كلية بغداد
كلية بغداد (Baghdad College، تختصر إلى BC) هي من المدارس الثانوية المتميزة للبنين في بغداد، العراق. تعتبر هذه المدرسة من أنجح مدارس العراق و تضم نخبة الطلاب ، حيث تخرج منها العديد من المثقفين المعروفين والمفكرين وغيرهم الذين انتشروا في كافة أنحاء العالم حالياً. تقع المدرسة في الربع السكني 11/45 في شارع الأخطل في قضاء الأعظمية في بغداد على الضفة الشرقية من نهر دجلة. تأسست المدرسة في عام 1931 م على يد الآباء اليسوعيين الأمريكيين، وما تزال المدرسة تحافظ على تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنكليزية اعتماداً على إسلوب مؤسسيها. تعتبر كلية بغداد من أعرق مدرسة ثانوية في القارة الآسيوية وتضمنت أرقى برامج التعليم والمعرفة على مدى عقود من تاريخها ، وقامت بتخريج الآلاف من الأطباء والعلماء والمفكرين والقياديين والذي انتشروا في يومنا هذا في أغلب بقاع العالم .هاجر أغلب خريجييها وأساتذتها بعيداً عن العراق بسبب الظروف غير المستقرة التي واجهت العراق على مدى تاريخه الحديث.
التاريخ
التأسيس
في العام 1929 م وبعد طلب بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد وبتوجيه من البابا بيوس الحادي عشر فإن مجموعة مكونة من أربعة آباء يسوعيين أمريكيين وصلوا إلى بغداد وأسسوا كلية بغداد كمدرسة ثانوية للبنين. عرفت بـ "BC on the Tigris" من قبل الآباء، المدرسة كانت تحتوي على كادر من الآباء من مقاطعة نيو أنكلاند اليسوعية. بينما رحب مسيحيو بغداد بمجيء اليسوعيين، المسلمين كانوا في البداية مشككين من اتجاهاتهم. ولكن، لاحقاً قام المسلمون بمدح هذه المؤسسة حيث أصبح من الواضح أن مهمة اليسوعيين كانت لإغناء التعليم، وليس لتحويل المسلمين عن ديانتهم. الثقة كبرت في اليسوعيين في كلية بغداد حيث كانوا يحتفلون بالأعياد المسيحية والمسلمة في ديار طلابهم.
تاريخ كلية بغداد يعود بشكل كبير إلى تاريخ بغداد نفسها. أول اختبار للقوة حصل خلال الثورة المحركة من قبل النازيين في بغداد أيام الحرب العالمية الثانية. لكن اليسوعيون الأمريكيون ظلوا يعملون في كلية بغداد خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، عندما كان بقية الأمريكيين يهربون من البلاد. وهذه الشجاعة أدهشت رئيس الوزراء العراقي كثيراً بحيث قام بإرسال ولديه الإثنين إلى كلية بغداد بعد قمع الثورة. أغلب طلبتها كانوا من اليهود والمسيحيين في عقدي الثلاثينيات والاربعينيات والكثير من الأجانب من العوائل الملكلية المخملية الراقية.
الخمسينيات من القرن العشرين
خلال الخمسينات، كانت تشكلية كلية بغداد الطلابية تحتوي على 50% من المسلمين، 35% من المسيحيين الكاثوليك، و 15% من المسيحيين الأورثودوكس. قبل خروج اليهود من العراق بين عامي 1948 و 1951، شكل اليهود نسبة ملحوظة من التشكلية الطلابية. وبمرور الوقت، فالحرم البالغ حجمه 25 أكر كبر ليضم تسعة بنايات كبيرة، من ضمنها مدرسة داخلية، مكتبة، ومختبرات. قبل تأسيس كلية بغداد كانت العوائل العراقية الراقية ترسل أبناءها إلى كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر. ولكن قرب كلية بغداد وتدريسها العالي الصفات عكس هذا الطبع، ولقد تخرج منها عدد كبير من الطلاب من هذه العوائل الرفيعة. نجاح كلية بغداد جعل اليسوعيون يقومون بتشكيل مؤسسة أخرى في بغداد عام 1956م، وهي جامعة الحكمة.
من 1980 إلى الآن
في بداية الثمانينات من القرن العشرين درس كلاً من قصي و عدي أبناء الرئيس السابق العراقي صدام حسين في هذه المدرسة. و كما قال أحد عمداء الكلية السابقيت في مقابلة مع صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية فإن ابنا الرئيس السابق كانا غبيين جداً و كانا يعتديان لفظياً و أحياناً جسدياً على الطلاب و طاقم التدريس على حد سواء.[١]
2006/2007
وقعت في هذا العام بعض الأحداث التي هددت الأمن في منطقة الأعظمية ببغداد (موقع كلية بغداد) و من ضمنها إرسال تهديد إلى الكلية نص على أن تغلق المدرسة أبوابها وإلا سيتم استخدام أسلوب العنف والتهديد بالقتل.
قررت وزارة التربية و التعليم إثر هذا التهديد نقل طلاب وأساتذة كلية بغداد إلى ثانوية المتميزين الواقعة في الرصافة 2 حفاظاً على حياتهم ، و قد رحبت ثانوية المتميزين بكلية بغداد وبأساتذتها ولكن حصل بعدها صعوبات في الإدارة والتدريس فقد تم نقل حوالي 1700 طالباً فوق الموجودين في الثانوية، أي أن عدد الطلاب فاق الـ2500 طالب وكذلك الأساتذة الذي بلغ عددهم حوالي 80 أستاذاً وأستاذة، فأصبح الحمل كبيراً على الإدارة في تنظيم الصفوف والجداول وكذلك الصعوبة التي واجهها طلاب كلية بغداد، فمن المعلوم أن منهج مواد كلية بغداد في (الرياضيات - العلوم - الأحياء - الكيمياء - الفيزياء) باللغة الإنكليزية، أما في ثانوية المتميزين فباللغة العربية مما أحدث تغيراً جذرياً في دراسة طلاب الكلية. واجه كل من طلاب كلية بغداد وثانوية المتميزين صعوبة في الاندماج والاختلاط فوصل الأمر إلى الاشتباك بين طلاب المدرستين، وقد وصل الاختلاف إلى أن ينشر مقال في إحدى الصحف تحت عنوان (كلية بغداد ضيف ثقيل)!!! وكان هذا المقال عبارة عن شكوى إلى الوزير! وبعدها لم يستطع طلاب كلية بغداد الاستمرار حيث عادوا إلى منطقة الأعظمية في التي كانت تعد منطقة ساخنة حيث سقطت أكثر من مرة قذائف هاون على ساحات لعب كرة القدم وفي أحد الأيام تعرض بعض الطلاب إلى إطلاق نار من سيارة مجهولة عندما كانوا واقفين امام المدرسة ولكن دون اصابات. هذا فضلاً عن عمليات الخطف التي كانت تحدث بصورة شبه مستمرة في شارع الأخطل المؤدي إلى المدرسة المعروف بشارع الموت.
2008 إلى الآن
بحلول العام الدراسي (2007 - 2008) وبالتحديد في شهر تشرين الأول 2007 استطاعت وزارة التربية فتح كلية بغداد من جديد في موقعها الأصلي بالإضافة إلى فتح ملحق في منطقة زيونة مساعدة لطلاب المنطقة للوصول إليها سالمين فصدر أمر وزاري بعودة جميع الطلاب إما إلى الموقع الأصلي أو الملحق وعودة جميع الأساتذة إلى كلية بغداد فعاد قسم منهم إلى موقعها الأصلي والقسم الآخر إلى كلية بغداد/زيونة وقد أدى هذا إلى الاستقرار الإداري في ثانوية المتميزين وعاد كل شيء إلى ما كان عليه واستقرار كلتا المدرستين.
العمداء
العميد الحالي هو غانم حميد محمد.
العمداء السابقون
الترتيب تصاعدي، من العام 1969 م و إلى الآن:
- جمال حسين أحمد الآلوسي
- حمد عبد المجيد محمد الكبيسي
- سليمان داود عبد الجعفري
- صبحي أحمد حسن العاني
- عبد الرحيم أسود محمود
- فازع ربيع حسني العاني
- قتيبة عبد الواحد حسن الدروبي
- خلف إبراهيم مرهج
- ليث فالح القصاب
- محمد فارس عبد العزيز
- موفق توفيق السمعاني
- عناد جبار عبد الحمود الدليمي
- صباح محمد يحيى المصرف
- سرمد محمد فوزي مصطفى
- يعقوب يوسف مهدي
- محمدعبد عباس
- مهدي العاني
- غانم حميد محمد
سديم بلاعت عير
مشاهير الخريجيين
تخرج من كلية بغداد العديد من الشخصيات المعروفة من بينهم :
- إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي المؤقت (حضر المدرسة، لم يتخرج منها)
- أحمد الجلبي، وزير نفط العراق المؤقت (حضر المدرسة، لم يتخرج منها)، كذلك كان من أحد طلاب ابتدائية مدام عادل العريقة جدا ً(العهد الجديد حالياً) والتي كان يرتادها أغلبية العوائل المترفة الراقية من اليهود والمسيحيين ولكن بريقها اللامع قد تلاشى بشكل كبير جدا ً بعد عام 1990.
- عادل عبد المهدي، نائب رئيس العراق (حضر المدرسة، لم يتخرج منها).
- ليث كبة، المساعد الرئيسي لرئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري.
- اللوردآرا درزي، جرّاح ومستشار في وزارة الصحة البريطانية. اكمل الدراسة الطبية الأولية في ايرلندا وهو الآن جراح أول في الجراحة التنظيرية في مستشفى سانت ماري في لندن.
- اندرياس فرنسيس, من أشهر علماء الفيزياء في العالم وحصل على جائزة نوبل في العلوم لعام 1977 وهو أمريكي الجنسية عراقي الاصل.
- عيزرا اسحاق, عالم في الطب وهو أول من قام بعملية ترقيع شبكية العين بواسطة الليزر، يهودي فرنسي الجنسية من اصل عراقي.
- شانت اسانسيليان, موسيقار أمريكي الجنسية ومن اصل عراقي (مسيحي ارمني) غادر العراق في العام 1980 ويعيش حاليا في السويد ولديه مسرح موسيقي باسمه
- المهندس احمد العبدلي خبير المفاعلات المحفزة.
- هشام صالح, جراح انف واذن وحنجرة معروف جداً في بريطانيا وهو بريطاني من اصل مصري.
- غسان الآلوسي ابن الجراح المعروف حسني الآلوسي، جراح انف واذن وحنجرة في بريطانيا وهو بريطاني من اصل عراقي.
- قصي كمال علي السامرائي : دكتورى طب اطفال في نيوزلاندا نيوزلندي من اصل عراقي
- قصدي صدام حسين ، نجل الرئيس السابق صدام حسين ، قتل أثناء سقوط نظام حكم والده.
- عدي صدام حسين، نجل الرئيس السابق صدام حسين ، قتل أثناء سقوط نظام حكم والده.
- كنان مكية ، مؤسس مؤسسة ذاكرة العراق.
المصادر
- كلية بغداد.
- مجلة العراقي (كلية بغداد)، نسخة سنة 2002.
وصلات خارجية
Baghdad College]]