جيوفاني جنتيلي

جيوفاني جنتيلي Geovanni Gentille أو جيوفاني جنتيله (30 مايو 1875 - 15 أبريل 1944) فيلسوف إيطالي مثالي من أتباع الهيغلية الجديدة، أحد زملاء من بينيديتو كروتشي. وصف نفسه بأنه «فيلسوف الفاشية» وألف مذهب الفاشية (1932) لبينيتو موسوليني. ابتكر أيضاً مذهبه الفلسفي "المثالية الفعلية".

حياته

ولد جيوفاني جنتيلي في صقلية، كان متأثرًا بمفكرين إيطاليين أمثال مازيني وبفلاسفة ألمان أمثال نيتشه وهيجل حيث شغل منصب أستاذ جامعي في الفلسفة سنة 1907 وفي سنة 1923 شغل منصب وزير التربية في النظام الفاشي أما بالنسبة للدين فقد كان ملحدا كاثوليكي الثقافة.

فلسفته

أسس السيد جيوفاني جنتيلي ما سماه المثالية العملية أو المثالية الفعلية Actual idealism وتعد استمرارا مطورا للمثالية المطلقة التي نادى بها الحكيم هيجل، فالمثالية المطلقة هي التي ترد كل الواقع إلى العقل بما هو عقل أو فكر الفكر وهو ما يسميه الحكيم هيجل الروح المطلق Absolute Spirit أي ليس العقل المسؤول على الربط بين الأشياء ربطا منطقيا سليما بل السبب الحقيقي المطلق وراء إعمال العقل، أما بالنسبة للسيد جيوفاني جنتيلي فإن الواقع ليس هو الفكر فقط وإنما فعل التفكير ولهذا سميت فلسفته مثالية عملية.

آراؤه السياسية

لا يمكن الفصل بين الآراء الفلسفية والآراء السياسية للسيد جيوفاني جنتيلي لأن الثانية تنبني على الأولى فهو باعتبار أنه فيلسوف مثالي يرى أن الدولة تجسيد للروح المطلق فهي تمثل الأفكار والإرادة المشتركة للشعب كما يقول الدوق بينيتو موسوليني `` الدولة تجسيد لقانون أعلى`` , إذ يرى فيلسوفنا أن الهدف من الدولة ليس تلبية الحاجيات المادية للشعب بل إنها فكر الفكر حسب هو تعبيره، لكنه عارض التمييز العرقي الذي بدأت إيطاليا تتأثر به من النازيين بالرغم من أن نظريتها عن العرق كانت ثقافية وليست بيولوجية كما هي عند النازية.

وفاته

تم اغتيال السيد جيوفاني جنتلي بطلاقات نارية على يد المعادين للفاشية يوم 15 أبريل سنة 1944 في فلورنسا.

عبد الرحمن بدوي

فيلسوف ايطالي هيجلي النزعة، وينعت مذهبه بأنه « مثالية الفعل المحض» لأنه يضع أساساً له القول بأن العقل فعل محض.

ولد في ٣٠ مايو سنة ١٨٧٥ في مدينة Castelvetrano بجزيرة صقلية . درس في جامعة بيزا لادب اولاً ، ثم تحول عنه الى الفلسفة تحت تأثيردوناتو يايا Donato Jaja الذي كان تلميذا لبرترندو اسبافنتا ، الاستاذ في نابولي ومن أنصار الهيجلية : وحصل على الدكتوراه في سنة ١٨٩٨ برسالةعنوا^ها « روسميفي وجيوبرقي» (بيزا، سنة ١٨٩٨ ) وتدل على اهتمامه بالفلسفة الايطالية وتاريخها . وفيها بين العلاقة اوثيقة بين النزعة الكاثوليكية في ايطاليا وبين المثالية الألمانية .

وفي سنة ١٨٩٩ كتب ثاني مؤلفاته بعنوان « فلسفة ماركس» (بيزا، سنة ١٨٩٩ ) وفيه نقد الماركية من وجهة نظر هيجلية محضة . وانعقدت حينئذ أواصر الصداقة بينه وبين بندتوكروتشه الذي كان يكبره بتسع سنوات ، لكن جنتيله هوالذي أثرعلى كروتشه من الناحية الفلسفية ، لأنم كان اكثر تعمقا في الفلسفة من كروتشه .

وفي سنة ١٩٠٠ نشر بحثاً عن 0؛ التصور العلمي للبيداجوجيا» وهو يمثل الجانب الثاني في عقلية جنتيله ، اعفي الاهتمام بعلم التربية ، نظرياً وعملياً حين سيصبح وزيراً للمعارف ويحاول اصلاح نظام التعليم الثانوي في ايطاليا في أواسط العشرينان من هذا القرن .

وصار مدرساً في جامعة نابولي في سنة ١٩٠٣ ثم استاذاً لتاريخ الفلسفة في جامعة بلرمو ( صقلية ) سنة ١٩٠٦ .

لكن الانتاج البارز لم في هذه الفترة هو كتابم (في مجلدين) بعنوان : « موجزعلم التربية بوصفه علماًفلسفياً » (باري، سنة ١٩١٣- سنة ١٩١٤)٠

وفيسنة ١٩١٤ خلف استاذه يايا Jaja في كرسي الفلسفة بجامعة بيزا وهنا الف أشهر كتبه بعنوان « نظرية عامة في العقل بوصفه فعلا محضا» (بيزا، سنة ١٩١٦).

وفي سنة ١٩١٧ انتقل لى جامعة روما ، حيث الف كتابا بعنوان : « مذهب المنطق بوصفه نظرية في المعرفة» ( ظهر الجزء الأول في بيزا سنة ١٩١٧، والجزء الثافي في باري سنة ١٩٢٣),

وفي سنة ١٩٢٢ صار وزيرا للمعارف في أول حكومة شكلها موسوليني . فقام بإصلاح شامل لنظام التعليم في ايطاليا . ثم استقال في سنة ١٩٢٤ وصار أول رئيس «للمعهد القومي الفاشستي للثقافة» . وقد بقي حتى آخرحياته «فيلسوف النظام الفاشستي» واستمر في نفس الوقت يحاضر في جامعة روما. وأشرف على إدارة تحرير «دائرة المعارفالإيطالية» التي تعد في نظرنا أعظم دائرة معارف حتى اليوم من جميع النواحي : غزارة المادة، وفرة الرسوم والإيضاحات، عمق ودقة الأبحاث المكتوبة، إلخ. وقد بدأ العمل فيها في سنة ١٩٢٥ وتمنش افيسنة١٣٧.

ولما احتل الحلفاء جنوبي ايطاليا وسقط حكم موسوليفي في جنوبي ايطاليا ، وأقام موسوليني - بمساعدة الألمان -الجمهورية الفاشستية الايطالية في النصف الشمالي من ايطاليا، انتقل جنتيله الى الشمال وعمل على النضال في سبيل تثبيت هذه الجمهورية الفاشستية . لكن الشيوعيين المتمردين اغتالوه في فيرنتسه في١٥ أبريل سنة ١٩٤٤ .

ندفته

ينتسب جنتيله ، شأنه شأن زميله كروتشه ، الى ما يسمى بالهيجلية الجديدة . لكنه مع ذلك يميز عن صاحبه ، كمايميزعن سائر الهيجليين المحدثين.

يقول جنتيله انطفولة الانسان تتحرك في عالم خلقه الانسان بنفسه بواسطة خياله وفيه يعيش كما لو كان في حلم . والفن يمثل مرحلة الطفولة في الانسان : انه يعيش في حلم وفي خيال .

ويتلو مرحلة الفن مرحلة الداين . وفيها يلجأ الانسان لى إله يعده عالياً عليه . هنالك يركع الانسان امام مذابح هو الذي شادها بنفه ومن ثم ينشاً التقابل بين الفن والدين : إذ الفن ذاقي، بينا في الدين توكيد لكائن خارج عن الذات ، هو الإله .

هنالك تأقي الفلسفة لتوفق بين ذاتية الفن وموضوعية الدين . وهذا التوفيق لا يمكن أن يتم إلآ بتفسير للفن وللدين على نحو يمكن العقل من انجاز هذا التوفيق -ويتحقق ذلك بأشاعة الدين في الفن ، وأشاعة الفن في الن.

والوظيفة الفلسفية للعقل هي استرداد الأساطير

جبل

والأفكار والأشياء التي اخرجها العقل الى الخارج .

والحقيقة الواقعية كلها - الروحية والمادية على السواء -هيمن صنع الفعل المحض للعقل . ولهذا فإن جميع مشاكل الفلسفة: وجود العالم الخارجي، وجود سائر الذوات ، وجود اشه تفه - ترجع الى ديالكتيك باطن في الذات المفكرة . ومن هنا يقوم جنتيله باستبعاد كل بقايا الواقعية او الطبيعة التي لاتزال باقية في سائر أنواع المثالية . لا بد من ادراج الموجود في المعرفة ، فكلاهما ( الوجود والمعرفة ) يتحدان في فعل الفكر ، الذي لا يدرك أبداً شيئاً خارجه ، بل يجده في نقطة من نفط نموه . والذات تنظم كل ما تخلقه وفقا لمنظورات ختلفة.

ويتعالى جنتيله في مثاليته الى درجة انه ينكر وجود موضوع خارج الذات، ويقرر ان ما يسمى مادة انما هو نتاج متعدد للعقل او الفكر . ويرى ان خطأ لنزعات المثالية الأخرى يقوم في وضعها جوهرا خارج الذات لا تعرف ماذا تفعل به لأنه ليس في متناولها.

ان العقل ، هكذا يعتقد جنتيله ، فعل يضع موضوعه على شكل موضوعات متعددة ويوحدها في الوقت نفسه في وحدة العقل

وياخذ على هيجل أن ديالكتيكته ليس ديناميكياً ويرى ان العقل يرفض ان يسكن أو يتحجر في تعيناته . ان العقل لا يتوقف ابداً ، بل هو في حركة دائمة ، وهو يصير ويتغيرويمتحن نفسه في خلق مستمر وحرية لا يمكن التنبوء مقدماً بأفعالها.

وللديالكتيك عند جنتيله ثلاث لحظات :

١ - الشعور الاولي بالفعل

٢ - تموضع ما يشعر به العقل ويخلقه .

٣ - تأمل فلسفي هو الوظيفة العليا للعقل به يصير شاعرا بفعله ونشاطه .

التاريخ في رأيه ليس مجموعة من الوقائع المختلفة الثابتة، كما لو كانت مجموعة من الفراشات المحنطة على لوحة. بل التاريخ صيرورة ديالكتيكية السير. وليس التاريخ موضوعاً للفكر ، بل التاريخ هو الفكر نفسه وهو يضع لتقع موضوعاته مبسوطة في الزمان والمكان . والطبيعة ماهي إلا الفكر متحجرا .

ويتناول مشكلة الموت فيقرر انه ليست لدينا أية فكرة عن موتنا نحن . فشيء ان نموت ، وشيء آخر تماماً ان نتكلم عن الموت ، موت الأخرين . اننا لا نشعرمن الموت إلا بموت الآخرين : الأقربين ، او الأصدقاء ، او المعارف . فإن الموت يظل في شعورنا حدثاً اجتماعياً ، ومن هذه الناحية هو يمسنا على أنحاء مختلفة ومن يمت يمت بالنسبة الى شخص ما . يقول جنتيله : و ان عزلة ا لأخرين فينا هي أيضاً بقاء في ذاكرتنا )(< تكوين امجتمع وتركيبه، ، ترجمة فرنيةص٠٦.

أما الخلود ، بمعنى استمرار حياة الذات ، فأمر لا دليل عليه . وإنما الواجب علينا هو ان نربط حياتنا بحياة الاخرين.

اما عن الدين، فإن جنتيله يميز، على غرارجوردانو برونو، بين الدين الشعبي والدين الفلسفي. الدين الشعبي هو الذي يسعى خصوصا الى البقاء بعد الموت ، والى الحياة الأخرى وما فيها من جزاء وعقاب. لكن الانسان بعد ان يسكن في هذا اليقين ، يسقط في هاوية التواضع متى ما قارن ذاته بالذات الإلهية. ان الله هو الكل في الكل. والانسان، أمام هذا المطلق، يغوص في حضن الألوهية ويشارك في الفكر الإلهي والأرادة الإلهية ( الكتاب نفسه ، ص ٤ ٣٠ ) . وهكذا ينتهي جنتيله الى وحدة وجود صوفية شبيهة بتلك التي دعا اليها جوردانو برونو.

وقد كات فلسفة جنتيله هي السائدة في ايطاليا خلال العثرين سنة الأخيرة من حياته .

وانقم أنصارها الى فريقين : الأول ديي النزعة يتزعمه أرمندو كرلينى Armando Carlini الذي ذهب الى ان جنتيله تأثر في فلسفته خصوصاً بالقديس اوغسطين ، وزعم أن , الأنا المتعالي» عند جنتيله هو « الله عند الكاثوليك. وبعد موت جنتيله انضم هذا الفريق الى تيار الوجودية المسيحية وصار يكون حركة تدعى « الروحية المسيحية , .

والفريق الثاني يتزعمه 20 Spiritoلا وقد اتجه منذ البداية ، إلى المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن ثم أسهم بنصيب وافر في تكوين الايديولوجية الفاشستية ابان ازدهارها ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انضم هذا الفريق الى اليسار الايطالي.

في سنة ١٩٤٧ انشئت « مؤسسة جنتيله » في روما ، ومهمتها الرئيسية هي نشر مؤلفات جنتيله كلها في مجموعة واحدة تستغرق ٥٥ مجلدا . وبعض هذه المؤلغات قد نشره

ججوبرت

- Bertrano Spaventa, 1924.

- 11 Fascismo al governo della scuola, 1924.

- Che cosa از خ fascismo? 1925.

- Manzoni e Leopardi, 1928.

- La filosofía dellarte, 1931.

- Memorie italiane, 1936.

- La mia religione, 1943

انظر أيضًا