التعددية المنهجية

التعددية المنهجية (بالإنجليزية: Methodological Pluralism) أو التعددية المعرفية (بالإنجليزية: Epistemological Pluralism) مصطلح يستخدم في الفلسفة والاقتصاد وأي مجال من مجالات الدراسة تقريبًا للإشارة إلى وجود طرق مختلفة لمعرفة الأشياء ومنهجيات معرفية مختلفة للوصول إلى وصف أكمل لمجال معين. شكل معين من أشكال التعددية المعرفية هو الثنائية، على سبيل المثال، فصل طرق فحص العقل عن تلك المناسبة للمادة (انظر مشكلة العقل والجسد). على النقيض من ذلك، فإن الأحادية هي تقييد لنهج واحد، على سبيل المثال، الاختزالية، التي تؤكد أن دراسة جميع الظواهر يمكن اعتبارها بمثابة محاولة إيجاد علاقات ببعض الكيانات الأساسية القليلة.

مال علماء الاجتماع فى السبعينيات إلى القول بأن هيمنة الوضعية - التى طال أمدها على علم الاجتماع - قد انهارت، وأن الفكرة القائلة بأن ثمة أسلوب واحد للبحث الاجتماعى (تدعمه فلسفة موحدة للعلوم الاجتماعية ومناهج البحث) قد أفسحت الطريق للوعى بأن هناك العديد من هذه الأساليب البحثية. وقد ارتبطت النزعة الوضعية التقليدية عادة بأسماء كل من تالكوت بارسونز (المنظر الرئيسى للوظيفية) وبول لارارسفيلد (المروج الأساس لما يسمى بالنزعة الإمبيريقية المجردة). ولقد كانت نزعة التعددية المنهجية الجديدة نتاجا لظهور الاتجاهات الفينومينولوجية والبنائية فى علم الاجتماع وانقسام الماركسية إلى مذاهب ماركسية جديدة، فضلاً عن بزوغ نجم النسبية الفلسفية. وقد استخدم بعض الباحثين تعبير التعددية المعرفية (الابستمولوجية) أو اللامعيارية المعرفية ليصفوا الموضوع الراهن الذى بدا وكأنه يفتقر إلى المعيارية و الذى تنافست فيه العديد من النظريات والنماذج الإرشادية المعرفية من أجل الهيمنة على علم الاجتماع. وقد ذهب أحد النقاد: بول فيرآبند فى كتابه المعنون: ضد المنهج (الصادر عام 1975)؛ ذهب إلى القول بأنه حتى فى مجال العلوم الطبيعية، فإن الباحثين غالبا ما يغيرون ما يفعلونه و الأساليب التى يفعلون بها ذلك. وهم لا يمتلكون منهجا واحدا بعينه، وأن النجاح العلمى الحق، يتطلب عدم الخضوع -خضوع العبد- لمنهج بحثى واحد، بل إنه يتطلب عوضا عن ذلك نوعا من الفوضى المعرفية. ولذلك، فقد نصب فيرآبند نفسه ضد المنهج مفضلا مثل هذه الفوضى.

وتستخدم هذه التصنيفات العديدة إلى حدبعيدباعتبارهامرادفة لبعضها البعض. فكل منها ينطوى على رفض الانحصار المتهجى فى قالب واحد، كما ينهض كل منها إلى حد ما على تعارض مضلل مع النزعة الوضعية الثقليدية التى لم يكن لها وجود فعلى قط، حيث أن أيا من الوظيفية و النزعة الإمبيريقية المجردة لم يكن له تأثير مهيمن على النظرية والممارسات البحثية فى علم الاجتماع خلال الفترة السابقة. فقد كانت كل من الماركسية، والمثالية، والتفاعلية الرمزية (وهى ليست سوى أكثر الأمثلة وضوحا) كانت بمثابة بدائل فلسفية ومنهجية ذات حضور دائم.