أكروبوليس أثينا
أكروبوليس أو أكروبول (بالإنجليزية: Acropolis) هي هضبة صخرية عالية وسط أثينا. يأتي مصطلح «أكرو» من صفة (العلو والارتفاع) واسم «بوليس» من (مدينة أو بلدة)، وهذا يعني أن «أكروبوليس» معناها «المدينة المرتفعة». وهو معبد يوناني قديم يقع في العاصمة اليونانية أثينا على قمة تل، يعد من أشهر المعابد اليونانية القديمة وكلمة أكروبوليس Acropolis كلمة يونانية قديمة تعني المدينة العالية، وقد اعتاد اليونانيون القدماء لبناء أكروبوليس لكل مدينة ذات أهمية، وكان الأكروبوليس في أثينا له الشأن الأعظم من بين جميع المعابد في المدن اليونانية القديمة، وفي حالة الغزو الخارجي كان اليونانيون يتخذون الأكروبوليس قاعدة حصينة يقاومون القوات الغازية حتى النهاية.
قام أحد رجال الدولة اليونانية وهو بريكليس (Pericles) بإنشاء الأكروبوليس في أثينا ومن الأعمال المهمة التي قام بها هو بناء أربعة مبان رئيسية وهي معبد البارثنون، وبوابة بروبيليون، ومعبد أثينا، ومعبد أريخثيون.
- معبد البارثنون: وهوأكبر معبد أنشأه اليونانيون من بين جميع المعابد في الأكروبوليس، وكلمة بارثنون باليونانية القديمة تعني أثينا الفتاة المحاربة.
- بوابة بروبيليون: وهي المدخل الرئيسي للأكروبوليس الواقع في غرب التلة.
- معبد أثينا: وهو المعبد الأصغر في الأكروبوليس.
- معبد أرخثيون: وهو آخر معبد بني في الأكروبوليس ويعد من أكثر المعابد فنا وزينة ولقي اهتماما عظيما في العهد اليوناني القديم.
أضيف الموقع عام 1987 إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
التاريخ
سكن البشر أكروبوليس أثينا منذ القدم والذين اكتشفت آثارهم التي تعود إلى عام 3000 ق.م. وكانت في الأصل موقعًا لمستودع الأسلحة المَحَلِّيَّة والقصر المَلَكِيّ. وفي عام 480ق. م. دَمَّرَ الفُرْسُ كثيرًا من المباني القديمة الواقعة على الأَكْرُوبُولِس، وذلك أثناء غزوهم الذي قاموا به في ذلك العام. ثم قام الأثينيون بعد ذلك ببناء مجموعة جديدة من المعابد. وفي الفترة مابين 447 و 432ق.م، أكمل سكان أثينا بناء البارثينون ليُخَصَّص للإلاهة العذراء أثينا راعية المدينة. وتلا ذلك تشييد الإرِخْثِيُوم في الفترة مابين 421 إلى 406ق.م. على وجه التقريب، وذلك تشريفًا لمؤسسي المدينة الأسطوريين. كذلك بُني معبد نايْكي بأثينا في حوالي عام 425ق.م. إجلالاً لأثينا كإلاهة للنصر،
الوصف
نمت أثينا شان غالبية المدن القديمة الأخرى حول ربوة (أكرا) اختيرت في بادئ الأمر موقعًا عسكريًا حصينًا حيث بنيت القصور والمعابد وبعض المنشأت المدنية كبيوت المال. وإذ كان الإله المحلي يتخذ مثل هذه الربى سكنًا له، فقد شيدوا له معبده عاليًا فوق الربوة حتى يتسنى لهم الإحساس الدائم بوجوده بينهم خلال أوقات عملهم وراحتهم يشاركهم عملهم وراحتهم. فلم يحتجب الإله الإغريقي عن رعيته داخل هياكل المعابد شان آلهة المعابد الأخرى بل كان يخالطهم ليل نهار، فضلاً عن أن وجود الإله فوق الربوة هو لون من التبجيل والتقديس، على حين تشيد الأغورا agora. والمسارح والمباني الدنيوية متناثرة على سفح الأكروبول. يعتبر أكروبوليس أثينا أهم وأشهر أكروبوليس أنشأه اليونانيون من بين جميع المدن اليونانية القديمة.
كان المواطن الأثيني مخلوقًا اجتماعيًا بالفطرة، يقضي معظم وقته في الأسواق المكشوفة والمنشآت العامة بالمدينة في رفقة مواطنيه. وكانت ساحة الأكروبول تشمخ فوق هذه المباني مكللة هامة المدينة التي يتجلى تناسقها في تدرج يبدأ بالمساكن المتواضعة ثم المنشآت العامة كالأسواق والمسارح تعلوها جميعًا المباني الدينية.
يقع أكروبوليس أثينا في إقليم أتيكا، على ارتفاع 152 مترًا عن سطح البحر، وهو جبل صخري ذو أبعاد تقدر ب270 * 150، وهي عبارة عن منازل وقصر للحاكم آنذاك. ولم يكن الوصول إلى الأكرويول ممكنًا إلا مع المنحدر الغربي الشاق. ويَحْتَلُّ مسرحان وبعض الأماكن المُقَدَّسة الصغيرة منحدرات قمة الجبل. وكان الطريق المقدس المؤدي من قلب المدينة إلى قمة التل ينتهي بأعمدة البروبيلاي Propylaion الدورية والأيونية المهيبة، وهو بوابة كبيرة مسقوفة تؤدي إلى المعابد المختلفة. البروبيلاي أي مدخل الأكروبول هو بناء - أو أبنية - روعي في إقامته أن يكون منفذًا جديرًا بالساحة المقدسة للمعبد. ويُنَظَّمُ موكب في الأعياد الدينيَّة، يأخذ طريقه إلى أعلى منحدرات الأَكْرُوبُولِس، ليَمُرَّ عَبْرَ المَدْخَل الضخم البروبيلاي.
وكان البارثينون المهيب ينتصب ولا يزال إلى اليمين من الأكرويول بينما يقوم الإرخثيوم Erechtheum الرشيق إلى اليسار شاهدين معًا على أن الأثينيين قد بلغوا في وثبة واحدة ذروة الفن المعماري في طرازين من البناء هما الدوري Doric order في البارثينون والأيوني Ionic order في معبد الإرخثيوم. إن الجمع بين هذين الطرازين - كما هو الحال في البروبيلاي - مع الاحتفاظ بهما منفصلين كل على حدة في المعبدين التوأمين على كلا جابي الأكروبول لهو برهان ساطع على اللقاء المثمر الخلاق بين العنصر الدوري الذي يقطن الجزء الغربي من بلاد اليونان وبين العنصر الأيوني الذي يقطن ساحل آسيا الصغرى عبر بحر إيجه وتلاحمهما معا في مدينة أثينا حتى صارا مع الزمن شعبًا واحدًا.