نفعية
النفعية أو مذهب المنفعة (بالإنجليزية: Utilitarianism) هي نظرية ومدرسة أخلاقية غربية تربط بين صحة السلوك ونتائجه وتقول أن القيمة الأخلاقية للفعل يتحدد بمقدار إسهامه في النفع utility العام. بسبب هذا فهي شكل من أشكال العواقبية consequentialism، التي تعني ان الفعل يقيم بحسب ما ينتج عنه. النفع - محاولة زياة ما هو جيد - يعرف من قبل عدة مفكرين على انه السعادة أو البهجة pleasure مقابل المعاناة والألم، مع ان النفعيين التفضيليين مثل بيتر سيتغر يعرف النفع على انه إرضاء تفضيلات الإنسان. تميل النفعية لاعتبار اهتمامات أي كيان قادر على الشعور بالبهجة أو الألم.
طور هذه النظرية الفلاسفة البريطانيون جيرمي بينثام، وجيمس ميل، وجون ستيوارت ميل، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
يعتقد مؤيدو هذا المذهب بأن الفعل يكون أخلاقيًا، إذا قاد إلى تحقيق نتائج أحسن. ويتناقض هذا الاعتقاد مع المبادئ الإسلامية التي تقول بأن السلوك الأخلاقي يتبع مبادئ معينة، حتى وإن أدى إلى نتائج غير مرضية على المستوى الشخصي. أراد مؤيدو مذهب المنفعة، أن يستبدلوا بالتعصب الشديد للمبادئ، مبادئ أكثر مرونة، تسمح للناس باتباع أي سلوك يؤدي إلى أفضل النتائج.
يختلف بعض مؤيدي المذهب، في إيمانهم بالوسائل، التي قد تحقق نتائج مرضية، أم غير مرضية. ويعتقد بينثام، بأن السرور والسعادة هما الأفضل بذاتهما، بينما الألم والشقاء هما قاعدة الشر. وأن السلوك الصحيح، هو الذي يؤدي لأكبر قدر من السعادة، لأكبر عدد من الناس. ويرى مؤيدون آخرون، أن هناك أشياء أخرى جميلة بجانب السرور، وهي المعرفة، والحب، والحرية.
حاول بينثام، إيجاد طريقة لقياس قيمة السلوك. وحاول تطبيق نظريته في السياسة، مطالبًا الحكومات بأن تعمل لرفاهية شعوبها. وتُعد نظـرية بينثام، شكلاً أوليًا من طريقة تحليل الربح والتكلفة، التي تُستخدم الآن بكثرة في السياسة والاقتصاد.
خلفية تاريخية
مذهب المنفعة هو
وغالباً ما يبرر أصحاب المذهب النفعى كلا من نظرياتهم الأخلاقية ودعواتهم لسياسة الحرية الاقتصادية بالاستعانة بنظرية أولية للتبادل الرشيد (العقلانى) فى المجتمع، وهى التى ترجع على الأقل إلى كتابات توماس هوبز، التى تعرف أحيانا بالمذهب الأنانى. وهى تؤكد أن الفعل الفردى هو دائما نتاج التطلع أو السعى (بطريق أنانى مستتر أو بمرجعية ذاتية) إلى تحقيق السعادة وتجنب الألم. وتضم قائمة أصحاب المذهب النفعى المتاخرين كلا من هربرت سبنسر وجون ستيوارت ميل نفسه، والذى كان والده جيمس ميل ممثلا رائدا للمدرسة النفعية فى أوج ازدهارها. وقد كافح جون ستيوارت ميل من أجل أن يزيل جوانب الغموض والأخطاء التى أدت إليها النظرية الاجتماعية والأخلاقية، و لأنه كتب فى قضايا متهجية وموضوعية، فإنه يعتبر أحيانا من أواتل علماء الاجتماع. وعلى أية حال فإن معظم المؤسسين المعروفين لعلم الاجتماع قد انتقدوا التراث التحررى فى الاقتصاد السياسى الذى ظهرت فى إطاره النزعة النفعية، و أتيحت لها الفرصة كى تتطور. ونتيجة لذلك فإن لقب "نفعى" يستخدم غالبا بدون تدقيق (وعلى سبيل المثال عند تالكوت بارسونز فى مؤلفه بعنوان بناء الفعل الاجتماعى) ليشمل كل التراث النظرى والمنهجى ذى المطابع الاقتصادى فى العلوم الاجتماعية.