هنري سيدجويك

هنري سيدجويك (بالإنجليزية: Henry Sidgwick)‏‏‏ (31 أيار 1838 - 28 آب 1900) كان فيلسوف نفعي وخبير اقتصادي إنجليزي. شغل مرتبة استاذ نايتسبريدج (Knightsbridge) في الفلسفة الأخلاقية منذ عام 1883 وحتى وفاته، وهو معروف في مجال الفلسفة من خلال أطروحته النفعية (أساليب الأخلاق). كان أحد مؤسسي وأول رئيس لجمعية البحوث النفسية وعضو في جمعية الميتافيزيقيا ودعم التعليم العالي للمرأة. كان لعمله في الاقتصاد تأثيرًا دائمًا أيضًا. أسس كلية نيونهام في عام 1875، وهي كلية تأسّست للنساء فقط في جامعة كامبردج. كانت الكلية الثانية في كامبردج التي تقبل النساء بعد كلية جيرتون. كان المؤسس المشارك للكلية ميليسينت جاريت فاوسيت. انضم إلى الجمعية السرية للمثقفين المسماة رهبان كامبريدج في عام 1856.

السيرة الذاتية

وُلد في سكيبتون في يوركشاير، حيث كان والده يدعى القس سيدجويك (توفي عام 1841)، كان والده مديرًا لمدرسة القواعد النحوية المحلية ومدرسة إرميستيد النحوية. كانت والدته ماري سيدجويك (1807-1879).

تلقى هنري نفسه التعليم في مدرسة روجبي (حيث كان ابن خالته إدوارد وايت بنسون استاذًا هناك والذي أصبح فيما بعد عديله، وأصبح لاحقًا رئيس أساقفة كانتربري)، ودرس بعد ذلك في كلية الثالوث في جامعة كامبريدج. وأثناء دراسته في كلية الثالوث أصبح سيدجويك عضوًا في جمعية رهبان كامبريدج للمثقفين.

في عام 1859 كان كبير الطلاب الكلاسيكيين وحاصل على الميدالية الثالثة والثلاثين ووسام المستشارة. في العام نفسه، تم انتخابه لعضوية كلية الثالوث، وبعد ذلك بقليل أصبح محاضرًا في الكلاسيكيات هناك، وهو منصب شغله لمدة عشر سنوات. أصبح مكان سيدجويك في جامعة كامبريدج موطنًا لعديد من كليات الفنون والعلوم الإنسانية بالجامعة. والذي سمّي تيمنًا به.

في عام 1869، غير محاضراته من الكلاسيكية لمحاضرات في الفلسفة الأخلاقية، وهو الموضوع الذي كان يشغل انتباهه آنذاك. وقرر في العام ذاته أنه لم يعد يستطيع أن يكون عضوًا في كنيسة انجلترا، لذلك استقال من منصبه هناك. احتفظ بمنصبه كمحاضر وانتُخب في عام 1881 زميلًا فخريًا. نشر في عام 1874 كتاب أساليب الأخلاق (كانت الطبعة السادسة عام 1901 والتي تحتوي على التعديلات المكتوبة قبل وفاته)، وكان الكتاب بالإجماع عملًا هاما بنى له سمعة كبيرة خارج الجامعة. حيث وصفه جون رولس بأنه: (أول عمل أكاديمي حقيقي في النظرية الأخلاقية، حضاري في الأسلوب والروح).

في عام 1875 تم تعيينه محاضرًا في الفلسفة الأخلاقية والسياسية في كلية الثالوث، وفي عام 1883 تم انتخابه لمنصب أستاذ نايتسبريدج في الفلسفة. وفي عام 1885 تمت إزالة الاختبار الديني، وانتخبته كليته مرة أخرى لعضوية المؤسسة. بالإضافة إلى محاضراته وأعماله الأدبية، شارك سيدجويك بنشاط في أعمال الجامعة وفي العديد من أشكال العمل الاجتماعي والخيري. كان عضوًا في المجلس العام للدراسات منذ تأسيسه عام 1882 وحتى عام 1899، كما كان عضوًا في مجلس شيوخ جمعية الخدمة المدنية الهندية ونقابة الامتحانات والمحاضرات المحلية ورئيس المجلس الخاص للعلوم الأخلاقية.

تزوج من إليانور ميلدريد بلفور، والتي كان عضوًا في جمعية تغذية السيدات في كامبريدج مع 11 عضوًا آخر، وكان أخت آرثر بلفور. سعت سيرة سيدجويك الذاتية في عام 2004 والتي كتبها بارت شولتز إلى إثبات أن سيدجويك كان مثلي الجنس طيلة حياته، ولكن من غير المعروف ما إذا كان قد مارس الجنس وفق ميوله في أي وقت مضى. وفقًا لكاتب السيرة الذاتية فقد كافح سيدجويك بداخله طوال حياته ضد قضايا النفاق والتحرر في ممارسة رغباته الخاصة الممنوعة والمحرمة آنذاك. كان سيدجويك أحد مؤسسي وأول رئيس لجمعية البحوث النفسية، وكان عضوًا في جمعية الميتافيزيقيا. كما تولى مهمة دعم التعليم العالي للمرأة. ساعد في اقامة الامتحانات المحلية العليا للنساء، وساعد في المحاضرات التي عقدت في كامبريدج في إطار التحضير لها. وبناء على اقتراحه وبمساعدته فتحت (آن كلو) منزلًا لإقامة الطلاب، والذي تطور بعد ذلك إلى كلية نيونهام في كامبريدج. في عام 1880 عندما تم إضافة القاعة الشمالية، سكن سيدجويك والذي تزوج في عام 1876 من اليانور ميلدريد بلفور (شقيقة أرثر جيمس بلفور) هناك لمدة عامين. أصبحت زوجته مديرة الكلية بعد وفاة كلوف في عام 1892، وعاشوا هناك لبقية حياته. اهتم سيدجويك خلال هذه الفترة كلها أكثر الاهتمام برفاهية الكلية. أمّا في السياسة فكان ليبراليًا، وأصبح عضوًا في الاتحاد الليبرالي في عام 1886 (وهو الحزب الذي اندمج في وقت لاحق مع حزب المحافظين). في وقت مبكر من عام 1900 اضطر بسبب اعتلال صحته إلى الاستقالة من منصبه، وتوفي بعد بضعة أشهر. توفي سيدجويك وهو يؤمن بالمذهب اللاأدري ودفن في باحة كنيسة القديسين في إسكس مع زوجة.

الآراء

كان سيدجويك معلمًا مشهورًا. تعامل تلاميذه كزملاء له. كان مهتمًا بشدة بالظواهر النفسية، لكن اهتماماته كانت مكرّسة على الدراسة الدينية والفلسفية. نشأ في كنيسة انجلترا، وابتعد عن المسيحية الأرثوذكسية، وبحلول عام 1862 وصف نفسه بأنه مؤمن مستقل عن الدين الحالي. قد وجد نفسه لبقية حياته غير قادرًا على العودة إلى المسيحية كدين. على الرغم من أنه اعتبرها حسب وصفه (لا غنى عنها ولا يمكن استبدالها) بالنظر إليها من وجهة نظر اجتماعية فقط. في الاقتصاد السياسي كان يتبع نهجًا نفعيًا على غرار جون ستيوارت مل وجيرمي بنثام. تميزت أعمال سيدجويك بالتحقيق الدقيق في المبادئ الأولية، كما هو الحال في تمييزه بين التفكير الإيجابي والمعياري، والتحليل النقدي ولكن لم يكن دائمًا نقدًا بنّاءً. وكان تأثيره كبيرًا لدرجة أنه على سبيل المثال كان ألفريد مارشال مؤسس كلية كامبردج للاقتصاد يصفه بأنه (أمه وأبوه الروحيين). وفي الفلسفة كرّس نفسه للأخلاق، وخاصة لفحص مبادئ بديهية للسلوك والأخلاقيات المنطقية، والتي درسها بعمق ودقة كبيرة كعمل رئيسي له في كتاب أساليب الأخلاق عام 1874. تبنى سيدجويك موقفًا يمكن وصفه بأنه مذهب أخلاقي، والذي بموجبه يكون معيار الصلاح في أي عمل معين هو أنه ينتج أكبر قدر ممكن من المتعة الشخصية. ومع ذلك فإن مذهب المتعة لا يقتصر على الذات الشخصية فقط (الأنانية)، ولكنه يهتم بمراعاة متعة الآخرين، ومن ثم فإنه يتميز أكثر بالعالمية (نسخة معدلة من النفعية). وكما يرى سيدجويك، فإن أحد القضايا الأساسية في الأخلاق هي ما إذا كانت المصلحة الذاتية والواجب يتطابقان دائمًا. يقول سيدجويك أنهما يتطابقان إلى حد كبير ولكن لا يمكن إثبات أنهما لا يتعارضان أبدًا، باستثناء عن طريق المطالبة بنظام عقاب ومكافئة إلهي، يعتقد سيدجويك أن ذلك لا يلائم عمل أخلاقي فلسفي. النتيجة هي أن هناك (ازدواجية في المنطق العملي).[١]

المؤلفات

  • أخلاقيات الانسجام والاشتراك، عام 1870.
  • طرق الأخلاق. في لندن عام 1874، الطبعة السابعة عام 1907.
  • نظرية التطور في تطبيقها العملي، نشرت في مجلة العقل المجلد الأول العدد الأول في كانون الثاني عام 1876.
  • مبادئ الاقتصاد السياسي. لندن عام 1883، الطبعة الثالثة عام 1901.
  • نطاق وطريقة العلوم الاقتصادية. عام 1885.
  • العناوين الأساسية لتاريخ الأخلاق للقراء الإنجليز، عام 1886، الطبعة الخامسة عام 1902 (تم توسيع الكتاب من خلال مقالته أخلاقيات التي نُشرت في موسوعة بريتانيكا).
  • عناصر السياسة. في لندن عام 1891، الطبعة الرابعة عام 1919.
  • فلسفة الحس المشترك، نشرت في مجلة العقل السلسلة الجديدة، المجلد الرابع، العدد 14، عام 1895.
  • الاقتصاد والعلوم الاقتصادية، قاموس بالجرافيا للاقتصاد السياسي، عام 1896.
  • الأخلاق العملية. في لندن عام 1898، الطبعة الثانية عام 1909.
  • الفلسفة: نطاقها وعلاقاتها. لندن عام 1902.
  • محاضرات حول أخلاقيات جرين والسيد هيربيرت سبينسر ومارتينو، عام 1902.
  • تطور الحكم الأوروبي. عام 1903، الطبعة الثالثة عام 1920.
  • مقالات متنوعة وعناوين. عام 1904.
  • محاضرات عن فلسفة كانت (Kant) ومحاضرات ومقالات فلسفية الأخرى. عام 1905.

انظر أيضا

عبد الرحمن بدوي

اخلاقي انكليزي ولد في سنة ١٨٣٨ في اسكبتون Skipton وتعلم في رجبي Rugby وكلية الثالوث في جامعة كمبردج، وانتخب زميلاً في هذه الكلية من سنة ١٨٥٩ الى سنة ١٨٦٩ ، ثم صار استاذاً للفلسفة الخلقبة في نفس الكلية من سنة ١٨٧٥ حتى سنة ١٨٨٣ ، ثم صار Knightbridge Professor وتوفي في سنة ١٩٠٠

وشهرته تقوم اساساً على كتاه « مناهج الأخلاق، Ethics ا0 Methods الذي ظهر سنة ١٨٧٤. ومن كتبه الأخرى نذكر :

,٤0[ English Readers Ethics the History 0٤ Outlines 0٤ -

.1886

.1883 ,Principles of Political Economy -

الرمدية، القدم

.1898 ,Practica! Ethics -

-Green, SpencerandMarti Ethics 0٤ ا1 Lectures on -1902 ,لا122 نشر بعدموته.

يقول سدجوك عن نفسه ( في مقدمة الطبعة السادسة من « مناهج الاخلاق» ، التي نشرت بعد وفاته في سنة ١٩٠١): « أول مذهب اخلاقي اعتنقته هو مذهب المنفعة عند مل » ( « مناهج الأخلاق»ط ٦ ص ٧ ) ، لكنه ما لبث ان تبين التعارض بين المذهب التفسي للسعادة، والمذهب الأخلاقي للسعادة : ذ الأول يقوم على دعوى ان كل انسان ينشد لذته الخاصة ، بينما الثافي يقرر أن على كل نسان أن ينشد السعادة العامة ، سعادة مجموع الناس . فارق هائل بين ما هو كائن ، وبين ما يجب ان يكون ، ولهذا لا يمكن أن نستنتج ما يجب ن يكون مما هوكائن ، وهو الخطأ الذي وقع فيه المذهب النفسافي للسعادة. فكون كل انسان ينشد في الواقع سعادته الخاصة لا يمكن أن يستنتج منه أن على كل انسان أن ينشد سعإهة الجميع . فاذا كنا نريد أن نجعل من الايثار قاعدة ، فلا بد أن نبحث عن ذلك في غيرعلم النفس .

وتأدى سدجوك من هذا الى هذه لنتيجة وهي أن القاعدة الفلسفية للأخلاق انما تنشد في عيان بعض المبادىء الأخلاقية . فانصرف عن مذهب المنفعة عند بنثام وجون استورت مل الى مذهب العيان الأخلاقي intuitionism

لكن تبين له بعد ذلك ان المبادىء الأخلاقية عند الادراك العام common sense تتضمن دائماً مذهب المنفعة . فعاد من جديد الى مذهب المنفعة ، لكن مع تحوير عياني . يقول : هنالك عدت من جديد الى مذهب المنفعة ، لكن على أساس عياني ( الكتاب نفسه ص لل.وانتهى الى توكيد المباد ىء الأخلاقية التالية :

١ - يجب علينا أن نفضل خيراً اكبر في المستقبل ، على خيرأقل في الحاضر. وهذا هومبدأ الفطنة Prudence .

٢ - بوصفنا كائنات عاقلة، ينبغي علينا أن نعامل الآخرين بما نحب ان يعاملنا به الآخرون ، إلآ اذا كان هناك فارق « يمكن أن يعد اساساً معقولاً للتفريق في المعاملة، . وهذا هو مبدأ العدالة .

٣ - لما كان من البين بنفسه أنه من وجهة نظرالعالم،خير أي فرد ليس اهم من خير أي فردآخر، يجب علي ان أسعى الى

الخير العام بالقدر الذي أستطيع تحقيق ذلك بمجهودي . ومن هذا ينتج المبدأ التالي ، وهو مبدأ الأحسان ، ويقول : « كل انسان ملزم بان ينظر الى خير أي فرد آخر كما ينظر الى خيره هر ، إلآ في الأحوال التي يحكم فيها بأن تحصبلخيرالغيراعسر أومجهول، .

وهكذا يحاول سدجوك في هذه المبادىء الجمع بين نشدان السعادة الشخصية ، وتحقيق السعادة العامة بشروط معينة ، على اساس أن خير الفرد عنصر في خير المجموع ، وخير المجموع يسهم في خير الفرد .

ويستعرض سدجوك في كتابه «مناهج الأخلاق» المناهج أو الطرق التي سلكها الأخلاقيون في العصر الحديث ، وهي في نظره ثلاثة : الأنانية، العيانية، والمنفعة.

وهويأخذ على مذهب الأنانية أنه لا يستطيع وضع معيار للتمييز بين اللذات .

ويأخذ على مذهب العيانية انه شكلي صوري ، لا يستطيع تحديد مضمون للواجبات الأخلاقية التي يدعر إلى أدائه.

ويأخذ على مذهب المنفعة أنه وان أقر بمبدأي العدالة ( النزاهة ) والاحسان ، فإنه يصعب عليه التوفيق بين الأنانية والمنفعة .

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Brower2001