جيرمي بنثام
جيرمي بنثام (بالإنجليزية: Jeremy Bentham) (15 فبراير 1748 - 6 يونيو 1832) هو عالم قانون وفيلسوف أخلاق ومشرع إنجليزي، ومصلح قانوني واجتماعي، ومؤسس المذهب الفلسفي المعروف بمذهب المنفعة في الأخلاق والقانون. وكان يرى أنه يجب تقويم الأفكار والمؤسسات والأعمال على أساس مدى منفعتها وفائدتها. وكان المنظر الرائد في فلسفة القانون الأنجلو-أمريكي. ويشتهر بدعواته إلى النفعية و حقوق الحيوان، وفكرة سجن بانوبتيكون.
تعود شهرته إلى كتاباته فى ميدان الفلسفة القانونية وبرامجه للإصلاح الاجتماعى (وبخاصة الإصلاح العقابى). ولقدكان بنتام أحد رواد علم الإجرام الذين حاولوا أن يجعلوا النظام القانونى نظاما أكثر رشداً، وصمم السجن المفتوح -وهو تصميم تنظيمى ومعمارى للسجون ييسر أقصى قدرمن المراقبة والسيطرة على النزلاء.
وحدّد بينثام المنفعة بأنها القدرة على تحقيق السعادة. وكرَّس حياته لتحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة في المجتمع وللمجتمع. كما كان ينظر إلى السعادة والخير من منظور المتعة، حيث كان يؤمن بمايلي: 1 - يمكن قياس المتعة بدقة. 2 - يهتم الأفراد فقط بزيادة متعتهم الخاصة وتقليل آلامهم. 3 - يجب على كل فرد أن يفعل دائمًا ما يحقق أكبر قدر من الخير لأكبر عدد من البشر. وقد وضع بينثام عددًا من المبادئ لقياس المتعة. كما حاول تحيّن الفـرص لاستصـدار قوانين، وتنظـيم مؤسسات، تضع المصلحة العامة فوق المصلحـة الشخصية. وقد حققت انتقاداته بعض الإصلاحات المطلوبة. ففي بريطانيا، مثلاً، تم إصلاح نظام المحاكم القضائية لأنها لم تكن تعمل على نشر المصلحة العامة.
كما شملت مواقفه الحجج المؤيدة للفرد، و الحرية الاقتصادية، الفائدة، و الفصل بين الكنيسة والدولة، حرية التعبير، والمساواة في الحقوق للمرأة، الحق في الطلاق، وعدم تجريم أفعال المثلية الجنسية. كما طالب بإلغاء الرق وعقوبة الإعدام وإلغاء العقوبات البدنية، بما في ذلك للأطفال.
يُعرّف بنثام بأنه «البديهية الأساسية» لفلسفته المُتمحورة حول المبدأ الذي ينصّ على «أن السعادة المطلقة لأكبر عدد من الأشخاص هي مقياس الصواب والخطأ»." أصبح بنثام واضع نظريات رائدًا في الفلسفة القانونية الأنجلوأمريكية، والراديكالي السياسي الذي أثرت أفكاره في تطور النزعة الاتكالية. وقد دافع عن الحريات الفردية والاقتصادية وفصل الكنيسة عن الدولة وحرية التعبير والمساواة في حقوق المرأة والحق في الطلاق و(في مقال غير منشور) والتخفيض من تجريم الأفعال الجنسية المثلية. دعا إلى إلغاء العبودية وعقوبة الإعدام والعقوبة الجسدية، بما في ذلك عقوبة الأطفال. وأصبح معروفًا أيضًا بأنه من أوائل الدعاة لحقوق الحيوان. على الرغم من تأييده الشديد لتوسيع نطاق الحقوق القانونية الفردية، فقد عارض فكرة القانون الطبيعي والحقوق الطبيعية (يعتبر كلاهما "مقدسين" أو "وهبهما الله" في الأصل)، واصفًا إياهما «بالهراء على الركائز». يُعتبر بنثام أيضًا ناقدًا حادًا للخيال القانوني.
كان من بين طلاب بنثام سكرتيره ومعاونه جيمس ميل وابنه وجون ستيوارت ميل والفيلسوف القانوني جون أوستن بالإضافة إلى روبرت أوين، أحد مؤسسي الاشتراكية الفاضلة. وقد «كان له تأثير كبير على إصلاح السجون والمدارس وقوانين الفقراء ومحاكم القانون والبرلمان بحدّ ذاته».
عند وفاته في عام 1832، ترك بنثام إرشادات لتشريح جسده لأول مرة، ثم الحفاظ عليه بشكل دائم باعتباره «أيقونة آلية» (أو مُجسّمًا ذاتيًا)، والتي ستكون تذكارًا له. تمّ ذلك، وأصبحت الأيقونة الآلية معروضة الآن في كلية لندن الجامعية (UCL). بسبب مناقشاته لصالح إتاحة التعليم للجميع، وُصف بأنه «المؤسس الروحي» لجامعة لندن. ومع ذلك، لعب دورًا محدودًا في تأسيسها.
شملت مؤلفات بينثام كتاب شظايا الحكومة (1776م)؛ مقدمة في المبادئ والأخلاقيات والتشريع (1789م).
السيرة
بدايات
ولد بنثام في 15 فبراير 1748 في هاوندسدتش، لندن، لعائلة ثرية دعمت حزب المحافظين، وكان أبوه مدعياً عاماً attorney. وبحسب ما ورد كان مبكر النضوج طفلاً معجزة: وُجد كطفل صغير يجلس على مكتب والده يقرأ تاريخ إنجلترا متعدد الأجزاء، وبدأ في تعلم اللغة اللاتينية وهو في الثالثة من عمره. لقد تعلم العزف على الكمان، وفي سن السابعة كان بينثام يعزف السوناتات بواسطة هاندل أثناء حفلات العشاء. .
التحق بمدرسة وستمنستر. في عام 1760، عندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا، أرسله والده إلى كلية كوينز، بجامعة أكسفورد، حيث أكمل درجة البكالوريوس في عام 1763، وقد أراد له أبوه أن يحصل على إجازة في القانون ليصبح محامياً، فدرس القانون ابتداءً من سنة 1763 في Lincoln's Inn بلندن، وحصل على درجة الماجستير في عام 1766.
تدرب كمحام، لكنه اثر الجانب النظري من القانون، فلم يمارس مهنة المحاماة مطلقًا، غير أنه تم استدعاؤه إلى نقابة المحامين في عام 1769. أصبح محبطًا بشدة من تعقيد القانون الإنجليزي، والذي أطلق عليه اسم شيطان الشيكان. عندما نشرت المستعمرات الأمريكية إعلان استقلالها في يوليو 1776 ، لم تصدر الحكومة البريطانية أي رد رسمي، ولكنها بدلاً من ذلك كلفت سراً المحامي والكاتب اللندني جون ليند بنشر تفنيد. تم توزيع كتابه المكون من 130 صفحة في المستعمرات واحتوى على مقال بعنوان "مراجعة قصيرة للإعلان" كتبه بنثام، صديق ليند، والذي هاجم الفلسفة السياسية للأمريكيين وسخروا منها.
اهتمامه بإصلاح القانون
انكب بنثام على فقه القانون، خصوصاً القانون الجنائي، وعلى دراسة النظم السياسية، وكان يسائل نفسه: ما الغرض من وضع هذا القانون أو ذاك؟ وما الهدف من هذا النظام القانوني أو السياسي أو ذاك؟ وهل هذا الهدف مرغوب فيه؟ فإن كان الجواب بالايجاب، فهل القانون المسنون والنظام الموضوع حالياً يكفلان تحقيق هذا الغرض؟ وبالجملة، ما المنفعة التي يحققها هذا القانون أو ذلك النظام؟
لكن ما الضابط لهذه المنفعة المرجوة؟ بحث بنثام عنه فوجده: تحقيق أكبر سعادة لأكبر قدر من الناس ويصرح بنثام بأن مبدأ المنفعة هذا قد خطر بباله و هو يقرأ كتاب «بحث في الحكم» (ظهر سنة 1768) تأليف جوزف بريستلي Priestley .ل (1733- 1804) الذي رأى أن المعيار الذي ينبغي وفقاً له أن يحكم على كل أمور الدولة هو سعادة غالبية أفراد هذه الدولة. ومن ناحية أخرى كان فرانكس هتشسون (1694- 1746) Franks Hutcheson قرر أن الفعل يكون أفضل أخلاقياً كلما حقق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس. كذلك تحدث بكاريا (١٧٣٨- ١٧٩٤) Beccaria عن توزيع أكبر قدر من السعادة لاكبر عدد من الناس، وذلك في كتابه بعنوان «في الجرائم والعقوبات» (1764). وكل هذا يدل على أن بنثام قد سبقه عدة مفكرين في القرن الثامن عشر قالوا بمبدأ المنفعة وبنفس الصيغة التي صاغه بها جرمي بنثام. إن بنثام إذن لم يكن أول من اكتشف مبدأ المنفعة ولا مذهب المنفعة، بل ربما كان آخر من فعل ذلك: ومن الخطأ الفاحش - الشائع مع هذا! - أن يقال أنه مؤسس مذهب المنفعة.
وعلى كل حال، فإن بنثام باسم مبدأ لمنفعة هذا، حاول إصلاح نظام الحكم في إنجلترا إصلاحاً جذرياً، فدعا إلى تقرير حق التصويت العام لكل أفراد الشعب الانجليزي لاختيار ممثليهم في مجلس العموم، ودعا إلي إلغاء مجلس اللوردات، لأنه يتنافى مع الديمقراطية وحكم العقل الذي صار يدعو إليه بنثام متأثرا بالثورة الفرنسية. ومضى إلى أبعد من هذا، فطالب بالغاء النظام الملكي، وباطراح التقاليد في نظام الحكم وفي سن القوانين، وإبعاد كنيسة إنجلترة عن شؤون السياسة كذلك قام بحملة قوية لاصلاح قانون العقوبات، وكان قاسياً في مجمله، ولجعل السجون في إنجلتره أرحم بالمسجونين، لأنه شاهد أن قانون العقوبات بقسوته المتناهية، والسجون بنظامها الرهيب المروع، لا يحققان الغرض منهما وهو ردع المجرمين عن ارتكاب جرائمهم وتخويف المستعدين للاجرام كيما يمتنعوا عن الاجرام - وهو في هذ إنما يطبق مبدأ المنفعة لا مبدأ الرحمة أو العطف الانساني، إذ وجد أن القانون الجنائي والسجون لا يحققان «المنفعة» المرجوة منهما.
وفي سنة 1776 نشر بنثام كتاباً - خلا من ذكر اسم المؤلف - بعنوان: «شذرة عن الحكومة»، وفيه هاجم محامياً شهيراً يدعى سير وليم يلاكستون Blackstone (1723-1780) بسبب تفسيره لفكرة العقد الاجتماعي. ولفت هذا الكتاب نظر لورد شلبرن Shelburne في سنة 1781 فانعقدت أواصر الصداقة بينهما، وقد أصبح لورد شلبرن، الذي صار باسم ماركيز لانسدون Lansdowne رئيساً للوزراء في إنجلتره من يوليو سنة 1782 إلى فبراير سنة 1783. فتعرف بنثام - من خلال هذه الصداقة - إلى كثير من كبار القوم آنذاك. كذلك انعقدت الصداقة بينه وبين ديمون Etienne Dumont (1759-1829) الذي لقب فيما بعد برسول مذهب المنفعة وداعيته، وهو الذي سينشر مؤلفات بنثام الناقصة التي خلفها دون أن يتمها أو ينشرها. وكان ديمون معلماً خصوصياً لأولاد ماركيز لانسدون هذا. وكثير من مؤلفات بنثام قد نشره تلاميذه وأصدقاؤه. وبعضه نشر أولاً باللغة الفرنسية. فمثلاً نشر فصل من كتابه «متن في الاقتصاد السياسي» (كتبه سنة 1793) لأول مرة في مجموعة تدعى Bibliothèque Britnnique تصدر في باريس، وذلك في سنة 1798. واستفاد ديمون من هذا الكتاب في تأليفه لكتابه: «نظرية العقوبات والمكافات» (سنة 1811). أما كتاب بنثام في نصه الYنجليزي فلم ينشر لأول مرة إلا في النشرة الكاملة لمؤلفاته (1838-1843) التي أشرف عليها John Bonding .
وفي سنة 1787 نشر بنثام كتاباً بعنوان: «دفاع عن الربا». وفي سنة 1789 أصدر كتابه الرئيسي وعنوانه: «مقدمة إلى مبادىء الأخلاق والتشريع»، وكان هذا الكتاب تمهيداً - في ذهن بنثام - لدراسات أخرى. فكتاب: «بحث في التكتيك السياسي» كان يؤلف قسماً من هذا المشروع. ولكن هذا الكتاب لم ينشر إلا في سنة 1816 على يدي ديمون، هووبحثاً آخر بعنوان: «مغالطات فوضوية» كان قد كته حوالى سنة 1791.
مشروع السجن الفاشل والبانوبتيكون
في عامي 1786 و 1787، سافر بنثام إلى كريشيف في روسيا البيضاء (بيلاروسيا الحديثة) لزيارة شقيقه، صموئيل، الذي كان يعمل في إدارة العديد من المشاريع الصناعية وغيرها للأمير بوتيمكين. كان صموئيل (كما اعترف جيريمي مرارًا وتكرارًا لاحقًا) هو الذي تصور الفكرة الأساسية لمبنى دائري في محور مجمع أكبر كوسيلة للسماح لعدد صغير من المديرين بالإشراف على أنشطة قوة عاملة كبيرة وغير ماهرة.
بدأ بنثام في تطوير هذا النموذج، خاصة عندما ينطبق على السجون، وحدد أفكاره في سلسلة من الرسائل التي أرسلها إلى منزل والده في إنجلترا. استكمل مبدأ الإشراف بفكرة إدارة العقود؛ أي إدارة بموجب عقد مقابل الثقة، حيث يكون للمدير مصلحة مالية في خفض متوسط معدل الوفيات.
وفي سنة 1781 نشر نشام مشروعه للسجن النموذجي تحت عنوان Panopticon واتصل بالجمعية الوطنية (مجلس النواب) الفرنسية وعرض عليها هذا المشروع، كما عرض أن يتولى الاشراف على تنفيذه مجاناW. لكن الجمعية الوطنية لم تأخذ بمشروعه، واكتفت بأن منحته لقب مواطن في سنة 1792. كذلك اتصل بالحكومة البريطانية لتنفيذ هذا السجن النموذجي، فلقي ترحيباً في أول الأمر، لكن الحكومة البريطانية ما لبثت أن رفضت هذا المشروع، بيد أن البرلمان الانجليزي وافق في سنة 1813 على منحه مبلغاً كبيراً من المال تعويضاً له عما أنفق من مال على مشروعه هذا.
كان القصد من البانوبتيكون أن يكون أرخص من السجون في عصره، لأنه يتطلب عددًا أقل من الموظفين؛ طلب بنثام إلى لجنة إصلاح القانون الجنائي "اسمح لي ببناء سجن على هذا النموذج" ، "سأكون سجينًا. سترى ... أن الحارس لن يحصل على راتب - لن يكلف أي شيء الأمة." نظرًا لأنه لا يمكن رؤية الحراس، فلا داعي لأن يكونوا في الخدمة في جميع الأوقات، مما يترك المراقبة فعليًا للمراقب. وفقًا لتصميم بنثام، سيتم استخدام السجناء أيضًا كعمل وضيع، أو المشي على عجلات لتدوير النول أو تشغيل عجلة مائية. هذا من شأنه أن يقلل من تكلفة السجن ويعطي مصدر دخل محتمل.
كان الاقتراح المُجهض في نهاية المطاف لبناء سجن البانوبتيكون في إنجلترا أحد مقترحاته العديدة للإصلاح القانوني والاجتماعي. لكن بنثام أمضى حوالي ستة عشر عامًا من حياته في تطوير وصقل أفكاره للمبنى، وأعرب عن أمله في أن تتبنى الحكومة خطة سجن وطني يعينه كمقاول حاكم. على الرغم من أن السجن لم يتم بناؤه أبدًا، إلا أن المفهوم كان له تأثير مهم على الأجيال اللاحقة من المفكرين. جادل الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في القرن العشرين بأن البانوبتيكون كان نموذجًا للعديد من المؤسسات التأديبية في القرن التاسع عشر. ظل بنثام يشعر بالمرارة طوال حياته اللاحقة بشأن رفض مخطط البانوبتيكون، مقتنعًا أنه تم إحباطه من قبل الملك والنخبة الأرستقراطية. كان بسبب إحساسه بالظلم والإحباط إلى حد كبير أنه طور أفكاره حول المصلحة الشريرة التي تتعلق بالمصالح الراسخة للأقوياء الذين يتآمرون ضد المصلحة العامة الأوسع التي دعمت العديد من حججه الأوسع للإصلاح.
عند عودته إلى إنجلترا من روسيا، كان بينثام قد طلب رسومات من المهندس المعماري ويلي ريفيلي. في عام 1791 ، نشر المادة التي كتبها في كتاب، على الرغم من أنه استمر في تنقيح مقترحاته لسنوات عديدة قادمة. كان قد قرر الآن أنه يريد أن يرى السجن مبنيًا: عند الانتهاء، سيتم إدارته بنفسه بصفته متعاقدًا - حاكمًا، بمساعدة صموئيل. بعد محاولات فاشلة لإثارة اهتمام السلطات في أيرلندا وفرنسا الثورية، بدأ في محاولة إقناع رئيس الوزراء، ويليام بيت، بإحياء مخطط مهجور سابقًا لسجن وطني في إنجلترا، هذه المرة ليتم بناؤه على أنه البانوبتيكون. نجح في النهاية في الفوز على بيت ومستشاريه، وفي عام 1794 حصل على 2000 جنيه إسترليني مقابل العمل التمهيدي في المشروع.
كان الموقع المقصود هو الموقع الذي تم ترخيصه (بموجب قانون عام 1779) للسجن السابق، في باترسي رايز ؛ لكن المقترحات الجديدة واجهت مشاكل قانونية واعتراضات من مالك الأرض المحلي، إيرل سبنسر. تم النظر في مواقع أخرى بالقرب من وولويتش، ولكن ثبت أنها غير مرضية. في النهاية تحول بنثام إلى موقع في توثيل فيلدز بالقرب من وستمنستر. على الرغم من أن هذه كانت أرضًا مشتركة، لا مالك لها، إلا أنه كان هناك عدد من الأطراف المهتمة بها، بما في ذلك إيرل جروسفينور، الذي كان يمتلك منزلاً في موقع مجاور واعترض على فكرة وجود سجن يطل عليه. مرة أخرى، وبالتالي، توقف المخطط. لكن في هذه المرحلة، أصبح من الواضح أن موقعًا قريبًا في ميلبانك، مجاورًا لنهر التايمز، كان متاحًا للبيع، وهذه المرة سارت الأمور بشكل أكثر سلاسة. باستخدام الأموال الحكومية، اشترى بنثام الأرض نيابة عن التاج مقابل 12000 جنيه إسترليني في نوفمبر 1799.
من وجهة نظره، كان الموقع بعيدًا عن المثالية، كونه مستنقع وغير صحي وصغير جدًا. عندما طلب من الحكومة المزيد من الأراضي والمزيد من الأموال، كان الرد هو أنه يجب عليه بناء سجن تجريبي صغير فقط - وهو ما فسره على أنه يعني أنه لم يكن هناك سوى القليل من الالتزام الحقيقي بمفهوم البانوبتيكون باعتباره حجر الزاوية في الإصلاح الجنائي. استمرت المفاوضات، ولكن في عام 1801 استقال بيت من منصبه، وفي عام 1803 قررت إدارة أدينجتون الجديدة عدم المضي قدمًا في المشروع. دمر بنثام: "لقد قتلوا أفضل أيام حياتي".
ومع ذلك، بعد بضع سنوات، أحيت الحكومة فكرة السجن الوطني، وفي عامي 1811 و 1812 عادت على وجه التحديد إلى فكرة البانوبتيكون. كان بنثام، البالغ من العمر الآن 63 عامًا، لا يزال على استعداد لتولي منصب الحاكم. ومع ذلك، عندما أصبح واضحًا أنه لا يوجد حتى الآن التزام حقيقي بالاقتراح، فقد تخلى عن الأمل، وبدلاً من ذلك حول اهتمامه إلى الحصول على تعويض مالي عن سنوات من الجهد غير المثمر. كانت مطالبته الأولية هي الحصول على مبلغ هائل يقارب 700000 جنيه إسترليني، لكنه استقر في النهاية على مبلغ أكثر تواضعًا (لكن لا يزال كبيرًا) وهو 23000 جنيه إسترليني. نقل قانون برلماني عام 1812 لقبه في الموقع إلى التاج.
الأكثر نجاحًا كان تعاونه مع باتريك كولكوهون في معالجة الفساد في بركة لندن. نتج عن هذا قانون شرطة التايمز لعام 1798 ، والذي تم إقراره في عام 1800. أنشأ القانون شرطة نهر التايمز، والتي كانت أول قوة شرطة وقائية في البلاد وكانت سابقة لإصلاحات روبرت بيل بعد 30 عامًا.
كتاباته اللاحقة
في سنة 1802 نشر ديمون كتاباً لبنثام بعنوان: «أبحاث في التشريع من تأليف السيد جرمي بنثام» . Traités de législation de M. Jeremie Bentham والكتاب يتألف من قسمين: قسم يشمل أبحاثا كتبها بنثام بنفسه، وبعضه كتبه بالفرنسية مباشرةً، وقسم ثان هو تلخيص بقلم ديمون لأفكار بنثام. وهذا الكتاب أتاح لبنثام شهرة واسعة في أوربا، خصوصاً في فرنسا، اكثر مما أتاحها له في إنجلتره.
وفي سنة 1810 نشر جيمس مل James Mill كتاباً بعنوان Introductory View of The Rationale of Evidence هو عرض لبعض كتابات بنثام. كذلك نشر ديمون ترجمة فرنسية لبعض كتابات بنثام بعنوان «بحث في البراهين القضائية Traite des preuves judiciaires وذلك في سنة 1823. وفي سنة 1827 نشر جون استيورت مل أبحاث بنثام في ميدان التشريع في خlس مجلدات بعنوان Rationale of Judicial Evidence.
وفي نفس الوقت اهتم بنثام بإصلاح النظام الدستوري وتقنين القانون الانجليزي. فكتب في سنة 1809 بحثاً بعنوان: «بحث على طريق السؤال والجواب في إصلاح البرلمان» ونشره سنة 1817، وفي هذه السنة أيضاً، سنة 1817، نشر: «دراسات في تقنين القانون وعن التعليم العام» وفي سنة 1819 نشر بحثاً بعنوان: «مرسوم الإصلاح الراديكالي، مع إيضاحات» وفي سنة 1823 نشر بحثاً بعنوان: «المبادى الموجهة لقانون دستوري» وفي سنة 1830 أصدر الجزء الأول مع الفصل لأول من الجزء الثاني من كتاب بعنوان: «القانون الدستوري» وبعد وفاته نشر ديمون هذا الكتاب كاملاً.
ويجدر بنا أن نذكر إلى جانب ما ذكرناه من مؤلفاته، كتابا بعنوان Chrestomathia هو سلسلة من الأبحاث عن التربية، وقد ظهر سنة 1816 ثم كتاباً آخر نشره جيمس مل تحت عنوان Table of the Springs of action، سنة 1817، وأخيرا كتابا مهما من كتبه بعنوان Deontology; Or the Science of Morality وقد نشره Bowring في سنة 1834 بعد وفاة بنثام بعامين، في مجلدين، الثاني منهما نشره بحسب تقييدات ومذاكرات تركها بنثام.
المراسلات والتأثيرات المعاصرة
تبادل بنثام المراسلات مع العديد من الأشخاص ذوي النفوذ. في الثمانينيات من القرن الثامن عشر، على سبيل المثال، استمرّ بنثام بتبادل المراسلات مع آدم سميث المُسنّ، في محاولة فاشلة لإقناع سميث بأنه ينبغي السماح لمعدلات الفائدة بالانتشار بحرية. نتيجة لمراسلاته مع ميرابو وغيره من قادة الثورة الفرنسية، أُعلِنَ عن بنثام كمواطن فخري لفرنسا. كان ناقدًا صريحًا للخطاب الثوري للحقوق الطبيعية والعنف الذي نشأ بعد تولّي اليعاقبة (جمعية أصدقاء الدستور) السلطة عام (1792). بين عامي 1808 و1810، أقام علاقة صداقة شخصية مع الأمريكي اللاتيني الثوريّ فرانسيسكو دي ميراندا، وقام بزيارات إلى منزل غرافتون واي في لندن. طوّر أيضًا علاقات مع خوسيه سيسيليو ديل فالي.
اقتراح المستعمرة الأسترالية الجنوبية
ساهم بنثام في خطة لتأسيس مستعمرة جديدة في جنوب أستراليا: في عام 1831، أُعِدَّ «اقتراح لحكومة بريطانيا لتأسيس مستعمرة على الساحل الجنوبي لأستراليا» تحت رعاية روبرت غوغر وتشارلز غراي وإيرل غراي الثاني وأنتوني بيكون وبنثام، ولكن اعتُبرت أفكاره متطرفة للغاية، ولم تتمكن من جذب التمويل المطلوب.
منشور ويستمنستر
في عام 1823، شارك بنثام في تأسيس «منشور ويستمنستر» بالتعاون مع جيمس ميل كمجلة «فيلوسوفيكال راديكالز»؛ وهي مجموعة من التلاميذ حديثي السّن الذين لاقى بنثام من خلالهم تأثيرًا كبيرًا في الحياة العامة البريطانية. كان من بينهم جون باورينغ الذي كرّس بنثام نفسه له، واصفًا علاقتهما «بالابن والأب»، وقد عيّنَ باورينغ محررًا سياسيًا لمجلة ويستمنستر، ليُصبح في النهاية مُنفّذهُ الأدبي. وكان من بينهم أيضًا إدوين تشادويك الذي كتب عن علم الصحة والنظام الصحي وحفظ النظام، وكان مساهمًا رئيسيًا في مشروع تعديل قانون الفقراء؛ وظّف بينثام، تشادويك، أمينًا له تاركًا إرثًا كبيرًا له.
عمر الشيخوخة
أُلقيت نظرة ثاقبة على شخصيته في كتاب «ذا لايف أوف جون ستيوارت ميل» للكاتب إس. تي جون باكي:
خلال زياراته في مرحلة شبابه إلى منزل بوود، المقر الريفي لنصيره لورد لانسدون، كان قد قضى وقته كله في الوقوع في حب جميع سيدات المنزل دون جدوى، اللواتي كان يتودّد إليهن بدعابة خرقاء، بينما كان يلعب الشطرنج معهن أو يعلمهن دروسًا في العزف على آلة الهاربسكودر. مُتأملًا في تلك الآلة، كتب مجددًا في سن الثمانين، أغنية إلى إحداهن، مشيدًا بذكرى الأيام الماضية عندما «أهدته في حفل وردًة في الزقاق الأخضر» [نقلًا عن مذكرات بنثام]. حتى نهاية حياته، لم يكن بوسعه أن يسمع عن منزل بوود دون أن تملأ عيناه الدموع، وأُجبِرَ على الصراخ قائلاً: «خذني إلى الأمام، أتوسل إليك، إلى المستقبل لا تدعني أعود إلى الماضي».
تفترض دراسة سيرته الذاتية التي أعدّها فيليب لوكاس وآن شيران بأنه لربما أصيب بمتلازمة أسبرجر. كان بنثام ملحدًا.
أفكاره
مذهب المنفعة
كان طموح بنثام في الحياة هو إنشاء مدونة نفعية كاملة للقانون. لم يقترح فقط العديد من الإصلاحات القانونية والاجتماعية، بل شرح أيضًا مبدأ أخلاقيًا أساسيًا يجب أن تستند إليه. اتخذت فلسفة النفعية هذه "بديهية أساسية" لتكون فكرة أنها أعظم سعادة لأكبر عدد هو مقياس الصواب والخطأ. ادعى بينثام أنه استعار هذا المفهوم من كتابات جوزيف بريستلي، على الرغم من أن أقرب ما توصل إليه بريستلي في الواقع للتعبير عنه كان في شكل "خير وسعادة الأعضاء، أي غالبية أعضاء أي دولة، هو المعيار العظيم الذي يجب من خلاله تحديد كل شيء يتعلق بهذه الدولة في النهاية ".
كان بنثام شخصية رئيسية نادرة في تاريخ الفلسفة لتأييد الأنانية النفسية. كان أيضًا معارضًا قويًا للدين، كما يلاحظ كريمينز: "بين عامي 1809 و 1823 أجرى جيريمي بينثام فحصًا شاملاً للدين بهدف معلن هو استئصال المعتقدات الدينية، حتى فكرة الدين نفسه، من عقول الرجال".
اقترح بنثام أيضًا إجراءً لتقدير الوضع الأخلاقي لأي فعل، والذي أطلق عليه حساب التفاضل والتكامل أو المتعة.
يقوم مذهب المنفعة عند بنثام على أساس نفسي وثيق، هو أن الانسان بطبعه يسعى إلى تحصيل اللذة وتجنب الألم. يشكل مبدأ المنفعة، أو مبدأ السعادة الأعظم ، حجر الزاوية في كل أفكار بنثام. من خلال "السعادة" فهم غلبة "اللذة" على "الألم". كتب في مقدمة في مبادئ الأخلاق والتشريع:
إن الطبيعة وضعت بني الانسان تحت سيطرة حاكمين ذوي سيادة هما: الألم واللذة. يعود لهما وحدهما تحديد ما يتعين علينا القيام به، وكذلك تحديد ما سنفعله. فمن ناحية، يتم ربط معيار الصواب والخطأ، من ناحية أخرى، سلسلة الأسباب والنتائج بعرشهما. وهما يحكماننا في كل ما نفعل، وفي كل ما نقول، وفي كل ما نفكر فيه: وكل محاولة يمكن أن نبذلها من أجل التخلص من استعبادنا لهما لن تفلح إلا في إثبات هذه الحقيقة، وتوكيدها، وربما زعم الإنسان، بالقول، رفض سلطانهما، أما بالفعل وفي الواقع فإنه سيبقى خاضعاً لهما دائماً» («مقدمة إلى مبادىء الأخلاق والتشريع» فصل 1 بند 1).
وعلى هذا المبدأ نفسه أقام أبيقور مذهبه في العصر اليوناني، وإليه دعا هلفسيوس في فرنسا، وهارتلي وتوكر في انجلتره في القرن الثامن عشر، لكن بنثام أوفى على هؤلاء في التوسع في معنى اللذة والألم، وفي ربطهما بالسعادة. ذلك أن بنثام يقصد كل لذة وكل ألم، ولا يفرق بين اللذات، ولا بين الآلام بعضها وبعض، كما يفعل أبيقور. وفي هذا يقول:
«وفي هذا الأمر (اللذة) لا نريد أي تنوق Refinement ولا أي ميتافيزيقا. وليس من الضروري أن نستشير (في هذا الأمر) أفلاطون أو أرسطو، فالألم واللذة هما ما يشعر به أي إنسان إنهما كذلك» . («نظريةالتشريع» ص3 ، لندن سنة 1896)
وبعد إقرار هذا المبدأ ينبغي علينا أن نكمله ببيان ما هي السعادة. إن السعادة هي إذن تحصيل أكبر قدر من اللذات، وتجنب أكبر قدر من الآلام. وتبعاً لذلك فإن معيار الأفعال الخيرة هو أن تؤدي إلى زيادة المجموع الكلي للذة، ومعيار الأفعال الشريرة هو أن تؤدي إلى الإقلال من اللذات.
وهذا يفضي بنا إلى مبدأ المنفعة، ويسمى أيضا مبدأ اكبر سعادة The Greatest Happiness Principle.
مبدأ المنفعة
يركز كتاب بنثام مبادئ الأخلاق والتشريع على مبدأ المنفعة وكيف ترتبط وجهة النظر الأخلاقية هذه بالممارسات التشريعية. يعتبر مبدأ المنفعة الخاص به أن الخير الذي ينتج أكبر قدر من المتعة والحد الأدنى من الألم والشر هو ما ينتج عنه أكبر قدر من الألم دون المتعة. يعرّف بنثام مفهوم اللذة والألم هذا بأنه مفهوم جسدي وروحي. يكتب بنثام عن هذا المبدأ لأنه يتجلى في تشريعات المجتمع.
يعرف بنثام المنفعة بأنها «خاصية الشيء التي تجعله ينتج فائدة أو لذة، أو خيراً، أو سعادة (وكلها ها هنا بمعنى واحد)، أو - والمعنى واحد - خاصية الشيء التي تجعله يحمي السعادة من الشقاء أو الألم أو الشر أو البؤس، بالنسبة إلى الشخص الذي تتعلق به المنفعة» («مقدمة إلى مبادىء الأخلاق والتشريع» ف 1و3).
وبالجملة، فإن المنفعة «هي كل لذة أو كل سبب في إيجاد لذة).
إن السعادة هي جماع اللذات، ولهذا فإن مبدأ السعادة هو أن يسعى الانسان إلى تحصيل أكبر قدر من اللذات.
وينطوي مبدأ المنفعة على مصادرتين:
- الأولى هي المصادرة القائلة بالفردية، ومفادها ان كل فرد هو الحاكم الوحيد على لذاته، وبالتالي على سعادته.
- والثاني مصادرة تقوم على الموضوعية وتقول: «في الظروف المتساوية تكون اللذة واحدة بالنسبة إلى الجميع» . صحيح أن الناس يختلفون في طباعهم وأذواقهم، ومرد ذلك إلى ظروف عملية أو عضوية مختلفة، أما إذا تساوت هذه الظروف فلا بد أن تتساوى أحكامهم.
فإذا كنا نفكر في سعادة الفرد، فإننا نقصد أكبر قدر من سعادة الفرد. وإذا كنا نفكر في الجماعة، فإننا نقصد أكبر عدد من أفراد هذه الجماعة. وإذا كنا نفكر في الكائنات الحساسة، فإننا نقصد أكبر عدد من الحيوان. لكن ما يهم بنثام هو الجماعة الانسانية وسعادتها، ولهذا وضع هذه القاعدة وهي أن المقصود هو أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس.
ومبدأ المنفعة لا يمكن البرهنة عليه، إذا قصدنا من البرهنة الاستنباط من مبدأ أعلى، ذلك لأنه لا يوجد مبدأ أعلى من مبدأ المنفعة. ويذكر بنثام أن أي هدف أخلاقي آخر ينطوي في الحقيقة على مبدأ المنفعة، مهما بدا في الظاهر أنه ليس كذلك. وفي ذهن بنثام وهو يقرر هذا: مذاهب العاطفة أو الوجدان في الأخلاق عند شيفتسبري أوهتشسون فلو سأل هؤلاء أنفسهم عن الهدف الحقيقي من وراء نظرياتهم العاطفية هذه لتبين لهم أنه المنفعة ليس إلا.
وبالجملة فإن المنفعة، في رأي بنثام، هي الهدف الأخير والمعيار الوحيد لكل أخلاق.
حساب اللذات
أما وقد تقرر أن الأفعال تكون خيرة بقدر ما تميل إلى زيادة المجموع الكلي للذة، أو تقليل المجموع الكلي للألم، فإن الفاعل الأخلاقي حين يقرر ما إذا كان هذا الفعل خيراً أو شراً عليه أن يحسب مقدار اللذة ومقدار الألم اللذين يؤدي إليهما الفعل، وأن يوازن الواحد بالآخر. وبنثام يقدم حساباً للسعادة على النحو التالي، ويسميه حساب اللذات:
وأساس هذا الحساب هو أن لذة ما تفوق لذة أخرى، وبالتالي ينبغي تفضيلها عليها، إذا كانت:
١)أشد ٢) أدوم ٣) أوكد ٤) أقرب ٥) أخصب ٦) أصفى ٧) أوسع نطاقاً.
ووفقاً لهذه المعايير السبعة ينبغي تحديد قيم اللذات بطريقة حسايية دقيقة:
- فالخاصيتان الأوليان، وهما الشدة Intensity والمدة Duration خاصيتان ذاتيتان في اللذة، أو الألم الذي هو لذة سلبية.
- والخاصيتان الثالثة والرابعة تتعلقان باحتمال الانطباع وعلاقته بالحاضر. فالتأكد أو اليقين من اللذة وعدم التأكد، وقرب الحصول عليها أو بعده معياران لتحديد ما ينبغي تفضيله من اللذات. فإن كانت اللذة مؤكدة التحصيل فضلت على غير المؤكدة، وإن كانت أقرب تناولاً فضلت على الأبعد في الزمان، على أساس المثل القائل: عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.
- والخاصيتان الخامسة والسادسة، وهما الخصب أو الانتاجية والصفاء أو النقاء، تشيران إلى استحالة النظر في أي انطباع للشعور مستقل عن علاقته بسائر الانطباعات. فعلينا في تقديرنا للذة ما أن ننظر في خصبها، Fertility أي في قدرتها على أن تجر وراءها لذات أخرى، وأن ننظر في صفائها Purity أي في مقدار خلوها من الألم والأذى.
- والخاصية السابعة والأخيرة وهي المدى تدخل عنصر اعتبار الغير في تقدير اللذة، وبالتالي تأتي في أخلاق المنفعة بفكرة الإيثار، وفي تقدير المنفعة العامة، لا الخاصة وحدها. فهي تقرر أن اللذة تفضل بحسب عدد الأشخاص الذين يشاركون فيها، أي عدد الأشخاص الذين ينفعلون بنفس اللذة أو الألم.
من أجل قياس مدى الألم أو المتعة التي سيخلقها قرار معين، فإنه يضع مجموعة من المعايير مقسمة إلى فئات الشدة، والمدة ، واليقين ، والقرب ، والإنتاجية ، والنقاء ، والمدى. باستخدام هذه القياسات ، يراجع مفهوم العقوبة ومتى يجب استخدامه بقدر ما إذا كانت العقوبة ستخلق المزيد من المتعة أو المزيد من الألم للمجتمع.
ومع ذلك لم يخرج بنثام عن الأنانية السائدة في تصوره لمذهب المنفعة - لأنه يشترط في هذه الخاصية ألا تنطوي على تضحية من جانب الشخص للأخرين. فإن استمتع الشخص بلذة وشاركه الآخرون في هذا الاستمتاع دون أن يكلفه ذلك شيئاً فهذا أفضل مما لو قصرها على نفسه. فمثلاً إن أقام حفلة موسيقية ليستمتع بلذتها، وشاركه في السماع غيره دون أن يقلل ذلك من لذته أو يكلفه شيئاً زائداً، فهذه اللذة أفضل من لذة قصر الاستماع على نفسه.
يراجع مفهوم العقوبة ومتى يجب استخدامه بقدر ما إذا كانت العقوبة ستخلق المزيد من المتعة أو المزيد من الألم للمجتمع. وهو يدعو المشرعين إلى تحديد ما إذا كانت العقوبة تخلق جريمة أكثر شراً. بدلاً من قمع الأفعال الشريرة ، يجادل بنثام بأن بعض القوانين والعقوبات غير الضرورية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى رذائل جديدة وأكثر خطورة من تلك التي يُعاقب عليها في البداية ، ويدعو المشرعين إلى قياس الملذات والآلام المرتبطة بأي تشريع وتشكيل قوانين من أجل خلق أعظم نفع لأكبر عدد. يجادل بأن مفهوم الفرد الذي يسعى وراء سعادته لا يمكن بالضرورة إعلانه على أنه "صحيح" ، لأن هذه المساعي الفردية يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى ألم أكبر ومتعة أقل للمجتمع ككل. لذلك ، فإن تشريع المجتمع أمر حيوي للحفاظ على أقصى قدر من المتعة والحد الأدنى من درجة الألم لأكبر عدد من الناس.
اللذة
في عرضه لحساب التفاضل والتكامل ، اقترح بنثام تصنيفًا لـ 12 آلامًا و 14 متعة ، يمكننا من خلالها اختبار عامل السعادة لأي فعل. بالنسبة إلى بنثام ، وفقًا لبي جي كيلي ، فإن القانون "يوفر الإطار الأساسي للتفاعل الاجتماعي من خلال تحديد مجالات الحرمة الشخصية التي يمكن للأفراد من خلالها تكوين ومتابعة مفاهيمهم الخاصة عن الرفاهية". يوفر الأمن ، شرط مسبق لتشكيل التوقعات. نظرًا لأن حساب التفاضل والتكامل يُظهر أن أدوات التوقع أعلى بكثير من تلك الطبيعية ، فإن ذلك يعني أن بينثام لا يفضل التضحية بالقليل لصالح الكثيرين. نقل أستاذ القانون آلان ديرشوفيتز عن بنثام قوله إن التعذيب يجب أن يُسمح به في بعض الأحيان.
انتقادات
تمت مراجعة النفعية وتوسيعها من قبل تلميذ بنثام جون ستيوارت ميل ، الذي انتقد بشدة وجهة نظر بينثام للطبيعة البشرية ، والتي فشلت في الاعتراف بالضمير كدافع بشري. اعتبر ميل وجهة نظر بنثام "أنها فعلت شرًا خطيرًا للغاية". في يد ميل ، أصبحت البنتامية عنصرًا رئيسيًا في المفهوم الليبرالي لأهداف سياسة الدولة.
ادعى منتقدو بنثام أنه قوض أسس المجتمع الحر برفضه الحقوق الطبيعية. كتبت المؤرخة جيرترود هيميلفارب: "إن مبدأ السعادة الكبرى لأكبر عدد كان معاديًا لفكرة الحرية كما هو معادي لفكرة الحقوق".
غالبًا ما يتم انتقاد نظرية المتعة لدى بنثام لافتقارها إلى مبدأ الإنصاف المتجسد في مفهوم العدالة. في بنثام وتقاليد القانون العام ، يقول جيرالد ج. بوستيما: "لا يوجد مفهوم أخلاقي يعاني أكثر من بينثام من مفهوم العدالة. لا يوجد تحليل مستدام وناضج للمفهوم". وبالتالي ، يعترض بعض النقاد ، سيكون من المقبول تعذيب شخص واحد إذا كان هذا من شأنه أن ينتج قدرًا من السعادة لدى الآخرين تفوق تعاسة الفرد المعذب. ومع ذلك ، كما جادل جي بي كيلي في النفعية والعدالة التوزيعية: جيريمي بنثام والقانون المدني ، كان لدى بنثام نظرية للعدالة منعت النجاح.
الاقتصاد
كانت آراء بنثام حول الاقتصاد النقدي مختلفة تمامًا عن آراء ديفيد ريكاردو. ومع ذلك ، كان لديهم بعض أوجه التشابه مع تلك الخاصة بهنري ثورنتون. ركز على التوسع النقدي كوسيلة للمساعدة في خلق العمالة الكاملة. كما كان يدرك أهمية الادخار القسري ، والميل إلى الاستهلاك ، وعلاقة الادخار والاستثمار ، وغيرها من الأمور التي تشكل محتوى تحليل الدخل والعمالة الحديث. كانت نظرته النقدية قريبة من المفاهيم الأساسية المستخدمة في نموذجه لاتخاذ القرار النفعي. يعتبر عمله بمثابة مقدمة مبكرة لاقتصاديات الرفاهية الحديثة.
صرح بنثام أن الملذات والآلام يمكن تصنيفها وفقًا لقيمتها أو أبعادها مثل الشدة أو المدة أو اليقين من المتعة أو الألم. لقد كان مهتمًا بالحد الأقصى والحد الأدنى من الملذات والآلام ، وقد شكلوا سابقة للتوظيف المستقبلي لمبدأ التعظيم في اقتصاديات المستهلك والشركة والبحث عن أفضل اقتصاديات الرفاهية.
إصلاح القانون
كان بنثام أول شخص كان مدافعًا عنيفًا لتدوين كل القانون العام في مجموعة متماسكة من القوانين. كان في الواقع الشخص الذي صاغ الفعل للتدوين للإشارة إلى عملية صياغة مدونة قانونية. لقد ضغط بشدة من أجل تشكيل لجان التقنين في كل من إنجلترا والولايات المتحدة ، وذهب إلى حد الكتابة إلى الرئيس جيمس ماديسون في عام 1811 للتطوع لكتابة مدونة قانونية كاملة للبلد الشاب. بعد أن تعلم المزيد عن القانون الأمريكي وأدرك أن معظمه قائم على الدولة ، كتب على الفور إلى حكام كل ولاية بنفس العرض.
خلال حياته ، كانت جهود التدوين التي قام بها بنثام غير ناجحة تمامًا. حتى اليوم ، تم رفضهم تمامًا من قبل كل ولاية قضائية للقانون العام تقريبًا ، بما في ذلك إنجلترا. ومع ذلك ، أرست كتاباته حول هذا الموضوع الأساس لعمل تدوين ناجح إلى حد ما لديفيد دادلي فيلد الثاني في الولايات المتحدة بعد جيل.
حقوق الحيوان
يعتبر بنثام على نطاق واسع من أوائل مؤيدي حقوق الحيوان. لقد جادل واعتقد أن القدرة على المعاناة ، وليس القدرة على التفكير ، يجب أن تكون هي المعيار ، أو ما أسماه الخط المستعصي. إذا كان السبب وحده هو المعيار الذي نحكم بموجبه على من يجب أن يكون له حقوق ، فقد يكون الأطفال والبالغون الذين يعانون من أشكال معينة من الإعاقة قاصرين أيضًا. في عام 1780 ، في إشارة إلى الدرجة المحدودة من الحماية القانونية الممنوحة للعبيد في جزر الهند الغربية الفرنسية بواسطة القانون الاسود كتب:
لقد كان هذا اليوم ، وأنا حزين لأقول في العديد من الأماكن أنه لم يمر بعد ، حيث عومل القانون الجزء الأكبر من الأنواع ، تحت تسمية العبيد ، من قبل القانون تمامًا على نفس الأساس ، كما هو الحال في إنجلترا على سبيل المثال ، لا تزال الأجناس الأدنى من الحيوانات. قد يأتي اليوم الذي قد تكتسب فيه بقية المخلوقات الحيوانية تلك الحقوق التي لم يكن من الممكن أن تُسقط منها إلا بيد الاستبداد. لقد اكتشف الفرنسيون بالفعل أن سواد الجلد ليس سببًا للتخلي عن الإنسان دون إنصاف لنزوة المعذب. قد يتضح يومًا ما أن عدد الأرجل ، أو زغابة الجلد ، أو انتهاء عظم عظم القدم هي أسباب غير كافية أيضًا للتخلي عن كائن حساس لنفس المصير. ما الذي يجب أن يتتبع الخط الذي لا يقهر؟ هل هي كلية العقل أم ربما كلية الخطاب؟ لكن الحصان أو الكلب الناضج هو حيوان أكثر عقلانية وقابلية للتحدث أكثر من كونه رضيعًا عمره يوم أو أسبوع أو حتى شهر. لكن لنفترض أن الحالة كانت بخلاف ذلك ، فماذا ستفيد؟ السؤال ليس ، هل يمكنهم التفكير؟ هل يمكنهم التحدث؟ لكن هل يمكنهم المعاناة؟
في وقت سابق من الفقرة ، أوضح بنثام أنه وافق على أن الحيوانات يمكن أن تُقتل من أجل الطعام ، أو للدفاع عن حياة الإنسان ، بشرط ألا يُعاني الحيوان بلا داع. لم يعترض بنثام على التجارب الطبية على الحيوانات ، بشرط أن تكون التجارب في ذهنها هدفًا معينًا يفيد البشرية ، وأن لديها فرصة معقولة لتحقيق هذا الهدف. كتب أنه بخلاف ذلك كان لديه اعتراض حازم ولا يمكن التغلب عليه لإحداث الألم للحيوانات ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الآثار الضارة التي قد تحدثها مثل هذه الممارسات على البشر. في رسالة إلى محرر وقائع الصباح في مارس 1825 ، كتب:
لم أر أبدًا أي اعتراض على وضع الكلاب والحيوانات الأخرى الأقل شأناً في الألم ، على طريقة التجربة الطبية ، عندما يكون لتلك التجربة هدف محدد ، مفيد للبشرية ، مصحوب باحتمال عادل لإنجازه. لكن لدي اعتراض حاسم ولا يمكن التغلب عليه على تعريضهم للألم دون أي وجهة نظر كهذه. حسب تخوفي ، فإن كل فعل ينتج عنه الألم عن قصد وعن طيب خاطر في أي كائن على الإطلاق ، دون أي احتمال للخير الراجح ، هو فعل قاسٍ ، ومثله مثل العادات السيئة الأخرى ، كلما انغمس في العادة المتوافقة معه ، زادت قوته. ينمو ، ويزداد إنتاجه من ثمره السيئ. لا أستطيع أن أفهم كيف يجب أن يكون الأمر ، بالنسبة لمن يعتبره من دواعي التسلية أن يرى كلبًا أو حصانًا يعاني ، لا ينبغي أن يكون الأمر مثل التسلية أن أرى رجلًا يتألم ، ويرى ، كما أفعل ، ما مقدار الأخلاق والذكاء ، الذي يمتلكه شخص بالغ رباعي الأرجل من هذه الأنواع والعديد من الأنواع الأخرى ، أكثر من أي شخص لديه قدمين لبضعة أشهر بعد ظهوره إلى الوجود ، ولا يبدو لي كيف ينبغي أن يكون ، الشخص الذي يكون إنتاج الألم له ، سواء في الحالة أو في الحالة الأخرى ، مصدر تسلية ، سيتردد في منح نفسه هذا التسلية عندما يكون قادرًا على فعل ذلك مع ضمان الإفلات من العقاب.
الجنس
قال بنثام إن وضع المرأة في منصب أدنى من الناحية القانونية هو الذي جعله يختار عام 1759 ، في سن الحادية عشرة ، مهنة الإصلاحي ، على الرغم من أن الناقد الأمريكي جون نيل ادعى أنه أقنعه بتولي قضايا حقوق المرأة أثناء ارتباطهم بين عامي 1825 و 1827. تحدث بنثام عن المساواة الكاملة بين الجنسين ، مجادلًا لصالح حق المرأة في التصويت ، وحق المرأة في الحصول على الطلاق ، وحق المرأة في تولي منصب سياسي. ومع ذلك ، كان بنثام (1780) يعتقد أن المرأة أدنى من الرجل فيما يتعلق بهذه الصفات مثل قوة القوى الفكرية وثبات العقل.
جادل في مقال بعنوان "Paederasty" لتحرير القوانين التي تحظر الجنس المثلي. ظل المقال غير منشور خلال حياته خوفًا من الإساءة إلى الأخلاق العامة. نُشرت بعض كتابات بنثام عن عدم المطابقة الجنسية لأول مرة في عام 1931 ، ولكن لم يتم نشر Paederasty حتى عام 1978. لا يعتقد بنثام أن الأفعال المثلية الجنسية غير طبيعية ، ووصفها بأنها مجرد مخالفات في الشهية التناسلية. يعاقب المقال المجتمع في ذلك الوقت لقيامه برد غير متناسب على ما يبدو أن بينثام يعتبره جريمة خاصة إلى حد كبير يعرضها الجمهور أو الأفعال القسرية التي يتم التعامل معها بشكل صحيح من خلال قوانين أخرى. عندما نُشر المقال في مجلة المثلية الجنسية عام 1978 ، ذكرت الملخص أن مقال بنثام كان أول حجة معروفة لإصلاح قانون المثليين في إنجلترا.
الخصوصية
بالنسبة لبينثام ، كان للشفافية قيمة أخلاقية. على سبيل المثال ، تضع الصحافة أصحاب السلطة تحت رقابة أخلاقية. ومع ذلك ، أراد بنثام تطبيق هذه الشفافية على الجميع. يصف هذا من خلال تصوير العالم على أنه صالة للألعاب الرياضية يتم فيها ملاحظة كل "إيماءة ، كل منعطف في طرف أو سمة ، في أولئك الذين يكون لحركاتهم تأثير مرئي على السعادة العامة". واعتبر كل من المراقبة والشفافية طرقًا مفيدة لتوليد التفاهم وتحسين حياة الناس.
الكيانات الخيالية
ميز بينثام بين الكيانات الخيالية ما أسماه كيانات خرافية مثل الأمير هاملت أو القنطور ، مما أسماه الكيانات الخيالية ، أو الأشياء الضرورية للخطاب ، على غرار فئات كانط ، مثل الطبيعة، أو العرف، أو العقد الاجتماعي.
وفاته والأيقونة الآلية
توفي بنثام في 6 يونيو من عام 1832 عن عمر ناهز 84 عامًا في مكان إقامته في كوين سكوير في ويستمنستر بلندن، إنجلترا. وقد استمرّ في الكتابة حتى آخر شهر قبل وفاته، وقد قام باستعدادات دقيقة لتشريح جسده بعد الموت والحفاظ عليه كمجسّم آلي لصالح البحث العلمي. في وقت مبكر من عام 1769، عندما كان بنثام يبلغ من العمر 21 عامًا، كتب وصية تنصّ على ترك جسده للتشريح وتركها لصديق العائلة، الطبيب والكيميائي جورج فورديس، الذي تزوجت ابنته ماريا صوفيا (1765- 1858) من شقيق جيريمي، صموئيل بنثام. أُلحقت ورقة مكتوبة في عام 1830، فيها تعليمات لتوماس ساوثوود سميث لإنشاء المجسّم الآلي، بوصيّته الأخيرة بتاريخ 30 مايو من عام 1832.
في 8 يونيو من عام 1832، أي بعد يومين من وفاته، وُزّعت بطاقات دعوى إلى مجموعة مختارة من الأصدقاء، وفي اليوم التالي في الساعة 3 مساءً، ألقى ساوثوود سميث خطبة رسمية مطوّلة على رفات بنثام في مدرسة ويب ستريت للتشريح والطب في ساوثوارك في لندن. تحتوي الخطبة المطبوعة على واجهة نُقِشَ عليها جسم بنثام مغطى جزئيًا بورقة.
بعد ذلك، احتُفظ بالهيكل العظمي والرأس وخُزّنا في خزانة خشبية تدعى «الأيقونة الآلية»، بالإضافة إلى هيكله العظمي المحشو بالقش بملابس بنثام. حُفِظت في الأصل مع تلميذه توماس ساوثوود سميث، ثمّ حصلت عليها كلية الجامعة، بجامعة لندن، في عام 1850. وهذه الكلية إنما انشئت بفضل مجموعة من الناس على رأسهم بنثام، وكان المقصود منها أن تفتح أبواب التعليم العالي لأولئك الذين لم يتح لهم دخول جامعتي كمبردج وأكسفورد، الجامعتين الوحيدتين في انجلتره آنذاك.
عادة ما تُعرض الأيقونة الآلية للناس في المبنى الرئيسي للجامعة في نهاية ساوث كلويسترز؛ ومع ذلك، تقاعد السيد مالكولم غرانت كعميد للجامعة في عام 2013، وُضِعت الأيقونة الآلية ضمن اجتماع المجلس النهائي لغرانت. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي تُنقل فيها الأيقونة لتوضع ضمن اجتماع مجلس الجامعة ((UCL؛ تقول أسطورة إن الأيقونة كانت تُنقل إلى جميع الاجتماعات. نُقلت جثة بنثام إلى ذاك الاجتماع فقط بسبب الأسطورة المستمرة حول حضور بنثام، واعتقد أمين المكتبة في ذلك الوقت، نيك بوث، أنه سيكون من الجيد أن يحضر بنثام لمرة واحدة. لن يحدث هذا مرة أخرى أبدًا، إذ يوجد خطر من أن الخنافس الموجودة في السجادة يمكنها إفساد الجسم والتهامه ببطء.
رغبَ بنثام بأن تكون الأيقونة الآلية تجسيدًا لرأسه الحقيقي، محنطًا بشكل يشبه مظهره في الحياة. على الرغم من نجاح الجهود التجريبية التي قام بها ساوثوود سميث في عملية التحنيط -استنادًا إلى طريقة السكان الأصليين في نيوزيلندا والتي يقومون بها عن طريق وضع الرأس تحت مضخة هوائية فوق حمض الكبريتيك وسحب السوائل منه- تقنيًا، لكن الرأس يبدو فظيعًا، إلى جانب بشرة سوداء جافة مشدودة على الجمجمة. لذلك وُضع رأس شمعي إلى جانب القليل من شعر بنثام الحقيقي. عُرِضَ الرأس الحقيقي بذات الطريقة التي عُرضت فيها الأيقونة الآلية لسنوات عديدة، ولكنه أصبح موضع دعابات الطلاب باستمرار. وقد أُغلق الآن للحفاظ عليه.
في عام 2017، أُعلِنَ عن خطط لإعادة عرض الرأس وفي الوقت ذاته للحصول على عينة من الحمض النووي الخاص ببنثام بهدف تحديد الإثباتات الجينية لمرض التوحد.
في عام 2018، عُرِضت أيقونة جيرمي بنثام في مدينة نيويورك في متحف متروبوليتان للفنون في بروير.
المؤلفات
- 1787. البانوبتيكون أو غرفة التفتيش
- 1787. الدفاع عن الربا. سلسلة من ثلاثة عشر "رسالة" موجهة إلى آدم سميث.
- 1776. شظية على الحكومة.
- 1780. مدخل إلى مبادئ الأخلاق والتشريع.
- 1785. جرائم ضد النفس
- 1776. استعراض موجز للإعلان. هجوم على إعلان استقلال الولايات المتحدة.
- 1791. مقال عن التكتيكات السياسية
- 1796. مغالطات فوضوية: فحص لإعلان الحقوق الصادر خلال الثورة الفرنسية ، هجوم على إعلان حقوق الإنسان الصادر عن الثورة الفرنسية ، ونقد فلسفة الحقوق الطبيعية التي تقوم عليها.
- 1811. العقوبات والمكافآت.
- 1812. البانوبتيكون مقابل نيو ساوث ويلز: أو ، مقارنة نظام بانوبتيكون للسجن
- 1816. الدفاع عن الربا.
- 1817. جدول ينابيع العمل.
- 1817. أقسم على الإطلاق
- 1817. خطة الإصلاح البرلماني ، في شكل التعليم المسيحي مع أسباب كل مادة ، مع مقدمة توضح ضرورة وعدم كفاية الإصلاح المعتدل.
- 1818. فحص الكنيسة الإنكليزية والتعليم المسيحي.
- 1821. عناصر فن التعبئة ، كما هي مطبقة على هيئات المحلفين الخاصة خاصة في حالات قانون التشهير.
- 1821. حول حرية الصحافة والمناقشة العامة.
- 1822. تأثير الدين الطبيعي على السعادة الزمنية للبشرية ، كتبه مع جورج غروت
- 1823. ليس بولس بل يسوع
- 1824. كتاب المغالطات من الأوراق غير المكتملة لجيريمي بنثام.
- 1825. رسالة في الأدلة القضائية مستخرجة من مخطوطات جيريمي بنثام.
- 1827. الأساس المنطقي للأدلة القضائية ، المطبق خصيصًا لممارسة اللغة الإنجليزية ، المستخرج من مخطوطات جيريمي بينثام.
- 1830. حرروا مستعمراتكم! موجهة إلى المؤتمر الوطني لفرنسا A ° 1793 ، والتي توضح عدم جدوى وخداع التبعيات البعيدة لدولة أوروبية.
- 1834. ديونتولوجي أو علم الأخلاق 1.