إبيقوريون
مذهب الإپيقوريين يُنسب إلى إبيقور (340 ق.م. - ~270 ق.م.)، وقد ساد ستة قرون. وإذا كانت لإبيقور ومن تبعه من تلاميذه نظرية في الطبيعة، مقتضاها إرجاع كل شيء في عالمنا إلى ذرات، إلا أن اهتمامهم انصرف أساساً إلى الأخلاق. وقالوا فيها إن أساسها اللذة، واللذة هي هدف الإنسان في حياته. واللذة ليست مقصورة على اللذة الجسدية، بل تسمو عليها اللذة العقلية. وليس الأمر بالسعي إلى اللذة الوقتية، بل قد يكون بالعمل على منع الألم. وخير اللذات هي في هدوء البال، وطمأنينة النفس. وهدوء البال بدوره يتحقق بالحد من الرغبات، والحاجات، والبساطة، والاعتدال في العيش.
وكما أن اللذة هي غاية الحياة، فإن المعرفة لا تتحقق إلا عن طريق الحواس. والحواس ترشد المرء إلى تحديد طبيعة الشيء، فيصدر حكمه بعد الإدراك الحسي. غير أنه إذا أخطأ فليس الخطأ بناجم عن الإدراك الحسي، وإنما ينتج من الحكم والإدراك الحسي والشعور باللذة، هما مقياسا الحقيقة، وأسلوب الوصول إلى المعرفة.
فكر الفلسفة الابيقورية
يرتكز فكر ابيقورالاجتماعي والفلسفي على الابتعاد عن الحياة العامة ولايقر بالتساوي المركزي بين المجتمعات لأنه يوجب العداء والتباغض. ويرى إن الدين والموت مصدريين اساسين الخوف وسار بذلك إلى الاتجاه المادي ويعتبر وجود الدولة على اساس كفالة الأمن والاستقرار وللوقوف امام المفيدين، ويعتقد بإن طبيعة المجتمع البشري قائمة على الانانية بالسليقة ويجرون وراء مصالحهم الذاتية فإن حقق البعض خيرا أفسدته انانية البعض الآخر فأصبح لا مناص لهم جميعا من الاتفاق الضمير على الامتناع عن احاقة الأذى بعضهم ببعض إذ ليس ارتكاب الظلم سيئا في حد ذاتة لكن مكابدة عواقبه ومعاناة تبعاته دون أن يجد المظلوم من يدفع عنه المكارة هو اسوأ من أي شيء آخر فكان إنّ تعاهد الناس على احترام حقوق بعضهم بعضا اتقاء لما يصيب البعض من مكائد البعض الآخر. ويقول بعض الفلاسفة ومنهم جورج اسباين، إن أكثر أجزاء المذهب الابيقوري جرأة، وقد كانت هذه المدرسة نقداً لاذعا لكل صنوف العادات والعقائد الخرافية مثل العرافة والتنجيم وكان ذلك في الحقيقة شرا كبيرا وكانت صحيفتها في هذا المجال مشرفة على عكس مدرسة الرواقيين التي كانت دائما على استعداد عظيم لتلمس ظلالي من الحقيقة في عقائد شائعة كان من الجلي عدم صحتها. وإنّ نشأة عدم الدول في نظر الابيقوريين ليست إلاّ لتوفير للإطمئنان وبخاصة عن عدوان الغير فالناس جميعا انانيون ولا يسعون إلاّ إلى مافيهم خيرهم الخاص ولكن هذه الطريقة تجعل خير كل فرد مهددا بأفعال الآخرين الصادرين عن هذه الانانية نفسها.
الفكر السياسي الابيقوري
اما عن الفكر السياسي الابيقوري وفلسفته الخاصة التي تستند إلى الجانب الشهواني والابتعاد عن ساحة المتافيزيقة والموضوعات التجريدية بينما اصالة الفكر السياسي قائم على الاعتبار العقلي مع مرونة الموضوع. وإمّا عدم تمسكة بالتساوي المركزي فهو على عكس ما تصوره من وجود العداء والتباغض لإنّ الاعمال الوظيفية إذا كانت في خط المساواة توجب انعدام البغضاء والعداء.
الابيقورية والدين
أعتبر الابيقوريين الدين والموت اساسين للخوف فدعوى بدون برهان لإنّ الخوف من الصفات الغريزية، وليست من الافعال المكتسبة، فالدين يوجب العقاب الآخروي على مخالفة المقررات القانونية الآلهية، كما يسري على ضوئة التشريع الوضعي عند مخالفة مقرراتة القانونية يلاقي العقوبات الجزائية، كما أن الموت يعاكس غريزة البقاء، فلابد أن يدرسا بما هما لا بما ينتج عنهما الخوف حتى يكونا في صفحة السير المعاكس للذة والسعادة. ويبدو في تصوير الابيقوريين لكيان الدول على اساس الأمن والإطمئنان والوقوف امام المغيرين فهذا في واقعة قد اعطى بعض الاضواء عن حياة الدول واثرها الاجتماعي ولم يوف الجوانب الآخرى التي ترتكز عليها صفحات الدول، وإمّا تصويرهم في المجتمع البشري على الانانية والانطواء الذاتي وإنّ كنا نعتقد أن الاصالة للفرد دون المجتمع لكن هذا لايقر على وجود الانانية، بل من حيث اصالة ذاتة ولكنه يرتبط بعلاقات على اختلاف أسبابها مع ماتجد معه في النوعية الحيوانية الناطقية.
اقرأ أيضا
az:Epikürçülük bg:Епикурейство br:Epikuriezh ca:Epicureisme cs:Epikureismus de:Epikureismus Epicureanism]] eo:Epikuranismo es:Epicureísmo fi:Epikurolaisuus fr:Épicurisme gl:Epicureísmo he:האסכולה האפיקוראית hi:आनंदवाद hu:Epikureizmus id:Epikureanisme is:Epikúrismi it:Epicureismo ja:エピクロス主義 ka:ეპიკურეიზმი kk:Эпикуреизм ko:에피쿠로스 학파 lt:Epikūrizmas mk:Епикуризам nl:Epicurisme no:Epikurisme pl:Epikureizm pt:Epicurismo ro:Epicurism ru:Эпикуреизм sh:Epikurejstvo simple:Epicureanism sk:Epikureizmus sl:Epikurejstvo sr:Епикурејство sv:Epikurism tl:Epikureanismo uk:Епікурейство zh:伊比鳩魯學派