برسوم العريان

القديس برسوم العريان (بالقبطية: Ⲁⲃⲃⲁ Ⲡⲁⲣⲥⲱⲙⲁ Ⲡⲓⲣⲉϥⲃⲏϣ) (13171257) هو قديس قبطي معترف به من قِبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

تاريخ

الحياة المبكرة

ولد برسوم سنة 1257م في القاهرة. يدعى والده الوجيه مفضل كاتب الملكة شجرة الدر، ووالدته من آل التبان النبيلة. توفى والده وبعد عام توفيت والدته، فطمع خاله في الميراث، أما برسوم فلم يدخل مع خاله في خصومة، متذكرًا قول الحكيم: "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح"، وإذ حاول بعض أقاربه أن يثيروه ليقاضي خاله رفض تمامًا، وترك العالم وعاش حياة ناسك.

حياة الزهد

انطلق برسوم خارج الفسطاط ليعيش في مغارة، يحتمل حرّ الصيف وبرد الشتاء، غير مبالٍ بما يصادفه من مخاطر البرية. عاش خمس سنوات في حياة نسكية جادة مع صلوات ومطانيات بلا انقطاع، يرتدي منطقة من جلد الماعز على حقويه، لذا دعي بالعريان. في مغارة أبي سيفين أرشده الله إلى كنيسة الشهيد أبي سيفين "مرقوريوس" بمصر القديمة، إذ كان بها مغارة بجوار الباب البحري، لا تزال إلى يومنا هذا، وكان بها ثعبان ضخم بسببه امتنع الناس من النزول إليها. حاول القديس أن ينزل المغارة فمنعه خدام الكنيسة مظهرين خوفهم عليه، أما هو فبإيمان بسط يديه نحو السماء وصلى، قائلاً: "يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لدغتهم الحيات عندما نظروا إلى الحية النحاسية، الآن أنظر أنا إليك يا من عُلقت على الصليب لكي تعطيني قوة أستطيع بها مقاومة هذا الوحش". وإذ رشم نفسه بعلامة الصليب تقدم نحو الثعبان، وهو يقول: "تطأ الأفعى والحيات، وتدوس الأسد والتنين ..." ، فنزع الله من الثعبان طبعه الوحشي، وصار مرافقًا له في المغارة حوالي 20 عامًا. فاحت رائحة المسيح الذكية فيه فجاءت الجموع من كل مدينة تطلب صلواته وبركته.

الحياة اللاحقة والاضطهاد

في أيامه اجتازت الكنيسة ضيقة شديدة في أواخر سلطنة خليل بن قلاوون، إذ أُغلقت الكنائس في كل القطر ماعدا الإسكندرية، وصدر الأمر على المسيحين بارتداء العمائم الزرقاء. أما القديس برسوم فكان مستمرًا على صلواته في الكنيسة، رافضًا لبس العمامة الزرقاء. وشى به البعض لدى الوالي فأمر بجلده وحبسه ثم أطلقه فسكن على سطح الكنيسة يقدم صلوات ومطانيات بدموعٍ لكي يرفع الله غضبه عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليهم. وُشى به إلى الوالي مرة أخرى فتعرض للضرب بالسياط والحبس ثم أُفرج عنه ليذهب إلى دير شهران بجهة معصرة حلوان. وهناك عاش في حياة نسكية شديدة، وكانت نعمة الله تسنده، ووهبه الله عطية صنع العجائب. وكان كثير من المتضايقين يأتون إليه ليجدوا فيه راحة سماوية، وبصلاته رفع الله الضيق.

عرف العديد من الأمراء والقضاة وغيرهم أنه يرتدي دائمًا عمامة بيضاء، لكن لم يجرؤ أحد على إجباره على ارتداء عمامة زرقاء.

الوفاة

توفي برسوم في اليوم الخامس من شهر نسيء (10 سبتمبر1317م وهو في الستين من عمره. ترأس البابا يوأنس الثامن جنازته. دُفن في دير شهران.

انظر أيضًا