هيلين ميريل ليند

هيلين ميريل ليند (بالإنجليزية: Helen Merrell Lynd) (عاشت من 1896 حتى 1982) عالمة أمريكية تخصصت فى الدراسات الإثنوجرافية، كما اشتغلت بالتنظير الاجتماعى؛ انصبت أعمالها - التى ألفتها بالاشتراك مع زوجها روبرت ليند - على دراسة إحدى المدن الصغيرة فى منطقة الغرب الأوسط. وقد عاش الزوجان ليند فعلاً فى المدينة التى قاما بدراستها (والاسم الحقيقى لمدينة ميدلتاون هو: مونسى Muncie فى ولاية إنديانا)، وذلك خلال الفترة من عام 1924 حتى 1926. وقد نشرا المجلد الأول من تلك الدراسة بعنوان: ميدلتاون: دراسة فى الثقافة الأمريكية المعاصرة، عام 1929. وقد انصب تحليلهما على دراسة الأنشطة الرئيسية المسئولة عن بقاء المجتمع واستمراره، والتى تشمل تكوين الأسرة، وكسب العيش، وتنشئة الصغار، والمشاركة فى الأنشطة الدينية والاجتماعية.

أما المجلد الثانى من الدراسة فيحوى دراسة تتبعية (تاريخية) ويحمل عنوان: ميدلتاون فى تغير: دراسة فى الصراعات الثقافية، وصدر عام 1935 - أى أنه نشر أثناء فترة الكساد العظيم. وقد تناولا فى ذلك الجزء الجماعات الطبقية والامتيازات الاجتماعية بوصفها أكثر وضوحاً، على الرغم من ضعف الشواهد على وجود تضامن عمالى ظاهر: أى أن التغيرات الاقتصادية الاجتماعية العنيفة التي شهدتها تلك الفترة لم تتولد عنها حركات طبقية قوية. ورغم اشتراك الزوجين فى كل مراحل البحث، سواء فى العمل الميداني أو كتابة المادة للنشر، إلا أن الزوج روبرت ليند هو الذى استأثر بالجانب الأكبر من التقدير عن تلك الدراسات الكلاسيكية.

جدير بالذكر أيضاً أن هيلين ليند اشتغلت فى نفس الوقت بالتدريس، كما كانت ذات نشاط سياسي، وتعرضت لكثير من التحرش خلال مطاردات ماكارثى (فى الخمسينيات). وقد نشرت فى عام 1958 كتابها المعنون: فى الخجل والبحث عن الهوية، الذى يحوى نقداً لسيجموند فرويد وتالكوت بارسونز. حيث ذهبت فيه إلى أن هذين العالمين قد أخفقا فى توفير كل من الإطار التاريخى والمضمون التاريخى لنظرياتهما الاجتماعية. كما نشرت دراسات تناولت فيها علاقات التفاعل بين المدرس والطالب فى الجامعة، فى كتابها: البحث الميداني فى التعليم الجامعى، وصدر عام 1945. ونشرت دراسة تاريخية بعنوان: انجلترا فى ثمانينيات القرن الثامن عشر: بحثاً عن أساس اجتماعي للحرية، وصدر عام 1944. وقد احتل مركز الثقل فى كل بحوثها وكتاباتها تأمل المعنى الإنسانى والفعل الإنسانى.