يهودية حريدية
حريديم (بالإنكليزية Haredim) هم جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل.
أصل الاسم
اسم حريديم هي جمع لكلمة حريدي (Haredi) وتعني "التقي". وقد تكون الحريديم مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل واعتزل الناس.[١]
مميزات الحريدية
يرتدي الحريديم عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهي المعطف الطويل الأسود والقبعة السوداء ويضيفون له الطاليت ويرسلون ذقونهم إلى صدورهم وتتدلى على آذانهم خصلات من الشعر المقصوع. وهم لا يتحدثون العبرية على قدر استطاعتهم (باعتبارها لغة مقدَّسة) ويفضلون التحدث باليديشية. وتتميَّز عائلات الحريديم بزيادة عددها لأنهم لا يمارسون تحديد النسل، ولذا فأعدادهم تتزايد بالنسبة للعلمانيين الذين يحجمون عن الزواج والانجاب.[٢]
صفات الحريدية
يهودية حريدية طائفة محافظة من اليهودية الأرثوذكسية. تنقسم هذه الطائفة إلى مجتمعات مختلفة لا توجد بينها موافقة كاملة على أسلوب الحياة والعقائد الجديرة، ولكن جميعها تتميز بصفات التالية:
- التمسك بشكل تام بالهالاخاه الأرثوذكسية ومعارضة إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية.
- تفضيل اليشيفات والتعليم الديني التقليدي على أي نوع آخر من التعليم أو التربية. ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم العلمانية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل تعليم الطب) أو من أجل كسب الرزق. أما تعليم الأدبيات، الفلسفة وغيرها، فترفض عند اليهود الحريديين.
- التحفظ من تبني تكنولوجيات جديدة مثل التلفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ. هذه الاختراعات موجودة عند اليهود الحريديين ولكنها أقل شيوعا عندهم.
- التمسك باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود في شرقي أوروبا قبل القرن ال20.
مذاهب الحريدية
التصنيفان الرئيسيان لمجتمعات الطائفة الحريدية هما المجتمعات الحسيدية والتي تتابع أفكار الحاخام يسرائيل باعل شيم طوف (1700-1760م) والمجتمعات "اللتوانية" التي تتابع أفكار الجاؤون من فيلنيوس (الحاخام إلياهو بن شلومو زالمان 1720-1797م).
نشاطهم السياسي
مراكز اليهودية الحريدية موجودة في مدينة القدس (في حارة "مئة شعاريم" مثلا وفي حارات يهودية أخرى)، في مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقي وفي بعض حارات مدينة نيو يورك.
لم يكونوا اليهود الحريديون من مؤسسي الحركة الصهيونية والكثير منهم عارضوها بشدة في مراحلها الأولى لاعتبارها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية. أما اليوم فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة تسمى ب"نيطوريه كارتا" ما زالت معارضة بشدة لمؤسسات الدولة وترفض التعاون معها. وكان أحد قادة "نيطوريه كارتا" وزيرا في حكومة دولة الحكم الذاتي الفلسطيني ويعمل في الشؤون اليهودية.
الأغلبية الساحقة من اليهود الحريديين يفضل عدم الخدمة في الجيش الإسرائيلي، أما الدولة فتوافق على إعفاء أبناء الطائفة من الخدمة العسكرية، مع أن هذه السياسة تثير الجدل في المجتمع الإسرائيلي، غير انه تم إنشاء كتيبة في جيش الدفاع الإسرائيلي تحت بيرق نهال ويمسى بنهال حريدي خصصت هذه الكتيبة للمتدينين الراغبين في الخدمة العسكرية كحل وسط من الحكومة حيث تراعي هذه الكتيبة متطلبات الحياة الدينية للمتدينيين.
مراجع
مشاريع شقيقة | هناك المزيد من الصور والملفات في ويكيميديا كومنز حول: يهودية حريدية |