يوهانس تاولر

يوهانس تاولر (بالألمانية: Johannes Tauler)، لاهوتي ومتصوف وأديب مسيحي ألماني، انضم تاولر في عام 1315 إلى طائفة الدومينيكان. كان واعظاً ومتصوفاً في مدينتي شتراسبورج وبازل. وتلميذاً لمايستر إيكهارت. أكد تاولر على التدين العملي، وألف العديد من المواعظ.

تاولر

متصوف نظري ألماني.

ولد حوالي سنة ١٣٠٠ في اشتراسبورج؛ وتوفي في ١٦ يونيو سنة ١٣٦١ في اشتراسبورج-

التحق بطريقة الدومينكان في اشتراسبورج سنة ١٣١٥ فأمضى عامين في التحضير noviciat وثماني

تاولر

سنوات في الدراسة وفي سنة ١٣٢٥ ارتحل إلى كيلن (كولونيا) ، وهناك تتلمذ - هو وسوزو Suso - على السيد إكهرت. وفي سنة ١٣٣٩ صار واعظاً ومدرساً في بازل (سويسرة). ثم عاد إلى اشتراسبورج في سنة ١٣٤٧ . وبعد سنة ١٣٥٠ صار واعظا في مدينة كيلن (كولونيا) في دير القديسة جرترود *

تأثر تاولر بتصوف إكهرت؛ وانضاف إلى ذلك تأثره القوي بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وخصوصاً ببرقلس وفورفوريوس.

إنتاجه

وإنتاج تاولر ينحصر في «مواعظه» Predigten. وقد طبعت بلغتها الألمانية لأول مرة في ليتبسك سنة ١٤٩٨؛ وأعيد طبعها في بازل في عامي ١٥٢١، ١٥٢٢؛ ثم في كيلن ١٥٤٣ وترجمت إلى اللاتينية وطبعت هذه الترجمة اللاتينية في كيلن سنة ١٥٤٨؛ ثم في كيلن أيضاً في سنة ١٧٠٣ مع مقدمة بقلم Spences؛ وأعيد طبعها في فرانكفورت سنة ١٨٢٦ . والطبعة النقدية هي تلك التي قام بها Ferdinand Vetter في سنة ١٩١٠. ولما كانت في الأصل باللغة الألمانية القديمة (العالية) فقد ترجمها فالتر ليمان Lehmaun إلى اللغة الألمانية الحديثة في مجلدين سنة ١٩١٣، وصدرت لها طبعة ثانية في سنة ١٩٢٣. وترجمت إلى الفرنسية في جزأين سنة ١٩٢٤ -١٩٢٩ في Lüttich.

وقد نسب إليه كتاب عنوانه الفقر الروحي" ، وكان يسمى أيضاً: كتاب «الاقتداء بحياة المسيح الفقيرة» لكن ثبت أن هذا الكتاب ليس له.

تصوفه

يقول تاولر في «مواعظه»: أن إتحاد الإنسان بالله يتم في أعماق الروح. وينبغي أن يميز في الإنسان بين الأساس المخلوق والأساس غير المخلوق في جوهره، أو على حد تعبيره: بين الصورة المخلوقة والصورة غير المخلوقة. وقوى الإنان: وبينها النفس، والعقل، والإرادة، والذاكرة. تتوحد في مزاجه على شكل (شرارة Funken). وفي الصورة المخلوقة التي للإنسان يسكن اشه بوصفه الصورة غير المخلوقة والسرمدية التي

للإنسان. وسبيل النجاة للإنسان هو الانسجام مع الأساس المخلوق ابتغاء أن يتحد في النهاية مع الأساس اللامخلوق السرمدي، الذي هو الله نفسه، وهذا الإتحاد يعني الانفتاح الذاتي لله وتأليه الإنسان، وميلاد الابن فيه حتى يصير الإنسان ابن الله. لكن تحقيق هذا الغرض يصطدم بالخطيئة، أعني بالإرادة الخاصة بالإنسان ولطف الله هو وحده الذي يمكن من الكفارة عن طريق دم ابن الله. وهذا الكشف الطبيعي قد أنتج أيضاً لبعض الوثنية. فالزهد في الدنيا والتسليم لله والإيمان هي الشروط للنجاة. والإيمان الذي قام بالتكفير عن الخطيئة يشكل شعلة الحب.

قسم تاولر الإنسان إلى ثلاثة أقسام قسم خارجي أو حسي، وقسم داخلي أو عقلي، وقسم علوي. وفي الطريق إلى الكمال يجب على الإنسان أولاً أن يسير في حياته الحسية وفقاً لنموذج المسيح تحت قانون المحبة. وعليه أن يفعل نفس الشيء فيما يتعلق بجزئه العقلي . وفي المرحلة التالية عليه أن يتحول عن الظاهر فيزهد في كل الصور والأشكال، وفي فكره وإرادته، وفي الفرح بالتعازي الروحية. إن علينا أن نغوص في عدمنا كيما نصير محل الصورة المخلوقة. ففقط حيث يتم هذا المحو والفناء، وحيث يصير الإنسان سلبياً تماماً - يمكن الله أن يفعل «فإن شاء الإنسان أن يتحد باله في الحقيقة، فلا بد أن تموت كل القوى في داخل الإنسان وأن تصمت بل يجب أيضاً أن تصير الإرادة نفسها مجردة من كل إرادة وأن يتخلى العقل عن معرفة الحقيقة وتتخلى الذاكرة وسائر القوى عن مقاصدها». وطريق المحو والفناء هذا ينبغي أن يكون السير فيه تدريجياً، وكذلك الحال في الحب وفي الاستسلام لمشينة الله وقانون المحبة هو الأساس في ماهية الإنسان والحب هو الأول والآخر في كل فضيلة. وكل هذا يتم بالرياضات «فلا تنتظر أن يهبك الله الفضائل بدون مجاهدة» . وفي الأفعال فقط يتبين هل تولد الشه في النفس الإنسانية. ونادرون هم الذين بلغوا هذه المرتبة ,

إن الأجزاء الثلاثة في الإنسان هي دائماً في صراع ونزاع. لكن هذا النزاع يهدأ حين يدخل الإنان في داخل ذاته ويكتشف، في أعماق وجوده الإرادي، أصل الروح، أعني «الشرارة» Funken التي تحدث عنها إكهرت وفي هذه الشرارة يلتقي الإنسان بالله. وهناك تستطيع النفس أن تسلم نفسها لله إسلاماً تاماً. لكن ليس معنى هذا أنها تصير إلهية. ولا أن تكون تماماً تحت رحمة المشيئة الإلهية .

ويختلف تصوف تاولر عن تصوف إكهرت في نقطة جوهرية هي أن المعرفة العقلية تلعب دوراً أقل أهمية عند تا ولر منها عند إكهرت لقد رأى تاولر أن الأمر الحاسم هو التجدد الأخلاقي الديني عن طريق التجربة الحية الصوفية.

ولا يهتم تاولر بالأعمال الخارجية للعدالة، وإنما يؤكد خصوصاً العمل الباطن، الذي ينبثق من الأساس غير المخلوق في النفس. وهو يقول: «لا شيء أكبر حقيقية من كلمة الله وأقواله . وفي هذا اليقين وفي العلم بهذه الحقيقة يصل الإنسان إلى سلام كبير وطمأنينة في ضميره؛ ولا يحدث هذا عن طريق أية أفعال يرجى فيها الأنسان، وإنما فقط عليه أن يرجى فيما وعد به الله» . وبسبب هذه الأفكار اعتبر تاولر رائداً من رواد حركة الاصلاح الديني التي قام بها مارتن لوثر. ولوثر قد أشاد بتاولر اشادة عظيمة . وقد حذر تاولر من أضرار الحياة التأملية والاستسلام المفرط للتأمل النظري.