أثينا

من أجل استخدامات أخرى، انظر أثينا (توضيح).

مدينة أثينا أو أثنية (بالإنجليزية: Athens) هي عاصمة اليونان وأكبر مدنها، ومن أشهر المدن التاريخية في العالم. وقد أسماها العرب مدينة الزيتونة ومدينة الحكماء. تهيمن أثينا على منطقة أتيكا وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، ويمتد تاريخها المسجل إلى أكثر من 3400 عام، ويبدأ الوجود البشري فيها ما بين الألفية الحادية عشرة والسابعة قبل الميلاد. ويعود اسم المدينة إلى أثينا إلهة الحكمة الإغريقية.

تقع أثينا في جنوب اليونان على سهل قرب النهاية الجنوبية لشبه جزيرة أتيكا التي تمتد من الجنوب الشرقي لليونان إلى بحر إيجة بين نهري إليسوس وكيفيسوس، ويحد أثينا هلال من الجبال من جهة الغرب والشمال والشرق، هي هيميتو (1,026 متراً) وبينديلي (1,109 متراً)، وبارنيثاس (1,413 متر). تطل من الجهة الرابعة على خليج سارونيكوس الواصل إلى البحر الأبيض المتوسط. وتبعد نحو ثمانية كيلومترات عن بيرايوس (بيريه) أكبر موانئ اليونان.

صارت عاصمةً لليونان عام 1834م بعد أن حرر الإغريق أنفسهم من الحكم التركي. ولكن شهرتها ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما كانت أقوى وأكثر المدن تحضرًا في العالم، واسمها بالإغريقية أثيناي. لم يكن في أثينا سوى عدة آلاف من السكان عندما استقلت اليونان. وبدأت أثينا الحديثة بحكم الملك الألماني البافاري أوتو الأول الذي كان أول ملك لمملكة اليونان الحديثة. وأثناء فترة حكمه التي امتدت من عام 1832 إلى 1862م، وبموجب توجيهاته بنى المعماريون الألمان أثينا الحديثة.

أما أثينا الكلاسيكية فقد كانت «دولة مدينة» قوية ظهرت بالتزامن مع تطور البحر في ميناء بيرايوس. وكانت مركزاً للفنون والتعلم والفلسفة، وموطن أكاديمية أفلاطون وليقيون أرسطو، ففيها عاش معظم الكتاب الإغريق المبدعين الذين ألَّفوا في الفن المسرحي والتاريخ والشعر والفلسفة وقد ظل أثرها باقيًا على الآداب والعلوم حتى اليوم. فمن روائييهم المشهورين إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس، ومن كتاب الكوميديا أريسطوفانيس، ومن الفلاسفة سقراط وأفلاطون، ومن المؤرخين ثيوسيديدس ومن الخطباء ديموسثينيس، ومنها أيضًا المعماريون أمثال فيدياس وغيره من المعماريين الذين بنوا الروائع الفنية الكلاسيكية التي ظلت آثارها باقية حتى اليوم. كما أن ديمقراطية أثينا كانت مثالاً استقى منه صانعو القوانين الكثير، وظلت مصدر وحي لهم لعهود طويلة. ولعل كل هذا هو الذي جعل بيركليس، أحد ساسة أثينا المحنكين يسميها مدرسة اليونان . والواقع أن أثينا كانت أكثر من ذلك؛ فقد كانت، من أوجه كثيرة، المكان الذي وُلدت فيه الحضارة الغربية. ويُشار إليها على نطاق واسع بأنها مهد الحضارة الغربية وموطن الديمقراطية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثيرها الثقافي والسياسي على القارة الأوروبية، وخاصةً الرومان. في العصر الحديث، تُعد أثينا حاضرة عالمية كبرى ومهمة للحياة الاقتصاديّة والماليَّة والصناعيَّة والبحريَّة والسياسيَّة والثقافيَّة في اليونان.

أثينا هي مدينة عالمية وواحدة من أكبر المراكز الاقتصادية في جنوب شرق أوروبا. ولدى المدينة قطاع مالي كبير، وتضم ميناء بيرايوس أكبر ميناء للركاب في أوروبا، وثاني أكبر ميناء في العالم. بينما في الوقت نفسه سادس أكثر الموانئ ازدحاماً في أوروبا. ويبلغ عدد سكان بلدية أثينا حوالي 729,137 نسمة، وعدد سكان أثينا الكبر مع ضواحيها والمناطق المجاورة حوالي 3,753,726 نسمة (إحصاءات يناير 2005). وفقًا ليوروستات في عام 2011، كانت المنطقة الحضرية الكبرى بأثينا هي المنطقة التاسعة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الاتحاد الأوروبي (وسادس عاصمة في الاتحاد الأوروبي)، حيث بلغ عدد سكانها 3.8 مليون شخص. وأثينا هي أيضاً عاصمة الجنوب في البر الأوروبي.

لا يزال تراث الحقبة الكلاسيكية واضحاً في المدينة، والتي تمثلها المعالم الأثريَّة والأعمال الفنية القديمة، وأشهرها البارثينون، التي تُعتبر معلماً رئيسياً للحضارة الغربية المبكرة. وتحتفظ المدينة أيضاً بالآثار الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى عدد أقل من الآثار العثمانية. أعلنت أثينا عام 1985 كأول عاصمة ثقافية لأوروبا. أثينا هي موطن لإثنين من مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث أضيف الأكروبولس عام 1987 ودير دافني عام 1990 في أثينا إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي. تشمل معالم العصر الحديث، التي يعود تاريخها إلى تأسيس أثينا كعاصمة للدولة اليونانية المستقلة في عام 1834، البرلمان اليوناني، وما يسمى في «ثلاثية الهندسة المعمارية في أثينا»؛ والتي تتألف من المكتبة الوطنية اليونانية وهي المكتبة الوطنية، وجامعة كابوديستريان في أثينا وأكاديمية أثينا. تضم أثينا أيضًا العديد من المتاحف والمؤسسات الثقافية، مثل المتحف الآثار الوطني، والذي يضم على أكبر مجموعة من الآثار اليونانية القديمة في العالم، ومتحف الأكروبوليس، ومتحف الفنون السيكلادية، ومتحف بيناكي والمتحف البيزنطي والمسيحي. كانت أثينا المدينة المضيفة لأول ألعاب أوليمبية حديثة في عام 1896، وبعد 108 عاماً، رحبت استضافت الألعاب الأولمبية الصيفية 2004، مما جعلها واحدة من حفنة من المدن التي استضافت الألعاب الأولمبية أكثر من مرة. اول دوله ديمقراطيه عرفها التاريخ كانت اليونان ولكنها لم تكن ديموقراطية صالحه بل كان ينتشر فيها الفساد

أصل الاسم

في اللغة الإغريقية القديمة كان اسم أثينا هو (قالب:رمز لغة (Athēnai 'أثيني' (تلفظ الياء ما بين الألف والياء) وهو بصيغة الجمع. ولكن في اللغة الإغريقية الأقدم من ذلك كإغريقية هوميروس ‏‏ مثلا، كان الاسم بصيغة المفرد قالب:رمز لغة (Athēnē) وتم تحويله للجمع لاحقا كما الحال في كلمات (قالب:رمز لغة (Thēbai و (قالب:رمز لغة (Μukēnai 'مايكناي'. من المرجح أن أصل الكلمة ليس إغريقيا أو هندو-أوروبيا ومن الممكن أن يكون من بقايا الأساس اللغوي ما قبل الإغريقي ‏‏ القادم من أتيكا، كما في اسم الآلهة أثينا (في اللغة الأتيكية ‏‏ : قالب:رمز لغة ـ Athēnā) والتي طالما ارتبط اسمها باسم العاصمة أثينا. في العصور الوسطى تحول اسم المدينة مرة أخرى إلى صيغة المفرد قالب:رمز لغة أثينا. ولكن بسبب تحفّظ اللغة المكتوبة، بقي اسم المدينة قالب:رمز لغة أثيني (تلفظ الياء مابين لفظ الألف والياء). استمر الحال على ذلك حتى إلغاء الكاثاريفوسا ‏‏ في السبعينيات من القرن العشرين، عندها أصبح أثينا Ἀθήνα هو الاسم الرسمي للمدينة.

قُدّمت بعض الاقتراحات الأخرى عن جذر التسمية من بعض الباحثين في القرن التاسع عشر.كريستيان لوبيك ‏‏ اقترح أن جذر الاسم هو كلمة قالب:رمز لغة ـ آثوس بمعنى الزهرة، ليرمز للمدينة على أنها مدينة «مزدهرة». من ناحية أخرى اقترح لودفيش دوديرلين ‏‏ أن يكون جذر الاسم هو جذر الفعل قالب:رمز لغة ـ thaō بمعنى 'يمتص' ليرمز على أن للمدينة تربة خصبة.

توجد أسطورة إغريقية عن سبب تسمية أثينا بهذا الاسم. وكانت هذه الأسطورة رائجة بين الأثينيين القدماء حتى أنها كانت ممثلة بمنحوتة على الواجهة الغربية للبارثينون. تقول الأسطورة أن كلا من الآلهة أثينا (ميثولوجيا) وبوسايدون طلبا أن يكونا أسيادا للمدينة ويطلقا اسميهما على المدينة، فتنافسا لنيل هذا الشرف، بعرض هذية على المدينة من كل منهما. أخرج بوسايدون نبع مياه مالحة بضربه للأرض برمحه ثلاثي الشعب ليجسد قوة البحار. بينما تقول أساطير أخرى أنه قدم للمدينة جيادا كونها من زبد البحر. على الناحية الأخرى تقول الأسطورة أن أثينا خلقت شجرة الزيتون وقدمتها للمدينة لتكون رمزا للسلام والازدهار. قبل الأثينيون بقيادة حاكمهم كيكروبس شجرة الزيتون وسموا المدينة على اسم الآلهة أثينا.

يشار إلى المدينة أحيانا بلقبها اليوناني τὸ κλεινὸν ἄστυ والذي يعني 'المدينة العظيمة'، أو η πρωτεύουσα (بروتيفوسا) 'العاصمة'.

التاريخ

طالع أيضاً: تاريخ أثينا

اثينا هي عاصمة اليونان وأكبر مدنها، تُهيمن على إقليم «أتيكا» ويعود تاريخها الموثق إلى 3,400 سنة تقريباً مما يجعلها من أقدم المدن في العالم. لا يزال تراث المدينة الذي يرجع إلى عصر «أثينا الكلاسيكي» جلياً إلى حدٍ كبير بفضل النُصب القديمة والاكتشافات الأثرية والمتاحف والأعمال الفنية العديدة. وبجانب ثرائها التاريخي، فإن «أثينا» مدينةٌ عصريةٌ حديثة تضم المطاعم والمقاهي والمتاجر الفاخرة وأماكن التجمُعات المختلفة، حيث يجد الزائر عند كل ركنٍ من أركان المدينة شيئاً مشوقاً يثير الفضول والمُتعة. شيدت أثينا حول التلال الصخرية للأكروبوليس. وكانت عاصمة دولة أتيكا الموحدة قبل عام 700 ق.م. وسكانها من الأيونيين. والمدينة عند نشأتها كانت عبارة عن بيوت من الطين والقش وشوارعها غير مرصوفة. وكانت في عصرها أقل حجماً من المدن الحضارية القديمة. فلم تكن تتعدى مساحة قرية صغيرة. إلا أنها كانت دولة تدار بطريقة ديموقراطية بواسطة مجلس الجماهير (الإكليسيا). وكان ينتخبه أهلها بالاقتراع. وكانت تدار بها المناقشات وتتخذ القرارات بالتصويت. واهتمت بفن المسرح وكان لها مسرحها في الهواء الطلق. وكان يواجه المدينة الأكروبوليس وهو بيت للآلهة فوق جبل. وكانت مركزاً للحضارة الميسينية في العصر البرونزي الأخير. وفي عهد حاكمها بريكليس كانت مدينة الفنون والثقافة. وظلت مدرسة للثقافة حتي سنة 529 ق.م. حيث ظهرت بها التراجيديات والكوميديات الإغريقية الشهيرة. وقد هاجمها الفرس عام 490 ق.م. وانتصرت عليهم براً في معركة ماراثون وبحرا في سلاميس عام 480 ق.م.

نشأة المدينة

لا يعرف المؤرخون الكثير عن تاريخ أثينا قبل عام 1900ق.م، العام الذي احتل فيه الإغريق أتيكا. وقد غزا قوم آخرون أثينا بعد الإغريق، واستوطنوها ولم يطردوا منها الإغريق بل سمحوا لهم بالبقاء فيها.

كانت أثينا من أوائل ما أطلق عليه الدول ـ المدن . وكانت هذه الدول ـ المدن تشمل المدينة والمنطقة المحيطة بها، وكان لأثينا ملك، شأنها في ذلك شأن الدول الإغريقية الأخرى. وتقول الروايات التقليدية إن أول ملك هو سسروبس، وأن حكم الملوك لتلك الدول الإغريقية استمر حتى عام 682ق.م، حيث تولى آنذاك حكمها موظفون منتخبون يسمى أحدهم الأرخون، ينتخبهم كل سكان المدينة الذكور البالغون ولمدة عام واحد، وكانوا ثلاثة في البداية ثم زيد عددهم إلى تسعة فيما بعد.

كان الأرخون ينضم بعد انتهاء خدمته، إلى مجلس مكون من سياسيين كبار في السن، يُطلق عليه اسم أريوباغوس وهو اسم المكان الذي كانوا يجتمعون فيه ليحكموا في قضايا القتل، وليعدوا الأمور السياسية التي سيجري عليها التصويت في مجلس المدينة العام.

ازداد عدد سكان أثينا، ونتج عن ذلك عدة أمور، أهمها أن مزارعي أتيكا عجزوا عن تزويدهم بالطعام، كما أن طبقة الأرستقراطيين الحاكمة أخذت في امتلاك أراضي المزارع الجيدة تدريجيًا، وهذا الأمر أضعف طبقة الزراع الصغار، فبدأوا يستدينون على أمل أن يُوفوا دينهم من محصول العام التالي. ولم يكن باستطاعة بعضهم الإيفاء بالدَّيْن، فبدأوا يفقدون أراضيهم ويصيرون عبيدًا لدائنيهم، وظهرت في أثينا طبقتان، الطبقة الدنيا المعدمة وطبقة الأثرياء. وزاد التنازع بينهما، وبدأ شبح الحرب الأهلية بينهما يلوح في الأفق.

أُدخل الأرخون سولون بعض الإصلاحات المهمة في مجتمع أثينا عام 594ق.م، فبدأ بإلغاء الديون محررًا بذلك من صاروا عبيدًا، ولكنه لم يستطع إرجاع أراضيهم لهم. كما قام بعد ذلك، بوضع بعض الأسس لتولي المناصب العامة، فجعل الثروة أساسًا لذلك التولي، فأصبح لكل مواطن مؤهل الحق في أن يصبح موظفًا عامًا دون أن يكون من أحد أُسر الحكم التقليدية. وقام سولون أيضًا بإعادة تنظيم قوانين أثينا، وأشاعها بين الناس.

ولكن هذه الإصلاحات لم تحل مشكلات الفقر في أتيكا. وفي عام 560ق.م قام بيزيستراتوس ـ وهو أحد قادة الجيش المحترمين ـ بالاستيلاء على السلطة في أثينا، وحكمها حكم الطغاة. واستبعد من السلطة مرتين لكنه حكم بحزم منذ عام 545ق.م، وحتى موته عام 527ق.م. وقد ساندته الطبقات الدنيا، فكان يجازي مسانديه بإعطائهم الأراضي التي كان قد صادرها من معارضيه الأثرياء. وهكذا استمر في إكمال ما بدأه من تقليص قوة الحكام التقليديين. ولم يلغ بيزيستراتوس الحكومة والأرخون بل سيطر عليها تمامًا. وكسب لنفسه ولاءً شعبيًا. وبعد ذلك قام بعدة إصلاحات في المدينة، من ذلك شروعه في بناء المراحل الأولى من معبد زيوس، ولكنه مات وخلفه ابنه هبياس، وحكم أثينا حكم الطغاة.

الديموقراطية الأثينية

طالع أيضاً: ديمقراطية أثينية

أزيح هبياس عن الحكم عام 510ق.م، وخلفه على حكمها أحد أفراد الأسر البارزة، وهو كليسثينيز الذي تمكن عام 508ق.م من إقناع أهل أثينا بقبول الدستور الذي اقترحه عليهم، والذي جعل من أثينا دولة ديمقراطية. وبالرغم من أن هذا الدستور بقي غير مكتوب إلا أنه ظل معمولاً به مئات السنين، وقد احتفظ بمجمل إصلاحات الأرخون، وأضاف إليها بعض الأمور التي استجدت.

كانت المواطنة حتى عهد كليسثينيز قائمة على رباط الدم والنسب إلى القبائل الأيونية الأربع التي استوطنت أتيكا، وكان على الرجل أن ينتمي إلى إخُوة ليصير مواطنًا. ولكن نظام كليسثينيز جعل من كل الذكور البالغين من العمر ثمانية عشر عامًا، مواطنين، وأعضاء في القرية أو المدينة التي يعيشون فيها. وقد أصبحت العضوية في القرية أو المدينة وراثية فيما بعد، حيث أصبح للرجل الحق في أن يكون عضوًا في قرية أو مدينة لا يعيش فيها.

قسم كليسثينيز القرى والمدن إلى ثلاثين مجموعة صغيرة، عُرفت باسم ترتيس، وقسمت هذه بدورها إلى عشر قبائل جديدة، وتتكون كل قبيلة من هذه القبائل من ثلاث من المجموعات التابعة لمناطق مختلفة في أثينا. ونتج عن هذا التقسيم أن أصبح أعضاء كل قبيلة ينتمون إلى عوائل مختلفة ومناطق مختلفة من أثينا.

كانت أهم إصلاحات كليسثينيز هي إنشاء مجلس مكون من 500 عضو، يختارون سنويًا عن طريق الاقتراع. ومهمة هذا المجلس هي تحضير الأجهزة لاجتماع الجمعية العمومية في أثينا. وقد مكن هذا النظام الجديد مواطني أثينا من ذوي الكفاءة من المشاركة في حكومة مدينتهم، إذ إن عضوية مجلس المدينة كانت مفتوحة للمواطنين، ما عدا الطبقات المعدمة، وكذلك كان الحال بالنسبة للوظائف العامة بالدولة. ورغم كل هذه الإصلاحات فإن حق المواطنة لم يكن مكفولاً للنساء، فقد كُنَّ محرومات من حق الاقتراع، ومن أن يصرن موظفات في الدولة. وبمرور الزمن أصبح اختيار كل الموظفين -ماعدا قادة الجيش- يتم سنويًا عن طريق الاقتراع، وكان اختيار قادة الجيش يتم عن طريق الانتخاب. والموظفون الذين يرتكبون مخالفات، ولا ينالون الرضا العام، يمكن نفيهم لمدة عشر سنوات، وعن طريق تصويت السكان.

العصر الذهبي

أدت أثينا دورًا بارزًا في الانتصارات التي أحرزها الإغريق على الجيوش الفارسية في الحروب التي دارت بينهما في الفترتين (490ق.م - و 480 إلى 479ق.م). وصارت أثينا بفضل هذه الانتصارات، قائدة لحلف يضم مجموعة من الدول الإغريقية بغرض شن الحرب على دولة فارس، وقد تحول هذا الحلف ليصير فيما بعد إمبراطورية أثينا. وكانت الفترة من عام 477 إلى عام 431ق.م من أنصع فترات التاريخ في أثينا، وهي ما عرفت بفترة العصر الذهبي، وفيها أصبحت أثينا مركزًا أدبيًا وفنيًا مرموقًا في كل بلاد اليونان.

الحرب والتدهور

أدخل بيركليس ـ قائد أثينا في عصرها الذهبي ـ المدينة في الحرب البيلوبونيزية، ضد مدينة أسبرطة وحلفائها، وذلك عام 431ق.م، واستمرت هذه الحرب التي انتهت بانتصار أسبرطة حتى عام 404ق.م فأصبحت أسبرطة من بعدها أقوى دولة إغريقية، واستمرت كذلك حتى تمت هزيمتها عام 371ق.م من قبل طيبة، أما أثينا فقد سقطت ـ مثل باقي اليونان ـ تحت سيطرة فيليب والإسكندر الأكبر المقدوني.

لم تتمكن أثينا من استعادة قيادتها السياسية مرةً ثانية، ولكنها ظلت مركز اليونان الثقافي، واستمرت قبلة الناس الثقافية أيام الحكم المقدوني، وفيما بعد أيام الحكم الروماني، وكان يأتيها أبناء الأثرياء من كل مكان طلبًا للعلم، ولكنها فقدت هذه المكانة بحلول عام 529م، وذلك عندما أغلق الإمبراطور جستنيان مدارس الفلسفة فيها.

العصور الوسطى

كانت أثينا في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين بلدًا فقيرا مهملاً. وقد حكمها في هذه الفترة حكام بيزنطيون وإيطاليون عدة، واستطاع العثمانيون في القرن الخامس عشر بسط حكمهم عليها، ولكنهم انشغلوا عن العناية بها، فلم يعيدوا بناءها، أو يصلحوا مبانيها المتصدعة.

صارت أثينا عام 1834م ـ في أعقاب حرب الاستقلال اليونانية ـ عاصمةً لمملكة اليونان الجديدة، وبدأ أهلها يعيدون لها جمالها القديم.

التاريخ الحديث

كانت أثينا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) مدينة مفتوحة، بمعنى أن اليونانيين قبلوا ألا تكون محصنة، وألا يدافعوا عنها. وكان غرضهم من هذا هو حماية مبانيها التاريخية وآثارها الفنية من القصف والدمار. ورغمًا عن ذلك لم تسلم أثينا من الأذى، فقد احتلها الألمان عام 1941م، ولكنهم أخلوها عام 1944م.

بدأ علماء الآثار بعد نهاية الحرب إعادة بناء مباني المدينة القديمة وترميمها. وقد بُدئ منذ عام 1960م في تشييد مبان جديدة في أماكن المباني القديمة التي كانت قائمة في أثينا منذ عهد ملكها أوتو الأول. وتقع مسؤولية إدارة شؤون المدينة على عاتق عمدتها ومجلسها.

الجغرافيا

علم الأرض

تقع أثينا في أحضان سهول أتيكا الوسطى والتي غالبا ما يشار إليها باسم أثينا أو حوض أتيكا (اليونانية: Λεκανοπέδιο Αττικής). يحد الحوض الكبير أربعة جبال: جبل أيغاليو إلى الغرب، وجبل بارنيثا من الشمال، وجبل بنتلي إلى الشمال الشرقي وجبل هيميتوس إلى الشرق. ويكمن ما وراء جبل أيغاليو سهل ثيرياسن والذي يشكل امتدادا لوسط السهل إلى ناحية الغرب. ويقع خليج سارونيك إلى الجنوب الغربي. جبل بارنيثا هو أطول الجبال الأربعة إذ يرتغع 1413 متر (4636 قدم) عن سطح البحر والذي دشن كحديقة وطنية.

بنيت أثينا حول عدد من التلال. ليكابيتوس هي أطول تلال المدينة ذاتها، ويطل على حوض أتيكا بأسره. تعتبر جيومورفولوجية أثينا من أعقد الجيولوجيا في العالم بسبب جبالها التي تسبب في الانعكاس الحراري، الظاهرة التي بجانب صعوبة الحكومة اليونانية في السيطرة على التلوث الصناعي، هي المسؤولة عن مشاكل تلوث الهواء في المدينة التي واجهتها في الآونة الأخيرة. وهذه المسألة هي من سمات مدن عالمية أخرى يعانون أيضا من مشاكل انعكاس الجيومورفولوجيا مماثلة مثل لوس أنجلوس ومكسيكو سيتي.

المناخ

تشهد أثينا مناخًا متوسطيًا ذو صيف حار (تصنيف كوبن للمناخ: Csa). السمة الغالبة لمناخ أثينا هي التناوب بين الصيف الحار والجاف لفترة طويلة بسبب الرياح الجافة والحارة التي تهب من الصحراء، والشتاء المعتدل الرطب مع هطول الأمطار المعتدلة، بسبب الرياح الغربية. بمتوسط 433 ملم (17.0 بوصة) من الأمطار السنوية، يحدث هذول الأمطار بشكل كبير بين شهري أكتوبر وأبريل. يوليو وأغسطس هما أكثر الشهور جفافًا بالرغم من حدوث عواصف رعدية قليلة. علاوة على ذلك، تكون المناطق الجنوبية من المدينة حارة وشبه جافة.

بسبب الظل المطري لجبال بيندوس، فإن هطول الأمطار السنوي في أثينا أقل من معظم الأجزاء الأخرى في اليونان، وخاصة غرب اليونان. على سبيل المثال، تتلقى يوانينا حوالي 1300 ملم (51 بوصة) سنويًا، وأغرينيو حوالي 800 ملم (31 بوصة) سنويًا. تبلغ متوسط الحرارة العليا اليومية لشهر يوليو حوالي 34 °مئوية أو 93 °فهرنهايت في وسط مدينة أثينا، قد تكون بعض أجزاء المدينة أكثر سخونة بالنسبة للكثافة العالية للمباني، انخفاض كثافة الغطاء النباتي، خصوصًا في مركز المدينة.

تحمل أثينا الرقم القياسي من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأعلى درجة حرارة مسجلة في أوروبا حيث بلغت درجة الحرارة 48 °مئوية (118 °فهرنهايت) وذلك كان بتاريخ 10 تموز 1977.

وصف المدينة

تتمركز الحياة في مدينة أثينا الحديثة حول ثلاثة ميادين رئيسية هي ميدان سينتاجما وميدان أُمونويا، وميدان موناسترياكي. ويشكل ميدان سينتاجما ـ الذي يُعرف أيضًا باسم الميدان الدستوري ـ المركز الإداري للمدينة. وهو مواجه لمبنى البرلمان (القصر الملكي سابقًا)، والذي أعلن من شرفته دستور أثينا عام 1843م. ويحرس هذا المبنى، ونصب الجندي المجهول، مجموعة مخصوصة من الجند، تسمى إفزونز، يرتدون زيًا تقليديًا زاهي الألوان، وتقف مباني الفنادق والمكاتب في مواجهة الميدان أيضًا.

أما ميدان أُمونويا ـ ويعرف أحيانًا بميدان الكونكورد ـ فيقع على بعد كيلو متر واحد شمال غربي ميدان سينتاجما، وتفصل بين الميدانين منطقة السوق والمحال التجارية والمطاعم. كما أن الشوارع الرئيسية وخطوط المركبات العامة تتفرع من ميدان أمونيا.

وإلى الجنوب من هذا الميدان يقع ميدان مونا سترياكي ـ وهو قلب منطقة السوق القديم ـ ويحيط به عدد كبير من الحوانيت الصغيرة، وأماكن البيع المكشوفة ومحلات بيع الصحف، وإلى الشرق منه توجد منطقة بلاكا التي يرجع تاريخها إلى عهد حكم تركيا لليونان، حيث كانت أثينا آنذاك قرية صغيرة، ولازالت هذه المنطقة تحمل سمات ذلك العهد التركي، التي تبدو في شوارعها الحجرية المتعرجة، وحوانيتها الصغيرة ومقاهيها الكثيرة.

يرتفع في الشمال الشرقي من أثينا جبل ليكابتس، وهو ذو شكل مخروطي، ويبلغ ارتفاعه نحو 280م، ويمكن رؤية كل المدينة من أعلاه، وإلى جنوبه توجد المنطقة السكنية الراقية المسماة كولوناكي.

ويقع تل أكروبولس الكبير المنبسط في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، وقد كان المركز الأصلي للحياة في أثينا القديمة. وتوجد فيه عدة آثار تاريخية، مثل الأرخثيوم والبارثينون والبروبيليا ومعبد أثينا نايك، وآثار أخرى تذكر بماضٍ زاهر.

التنظيم الإداري

في عام 1834 أصبحت أثينا عاصمة اليونان بدلا من نافبليو التي كانت عاصمة مؤقتة منذ عام 1829. بلدية أثينا هي أيضا عاصمة إقليم أتيكا، أحد أقاليم اليونان. قد يشير اسم أثينا إلى بلدية أثينا فقط أو إلى أثينا بمجملها (كافة المناطق الحضرية في المدينة) والتي تشكل «مدينة أثينا» الممتدة على طول حوض أتيكا.

إقليم أتيكا

تغطي مدينة أثينا مساحة 2,928.717 كم2 وتقع ضمن اقليم أتيكا الذي تبلغ مساحته 3,808 كم2. يضم هذا الإقليم المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليونان، بتعداد سكاني وصل في العام 2011 إلى 3,812,330 نسمة، مع أن هذا الإقليم هو الأصغر بين أقاليم اليونان.

إقليم أتيكا نفسه مقسم إلى ثمان وحدات مناطقية هي:

حتى العام 2010 كونت المناطق الأربع الأولى المذكورة أعلاه التنظيم الإداري الملغي «مقاطعة أثينا» والتي كان يشار إليها ب «أثينا الكبرى». كانت هذه المقاطعة أكثر مقاطعات اليونان كثافة سكانية في ذلك الوقت. ضمَت 2,664,776 نسمة (عام 2011)، على مساحة 361 كم2.

بلدية أثينا

تعتبر بلدية أثينا الأكثر اكتظاظاً بالسكان في اليونان حيث يبلغ عدد سكانها 655780 نسمة (في عام 2011) وتبلغ مساحتها 39 كم مربع (15 ميل مربع). رئيس بلدية أثينا هو جيورجوس كاماريس. وتنقسم البلدية إلى سبعة دوائر بلدية والتي تستخدم أساساً لأغراض إدارية.:

أهل أثينا لديهم طريقة أكثر شعبية لتقسيم المدينة من خلال أحيائها كباكراتي ‏،أمبيلوكيبي،إكسارشيا ‏‏،باتيسيا ‏‏،إيليسيا ‏‏، بيترالونا ‏‏،كوكاكي ‏‏،كيبسيلي ‏‏ ولكل منها تاريخها وخصائصها المتميزة الخاصة.

تشكل بلدية أثينا نواة ومركز «أثينا الكبرى» التي تتكون من بلدية أثينا و34 بلدية أخرى، والتي تنقسم في أربعة وحدات إقليمية كما ذكر سابقا.

الاقتصاد والبنية التحتية

أثينا هي المركز الاقتصادي والمالي لليونان، حث يتواجد بها حوالي نصف الشركات الصناعية في اليونان. يعتمد اقتصاد المدينة على قطاعات السياحة والبناء وقطاع المصارف وشركات التأمين. كما أن بها عدة مصانع، ومن أهم الصناعات بها: صناعة المنسوجات والجلود والمواد الغذائية والورق والمطبوعات. موقع أثينا على الطرف الجنوبي الشرقي لأوروبا أكسبها أهمية تجارية مع دول الشرق الأوسط والشرق عموماً. استفاد القطاع المصرفي من دخول اليونان لإتحاد اليورو الأوروبي عام 2001، حيث سهلت شروط الاقتراض وخفضت الفائدة، استطاع كثير من اليونانيين في هذه الفترة من الاقتراض وامتلاك عقارات خاصة. كما ساهمت الألعاب الأوليميبية الصيفية عام 2004، التي أقيمت في أثينا، من تحسين البنية التحتية فيها، وخاصة تلك المتعلقة بالمواصلات العامة. حيث تم افتتاح مطار دولي جديد للمدينة عام 2001، يبعد حوالي 25 كم عن مركز المدينة، وتدشين أول خط قطارات تحت أرضي (مترو) قبل بداية الألعاب مباشرة. أضف إلى ذلك افتتاح العديد من الملاعب والصالات الرياضية. النهضة العمرانية وتوفر فرص العمل في بداية القرن الحادي والعشرين غير طويلة الأمد، كما يدعي المعارضون. يطالب بعض الاقتصاديون بتحسين النظام الضريبي وخصخصة الشركات العامة في البلاد. أثينا هي نقطة تقاطع طريقين سريعين رئيسين، يربطان البلاد من شمالها إلى جنوبها وإلى غربها. يقع ميناء أثينا في منطقة بيراوس جنوب المدينة.

وبها عدة مصانع تقوم بإنتاج الإسمنت والكيميائيات والملابس والمنتجات الغذائية والبترولية والسفن والنسيج وغيرها. وهناك صناعات يدوية مثل فن نقش المجوهرات وأعمال النحاس الأصفر والأحمر، وصناعات أخرى مفضلة لدى السياح. فالسياحة تؤدي دورًا مهمًا في اقتصادها، إذ ينعم السياح والزوار بحوانيتها ومطاعمها ومقاهيها الكثيرة.

السكان

يبلغ تعداد السكان الرسمي في نطاق بلدية أثينا 655,780 نسمة ومع وحدات الأقاليم الأربعة التي تُشكل بما يُعرف بأثينا الكبرى 2,625,090 نسمة ومع أقليم بيرايوس (بيريه الكبرى) تُشكل منطقة حضرية كثيفة في أثينا ويبلغ تعدادها السُكاني 3,074,160 نسمة عام 2011.

أثينا مركز اليونان الثقافي، ويعيش فيها عدد كبير من الناس، كما يزورها كثير من الأجانب، الأمر الذي يضفي عليها جوًا من العالمية، ويجعل حياتها أكثر عصرية من أي مدينة يونانية أخرى. ويعمل معظم سكانها الأجانب إما في سفارات بلادهم، أو في شركات تجارية، أو مؤسسات تعليمية.

ويتبع معظم أهل أثينا ـ مثلهم مثل 95% من سكان اليونان ـ الكنيسة الأرثوذكسية الإغريقية. وفي أثينا عدد كبير من الكنائس، أكبرها الكاتدرائية التي بُدئ في بنائها عام 1840م، وأُكمل عام 1855م. وهناك أيضًا كنيسة القديس نكوديمس التي يرجع تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي.

يشبه طعام أهل أثينا أطعمة مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط. وهو يتكون عادة من لحم الضأن المطبوخ بطرق عدة، وكذلك أنواع كثيرة من السمك والمأكولات البحرية. ومن أطعمتهم المميزة الفيتا، وهي جبن مصنوع من لبن الأغنام أو الماعز، ومخلوط بشيء من الخمر الممزوج بمادة صمغية.

ومعظم أهل أثينا يعيشون في شقق صغيرة، أو منازل رخيصة. ويملك الكثير منهم سيارات في حين أن البعض الآخر يستعمل وسائل المواصلات العامة، كالمركبات العامة وقطارات الأنفاق التي تربط أثينا بمنطقة بيرايوس.

معالم المدينة والثقافة

الأكروبولس ومبانيه

بنى قدماء الإغريق أثينا على تل صخري ذي قمة منبسطة واسعة تزيد مساحته على الأربعة هكتارات بقليل، وهو التل المعروف باسم أكروبولس ـ ويعني المدينة العالية - ويعد أحد أشهر معالم أثينا واليونان قاطبة. وقد عاش حكام أثينا القدماء على هذا التل ربما لسهولة الدفاع عنه. وقد بنى أهل أثينا القدامى على هذا التل المعابد والمباني العامة، وهو الآن مهجور، لا يعيش فيه أحد.وهناك بقايا لسور قديم، وأسوار أكبر حوله، وكان أهل أثينا قد بنوها حول الأكروبولس ما بين القرنين الثالث عشر والخامس قبل الميلاد. وقد بنوا عليه أيضًا معبدًا وهبوه لأثينا، الإلاهة الراعية للمدينة، وظل هذا المعبد أكبر معابدها حتى وقت استيلاء الفرس عليها عام 480ق.م، وقيامهم بتحطيم معظم المباني القائمة على تل أكروبولس. وفي عام 447ق.م قام أهل أثينا تحت قيادة أحد ساستها المحنكين بيركليس، بإعادة بناء الأكروبولس، وإضافة مبان جديدة عليه مثل مبنى معبد البارثينون الفاخر المشاد من المرمر، والمُهدى إلى الإلاهة أثينا. كما بدأ بيركليس بناء اليروبيليا، وهو مدخل ضخم للأكروبولس ولكن بناءه الذي أعاقته الحرب البيلوبوينزية لم يكتمل أبدًا، وإلى يمين هذا البناء يقف معبد أثينا نايك. وعلى بعد 55م من البارثينون يقع معبد أرخثيوم، الذي أتم أهل أثينا بناءه عام 400ق.م تقريبًا، وأهدوه إلى معبودتهم أثينا، وإلى الإله بوسيدون، وإلى الملك أرخثيوس أحد ملوك أثينا الخرافيين القدامى. ويتميز هذا المعبد ببهوه الجنوبي الذي تقوم فيه ستة أعمدة مبنية على شكل عذارى يحملن سقفه. وقد حُولت هذه الأعمدة في الثمانينيات من القرن العشرين إلى متحف الأكروبولس، خوفًا عليها من عوامل تلوث الهواء، ووضعت مكانها أعمدة مشابهة لها مصنوعة من الإسمنت، على صورة تلك الأعمدة الأصلية،

مبانٍ أخرى

إلى الجنوب الشرقي من الأكروبولس يقع مسرح ديونيسوس الذي كان الروائيون الإغريق القدامى يعرضون فيه رواياتهم. ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ويسع 15,000 مشاهد. وقد أدخلت عليه تعديلات عديدة على مر الزمن. ويوجد في الجهة الجنوبية الغريية من الأكروبولس مسرح أوديون، المرمم، وسعته أكثر من 5,000 مشاهد. ولايزال هذا المسرح مستعملاً حتى اليوم؛ ففيه تعرض العروض المسرحية والموسيقية. ويرجع الفضل في بنائه إلى هيرودس أتيكوس أحد أثرياء أثينا، حيث أتم بناءه عام 160م.

وتقع أجورا وهي سوق أثينا القديمة إلى الشمال الغربي من الأكروبولس، وقد كشف علماء الآثار عن الكثير من مباني أجورا العامة. ويوجد على طول ضلعه الشرقي صف طويل من الأعمدة المرمرية المسقوفة التي تحوي بين جنباتها العديد من الحوانيت، وتعرف باسم استوا أوف أطالس. وقد تم بناؤها بين عامي 159 و138ق.م، وأعيد بناؤها في الخمسينيات من القرن العشرين. وهي اليوم متحف، ومقر للحفريات الجارية في منطقة أجورا.

أما معبد هفاستس ـ ويسمى أيضًا هفاستيوم، أو تيسيوم ـ فيقع خارج منطقة أجورا، وقد تم بناؤه عام 449ق.م ويعد من أكثر المعابد المعتنى بها في اليونان اليوم.

وعلى بعد نحو 370م شرقي مسرح ديونيسوس، يوجد معبد زيوس الأوليمبي، وهو أكبر المعابد المبنية في اليونان. وقد بدأ بناءه الطاغية الإغريقي بيزيستراتوس عام 530ق.م، ولم يكتمل بناؤه إلا في عهد الإمبراطور هادريان الذي حكم في الفترة ما بين 117 و 138م. وقد احتوى المبنى على 104 أعمدة، ارتفاع كل منها 17م، ولكن لم يبق منها الآن إلا 16 عمودًا فقط.

  • كيراميكوس: سور المدينة، يحتوي على عدة بوابات.
  • بنيكس: تلة تقع على غرب الأكروبوليس، كانت مكان اجتماع العامة للتشاور في العصور القديمة.

المتاحف

  • متحف الآثار الوطني: يقع إلى جوار الجامعة التقنية، وهو أكبر متحف أثري في البلاد وواحد من أكبر المتاحف في العالم، حيثُ أنه يحتوي على مجموعة واسعة من الآثار والتحف وروائع فنية من المجوهرات والخزف وفن النحت، ويمثل كل عصور اليونان، خاصة عصرها القديم، وتغطي فترة زمنية يزيد عُمرها عن 5,000 سنة، من أواخر العصر الحجري الحديث حتى فترة اليونان الرومانية.
  • متحف الفن البيزنطي المسيحي: وهو أحد أهم متاحف الفن البيزنطي.
  • متحف أكروبوليس: أفتتح في عام 2009، بديلًا عن المتحف القديم «بنفس الأسم». وقد أثبت المتحف أنه مكان جذب كبير فقد زاره ما يقارب من مليون شخص خلال فترة الصيف يونيو-أكتوبر 2009. وهناك عدد من المتاحف الصغيرة والمملوكة للقطاع الخاص التي ترُكز على الثقافة اليونانية وفنونها.
  • متحف بيناكي: تأسس سنة 1931 على يد جامع التحف الفنية انطونيوس بيناكي بعدما تمكن من جمع مجموعة من التحف الثمينة من عصور اليونان الوسطى والحديثة على مدار 36 سنة وهبها إلى الدولة اليونانية في حفل حاشد عظيم حضره رئيس الجمهورية أنذاك ألكسندروس زيميس.

السياحة

كانت أثينا وجهة للمُسافرين مُنذ العصور القديمة. تحسنت البنية التحتية والخدمات في المدينة على مدى العقد الماضي ويرجع ذلك جُزئيًا إلى محاولة المدينة الناجحة باستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2004. قامت الحكومة اليونانية وبمساعدة من الاتحاد الأوروبي بتمويل مشاريع البنية التحتية الرئيسية مثل مطار أثينا الدولي، توسيع نظام مترو أثينا والطريق السريع الجديد أتيكي أودوس.

الترفيه والفنون المسرحية

أثينا هي موطن لأكثر من 148 مسرح وهو أكثر من أي مدينة أخرى في العالم، من أشهر مهرجانات المدينة هو مهرجان أثينا الذي يمتد من مايو إلى أكتوبر من كل عام. أثينا تحتوي على دور سينما مفتوحة في الهواء الطلق بالإضافة إلى صالات الموسيقى، بما في ذلك قاعة حفل أثينا، التي يستقطب الفنانين من جميع أنحاء العالم. وقبة أثينا القبة السماوية التي تسمى بلانتاريوم وهي واحدة من أكبر القاعات الرقمية ومن الأفضل تجهيزاً في العالم وتقع في شارع أندريا.

الرياضة

أثينا لديها تاريخ طويل في مجال الرياضة والأحداث الرياضية، وخدمة وطنية للأندية الأكثر أهمية في الرياضة اليونانية وفيها عدد كبير من المرافق الرياضية . وقد استضافت المدينة مجموعة من الأحداث الرياضية ذات الأهمية الدولية .

واستضافت أثينا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية مرتين، في 1896 و2004. تم تطوير الاستاد الأولمبي في أثينا، التي اكتسبت منه سمعة باعتبارها واحدة من أجمل الملاعب في العالم و الآن هو من المعالم الأثرية الحديثة الأكثر إثارة للاهتمام وأكبر ملعب في البلاد، إلا أنه لم تستضف إلا دورتين من نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 1994 و2007 ، وتقع في منطقة بيريوس، هو استاد ستعقب المباراة، الرياضة والترفيه المعقدة، مجموعة من UEFA لعام 1971 كأس الكؤوس النهائي. في عام 2004 كانت اليونان فازت في الكأس الوطني لكرة القدم فريق في كأس الاتحاد الأوروبي الهائيات

كانت في البرتغال وفي التعادل النهائي فاز على البرتغال الدولة المضيفة 01:00 . واستضافت أثينا نهائي الدوري الأوروبي ثلاث مرات، الأولى في عام 1985 والثانية في عام 1993، ومرة الثالثة في عام 2007 في القاعة الأولمبية الداخلية وقد استضافت أحداث رياضية أخرى مثل ألعاب القوى وكرة الطائرة وكرة الماء وما إلى ذلك، في مناطق العاصمة . منطقة أثينا يشمل مجموعة متنوعة من التضاريس، لا سيما التلال والجبال ارتفاع في جميع أنحاء المدينة، والعاصمة هي المدينة الرئيسية الوحيدة في أوروبا التي كتبها شطر سلسلة جبال. أربع سلاسل جبلية تمتد إلى حدود المدينة وعلى بعد آلاف الأميال من مسارات شتى انحاء المناطق المجاورة والمدينة، وتوفير التمارين الرياضية والحصول على الأقدام البرية والدراجة. خارج أثينا وعبر ولاية أتيكا، الأنشطة في الهواء الطلق تشمل التزلج، وتسلق الصخور، القفز المظلي وركوب الأمواج .

التعليم

في أثينا عدد كبير من المدارس الحكومية، ومؤسسات التعليم العالي. وتوجد في أثينا جامعتان كبيرتان هما:

  • جامعة أثينا الكابوديسترياكون والوطنية (Εθνικό και Καποδιστριακό Πανεπιστήμιο Αθηνών): تُعرف أيضًا اسم «جامعة أثينا». أنشئت عام 1837م، وتضم كليات للقانون والطب والفلسفة واللاهوت والرياضيات والعلوم الطبيعية.
  • جامعة أثينا التقنية الوطنية (Εθνικό Μετσόβιο Πολυτεχνείο): هي الجامعة التقنية التي يدرس طلابها الهندسة والعلوم الأخرى التي لا تدرس في جامعة أثينا.

كما أن هناك العديد من الكليات والمعاهد العليا الأخرى.

وقد اكتسبت مدارس علم الآثار في أثينا شهرة عالمية، ومن أشهرها المدرسة الأمريكية للدراسات الكلاسيكية، والمدرسة البريطانية للآثار، وقد أنشئتا في الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، وتقومان بالحفريات، وتدريب طلاب علم الآثار.

البيئة

في أواخر 1970، كانت أثينا شديدة التلوث مما جعل سلطات المدينة تتخذ سلسلة من التدابير في 1990 أدى إلى تحسين نوعية الهواء، وتقليل ظهور الضباب الدخاني. تحسنت إدارة النفايات الرئيسية نتيجة الجهود المبذولة في العقد الأخير مما أدى إلى تحسين المياه في خليج سارونيك.

النقل والمواصلات

تتمتع بشبكة ممتازة من وسائل النقل العمومية، حيث تتيح لك تذكرة واحدة التنقل عن طريق المترو والقطار والترام والحافلة لعددٍ غير محدود من المرات داخل «أثينا» لمدة 90 دقيقة أو 24 ساعة أو 3 أيام بحسب نوع التذكرة. وقد تم تحديث «نظام مترو أثينا» الجديد ويُعد الآن وسيلة حديثة ومُنظمة للتنقل. يضم ثلاثة خطوط تقصد ثلاث ضواحي مختلفة. أما خط السكة الحديدية فيسير من «بيريوس» إلى المطار ولكن لا تملك اليونان شبكة ممتدة من السكك الحديدية. كما أن «ترام أثينا» هو جديدٌ أيضاً ويربط المدينة بالضواحي الجنوبية مع وصلات مع «نظام المترو». وتتضمن شبكات النقل العام في «أثينا» مزيجاً من الحافلات والقاطرات المختلفة تشرف عليها «هيئة النقل المدني» وتصل الحافلات إلى أي مكان تقريباً. كما تتوفر سيارات الأجرة وهي معقولة التعرفة ولكن احذر من بعض أعمال الاحتيال. لا يُنصح بركوب الدراجات في «أثينا» نظراً للازدحامات المرورية وعدوانية بعض السائقين وأيضاً بسبب افتقار المدينة للمرافق والإمكانيات الخاصة بالدراجات.

توأمة

مدن ومقاطعات أخرى بنفس الاسم

و غيرها الكثير من المدن.

انظر أيضاً