موسى بن ميمون

هذه المقالة عن موسى بن ميمون. لتصفح عناوين مشابهة، انظر ابن ميمون (توضيح).

أَبُو عَمْرَان مُوسَى بْن مَيْمُون بْن عُبَيْد ٱللّٰه ٱلْقُرْطُبِيّ (بالعبرية: מֹשֶׁה בֶּן־מַיְמוּן؛ 30 مارس 1135 - 13 ديسمبر 1204) المشهور في الغرب باسم ميمونيديس (بالإغريقية: Μαϊμωνίδης) ويشار إليه كذلك باسم «رمبام» (نوتريقون: רמב"ם ربي مشه بن ميمون أي الحاخام موشيه بن ميمون) واشتهر عند العرب بلقب الرئيس موسى كان فيلسوفا يهوديا سفارديا وأصبح من أكثر علماء التوراة اجتهادا ونفوذا في العصور الوسطى. في زمنه، كان كذلك عالم فلك وطبيبا بارزا. وُلد في قرطبة ببلاد الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي، ومن هناك انتقلت عائلته سنة 1159 إلى مدينة فاس المغربية حيث درس بجامعة القرويين، ثم انتقلت سنة 1165 إلى فلسطين، واستقر في مصر آخر الأمر، وهناك عاش حتى وفاته. عمل في مصر نقيبًا للطائفة اليهودية، وطبيبًا لبلاط الوزير الفاضل أو السلطان صلاح الدين الأيوبي وكذلك استطبّه ولده الملك الأفضل علي. كان أوحد زمانه في صناعة الطب ومتفننًا في العلوم. يوجد معبد يحمل اسمه في العباسية بالقاهرة.

حياته

وُلِد موسى بن ميمون في قرطبة سنة 1135 ميلادية، وتُوفيَ في القاهرة سنة 1204 ميلادية. اشتهر بكونه أهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى وهو من عائلة يهودية أندلسيه قالب:وفقاً لمن؟. هاجر بعض أفرادها إلى غزة، سوريا، الأردن، العراق ومصر خلال عصور مختلفة وبعضها الآخر انتقل إلى فلسطين. ولموسى بن ميمون تصانيف شهيرة مكتوبة باللغة العبرانية[هل المصدر موثوق؟]. وله أيضًا في اللغة العربية كتاب «دلالة الحائرين» الذي طُبع في باريس من سنة 1865 إلى 1866م مع ترجمة فرنسية وشرح باعتناء العلامة منك. يتناول الكتاب توفيق الفلسفة مع التوحيد والتفسير باستخدام الفلسفة وعلم الكلام. وله أيضًا في اللغة العربية «كتاب الشرائع» وترجمها إلى العبرانية العلامة شالومن بن يوسف بن أيوب، طُبع جزء منه في لايبزيك (ألمانيا) سنة 1881م في 63 صح فيها المتن العربي مع الترجمة العبرانية مع ترجمة أخرى ألمانية وشروح باعتناء العلامة "بارتز". وله أيضًا مقالة في تدبير الصحة وكتاب فصول في علم الطب استخرجه من مُصنفات جالينوس اليوناني.

هرب موسى بن ميمون من موحدي الأندلس التي كانت مستبدة، إلى القاهرة، حيث كان يحكم الأمير صلاح الدين الأيوبي – الذي حرّر مدينة القدس بعد بضع سنين من الصليبيين. وأعاد أكبر أجزاء البلاد (فلسطين) إلى حكم الخلافة مرة أخرى. وفي القاهرة تعلم موسى بن ميمون السريانية واليونانية، وبعد سبع سنوات أصبح أستاذًا في المدرسة التي أنشأها يهود مصر في الفسطاط لتعليم الديانة اليهودية والفلسفة والرياضيات والطب.

وقد عُرف هذا العالم لدى العرب بأبي عمران موسى بن ميمون عبيد الله. وكان من أبرز تلامذته يوسف بن عقنين المعروف عند العرب بأبي الحجاج يوسف بن اسحاق السبتي المغربي، والذي اشتهر كطبيب وفلكي بارع، وكذلك سعديا بن بركات.

عاش ابن ميمون في المحيط العربي والإسلامي، فقد تلقَّى العلم على يد ثلاثةٍ من العلماء المسلمين، حيث تلقَّى مباشرةً من ابن الأفلح ومن أحد تلاميذ ابن الصائغ. وتلقى من ابن رشد بشكلٍ غير مباشر، حين عكف - كما يذكر ابن ميمون نفسه - على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة ثلاثة عشر سنة.

والمطالِعُ في أحد أهم كُتب ابن ميمون: دلالة الحائرين، لا يجد إلا صدى لأفكار فلاسفة الإسلام وعلماء الكلام وخاصةً الأشاعرة. ولذلك فحين ألَّف إسرائيل ولفنسون كتابه «موسى بن ميمون حياته ومصنفاته»، وهو الكتابُ المنشور بالعربية في القاهرة سنـة 1936 م كتب الشيخ مصطفى عبد الرزاق مقدمة الكتاب فقال فيها: إن موسى ابن ميمون يعدُّ من الفلاسفة المسلمين! ثم ذكر العديد من الأدلة المؤيدة لذلك. وفي مقدمة تحقيقه لكتاب "دلالة الحائرين" يقول الدكتور/ حسين آتاى: إذا أخذنا في الاعتبار أنَّ الشهرستاني قد عدَّ حنين بن إسحاق النصرانى، فيلسوفاً إسلاميًّا؛ فإنه لا وجه للتفرقة بينه وبين موسى بن ميمون اليهودي. والدارس للثقافة الإسلامية حين يقرأ كتابه "دلالة الحائرين" يرى أن موسى بن ميمون حتى في مناقشاته لنصوص التوراة، إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية فقد عاش طوال حياته بين مسلمين. ويلاحظ أنه عندما ينتقد المتكلمين المسلمين يكون نقدُه لهم بأسلوبٍ خالٍ من الشدة التي ينتقد بها المتكلمون المسلمون بعضهم بعضًا، وأنه ينقد بني دينه بشكلٍ أشد. إذاً، فابن ميمون يُعتبر فيلسوفاً إسلاميّاً. وهذا ما يعتبره أيضا المؤرخون الأوروبيين.

وقد توفي موسى بن ميمون سنة 1204 وهو في السبعين من عمره.

مبادئ الإيمان الثلاثة عشر

تضمن كتاب السراج والمشناه توراة، مبادئ الإيمان الثلاثة عشر الشهيرة التي وضعها ابن ميمون للديانة اليهودية، والتي بات لزامًا على كل يهودي أن يؤمن بها جميعًا، وهي:

  1. الله موجود، وهو المدبر للمخلوقات كلّها، والصانع لكل شيء في ما مضى والآن وفي ما سيأتي.
  2. لا يشبه الله في وحدانيته شيء، وهو وحده الإله منذ الأزل وإلى الأبد.
  3. الله روح وليس جسمًا، ولا شبيه له على الإطلاق.
  4. الله أزلي، فهو الأول والآخر.
  5. الله وحده من ينبغي أن يُعبد، ولا جدير بالعبادة غيره.
  6. الوحي لا يأتي إلا عبر أنبياء الله، وكلامهم كلّه حق.
  7. نبوة موسى حق، وهو أبو الأنبياء جميعًا، من جاء منهم قبله، ومَن جاء بعده.
  8. التوراة التي بين أيدينا اليوم هي التي أوحى الله بها إلى موسى.
  9. التوراة التي جاء بها موسى لا يمكن استبدالها ولا تغييرها، سواء كان ذلك بالإضافة أو الحذف.
  10. معرفة الله بأفكار البشر وأفعالهم.
  11. يجزي الله الحافظين لوصاياه، ويعاقب مخالفيها.
  12. مجيء المسيح اليهودي (المشيح) مهما طال انتظاره.
  13. قيامة الموتى بإرادة الله.

وتبيِّن هذه العقائد بوضوح تأثر ابن ميمون بعلم التوحيد، وعلوم الكلام، والمتصوفة المسلمين

أهم مؤلفاته

انظر أيضًا

ابن ميمون، موسى

ابن ميمون، موسى (529 - 601هـ، 1135 ـ 1204م). أهم فيلسوف يهودي في العصور الوسطى. ولد بقرطبة بالأندلس وأقام بمصر وبها وضع أغلب مؤلفاته. قيل إنه أسلم في المغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه، ثم ارتد بعد أن توجه إلى الديار المصرية وأقام بفسطاطها. وقيل إنه أسلم بالأندلس. خرج من الأندلس إلى مصر ونزل بالفسطاط وعاش بين اليهود فأظهر دينه وارتزق بالتجارة. وكان عالمًا بشريعة اليهود. حاول أن يبرهن توافق الفلسفة وتعاليم الدين اليهودي، متبعًا أسلوب المفكر اليوناني القديم أرسطو.

كتب ابن ميمون عمله الفلسفي الرئيسي دليل الحائرين باللغة العربية ولكنه كتبه بالحروف العبرية رغبة منه في أن ينتشر الكتاب بين جماهير اليهود وبين غير العرب في البلاد العربية لأنه خشي أن يثير بعض ما جاء فيه من المعارضة للمتكلمين والمعتزلة والأشعرية فتنة عليه، لأنه لم يتوخ فيه الموضوعية ولا الدليل. وأكمله عام 1190م. وهذا الكتاب يعتمد على أعمال أرسطو كما نقلها الشارحون الإغريق والمسلمون. وقد أثر دليل الحائرين على علماء اللاهوت النصارى الأرسطوطاليين، وأبرزهم القديس توما الأكويني. وفي 1168م أكمل ابن ميمون شرحًا للمِشْنَا، وهو النسخة المكتوبة من القوانين اليهودية العرفية غير المكتوبة. كما أكمل ابن ميمون مشنا التوارة في 1178م وأصبح واحدًا من أهم مجموعات القوانين اليهودية.

موسى (بن ميمون)

فيلسوف يهودي، وعالم لاهوتي بالديانة اليهودية، وطبيب، وصيدلي

اسمه الكامل: أبوعمران موسى بن ميمون القرطبي .

وعلى الرغم من مكانته العظيمة لدى اليهود، فإنه لم يعن أحد من اليهود المعاصرين والتالين بترجمة حياته ومصدرنا الوحيد عن حياته هو المؤلفون العرب المسلمون، وعلى رأسهم (ابن القفطي) في كتابه «اخبار العلماء بأخبار الحكياء (نشرة ليبرت ص ٣١٧- ٣١٩)، وكان ابن القفطى صديقاً رعا ليوسف ابن عقين الذي كان من أخص تلاميذ موسى بن ميمون؛ ثم ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء (ج٢ ص ١١٧ وما يتلوها، نشرة ملر؛ وكان لفترة من الوقت زميلاً وصديقاً لابرهيم الذي هونجل موسى بن ميمون، وذلك في أثناء عملهما معاً في البيمارستان الناصري في القاهرة، وكان اجتماعهما في هذا البيمارستان (المستشفى) في سنة ٦٣١- أو ٦٣٢- كما ذكر ابن أبي أصيبعة (ج٢ص١٨،

ولد موسى بن ميمون في مدينة قرطبة، حاضرة الأندلس، في ٣٠ مارس سنة ١١٣٥ الميلادية (ويعادل ١٤ نيسان سنة ٤٨٩٥ عبرية، وسنة ٥٢٩ هجرية) وكان أبوه-واسمه رب ميمون - من أحبار اليهود وعضوا في المحكمة الربانية الخاصة بالطائفة الاسرائيلية في قرطبة.

ولما استولى الموحدون على قرطبة في سنة ٥٤٢ ه خيروا اليهود والنصارى فيها بين الاسلام أو الهجرة. فهاجر ميمون عن قرطبة وتنقل بين بلاد الأندلس، ولما عزم على الاقامة بالمرية، استولى عليها الموحدون. فارتحل إلى مدينة فاس بالمغرب بدعوة من يهودا بنسوسان، الذي كان انذاك الحبر الأعظم لليهود في مدينة فاس وكان انتقاله مع أولاده الثلانة في سنة ١١٥٨ ميلادية على الأرجح.

وقد درس موسى اولاً على أبيه مبادىء الديانة اليهودية , وفي أثناء جولاته يبلاد الأندلس، وخصوصاً أثنا، إقامته بالمغرب، درس ٠ إلى جانب «التوراة» و«التلمود» -مؤلفات أرسطو وشراحه المسلمين: الفارابي وابن سينا، كما درس الطب في كتب جالينوس وإبقراط ومحمد بن زكريا الرازي وابن سينا, لكننا لا نعلم على يد من قرأ هذه الكتب وتعلم الطب والفلسفة . وليس ثمة دليل على صحة ما ادعاه الحسن الوزاني (المشهور بلقب «ليون الافريقي») من أنه تعلم الطب على ابن زهر وابن رشد

ويبدو أن اشتداد الموحدين على اليهود (والنصارى) في المغرب حمل بعضاً من هؤلاء عل الهجرة. وقد كان من ضحايا هذه الحملة على اليهود في مراكش رب بن سوسان في فاس وكان لمصرعه أقوى دافع لجعل والد موسى بن ميمون يغادر المغرب فركب مركباً أقلته من أحد الموانء المراكشية في ابريل سنة ١١٦٥ ، وبعد رحلة حافلة بالأخطار دامت ٢٨ يوماً وصلت السفينة إلى ميناء عكا في فلسطين. لكن الحرب الطاحنة بين المسلمين بقيادة السلطان صلاح الدين الأيوبي وبين الصليبين في فلسطين جعلت الاقامة مليثة بالأخطار فهاجرت اسرة موسى بن ميمون، بعد زيارة للقدس، إلى مصر، حيث كان اليهود ينعمون بالتسامح الديني الكبير في عهد اخر خلفاء بني لعباس في مصر: الخليفة العاضد (١١٦٠/٥٥٠-١١٧١/٥٦٧) واستقرت أسرة موسى بن ميمون نهائيا في الفسطاط (مصر القديمة الآن، ومن المحتمل أن يكون ذلك قد تم في سنة ١١٦٦ م وفي نفس السنة توفي والد موسى بن ميمون، كا غرق أخوه الأصغر الذي كان يشتغل في تجارة الأحجار الكريمة ويوفر للأسرة معاشها، كما غرقت ثروته. فاضطر موسى إلى ممارسة مهنة الطب، كي يكفل معاشه ومعاش الباقين من اسرته. وسرعان ما نجح في الطب والمعالجة، وصار طبيباً مشهوراً في القاهرة. وفي الوقت نفسه علا صيته بين أبناء طائفته من اليهود في القاهرة فعينوه رئيساً للطائفة اليهودية، نظراً إلى معرفته العميقة بالشراثع اليهودية وكتابات الربانين، لكنه رفض أن يتقاضى مرتباً عن عذه الوظيفة.

ولامتيازه في الطب لفت إليه نظر القاضي الفاضل -

عبد الرحيم بن علي البيساني - وكان كاتبا في ديوان الخليفة العاضد وسيصبح القاضي الفاضل هو الحامي والسند لموسى بن ميمون . وبعد وفاة الخليفة العاضد في سنة ٥٦٧ ه/١١٧١ م استطاع القاضي الفاضل أن ينال الحظوة عند السلطان الفعلي في مصر وهو صلاح الدين الأيوبي؛ وصار القاضي الفاضل مستشاره المقرب ورئيس ديوان الانشاء لديه. وقام القاضي الفاضل بالتوصية بموسى بن ميمون لدى الخليفة العاضد أولا، وبعد ذلك بقليل لدى السلطان صلاح الدين الأيوبي، وكان في حاشيته أطباء يهود أشهرهم ابن جيع • وبعد ذلك صار موسى بن ميمون طبيباً خاصاً لابن صلاح الدين، وهو الملك الأفضل نور الدين علي، الذي حكم مصر لفترة تقل عن عامين (سنة ١١٩٨- ١٢٠٠) بوصفه وصياً على ابن اخيه.

وقضى موسى بن ميمون في مصر ثلاثين سنة يعالج المرضى العديدين، ويؤلف كتبه في الطب والفلسفة وتفسير بعض أسفار التوراة والتلمود. وتوفى بالفسطاط (مصر القديمة الآن) في١٣ ديسمبر سنة ١٢٠٤ ميلادية

وله في الطب عشرة كتب، كتبها كلها باللغةالعربية، وقد وصلتنا كلها. إما في نصها العربي، أو في ترجمة عبرية أو لاتينية. وقد ذكر منها بن أبي أصيبعة (ج٢ ص ١١٨) الكتب التالية:

١ — اختصار الكتب الستة عشر لجالينوس.

٢ - مقالة في البواسير وعلاجها.

٣ - مقالة في تدبير الصحة - صنفها للملك الأفضل علي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيرب

٤ , مقالة في السموم والتحرز من الأدوية القتالة

ه - كتاب شرح العقار- وقد نشره د. ماكس مايرهوف تحت عنوان : «شرح أسماء العقار» (مطبعة المعهد الفرنسي بالقاهرة، سنة ١٩٤٠)وقدم لهمقدمة بمتازة.

ويضاف إلى ما ذكره ابن أبي أصيبعة:

٦-مقالة في الربو

٧ — مقالة في الجماع

٨ - شرح فصول أبقراط

٩ - فصول موسى في الطب - وموسى هو النبي موسى ابن عمران وهوكتاب ضخم توجد منه عدة مخطوطات

عربية . أهمها المخطوط الموجود في مكتبة جوتا (المانيا)

موسى(بنميمون)

٤٩٩

١٠-مقالة في بيان الأعراض

أما في اللاهوت اليهودي فلموسى بن ميمون مؤلفات ضخمة عديدة، بعضها كتب بالعربية، والآخر باللغة العبرية . ونذكر مخها :

شرحه على المشنا» — وهو بالعبرية، ومنه قسم يعرف بالأبواب الثمانية ويبحث في الأخلاق، وفيه ايضاً عرض للعقائد الأساسية في الديانة اليهودية كما يراها موسى بن ميمون .

٢ - «شناتوراه، ويسمى أيضاً : ,ياد حرقة» . وقد كتبه بالعبرية. وفيه تضمين للشريعة اليهودية، والقسم الأول منه يتناول العلم، وفيه بعض الأفكار الفلسفية

أما كتابه الرئيسى، والذي به اشتهر مفكرادينياً وفيلسوفاً، فهو كتاب ,دلالة الحائرين». وقد كتبه باللغة العربية، لكنه أمر بأن يكتب بالحروفالعبرية، وعلى حد تعبير موفق الدين عبد اللطيف البغدادي فإنه «لعن من يكتبه بغير القلم العبراني» (ورد في ابن أبي أصيبعة). ولهذا وردت معظم مخطوطاته مكتوبة بحروف عبرية، ومع ذلك توجد مخطوطات منه مكتوبة بحروف عرية. وأول من نشره هو سلومون منك

مع ترجة فرنسية وبحروف عبرية في ثلاثة مجلدات s. Munk

في باريس ١٨٥٦- ١٨٦٦ بعنوان Le Guide des Egarés وقد أعيد نشر الترجمة الفرنسية وحدها في باريس سنة ١٩٦٠ ). لكن صدرت له نشرة بحروف عربية في تركيا.

آراؤه الفلسفية

كتاب «دلالة الحائرين» موجه إلى علماء اليهود «الحائرين» بين ما تقرره الفلسفة العقلية وبين ما أتت به التوراة وشروحها وأخذ به أحبار اليهود - أي الحائرين بين ما يقضي به العقل وما جاء به النقل ٠

وتمهيداً للغرض الذي توخاه من تأليف هذا الكتاب يبين موسى بن ميمون صعوبة دراسة الفلسفة وما تحتاج إليه من دراسات تمهيدية في المنطق، ومن تطهير للنفس بالأخلاق الفاضلة والتحرز من الشهوات .

ويبين الصعوبات القائمة في التوفيق بين الحكمة والشريعة وأولها أن الكلمات التي وصف بها الله في «التوارة» (والمقصود كل أسفار العهد القديم) هي الفاظ مشتركة المعاني لهذا يحتاج الأمر اولاً إلى تفسير هذه الألفاظ المشتركة.

ويلاحظ موسى أن علماء اليهود اتبعوا أحدمذمبين: مذهب المتكلمين المسلمين، ومذهبأرسطووالمشائين. ولهذا يستعرض آراء المتكلمين المسلمين من ناحية، واراء الفلاسفة المثائين وأرسطو من ناحية أخرى. وفي رسالته إلى صمويل ابنطبون- الذي ترجم «دلالة الحائرين إلى اللغة العبرية-يقول إن فلسفة أرسطو فاقت فلسفة أفلاطون، وصارت هي الفلسفة الحقة؛ ويشير إلى أنه ينبغي لفهم فلسفة أرسطو الاستعانة شروح الاسكندر الافروديسي وثامسطيوس وابن رشد. وكان ابن رشد معاصراً لموسى بن ميمون؛ لكن موسى لا يذكره في «دلالة الحائرين»، ولعله إنما قرأ تفسيرات وتلخيصات ابن رشد لكتب أرسطو بعد كتابته ,لدلالة الحائرين» • ومن بين الفلاسفة المسلمين إنما يثيد موسى بن ميمون خصوصاً بالفارابي وبابن باجه، أما ابن سينا فإنه يلخذ عنه بعض الآراء، ولا نرام شديد الحماسة له.

فقوله إن الوجود عرض مأخوذ من قول ابن سينا إن الماهيات يستوي لديها الأمر بذاتها فييا يتعلق بالوجود، وإنما الوجود عرض يحدث لها. لكنه لا يوافق ابن سينا في قوله إن النفس الانسانية تبقى بعد الموت، وانها خالدة؛ وإنما يأخذ ما قاله الاسكندر الافروديسي وغيره من المشائين من أن العقل الفعال هو القادر على البقاء، والعقل الفعال مشترك بين الناس جميعاً وليس فردياً أو خاصاً بفرد فرد. وهذا يدل على أن موسى بن ميمون لم يتقيد بالعقيدة الدينية حين رآها تتعارض مع ما يقضي به العقل

وفيما يتصل بصفات الله يأخذ موسى باللاهوت السلبي، أعني القول بأنه لا يمكن وصف الله بصفات ثبوتية، بل فقط بسلوب، لأن الله ليس كمثله شيء . لهذا لا يمكن وصف اللم بأية صفة إلا إذا كان معناها يختلف تماماً عن المعنى المفهوم منها في الاستعمال اللغوي العادي الخاص بالانسان ولهذا ينبغي أن تفهم كل الصفات التي ننسبها إلى الله على اساس أنها تختلف تماماً عن نفس الصفات منسوبة إلى الانسان، وهذا ينطبق ايضاً عل صفة الوجود، فاله موجود لا كالموجودات. ويدعو ميمون إلى المضي في السبيل السلبي، لأن من شأنه استبعاد كثير من الصفات الزائفة التي تنسب إلى اشه.

أما المعرفة الايجابية فيما يتعلق بالله فإنها قختص فقط بتدير اه للكون، وما في الكون من نظام يكشف عن الحكمة الإلهية . ومثل هذم المعرفة هي التي منحها اله لموسى، حسب ما ورد في سفر الخروج (اصحاح ٣٣) . وعلم الانسان هو في هذه الحدود. وأفعال اله هي الحوادث الجارية في الطبيعة. ومن شأنها ألا تهدم، بل هي بالاحرى تديم النظام الثابت للطبيعة، بما في ذلك حفظ النوع البشري وسانر الأحياء.

واله هو العلة الفاعلية والعلة الصورية والعلة الغاثية للكون والله فعل عحض، وعقل عحض ويأخذ عن الفارابي قوله إنه ما دام الله لا يعقل إلا ذاته، فإنه هو العقل، والعاقل، والمعقول في آن معا.

ويقرر ميمون أن العالم حادث وليس قديماً ، لان القول بقدم العالم من شأنه أن يدمر الاس التي تقوم عليها الشريعة، ما يدل على أنه م يكن عقلياً إلا في الحدود القي لا تتعارض مع صريح الشريعة الدينية.

والنبي لا بد أن تتوافر فيه قدرة عقلية متازة وقوة تخيل متازة. فإذا ما وجدت عاتان القوتان واقترن يهما السلوك الصالح، كانت النبوة ظاهرة طبيعية، ولا يمكن حرمان صاحبها منها، والقدرة العقلية للني شبيهة، على الأقل في النوع، بالقدرة العقلية التي لدى الفلاسفة؛ وهي تمكن النبي من قبول الفيض الرباني من العقل الفعال، الذي يمكن من تحويل العقل بالقوة إلى عقل بالفعل والعقل الفعال هوآخر العقول العشرة؛ ومجال عمله هو عالم ما تحت فلك القمر.