترتبة من اللاهوت اللوثري ليتحمَّل عبئها فترة التنوير المزدهرة ولا سيما في ردة فعل على ما طرحه كانط. عدَّهُ كل من الأديب الألمانيّ البارز غوته والفيلسوف الدنماركي الوجودي كيركغور أفضل مُفكّر في زمانه. قدّم هامان كانط، من كونيغسبرغ أيضًا، لكل من هيوم -لإيقاظه من سباته العقائدي- وروسو. تأثر هامان بهيوم، ولكنه استخدم آراءه في الدفاع عن المسيحية بدلًا من معارضتها. وكان له تأثير رئيسي على هيغل وياكوبي. اعتقد هامان أنه ينبغي استبدال نظرية المعرفة بفلسفة اللغة قبل فترة طويلة من الانعطاف اللغوي.
حياة مبكرة
وُلد هامان في 27 أغسطس 1730 في كونيغسبرغ (كالينينغراد، روسيا حاليًا). درس اللاهوت في البداية في جامعة كونيغسبرغ، ولكنه أصبح موظفًا في مجلس تجاري، وشغل بعد ذلك العديد من المناصب العامة الصغيرة، وكرس وقت فراغه لقراءة الفلسفة. كانت منشوراته الأولى عبارة عن دراسة في الاقتصاد السياسي حول نزاع على النبل والتجارة، واندرجت كل كتاباته تحت الاسم القلمي «ساحر الشمال». آمن هامان في التنوير حتى خوضه تجربة روحانية في لندن في عام 1758.
يعتبر معظم العلماء ترجمته لديفيد هيوم إلى الألمانية بأنها الترجمة التي قرأها صديق هامان، إيمانويل كانت من كونيغسبيرغ أيضًا، وأشار إليها على أنها مصدر إلهام للاستيقاظ من «السبات العقائدي». اجتمع كل من هامان وكانت على احترام متبادل، وذلك على الرغم من رفض هامان ذات مرة لدعوة من كانت للمشاركة في كتابة كتاب فيزيائي للأطفال. قدم هامان أيضًا كانت لعمل روسو.
موسيقى
كان هامان عازف ليوت تعلم العزف لدى تيموفي بيلوغرادسكي (تلميذ سيلفيوس ليوبولد فايس)، وهو فنان أوكراني موهوب عاش في وقت لاحق من حياته في كونيغسبرغ.
الإرث
كان هامان أحد القوى المتسارعة في التنوير المضاد. وكان أيضًا مرشدًا لهيردر وكان له تأثير كبير على غوته وياكوبي وهيغل وكيركغور وليسينغ ومندلسون. خصص عالم اللاهوت الروماني الكاثوليكي هانس أورس فون بالتازار فصلًا لهامان في مجلده «دراسات في الأنماط اللاهوتية: أنماط علمانية» (المجلد الثالث في النسخة المترجمة باللغة الإنجليزية لسلسلة عظمة الإله). يمكن العثور على آخر تأثير لهامان في أعمال اللاهوتيين أوزوالد باير (اللوثري)، وجون ميلبانك (الأنجليكي)، وديفيد بنتلي هارت (الأرثوذكسي)، وأخيرًا في أعمال تشارلز تايلور المهمة «لغة الحيوان: الشكل الكامل للقدرات اللغوية البشرية» (تيلور، 2016). يُمنح هامان الفضل، إلى جانب فيلهيلم فون همبولت وهيردر، لإلهام منهج تيلور «هامان-هردر-همبولت» لفلسفة اللغة، وذلك مع التأكيد على القوة الإبداعية والخصوصية الثقافية للغة.
تتعارض الدراسات الحديثة، مثل تلك التي قدمها باير، مع التفسير المعتاد من قبل أشخاص مثل مؤرخ الأفكار أشعيا برلين، وتصف هامان بأنه «تنويري متعصب» يعارض العقلانية العقائدية بشدة في مسائل الفلسفة والإيمان.[١] يرى باير نفسه أقل تأثرًا بالرومانسية الأم من تلك التي قدمها هيردر، ومفكرًا أكثر تأثرًا بفترتي ما قبل الحداثة وما بعد الحداثة جلب عواقب اللاهوت اللوثري للتأثير على التنوير المزدهر ورد فعل على كانط بشكل خاص.
عبد الرحمن بدوي
مفكر بروتستنتي مناهض لنزعة التنوير في المانيا.
ولد في كينجسبرج في ١٧٣٠/٨/٢٧، وتوفي في مونسترفي ١٧٨٨/٦/٢١
تعلم في كينجسبرج الفلسفة واللاهوت والقانون . وفي سنة ١٧٥٢ صار ناظر أملاك في بلاط البلطيق . وفي سنة ١٧٥٥ اشتغل بالتجارة. وعانى وهو في لندن أزمة روحية سنة ١٧٥٨ . وفي ظروف مجهولة وبعد قيامه باعمال متعددة صار نساخاً في غرفة الحرب والدومين في سنة ١٧٦٣ . وفي سنة ١٧٦٤ اشتغل محرر١ في جريدة كينجسبرج . وبتوسط من امانويل كنت عين سكرتيراً في Akzise- Regie وفي سنة ١٧٧٧ صار مديراً لمخازن الجمرك . وقبيل وفاته ارتحل إلى رالأميرة جلتسن F. H. Jacobi قليم مونستر ضبفاً عل ياكوبي Gallitzen . وكان صديقا لكنت ، وهردر، ولافاتر.
تمتاز كتاباته بالغموض الشديد والصعوبة في الفهم ، ما جعل الناس يلقبوزه بلقب : ل مجوسي الشمال» ( ٠ حكيم الشمال») . ومعظم كتاباته قطع موجزة كتبها بمناسبات . منها تأملات في أزمات مالية وروحية عاناها في رحلة له إلى لندن في سنة ١٧٥٨-بعنوان : « تأملات في الكتاب المقدس» ( سنة ١٧٥٨ )، ا أفكار في مجرى حياتي، ( سنة ١٧٥٨ - سنة ١٧٥٩ )، ل شذرات , Brocken ( سنة ١٧٥٨ )، ٠ ذكريات سقراطية ٠ ( سنة ١٧٥٩ ) وهذا الكتاب الأخير هو أول هجوم علني قام به ضد روح عصره ، وفيه يعقد مقارنة بين سقراط والمسيح . وكان هامان يعتقد في نفسه أنه المواصل لعمل مارتن لوتر،لكن بينما كانت المشكلة المتي راجهها لرتر هي العلاقة بين الايمان وبين القانون أو النظام الكنسي والديني الذي استقرآنذاك ، كانت المشكلة التيواجههاهامان هي مشكلة العلاقة بين الايمان وبين الفلسفة ، بين المسيحية وبين الفلسفة.
ومثل سقراط ، رأى هامان أن المشكلة الأساسية هي مشكلة الانسان . ويثبه معرفة الانسان لفسه , بالنزول إلى دركات الجحيم».
وعلى الرغم من صداقاته مع أبرز رجال حركة التنوير في المانيا، كان يعتقد أن الصداقة تثبه جبل اتنا: •نار في الجوف، لكن ثلج على الرأس،-عل حد تعبيره - لقد كان خصاً عنيفاً لنزعة التنوير :
١ - فقد أخذ على موزس مندلز زون تأسيسه الفلسفة على حقائق عقلية محضة ؛
٢ - وأخذ على كنت قوله بالعقل « المحض »؛
٣ - وأخذ على المؤن دعوتهم إلى ادين طبيعي ا؛
٤ — وأخذ على هردر وغيره فصلهم قدرات الانسان اللغوية ؛
5 - واخذ على لسنج فصله معرفة الله عن أصلها في الوحي •
وقد استخدم في اعتراضه على نزعة التنوير تشبيهين جنسيين فقال إن الزعة العقلية في التنوير محاولة لتجريد الحقيقة من ثيابه ، أو محاولة لتطليق ما جمعته الطبيعة معاً ، وذلك لأن هذه الزعة دعت إلى اطراح المنقول والتاريخ . لكن الحقيقة ، في نظر هامان ، إنما تتجلى على الوجه الصحيح «متجسدة»، وبالتالي متحققة في وحدة العقل والايمان والتجربة الحسية ٠
وكان هامان يشك في قيمة التجريد العقلي ، ويرى في اللغة وسيلة من شأنها أن تحدث التشويش في العقل ، وفي الوقت نفسه وسيلة للتعبير عما في العقل ، وعلى حد تعبيره الجنسي : اللغة ا مغررة » و ا قوادة » فيآن واحد .
لقد كان هامان يمجد اللامعقول ، وكان يقول إن : •طاعة العقل السليم هي موعظة تدعو إلى العصيان العلني» ٠ ومن هنا كان يقول بالوجدان Intuition بوصفه العضو الحقيقي القادر على المعرفة عند الانسان .
وكان يعبر عن أفكاره بصور وتشبيهات وأمثال على نحو ما كانت تفعل الانسانية في عصورها الأسطورية .
والوحدة بين الجسم والنفس والروح والحساسية تتجل قبل كلشيء في اللغة: إن الكلام الانساني ليس إلا انعكاسا للكلام الإلهخي الذي هو في الوقت نفسه خلق ، والشعر هو اللغة الأولى للجنس البشري . ومن هنا هاجم فلسفة اللغة عند هردر .
ويتجل تأثيرهامان في حركة ا إلعاصفة والاندفاع ا، وفي كيركجور ، وفي شلنج واشليرماخر .كما انه لقي بعثاً بعد الحرب العالمية الأولى في الأوساط الوجودية ، وفي أنصار Tiefpsychologie علم نفس الأعماق.
نشرة مؤلفاته
نشرة مؤلفاته قام ب يوسف نادلر JosephNadler في ٦ مجلداتفيفيناتحتعنوان:ع]ع٧ سنة ١٩٤٩-١٩٥٧ ،