يعقوب بوهمه

يعقوب بوهمه و أحيانا ''بوهم'' (بالإنجليزية Jakob Böhme) فيلسوف ومتصوف ألماني يلقب بـ "الفيلسوف النيوتوني". كان له تأثير كبير على فريدريش هيجل الذي كان متصوفا في شبابه تستهويه فكرة الفناء في الله.

حياته

ولد في سنة 1575 في زيدنبرج بنواحي Lusace. وكان السيد يعقوب بوهمه فيلسوفا عصاميا فقد كان يعمل إسكافيا ي جيرلتس Gorlitz. و لم يخطر على بال أحد أن هذا الإسكافي الذي يظل منهمكا في ورشته الصغيرة بين الأحذية تشغل فكره مسائل الفلسفة و التصوف و اللاهوت. لكنه كشف منذ نعومة أظفاره عن نزعة صوفية عارمة. وأدعى أنه تنتابه جذبات صوفية وفي سنة 1612 نشر كتاباً بعنوان: «الفجر او فجر الثروق» ادعى فيه الكشف عن كثير من الأسرار المحجوبة التي تتعلق بالله والدين. وكان في البداية متداولاً بين أصدقائه فقط وقد اتهمه اسقف جورلتس بالهرطقة - فكف عن النشر. وعندما داع صيته تم الزج بصاحبه في السجن لما يحتويه من معتقدات صوفية تتنافى مع المسيحية فكان في ذلك كالفيلسوف الإيطالي جوردانو برونو المتأثر بالأفلاطونية المحدثة الذي أحرقته الكنيسة حيا بتهمة الهرطقة.

لكنه بعد ذلك بخمس سنوت نشر نسخاً خطوطة من كتاب جديد بعنوان: «رسائل ثيوصوفية» (سنة 1618)، وكتاباً بعنوان: «ثلاثة مبادىء للجوهر لإلهي»، ورسائل أخرى، وجمع هذا كله ونشره مطبوعاً بعد ذلك في كتاب واحد بعنوان: «الطريق الى المسيح» سنة 1623. وبسبب مطاردة الأسقف له، رحل الى درسدن، وتجول في سيليزيا، وكان قد ترك مهنة الاسكافي، وصار يعيش الآن على مقربة من أهله ومن المعجبين به. وأخيراً عاد الى جورلتس حيث توفي في 2 نوفمبر سنة 1624.

فلسفته

كان السيد يعقوب بوهم متأثر بالأفلاطونية المحدثة التي تنزع إلى التصوف ، فاعتقد أن الإنسان تنزل من العالم العلوي الخير إلى العالم السفلي المليء بالمعاناة و أن الله يريد منه أن يعود إلى أصله في العالم العلوي و هذا الاعتقاد قريب من نظرية دائرة الإمكان عند الصوفية و التي يمكن أن نلخصها في أن كل الكائنات تأتي من الله و تعود إلى الله.

آراؤه

تأثر يعقوب بيمه ببرسلوس Paracelsus الصنعوي (الكيميائي) الثهير. ومن هنا حفلتكتاباته بالاصطلاحات الصنعوية (الكيماوية). ومؤلفاته في غاية الغموض، وتحفل بالمصطلحات الصوفية الغريبة، والرؤى الخارقة. ولتأكيد وجداناته ورؤاه الصوفية، لجأ إلى تأويل مغرق في التهاويل لنصوص من الكتاب المقدس.

وخلاصة آرائه أن اللته هومادة الكون، وليس عالياً عليه، وقد ولد نفسه بأن خلق الطبيعة السرمدية، فتجلت بذلك صفاته من علم وقدرة لامتناهيين. أما ذات الله، وهيبمعزلعن تجلياته المادية، فإنها لا تقبل الوصف: فلا هوخيرولا هوشر، ولا هويريد ولا هولا يريد، انه موجود لا واع، لا مكترث، ثابت، لا بدء له ولا ماية. ويهذه المثابة هو الله الأب، أما الابن فهو الحكمة السرمدية، وهو الارادة الالهية التي تريد معرفة نفسها عن طريق الكلمة. أما الروح القدس فهي انتشار النور المنبثق في الظلمات، والتجلي المستمر للقوى الإلهية، ولهذا كانت الروح القدس تصدر عن الأب واابن معاً ويعبر عما في الكون من قوى الهية بتعبيرات كيماوية:

  1. فالرمز المادي للشهوة والمقاومة هو الملح.
  2. ورمز الحركة والتغير هو الزئبق.
  3. ورمز الغضب أو الصراع بين الميول هو الكبريت.
  4. والنار تمثل الانتقال من العالم غير العضوي الى العالم العضوي لأنها غضب وحب معاً، اذ هي تحل الأشكال غير العضوية وتخلق بحرارتها حركة الحياة العضوية .
  5. والضوء يمثل الحياة النباتية للنبات،
  6. والصوت يمثل الحياة المضطربة للحيوان،
  7. والانسان هو رمز الحياة الروحية، وفيه تتألف كل تلك القوى المذكورة، وهو الصورة الكاملة للمادة المرئية.

والملائكة كانت الكائنات الأولى التى خلقها الله بأن عرف نفسه وتجل موضوعياً. لكن ابليس Lucifer أساء استخدام قوة المقاومة التي أودعها الته فيه، والتي كات نظيرة للقوة التي بها ينتصر الله بارادته الالهية، فأكد ابليس ارادته تجاه الإرادة الإلهية، وهكذا تكون في العالم السماوي: ملكوت الحب المطلق، والنخبة، والنور، والملائكة المقربون، ثم ملكوت غضب الله، أي الجحيم. ولما كان الههوكل شيء، فإنه يحتوي على هذين الملكوتين في ذاته: «فهو الله، وهو الجنة، وهو النار وهو العالم» يقول أيضاً: «ان الجنة الحقيقية التي يقيم فيها الله هي فيكل مكان، بل وحتى في وسط الأرض وتشمل الجحيم الذي فيه يقيم الشيطان، ولا شيء خارج الله». «والشر ضروري حتى يعرف الله»، والشيطان هو «طباخ الطبيعة، لأنه بدون التوابل كان الكل سيكون حساء عديم الم».

ويدعو بيمه الى التجرد التام من كل العلائق الدنيوية أساساً لتجربة الاتحاد بالتة. ولهذا ينبغي على الصوفي ان يتخلى عن ذاته وعن إرادته وشهواته، وأن يفني ذاته في اللطف الإلهي ويستغرق نفسه في التأمل، ابتغاء التعجيل بلحظة الاتحاد بالته.

وهكذا كان بيمه من دعاة وحدة الوجود الصوفية. وقد امتد تأثيره منذ عصره حتى اليوم، ولا يزال له أتباع في شمالي ألمانيا . كذلك تأثر به عدد متواصل من كبار الصوفية والفلاسفة الألمان - وممن تأثروا به: الصوفي

انجيلوس سيلزيوس Angelus Silesius وجيشتل .G .ل Gichtei واتينجر F. Ch. Oetinger وأتباع نزعة التقوى في اقليم انغابن، وأهم منهؤاء جميعا: شلنج Schelling وفرانتس فون بادر.

مؤلفاته

نذكر فيما يلي عناوين مؤلفاته وسنوات تأليفها

-1) Aurora oder die MorgenrotheimAnfgang,1612.

2) Die drei principien gothlichen Wesens, 1619.

3) ٧om Dreifachen Leben des Menschen, 1619 - 20

4) Psychologia vera , ٧1221ع Fragen von 1عل Seelen, 1٦••٤٣ Uritand, Essenz, Wesen, Natur und Eigens-chaft, 1620.

5) Von der Menschenwerdung Jesu Christi, 1620.

6) 5لاع Puncta theosophica 1620.

7) 10ح Signatura rerum, 1622.

8) Theosophia, ٧01 göttlicher Beschaulichkeit,1622.

9) Mysterium magnum, 1623.

10) Christosophie oder Weg zu Christo, 1622 - 4.

وفيما عد الكتاب الأخير، فإن هذه الكتب جميعاً لم

تنثر إبان حياته، وأهم نشرة لمجموع مؤلفاته هي التي بعنوان:., w. Schiebler قام بها

Sämtliche Werke, 7 Bde, Leipzig 1831 - 47

تط ٧٧ بطبعة جديدة. Penchert ٨ و. Faust ثم قام Sämtliche Schriften, 11 8عل. Stuttgart, 1941- :بعنوان 42.

ومعظم مؤلفات بيمه قد ترجمت الى الفرنسية والانكليزية والايطاية.

ي—ن