إضراب
الإضراب (بالإنجليزية: Strike) هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على رب العمل من قبل الأجراء. وتسمى أيضا إضرابات الحوادث التي تؤلف توقفا عن العمل غير أجراء كإضراب التجار وإضراب أعضاء المهن الحرة وإضراب الطلاب وإضراب المواطنين عن دفع الضرائب.
بدأت الإضرابات تأخذ أهمية أكبر إبان الثورة الصناعية، عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر في ظل وجود المصانع والمناجم. في أغلب البلدان، اعتبر الإضراب أمر غير مشروع، ويعود ذلك للسطوة السياسية التي كان يملكها أصحاب العمل مقارنة بالعمال. أكثر البلدان الغربية شرعت الإضراب في أواخر القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين.
يلجأ أحيانا للإضراب للضغط على الحكومات لتغيير سياساتها. أحيانا، تساهم الإضرابات في فقدان استقرار حزب سياسي ما.
التعريف
الإضراب توقف مجموعة من الموظفين أو العمال عن أداء عملهم. ويمكن أن يشترك في الإضراب جميع أو بعض العاملين بأي شركة، ويتخذ العمال الإضراب عادة وسيلة للمساومة في الحصول على مطالبهم سواء كانت رفع مرتباتهم أو تحسين شروط عملهم، أو أي منافع أخرى لهم.
وتشير كلمة الإضراب أيضًا إلى توقف عمليات التشغيل أو النشاطات اليومية العادية كشكل من أشكال الاحتجاج. ويُقْدم الناس على هذا النوع من الإضراب احتجاجاً على سياسات الحكومة، إما لانتهاك حقوقهم المدنية، وإما لمعاملتهم على أساس التفرقة العنصرية.
يلجأ العمال في بعض الدول إلى الإضراب للمطالبة بالإصلاحات السياسية، كما يلجأ بعض نزلاء السجون إلى الإضراب عن الطعام حتى يأخذ المسؤولون شكاواهم بعين الاعتبار.
و تتمثل معظم أسباب النزاعات بين العمال وأرباب العمل حول الأجور وساعات العمل. وقد يحدث الإضراب بسبب قضية معينة، كاقتراح رب العمل نمطًا جديدًا للعمل يعارضه العمال. وإذا فشلت المفاوضات بين ممثلي العمال ورب العمل في الاتفاق حول عقد التوظيف الجديد، يلجأ العمال إلى الإضراب.
والإضراب المؤثر هو الذي يوقف نشاط صاحب العمل بدرجة يصبح معها من الصعب الحفاظ على مستوى الإنتاج المعتاد، بعد خفض كمية السلع المنتجة أو عدد الخدمات المقدمة للمستهلكين، الأمر الذي يؤدي إلى خفض أرباح صاحب العمل مما يفرض عليه قبول تسوية النزاع وديًا.
الإضراب شكل من أشكال الفعل فى المجتمع الصناعى يتضمن الامتناع عن العمل، على نحو يمثل فصماً مؤقتاً لعرى عقد العمل. ويعنى سلوك الإضراب الإيجابى منع ( الإدارة ) من استخدام أى قوة عاملة بديلة، وذلك عن طريق زرع مراقبى الإضراب (أو نظار الإضراب: شخص تكلفه النقابة العمالية بالمرابطة أمام أبوب المؤسسة أو المصنع، لكي يمنع العمال أو العملاء من دخول المبنى أثناء الإضراب). ومن شآن ذلك أن يؤدى إلى توقف الانتاج جزئياً أو كلياً إلى أن يتم تسوية الموضوع المتنازع عليه على نحو يرضى العمال. والإضرابات هى الإجراء الرادع الذى تلجا إليه النقابات العمالية عادة، ولذلك يعد فى مثل هذه الحالات إضراباً رسمياً. أما الإضرابات غير المشروعة (أو غير الرسمية) فتنشا عن مسيرات أو إجراءات عفوية وغير منظمة تحت زعامة قادة عاديين (غير نقابيين).
وتستخدم الإضرابات أيضا كطريقة للاحتجاج الاجتماعي والسياسى، حيث يستهدف إضراب العمال أوتعاونهم التأثير على سياسات الحكومة أو الدولة. ومن هنا جاءت عبارة "الاضراب السياسى"، أو "الإضراب العام" حيث يشترك فى الإضراب جميع السكان أو الجانب الأكبر منهم .
خلفية تاريخية
أول إضراب في التاريخ كان في عهد الفراعنة في دير المدينة 1152 قبل الميلاد ضد رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة العشرين.
بدأ استخدام كلمة «إضراب» في اللغة الإنجليزية عام 1768، عندما عمل بحارة في لندن على شل حركة السفن في الميناء، تعبيرا عن تأييدهم لمظاهرات انطلقت في نفس المدينة. الدستور المكسيكي، كان أول دستور في العالم يضمن الحق القانوني في الإضراب وذلك عام 1917.
أغلب الإضرابات تتولى تنظيمها نقابات العمال أثناء المفاوضة الجماعية. الإضراب عادة يكون بمثابة تهديد أو خيار أخير أثناء التفاوض مع بين الشركة والنقابة. ويعتبر الإضراب الذي حرض له الطالب سيزر (خيسس) في الخفاء من انجح وأهم الإضرابات في التاريخ وكان ذلك في الثلاثين من يوليو الفين وتسعة عشر في جامعته.
تصنيف الإضرابات
قد يتجلى الإضراب في رفض العمال الذهاب إلى العمل أو توكيل ناظر الإضراب مهمة ثني العمال عن العمل في الشركة ومحاولة إقناع الآخرين بعدم التعامل مع صاحب العمل. شكل الإضراب الأقل حدوثا، هو أن يحتل العمال أو الموظفين مقر العمل، ويرفضون القيام بالعمل كما يرفضون الخروج من المكان. يعرف هذا النوع من الإضراب بإضراب جلوس (بالإنجليزية: Sit-down strike).
أسلوب آخر في الإضراب هو إضراب العمل حسب ما يقتضيه القانون فقط (بالإنجليزية: work-to-rule)، حيث يقوم خلاله العمال أو الموظفون بأداء مهامهم الوظيفية بالضبط كما يتطب منهم عملهم، لكن لا أكثر من ذلك أبدا. مثلا، قد يتبع العمال أو الموظفون جميع تعليمات السلامة بطريقة تعوق من إنتاجيتهم أو قد يرفضون العمل وقت إضافي. هذا النوع من الإضراب يسمى «إضراب جزئي» أو «تباطؤ». في إيطاليا، لا يعاقب من يشترك في هذا الإضراب، ولكن في الولايات المتحدة، يحق لصاحب العمل تسريح عامل أو موظف يقوم بذلك.
الإضرابات قد تكون بصدد مقر عمل، صاحب عمل، أو في وحدة داخل مقر عمل، أو قد تشمل صناعة بأسرها، أو قد يشترك بها جل عمال أو موظفي مدينة أو بلد ما. الإضرابات التي يشارك بها جميع العمال أو الموظفين، أو التي تتضمن عدد من نقابات العمال في منطقة معينة تعرف ب «الإضرابات العامة».
الإضرابات السياسية. لا يرتبط هذا النوع من الإضراب بأفعال صدرت من صاحب العمل، وإنما يكون عادة للاعتراض ضد عمل أو سياسة اتخذتها الحكومة. فعلى سبيل المثال، لجأت نقابات السود في جنوب إفريقيا إلى التوقف عن العمل لتعبر عن احتجاجها ضد سياسات الدولة وتجاوزات الشرطة.
الإضرابات الرسمية وغير الرسمية. يعد الإضراب في بعض البلدان إضرابًا رسميًا عندما يلقى الدعم والموافقة من نقابة العمال المعنية، وكذلك من أكثرية أعضاء النقابة في مقر العمل. أما الإضراب الذي يقوم به العمال دون موافقة النقابة فيُعد إضرابًا غير رسمي بل وغير مشروع. ويسمى رفض العمال قبول القيام بالعمل في الوقت الإضافي وتباطؤهم في أداء عملهم اليومي إضرابًا جزئىًا. أما الاعتصام فيحدث عندما يتوقف العمال عن إنجاز العمل دون أن يتركوا مكاتبهم أو مصانعهم، وتُعتبر الاعتصامات في بعض البلدان غير شرعية ويُقدم القائمون بها إلى القضاء.
الإضراب العام. أكثر أشكال الإضراب جدية، وهذا الإضراب يضم العمال في منطقة واسعة، وقد يشمل البلد كله. وقد يشمل العمال الذين يعملون في نشاطات مختلفة وفي مصانع متعددة.
إضراب التعاطف (بالإنجليزية: sympathy strike)، هو صورة مصغرة من إضراب عام ويتم فيه تعاطف مجموعة من العمال أو الموظفين مع نظرائهم في شركة أخرى والتعبير عن ذلك بشكل فعلي. كانت إضرابات التعاطف سائدة بشكل واسع في الولايات المتحدة، بيد أنها قلت في الآونة الأخيرة. أما في بريطانيا، فقد منعت حكومة تاتشر ذلك النوع من الإضراب في سنة 1980.
إضراب طلابي ينتج عنه امتناع الطلاب، وأحيانا بمعية المدرسين، عن حضور المدرسة. بخلاف الأنواع الأخرى من الإضرابات، المستهدف في الإضراب (سواء كان المؤسسة التعليمية أو الحكومة) لا يتكبد خسائر مادية ولكن قد تتأثر سمعته.
إضراب عن الطعام هو الامتناع طواعية عن الأكل. يستخدم هذا الإضرا ب غالبا في السجون كشكل من الاحتجاج السياسي. كما هي الحال في الإضراب الطلابي، يتوق الإضراب عن الطعام إلى تشويه صورة الهدف.
إضراب إدعاء المرض (بالإنجليزية: sickout)، هو نوع من الإضراب يتظاهر في المضربون بالمرض، ويستخدم هذا الإضراب في الحالات التي يمنع فيها القانون أولئك الموظفين من إعلان الإضراب. الشرطة، ورجال الإطفاء، بالإضافة إلى المدرسين في بعض الولايات الأمريكية، لا تسمح لهم قوانين العمل بالإضراب.
في القانون
يُعد الإضراب عملاً شرعيًا في بعض البلدان بشرط أن يُبلغ العمال صاحب العمل عن نيتهم في القيام به، وغالباً ما يضمنه الدستور والقانون باعتباره أحد أشكال الاحتجاج السلمي. وغالبا ما تستثنى الوظائف ذات الأهمية القومية والتي لا يجوز الإضراب فيها لخطورة ذلك على الدولة. ومن الأمثلة على ذلك ضباط الشرطة والجيش، وأطباء الطوارئ، والقضاء كما في المملكة المتحدة وفي بعض البلدان الأخرى.
الحظر في الأنظمة الماركسية
في الأنظمة الماركسية - اللينينية، مثل الاتحاد السوفييتي أو الصين، الإضراب غير مشروع وينظر إليه على أنه مضاد للثورة. بما أن الحكومة في تلك الأنظمة تدعي تمثيل طبقة العمال، فهي تجادل بأن النقابات والإضرابات لا داعي لوجودها في تلك الحالة. نقابات العمال في الاتحاد السوفييتي كانت بمثابة آلات دعاية وبروباغندا فحسب.
الإضرابات حول العالم
تشمل البلدان التي تخسر نسبة عالية من أيام العمل بسبب الإضرابات: اليونان، وأسبانيا، وإيطاليا، بينما لا يكاد يحدث أي إضراب في بعض البلدان كسويسرا والنمسا. وكان عدد الإضرابات في سبعينيات القرن العشرين أكثر منه في أي وقت منذ عام 1945م حيث كان المعدل السنوي لأيام العمل الضائعة بسبب الإضرابات 10 ملايين يوم.
ويختلف عدد الإضرابات بين بلد وآخر بصورة كبيرة، ففي عام 1987م بلغ عدد الإضرابات في أستراليا 1,517 إضرابًا، وشملت 608,800 موظف، وكانت مناجم الفحم الأكثر تأثرًا بهذه الإضرابات. وفي عام 1989م بلغ عدد الإضرابات في جنوب إفريقيا 855 إضرابًا، شملت 177,712 عاملاً، وكانت المعامل في مجال النشاط الصناعي هي الأكثر تأثرًا بهذه الإضرابات.
وفي السنوات الأخيرة، قيدت الحكومة الهندية حرية العمال بشأن ممارسة حق الإضراب، فكان عدد كبير من الإضرابات يحمل الطابع غير الرسمي.