العلم الكلي
العلم الكلي هو العلم الإلهي وإنما سمي الإلهي علما كليا لكونه كليا لتجرده عن الاحتياج إلى المادة التي هي منشأ الجزئية ولأنه يبحث فيه عن الأمور العامة الشاملة للموجودات وتلك الأمور كليات. واعلم أنه قد جعل بعضهم ما لا يفتقر إلى المادة أي لا في التعقل ولا في الخارج قسمين ما لا يقارنها مطلقا لا في العقل ولا في الخارج كالإله والعقول وما يقارنها لكن لا على وجه الافتقار كالوحدة والكثرة وسائر الأمور العامة فإن الوحدة منها يتصف بها الواجب والممكن ولو كانت مفتقرة إلى المادة لما اتصف بها الواجب تعالى وكذا الكثرة تتصف بها العقول العشرة والأمور المفتقرة إلى المادة في التعقل والوجود الخارجي وكذا سائر الأمور العامة فيسمى العلم بأحوال الأول إلهيا والعلم بأحوال الثاني علما كليا وفلسفة أولى.
الفلسفة الأولى
اطلق أرسطو هذا اللفظ على الفلسفة الباحثة في الموجود بما هو موجود، وسماها أيضاً اللاهوت، وذلك تمييزاً لها عن الفيزياء (الفلسفة الثانية) وعن الرياضيات. وهي ما أصبح يعرف باسم ما بعد الطبيعة.
وأطلق بيكون (11,1 .De Augm. Scient) هذا اللفظ على "العلم الكلي" الذي هو بمثابة الشجرة التي تتفرع منها العلوم الجزئية، وموضوعها هو المبادىء المشتركة بين العلوم: وعند هوبز (De Corpore) يطلق اللفظ بمعنى قريب لما نجده عند بيكون.