ميلاني كلاين

ميلاني كلاين (بالإنجليزية: Melanie Klein) (1882-1960) محللة نفسية تعد من الجيل الثانى من علماء التحليل النفسى، نمساوية المولد، تنحدر من أسرة يهودية. اتجهت في أبحاثها نحو دراسة التكوين النفسي للأطفال، وكان لها طريقة مميزة عن فرويد.

حياتها

لم تدرس ميلاني كلاين علم النفس أو الطب النفسي، وبالصدفة قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى قرأت مقالاً لفرويد وشغفت على أثره بالتحليل النفسي، وبدأت تتلمذ على يدي ساندوز فيرينزي فى بودابست.

كتبت بحثها الأول عام 1921 بعنوان نمو أو نشوء الطفل The Development of a Child، ثم دعاها كارل ابراهام إلى برلين فاستقرت بها لفترة من الزمن، وطلقت من زوجها، وكرست نفسها لممارسة التحليل النفسي متأثرة بابراهام وكتاباته، وخضعت للتحليل يومياً باشرافه، وبعد وفاته استمرت في تحليلها لنفسها يومياً، عام 1925 دعاها ارنست جونز لالقاء محاضرة في لندن وفي عام 1926، قبلت دعوة للبقاء في لندن والعيش فيها،

انتقلت إلى لندن عام 1926، وأصبحت شخصية بارزة فى مجال التحليل النفسى فى بريطانيا والعالم، وهى المؤسس لللمدرسة الكلاينية (نسبة إلى اسمها) داخل جمعية التحليل النفسي البريطانية.

واتسعت أبحاثها فيها رغم أن أبحاثها بقيت موضع جدال الا أنها أثرت على كافة المحللين النفسيين في بريطانيا وبسببها تميزوا عن غيرهم وأصبح لديهم مدرسة تدعى بالمدرسة البريطانية في التحليل النفسي.

آرائها وأسهاماتها

تركز ميلاني على أوجه القلق عند الطفل وطرقه في الدفاع عن نفسه ازاءها، ووجدت أن ماذكره فرويد عن الأطفال يبدأ معهم في سن مبكرة عن السن التي حددها، فاحدى مريضاتها كانت طفلة بعمر سنتين وتسعة أشهر ولديها أنا أعلى قوية جداً وفرويد يعتقد بعدم وجودها قبل الخامسة من العمر، وكان للطفلة علاقات أوديبية انثوية مع والدها، وفرويد يعتقد أن عقدة أوديب الإنثوية أو عقدة إليكترا لا تتكون قبل 3-4 سنة من العمر؛

رأي ميلاني أن القلق عند الأطفال وخيالاتهم يمكن اكتشافها من خلال مواقف التحويل التي يظهرونها، ووصفت طريقتها التحليلية هذه في كتابها التحليل النفسي للأطفال The Psycho – analysis of Children عام 1932 وهدفت من خلاله إلى خلق منهجاً تحليلياً خاصاً بالأطفال كالمنهج الذي أتى به فرويد مع الراشدين، وصممت من أجل ذلك حجرة خاصة بسيطة الأثاث وزودتها باللعب والدمى البسيطة ومهمتها فقط المراقبة، فالطفل هو من يختار ألعابه وطريقه تعامله مع هذه الألعاب والدمى، والواضح أن اللعب هنا يستعاض فيه عن الحديث والكلمات عند فرويد مع الراشدين.

كما أن ميلاني بينت أن العنف والقسوة لهما دور أكبر في تكوين الطفل مما اعتقده فرويد، وكتبت عن نظرية القلق والذنب وربطت بين أقوال فرويد وكارل ابراهام في موضوع تكوين الأنا الأعلى، كما اعتبرت أن الحسد هو المصدر الأول للعنف عند الطفل المتوجه بالأساس نحو الأم وثديها، واعتبرت أن هذا الحسد العنيف هو المسؤول عن عجز الطفل عن الحب واظهار الامتنان لما يقدم له،

كان من تجديداتها المنهجية تحليل صغار الأطفال مستعينة باللعب بدلاً من التداعى اللفظى الحر، وإلقاء الضوء على أهمية التدخل المقابل - أى مشاعر المحلل نفسه تجاه العميل - وإجراء تحليل لحالات الذهان. وقد طورت كلاين نظرية أكثر إحكاماً من نظرية فرويد عن الحياة الوجدانية للأطفال الصغار. وفى رأيها أن كل الأطفال يتقدمون خلال وضعين لا ثالث لهما: أحدهما هو الوضع الفصامى الذى يسوده الشك والإحساس بالاضطهاد، حيث تنعكس فيه المشاعر المسيئة للطفل على العالم الخارجى، وبالتالى تصبح مصدر تهديد. أما الوضع الثاني فهو الوضع الكبتى والذى ترتد فيه تلك المشاعر إلى ذات الشخص وتتكامل معها. وهكذا فإن كل امرئ يكون قد عايش الجنون، أو على الأقل الإمكانية المحتملة للوقوع فيه. وقد أعطت كلاين معنى إكلينيكيا لمفهوم فرويد عما أسماه غريزة الموت، معالجة إياه على أنه حسد أو كراهية مدمرة، كما أكدت على دور الخيال اللاشعوري.

وخلال السنوات الأخيرة تم الاعتماد على أعمالها فى أغراض النقد الاجتماعى م وعلى سبيل المثال فإن تحليلاتها للمراحل الأولى للنمو يمكن استخدامها لفهم الشخصية الحديثة (انظر مؤلف لاش بعنوان: الحدود الدنيا للذات الصادرعام 1984)، كما أن اهتمامها بلعبة الحب والكراهية، أمكن استخدامه لدعم النظرية النقدية. (انظر مؤلف ألفورد بعنوان: ميلانى كلاين و النظرية الاجتماعية النقدية الصادر عام 1989).

أعمالها

من أعمالها:

  • التشخيص بواسطة اللعب عند الأطفال Personification in the Play of Children عام 1929.
  • المراحل المبكرة لعقدة أوديب Early Stages of the Oedipus Complex عام 1928.
  • النمو أو التطور المبكر للوعي عند الطفل The Early Development Of Conscience in the Child عام 1933.

ويمكن أن نجد أهم مقالات ميلانى كلاين العلمية فى الكتاب الذى قامت بتحريره جوليت ميتشيل تحت عنوان : أعمال مختارة من ميلانى كلاين، ونشر عام 1986)

راجع أيضاً