نظرية العلاقة بالموضوع
نظرية العلاقة بالموضوع (بالإنجليزية: Object relations theory) أو نظرية علاقات موضوع أو نظرية علاقات الشيء أو نظرية العلاقات بالشيء أو نظرية علاقات الشيء ونظرية العلاقات بالموضع كلها مسميات للنظرية ذاتها ولكن وفقًا للعديد من المصادر. تُعد نظرية العلاقة بالموضوع أحد مشاكل الأحاديث النفسية التحليلية.
بشكل عام، يُطلق على هذه المدرسة اسم المدرسة البريطانية. يركز علماء هذه المدرسة على السنوات الأولى من العمر التي يعتقدون أن فيها يتم وضع حجر أساس الشخصية الإنسانية. تُشكل العلاقات التي تحدث في السنوات الأولى شخصية الإنسان التي تستمر طوال حياته، لكون الطفل، لا واعيًا، يكون داخله تمثيلات أو صورًا مختزنة للشخصيات أو الموضوعات الهامة في حياته. تحدد هذه التمثيلات الطريقة التي يستقبل بها نفسه والعالم والآخرين. بحسب هذه النظرية، تتشكل الشخصية من خلال طبيعة هذه المختزنات والعلاقات بينها. أي أن هذه التكوينات النفسية هي التكوينات التي تُشكل التركيب النفسي الداخلي للإنسان بدلًا من الهو والأنا والأنا العليا التي تكلمت عنها المدرسة التحليلية الكلاسيكية. إضافة إلى ذلك، فإن الدوافع الرئيسية للإنسان ليست دوافع بيولوجية ميكانيكية من جنس وعنف، وإنما هي دوافع علاقاتية نحو الحميمية وإشباع الاحتياجات النفسية الأساسية. يعتبر فيربراين و أوتو كيرنبيرج من المنظرين الأساسيين لهذه المدرسة.
لمحة عامة
منذ أن صاغ سيجموند فرويد نظرية التحليل النفسى تفرعت عنها عدة مدارس فكرية متميزة. ومن بين تلك المدارس المدرسة التى يطلق عليها "مدرسة علاقات الموضوع"، والتى ارتبطت فى الأصل بأسماء علماء من أهمهم فيربرن، ووينيكوت، ولكنها تأثرت كثيرا بأعمال ميلانى كلاين. وتقدم نظرية علاقات الموضوع فى الأساس وجهة نظر - فى النمو أو التطور السيكولوجى - أكثر تركيزا على المبعد الاجتماعى من النظرة الضرورية المبكرة، حيث أن هذه النظرية ترى أن الأفراد يتشكلون فى ضوء علاقاتهم بالأفراد الآخرين ومن خلال سعيهم إلى الاتصال بغيرهم والمتواصل معهم. وتركز هذه النظرية على المتمييز التدرجى لذات المفرد خلال تشكل انعكاسات الخبرات مع أناس حقيقيين يحيطون به منذ طقولته المبكرة، وليس من خلال فكرة فرويد عن "الليبيدو" ومراحل نمو الطفل. وبمعنى آخر، فإن الذات تتمو كموضوعات داخلية. ولفظة "موضوع" ترمز إلى الشخص أو الأشخاص (أو إلى ما يمثلهم داخل الفرد) والذين يندمج معهم الفرد بشكل وجدانى عميق. وطبقا لمهذه النظرية، فإن هذه الخبراتالأوليةمع الأخرين هى التى تصيغ وتشكل العلاقات التى تتكون فيما بعد.
والجانب الأساسي فى نظرية علاقات الموضوع هو مسالة الارتباط الأولى للأطفال بأمهاتهم. وقد انجذب أصحاب النظرية النسوية إلى هذا التركيز المذى أكدت عليه النظرية للعلاقة بين الطفل والأم، واعتمدوا عليه فى بناء علاقة تفسيرية للتمييز التوعى (بين الدكور والإناث). فقد رأى هؤلاء أن الفروق على أساس النوع (بين الذكور والإناث - تتأصل خلال عملية النمو منذ مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يمر الأطفال - ذكوراً وإناثاً - بخبرات مختلفة عند معاناة الانفصال عن الأم. وتصف نانسى شودورو - على سبيل المثال - (فى كتابها المعنون: إعادة إنتاج الأمومة، الصادر عام 1978) كيف أن الشخصية تنمو من خلال العلاقة بين الدوافع الداخلية والعلاقات مع الأفراد الآخرين أو من تشير إليهم بالموضوعات.