الشكية

في الاستخدام العادي، تفهم الشكية (بالإنجليزية: skepticism) على أنها:

  • أ) سلوك شكي أو إلى عدم التصديق سواء أكان الأمر عام أو بخصوص موضوع معين.
  • ب) المذهب الذي يقول بأن المعرفة التامة أو المعرفة في تخصص معين هي معرفة غير أكيدة.
  • ج) منهج تأجيل الحكم (بالإنجليزية: suspended judgment) ، الشك المنظم (بالإنجليزية: systematic doubt) ، أو النقد هي من صفات الشكي.

في الفلسفة، تطلق الشكية على الأخص على عدد من الفرضيات، مثل:

في الفلسفة الكلاسيكية ، الشكية تعود إلى تعاليم و السمات الشخصية ل "سكيبتكوي" (بالإنجليزية: Skeptikoi) ، و هي مدرسة فلسفية، قيل عن مؤسسيها أنهم "لم يؤكدو شيئا، و لكنهم ارتأوا". بهذا المعنى، الفلسفة الشكية هي الفلسفة التي تقول بأن معتنقها يجب عليه أن يرجئ إطلاق أحكامه أثناء دراسة أو تقصي أمر معين"

في الدين ، تعني الشكية "الشك في المعتقدات أو الأركان الأساسية في ذلك الدين" (قاموس ويبستر الأمريكي)

فلسفة الشكية

في الفلسفة الشكية، البرووية (بالإنجليزية: pyrrhonism ) (التي تعني مذهب الشك المطلق) هي معتقد يحجم عن اعتناق زعم يدعي الحقيقة. الفيلسوف الشكي لا يدعي بأن الحقيقة مستحيلة (الأمر الذي يساوي الزعم بالحقيقة). الإمبيريقية تتصل بالشكية بشكل وطيد، و لكن لا تطابقاها. الإمبيريقيون ينظرون إلى مذهبهم على أنه يتوسط بشكل براغماتي بين الفلسفة الشكية و العلم التشريعي (بالإنجليزية: nomothetic science) ، من أجل ذلك، تسمى الشكية أحيانا "الإمبيريقية الراديكالية ".

نشأت الفلسفة الشكية في الفلسفة اليونانية القديمة. السفسطائيون اليونانيون في القرن الخامس قبل اليلاد كانوا في الأغلب شكيون. البيروونية كانت مدرسة من مدارس الشكية، أسسها أنيسيبيموس (بالإنجليزية: Aenesidemus) في القرن الأول قبل الميلاد و سجلها سيكستوس إمبيريكوس (بالإنجليزية: Sextus Empiricus) في أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث الميلادي. كان أول مناصريها هو بيروو الإيلي ، الذي سافر و كان مهتما بالعلم، الأمر الذي أوصله إلى الهند ، و قد تبنى مذهب الشكية "العملية". على إثر ذلك، طور كل من أرسيسيلاوس (بالإنجليزية: Arcesilaus) (315-241 ق.م) و كارنيدس (بالإنجليزية: Carneades) (213-129 ق.م)، طورا في "الأكاديمية الجديدة" منظورات تقتضي بأن الصح و الخطأ المطلقان لا بد من دحضهما على أساس اللايقين. كارنيدس انتقد آراء الدوغماتيين، خصوصا الرواقيين، مؤكدا أن التأكد المطلق من معرفة يعد أمر مستحيل.

الشكيون الإغريق انتقدوا الرواقيين ، و ذلك باتهامهم بالدوغماتية.

في الفلسفة الإسلامية، كان الغزالي (1058-1111)، هو من أوجد مذهب الشكية، كجزء من المدرسة الأشعرية. هناك من يجادل بأن أفكار الفيلسوف ديكارت في عمله " حديث الطريقة " من المحتمل أن يكون قد تأثر بعمل الغزالي الذي يشابه ديكارت في منهجه.

ينسب لديكارت فضل تطوير شكية عالمية كطريقة في التفكير، في محاولته لإيجاد حتمية مطلقة يبني عليها فلسفته. كما يعد الفيلسوف البريطاني، ديفيد هيوم، أيضا شكيا عالمي. على أن ديكارت نفسه لم يكن شكيا، بل طور نظريته في اليقين المطلق بهدف دحض نظريات شكيين آخرين حاججوا بأنه ليس ثمة يقين.

الشكية الدينية

الشكية الدينية هي أحد أنواع الشكية، و لكن لا يجب الخلط بينها و بين الإلحاد . الشكيون الدينيون يسائلون السلطة الدينية و ليسوا بالضرورة معادين للدين و لكنهم أولئك الشاكين في بعض أو كل المعتقدات أو الممارسات الدينية. بعضهم قد يكون حتى فقيها دينيا. أول شكيا ديني كان سقراط ، الذي تساءل حول شرعية المتعتقدات السائدة في زمنه في ظل وجود أكثر من إله .

مصادر