شغب
الشغب (بالإنجليزية: Riot) هو اندلاع مفاجئ لعنف جمعي غالباً ما يوجه نحو الممتلكات، وأحياناً يوجه ضد المسئولين فى السلطة. أو هو شكل من أشكال الاضطرابات المدنية التي تتسم بها الجماعات غير المنظمة المنتقدة للسلطة في سلسلة متلاحقة ومفاجئة ومكثفة بعنف ضد الأشخاص أو الممتلكات. وغالبا ما تحدث أعمال الشغب كرد فعل على الضيم.
وعلى مدى التاريخ، تحدث أعمال الشغب نتيجة لضعف العمل أو ظروف المعيشة، وبسبب قمع الحكومة، وفرضها الضرائب أو التجنيد، أو نتيجة لصراعات بين الأعراق والأديان ونتيجة الحاجات للإمدادات الغذائية، أو نتيجة لحدث رياضي أو كنتيجة للإحباط مع القنوات القانونية ومن خلالها تسعى بعض القوى لتقديم شكاواها وتوصيلها.
هذا وقد أصبح بعض مثيري الشغب على مستوى عال في الفهم وتحمل التكتيكات التي تستخدمها الشرطة في مثل هذه الحالات. فقد صدرت كتيبات عن أعمال الشغب الناجحة وهذه الكتيبات متوفرة على شبكة الإنترنت. وقد شجعت مثيري الشغب للحصول على الصحافة المعنية، وطرق سالكة لما هو أكثر سلامة مع آلات التصوير. وأمور أخرى في ذات الاهتمام. فأصبح المواطنون مع كاميرات الفيديو يحملون تأثير إضافي على السلطة وهو ما يجعل الكاميرات مهمة إضافية لكل من مثيري الشغب والشرطة. وقد تستخدم الشرطة قنابل ذات روائح كريهة لفض الشغب.
وجهات النظر المختلفة
هناك خلاف تصنيفى كبير حول التعريف الدقيق لهذا المصطلح، وحول النقطة التى عندها يتحول الاضطراب أو القلق الجمعى إلى شغب، بدلاً من أن نعتبره مثلا مجرد إخلال مدنى بالنظام. وهذه المسألة هنا ليست مسألة أكاديمية فقط، ذلك أن أفعال العنف الجمعى غالبا ما تثير تساؤلات حول الشرعية فى المجتمع (خاصة إذا كانت هذه الأفعال موجهة ضد الدولة ذاتها)، كما يمكن شجبها من قبل أولئك الذين توجه ضدهم، من خلال وصفها بأنها أفعال إجرامية خارجة على القانون. وعلى سبيل المثال فإن دراسة رودى عن: الحشد عبر التاريخ، الصادرة عام 1964، تبين كيف أن الحشد الثورى على امتداد التاريخ الأوربى قد وصفته الطبقات الحاكمة بأنه تجمهر غوغائى إجرامى مسعور. بينما تخلص دراسة تومسون للتاريخ الانجليزى فى فترة أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر (وعنوانها: تشكل الطبقة الانجليزية العاملة، الصادرة عام 1964) إلى أن نفس الشئ قد حدث فى وصف أفعال من أطلق عليهم "محطمى الماكينات". وتمثل دراسة ستانلى كوهين الإنجليزية (تحت عنوان: التشكل والهزازات قى منتصف الستينيات) مثالاً جلياً للتباين فى الوصف والوصم الذى غالبا ما يحيط بالذعر المعنوى الذى يرتبط بأعمال الإغارة وقطع الطريق التى يمكن أن يتولد عنها خلل عام وشغب.
من هنا فان الكثير من وسائل الإعلام والمناقشات العامة حول سلوكيات الشغب، سواء كانت داخل إطار النضال العمالى، أو الاضطرابات العرقية أو الثقافات الفرعية الشبابية تطرح نظرية فى تفسير هذه الأنشطة على أنها أعمال جماعات متطرفة طائشة أو تصرفات رعاع إجرامية. أما علماء الاجتماع المذين حاولوا الكشف عن الأسباب الكامنة خلف هذا الشغب فقد اتجهوا -بدلاً من ذلك - إلى رؤية هذه الأحداث باعتبارها أعراضاً لتوترات فى الأبنية الاجتماعية. وهكذا فان در اسة عت الشغب الححسر ى قى الولايات المتحدة الأمريكية فى الستينيات أوضحت أن هذه الأفعال التى حظيت بدعم ومشاركة محلية على نطاق واسع لم تكن مجرد ممارسات تتم بقيادة وتنسيق أقلية إجرامية غير ممثلة، وإنما يتعين النظر إليها باعتبارها استجابات جماعية واسعة النطاق تجاه معاناة أو مظالم مشتركة. (انظر على سبيل المثال مقال أوبرشال: أحداث شغب لوس أنجلوس فى أغسطس 1965، المنشور فى مجلة المشكلات الاجتماعية عام 1968.