قلعة شنقل
قلعة شنقل هي قلعة أثرية حصينة في تربة البقوم وتحديداً في قــريـــة الـلـُـبْـــط شرقيّ وادي تربة في (منطقة مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية حاليا) وهي مبنية على منحدر سلسلة ضلع الصُبُر الصخري الذي يعتبر أحد الحدود الشمالية الغربية لحرة البقوم, وترتفع 1166 م عن سطح البحر.
معنى شنقل
- لا يوجد معنى محدد لاسم القلعة ولكن لها عدة معاني, فمن معاني شنقل : ميل, بضم الميم وتشديد الياء أو بتشديد الياء فقط, مأخوذ من الميل وعدم الإستواء على الأرض, ويفسر ذلك بناءه على منحدر أو أرض مائلة.
- ويقال أيضا أن معنى شنقل هو : السقوط, ويفسر ذلك بسقوط الأعداء حول جدرانها.
- ويقال أن معنى شنقل : مفتوح، فيقال البيت مشنقل اي بابه مفتوح, ويفسر ذلك كثرة الدخلاء على شنقل طلباً للأمان وغير ذلك.
- ويقال أن شنقل كلمة تركية الأصل وقد كان استخدامها مشاع قديما في الحجاز.
وصف القلعة
تبلغ مساحتها 3000 م2 تقريبا وارتفاع أسوارها ما بين 6 إلى 7 أمتار, ويتبع لها حصن صغير يسمى المربعة مكون من دورين "ولكن الدور العلوي متهدم" موقعه خلف القلعة في أعلى ضلع الصُبُر وذلك للمراقبة وإعطاء الإنذارات بإشعال النار في أعلى الحصن في حالة اقتراب عدو أو وقوع حدث مهم لإخبار القبائل الأخرى من البقوم.
وللقلعة بوابة واحدة من الجهة الشمالية الشرقية وبها حوالي ثلاثين غرفة تشمل مخازن سلاح ومؤونة وبها مربط صغير للخيل, نصفها مبني من الحجر والنصف الآخر من اللبن وسقفها من جذوع النخل ولكن سقفها تهدم وبعض أجزائها العلوية بسبب عوامل الطبيعة ونظرا لعدم الأهتمام من الجهات المسؤولة عن الآثار في السعودية بقت على هذا الحال.
من بناها
يعتقد البعض أن من بنى قلعة شنقل هي الأميرة غالية البدرية البقمية بينما يذكر المؤرخ محمد بن غنام أن قلعة شنقل كانت مكتملة البناء والسكن من بعد عام 1150 هجرية وهيئة الآثار في السعودية تقول أن عمر القلعة قارب 300 عام, بذلك نجد أن التواريخ المعطاة تقول أن بناء قلعة شنقل كان في عهد الشيخ عبد الرحمن بن سلطان البدري أبو الأميرة غالية البقمية وبانيها هو الشيخ راجح بن منفور البدري.
سكانها
قلعة شنقل جزء من ديار قبيلة البدارا بصفة خاصة وبلاد البقوم بصفة عامة, وهم سكانها الأصليون وهم من أهل دجنة القدماء "اللبط والعلاوة ومساعيدات ورمادان (السوق) ومنيف وكرا" وغيرها من الأماكن في تربة. كما أن للبدارا في تربة العديد من القلاع والقصور التاريخية غير قلعة شنقل مثل قصر المبرك وقصر منيف وغيرها.
يقول الشاعر زياد بن عائض الرحماني :
الآد البديري دولةٍ في دجنة | قوم العسيس اللي تجيك أخبارها |
دجنة مدينتهم وشنقل بيتهم | ومن الأعادي حافظين أسوارها |
أمراء القلعة
هناك عدة شيوخ لقبيلة البدارا استخدموا شنقل لعدة أمور مثل: مجلس للقضاء وسجن للتأديب وأيضا للدفاع عن تربة بقوة السلاح وإعطاء الإنذارات في حالة الخطر بالإضافة إلى السكن فيها وإجارة الدخيل على القبيلة. وهؤلاء الأمراء هم:
راجح بن منفور البدري البقمي
مؤسس القلعة وبانيها, وشيخ قبيلة البدارا, إكتملت القلعة في عهده, وقد شاركه رجال قبيلة البدارا البناء, وسكنها مع أسرته وبعض الأسر من البدارا ومن غير البدارا وذلك في منتصف القرن الثاني عشر الهجري تقريبا اي من بعد عام 1150 هجرية وحتى عام 1230 هجرية وذلك بعد هجمات جيوش الدولة العثمانية على تربة.
وقد كان البناء في زمن الشيخ عبد الرحمن بن سلطان البدري أبو الأميرة غالية البقمية "وذلك ينفي بناء غالية للقلعة" والذي كان في زمانه صاحب سيادة وثراء, وقد سكن الشيخ عبد الرحمن قلعة شنقل هو وأسرته وذلك بحسب ما أورد المؤرخ والأديب إبن غنام في كتابه "أجزاع تربة وديار البقوم" مانصه: (لقد سكنت أسرة غالية تلك القلعة مع عدد من الأسر).
دخيل الله بن منفور البدري البقمي
شيخ لقبيلة البدارا وأميرا للقلعة, إستلم الشيخة والأمارة من بعد أحداث معركة بسل بعدة سنوات والتي كانت عام 1230 هجري, واتخذ منها سكن ومجلس للقضاء وغيرها من الأمور الرئاسية.
نافل بن دخيل الله بن منفور البدري البقمي
شيخ لقبيلة البدارا وأميراً لمنطقة المعذر في تربة, كانت شهرة هذا الشيخ واسعة وصيته ذائع في ذلك الزمن, إستلم أمارة القبيلة والقلعة بعد وفاة ابيه دخيل الله بن منفور عام 1265 هجري تقريباً, وقد كان مقطع حق (قاضي عرفي) لقبيلة البقوم كافة, يقال أنه "عند أي قضية" كان يختار رجلان من الرجال الأشداء من قبيلة البدارا على باب القلعة بمشاعيب لمن لا يرضى بحكمه, توفي في أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
عبد الله بن دخيل الله بن منفور البدري البقمي
إشتهر بعبد الله العسيس, وهو أكثر رجال وشيوخ البدارا شهرة, إستلم أمارة وقيادة القبيلة والقلعة بعد وفاة اخيه نافل بن منفور وذلك في نهاية النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري وحتى قتل بالأعيرة النارية في منطقة القرين شمال تربة وجنوب الخرمة وهو على صهوة جواده في ليلة معركة تربة عام 1337 هجرية, وقد كان في أحد دفاعاته عن تربة ضد فرقة خيالة من الإخوان عددهم يقارب 200 خيال, وقد كان العسيس قائد الخيالة في جيش عبد الله الأول بن الحسين.
إتخذ القلعة للدفاع عن تربة وإشعال النار في المربعة لإعطاء الإنذارات, واتخذ فيها مجلس للقضاء العرفي القبلي واستخدم فيها سجن للتأديب بالإضافة إلى السكن وإجارة الدخلاء.
سكانها غير البدارا
سكن شنقل عدة أسر من البقوم وغير البقوم من الأمراء والوجهاء والدخلاء من أشهرهم :
- عبد الله بن لؤي الشريف : عين أميراً على تربة من قبل بني عون الأشراف, وقد أسكنه شنقل أمير القلعة نافل بن منفور البدري معه فترة من الزمن ثم انتقل إلى الخرمة.
أقوال المؤرخين
يقول المؤرخ رداد بن ناصر البقمي في كتابه (أمكنة باب الحجاز ونسب قبيلة البقوم):
- حصن شنقل لقبيلة البدارا من البقوم.
- حصن شنقل: كان حصناً في جبل كرا وهو مشرف على وادي تربة وضواحيه, وقد أوشك على الخراب والتهدم.
- يقع حصن شنقل على طرف ركبة من الحرة, متقدمة نحو وادي تربة وبناؤه من الطين الحر, وانصاف جدرانه السفلى من الحجارة, وما زالت مبانيه قائمة, ومساحته صغيرة, ويظهر من بنائه أنه قلعة حرب لأن في زواياه مبانٍ دائرية لاتستعمل غالباً للسكن.
ويقول المؤرخ محمد بن ماجد بن غنام في كتابه (أجزاع تربة وديار البقوم):
- إن (شنقل) كان في ذروة بنائه وسكنه في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري.
- لقد سكنت أسرة غالية البقمية تلك القلعة مع عدد من الأسر وعندما دخلت قوات الشريف عبد الله الأول بن الحسين تربة قاومت قلعة شنقل يوماً كاملاً وبعد غروب ذلك اليوم خرج من كان فيها إلى الحرار المجاورة لها شرقاً.
- شنقل اليوم قرية أثرية تلوح على جدرانها كثير من معاني الكبرياء وسطور التاريخ وعبرة الزمن.
بعض الصور للقلعة
وصلات ذات علاقة
|
طالع أيضا
|