نيترينو

(بالتحويل من Neutrino)


نيوترينو
التكوين: جسيم أولي
العائلة: فرميون
المجموعة: ليبتون
التفاعل: تآثر ضعيف والجاذبية
جسيم مضاد: نيوترينو مضاد (ربما تكون مطابقة للنيوترينو)
واضع النظرية: 1930 بواسطة فولفغانغ باولي
المكتشف: 1956 بواسطة كلايد كوين، فريدريك راينس، هاريسون، كروس، وماكوير.
الرمز: νe، νμ، ντ، νe،νμ، ντ
عدد الأنواع: 3 – الكترون نيوترينو وميون نيوترينو وتاو نيوترينو.
الكتلة: لا صفري
الشحنة الكهربائية: 0
شحنة لونية: 0
ملف:FirstNeutrinoEventAnnotated.jpg
صورة لغرفة الفقاقيع أخذت عام 1970 وهي تبين تفاعل النيوترينو مع بروتون عند التقاء ثلاثة مسارات [يمين]. اصتدم أحد النيوترينوات (قادم من اليمين (غير مرئي) ونشأ عن الاصتدام ثلاثة مسارات لجسيمات (مشار إليهم).

النيوترينو -Neutrino يعتبر جسيم أولي أصغر كثيرا جدا من الإلكترون، وليست له شحنة كهربية. حتي الآن لم ينجح العلماء في قياس النيوترينو لأن تفاعله مع المادة ضعيف جدا.[بحاجة لمصدر] اضطر العلماء لاستنباط وجود النيوترينو بسبب ظاهرة تحلل بعض النظائر المشعة عن طريق إطلاق أشعة بيتا الني هي عبارة عن إلكترونات. فعند تحلل العنصر المشع إلي عنصر آخر يحدث فقد معين في الطاقة، هذا الفقد في الطاقة عبارة عن الفرق بين طاقة العنصر المشع وطاقة العنصر الناتج. والمفروض لاحترام قانون عدم فناء الطاقة أن يحمل الإلكترون المنطلق من نواة الذرة والخارج علي هيئة شعاع من أشعة بيتا أن يحمل هذا الفرق في الطاقة، ولكن القياسات تبين أن الإلكترون يحمل طاقة أقل من الطاقة المفروضة خلال التحلل، لهذا افترض العالم الأمريكي فولفغانغ باولي عام 1930 وجود جسيم صغير يحمل تلك الطاقة الناقصة التي لا نراها واطلق عليه اسم نيوترينو حيث أنه لا يحمل شحنة كهربية.

استغرق العلماء وقتاً طويلاً حتى استطاعوا اكتشاف النيوترينو بأصنافه الثلاثة كما أن الاكتشافات تمت على مراحل بدأت في الستينات وانتهت أواخر العام 2000. من المعتقد أن حوالى عن 50 ترليون نيوترينو شمسي تخترق الجسم البشري كل ثانية. في أواخر سبتمبر 2011، أعلن العلماء عن نتائج تجارب استمرت بضع سنوات تأكد خلالها أن سرعة النيوترينات أسرع قليلاً من سرعة الضوء الأمر الذي قد يعيد صياغة قوانين النسبية والفيزياء الحديثة. ولكن تبقى هذه التجربة بحاجة إلى تكرارها مئات المرات للتأكد من صحة النتائج.[١][٢]

مقدمة عامة

النيوترينات هي جسيمات أولية، تقدر قيمة لفها (كمية دورانها الزاوي(المغزلي)) بـ1/2، ويمكن تصنفيها بذلك مع جسيمات فصيلة الفرميون. كان العلماء وإلى عهد قريب يعتقدون أن وزن هذه الجسيمات يساوي الصفر، غير أن التجارب التي أجريت مؤخرا أثبتت أنه ورغم كون هذه الجسيمات صغيرة جدا إلا أن وزنها يختلف عن الصفر.

كان العالم ريموند دافيز بجامعة بنسلفانيا قد خصص وقتاً كبيراً من عمره لاستكشاف النيوترينات القادمة من الشمس فأنشأ أول مجس نيوترينات في العام 1961 بعمق 2300 قدم تحت الأرض وكان مبنيا على النظرية القائلة بأن الجسيمات المراوغة تخلف ارغون إشعاعي عند تفاعلها مع أنوية الكلور. بعد أبحاث أجراها خلا الفترة 1967-1985، وجد دافيز ثلثاً واحداً فقط من النيوترينات التي تنبأت بها النظريات. وظل اختفاء الثلثين الأخيرين لغزاً حتى التسعينات.

في تجارب أجريت في التسعينات في أجزاء مختلفة من العالم وباستعمال مجسات أخرى ظهرت تناقضات في الاكتشافات. أقنعت هذه التناقضات فريق العلماء بأن هذا دليل على أن النيوترينات قادرة على التحول من صورة لأخرى أثناء انتقالها من الشمس إلى الأرض وأسموا هذه الخاصية "تذبذبات النيوترينات". تقاسم دافيز في العام 2002 جائزة نوبل في الفيزياء مع ماساتوشي كوشيبا.

تاريخ النيوترينوات

كانت فرضية النيوترينو قد اقترحت في 1930 بواسطة ولفجانج بولي لإبقاء مبادئ بقاء الطاقة, حفظ الدفع, وحفظ الدفع الزاوي في تحلل بيتا—عملية تحول النيوترون إلى بروتون وإلكترون ونيوترينو ، طبقا للمعادلة:[٣]

np+ + e + ν

اقترحت نظرية باولي أن جسيما لا يمكن إدراكه كان يحمل معه الفرق الملاحظ بين الطاقة، الزخم والزخم الزاوي للجسيمات الأولية والجسيمات النهائية.

اقترح وجود النوع الأول عام 1930 وأطلق عليه νe ثم νμ أواخر الأربعينات وأخيرا ντ أواسط 1970 كما تم اكتشاف النوع الأول عام 1956 والثاني عام 1962 والأخير عام 2000.

وفقا لقوانين النظرية النسبية لأينشتاين ، إذا كانت النيوترينوات لها كتلة لاصفرية فينبغي ألا تصل إلى سرعة الضوء ولكن لم تثبت حتى اليوم تجارب دقيقة تؤكد كتلتها ولكن على الأقل فقد تأكد العلماء من خلال تجار أجريت في الثمانينات من القرن الماضي بأن سرعتها ليست أكبر من سرعة الضوء وإن كانت القيم التي حصلوا عليها أكبر بقليل(1.000051 من سرعة الضوء) فلا زالت ضمن مبدأ الريبة.[٤] في أواخر سبتمبر 2011، كشفت قياسات أجراها خبراء في إطار الاختبار الدولي "أوبرا"، أن نيوترينوات اجتازت نفقاً يبلغ طوله 730 كيلومترا يفصل بين منشآت المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن" في جنيف ومختبر "سان جراس" في إيطاليا بسرعة 300006 كيلومترات في الثانية، أي 6 كيلومترات في الثانية أكثر من سرعة الضوء (1.00002 قدر سرعة الضوء). ونشر علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن"، نتائج التجربة المعروفة باسم "تجربة أوبرا" الجمعة، والتي استخدمت فيها أجهزة قياس ورصد فائقة الدقة، لرصد سرعة 15 ألف "نيوترينو"، أثناء انتقالها من مركز "سيرن" في سويسرا، إلى مركز أبحاث "غران ساسو"، قرب العاصمة الإيطالية روما. هذا الكشف الأخير حير العلماء ولم تعد المسألة ضمن حدود مبدأ باولي وقد يضطرون إلى إعادة النظر في العديد من قوانين الطبيعة بما فيها النسبية الخاصة والعامة.[١][٢]

قياس النيوترينو خلال تحلل بيتا المحفز

في عام 1942 أقترح كان-شانج وانج استخدام امتصاص أشعة بيتا من أجل قياس النيوترينو .[٥]

وفي 20 يوليو 1956 نشرت مجلة سايانس Science العلمية بحثا للفيزيائيين كلايد كووان و فريدريك راينس وباحثين آخرين معهم يؤيد أنهم قاموا بقياس النيوترينو والتحقق من وجوده. [٦][٧] وقد حازا على ذلك الاكتشاف بعد مدة طويلة على جائزة نوبل للفيزياء عام 1995.[٨]

وتعرف تلك التجربة الآن بتجربة كووان-راينس للنيوترينو ، حيث صوبت نيوترينوات صادرة من مفاعل نووي ناشئة من تحلل بيتا إلى بروتونات ونتج عن التفاعل نيوترونات وبوزيترونات، طبقا لمعادلة التفاعل:.

ν¯e+p+n+e+

والبوزيترون [الموجب الشحنة ] سرعان ما يجد إلكترونا وينفنيا معا مصدران شعاعين من أشعة جاما ، ويمكن عد أشعة جاما الناشئة. ويمكن قياس النيوترون الناشئ عة طريق امتصاصه بنواة ذرة مناسبة ، وينتج عن الامتصاص أيضا شعاعا من أشعة جاما.

ويؤكد التزامن بين اصدار أشعة جاما الناشئة من إفناء البوزيترون وأصدار شعاع جاما الناشئ عن امتصاص النيوترون _ أي حدوثهما وتسجيلهما في نفس اللحظة - التفاعل الذي قام به نقيض النيوترينو.

وبذلك تحقق أن ما اقترحته النظرية وما وجدته التجربة إنما كان هو نقيض النيوترينو. ν¯e

نقيض النيوترينو

نقيض النيوترينو أو مضاد النيوترينو بالإنجليزية Antineutrino هو الجسيم المضاد للنيوترينو يحمل شحنة محايدة تنتج عن تحلل بيتا وهو تحلل يحدث لبعض الأنوية الذرية. يصحب هذا الجسيم انبعاث جسيم بيتا حينما يتحول نيوترون إلى بروتون. يبلغ عزمه المغزلي 1/2 وهو ينتمي إلى عائلة الليبتونات. جميع النيوترينوات المضادة التي خضعت للمراقبة كان عزمها المغزلي من جهة اليمين وهو عكس لف النيوترونات. تتفاعل النيوترونات المضادة مع المادة إما بقوى الجاذبية أو التآثر الضعيف لذا يصعب العثور عليها مخبريا. اكتشفت النيوترونات المضادة لأول مرة كنتيجة لتفاعلها مع نواة ذرة الكادميوم في خزان كبير للمياه. ثبت هذا الخزان بجانب مفاعل نووي كمصدر للنيوترونات المضادة. تشير تجارب تذبذب النيوترينو إلى أن مضاد النيوترينو لها كتلة لكن تجارب تحلل بيتا تصغر من قيمتها.

بما أن النيوترينوات ومضادتها محايدة كهربائيا فيرجح أنها نفس الجسيم. والجسيمات التي تمتلك هذه الخاصية تعرف بجسيمات ماجورانا. إذا كانت النيوترينوات جسيمات ماجورانا فإن تحلل بيتا الثنائي قد يتحقق وقد بدأت بعض التجارب بحث هذه المسألة. بدأ الباحثون حول العالم التحقيق في إمكانية قياس نقيض النيوترينو كوسيلة لمراقبة المفاعلات لمنع الانتشار النووي في إطار معاهدة منع الانتشار النووي.[٩][١٠][١١] .

تذبذب النيوترينو

طالع أيضاً: تذبذب النيوترينو

تنشأ النيوترينوات وتقاس عادة مصحوبة بنكهة (إلكترون أو ميون أو تاوون). وظهرت ظاهرة جديدة تسمى تذبذب النيوترينو ، وهي أن النيوترينوات تستطيع التذبذب بين ثلاثة نكهات أثناء مسارها في فراغ الكون. وهذا يحدث بسبب أن العدد الكمومي لنكهته ، وإتجاه الذاتي لنكهته ، والطاقته الذاتية لنكهته ليست هي نفسها كما هي لحالة كتلة النيوترينو (وتسمى الحالات 1 ، 2 ، 3). وهذا يسمح للنيوترينو الذي صدر كنيوترينو إلكترون أن هناك احتمال أثناء الطريق أن يتحول ويُسجل كنيوترينو ميون أو نيوترينو تاوون.

وقد خمن هذا التأثير الناجم عن ميكانيكا الكم بسبب التعارض بين عدد نيوترينوات الإكترون التي سجلت من قلب الشمس وبين العدد الذي تحسبه النظرية ، وتعرف تلك المسألة بمشكلة نيوترينو الشمس. وطبقا للنموذج الأساسي يعني وجود تذبذب لنكهة النيوترينو أن الفروق بين كتل النيوترينو ليست صفرا ، حيث يعتمد مدى اختلاط نكهات النيوترينو عند زمن معين على مربع كتلته.

إنظر أيضا

المصادر

  1. ^ أ ب علماء يكتشفون جسيمات تتحرك أسرع من الضوء - سي أن أن العربية، السبت، 24 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 09:37 (GMT+0400)
  2. ^ أ ب تجاوز الـ «نيوترينو» سرعة الضوء يحير العلماء - الاتحاد، تاريخ النشر: السبت 24 سبتمبر 2011
  3. ^ K. Riesselmann (2007). "Logbook: Neutrino Invention". Symmetry Magazine 4 (2). 
  4. ^ قالب:Cite arxiv
  5. ^ K.-C. Wang (1942). "A Suggestion on the Detection of the Neutrino". Physical Review 61 (1–2): 97. doi:10.1103/PhysRev.61.97. 
  6. ^ C.L Cowan Jr., F. Reines, F.B. Harrison, H.W. Kruse, A.D McGuire (July 20, 1956). "Detection of the Free Neutrino: a Confirmation". Science 124 (3212): 103. doi:10.1126/science.124.3212.103. PMID 17796274. 
  7. ^ Winter, Klaus (2000). Neutrino physics. Cambridge University Press. p. 38ff. ISBN 9780521650038. [١]. ‎ This source reproduces the 1956 paper.
  8. ^ The Nobel Prize. Nobelprize.org. Retrieved 29 June 2010.
  9. ^ LLNL/SNL Applied Antineutrino Physics Project. LLNL-WEB-204112 (2006): http://neutrinos.llnl.gov/
  10. ^ Applied Antineutrino Physics 2007 workshop: http://www.apc.univ-paris7.fr/AAP2007/
  11. ^ DOE/Lawrence Livermore National Laboratory (2008, March 13). New Tool To Monitor Nuclear Reactors Developed. ScienceDaily. Retrieved March 16, 2008, from http://www.sciencedaily.com/releases/2008/03/080313091522.htm